Skip to main content

Full text of "زاد المعاد في هدي خير العباد"

See other formats


ل 


7 رلا ركم بجوو ىھان اال 
4 
42 





e 


7 RCS 
عطاعات1‎ 
| أل أبس‎ - 
2 ام‎ 
a بح‎ ) 


د 


رعا رو 
ا„ 





تاليف 
3 56 و وك :8 a‏ َو of‏ صنت فف 
الإمّام أي عبد اه عدن ان بكري نأيُوب أبن َير الجورة 
5951١١‏ ۷۵۱) 
ر 5 8 2 7 ست > 
محمد ا جما | لإضلاي سلح من رمد مر 


رہ ص ل رک بے کے کے 


وق اتيج المع مدن لجآ لى تة 
3 





الد الولف 


لجرا كار أبن دزم 


رع 


عطاءات العلم 
هاتف: +۹٦٦۱۱٤۹۱٦٥۳۲۳‏ 


+411۱۱٤۹1٦۳۷۸ فاكس:‎ 
info@ataat.com.sa 





ISBN: 978-9959-857-69-9 


95 77 


جيع الحقوق حفوظة 
لدار عطاءات العلم للنشر 


الطبعة الثالثة 
56ه-159١٠م‏ 


الطبعة الأولى لدار ابن حزم 


دار ابن دزم 
بيروت - ثبنان -.ص.ب : 14/6366 
هاتف وفاكس : 701974 - 300227 (009611) 
البريد الالعتروني: 1261.110 697706112 1011132211013 


الموقع الالكتروني : 131:12111122111.00111). 775977777 


النسخ المعتمدة في تحقيق هذا الجزء 


-١‏ م= نسخة دار الكتب المصرية الأولئ (5 0/اه) 

؟- ق- نسخة القرويين (557/اه) 

۳- كح نسخة الشيخ محمد عبد الحي الكتاني (١۷۷ه)‏ 

- ع- نسخة أوقاف بغداد (۷۹۰ه) 

-٥‏ ص= نسخة ابن خاص ترك (تركيا)» قويلت على أصل مقروء على المؤلف 
1- ج= نسخة عمجه زاده حسين (تركيا) عليها خط سبط ابن العجمي (ت١85)‏ 
۷- مب- نسخة دار الكتب المصرية برقم ۲۳٤‏ 

۸- ن- النسخة اليمنية بمتحف طوب قابي سراي (81١١ه)‏ 


وبه نستعين 

الح مد لله ربٌ العالمين» والعاقبة للمتقين» ولاعدوان إلاعلى 
الظالمين» ولا إله إلا الله إله الأولين والآخرين؛ وقيّوم السماوات 
والأرضين» ومالك يوم الدين» الذي لا فوز إلا في طاعته» ولا عر إلا في 
التذلل لعظمته» ولاغنئ إلا في الافتقار إلى رحمته. ولا هدئ إلا في 
الاستهداء بنوره» ولا حياة إلا في رضاه» ولا نعيم إلا في قربه. ولا صلاح 
للقلب ولا فلاح إلا في الإخلاص له وتوحيد حبّه؛ الذي إذا أطيع شكرء وإذا 
عصِي تاب وغفرء وإذا دعي أجاب» وإذا عومل أثاب. 

والحمد لله الذي شهدت له بالربوبية جميع مخلوقاته» وأقرّت له 
بالإلهية جميعٌ مصنوعاته» وشهدت بأنه الله الذي لا إله إلا هو بما أودعها من 
عجائب صنعته وبدائع آياته. وسبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه 
وزنةَ عرشه ومداد كلماته. ولا إله إلا الله وحده» لا شريك له في لهیته» كما لا 
شريك له في ربوبيته» ولا شبيه له في ذاته ولا في أفعاله ولا في صفاته(. 

والله أكبر كبيرّاء والحمد لله كثيرّاء وسبحان الله بكرة وأصيلا. وسبحان 
من تسبح له السماوات وأملاكهاء والنجوم وأفلاكهاء والأرض وسكانهاء 
والبحار وحيتانهاء والنجوم والجبال والشجر والدوابٌ والآكام والرمالء 
وكلّ رطب ویابس» وکل حي وميّت وس لوت اتج اذز ومن فين 
)١(‏ هذه الفقرة إنما وردت في مب» ن والنسخ المطبوعةء وقد وضعت علامة اللحق في 

ص بعد «أثاب» ولكن لم نجد اللحق في حاشيتها. 


0 


کان قن عه لي يحم ولك لا َون یحم إل کن حلم عورا 4 
[الإسراء: .]٤٤‏ 

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له»ء كلمة قامت بها اللأرض 
والسماوات» وخلقت لأجلها جميعٌ المخلوقات» وبها أرسل الله تعالى 
رسله» وأنزل کتبه» وشرع شرائعه. ولأجلها : عيت الموازين» ووّضعت 
الدواوين» وقام سوق الجنة والنار. وبها تقسّمت الخليقة إلى المؤمنين 
والكفار والأبرار والفجار. فهي منشأ الخلق والأمر والثواب والعقاب» وهي 
الحقٌّ الذي لقت له الخليقة» وعنها وعن حقوقها السؤال والحساب» 
وعليها يقع الثواب والعقاب. وعليها نُصِبت القبلة وعليها أسّست الملّت 
ولأجلها جُرّدت سيوف الجهادء وهي حقٌ الله على جميع العبادء فهي كلمة 
الإسلام» ومفتاح دار السلام. 

وعنها يُسأل الأولون والآخرونء فلا تزول7١)‏ قدما العبد بين يدي الله 
تعالئ حتئ يُسأل عن a‏ ماذا كنتم تعبدون؟ وماذا أجبتم 
المرسلين؟”"' فجواب الأولئ ب بتحقيق لا إله إلا الله معرفة وإقرارًا وعملا. 
وجواب الثانية بت بتحقيق أن محمدًا رسول الله معرفة وإقرارًا وانقيادًا وطاعة. 


فآشهد"' أن محمدًا عبده ورسوله. وأمينه عل وحيه» وخيرته من خلقه. 


)١(‏ ق:«ولاتزول». 
إفة أخرجه الطبري في «تفسيره» (15/ )١4١‏ عن أبي العالية بلفظ: «يُسأل العبادُ كلّهم 
عن تين يوم القيامة: عما كانوا يعبدون» وعما أجابوا المرسلين»» وعن أبي العالية 

نقله المؤلف في «طريق الهجرتين» (۲/ 155) والمدارج السالكين» .)57١ /١(‏ 
(۳) أدخل الفاء لكونه مربّيًا على جواب المسألة الثانية. وفي مب» ن: «وأشهدة. 


. 





وسفيره بينه وبين عباده» المبعوث بالدين القويم والمنهج المستقيم. أرسله الله 
رحمة للعالمين» وإمامًا(١2‏ للمتقين» وحجّة على الخلائق أجمعين. أرسله على 
حين فترة(21 من الرسل» فهدئ به إلى أقوم الطرق وأوضح السبل. وافترض 
علئ العباد طاعته وتعزيره وتوقيره ومحبته والقيام بحقوقه» وسدٌ دون جتته 
الطرقء فلم يف 2 لأحر إلا ٠‏ طريقه. فشرح له صدره» ورفع له ذکره 
لطر فلم يفتح من طر س فع له دکر 
ووضع عنه وزره» وجعل الذلة والصَّغار على من خالف أمره. 

ففى «المسند)2؟) من حديث27 عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله 
يكُ: «بُعثت بالسيف بين يدى الساعة حتى يُعبد الله وحدّه لاشريك له. 

0 0 5 

وججعِل رزقي تحت ظل رمحي. وجول الذلة والصّغار على من خالف أمري. 


)١(‏ من هنا بداية النسخة الكتانية (ك). 

(۲) ك: «علئ فترة». 

(۳) مب: «تفتح». 

(5) برقم .)01٦۷ ء١۱٠١ »0۱۱٤(‏ وأخرجه أبوداود مختصرًا(071). وعلق 
البخاري بعضه قبل الحديث )١9١5(‏ بصيغة التمريض. انظر: «تغليق التعليق» 
(/ 5755 5). ومدار الحديث على عبدالرحمن بن ثابت بن ثوبان» وهو مختلف 
فيه» قال يعقوب بن شيبة: «اختلف أصحابنا فيه» فأما يحيئئ بن معين فكان يضعفه» 
وأما علي ابن المديني فكان حسّن الرأي فيه» وكان ابن ثوبان رجل صدق». وعليه 
فالإسناد محتمل للتحسين وقد حسّن الحديث ابن تيمية في «اقتضاء الصراط 
المستقيم» )7١519 /١(‏ وذكر أن أحمد وغيره احتج به» والذهبي في اسير أعلام 
النبلاء» (009/15)» والحافظ في «فتح الباري» /۱١(‏ ۲۲۲)» وصححه الألباني في 
«إرواء الغليل» .)١1779(‏ وله شواهد لكنها ضعيفة أو مرسلة. وانظر: «أآنيس 
الساري» (۷/ .)٤۹۸۱ - ٤۹۷۸‏ 

(0) بعده في ن: «أبي منيب الجرشي عن1» وكذا في النسخ المطبوعة. 


۷ 


ومن تشبّه بقوم فهو منهم». 

راه و غل مو الت انر فال لأف طا 
ومتابعته. قال تعالئ: #وَلاتهمُوأ ولا حرأ وكا راون دكن م مُوْيِنَ»4 
[آل عمران: ۱۳۹]. وقال تعالا: وله الْعِبَهُوَإرَسُوو وَلْلْمْؤْمِِيرت 4 
[المنافقون: ۸]. وقال تعالئ: فلا وا وت دعولا ال لر واوا لون واه 
مک4 [محمد: .]۳١‏ 


وقال تعال: يلاي أن حبك اهو عك من المرمديت » 
[الأنفال: 14]. أي: الله وحده كافيك» وكافي أتباعك» فلا تحتاجون" معه إلى 
أحد. وهنا تقديران» أحدهما: أن تكون الواو عاطفة ل (مَنْ) على الكاف 
المجرورة. ويجوز العطف على الضمير المجرور بدون إعادة الجار على 
المذهب المختار» وشواهده كثيرة» وشّبَهُ المنع منه واهية. 

ا 0 
3 فإن حسبك» في معنو «كافيك». أي الله يكفيك ويكفي من اتبعك» 

تقول العرب: حسبك وزيدًا درهم. قال الشاعر: 


إذا کانت الهيجاء وانشقّت العصا فحسيك والضحاك سيف ا 


)١(‏ من هنا تبدأ النسخة العراقية (ع). 

(؟) كوع: «ولا تحتاجون». 

(۳) عزاه القالي في «ذيل الأمالي» (ص )١4 ٠١‏ إلى جريرء ولم يرد في ديوانه. وقد ورد البيت في 
مصادر كثيرة ولكن دون عزو. انظر مثلًا «معاني القرآن» للفراء )417//١(‏ و«الأصول» 
لابن السراج (۲/ ۴۷) و«جمهرة اللغة» (۲/ )٠١ ٤۷‏ و«سمط اللآلي» (۳/ 59). 


۸ 


وهذا أصح التقديرين. 

وفيها تقدير ثالث: أن تكون (مَن) في موضع رفع بالابتداء» أي: ومن 
اتبعك من المؤمنين فحسبهم الله. 

وفيها تقدير رابع» وهو خطأ من جهة المعنئ7(١2:‏ وهو أن تكون (مَن) 
في موضع رفع عطفًا على اسم الله ويكون المعنئ: حسبك الله وأتباعك. 
وهذا وإن قاله بعض الناس"» فهو خطأ محض لا يجوز حمل الآية عليه 
فإن الحسب والكفاية لله وحده» كالتوكل والتقوئ والعبادة. قال تعالءا(؟): 
وان ثري أل ينود وإدحسْبك آله وزی َك سه المت 4 
[الأنفال: 77]. ففرّق بين الحسب والتأييد» فجعل الحسب له وحده» وجعل 
التأييد له بنصره وبعباده0©». 

وأثن سبحانه على أهل التوحيد(! من عباده حيث أفردوه بالحسب» 


)١(‏ انظر: «منهاج السنة» .)۲٠۸-۲١١/۷(‏ وقال شيخ الإسلام في «الاقتضاء» 
(؟/57"): ومن ظن أن معناها: حسبك الله والمؤمنون» فقد غلط غلطًا عظيمًا من 
وجوه كثيرة مبسوطة في غير هذا الموضع». ونحوه في ارسالة العبودية» (ص٠١5)‏ 
و«الإخنائية» (ص۸۷٤)‏ وغيرهما. وانظر: رسالة ابن رُشَيّق في مؤلفاته ضمن 
«الجامع لسيرة شيخ الإسلام» (ص۲۸۷). 

(۲) كموع: اوهي». 

(۳) هو قول مجاهد والکسائي» وهو أحبٌ إلئ الفراء. انظر: «زاد المسير» (۳/ ۴۷۳) 
و«معاني الفراء؛ .)5١8- 5 ١1ا/ /١(‏ 

0( ق»ع» ن: «الله تعالئ». 

(6) انظر: «منهاج السنة» (۷/ .)7١6‏ 

(7) في النسخ المطبوعة: «التوحيد والتوكل». وهو خطأ وقع في الطبعة الهندية» وتابعتها 
الطبعات الأخرئ! 


0000 


فقال تعالىئ: الین 6ال اسن الاس د جمم وا لدا وهر راد اده 
یمتا واوا ااه ون نهَ مَأ وكين € [آلعمران: ۱۷۳]» ولم يقولوا: 
حسبنا الله ورسوله. فإذا كان هذا قولهم» ومد الربٌ تعالئ لهم بذلك» 
فكيف يقول لرسوله: الله وأتباعك حسبك؟ وأتباعه قد أفردوا الربٌ تعالى 
بالحسب» ولم يُشركوا بينه وبين رسوله فيه» فكيف يشر بينهم وبينه في 
حسب رسوله؟! هذا من أمحل المحال وأبطل الباطل. 

ونظير هذا قوله مسبحانه: رازان روات ما اانه ورور واوا 
تاه سوتی تا َه من فص لیے ورس وله إن إل ل بون € [التوبة: .]٥۹‏ 
فتأملُ كيف جعل الإيتاء لله ولرسوله» كما قال تعالئ: وما اڪ اسول 
فَحُدُوهِ4 [الحشر: ۷]» وجعل الحسب له وحده فلم يقل: وقالوا: حسبنا الله 
ورسوله» بل جعله حالص حقّه؛ كما قال: نالل أدبو 4. ولم يقل 
وإلئ رسوله» بل جعل الرغبة إليه وحده» كما قال ا ا ا 
كلل رك رب 4 [الشرح: ۷ -۸]. فالرغبة والتوكل والإنابة والتحسّب لله 
وحده» كما أن العبادة والتقوئ والسجود والنذر والحلف لا يكون إلا 
له" سبحانه وتعالی. 

ونظير هذا قوله تعالی: الس أله بِكَافِعبَدَة.4 [الزمر: +]. 
والحسب: هو الكافيء ا عبدّه» فكيف يجعل 
أتباعه مع الله في هذه الكفاية؟ والأدلة الدالة على بطلان هذا التأويل الفاسد 


)١(‏ بعده في ن زيادة: «لله وحده». 
() عك (لنّه). 


أكثر من أن تذكر هاهنا. 

والمقصود أن بحسب متابعة الرسول تكون العزة والكفاية والنصرة» 
كما أن بحسب متابعته تكون الهداية والفلاح والنجاة» فالله تعالئ علّق سعادة 
الدارين بمتابعته» وجعل شقاوة الدارين في مخالفته» فلأتباعه الهدئ والأمن 
والفلاح والعِر والكفاية والنصرة والولاية والتأييد وطيب العيش في الدنيا 
والآخرة» ولمخالفيه الذلة والصغار والخوف والضلال والخذلان والشقاء 


في الدنيا والآخرة. 
ل ل الل د 


ا 
وغیره» ثم يرضئ بحکمه» ولا يجد في نفسه حرجًا مما حکم به ثم يسلَّم له 
تسليمًا وينقاد انقيادًا. 


سے أو 0011 سد ر 
وقال تعالئ : امون ولام مَؤْمتَةِإدَا قَصَى الله ورسُولهر 6 راقرا أن نله 
ون رھ [الأحزاب: 75]» فقطع سبحانه وتعالئ التخيير بعد أمره 
وأمر رسوله» فليس لمؤمن أن يختار شيئًا بعد أمره اء بل إذا أمر فأمره 
)0( كما في حديث عمر عند البخاري (5777)) وحديث أنس عند مسلم (55/ 077. 
وانظر: «جلاء الأفهام» (ص555). وقد تصرّف محققا طبعة الرسالة في المتن ليكون 
لفظه موافقًا للفظ حديث أنس. 
(؟) كذافي الأصول «تكون» على قراءة أبي عمرو. وبها قرأ نافع وابن كثير أيضًا. «الإقناع» 
لابن الباذش (۲/ ۷۳۷). وقراءة أبي عمرو هي التي كانت سائدة في الديار الشامية في 
زمن المؤلف. 


1١ 


حَتم؛ وإنما الخيرة في قول غيره إذا خفي أمره» وكان ذلك الغير من أهل العلم 
به وبسنته» فبهذه الشروط يكون قول غيره سائغ الاتباع» لا واجب الاتباع. 
فلا يجب علئ أحد اتباع قول أحد سواه» بل غايته أنه يسوغ له اتباعه» ولو 
ترك الأخذ بقوله لم يكن عاصيًا لله ورسوله. 


فأين هذا ممن يجب على + جميع المكلّفين اتباعُه ويحرم عليهم مخالفتُه 
ا ل 

تشريع لأحد معه؟ وکل من سواه؛ فإنما يجب اتباعه على قوله إذا أمر بما أمر 
العو لت لي ا E‏ 
أقوالا رامخ ارد بحسب و و لام يجب على الأمة اباعهاه ولا 
التحاكم إليها حت : تعر على ما چا دان طابعته رواش ر يها 
بالصحة قبلت حيتئذ» وإن خالفته وجب رها واطَّراحُها. وإن لم يتبين فيها أحد 
الأمرين جُعلت موقوفة» وكان أحسن أحوالها أن يجوز الحكم والإفتاء بها 
وتركة وآما ن يجب ویتعین فكلا و٩۲‏ 


)١(‏ في طبعة الفقي بعده زيادة: «الرسول»» وهي عمدة طبعة الرسالة كما ذكرنا في مقدمة 
التحقيو 
(۲) ق»مبءن: (أنه». 
() لم أجد ني كلام العرب أو كتب العربية استعمال «لمّا» مفردةٌ أو معطوفة على «كأ 
كما هناء لزجر المخاطب والردٌ عليه. وقد جاء في قول فتيان الشاغوري الدمشقي 
(«ت6١38)‏ في «دیوانه» (ص7/ا8): 
إذا أناسّمْتُ حسنّ الصبر قلبي أباهوقاللي: كلا ولمًا 
وأظن أنه اقتبسه من قول العجاج (التهذيب :)۳٠١ /٠١‏ 
قد طلبت شيبانُ أن يٌصاكموا ‏ كلاء لما تصطفِقٌمآئمُ 


۱۲ 


وبعدء فإن الله سبحانه هو المنفرد'' بالخلق والاختيار من المخلوقات» 
قال تعاليل: ررك لى مايا يكت 47 [القصص:58]. وليس المراد بالاختيار 
هاهنا("" الإرادة التي يشير إليها المتكلمون بأنه الفاعل المختارء وهو سبحانه 
كذلك» ولكن ليس المراد بالاختيار هاهنا هذا المعنئل» وهذا الاختيار داخل في 
قوله: يلق € فإنه لا يخلق إلا باختياره» وداخل في قوله: #مَايَاكُ4 فإن 
المشيئة هي الاختيار. وإنما المراد بالاختيار هاهنا: الاجتباء والاصطفاء» فهو 
اختيار بعد الخلق؛ والاختيار العام اختيار قبل الخلق؛ فهو أعمٌ وأسبقٌ» وهذا 
0 وهو متأخرء فهو اختيار من الخلق» والأول اختيار للخلق. 


صح القولين أن الوقف التام على قوله : ا ويكون اکن 
ll FEA‏ :4 نفيك أي: ليس هذا الاختيار إليهم» بل هو إلى الخالق 
وحده E‏ المتفرد" بالخلق» فهو المتفرد؟ بالاختيار منه2*0. فليس 


= ونقله بعد حذف الفعل المجزوم بها من سياق التهديد إلى توكيد معنئ الإنكار مطلقا 
وقد استعمل شيخ الإسلام هذا التعبير في «بيان الدليل» (ص۳۷۷)ء ع 
«الطرق الحكمية» (۲/ )٥٦١‏ وامفتاح دار السعادة» (8947/7) وغيرهما أيضًا. 
E a eas‏ وجاء في «البداية والنهاية» (۸/ 44) في 
مثل هذا السياق: «حاشا وكلا ولمّاه! 

)۱( ج ك ن: «المتفرد). 

)۲( مب: «هاهنا بالاختيار». وبعده في ق: «والإرادة». وكذا كان في ن» ثم ضرب على 
الواو لأنها مقحمة. 

(۳) ص»ع» مبء ن: «المنفردا. 

(5) ع» مب» ن: «المنفردا. 

)٥(‏ «منه» ساقط من ع ك. 


1۳ 


لأحد أن يخلق ولا يختار سواه فإنه سبحانه أعلم بمواقع اختياره» ومحالٌ 
رضاه» وما يصلح للاختيار مما لا يصلح له؛ وغيره لا يشاركه في ذلك بوجه. 


وذهب بعض من لا تحقيق عنده ولا تحصيل إلى أن (ما) في قوله: ما 

yy‏ مجر 8 ا ع 

كان هليه € [القصص:18] موصولة» وهي مفعول #وَكدتَارٌُ» أي: 

ويختار الذي لهم الخيرة'. وهذا باطل من وجوه: 
أحدها: أن الصلة حينئذ تخلو من العائدء لأن ليره 4 مرفوع بأنه اسم 

كان» والخبر للْهُمٌ4. فيصير المعنع: ويختار الذي كان الخيرة لهم» وهذا 
فإن قيل: يمكن تصحيحه بأن يكون العائد محذوقاء ويكون التقدير: 

ويختار الذي كان لهم الخيرة فيه» أي ويختار الأمر الذي كان لهم الخيرة في 

اختياره. 

فته ف ا تنا بعد ف و 2 يدرف الموضيول 

بمثله مع اتحاد المعنئ» نحو قوله تعالئ: ليا ڪل ماتا ڪون مته شري 

مِكَاتَفَرَبْونَ € [المؤمنون: ] ونظائره. ولايجوز أن يقال: جاءني الذي مررت» 

ورأيت الذي رغبت» ونحوه(). 

)١(‏ وهذا الذي اختاره ابن جرير في «تفسیره» (۱۸/ ۲۹۹- هجر)» ووصف القول الأول 
بأنه «قول لا يخفئ فساده علئ ذي حِجّا من وجوه...»! وانظر: «معاني الزجاج» 
)١16١/5(‏ و«إيضاح الوقف والابتداء» لابن الأنباري /١(‏ 5 87) و«تفسير القرطبي» 
ف 1-۳۰0( 

© نظن فإن عافد الموضوك لجرو بجر دف إذكاة يسا عفرلا بے 


1٤ 





الثاني: أنه لو أريد هذا المعنئ لنصّب الخيرة» وشعّل فعلٌ الصلة بضمير 
يعود على الموصولء فكان يقول: ويختار ما كان لهم الخيرة» أي: الذي كان 
هو عين(1) الخيرة لهم» وهذا لم يقرأ به أحد البتة» مع أنه كان وجه الكلام 
على هذا التقدير. 

الثالث: أن الله سبحانه يحكي عن الكفار اقتراحهم في الاختيار» وإرادتهم 
أن تكون الخيرة لهم ثم ينفي هذا سبحانه عنهم» ويبيّن تفرده بالاختيار» كما 
قال تعالی: 55ا ول تر كذ أل ان ع1 مَل من لمرن عر هرمون 
د مقط ھ مغاس خر ورت رَبك حر امعو € [الزخرف: 190-١1‏ 
فأنكر عليهم سبحانه تخيرهم عليه وأخبر أن ذلك ليس إليهم» بل إلى" الذي 
قسم بينهم معايشهم المتضمنة لأرزاقهم ومُّدَّد آجالهم» فكذلك" هو الذي 
يقسم فضله بين أهل الفضل على حسب علمه بمواقع الاختيار» ومن يصلح له 
ممن لا يصلح؛ فهو الذي رفع بعضهم فوق بعض درجات» وقسم بينهم 
معايشهم ودرجات التفضيلء فهو القاسم ذلك وحده(22 لا غيره. وهكذا هذه 


- بغيرهء كقوله تعالئ: لأَنَمَجُدُلِمَاتَأمُرا4 أي: تأمرنا به؛ وقوله: 9اض مالم » 
أي تؤمر به. انظر: «شرح الكافية» للرضي (۲/ ۲۲۲- ۲۲۳). 

)١(‏ لفظ «عين» لم يرد في ص. 

(۲) «بل إلى» ساقط من ق. 

(۳) مبءن: «وكذلك». 

)4( «هو» ساقط من ع» ك. 

(5) ق»ءمبءن: «وهو). 

(5) ص»ع» ك: «وحده ذلك». 


16 


الآية بين فيها انفراده بالخلق والاختيار» وأنه سبحانه أعلم بمواقع اختياره» كما 
قال تعالئ : ا5ا جا تایه الوأ ی ی مت ما او قرشل ااا 
حف 22 سات 44 [الأنعام: ١٠٠]ء‏ أي: الله أعلم الل الذي يصلح 
لاصطفائه وكرامته وتخصيصه بالرسالة والنبوة دون غيره. 

الرابع توحر ايه ناه را افيا شح كيج بن قار جه 
واختيارهم فقال: ماک نلک سیک سحن اه وتر اشر ڪڪوت »4 
[القصص: 18] ولم يكن شركهم مقتضيًا لإثبات خالق سواه حت ين٣"‏ نفسه 
عنه» فتأمله فإنه في غاية اللطف. 

الخامس: أن هذا نظير قوله في الحج: رت ارد تنغو تمن ذو ن نَأ 
موا دب ابا وَل ِلْحْتمعُوأ ا دران > ادبا E)‏ شيك لا قد وفهِئة مَبَعْكَ 
الات وَالمَظلرب ما دروا آله حي تر لَه لوی عَِيدٌ 4» ثم قال: 
اله يَضطنى مرس الْمَلَيْكَةٍ رس وح الَا إن أله سمي بير © 
م مَابَيتَ أَيَدِهِرَ و Fea‏ ال ده مرجع الامو ر € [الآیات: ۷۳ - .]۷٦‏ 
وهذا نظير قوله في القصص: وبك یغ ام ارط دودخ ر مايش لوت » 
[الآية: [٦٩‏ ونطير قوله في الأتعام: ا رحبت عل رس اتو € [آية: 6 17] 
فأخبر في ذلك كلّه عن علمه المتضمن لتخصيصه محال اختياره بما خصصها 
به» لعلمه بأنها تصلح له دون غيرها. فتديّر السياق في هذه الآيات تجده منتظِمًا 
لهذا المعنی» دائرًا عليه» والله أعلم. 





ص 
ےم 


3 
(1) كذافي النسخ الخطية: 9 رس ايِء 4 على قراءة أبي عمرو وغيره. 
(۲) ق»ن: انزه). 


15 


و 


السادس: أن هذه الآية مذكورة عقيب قوله: وم يديهم مفو[ 
مادا أْجَبْحُ مْاَلْمْرَسَإِيت 


ی ENE‏ ۴مس لودل , جو كم عي 2 
نعمیت لھ رالا ومز فهر لا ساون © 


سو 


© 

اا اس صا ص ص گے ےہ او ا ع 
فامامن تاب و من وَعَمِلَ صللا فعس أن د من ملین وريك علق مايا 
وَكَخْتَارٌ [القصص: 58-70] فكما خلقهم وحده سبحانه» اختار منهم من تاب 
وآمن وعمل صالحًاء فكانوا صفوته من عباده» وخيرته من خلقه. وكان هذا 
الاختيار راجعًا إل حکمته» وعلمه سبحانه بمن 212 هو آهل لهء لا إلى اختيار 


هؤلاء المشركين واقتراحهم» فسبحان الله وتعالئ عما يشركون. 





آذآ هي 


فصل 

وإذا كانت اغوال ا رابك هذا الالغتان والتختصيضن فداه 
عل ربوبيته تعالئ ووحدانيته وكمال حكمته وعلمه وقدرته» وأنه الله الذي 
لا إله إلا هو؛ فلا شريك له يخلق كخلقه. ويختار کاختیاره» ویدبر كتدبيره. 
فهذا الاختيارٌ والتخصيصٌ المشهود أثرّه في هذا العالم من أعظم آيات 
ربوبيته» وأكبر شواهد وحدانيته» وصفات كماله» وصدق رسله7؟). فنشير فيه 
إل شىء يسير يكون منبهًا(*» عل ما وراءه» دالا على ما سواه. 

فخلق الله السماوات سبعاء فاختار العليا منهاء فجعلها مستقرٌ المقرّبين 


)١(‏ صءج: «عقب». 

)۲( كان في ص: «ثم»» ثم أصلحه. وني ج: اثم» فوق السطر بخط صغير. وني ك: «ثم 
بمن»» والظاهر أن ناسخها جمع بين الخطأ وصوابه. 

(۴) ع ك: «هذا الخلق». 

(5) عءقءك: «رسوله». 

)0( عك «تنبيها). 


1۷ 


من ملائکته» واختصّها بالقرب من كرسيه ومن عرشه» وأسكنها من شاء من 
خلقه. فلها مزيّة وفضل على سائر السماوات» ولو لم يكن إلا قربها منه تبارك 
وتعالئ. وهذا التفضيل والتخصيص مع تساوي مادة السماوات من أبين 
الأدلة على كمال قدرته تعالئ وحكمته. وأنه يخلق ما يشاء ويختار. 

ومن هذا: تفضيله جنة الفردوس على سائر الجنان» وتخصيصّها بأن 
جعل عرشه سقفها(١.‏ وفي بعض الآثار: إن الله سبحانه غرسها بيده 
واختارها لخيرته من خلقه7). 


ومن هذا: اختياره من الملائكة المصطمّين منهم على سائرهم كجبريل؛ 
وميكائيل» وإسرافيل. وكان النبي َة يقول: «اللهمّ رب جبريل وميكائيل 
وإسرافيل؛ فاطرٌ السماوات والأرضء عالمَ الغيب والشهادة أنت تحكم بين 
عبادك فيما كانوا فيه يختلفون» اهدني لما اخْتُلِفَ فيه من الحق بإذنك إنك 


تهدي من تشاء إل صراط مستقيم 600 


فذكر هؤلاء الثلاثة من الملائكة لكمال اختصاصهم واصطفائهم 


.)۲۷۹۰ »۷٤۲۳( كمافي حديث أبي هريرة َة عند البخاري‎ )١( 

(؟) انظر: «تفسير الطبري؟ (1۷/ 017 11) و«صفة الجنة» لابن أبي الدنيا )٤١(‏ و«الإبانة 
الكبرئ» لابن بطة (۲۸۱۷- -۲۸۲١‏ ط. آل حمدان) و«الأسماء والصفات» للبيهقي 
(5947). ويعضد تلك الآثار ما أخرجه مسلم (۱۸۹) من حديث المغيرة بن شعبة 
نة أن موسئ عليه السلام سأل ربّه عن أعلئ أهل الجنّة منزلةً فقال: «أولئك 
الذين أردتٌ» غرستٌ كرامتهم بيدي...». 

(۳) أخرجه مسلم )۷۷١(‏ من حديث عائشة وَيَدعَتها. 


1۸ 


الثلاثة. فجبريل: صاحب الوحي الذي به حياة القلوب والأرواح» وميكائيل: 
صاحب القَطْر الذي به حياة الأرض والحيوان والنبات» وإسرافيل: صاحب 
الصور الذي إذا نفخ فيه أحيت نفخته بإذن الله الأموات وأخرجتهم من 
قبورهم. 

وكذلك اختياره سبحانه الأنبياءَ من ولد آدم وهم مائة آلف وأربعة وعشرون 
ألقّاء واختياره الرسل منهم وهم ثلاثمائة وثلاثة عشر» على ما في حديث أبي ذر 
الذي رواه أحمد وابن حبان في «صحيحه»'؛ واختياره أولي العزم منهم» وهم 
الخمسة"' المذكورون في سورتي" الأحزاب والشورى في قوله تعالئ: وذ 
ذا من ان ميکر دونك رهن وچ هیر ومون وعيسى إن مره 
الاحزاب: 1۷. وقال تعالی: لی لکن الین ما وی ہو وا واارۍ اوتا 


کےا س سس ا ہے وض 9او ا 2 ر K‏ س س ےک صصص ر 2 
ِلك وما وَصَبَتا بد تاھ یر وموس ویس أن أف موا الین ولا قروا ف4 


[الشورئ: .]١1‏ واختار منهم الخليلين إبراهيم ومحمدًا صلى الله عليهما وسلم. 
ومن هذا: اختياره سبحانه ولد إسماعيل من أجناس بني آدم. ثم اختار 
منهم بني كنانة بن خزيمة» ثم اختار من ولد كنانة قريشاء ثم اختار من قريش 


)١(‏ «مسند أحمد» (71647. )7١067‏ و«صحيح ابن حبان» ,)775١(‏ وإسناد كليهما 
واو؛ إسناد أحمد فيه أبو عمر الدمشقى وعبيد بن الحَشخاش وكلاهما ضعيف» 
وإسناد ابن حبان فيه إبراهيم بن يحيئ الغسّانيء كذّبه أبو حاتم» وقال الذهبي: متروك. 
انظر: «الجرح والتعديل» (۲/ )١57‏ و«ميزان الاعتدال» /٤(‏ ۳۷۸) وتعليق محققي 
«المسند» و«الإحسان». 

(؟) مبءن: «اخمسةا» وهو خطأ. 


(۳) مبءن: «(سورة». 


19 


بني هاشم» ثم اختار من بني هاشم سيد ولد آدم محمدًا لار . 

وكذلك اختار أصحابه من جملة العالمين» واختار منهم السابقين 
الأولين» واختار منهم أهل بدرء وأهل بيعة الرضوان. واختار لهم من الدين 
أكمله» ومن الشرائع أفضلهاء ومن الأخلاق أزكاها("؟ وأطهرها. 

واختار أمته ب على سائر الأممء كما في «مسند الإمام أحمد» وغيره9) 
من حديث بهز بن حكيم بن معاوية بن حيدة» عن أبيه» عن جده قال: قال 
رسول الله عَكَلِْةِ: «أنتم توفون7؟) سبعين أمة أنتم خيرها وأكرمها على الله». قال 
علي بن المديني وأحمد: حديث بہز بن حكيم عن أبيه عن جده صحي-(2). 

وظهر أثر هذا الاختيار في أعمالهم» وأخلاقهم؛ وتوحيدهم» ومنازلهم 
في الجنة» ومقامهم في الموقف؛ فإنهم أعلئ من الناس على نَل فوقهم 


)١(‏ أخرجه مسلم (71775) من حديث واثلة بن الأسقع. 

(۲) بعده في ن زيادة: «وأطيبها». 

(۳) أخرجه أحمد ٠٠١442700799‏ ) والتر مذي )٠١٠١(‏ والنسائي في «الكبرئ» 
)١١50(‏ وابن ماجه(57417:5788). حسنه الترمذي» وص ححه الحافظ في 
«الفتح» (۸/ 516). 

)٤(‏ مبءن: «موفون). 

(5) أما علي بن المديني فقد وثق بهز بن حكيم في «علله» (ص٤٤٠)»ء‏ وانظر: «الجرح 
والتعديل» (۲/ .)٤١‏ وأما أحمد فقد قال عنه: «صالح الإسناد» كما نقله ابن قدامة 
في «المغني» /٤(‏ ۷) وابن عبد الهادي في «تنقيح التحقيق» (۳/ )١57‏ وابن الملقن في 
«البدر المنير» (6/ .)٤۸۸‏ وينظر: #المجروحين» لابن حبان (۱/ ۲۲۲) و«ميزان 
الاعتدال» /١(‏ 7ه" - 05 ") و«جهذيب الكمال» ۲٠١ /٤(‏ وما بعدها). 


Y۰ 


يشرفون عليهه(١).‏ وني الترمذي من حديث بُرّيدة بن الخُصّيب الأسلمي 
قال: قال رسول الله ة: «أهل الجنة عشرون ومائة صف ثمانون منها من 
هذه الأمةء وأربعون من سائر الأمم». قال الترمذي: هذا حديث حسن. 
والذي في «الصحيح»" من حديث أبي سعيد الخدري عن النبي با في 
حديث بعث النار: «والذي نفسي بيده إني لأطمع أن تكونوا شطر أهل 
الجنة)» ولم يزد على ذلك. فإما أن يقال: هذا أصح. وإما أن يقال: النبِك0؟) 
َك طمع هو”*) أن تكون أمته شطر أهل الجنةء فأعلمه ربه تعالئ أنهم ثمانون 
صمًا من مائة وعشرين» فلا تنافي بين الحديثين؛ والله أعلم. 


ومن تفضيا الله سبحانه لأمته واختياره لها أنه وهبها من العلم والحلم 
ما لم يهبه لأمة سواها. وفي «مسند البزار»277 وغيره من حديث أبي الدرداء 


.)۱۹۱( كمافي حديث جابر عند أحمد (19118151/71) ومسلم‎ )١( 

(۲) برقم (3057). وأخرجهابن أبي شيبة (۳۲۳۷۱) وأحمد(۲۰۲۲۹۲۰٠٠۲۳»‏ 
0 وابن حبان )۷٤٥۹(‏ والحاكم »)8١/١1(‏ من طريق محارب بن دثار عن 
عبد الله بن بريدة عن أبيه. وأخرجه الدارمي (۲۸۷۷) وابن ماجه )٤۲۸٩۹(‏ من طريق 
علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه» إلا أنه اختلف في هذا الطريق وصلا 
وإرسالاء كما أشار إليه الترمذي» وصحح الدارقطني فيه الوصلٌ في «علله» (785). 
والحديث حسّنه الترمذي» وصححه ابن حبان والحاكم والضياء المقدسي في (صفة 
الجنة) (ص159١).‏ 

.)۲۲۲( ومسلم‎ )101٠ »٤۷٤۱( للبخاري‎ )۳( 

(5) ن: «إن النبي» بزيادة «إن». 

)٥(‏ ساقط من مب» ن. 

(7) (۲۷/۱۰). وأخرجه أحمد )١7/6155(‏ والبخاري في «التاريخ الكبير» (۸/ 58 7) 
والطبراني في «الأوسط» (77867) والحاكم .)741/١(‏ وإسناده ضعيف» فيه - 


۲١ 


قال: سمعت أبا القاسم به يقول: إن الله قال لعيسئ ابن مريم: إني باعث من 
بعدك أمةَ إن أصابهم ما يحبون حمدوا وشكرواء وإن أصابهم ما يكرهون 
احتسبوا وصبرواء ولاحلم ولاعلم. قال: يا ربٌ» كيف هذا ولا حلم ولا 
علم؟ قال: أعطيهم من حلمي وعلمي». 

ومن هذا: اختياره سبحانه من الأماكن والبلاد خيرّها وأشرقهاء وهي البلد 
الحرام. فإنه سبحانه اختاره لبيته(١)»‏ وجعله مناسك لعباده» وأوجب عليهم 
الإتيان إليه من القرب والبعد من كل فج عميق» فلا يدخلونه إلا متواضعين 
متخشعين متذللين كاشفي رؤوسهم متجردين عن لباس آهل الدنيا. وجعله 
حرمًا آمتا لايُسمّك فيه دې ولا يُعضّد به(" شجرة ولايُفَّر له صيدء ولا يُختلى 
حلا( ولا تُلتقّط لقطته للتملّك47) بل للتعريف ليس إلا. 


= أبو حلبس يزيد بن ميسرة» مجهول. ووقع عند البزار: يونس» بدل «يزيد» وهو 
أخوه. ثقة؛ فلأجل ذلك حسّنه هو والحافظ في «الأمالي المطلقة» (ص 258 .)٤۹‏ 
ولكن مما يدل أنه خطأ أن الطبراني جعله من تفرد يزيد بن ميسرة» وكذلك أبو نعيم 
في «حلية الأولياء» /١(‏ ۲۲۷). والحديث ضعفه الألباني في «الضعيفة» (/ 24٠‏ 
©١‏ ولكن لم ينبه على ما وقع عند البزار. وجعل محققو «مسند أحمد» هذا من 
أوهام البزار» ثم نقلواعن الدارقطني وأبي أحمد الحاكم أنه كان يخطئ؛ وذكروا أن 

. مب»ن: «لنبيه کا‎ )١( 

(۲) لم يرد «به» في ج» كع فيقرأ: «ولا يَعضّد شجره). 

(۴) ك»ع: «خلاؤه». وكذا وقع بالمد في رواية القابسي لحديث ابن عباس في اصحيح 
البخاري» )۱۸١١(‏ فيما نقله الحافظ في «الفتح» )٤۸ /٤(‏ عن ابن التين. وقد خطّؤوا 
هذه الرواية. انظر: «مشارق الأنوار» (۱/ ۲۳۹ 8٠‏ 7) واهدئ الساري» (ص5١١).‏ 

)٤(‏ ع» ك مب: اللتمليك». 


۲۲ 


EET‏ لا سات بق شار ةنادا كز راطا 
للخطاياء كما في «الصحيحين20(١2‏ عن أبى هريرة قال: قال رسول الله وَكلِله: 
«من أتئ هذا البيت فلم يرق ولم يفسّق رجع كيوم ولدته أمه». 

ولم يرضّ لقاصده من الثواب دون الجنةء ففي «السنن)" من حديث 
عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله الا «تايعوا, بين الحج والعمرة» 
فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكِيرٌ خبّث 3 خبّتٌ الحديد. وليس للحج 
المبرور ثواب دون الجنة». وني (الصحيح200 عن أبي هريرة أن رسول الله 
يك قال: «العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهماء والحج المبرور ليس له 
جزاء إلا الجنة». 

ولو لم يكن البلد الأمين خيرٌ بلاده» وأحبّها إليه» ومختارّه من البلاد- 
لما جعل عرصاتها مناسك لعباده» وفرّض عليهم قصدهاء وجعل ذلك من 
آكد فروض الإسلام» وأقسم به في كتابه في موضعين منه فقال: #وَهدَا لكر 
لْدَمَينِ 4 [التين: *]» وقال تعالئ: لایو ااا » [البلد: .]١‏ وليس على 
وجه الأرض بقعة يجب على كلّ قادر السعي إليها والطوافٌ بالبيت الذي 


(۱) البخاري (۱۸۲۰) ومسلم (100). 

(۲) للترمذي )8١١(‏ والنسائي (7771)) وأخرجه أحمد(7"779). صححه الترمذي 
وابن خزيمة (؟7١0؟)‏ وابن حبان (075901. 

(*) في النسخ المطبوعة: «الصحيحين». والحديث أخرجه البخاري (۱۷۷۳) ومسلم 
(۹). 

)€( عك «ما». 

)٥(‏ صء ج: «السفر». 


۲۳ 


فيها غيرها . وليس على وجه الأرض موضع ب يُشرّع تقبيلٌه واستلامه()» 
وتخا اللخطايا رالا رارغ الخ الأسود والركق اجان 


وثبت عن النبي ية أن الصلاة في المسجد الحرام بمائة آلف صلاة. 


ففي النسائي و«المسند»(") بإسناد صحيح عن عبد الله بن الزبير عن النبي 
يا قال: «صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد 
الحرام» وصلاة ني المسجد الحرام أفضل من صلاة في مسجدي هذا بمائة 
صلاة ». ورواه ابن حبان في «صحيحه». وهذا صريح في أن المسجد الحرام 
أفضل بقاع الأرض على الإطلاق» ولذلك كان شد الرحال إليه فرضًّاء وإلى 
غيره0") إنما بستحت تحب ولايجب. 


وفي الترمذي والنسائي و«المسند»7؟) عن عبد الله بن عدي بن الحمراء 


)١(‏ عع ك: «أو استلامه». 


(۲) 


(r) 


أحمد »)۱١1١۷(‏ وأخرجه ابن المنذر في «الأوسط» (0/ )٠١١‏ والبيهقي 
.)7١557/0(‏ صححه ابن حبان )١57(‏ واختاره الضياء المقدسی (9/ 1!(. 

وأما النسائي فلم أجده عنده من حديث عبد الله بن الزبير» بل أخرجه بنحوه من 
حديث أبي هريرة (۲۸۹۹) وابن عمر (۲۸۹۷) وأم المؤمنين ميمونة (۲۸۹۸). 
وحديث أبي هريرة أخرجه أيضًا مالك (077) والبخاري )۱۱۹١(‏ ومسلم 
(195). وحديثا ابن عمر وأم المؤمئين ميمونة أخرجهما مسلم (1795211"946). 
300 مب ن: «ولغيره). 

ق: «وفي المسند والترمذي والنسائي». والحديث أخرجه الترمذي (۳۹۲۰) 
والنسائي في «الكبرئ» )٤۲۳۹ »٤۲۳۸(‏ وأحمد (1817171817/16) والدارمي 
(؟566) وابن ماجه (۸ "٠‏ كلهم من طريق أبي سلمة عنه . وقد روي من حديث 
أبي سلمة عن أبي هريرة» وهو وهُم» فقد رجّح الترمذي أنه من حديث عبد الله بن- 


۲٤ 


أنه مع رول الله كر وهو وا عل راخلتهبالخزورة "١‏ من مكة پول 
«والله إنك لخير أرض الله وأحبٌ أرض الله إلى الله» ولولا أني حرجت منك 


ما خرجث). قال الترمذي: هذا حديث صحيح 600 


ومن خصائصها: كونها قبلة لأهل الأرض كلهم» فليس لله على وجه 
الأرض قبلة غيرها. 

ومن خواصّها أيضًا: أنه يحرم استقبالها واستدبارها عند قضاء الحاجة 
دون سائر بقاع الأرض. وأصحٌ المذاهب في هذه المسألة: أنه لا فرق في ذلك 
بين الفضاء والبنيان لبضعة عشر دليلًا قد درت في غير هذا الموضع() 
وليس هذا موضع استيفاء الحجاج من الطرفين. 


ومن خواصّها أيضًا: أن المسجد الحرام أول مسجد وضع في الأرض» 


0 عدي بن یر وکا ر ابو حاتم الال 0 والنارفطتي ی امل 
)١1757(‏ وابن عبد الهادي في «تنقيح يح التحقيق» (۳/ 597). والحديث صححه 
الترمذي وابن حبان (۳۷۰۸) والحاكم (۳/ ۷» )٤۳١‏ والحافظ في «الفتح» (۳/ /51). 

)١(‏ موضع بمكة» وكان سوقهاء وقد دخل في المسجد لما زيد فيه. انظر: «معجم البلدان» 
١66/١١‏ ). 

(۲) في نسخة الكروخي (ق )٠٠١‏ واتحفة الأشراف» )7”١7/6(‏ كما ذكره المؤلف. وفي 
نشرتي أحمد شاكر وبشار عواد من «الجامع»: لاحسن صحيح غريب». 

(۳) لم أجده في مؤلفاته الموجودة. ولكن سيأتي ذكر بعض الأدلة في المجلد الثاني من هذا 
الكتاب (۲/ 59-556 5)» وانظر: «مدارج السالكين» (۲/ )٤۳۸ -٤۳۷‏ ط دار ابن 
خحزيمة» و«تهبذيب السنن» .)١١ -۸ /١(‏ 


Y0 


كما في «الصحيحين0 2١7‏ عن أبي ذر قال: سألت رسول الله ية عن أول 
مسجد وضع في الأرض؟ قال: «المسجد الحرام». قلت: ثم أي؟ قال: 
«المسجد الأقصئ». قلت: كم بينهما؟ قال: «أربعون عامًا». وقد أشكل هذا 
الحديث علئ من لم يعرف المراد به فقال: معلوم أن سليمان بن داود هو 
الذي بنئ المسجد الأقصئء وبينه وبين إبراهيم أكثر من آلف عام. وهذا من 
جهل هذا القائل» فإن سليمان إنما كان له من المسجد الأقصئ تجديده لا 
تأسيسه» والذي أسّسه هو يعقوب بن إسحاق بل بعد بناء إبراهيم الكعبة 
ميد المقدات 

ومما يدل على تفضيلها أن الله تعالئ أخبر أا أم القرئ. فالقرئ كلها 
تبع لها وفرع عليهاء وهي أصل القرئ» فيجب أن لا يكون لها ني القرئ 
عديل. وهذا كما أخبر النبي يكل عن (الفاتحة) أنها آم القرآن("ء ولذلك لم 
يكن في الكتب الإلهية لها عديل. 

ومن خصائصها: أنها لا يجوز دخولها لغير أصحاب الحوائج المتكررة إلا 
بإحرام» وهذه خاصّيّة('2 لا يشاركها فيها شيء من البلاد. وهذه المسألة تلقّاها 
الناس عن ابن عباس» وقد روي بإسناد لا يحتج به عن ابن عباس مرفوعا: «لا 
يدخل أحد مكة إلا بإحرام» من أهلها أو من غير أهلها». ذكره أبو أحمد بن 
عدي7؟2» ولكن الحجاج بن أرطاة بالطريق» وآخر قبله من الضعفاء. 


.)٥۲١( ومسلم‎ )۳۳٣١( البخاري‎ (000) 

)۲( أخرجه البخاري (5 ١‏ 41) عن أبي هريرة داكن 

()اع. ك: «خاصة». 

)€( في «الكامل» (۹/ ۳۸۸- ط. الرشد) في ترجمة محمد بن خالد الواسطي وهو الذي - 


۲٣ 


وللفقهاء في المسألة ثلاثة أقوال: النفي» والإثبات» والفرق بين من هو 
داخل المواقيت ومن هو قبلها. فمن قبله(١2‏ لا يجاوزها إلا يإحرام"» ومن 
هو داخلها حكمّه حكمٌ آهل مكة» وهذا قول أبي حنيفة". والقولان 
الأولان للشافعي وأحمد7؟). 


ومن خواصّه: أنه يعاقب فيه علئ الهم بالسيئات وإن لم يفعلها. قال 
تعنالة: ووم نة فِه بحام ار نق من ءاب اي4 ال 1 
وتأكل كيف عدّى(2 فعل الإرادة هاهنا بالباء ‏ ولا يقال: أردت بكذا(© ‏ 
لما ضمّنه0) معنی فعل (يَهُمُ) فإنه يقال: هممت بكذا. فتوعد من هم بأن 
يظلم فيه بأن يذيقه العذاب الأليم. 


= أشار إليه المؤلف؛ وهو والحجاج بن أرطاة كلاهما ضعيف. وقال ابن عدي: «لا 
أعرفه مسندًا إلا من هذا الطريق». لكن ثبت موقوقا عن ابن عباس من غير وجه» 
أصحها ما أخرجه الطحاوي في «معاني الآثاره (۳/ ۳۲۹) والبيهقي في «الكبرئ» 
(177//6)» وجوّد الحافظ إسناده في «التلخيص الحبير» (5/ .)٠١١١‏ 

(1) «فمن قبلها» ساقط من ع» ك لانتقال النظر فيما يبدو. وقي ج: «فمن هو قبلها». 

(۲) مب: «بالإحرام». 

.)١75 /١( انظر: «الهداية»‎ )۳( 

(5) انظر: «المجموع» (۷/ )١١‏ و«المغني» (5/ .)۷١‏ 

(5) ق: «علئ الهم فيه». و«فيه» ساقط من مب. 

(5) هذه قراءة صء نء وفيع ضبط بالبناء للمجهول. 

(۷) بعده فيما عدا ص» ج» ق» مب: (إلا٤.‏ 

(۸) كذافي جميع الأصول والطبعات القديمة. وفي طبعة الفقي: «ضمن». وانظر: «بدائع 
الفوائد» (۲/ ٤‏ 47) و«حادي الأرواح» .0"91/١1(‏ 


۲۷ 


ومن هذا تضاعفٌ مقادير السيئات فيه لا كمّيّاتهاء فإن السيئة جزاؤها سيئة» 
لکن سيئةٌ كبيرةٌ جزاؤها مثلهاء وصغيرٌها جزاؤها مثلها(١.‏ فالسيئة في حرم الله 
وبلده عل" بساطه أكبر وأعظم منها في طرف من أطراف الأرض. ولهذا ليس 
من عصئ الملك على بساط ملكه كمن عصاء في الموضع البعيد من داره 
ويساطه. فهذا فصل النزاع في تضعيف السيئات فيه» والله أعلم. 

وقد ظهر سرٌ هذا التفضيل والاختصاص في انجذاب الأفئدة وهوى 
القلوب وانعطافها ومحبتها لهذا البلد الأمين» فجذبّه للقلوب أعظم من 
جذب المغناطيس للحديدء فهو أولئ بقول القائل: 

2 - 85 0 
محاسنه هيول كل خسن ووغْناطيسٌُ أفقدةالرجال0»0 
ولهذا أخبر سبحانه أنه مثابة للناس» أي: يثوبون إليه على تعاقب 
الأعوام من جميع الأقطار» ولا يقضون منه وطرّاء بل كلما ازدادوا له زيارة 

ازدادوا له اشتياقًا. 


لا يرجع الطرف عنها حين يبصرها حت يعود إليها الطرف مشتاقً9؟) 


)١(‏ الجملة «وصغيرها جزاؤها مثلها» ساقطة من ع» ك. 

(۲) ق»ن: «وعلئ». 

(۳) أنشده ابن سنان في #سرٌ الفصاحة» (754- نشرة شعلان) للظاهر الجزري 
(ت١1٠5ه)‏ وهو بالظاء المعجمة فيمانص عليه ابن ماكولا في «الإكمال» 
.)751٠ /5(‏ وقد يرد في المصادر بالطاء المهملة. والبيت أورده المؤلف في اروضة 
المحبين» (ص" )٠١‏ أيضًا دون عزو. 

(5) ع» ك: «حين ينظرها». والبيت لوبراهيم بن العباس الصولي في ديوانه ضمن «الطرائف 
الأدبية» (ص١٤۱).‏ ويروئ لأبي نواس. انظر: «ديوانه» /٤(‏ 47 -ط النشرات = 


۲۸ 


فلله كم لها من قتيل وسليب وجريح! وكم أنفق في حبّها من الأموال 
والأرواح؛ ورضي المحبٌ بمفارقة ولذ الأكباد والأعل والأحباب 
والأو طانء مدا بين يديه أنواع المخاوف والمتالف والمعاطب والمشاقٌ» 
وهو يستلدٌ ذلك كله ويستطيبه» ويراه - لو ظهر سلطان المحبة في قلبه - 


أطيبٌ من نعيم المتخلّفين10) وترفههه0) ولذّاتهم. 
2 
ولس ماسو حدقا عذايًا إذا ما كان يُرضِى حبيّه9) 


وهذا كله سد إضافته إليه سبحانه بقوله: ريق [الحج: .]۲٠‏ 
فاقتضت هذه الإضافة الخاصة من هذا الإجلال والتعظيم والمحبة ما 
اقتضته(؟2؛ كما اقتضت إضافته لعبده ورسوله إلى نفسه ما اقتضته من ذلك. 
وكذلك إضافته عباده المؤمنين إليه كَسّتهم من المحبة والجلالة0*) والوقار 
ما كستهم. فك ها اقافة ارت كفا إل تشه فلن الةو اا صاش 
على غيره ما أوجب له الاصطفاء والاختيار» ثم يكسوه بهذه الإضافة تفضيلا 
آخر وتخصيصًا وجلالة زائدًا على ما له قبل الإضافة. 


ولم يوقّق لفهم هذا المعنى من سوئ بين الأعيان والأفعال والأزمان 


= الإسلامية). وقد أنشده المؤلف في كتب أخرئ له أيضًا. انظر تعليقي علئ «طريق 
الهجرتين» .)۷۲٠/۲(‏ 

)١(‏ ق: «المتخلية»» وفي النسخ المطبوعة: «نعم المتحلية». 

(۲( صء ج: «ترفهم». 

(۳) كذا ضبط البيت في ج» ق» ك؛ ولم أقف عليه. 

)٤(‏ وانظر: البدائع الفوائد» (۲/ )557-551١‏ ولاروضة المحبين» (ص774). 

)0( عك «المحبة والإجلال». وفي مب: «المحبة والجلال». وفي ق: «الجلالة والمحبة». 


۲۹ 


واللعاكن ووعع E SE E‏ ال شيج 
بلا مرججح. ا من أربعين وجهًا قد درت في غير 
هذا الموضع 

ويكفي تصو ور هذا المذهب الباطل في فساده» فن مذهبًا يقتضي أن 
تكون ذوات الرسل كذوات أعدائهم في الحقيقة؛ وإنما التفضيل بأمر لا 
يرجع إلى اختصاص الذوات بصفات ومزايا لا تكون لغيرها؛ وكذلك نفس 
البقاع واحدة بالذات ليس لبقعة على بقعة مزية البتة» وإنما هو بمايقع فيها 
من الأعمال الصالحة» فلا مزية لبقعة البيت والمسجد الحرام ومتئ وعرفة 
والمشاعر على أي بقعة سكيتها من الأرض» وإنما التفضيل باعتبار أمر 
خارج عن البقعة لا يعود إليها ولا إلى وصف قائم بها("©. 

o SS SRS,‏ ودا جا تم ءاي 


سے کے و 


الوأ ل يمت حَقّ یمقر ماو رل4 قال تعالى: تيمل 
رَسَلللتِوء4247 [الأنعام: 174] أي: ليس كل أحد أهلا ولا صالحًا لتحمل 
رشالب فاه بل لها مال صو ةلا تليق ]لآ اول تم زو نا 


وو 
0 


)١(‏ ماعدا ص»ج» مب: «بأكثر»» والمثبت هو أسلوب المؤلف. 

0( لم أقف عليه» ولكن انظر: «أعلام الموقعين» )١١5 /١(‏ و«شفاء العليل» (ص”7١7).‏ 

(۳) السياق: «فإنَ مذهبًا يقتضي...» فطال وصف اسم إن» وحذف خبرها لدلالة السياق 
عليه. 

(4) في ق وحدها أثبتت الكلمة «رسالته» مع فتح التاء على قراءة ابن كثير وحفص عن 
عاصم. وني غيرها كما أثبتنا على قراءة أبي عمرو السائدة في زمن المؤلف. 

(0) ق: «رسالته». 

() إلا ساقطة من ق» ك. 


والله أعلم ببذه المحالٌ منكم. فلو" كانت الذوات متساويةً كما قال هؤلاء 
5 2 

لم يكن في ذلك 000 
تبن 26 لرا 4 : *0] أى هو سبحانه 
ار بو اك ل TG‏ 

فذواتٌ ما اصطفاه الله واختاره" من الأعيان والأماكن والأشخاص 
وغيرها مشتملةٌ علئ صفات وأمور قائمة بها ليست في غيرهاء ولأجلها 
اصطفاها الله» وهو سبحانه الذي خصّها(؟» بتلك الصفات؛ فهو الذي أعطاها 
الصفات» وخصّها بالاختيار. فهذا خلقهء وهذا اختياره. (ورنك نما 
سس کک سے ص 
اء رار € [القصص: 58]. 

وما أبيّنَ بطلانَ رأي يقضي بأنَّ مكان البيت الحرام مساو لسائر الأمكنة» 
وذاتٌ الحجر الأسود مساوية لسائر حجارة اللأرض» وذات رسول الله كا 
مساوية لذات غيره؛ وإنما التفضيل في ذلك بأمور خارجة عن الذات 


E 


)١(‏ ق» مب ن: «ولو). 
(۲) ماعدا ق: «ردًا»» وهو لحن لا يزال شائعًاء أعني: نصب اسم «كان» إذا كان خبرها 
() ما عدا ص» ج: «اختاره الله واصطفاه»» ورجّحت ما أثبت لتقديم المؤلف الاصطفاء 
علئ الاختيار قبل قليل وفيما يأتي. 
(4) ق» مب» ن: «فضّلها»» وقد ذكرت هذه النسخة في حاشية ع. 
(0) «فهو... الصفات» ساقط من النسخ المطبوعة. 
۳١‏ 


والصفات القائمة بها. وهذه الأقاويل(١2‏ وأمثالها من الجنايات التي جناها 
المتكلمون علئ الشريعة ونسبوها إليها وهي بريئة منها. وليس معهم أكثر من 
اشتراك الذوات في أمر عامٌ» وذلك لا يوجب تساويها في الحقيقة؛ لأن 
المختلفات قد تشترك في أمر عام مع اختلافها في صفاتها النفسية. 

وما سوئ الله بين ذات المسك وذات البول أبدّاء ولا بين ذات الماء 
وذات النار أبدًا. والتفاوت الذي بين الأماكن الشريفة وأضدادها والذوات 
الفاضلة وأضدادها أعظم من هذا التفاوت بكثير. فبين ذات موسئ 
وفرعون" من التفاوت أعظم مما بين ذات المسك والرجيع. وكذلك 
التفاوت بين نفس الكعبة وبين بيت الشيطان7" أعظم من هذا التفاوت؟) 
بكثير. فكيف تجعل البقعتان0*» سواءً في الحقيقة والتفضيل باعتبار ما يقع 
هناك من العبادات والأذكار والدعوات؟! 

ولم نقصد استيفاء الرد على هذا المذهب المردود المرذول» وإنما 
قصدنا تصويره» وإلئ اللبيب العاقل التحاكم» ولا يعبأ الله وعباده بغيره شيئًا. 
والله سبحانه لا يخصّص شيئًا ولا يفصله ويرجّحه إلا لمعثئ يقتضي 


)١(‏ ماعداق» ن: «الأمور». وفي ص وضعت علامة اللحق بعده وكتب في الحاشية: 
«والأقاويل صح» يعني أن في الأصل الذي قوبلت النسخة عليه: «الأمور والأقاويل». 
وفي حاشية ع أيضًا ذكرت نسخة «الأقاويل». 

(۲) كذا في جميع الأصولء يعني: «وذات فرعون». 

(۳) في النسخ المطبوعة: «السلطان»» تحريف. 

(5) بعده فيما عدا صء ج: «أيضًا». 

(5) ن: «البقعات». وفي ك.ع: «النقيضان»ء ولعله تحريف. 


۳۲ 


تخصيصه وتفضيله. نعم هو معطي ذلك الم حح وواه فهو الذي خلق؛ 
ثم اختاره بعد خلقه. ورك لق ماد 67 ا رت4 [القصص:۸٦].‏ 

ومن هذا: تفضيله بعض الأيام والشهور على بعضء فخير الأيام عنده 
يوم النحر» وهو يوم الحج الأكبر» كما في «السئن»(1١2‏ عنه بل أنه قال: 
«أفضل الأيام عند الله يوم النحر ثم يوم القَرٌ'2). وقيل: يوم عرفة أفضل 

5 OY ِ 

وصيامه يكفر" ستتين» وما من يوم يُعيِق الله فيه الرقاب أكثر منه في يوم 
عرفة» ولأن الله سبحانه يدنو فيه» ثم يباهي ملائكته بأهل الموقف. والصواب 
القول الأول» لأن الحديث الدال على ذلك لا يعارضه شيء يقاومه. 


والصواب أن يوم الحج الأكبر يوم النحرء لقوله تعال: وراد ناله 
ورسولوت ل دوملج آلا ڪر حر 4 [التوبة: ۳]. وثبت ٤‏ «الصحيحين)(؟) 
أن أبا بكر وعليًا أذّنا بذلك يوم النحرء لا يوم عرفة. وفي «سنن أبي داود»() 


(۱) أبو داود )١770(‏ والنسائي في «الكبرئ» (4087) من حديث عبد الله بن قرط» 
وأخرجه أحمد )١19075(‏ والبخاري في «التاريخ الكبير» /٥(‏ 5 7). صححه ابن 
خزيمة (1855) وابن حبان (۲۸۱۱) والحاكم .)١55/5(‏ 

)۲( ص» ق»ع» مب» ن: «النفر . وفي (ك): «العشره . وكلاهما تصحيفٌ ما أثبت من ج» وقد 
أصلح بعضهم ما كان فيها ثم جوّده في الحاشية وفسّره بأنه اليوم الذي بعد يوم النحر. 

(۳) ق» مب» ن: «مكفر»» وأشير إلى هذه النسخة في حاشية ع. 

(5) البخاري (55057) ومسلم .)۱۳٤١(‏ 

(5) برقم )١1945(‏ من حديث عبد الله بن عمر» وأخرجه ابن ماجه )7"٠54(‏ وأبو عوانة 
.)٠٠١(‏ علقه البخاري في (صحيحها عقب )۱۷٤١(‏ بصيغة الجزم» وصححه 
الحاكم (۲/ ۳۳۲). وأما قول المؤلف: «بأصح إسناد» ففيه نوع من التجوز. 


۳۳ 


بأصحٌ إسناد أن رسول الله ي قال: «(يوم الحج الأكبر يوم النحر)(١‏ 
وكذلك قال أبو هريرة(7 وجماعة من الصحابة0©. 


ويوم عرفة مقدّمة ليوم النحر بين يديه فإن فيه يكون الوقوف والتضرع 
والتوبة7؟) والاستقالة» ثم يوم النحر تكون الوفادة والزيارة. ولهذا سمي 
طوافه طواف الزيارة؛ لأنهم قد طُّهّروا من ذنويهم يوم عرفةء ثم اَن لهم يوم 
النحر في زيارته» والدخول عليه إلى بيته. ولهذا كان فيه ذبح القرابين» وحلق 
الرؤوس» ورمي الجمارء ومعظم أفعال الحج» وعمل يوم عرفة كالطهور 
والاغتسال بين يدي هذا اليوم. 

وكذلك تفضيل عشر ذي الحجة على غيره من الأيام» فإن أيامه أفضل 
الأيام عند الله. وقد ثبت في «صحيح البخاري» عن ابن عباس قال: قال 
رسول الله بكِ: «ما من أيام العمل الصالح فيها أحبٌ إلى الله منه في" الأيام 
العشر»» قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: «ولا الجهاد في سبيل الله إلا 
رجلٌ خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء ». وهي الأيام العشر التي 
أقسم الله تعالیٰ بها في كتابه بقوله: مجر لتر € [الفجر: -١‏ 7]» 


.)٤١ - وانظر: «التبيان» للمؤلف (ص7:‎ )١( 

(؟) أخرجه البخاري (۳۱۷۷» /47017). وانظر: «صحیح مسلم» (17517). 

(۳) انظر: «مصئف ابن أبي شيبة» (۸/ ٦۲۳‏ 575 - في يوم الحج الأكبر). 

)٤(‏ في هامش ن زاد بعضهم بعده: «الابتهال». 

(5) برقم (459). واللفظ أشبه بلفظ أحمد )١1958(‏ وأبي داود (578 7) والترمذي 
(/61) وابن ماجه (۱۷۲۷). 

(؟) ن: في هذه». 


۳٤ 


ولهذا يستحب فيها الإكثار من التكبير والتهليل والتحميد, كما قال النبي 
كله: «فأكثروا فيهن من التكبير والتهليل والتحميد: 2١7‏ ونسبتها إلى الأيام 
كنسبة مواضع المناسك إلى سائر البقاع. 

ومن ذلك: تفضيل شهر رمضان على سائر الشهورء وتفضيل عشره 
الأخير" على سائر الليالي» وتفضيل ليلة القدر فيه على ألف شهر. 

فإن قلت: في العَشْرين أفضل: عشر ذي الحجة» أم العشر الأخير() 
من رمضان؟ وأي الليلتين أفضل: ليلة القدرء أو ليلة الإسراء؟ 

قلت: أما السؤال الأول» فالصواب فيه أن يقال: ليالي العشر الأخير من 
رمضان أفضل من ليالي عشر ذي الحجة»ء وأيام عشر ذي الحجة أفضل من 
أيام عشر رمضان؛ وبهبذا التفصيل يزول الاشتباه. ويدل عليه أن ليالي 
العشر من رمضان إنما قصلت باعتبار ليلة القدر وهي من الليالي» وعشر ذي 


)١(‏ أخرجه أحمد (254457 )5١1054‏ والطبراني في «المعجم الكبير» /١١(‏ ۸۲) وغيرهما 
من حديث يزيد بن أبي زياد عن مجاهد عن ابن عمر. ومدار الحديث عل يزيد » فيه 
لين؛ وقد اختلف عليه في تحديد الصحابي ورفعه ووقفه وقطعه. انظر: «علل 
الدارقطني» )۲۸٠۳(‏ و«علل الحديث» لابن أبي حاتم (۱۹۹۲)؛ وكذلك يزيد لم 
يسمع من مجاهدء انظر: «تهبذيب التهذيب» .)7171/١11١(‏ 
والثابت ما أخرجه البخاري (459) وغيره من حديث ابن عباس السالف الذكر» 
وليس فيه هذه الزيادة. 

(۲) صء ق: (الآخر). 

(۳) صء ن: «الآخر». 

() وهذا جواب شيخ الإسلام نقله المؤلف عنه في «بدائع الفوائد» (*/ .)١١١7‏ 


fo 


الحجة إنما فصل باعتبار أيامه. إذ فيه يوم النحر ويوم عرفة ويوم التروية. 

وأما السؤال الثاني" فقد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية قدّس الله روحه 
عن رجل قال: ليلة الإسراء أفضل من ليلة القدرء وقال آخر: بل ليلة القدر 
أفضلء فأيهما المصيب؟ 

فأجاب: الحمد لله. أما القائل: إن ليلة الإسراء أفضل من ليلة القدرء إن 
أراد بذلك أنَّ الليلة التي أسري فيها بالنبي وَل ونظائرها من كل عام أفضل 
لأمة محمد يي من ليلة القدر بحيث يكون قيامها والدعاء فيها أفضل منه في 
ليلة القدر؛ فهذا باطل لم يقله أحد من المسلمين» وهو معلوم الفساد 
بالاضطرار من دين الإسلام. هذا إذا كانت ليلة الإسراء تعرّف عينهاء فكيف 
ولم يقم دليل معلوم لا على شهرهاء ولا عشرهاء ولاعينها؛ بل النقول في 
ذلك منقطعة ليس فيها ما يقطع به. ولا يُشرّع للمسلمين تخصيص الليلة التي 


)١(‏ ك»ع: «فضلت». وهو سهو. 

(؟) وقع بعده في صء جء ك ع: «فجوابه أن ليلة الإسراء في حقٌ النبي ية أفضل من ليلة 
القدرء وليلة القدر بالنسبة إلى الأمة أفضل من ليلة الإسراء. فهذه الليلة في حق الأمة 
أفضل لهم» وليلة الإسراء في حق رسول الله َء أفضل له. هذا جواب شيخنا أبي 
العباس ابن تيمية قدس الله روحه في المسألتين». ثم في ص ضرب على «فجوابه» 
وعلئ «هذا جواب... روحه»» ووضعت علامة اللحق بعد «السؤال الثاني» وكتب ما 
يأي في حواشي الصفحة. والظاهر أن المصنف لله عدَّل في نسخة من كتابه بعد أن 
نَسَحْه الناسخون من نسخته السابقة فلم يرد فيها هذا التعديل الأخير. أماق وهي 
أقدم النسخ بعد (م) الناقصة الأول فقد ورد فيها هذا التعديل في المتن ولكن حصل 
فيها خرم بعد أسطر فسقط منها نحو كراسة»ء والذي استدرك المتن فيها من نسخة 
أخرئ لم يجد فيها التعديل المذكورء فلم يرد في ق بقية جواب شيخ الإسلام. 


75 


يظن أنها ليلة الإسراء بقيام ولاغيره» بخلاف ليلة القدر فإنه قد ثبت في 
«الصحيحين0 2١7‏ عن النبي يك أنه قال: «من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابًا 
غفر له ما تقدم من ذنبه». وفي «الصحيحين)(2 عنه ية أنه قال: «تحروا ليلة 
القدر في العشر الأواخر من رمضان». وقد أخبر الله" سبحانه أا خير من 
ألف شهر2؟»: وأنه أنزل فيها القرآن. 

وإن أراد أن الليلة المعيّئة التي أسري فيها بالنبي بيه حصل له فيها مالم 
يحصل له في غيرهاء من غير أن يُشرَع تخصيصها بقيام ولا عبادة؛ فهذا 
صحيح. ولیس إذا أعطئ الله نبب يك فضله(* في مكان أو زمان يجب أن 
يكون ذلك المكان والزمان"؟ أفضل من جميع الأمكنة والأزمنة. هذا إذا 
قدّر أنه قام دليل على أن إنعام الله تعالئ على نبيّه ليلة الإسراء كان أعظم من 
إنعامه عليه بإنزال القرآن ليلة القدر وغير ذلك من النعم التي أنعم عليه. 

والغلام في مل هذا يجتاج إلى غلم يتعقاتق الأمورة ومقادير النعم التي 
لاد تُعرّف إلا بوحي» ولا يجوز لأحد أن يتكلّم فيها بلا علم . ولا يُعرّف عن 
أحد من المسلمين أنه جعل لليلة الإسراء فضيلة على غيرهاء لا سيما على 


)02( البخاري )۱۹١١(‏ ومسلم )۷٠١(‏ من حديث أبي هريرة َإَِدعَنَُ. 

0( البخاري )٠١70(‏ ومسلم )١١79(‏ من حديث عائشة وَآيَدعَنْها. 

(۳) لفظ الجلالة من صء ن. 

)٤(‏ من هنا سقطت كراسة فيما يظهر من ق واستكملت بخط آخرء ولكن لم يثبت فيها 
النص الآني من التعديل المذكور آنقًا. 

() مبءن: «فضيلة». 

() مب: «الزمان أو المكان». 


۳۷ 


ليلة القدرء ولا كان الصحابة والتابعون لهم بإحسان يقصدون تخصيص ليلة 
الإسراء بأمر من الأمور ولا يذكرونماء ولهذا لا يُعرّف أي ليلة كانت. وإن 
كان الإسراء من أعظم فضائله بي ومع هذا فلم يُسْرّع تخصيصٌ ذلك 
الزمان ولا ذلك المكان بعبادة شرعية. بل غار حراء الذي ابتدئ فيه بنزول 
الوحي وكان يتحرّاه قبل النبوة لم يقصده هو ولا أحد من أصحابه بعد النبوة 
مدة مقامه بمكة» ولا خص اليومَ الذي أنزل فيه الوحي بعبادة ولاغيرهاء ولا 
خص المكان الذي ابتدئ فيه بالوحي ولا الزمان بشيء. ومن خصّ الأمكنة 
والأزمنة من عنده بعبادات لأجل هذا وأمثاله كان من جنس أهل الكتاب 
الذين جعلوا لزمان أحوال المسيح مواسم وعبادات» كيوم الميلادء ويوم 
التعميدء وغير ذلك من أحواله. وقد رأئ عمر بن الخطاب جماعة يتتابون 
مكانًا يصلون فيه فقال: ما هذا؟ فقالوا: مكان صلی فيه رسول الله لای 
فقال: أتريدون أن تتخذوا آثار أنبيائكم مساجد؟! إنما هلك من كان قبلكم 
بهذاء فمن أدركته فيه الصلاة فليصلّء وإلا فليمضص(). 

وقد قال بعض الناس"': إن ليلة الإسراء في حق النبي ية أفضل من 


)١(‏ أخرجه عبد الرزاق )۲۷۳١(‏ وابن أبي شيبة (1/777) وسعيد بن منصور كما في 
«اقتضاء الصراط المستقيم» (۲/  )777‏ وابن وضاح في «البدع» .)٠١١(‏ صححه 
شيخ الإسلام في «مجموع الفتاوئ» 4٠١ /٠١(‏ ) وابن كثير في «مسئد الفاروق» 
)١57 /1١(‏ والحافظ في «الفتح» .)079/١(‏ 

(۲) هنا انتهت العبارة الطويلة التي وردت في حاشية ص ومتن مب» ن» وخلت منها 
الأصول الأخرئ. والجدير بالذكر أن هذا الذي تسب في العبارة الجديدة إلى بعض 
الناس قد نسبه المؤلف من قبل إلئ شيخ الإسلام في أصل هذا الكتاب و«بدائع 
الفوائد؛ (۳/ )٠٠١١‏ ضمن مسائل في التفضيل نقلها عن الشيخ. 


۳۸ 


ليلة القدرء وليلة القدر بالنسبة إلى الأمة أفضل من ليلة الإسراءء فهذه الليلة 
في حق الأمة أفضل لهم» وليلة الإسراء في حق رسول الله ي أفضل له. 


فإن قيل: فأيهما أفضل: يوم الجمعة» أو يوم عرفة؟ فقد روئ ابن 
حبان في (صحيحه) 27 من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله ل: «لا 
تطلع الشمسش" على يوم أفضل من يوم الجمعة». وفيه أيضًا حديث 
تميه7؟) بن أوس: «خيرٌ يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة»00). 


قيل: قد" ذهب بعض العلماء إل تفضيل يوم الجمعة على يوم عرفة 
محتجًا هذا الحديث. وحكى القاضى أبو يعلى رواية عن أحمد أن ليلة 


)١(‏ ق: «فإن قيل: فأي اليومين أفضل... عرفة؟ قيل: يوم الجمعة». 

(۲) برقم (۲۷۷۰)ء وأخرجه أحمد(4497) والنسائي في «الكيرئ» 21١901(‏ 
۰- ۱۱۹۲۲). صححه ابن خزيمة (۱۷۲۷) وابن حبان. 

(۳) في النسخ المطبوعة بعده زيادة: «ولا تغرب» كما في «صحيح ابن حبان». 

6 كذا في الأصول جميعًا. والصحيح: «أوس بن أوس» كما في تخريج الحديث» وكما 
في «جلاء الأفهام» (ص۷۷). 

)0( اللفظ المذكور لأبي هريرة وهو عند مسلم (605). وأخرجه أيضًا ابن حبان 
۲۷۷۲) ضمن حديث طويل. وانظر: «صحیح ابن خزيمة» (۱۷۲۹). 
وأما حديث أوس بن أوس فهو عند ابن حبان )۹٠١(‏ بلفظ: «إن من أقضل أيامكم 
يوم الجمعة)» أخرجه أيضًا ابن أبي شيبة (۸۷۸۹) والدارمي )١1717(‏ وأبو داود 
)1611١ 1‏ وابن ماجه )177*561١86(‏ والنسائي (117/5). صححه ابن 
خزيمة (۱۷۳۳) وابن حبان. 


(VD‏ ق اوقد ذهب»6 في موضع «قيل: قد ذهب). 


۳۹ 


الجمعة أفضل من ليلة القدر0©). والصواب أن يوم الجمعة أفضل أيام 
الأسبوع» ويوم عرفة ويوم النحر أفضل أيام العام» وكذلك ليلة القدر وليلة 
الجمعة. ولهذا كان لوقفة الجمعة يوم عرفة مزية على سائر الأيام من وجوه 
متعددة: 

أحدها: اجتماع اليومين اللذين هما أفضل الأيام. 

الثاني: أنه اليوم الذي فيه ساعة محققة الإجابة» وأكثر الأقوال أنها آخر 
ساعة بعد العصرء وأهل الموقف كلهم إذ ذاك واقفون للدعاء والتضرع. 

الثالث: موافقته ليوم وقفة رسول الله اة 

الرابع: أن فيه اجتماع الخلائق في أقطار الأرض للخطبة وصلاة 
الجمعة» ويوافق ذلك اجتماع أهل عرفة بعرفة. فيحصل من اجتماع 
المسلمين في مساجدهم وموقفهم من الدعاء والتضرع ما لا يحصل في يوم 
سواه. 

الخامس: أن يوم الجمعة يوم عيد» ويوم عرفة يوم عيد لأهل عرفة؛ 
ولذلك كره لمن بعرفة صومه. وفي النسائي" عن أبي هريرة قال: اہی 


(1) نقل ابن مفلح في «الفروع» )٠۲۸ /٥(‏ الروايتين عن ابن عقيل. وانظر: امختصر 
الفتاوئ المصرية» (ص85). 

4 ك: «ويوم عرفة عيدٌ. 

(*) في «الكبرئ» (787» 5 ٤۲۸)ء‏ وأخرجه ابن أبي شيبة (17665) وأحمد 28١71(‏ 
۰ وآبو داود(5550؟) وابن ماجه (۱۷۳۲). والحديث ضعيف كما علله 
المؤلف. وضعفه أيضًا العقيلي في «الضعفاء» (۲/ )٠٤١‏ وابن عدي في «الكامل» 
(8/5*) وغيرهما. 


30 


رسول الله ية عن صوم يوم عرفة بعرفة». وفي إسناده نظرء لأنَّ مهدي بن 
حرب الجزري' ليس بمعروف» ومداره عليه. ولكن ثبت في «الصحيح») 
من حديث أم الفضل: «أن ناسًا تمارّوا عندها يوم عرفة في صيام رسول الله 
كلك فقال بعضهم: هو صائم» وقال بعضهم: ليس بصائم» فأرسلَتٌ إليه 
بقَدّح لبن وهو واقف عل بعيره» فشربه». 

وقد اختلف في حكمة استحباب فطر يوم عرفة بعرفة» فقالت طائفة: 
ليتقوّئ على الدعاء» هذا قول الجِرّقي وغيره". وقال غيرهم ‏ منهم شيخ 
الإسلام ابن تيمية -: الحكمة فيه أنه عيد لأهل عرفةء فلا يُستحَبٌ صومه. 
قال: والدليل عليه الحديث(؟) الذي في «السنن» 227 عن النبي ية أنه قال: 


(1) كذافي جميع الأصول. وفي هامش ن: «الصواب: الهجري» كما في الخلاصة والتقريب». 
وهو كما قال. ولعله تحريف «الهجّري». وني النسخ المطبوعة: «العبدي». 

(۲) البخاري )١1551(‏ ومسلم (۱۱۲۳). 

(*) انظر: «المغني» (5/ .)٤٤٤‏ 

(5) ج: «الحديث المشهور». 

(5) ابو داود )١519(‏ والترمذي (۷۷۳) والنسائي في «المجتبی» (5 0٠١‏ وني «الكبرئ» 
(5171)» وأخرجه ابن أبي شيبة (9851) وأحمد (۱۷۳۷۹» 17787) والدارمي 
(). صححه الترمذي وابن خزيمة (۲۱۰۰) وابن حبان(77507) والحاكم 
/١(‏ 574). وعندهم جميعًا: «وأيام التشريق»» وليست عند ابن أبي شيبة. 
قال ابن عبد البر في «التمهيد» :)١57 /7١(‏ «هذا حديث انفرد به موسئ بن علي عن 
أبيه» وما انفرد به فليس بالقوي» وذكر ايوم عرفة» في هذا الحديث غير محفوظ› 
وإنما المحفوظ عن النبي با من وجوه: (يوم الفطر ويوم النحر وأيام التشريق)». 
وأجاب عنه ابن رجب في «فتح الباري» (۱/ ۱۷۳)» وقبله شيخ الإسلام كما سيذكره 
المؤلف. وقد بوب عليه النسائي في «الكبرئ»: «النهي عن صوم يوم عرفة بعرفة». 


٤١ 


«يوم عرفة ويوم النحر وأيام مئئ عيدنا أهل الإسلام». 

قال شيخنا: وإنما يكون يوم عرفة عيدًا في حقٌّ أهل عرفة لاجتماعهم 
فيه» بخلاف آهل الأمصار فإنهم إنما يجتمعون يوم النحر» فكان هو العيد في 
حقّهم. والمقصود أنه إذا اتفق يوم عرفة يوم جمعة» فقد اتفق عيدان معًا. 

السادس: أنه موافق ليوم إكمال الله ديته لعباده المؤمنين» وإتمام نعمته 
عليهم» كما ثبت في #صحيح البخاري» 2١7‏ عن طارق بن شهاب قال: جاء 
يهودي إلى عمر بن الخطاب فقال: يا أمير المؤمنين آية تقرؤونها في كتابكم 
لو علينا - معشرٌ اليهود ‏ نزلت نعلم" ذلك اليوم الذي نزلت فيه لاتخذناه 
عيدًا. قال: أي آية؟ قال: الما شات کدی تک انمت یرقم وَنَضِيتُ 
لا لِسَلمَدِيما 4 [المائدة: *]. فقال عمر بن الخطاب: إني لأعلم اليوم الذي 
نزلت فيه» والمكان الذي نزلت فيه: نزلت على رسول الله يكل يوم جمعة» 
ونحن واقفون معه بعرفة. 

السابع: أنه موافق ليوم الجمع الأكبر» والموقف الأعظم يوم القيامة؛ 
فإن القيامة تقوم يوم الجمعة» كما قال النبي وي ١خير‏ يوم طلست فيه 
الشمس يوم الجمعة. فيه لق آدم» وفيه أُدخل الجنة» وفيه أخرج منهاء وفيه 
تقوم الساعة» وفيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله خيرًا إلا أعطاه 
إياه0©. 


)00 برقم (55)» وأخرجه أيضًا مسلم (۳۰۱۷). 
(۲) كذافي الأصول. وفي النسخ المطبوعة: «ونعلم». 
(۳) أخرجه مسلم (5 »)۸٠‏ وقد سبقت الإشارة إليه. 


۲ 


ولهذا شرع الله سبحانه لعباده يومًا يجتمعون فيه» فيذكرون المبداً 
والمعاد والجنة والنار» وادخر الله لهذه الأمة يوم الجمعة» إذ فيه كان المبداً 
وفيه المعاد. ولهذا كان النبي ية يقرأ في فجره سورتي (السجدة) و (هل أتئ 
علئ الإنسان)(١2‏ لاشتمالهما علئ ما كان ويكون في هذا الیوم» من خلق آدم؛ 
وذكر المبدأ والمعادء ودخول الجنة والنار؛ وان" يذكّر الأمة في هذا اليوم 
بما كان فيه وما يكون. فهكذا يتذكر الإنسان بأعظم مواقف الدنيا وهو 
موقف عرفة 227‏ الموقفَ الأعظمّ بين يدي الربٌ في هذا اليوم بعينه» ولا 
ينتصف حتى يستقرٌ أهل الجنة في منازلهم» وأهل النار في منازلهم. 

الشامن: أن الطاعة الواقعة من المسلمين يوم الجمعة”؟) أكثر منها في 
سائر الأيام» حتئ إن أكثر أهل الفجور ليحترمون يوم الجمعة وليلته» ويرون 
أن من تجرّأ فيه علئ معاصي الله عجّل الله عقوبته ولم يُمهله. وهذا أمر قد 
استقرٌ عندهم وعلموه بالتجارب» وذلك لعظم اليوم وشرفه عند الله» واختيار 
الله له من بين سائر الأيام. ولا ريب أن للوقفة فيه مزية على غيره. 


التاسع: أنه موافق ليوم المزيد7* في الجنة. وهو اليوم الذي يجتمع فيه 


)200 البخاري )۸۹١(‏ ومسلم )۸۸١(‏ من حديث أبي هريرة وَإِيِدُعنْهُ. 

(۲) مب: «فكان»» وكذا غيّره بعضهم في ص. 

(۳) ك»ع» مب: «يوم عرفة» وقد كتب بعضهم في حاشية ع: #موقف) مع علامة صح»› 
يعني أن الصواب «موقف عرفة»» ففهم بعضهم أنه يقصد: ايوم موقف عرفة» كما في 
ق. 

(5) في ن فوق السطر: «وليلة الجمعة». 

(5) سيأتي ذكر الأحاديث عن يوم المزيد بأسانيدها عند ذكر خصائص يوم الجمعة. 


وذ 


أهل الجنة في واد آفيح»› وتتصّب لهم منابر من لؤلؤء ومنابر من ذهبء ومنابر 
من زبرجدء والباقون(١2‏ على كثبان المسك» فيزورون ربّهم تبارك وتعالى؛ 
ويتجلّئ لهم فيرونه عياناء ويكون أسرعَهم موافاةً أعجلّهم رواحًا إلى 
المسجد وأقربهم منه أقربهم من الإمام. فأهل الجنة يشتاقون" إلى يوم 
المزيد فيهاء لما ينالون فيه من الكرامة؛ وهو يوم الجمعة» فإذا وافق يوم 
عرفة كان له مزية واختصاص وفضل"' ليس لغيره 


العاشر: أنه يدنو الرب تبارك وتعالئ عشية عرفة من أهل الموقف. ثم 
يباهي بهم الملائكة» فيقول ا 
لهم)(4). ويحصل مع دنوٌه منهم تبارك وتعالئ ساعة الإجابة التي لا يرد 
سائلا يسأله خيراء ذ فيقربون منه بدعائه والتضرع | nT‏ 


)١(‏ كذافي الأصول جميعًا. يعني: غير أصحاب المنابر» كما جاء في حديث الترمذي 
(3549): «ويجلس أدناهم ‏ وما فيهم من دني ‏ علئ كثبان المسك والكافور؛ ما 
يرون أن أصحاب الكراسي بأفضل منهم مجلسًا». وقد عير في متن ن إلى «الياقوت". 
وكذا في النسخ المطبوعة» وهو تحريف. 

(۲) ع» مب» ن: «مشتاقون». 

)۳( في حاشية ع: «فضيلة» مع علامة صح. 

)٤(‏ أخرجه مسلم )١748(‏ من حديث عائشة رين يكتهاء وفيه: «ما أراد هؤلاء». وأما 
قوله: «أشهدكم أني قد غفرت لهم» فقد أخرجه ابن خزيمة )۲۸٤١(‏ وابن بطة في 
«الإبانة الكبرئ» (77,/71 - نشرة آل حمدان) وابن منده في «التوحيد» )۸۸٥(‏ 
واللالكائي في «أصول الاعتقاد» (۳/ )٤۸١‏ والبيهقي في «شعب الإيمان» ٤(‏ ۳۷۷) 
وفي «فضائل الأوقات» (ص٤ )١‏ من حديث أبي الزبير عن جابر» وإسناده حسن. 


منهم تعالئ نوعين من القَُرب7١):‏ أحدهما: قرب الإجابة المحققة في تلك 
الساعة"» والثاني: قربه الخاص من أهل عرفة» ومباهاته بهم ملائكته. 
فتستشعر قلوب أهل الإيمان هذه الأمورء فتزداد قوة إلى قوتهاء وفرححًا 
وسرورًا وابتهابجاء ورجاءً لفضل ربّها وكرمه. فبهذه" الوجوه وغيرها 
ف فضلت وقفة | < لجمعة على غيرها. 

وأما ما استفاض على ألسنة العوام بأنها تعدل ثنتين وسبعين حَجَّة 
فباطل لا أصل له عن رسول الله ية ولا عن أحد من الصحابة والتابعين» 
والله أعلم9؟). 

والمقصود أن الله سبحانه اختار من كل جنس من أجناس المخلوقات 
آطیبه» فاختصّه لنفسه وارتضاه دون غیره» فإنه تعالين طيّب لا يحب إلا 
الطيّب» ولا يقبل من العمل والكلام والصدقة إلا الطيّبء فالطيِّبُ من كل 
شيء هو مختاره تعالئ. وأما خلقه فعامٌ للنوعين. 


)١(‏ ص: «نوعي القرب». 

(۲) العبارة «ويقرب منهم... الساعة» ساقطة من ك»ع لانتقال النظر. 

(۳) ك ع» مب: «فهذه»» فيكون السياق: «فهذه الوجوهٌ وغيرها فضّلت وقفة الجمعة» كما 
ضبط النص في النسختين. 

)0 قال الحافظ في «فتح الباري» (۸/ :)۲۷١‏ «وأما ما ذكره رزين في «جامعه» مرفوعًا: 
(خير يوم طلعت فيه الشمس يوم عرفة وافق يوم الجمعة وهو أفضل من سبعين حجة 
في غيرها)» فهو حديث لا أعرف حاله. لأنه لم يذكر صحابيّه ولا من أخرجه» بل 
أدرجه في حديث الموطأ )1717١ »٥۷۲(‏ الذي ذكره مرسلا عن طلحة بن عبد الله بن 
كريز» وليست الزيادة المذكورة في شيء من الموطآت». 


0 


وبهذ(" يُعلّم عنوان سعادة العبد وشقاوته» فإِنَّ الطيّبَ لا يناسب(2) إلا 
الطيّبء ولا يرضئ إلا به. ولا يسكن إلا إليه» ولا يطمئن قلبه إلا به. فله من 
الكله”" الكلِمٌ الطيّب الذي لا يصعد إلى الله إلا هو. وهو أشدٌ شيء نفرةً 
عن الفحش في المقالء والتفحٌش واللسان البذيء والكذب والغيبة 
والنميمة» والبَهْت وقول الزور» وكلٌ كلام خبيث. 

وكذلك لا يألف من الأعمال إلا أطيبها. وهى الأعمال التى اجتمعت 
على حسنها الفِطّر السليمة مع الشرائع اا ا 
اوغ ينها ان وال راف ن مثل أن يعبد الله وحده لا يشرك به 
شيئًاء ويؤثر مرضاته علئ هواه» ويتحبّب إليه بجهده» ويحسن إلى خلقه ما 
استطاعء فيفعل بهم ما يحبٌ أن يفعلوه(؟2؛ ويعاملهم بما يحب ن يعاملوه 
به» ويدّعهم مما يحب أن يدّعوه منه» وين بما ينصح به نفسه. ود 
TT‏ 
أعراضهم ولا يقابلهم بما نالوا من عرضه. وإذا رأئ لهم حستا آذاعه» وإذا 
رأئ لهم سيئًا كتمه» ويقيم أعذارهم ما استطاع فيما لا يبطل شريعة ولا 
يناقض لله أمرًا ولا نهيًا. 

وله من الأخلاق أيضًا أطيبها وأزكاهاء كالحلم والوقار والسكينةه 


)1( كع: «فبهذا). 
)۲( غيّره بعضهم في ص إلى «يناسبه؛» كما في مب» ن. 
)۳( ج“ ق «الكلام». 
(5) بعده في ن: ابه). 
() «يعاملهم بما يحب أن» ساقط من طبعة الرسالة. 


a 


والرحمة»ء والصيرء والوفاء» وسهولة الجانب ولين العريكة» والصدق. 
وسلامة الصدر من الغِل وَالغِشٌ والحقد والحسد والتواضع وخفض 
الجناح لأهل الإيمان» والعرٌ والغلظة والتكّر(١)‏ على أعداء الله وصيانة 
الوجه عن بذله وتذلّله لغير الله والعفة» والشجاعةء والسخاءء والمروءة 
وكلٌ خلّق اتفقت على حسنه<") الشرائع والفطر والعقول. 

وكذلك لا يختار من المطاعم إلا أطيبهاء وهو الحلال الهنيء المريء 
الذي يغدّي البدن والروح أحسن تغذية» مع سلامة العبد من تبعته. وكذلك 
لايختار من المناكح إلا أطيبهاء ومن الرائحة إلا أطيبها وأزكاهاء ومن 
الأصحاب والعُشّراء إلا" الطيبين منهم. فروحه طيبةء وبدنه طيّب» وخلقه 
طيّب» وعمله طيّب» وكلامه طيّب. ومطعمه ومشربه طيّب. وملبسه ومنكحه 
BE gk‏ 

هنا ممن قل ا۵ تما فه: الین فز الشكيكة بيرت بارا 
سر عكر دحوأ نة بما كعم مون € [النحل: ۳۲ء ومن الذين يقول0) 
لهم خزنة الجنة: اسار ڪر شر ادلوم حَلإريرت 4 [الزمر: *7]. 
وهذه الفاء تقتضي السببية» أي: بسبب طيبكم ادخلوها. وقال تعالى: 


يبلت [النور: .]٠١‏ وقد فسّرت الآية بأن الكلمات الخبيثات للخبيثين» 


)00( «والتكبر» ساقط من النسخ المطبوعة. 

(؟) «علئ حسنه» وقع في ك»ع بعد «العقول». 

(۳) لفظ «إلا» من مب» ن. وكانت ساقطة من ص» ك» فزيدت فيهما. 
(5) ج: «تقول». وقي ك»ع» مب: «يقولون». 


۷ 


والكلمات الطيبات للطيبين. ورت بأن النساء الطيبات للرجال الطيبين» 
والنساء الخبيئات للرجال الخبيثين'. وهي تعُمٌّ ذلك وغيره» فالكلمات 
والأعمال والنساء الطيّبات لمناسبها من الطيبين» والكلمات والأعمال والنساء 
الخبيئة("2 لمناسبها من الخبيثين. 

والله سبحانه جعل الطيّبَ بحذافيره في الجنة» وجعل الخبيتٌ بحذافيره 
في النار. فجعل الدور ثلاثة: دارا" أخلصت للطيّب» وهي حرام على غير 
الط وفك جت كل تلقن وه اة ودار أحلمت اليف 
والخبائث ولا يدخلها إلا الحيتؤن رهي النار. ودارٌ مرج فيها الطيّب 
والخبيث وخلط بينهماء وهي هذه الدار(“. ولهذا وقع الابتلاء والمحنة 
بسبب هذا الامتزاج والاختلاط» وذلك موجَبٌ الحكمة الإلهية. فإذا كان يوم 
معاد الخليقة مير الله الخبيث من الطيّب» فجعل الطيّب وأهله في دار على 
حدة لا يخالطهم غيرهم؛ وجعل الخبيتٌ وأهله في دار على حدة لا يخالطهم 
غيرهم» فعاد الأمر إلى دارين فقط: الجنة وهي دار الطيبين» والنار وهي 
دار الخبيثين. وأنشأ الله سبحانه من أعمال الفريقين ثوابهم وعقابهم» فجعل 
طيّبات أقوال هؤلاء وأعمالهم وأخلاقهم هي عين نعيمهم ولذَّمهم» أنشأ لهم 


(۱) انظر: «تفسير الطبري» (۱۷/ 775-178). 
(؟) جءن: «الخبيئات». 

۳ ع: «دار). 

)٤(‏ ص» مب: «ودارًا». 

(6) وانظر: «شفاء العليل» (ص"4 5-١‏ 5؟7). 
(0) ك: «علئ». 


۸ 


منها أكمل أسباب النعيم والسرور. وجعل خبيثات أقوال الآخرين وأعمالهم 
وأخلاقهم هي عين عذابهم وآلامهم» فأنشأ('2 لهم منها أعظم أسباب 
العقاب" والآلام؛ حكمة بالغدٌ وعزةً قاهرةً» لري عباده كمال ربوبيته 
وكمال حكمته وعلمه وعدله ورحمته وم أعداء» أ ا 
المفتزين+ لا رشلة الررة الصادقون: قال اة و اموا با جد كتير 
ٍِ حت اه من يمو بک ودا ڪيه ما وک آ ڪر E‏ 
ين لمم اَی َم فيه ارت کا نمر م وْأْكَدِينَ » 
[النحل: ۳۸ -۳۹]. 

والمقصود: أن الله تعالئ جعل على السعادة والشقاوة عنوانًا يُعرّفان به. 
فالسعيد طيّبٌ لا يليق به إلا طيّب7©» ولا يأتي إلا طيبّاه ولا يصدر منه إلا طيّب» 
ولا يلابس إلا طيّا. والشقي خبيث لا يليق به إلا الخبيث» ولا يأتي إلا خبيقاء 
ولا يصدر منه إلا الخبيث؛ فالخبيث يتفجّر من قلبه على لسانه وجوارحه. 
والطيّبٌ يتفجّر من قلبه الطّبٌُ(؟) على لسانه وجوارحه. وقد يكون في الرجل 
مادتان فأيهما غلب عليه كان من أهلها. فإن أراد الله به خيرًا طهره من المادة 
الخبيئة قبل الموافاة» فيوافيه يوم اللقاء مطهّرًا فلا يحتاج إلى تطهيره بالنارء 


(1) كيع: «وأنشأ». 

)۲( ج“ ق: «العذاب». 

(۴) ك»ع:«الطيب)» وكذا أصلحه بعضهم في ج. 

(١‏ في ج: «فالحُبْث» مضبوطًاء ولكن تلوح نقطتا الياء أيضًا بين الباء والغاء. والسياق في 
ص: «فالحْبْتٌ... والطّيِبُ يتفبّر من قلب الطيّب؛ كذا مضبوطًا. وكان في ن: 
«فالخبيث يتفجّر من قلبه الخبثٌ علئ... قلبه الطَّيبُ" فغْيّر إلى ما أثبت. 


: 


فيطهّره منها بما يوفقه له من التوبة النصوح» والحسنات الماحية» والمصائب 
المكفرة: حدر يلقي الله وما عليه خطيئة:.ويمسك عن الآخر مواد التطهين 
فيلقاه يوم يلقاه بمادة خبيثة ومادة طيبة. وحكمته تعالئ تأبئن أن يجاوره أحد في 
داز خا تخل النارطير ة لهو تفه وسكا 5ا عاس سييكة 
إيمانه من الخبث صلح حينئذ لجواره ومساكنة الطيبين من عباده. وإقامة هذا 
النوع من الناس في النار على حسب سرعة زوال تلك الخبائث منهم وبطئهاء 
فأسرعهم زوالا وتطهرًا(؟) أسرعهم خروجًاء وأبطؤهم أبطؤهه27, جزاءً وفاقاء 
وماربك بظلام للعبيد. 

ولما كان المشرك خبيث العنصر خبيث الذات لم تطهر النار خبثه» بل 
لو خرج منها عاد خبيثًا كما كان» كالكلب إذا دحل البحر ثم خرج منه 
فلذلك حرم الله عليه" الجنة. ولما كان المؤمن الطيّب المطيّب مبرّأ من 
الخبائث كانت النار حرامًا عليه» إذ ليس فيه ما يقتضي تطهيره بها. فسبحان 
من بهرت حكمته العقول والألباب» وشهدت فِطَرٌ عباده وعقولهم بأنه أحكم 
الحاكمين ورب العالمين. 


)١(‏ ك ق: «بخباثتها» تصحيف. 

(۲) ما عدا ص»ج: «تطهيرًاة. 

(۳) بعده في هامش ن زيادة: اخروجا». 

() مب: العاد»» وكذا غيّره بعضهم في ص. 

)0( ص: «أدخل». 

(7) مب» ن: «علئ المشرك)» وأشير إلى هذه النسخة في حاشية ص»ع. 
(۷) بعده في هامش ن: «لا إله إلا هو». 


فصل 

ومن هاهنا يُعلم اضطرارٌ العباد فوق كل ضرورة إلى معرفة الرسول وما 
جاء به» وتصديقه فيما أخبر» وطاعته فيما أمر؛ فإنه لا سبيل إلى السعادة 
والفلاح لا في الدنيا ولا في الآخرة إلا على يدي الرسل» ولا سبيل إلى معرفة 
الطيب والخبيث على التفصيل إلا من جهتهم» ولا ينال رضا الله البتة إلا 
علئ أيديهم. فالطيّب من الأعمال والأقوال والأخلاق ليس إلا هديهم وما 
جاؤوا به. فهم الميزان الراجح الذي على أقوالهم وأعمالهم وأخلاقهم توزن 
الأقوال والأخلاق والأعمال» و بمتابعتهم يتميّز أهل الهدئ من أهل 
الضلال . فالضرورة إليهم أعظم من ضرورة البدن إلى روحهء والعين إلى 
نورهاء والروح إلى حياتها. فأي ضرورة ةوحاجة فرصت فضرورة 
العبد وحاجته إلى الرسل فوقها بكثير. وماظتّك بن إذا غات ك هد 
وما جاء به طرفة عين فسد قلبك» وصار كالحوت إذا فارق الماء وؤضع في 
المِقّلئ. فحالٌ العبد عند مفارقة قلبه لما جاء به الرسول كهذه الحال بل 
أعظم» ولكن لا يُّحِسٌ بهذا إلا قلب حيء و«ما لجَرْح بميْتٍ | إيلام)210. 

وإذا كانت سعادة الدارين معلّقةً بهدي النبي بيا فيجب على كل من 
نصح نفسه وأحبٍّ نجاتها وسعادتها أن يعرف من هديه وسيرته وشأنه ما 
يخرج به عن الجاهلين به» ويدخل به في عداد أتباعه وشيعته وحزبه. والناس 

ءٍ 

في هذا بين مستقل ومستكثر ومحروم» والفضل بيد الله» يؤتيه من يشاء. والله 


ذو الفضل العظيم. 


)1( عجز بيت لأبي الطيب في «دیوانه» (ص 55 ۲)» وصذره: 
ن يهُنْ يسهلٍ الهوانٌ عليه 


6١ 


فصل 

وهذه كلمات يسيرة لا يستغني عن معرفتها من له أدنئ همة إلى معرفة 
© لل و ر ااه الحاظر المكدوه عا عجره ورو 
البضاعة المزجاة التي لا نه تفمّح لها أبوابٌ السدد ولايتنافس فيها 
المتنافسون» مع تعليقها في حال سفر لا إقامةء والقلبٌُ بك واد منه شعبة 
والهمة قد تفرّقت شدَّرٌ مدر والكتاب مفقودء ومن يفتح باب العلم مذاكرته 
معدوم غير موجود. فعودٌ العلم النافع الكفيل بالسعادة قد أصبح ذاويًاء 
ورَبْعُه قد أوحش من أهله وعاد منهم خاليًا. فلسان العالم قد مُائت بالفلول 
مَضَاربُه(") لغلبة الجاهلين» وعادت موارد شفائه وهي معاطبه لكثرة 
المنحرفين والمحرّفين. فليس له معوّل إلا الصبر الجميل» وماله ناصر ولا 

معين إلا الله وحده» وهو حسبنا ونعم الوكيل. 

BOSS 


)١(‏ العبارة ناظرة إلى ما ورد في إحدئ نسخ «المسند» (ظ٤٠)‏ من حديث ابن عمر 
(217 في أول الواردين على الحوض: «صعاليك المهاجرين... الدنسة ثيابهم؛ لا 
تفتح لهم أبوابٌ السَدَد. والرواية المشهورة: «لا تفتح لهم السدَده وفسّرت بالأبواب 
اق حديت أب د ی ع ا 110 11) الوقن تركبة على شدي 
حصير» أي عل بابها. قال أبو عمرو: السَدّة كالسفة كرن من بيذي اليك والظلة 
تكون لباب الدار. قال أبو عبيد: وبعضهم يجعل السّدَّة الباب نفسه. انظر: «تهبذيب 
اللغة» (۱۲/ ۲۷۹) و«مشارق الأنوار» (؟5/١11١5).‏ 

(۲) في طبعة الرسالة: «قد ملئ بالغلول مضاربة» تبعًا لطبعة الفقي وغيرهاء وهي عبارة 
مصحفة مزالة عن وجهها ذاهب معناها. وفي ن: اثُلمت4 وفي هامشها «ملئت"». 


6 


فصل 
في نعبه بلا 

وهو خير أهل الأرض نسبًا على الإطلاق» فلنسبه من الشرف أعلئ 
ذروته» وأعداؤه(١)‏ كانوا يشهدون له بذلك. ولهذا شهد له به" عدو إذ ذاك 
أبو سفيان بين يدي ملك الروم". فأشرفٌ القوم قومّهء وأشرفٌ القبائل 
قبيلئه: وأشرفٌ الأفخاذ فخله. 

فهو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مَناف بن 
قُصّي بن كلاب بن مُرّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن 
النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن 
عدنان. 

إلى هنا معلوم الصحة» متفق عليه بين النسابين» لا خلاف فيه البتة؛ وما 
فوق عدنان فمختلّف فيه. ولا خلاف بينهم أن عدنان من ولد إسماعيل. 

وإسماعيل هو الذبيح علئ القول الصواب عند علماء الصحابة 
والتابعين ومن بعدهم. وأما القول بأنه إسحاق فباطل من أكثر من عشرين 
وجهًا). وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية قدّس الله روحه -يقول: هذا 


)١(‏ كيع: «فأعداؤه». 

(۲) «به» ساقط من ك»)ع. 

(۳) أخرجه البخاري (۷) ومسلم (۱۷۷۳) من حديث ابن عباس یئ كتها. 

)0( وقال في «إغاثة اللهفان» (7/ :)۱٠١۹١‏ «من عشرة أوجه» ثم ساقها جميعًا. ولشيخ 


الإسلام رسالة مفردة في أن إسماعيل هو الذبيح» ذكرها ابن رشي في أسماء مؤلفاته = 


or 


القول إنما هو متلقّى عن أهل الکتاب» مع أنه باطل بنصٌ كتابهم؛ فن فيه أنَّ 
الله أمر إبراهيم أن يذبح ابت بكُرّه»» وني لفظ: «وحيده(: ولا يشكٌ آهل 
الكتاب مع المسلمين أن إسماعيل هو بكر آولاده"". والذي غرّ أصحابٌ 
هذا القول أن في التوراة التي بأيديهم: «اذبح ابنك إسحاق»". قال: وهذه 
الزيادة من تحريفهم وكذبهم» لأا تناقض قوله: «اذبح ابنك بكرك 
ووحيدك». ولكن اليهود حسدت بني إسماعيل على هذا الشرفء فأحبوا أن 
يكون لهم» وأن يسوقوه إليهم ويحتازوه7؟) دون العرب؛ ويأبئ الله إلا أن 
يجعل فضله لأهله. 

وكيف يسوغ أن يقال: إن الذبيح إسحاقء والله تعالئ قد بسر آم إسحاق 
N‏ و و نهم قالوا لإبراهيم لما أتوه 
باب شری: 9 کف إا سنآ قم أل © رادان ایکا شیک رکه 


= (ص199- الجامع لسيرة شيخ الإسلام). ولعلها أوسع من الفصل الوارد في 
«مختصر الفتاوى المصرية» (ص5377- 076). وانظر: «منهاج السنة» (ه/ .)١٠۴۳‏ 
وللعلامة عبد الحميد الفراهي له كتاب نفيس مطبوع سمّاه «الرأي الصحيح 
فيمن هو الذبيح» استدلٌ فيه على ذلك بسئّة وعشرين وجهًا نصفها من القرآن الكريم 
والنصف الآخر من هذه التوراة المحرّفة التي بين أيدينا. 

)١(‏ الترجمة العربية التي بين أيدينا الآن لا يوجد فيها لفظ البكرء وإنما فيها: «خذ ابنك 
وحيدك». سفر التكوين (۲۲/ ۲) وانظر أيضًا (۲۲/ .)١152117‏ 

(۲) وقد ولد إسماعيل قبل إسحاق بأربع عشرة سنة حسب ما جاء في سفر التكوين 
(005 /0(. 

(۳) سفر التكوين (۲۲/ ۲). 

)٤(‏ مبءن: «ویحتازونه)» وكذا غير في ص. 


6 


باحق ومن وَرَآ إِسَحَقَيَعَْفُوبُ4(١)‏ [هود: ]/١-1٠١‏ فمحال أن يبشّرهما بأنه 
يكون له ولد ثم يأمره بذبحه. ولا ريب أن يعقوب داخل في البشارة» فتناولٌ 
البشارة لإسحاق ويعقوب في اللفظ واحدة"ء هذا ظاهر الكلام وسياقه. 
لاقل لوكان للتراكما اك رموه ١3151‏ يعقوت محري عونا عا 
إسحاقء فكانت القراءة وهن وراي إِسَحَوَيَعْفُويَ 4" [هود: ١۷]ء‏ أي 
ويعقوبَ من وراء إسحاق. «يعقوبّ»» أي وبيعقوب من وراء إسحاق(؟). 
قيل: لا يمنع الرفعٌ من أن يكون يعقوب مبشَرًا به» لأن البشارة قول 
مخصوص» وهي أول خبر سارٌ صادق. وقوله: #وون ورا إِسَحَقَيَعْفُوبُ» 
جا عقي ا لسرن كيز ا : حقيقة البشارة هي الجملة 
الخبرية. ولما كانت البشارة قولًا كان موضع هذه الجملة نصبًا على الحكاية 
بالقول» كأن المعنئ: وقلنا لها: من وراء إسحاق يعقوبٌ. والقائل إذا قال: 
شرت فلانًا بقدوم أخيه. وله في أثره» لم يُعقّل منه إلا البشارةٌ بالأمرين 


)١(‏ كذا ضبط «يعقوب» في ج بالضم على قراءة أبي عمروء وعليها ينبني الإيراد الآي 
وجوابه. 

(؟) كذافي الأصول ما عدا مب» ن وقد محا بعضهم التاء في ص»ع. وفي ق بخط متأخر: 
«لفظ واحد» يعني: فتناوّلٌ البشارةء وقوله: «واحدة» خبر المضاف إليه «البشارة». 

(۴) وهي قراءة حفص وحمزة وابن عامر. واختلف في إعراب #يعقوب» ب بين الجر 
بالعطف والنصب علئ موضع لبإسحاق» أو بفعل مضمر دل عليه الكلام» ورجّح 
هذا الوجه أبو علي. انظر: «الحجة للقراء السبعة» (5/ 7514-/0751. 

(5) هكذا السياق في ص. ولم يرد في ج ايعقوب» أي وبيعقوب... إسحاق». ولم يرد في 
غيرها: «أي ويعقوبٌ من وراء إسحاق يعقوبّ». 


00 


جميعًا. هذا ما لا يستريب ذو فهم فيه البتة. ثم يُضِعّف(١)‏ الجر أمر آخر7”) 
وهو ضعف قولك: مررت بزيد ومن بعده عمروء لأن العاطف يقوم مقام 
حرف الجرء فلا يُفصّل بينه وبين المجرورء كما لا يفصل بين حرف الجر 
والمجرور. 
ويدل عليه أيضًا أن الله سبحانه لما ذكر قصة ققة را ونه اي 

سورة ة (الصافات) فقال: لتا اسما وتار لِلْجَبِينِ © رديه نارهز 
َد صَدَّقت ألما إ6 كلك زى الْمحَسزِينَ © إِدَهَدَا لمر أك لعن © 
ريت بذج عوج كاعد في خرن سل إن ر ® كلك زي 
لْمَحيِننَ © تن عبات اموت 4. ثم قال: سره مق ياقنَ 
لضَلِحِينَ € [الصافات: .]1١7 - ٠١‏ فهذه بشارة من الله له شكرًا له عل صبره 
على ما أمر به. وهذا ظاهر جدًا في أن المبشّر به غير الأول» بل هو كالنص 


فيه. 


< 






اکم 





فإن قيل: فالبشارة الثانية وقعت على نبوته» أي لما صبر الأبٌ على ما 
ر به» وأسلم الول لأمر الله جازاه الله على ذلك بأن أعطاه النبوة. 

قيل: البشارة وقعت على المجموع: على ذاته ووجوده» وأنه يكون ناء 
ولهذا نصب نبيًا على الحال المقدّرة» أي: مقدّرين(" نبوته. فلا يمكن 
إخراج البشارة أن تقع على الأصل» ثم تخص بالحال التابعة الجارية مجرى 
الفضلةء هذا محال من الكلام. بل إذا وقعت البشارة على نبوته فوقوعها 


)1( كذا ضبط بتشديد العين في ص» ج. 
(؟) ك»ع: ايضعف الجر من وجه آخر». 
(۳) كوع: امقدرا. 


61 


على وجوده أولئ وأحرئ. 

وأيضًا فلا ريب أن الذبح كان بمكة» ولذلك جلت القرابين يوم النحر 
بهاء كما جيل السعي بين الصفا والمروة ورمي الجمار تذكيرًا بشأن 
إسماعيل وأمه» وإقامةً لذكر الله. ومعلوم أن إسماعيل وأمه هما اللذان كانا 
بمكة دون إسحاق وأمه. ولهذا اتصل مكان الذبح وزمانه بالبيت الحرام 
الذي اشترك في بنائه إبراهيم وإسماعيل» وكان النحر بمكة من تمام ححٌ 
البيت الذي كان بناؤه(١2‏ على يد إبراهيم وابنه إسماعيل زمانًا ومكانًا. ولو 
كان الذبح بالشام كما يزعم" أهل الكتاب ومن تلقئ عنهم لكانت القرابين 
والنحر بالشام لا بمكة. 

وأيضًا فإن الله سبحانه سمّئ الذبيح «حليمًا»» لأنه لا أحلم ممن سلَّمَ 
نفسّه للذبح طاعة لربه. ولما ذكر إسحاق سماه «عليمًا)» فقال: لهل أك 
س و ج ا ر وہ - سس 1 2 TE e‏ وو و َو 2 
حَدِيتُ ضیف ابره یمالک رین © ذد لوا عله فقالوا سلما قال سروم منگروت » 


سے س عا 


إلى أن قال: 6ا لاف روه یکو لیم € [الذاريات: 4 18-1] وهذا إسحاق 
بلا ريب لأنه من امرأته» وهي المبشّرة به؛ وأما إسماعيل فمن السَرَية. وأيضًا 
فإنهما بُشّرا به علئ الكبر واليأس من الولدء وهذا بخلاف إسماعيل» فإنه ولِد 
قبل ذلك. 

وأيضًا فإن الله سبحانه أجرئ العادة البشرية أن بكر الأولاد أحبٌٍ إلى 
الوالدين ممن بعده» وإبراهيم لما سأل الله الولدٌ ووهبه له تعلّقٌ شعبةً من قلبه 


)١(‏ «بناؤه») ساقط من مب» ن. 
(۲) ج: لاتزعم». وني ك»ع: الزعم». 
oV‏ 


متمق والقاض ا ا ی فى د 
المحبوب بالمحبة» وآن لآ يشارك بينه وبين غيره فيها: فلما أخذ الولد شعبة 
من قلب الوالد جاءت غيرةٌ الخُنَّة تنزعها من قلب الخليل» فأمره بذبح 
المحبوب. فلما أقدم علئ ذبحه وكانت محبة الله أعظم عنده من محبة الولد 
خلصت الخُلَّة حيتئذ من شوائب المشاركة» فلم يبق في الذبح مصلحةء إذ 
كانت المصلحة إنما هي في العزم وتوطين النفس. وقد حصل المقصود. 
فتُسِخ الأمر» وفُدي الذبيح» وصدق الخليل الرؤياء وحصل مراد الرَّبٌّ 
سبحانه. ومعلوم أن هذا الامتحان والاختبار إنما حصل عند أول مولود» ولم 
يكن ليحصل في المولود الآخر دون الأول بل لم يحصل عند المولود الآخر 
9 

من مزاحمة الحلَّة ما يقتضى الأمر بذبحه. وهذا في غاية الظهور. 

وآيمنا فان سار امراة الخلل عله خارف من هاج وها اكد القع 
فإنها كانت جارية» فلما ولدت إسماعيل وأحبّه أبوه اشتدّت غيرةٌ سارة 
فأمره الله سبحانه أن يُبعد عنها هاجر وابنهاء ويسكنهما في أرض مكة» 
لتبرد0١)‏ عن سارة حرارة الغيرة. وهذا من رحمته ورأفته مباء فكيف يأمره 
سبحانه بعد هذا أن يذبح ابنهاء ويدع ابن الجارية بحاله؟ هذا مع رحمته لها 
وإبعاد الضّرَّة عنهاء وجبره لها؛ فكيف يأمر بعد هذا بذبح ابنها دون ابن 
اللجازة؟ حكني لالع مسا كنك ls‏ 
فحيتئذ ترِقٌ عليها الست وعلئ ولدهاء وتتبدّل قسوةٌ الغيرة رحمةٌ» ويظهر لها 
بركة هذه الجارية وولدهاء وأن الله لا يضيع بِينَا هذه وابنها منهم؛ وليري 


)۱( ج“ كع ن «ليبردا. 
(۲) في ع: «حرارة» بالنصب. 


0۸ 


عاك حر نة الكمزةولظته عل اله أن قاف صر ها راا 
على البعد والوحدة والغربة والتسليم لذبح الولد آلت إلى ما آلت إليه من 
جعل آثارهما ومواطئ أقدامهما مناسك لعباده المؤمنين» ومتعبّدات لهم إلى 
يوم القيامة . وهذه سنته تعالیٰ فيمن يريد رفعته من خلقه: أن يمن ˆ عليه بعد 
اماف وو انکسار EE‏ #ونریدا ن تمر ڪل لذن سياف 
لاض وله َة رمه لورد 4 [القصص: ]٠‏ و لوك فصل اله 
ود من يناوالل الْعَظِيو € [الجمعة: .]٤‏ 

ولنرجع إلى المقصود من سيرته وَل وهديه وأخلاقه: 

ولا خلاف أنه ية ولد بجوف مكة» وأن مولده كان عام الفيل. وكان 
أمر الفيل تقدمة قدَّمها الله لنبيّه وبيته» وإلا فأصحاب الفيل كانوا نصارئ أهل 
کتاب» وكان دينهم خيرًا من دين أهل مكة إذ ذاك؛ لأنهم كانوا عَبّاد أوثان0, 
فنصرهم الله على أهل الكتاب نصرًا لا صنع للبشر فيه» إرهاصًا وتقدمة للنبي 

واختلف في وفاة أبيه عبد الله: هل توفي ورسول الله َة حمل» أو توفي 
توفي" بعد ولادته بسبعة أشهرا4) 
)١(‏ بعد هذا سقطت لوحتان من ق في التصوير. 
(0) كع: «الأوثان». 
(*) ع: «أنه توفي» بزيادة «أنه». 
)€( وقيل: بشهرين. وقيل: بثمانية وعشرين شهرًا. انظر: «الروض الأنف» (۲/ )٠٠١‏ 

و«تلقيح الفهوم» (ص5١).‏ وقيل غير ذلك. 

۹ 





ولا خلاف أن أمه ماتت بين مكة والمدينة بالأبواء منصرّقها من المدينة 
من زيارة أخواله» ولم يستكمل إذ ذاك سبع سنين). 

فكفله جدّه عبد المطّلب. وتوفي ولرسول الله ل نحو ثمان سنين. 
وقيل: ستٌ» وقيل: عشر(). 

ثم كفله عمّه أبو طالب» واستمرّت كفالته له. فلما بلغ ثتتي عشرة سنة 
خرج به عمّه إلى الشام» وقبل: كان سئه تسع سنين. وفي هذه الخرجة رآه 
بجيرا الراهب وأمر عمّه أن لا يقدّمَ به إلى الشام خوفا عليه من اليهود؛ فبعثه 
عمّه مع بعض غلمانه إلى المدينة". 

ووقع في ١كتاب‏ الترمذي»47) وغيره أنه بعث معه بلالًا. وهو من الغلط 


)١(‏ انظر الخلاف في ذلك في «مختصر ابن جماعة» (ص۲۷). 

(؟) ماعداج» مب»ن: اعشرة». 

(۳) كذا في جميع الأصول والطبعات القديمة» وهو سهو صوابه: «مكة» كما في طبعة 
الشيخ الفقي ومنها في طبعة الرسالة. 

)05 برقم (73570), وأخرجه ابن أبي شيبة (17/5957) والبزار (۸/ ۹۷) والحاكم 
)1١5 /1(‏ والبيهقي في «الدلائل» (۲/ .)۲٤‏ تفرد به عبد الرحمن بن غزوان الملقب 
بقّرّاد» ثقة له أفراد» وفي متنه نكارة. نقل البيهقي عن العباس الدوري أنه قال: «ليس في 
الدنيا مخلوق يحدث به غير قراد...»» وبنحوه قال الترمذي والبزار» وصححه 
الحاكم وتعقبه الذهبي بقوله: «أظنه موضوعًاء وبعضه باطل». وقال ابن سيد الناس 
في «عيون الأثر» :)٥١ /١(‏ «ليس في إسناد هذا الحديث إلامن خرج له في 
الصحيح...» ومع ذلك ففي متنه نكارة». 
وذكر الذهبي أوجه النكارة قائلا: "تفرد به قراد....» وهو حديث منكر جدًا؛ وأين كان 
أبو بكرء كان ابن عشر سنين؟ فإنه أصغر من رسول الله يك بسنتين ونصفء وأين كان 
بلال في هذا الوقت؟ فإن أبا بكر لم يشتره إلا بعد المبعث» ولم يكن ولد بعد...٠.‏ - 


5 


الواضح. فإن بلالا إذ ذاك لعله لم يكن موجودّاء وإن كان فلم يكن مع عمّه 
ولا مع أبي بكر. وذكر البزار هذا الحديث في «مسنده)(21» ولم يقل: وأرسل 
معه أبو بكر( بلالاء ولكن قال: رجلا. 

فلما بلغ خمسًا وعشرين سنةٌ خرج إلى الشام في تجارة» فوصل إلى 
ُطْرَّ ثم رجع» فتزوّج عقيب رجوعه اح وقيل: تزوّجها 
وله ثلاثون سنة» وقيل: إحدئ وعشرون؛ وسئها آربعون". وهي أول امرأة 
تزوجهاء وأول امرأة ماتت من نسائه» ولم ينكح عليها غيرهاء وأمره جبريل 
أن يقرأ عليها السلام من ربّها(؟». 

ثم حبّب الله إليه الخلوة والتعبد لربّه» وكان يخلو بغار حراء يتعبد فيه 
الليالي ذوات العدد. وبُخُضت إليه الأوثان ودين قومه» فلم يكن شيء أبغض 
إليه من ذلك. 

فلما كمل له أربعون شرق عليه نورٌ النبوة» وأكرمه الله برسالته 
وبعثه إل خلقه» واختصّه بكرامته» وجعله أمينه بينه وبين عباده. 

ولا خلاف أن مبعثه كان يوم الاثنين7؟. واختلِف في شهر المبعث» 
enh 0 e 0 (000)‏ . وانظر: «جامع 

المسانيد) لابن كثير .)١١۷ /٠١(‏ 
(۲) كذافي الأصول. وكتب بعضهم في ن فوق ابكر»: «طالب»» وهو لفظ البزار كما سبق. 
(۳) انظر: «الروض الأنف» (755/17). 
(5) أخرجه البخاري )۷٤۹۷(‏ ومسلم (7 47 ") من حديث أبي هريرة وِدَيدْعنَهُ. 
(5) صء ج: «أشرقت». 
() لحديث أبي قتادة في صوم يوم الاثنين؛ قال النبي با «ذاك يومٌ وَلِدتٌ فيه» ويومٌ- 


1 


فقيل: لثمان مضين من ربيع الأول سنة إحدئ وأربعين من عام الفيلء هذا 

قول الأكثرين(١2.‏ وقيل: بل كان ذلك في رمضان» واحتجٌ هؤلاء بقوله تعالئ: 

7< و ساس سا عم + Ke‏ 

«#مَمْرَيَمَصَانَ ألْذِىَ أنزل فيو لفان 4 [البقرة: ]۱۸١‏ قالوا: وأول ما أكرمه 

الله بنبوته أنزل عليه القرآن. وإلى هذا ذهب جماعة منهم يحيئ الصَّرْصَري 

حيث يقول في نونيته: 

وأتت عليه أربعون فأشرقت شمش الفوة مته ف رمضان3) 
والأولون قالوا: إنما كان إنزال القرآن في رمضان. آنزله" جملة واحدة 

في ليلة القدر إلى بيت العزّة» ثم أنزله(؟) منجّمًا بحسب الوقائع في ثلاث( 


00 
و4 - م- 
وقالت طائفة: انز فْدالفَئَن 4 أي: في شأنه وتعظيمه وفرض 
صومه. 


= بُیثت-آو: أنزل علي - فیه»» أخرجه مسلم .)۱۱١۲(‏ 

)١(‏ قال صاحب «سبل الهدئ والرشاد» (۲/ :)۲۲١‏ «والمشهور عند الجمهور كما قال 
الحافظان ابن كثير وابن حجر أنه اة بث في شهر رمضان... وعكس ابنٌ القيم...». 

(۲) «ديوانه» (ق۲٠٠/-‏ نسخة دار الكتب الوطنية بتونس). 

)۳( ص» ج» مب» ن: (إنزاله». 

)4( ص» ج» مب» ن: «أنرل». 

(5) ماعداج: «ثلاثة٤»‏ وقد زاد بعضهم تاء في ج أيضًا. 

(5) قاله ابن عباس فيما أخرجه النسائي في «الكبرئ» (۱۱۳۰۸) والحاكم (۲/ 2577 
4 والبيهقي في «الأسماء والصفات» )٤۹۷(‏ بنحوه. وقد روي بألفاظ مختلفة» 
ذكرها الحافظ في «الفتح» (94/ ؟). 

(۷) انظر: «النكت» للمجاشعي (ص )١١١‏ و«زاد المسير؛ .)١41/ /١(‏ 


1 


وقيل: كان ابتداء المبعث في شهر رجب. 

وكمّل الله له من الوحي مراتب عديدة: 

أحدها١(١»:‏ الرؤيا الصادقة» وكانت مبدأ وحيه بء فكان لا يرئ رؤيا 
إلا جاءت مثل فلق الصبح. 

المرتبة الثانية: ما كان يلقيه الملك في رُوعه وقلبه" من غير أن يرا 
كما قال النبي يكِ: :إن روح القدس نقّث في رُوعي أنه لن تموت نفس حتئ 
تستكمل رزقهاء فاتقوا الله وأجولوا ني الطلب. ولا يحملتكم استبطاءً الرزق 
عل أن تطلبوه بمعصية الله فإنَّ ما عند الله لا ينال إلا بطاعته»(؟). 

الثالثة: أنه كان يتمكّل له الملّكُ رجلا فيخاطبه حتئ يعى عنه ما يقول له. 
وني هذه المرتبة كان يراه الصحابة أحيانًا. 1 


)١(‏ كذافي الأصول» وله نظائر في كتب المؤلف. 

)۲( أخرجه البخاري (۳) ومسلم )١1١(‏ من حديث عائشة كتا 

(۳) ك»ع:«وفي قلبه». 

(5) أخرجه ابن أبي شيبة )١ ٤۷۳(‏ وهناد بن السري في «الزهد» )٤۹٤(‏ وابن أبي الدنيا 
في «القناعة» -9١(‏ موسوعة ابن أبي الدنيا ط. دار أطلس) والطبراني )١77/4(‏ وأبو 
نعيم في «الحلية» /١١(‏ ۲۷) من حديث عبد الله بن مسعود يكن بنحوه من طرق 
لا تخلو من مقال» وهي منقطعة» ورجح الانقطاع الدارقطني في «العلل» »)۸۷٠١(‏ 
وأشار إليه الحافظ في «المطالب» (01/5/0). ينظر: «السلسلة الصحيحة» (78557). 
وله شاهد من حديث جابر عند ابن ماجه )۲۱٤٤(‏ وابن حبان (919 1 51 77) 
وغيرهما من طرق لا تخلو من ضعف. 
وشاهد آخر من حديث المطلب بن حنطب أخرجه الشافعي في «الرسالة» (ص 97) 
محتجًا به في كون ما ألقي في روعه يكل سنة. ينظر تعليق الشيخ أحمد شاكر عليه. 

۳ 


الرابعة: أنه كان يأتيه في مثل صلصلة الجرس» وكان أشدَّه عليه» فيلتبس 
به الملّكُ حى إِنَّ جبينه ليتفصّد عرقًا في اليوم الشديد البره(١).‏ وحمَّئ إنَّ 
راحلته لَتبِرّك به إلى الأرض إذا كان راكبّها("2. ولقد جاءه الوحي مرة 
ذلك وذ عل فخ ة ودين ابت کا عليه حت كاد 09 


الخامسة: أن يرئ الملكٌ في صورته التي لق عليهاء فيوحي إليه ما شاء 
الله أن يوحيه. وهذا وقع له مرتين كما ذكر الله ذلك في سورة النجه0؟). 

السادسة: ما أوحاه الله إليه وهو فوق السماوات ليلة المعراج من فرض 
الصلاة وغيرها. 

السابعة: كلام الله سبحانه له منه إليه بلا واسطة ملّكء كما كلم 
موسي بنَ عمران» وهذه المرتبة هي ثابتة لموسئ قطعًا بنص القرآن» وثبوتها 


)١(‏ هذه المرتبة والتي قبلها في حديث عائشة عند البخاري (۲) ومسلم (۲۳۳۳). وقد 
رأته أم سلمة وِدَنَُعَنّهَا على صورة دحية الكلبي وعَليَدعَنَك أخرجه البخاري (5775؟) 
ومسلم »)3556١(‏ ورآه غيرها من الصحابة. 

(۲) كمافي حديث هشام بن عروة عن أبيه مرسلا عند عبد الرزاق في «تفسيره) 
(۳/ ۳0۷ - دار الكتب العلمية) والطبري (۲۳/ .)٠١‏ وروي عن هشام عن أبيه عن 
عائشة مسندًا عند أحمد (15874) والحاكم (۲/ »)٠٠١‏ ولكن في إسنادهما لين» 
والمرسل أشبه. 

(۳) أخرجه البخاري (۲۸۳۲» )٤٥۹۲‏ من حديث زيد بن ثابت وَدَنَدعَنْهُ. 

(:) أخرج مسلم (17/7) عن مسروق أنه سأل عائشة زتها عن قول الله عزوجل: 
وود بای آليِينِ» [التككوير: 17 دا5 اخ 4 [النجم: 1]؟ 
فقالت: آنا أول هذه الأمة سأل عن ذلك رسول الله بف فقال: «إنما هو جبريل» لم 
أره على صورته التي خلق عليها غير هاتين المرتين...». 


5 


لنبينا يل هو في حديث الإسراء). 


وقد زاد بعضهم مرتبة ثامنة» وهي تكليم الله ل كفاحًا كير جات 


وهذاعلئ مذهب من يقول: إنه ية رأى ربّه تبارك وتعالئ. وهي مسألة 
خلاف بين السلف والخلف» وإن كان جمهور الصحابة بل كلهم مع عائشة 
كما حكاه عثمان بن سعيد الدارمى7؟) إجماعًا للصحابة. 


(00) 


(۳) 


(€) 


(0) 


وقد اختلف فيه على ثلاثة آقوال(): 


أخرجه البخاري (۳۸۸۷» ٠‏ ومسلم »۱۹٤(‏ ۰۱۷۰ ۱۱۳) من حديث 
أنس بن مالك عن مالك بن صعصعةء ومن حديث جابر» ومن حديث أنس بن مالك 
عن أبي ذر كته ولاءً. وسيأتي كلام المؤلف عليه في فصل المغازي. 

«له» ساقط من ك»ع. 

قال ولي الدين ابن العراقي: «وكأنَ ابن القيم أخذ ذلك من روض السهيلي". انظر: 
«المواهب اللدنية» (١//1؟5١-178١)‏ وشرحه للزرقاني )٤١ /١(‏ وفيهما مناقشات 
على هذه المراتب. وانظر: «الروض» (۲/ .)۹١‏ قال السهيلي: «فهذه سبع صور في 
كيفية نزول الوحي على محمد ية لم أر أحدًا جمعها كهذا الجمع». 

في «النقض علئ المريسي» (۲/ ۷۳۸- ط الرشد). وانظر ما يأتي في فصل الإسراء 
والمعراج. وانظر أيضًا: «اجتماع الجيوش الإسلامية» (ص۲۲) و«التبيان في أيمان 
القرآن» (ص۳۸۳). 

فصّلها المصنف مع حججها في «تحفة المودود» (ص7547- .)١٠١‏ وجاء في إحدى 
نسخ «البداية والنهاية» لابن كثير (۳/ ۳۸۸- هجر): «قلت: قد رأيت لشيخ الإسلام 
ابن تيمية مسألة في ذلك» فردٌ هذه السياقات كلها وضعّفها وجعل بعضها موضوعا. 
قال: والصحيح أنه إنما ين كما تُحْتّن الغلمان» ختنه جدّه عبد المطلب وعمل له 
دعوة جمع عليها قريشًا. والله أعلم». 


56 


أحدها: أنه ولد مختونًا مسرورً(١».‏ وروي في ذلك حديث لا يصح» 
ذكره أبو الفرج" في «الموضوعات»"'. وليس فيه حديث ثابت» وليس هذا 
من خواصّه. فإن كثيرًا من الناس يولد مختونًا. 

وقال الميموني: قلت لأبي عبد الله: مسألة سئلتٌ عنها: ختّان حكن صبيًا 
فلم يستقص؟ قال : إذا كان الختان جاوز نصف الحشفة إلى فوق فلا يعيده 
لأن الحشفة تغلظ؛ وكلَّما غلظت ارتفع الختان. فأما إذا كان الختان دون 
النصف فكنت أرئ أن يعيد. قلت: فإن الإعادة شديدة جدَّاء وقد يخاف عليه 
من الإعادة؟ فقال: لا أدري. ثم قال لي: فن هاهنا رجلا وُلِد له ابن مختون» 
فاغتمٌ لذلك غا شديدًاء فقلت له: إذا كان الله قد كفاك المؤنةً فما غمّك 
مہذا؟ انتھیٰ ,0, 

ا عي هي ا 
المقدس أنه ولد كذلك» وأن أهله لم يختنوء(° ؟. الام يقولون لمن ولد 
كذلك: ختنه القمرء وهذا من خرافاتهه0©. 


)١(‏ يعني: مقطوع السُرّة. 

(۲) في المطبوع زيادة: «بن الجوزي». 

(۳) لم أجده في «الموضوعات). وقد ذكره في« العلل المتناهية» /١(‏ ١١٠)ء‏ وقال: «لا 
شك أنه ولد مختوثاء غير أن هذا الحديث لا يصح به». 

)€( العبارة «وقال الميموني... انتهئ» إنما وردت في متن مب» ن وفي حاشية ص» ع مع 
علامة صح» ولعلها مما ألحقه المصنف بكتابه فيما بعد من «التمهيد» لابن عبد البر 
(/ 1-70). 

(5) حكاه المصنف عنه في «تحفة المودود» (ص‌۲۹۲). 

(5) انظر في ذلك «تحفة المودوده )7”07-10١(‏ و«الدرة الفاخرة» لحمزة الأصبهاني - 


1 


القول الثاني: أنه تن باه يوم شق قلبه الملائكة(١)‏ عند ظئره حليمة. 
القول الثالث: أن جدَّه عبد المطلب ختنه يوم سابعه» وصنع له مأدبة) 
وسماه محمدًا. 


قال أبوعمر بن عبد البر2"©: وفي هذا الباب حديث مسند غريب» 
حدثناه أحمد بن محمد بن أحمد» حدثنا محمد بن عيسئ» حدثنا يحي بن 
أيوب العلاف» حدثنا محمد بن أبي السّري العسقلاني» حدثنا الوليد بن 
مسلم» عن شعيب» عن عطاء الخراساني» عن عكرمة» عن ابن عباس» أن 
عبد المطلب ختن النبي بي يوم سابعه» وجعل له مأدبة» وسماه محمدًا. قال 
يحيئ بن أيوب: طلبتٌ هذا الحديث فلم أجده عند أحد من أهل الحديث 
ممن لقيته إلا عند ابن أبي السّري0©. 


= (2050/5) و«الصحاح» للجوهري (قلف). 

)١(‏ أخرجه الطبراني في «الأوسط» )087١(‏ وأبو نعيم في «دلائل النبوة» )٠١١ /١(‏ وابن 
عساكر في «تاريخ دمشق» (۳/ .)٤٠١‏ قال المؤلف في «تحفة المودود» (ص ؛ ١‏ 7): 
«ليس هذا الإسناد مما يحتج به» وحديث شق الملك قلبه ية قد روي من وجوه 
متعددة مرفوعًا إلئ النبي يك وليس في شيء منها أن جبريل ختنه إلا في هذا 
الحديث؛ فهو شاذ غريب»» وقال الذهبي في «تاريخ الإسلام» /١(‏ 585): «منكر). 

(۲) في «التمهيد؛ (۲۱/ ۰۱۱ ۲۳/ )٠٤١‏ وفي «الاستيعاب» .)0١/١1(‏ ولم أجده مسندًا 

عند غير ابن عبد البر. وقد تفرد به محمد بن أبي السريء وثّقه ابن معين» وليه أبو 

حاتم» وقال ابن عدي: كثير الغلط» انظر: «(تبذيب الكمال» (7”08/55). وقال 

الذهبي في «ميزان الاعتدال» (5/ 5 ؟): المحمد هذا أحاديث تستنكرا. 

العبارة «قال أبو عمر... السري» أيضًا وردت في متن مب» ن وفي حاشية ص»ع مع 

علامة صحء غير أنها في حاشية ع متصلة بالعبارة السابقة. 


۳( 


کر 


1۷ 


وقد وقع في هذه المسألة بين رجلين فاضلين صف أحدهما مصتَقًاني 
أنه ولد مختوئاء وأجلب فيه من الأحاديث التي لا خطام لها ولا زمام» وهو 
كمال الدين بن طلحة(١2.‏ فنقضه عليه كمال الدين بن العديم"ء وبين فيه 
أنه يك رين على عادة العرب» وكان عموم هذه السنة للعرب قاطبة مغنيًا عن 
نقل معيّن فيهاء والله أعلم. 

فصل 
في أمهاته بيا اللاتي أرضعنه 

فمنهن: تُوَيبة مولاة أبي لهب» أرضعته أيامًا وأرضعت معه أبا سلمة 
عبد الله بن عبد الأسد المخزومي بلبن ابنها مسروح» وأرضعت معهما عمه 
حمزة بن عبد المطلب. واختلف في إسلامهاء فالله أعلم. 

ثم أرضعته حليمة السعدية بلبن ابنها عبد الله أخي أنيسة وججدامة9) 
- وهي الشّيماء ‏ أولاد الحارث بن عبد العرّى بن رفاعة السعدي. واختلف 
في إسلام أبويه من الرضاعة: فالله أعلم. 


)١(‏ هو كمال الدين محمد بن طلحة أبو سالم القرشي الشافعي (ت2207)) ذكر ابن حجر 
في «الفتح» (۱۱/ )۸٩‏ أن كتابه في جزء. 

(۲) المتوق سنة 57١‏ في جزء سمّاه «الملحة في الرد على ابن طلحة)» ذكره ابن حجر 
أيضًا. وقد نقل منه المصنف في «تحفة المودود» (ص٠٠-‏ 306). 

(۳) في الأصول: «جذامة» بالذال المعجمة» ولعله تصحيف. وكذا ورد في بعض المصادر 
ولكن لم أجد أحدًا نص عليه. وإنما ذكروا «خذامة» بكسر الخاءء» وججدامة بضم 
الجيم والدال المهملةء وحذافة بالحاء المهملة والذال المعجمة والفاء. انظر: 
«الروض» (۲/ )٠١١‏ ولاغريب السير؛ للخشني (ص 00). 


14 


وأرضعت معه ابن عمه أبا سفيان بن الحارث بن عبد المطلب» وكان 
شديد العداوة لرسول الله يلك ثم أسلم عام الفتح وحسن إسلامه. 

وكانعمّه حمزة مسترضّعًا في بني سعد بن بكر فأرضعت أمّه 
رسول الله اة يومًا وهو عند أمّه حليمةء فكان حمزة رضيع يع النبي بيه من 
وجهين: من جهة ثويبة» ومن جهة السعدية. 

فصل 
في حواضنه 4 

فمنهن: أمّه آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب. 

ومنهن: ثويبة» وحليمة» والشيماء ابنتهاء وهى أخته من الرضاعة كانت 
تحضنه مع أمها. وهي التي قدمت عليه في وفد هوازن» فبسط( لها رداء» 
وأجلسها عليه رعاية لحقها. 

ومنهن: : الفاضلة الجليلة أمٌ أيمن برّكة الحبشية. وكان ورثها من بيه 
وكانت دايته. وزوّجها من حبه زيد بن حارثة» فولدت له أسامة. وهى التى 
دخل عليها أبو بكر وعمر بعد موت النبي ٤ء‏ وهي تبکي» فقالا: يا آم أيمن» 
ما يبكيك؟ فما عند الله خيرٌ لرسوله. قالت: إني لأعلم أن ما عند الله خير 
لرسوله» وإني إنما أبكي لانقطاع خبر السماء. فهيّجتهما على البكاء 
فبكيا(©). 


)1( ك: «وبسط). 
(؟) أخرجه مسلم )۲٤٥٤(‏ من حديث أنس ن. 
58 


فصل 
في مبعثه وأول ما أنزل عليه 


بعثه الله على رأس أربعين» وهي سن الكمال. قيل: ولها تبعث الرسل. 
وأما ما يُذكر عن المسيح أنه رُفِع إلى السماء وله ثلاث وثلاثون سنةء فهذا لا 
يُعرّف به أثرٌ متصلٌ يجب المصير إليه(1). 

وأول ما بدئ به رسول الله ية من أمر النبوة: الرؤياء فكان لا يرئ رؤيا 
إلا جاءت مثل فلق الصبح. قيل: وكان ذلك ستة أشهرء ومدة النبوة ثلاث 
وعشرون سنة فهذه الرؤيا منها(") جزء من ستة وأربعين جزءًا. والله أعلم. 

ثم أكرمه الله سبحانه بالنبوة» فجاءه الملك وهو بغار حراء» وكان 
حب اللخلوة فيه فأول ما أنزل عليه اوربك أذ حل 4 [العلق: 1١‏ 
هذا قول عائشة" والجمهور. وقال جابر: أول ما أنزل عليه وها اميد 4 


[المدثر: .)٤(]١‏ 
والصحيح قول عائشة لوجوه: 


)١(‏ أخرجه الطبراني في «الأوسط» (1۸۲۹) والخطيب في «الجامع لأخلاق الراوي» ط. 
الرسالة (۷۲۳) من قول ابن عباس. وفي طريق الطبراني صدقة بن يزيد الخراساني 
ضعيف منكر الحديث» وفي طريق الخطيب يعلى بن عبيد» روايته عن الثوري فيها 
لين» وهذه منها. 

(؟) «منها» ساقط من ك»ع؛ مب» ن. 

(۳) تقدم تخريجه (ص۳٦)»‏ وهو ضمن حديث: «کان لا یری رؤيا إلا جاءت مثل فلق 
الصبح». 


(5) أخرجه البخاري )٤۹۲۲(‏ ومسلم .)١151(‏ 


¥۰ 


أحدها: أن قوله: «ما أنا بقارئ»» صريح في أنه لم يقرأ قبل ذلك شيئًا. 


الثاني: أن الأمر بالقراءة في الترتيب قبل الأمر بالإنذار» فإنه إذا قرأ في 
نفسه أنذر ما قرأه؛ فأمره بالقراءة أولاء ثم بإنذار ما" قرأه ثانيًا. 


إنها 


الثالث: أن حديث جابر وقوله: «أول ما أنزل الله عليه من القرآن كام 
ا لَمَرَندْ4) قول جابر» وعائشة أخبرت عن خبره اة عن نفسه بذلك. 

الرابع: أن حديث جابر الذي احتجٌ به صريح في أنه قد تقدّم نزول الملك 
عليه أولا قبل نزول ايالم فإنه قال: «افرفصتٌ رأسيء فإذا الملك 
الذي جاءني بحراء. فرجعت إلى أهلي» فقلت ت: زمّلونيء دنّروني؛ فأنزل الله 
«ييها الْديّذدُ4». وقد أخبر أن الملك الذي جاءه بحراء أنزل عليه أ اا 
رَبك ). فدلٌ حديث جابر علئ تأر نزول «المدثر»(2» والحجة في روايته» 


فصل في ترد تيب الدعوة 
ولها مراتب: المرتبة الأولئ: النبوة. 
الثانية: إنذار عشيرته الأقريين. 
الثالثة: إنذار قومه. 
)١(‏ كذافي الأصول والطبعات القديمة. وفي طبعة الفقي: «أنذر بما قرأه... ثم بالإنذار 
بما»» وقد تصرّف كعادته دون تنبيه. في االصحاح» (نذر): «الإنذار: الإبلاغ» ولا 
يكون إلا ني التخويف»» فقول المصنف: «أنذر ما قرأه» أي أبلغه على وجه 


التخويف. وكذا قوله: «ثم بإنذار ما قرأه» أي: إبلاغه. 
)۲( شفع مب» ن: «يا أيها المدثر» 


الا 





الرابعة: إنذار قوم ما أتاهم نذيرٌ7١2‏ من قبله» وهم العرب قاطبة. 
الخامسة: إنذار جميع من بلغته دعوته من الجن والإنس إلى آخر 
الدهر. 
فصل 
انام لا بذ ولاك لا عصان يدعو إلى تيع درل عا 
اص بمَافمَرْولعْضَعَِنٍ الْمُفْركِينَ 4 [الحجر: 94]» فأعلن بلا بالدعوة» 
وجاهر قومّه بالعداوة. واشتدٌ الأمرٌ عليه وعلئ المسلمين حتئ أَذْن لهم في 
الهجرتين. 
فصل 
في أسمائه وَل 
وكلها أسماءٌ نعوتٍ!”" ليست أعلامًا محضة لمجرّد التعريف» بل أسماء 
مشتقّة من صفات قامت به توجب له المدح والكمال. 
فمنها: محمد وهو أشهرها. وبه سمي في التوراة صريحًا كما بِيناه 
بالبرهان الواضح في كتاب «جلاء لأفهام ني فضل الصلاة والسلام على خير 
الأنام»(؟». وهو كتابٌ فَرْدٌ في معناه لم نُسبق00) إلى مثله في كثرة فوائده 


)0( كوع» مبء ن: «من نذيرا. 

(0) كوع: «أنزل». 

(۳) هكذا في الأصول والطبعة الهندية. وفي الطبعات التالية حذفوا كلمة «أسماء». 

.)577-5١هص(‎ )٤( 

)0( ع: «يُسبق»» وكذا في المطبوع. ولم ينقط أوله في ك» مب. والمثبت من صء ج» ن 
موافق لما في «جلاء الأفهام». 


۷۲ 


وغزارتهاء ينا فيه الأحاديث الواردة في الصلاة والسلام عليه» وصحيحها من 
حسّنها ومعلولهاء ونا ما في معلولها من العلل بيانًا شافياء ثم أسرارٌ هذا 
الدعاء وشرقه وما اشتمل عليه من الحكم والفوائد» ثم مواطنّ الصلاة عليه 
ومحالّهاء ثم الكلام في مقدار(١)‏ الواجب منهاء واختلاف آهل العلم فيه 
وترجيحَ الراجح وتزييف المزيًف. ومَخْبَرٌ الكتاب فوق وصفه. 


والمقصود أن اسمه في التوراة محمد صريحًا(؟ بما يوافق عليه كل عالم 


من مؤمني أهل الكتاب. 
ومنها: أحمد» وهو الاسم الذي سمًّاه به المسيح لسر ذكرناه في ذلك 
الکتاب(). 


ومنها: المتوكل. 
وسنيناة الاو الكاك رالاق والفققي و ال و 
الرحمة» ونبىٌ الملحمة» والفاتح» والأمين. 


ويلتحق هذه الأسماء: الشاهد. الم والنذير» والقكه20 


)١(‏ انتهئ ما سقط من ق في التصوير. 

(۲) ك ع: «الزائف»» وكذا كان في ص فغْيّر إلئ ما أثبت من ج» ق» مبء ن؛ وهو موافق 
لما في «جلاء الأفهام». 

(۳) قول المصنف: «وهو كتاب فرد... وصفه) نص مقدمته لكتاب «جلاء الأفهام (ص ؟). 

)٤(‏ ص: (صريح). 

() (ص1760-7751). 

(7) في ق بخط متأخر: «القاسم»» ولعله من تصرف بعض النساخ. وكذا في المطبوع. 


۷۳ 


والضحوك القبّال(١)2»‏ وعبد الله» والسراج المنير» وسيد ولد آدم» وصاحب 
لواء الحمد» وصاحب المقام المحمود؛ وغير ذلك من الأسماءء لأن أسماءه 
إذا كانت أوصاف مدح فله من كل وصفيٍ اسم؛ لكن ينبغي أن يفرّق بين 
الوصف المختص به أو الغالب عليه فيشتق له منه اسم» وبين الوصف 
المشترك فلا يكون له منه اسم يخصّه. 
محمد وأنا أحمد. وأنا الماحي الذى يمحو الله بى الكفر. وأنا الحاشر الذى 
بحر الناس على قدمي» والعاقب الذي ليس بعده د 

وأسماؤه يلو نوعان: 

أحدهما: خاص به لا يشركه فيه غيرُه من الرس(" » كمحمد» وأحمد. 
والخاش الا 0 امقر وي الملتهة: 


والثاني: ما شر که في معناه غيره من الرسل ولكن له منه کماله» فهو 
مخت بكماله دون أصله كرسول الله ونبيّه» وعبده والشاهد والمبشرء 


)١(‏ ع» ك ن: «والقتال» مع واو العطف» والصواب ما أثبت من غيرهماء وسيأتي النص 
عليه. 

(۲) أخرجه البخاري (7077) ومسلم »)۲۳٠١ ٤(‏ وتفسير العاقب عند مسلم مدرج في 
الحديث مرة» ومن قول الزهري مرة أخرئ. وقد أشار البيهقي في «الدلائل» 
(٠١٥۳/0‏ إلئ أنه مدرج من كلام الزهري. 

(۳) «من الرسل» من ن» مب» وهو مستدرك في حاشية ص مع علامة صح. 

(5) «والحاشر والعاقب» ساقط من ج» ق. 

(5) كوع: اليشركه). 


”7ق 


والنذير» ونبي التوبة» ونبي الرحمة. 

وأمّا إن جُعل له من كل وصفي من أوصافه اسح تجاوزت أسماؤه 
المئين7١2؛‏ كالصادق» المصدوق» الرؤوف» الرحيم» إلى أمثال ذلك. وفي 
هذا قال من قال من الناس": إن لله ألفَ اسم» وللنبي ية ألف اسم. قاله 


أبو الخطاب بن دوخية20 ومقصوده الأوصاف67). 
فصل 


أما محمّد, فهو اسم مفعول من حمّد فهو محمد إذا كان كثير الخصال 
التي يحمد عليها. ولذلك كان أبلغ من محمودا» فان محمودًا من الثلاثي 
المجرّد» ومحمّدٌ من المضاعف للمبالغة» فهو الذي يُحمّد أكثر مما يُحمّد غيرٌه 
من البشر. ولهذا _والله أعلم ‏ سمي به في التوراة» لكثرة الخصال المحمودة 
التي وُصِف بها هو ودنه( وأمته في التوراة» حتئ تمنّى موسئ أن يكون منهم. 
وقد أتينا على هذا المعنى بشواهده" هناك" ويا غلط أبي القاسم السهيلي 


)١(‏ في النسخ المطبوعة: «المائتين؟» تصحيف. 

(۲) نقله القاضي ابن العربي في «أحكام القرآن» (۳/ )08٠١‏ عن «بعض الصوفية». 

(۳) في كتابه: «المستوقى في أسماء المصطفئ» فيما يظهر. 

(5) العبارة «وفي هذا قال... الأوصاف» خلت منها الأصول إلا مب» ن» وقد استدركت 
في حاشية ص مع علامة صح. 

(6) ك: «بها وذریته»» وفيع: «وصف وذريتهاء والظاهر أنه تصحيف. 

(*) صء مب: «بشواهد». 

(۷) يعني: في كتابه «جلاء الأفهام» (ص‌۲۱۳- .)۲۲٠١‏ 


Vo 


حيث جعل الأمرّ بالعكس» وأن اسمه في التوراة أحمد(١).‏ 

ا و مشتق ايان الحمد. 
ا ا i‏ 
لربّه. ورجّحوا هذا القول بأن قياس أفعل التفضيل أن يصاغ من فعل الفاعل؛ 
لا من الفعل الواقع على المفعول. 

قالوا: ولهذا لا يقال: ما أضرّب زيدًاء ولا زيد أضرّبٌ من عمروء باعتبار 
الضرب الواقع عليه؛ ولا: ما أشرّبَ الماء وآكَلّ الخبرَ"ء ونحوه. قالوا: 
لأن أفعل التفضيل وفعل التعجب إنما يصاغان من الفعل اللازم» ولهذا يقدّر 
2 ~~ 
نقله من فعّل وفعل المفتوح العين والمكسوره(" إلى فعُل المضموم 
العين. قالوا: ولهذا يعدى بالهمزة إلى المفعول» فهمزته للتعدية» كقولك: ما 
أظرف زيدًاء وأكرم عمرّاء وأصلهما من ظرّف وكرّم. قالوا: لأن المتعجّب 
منه فاعل في الأصل» فوجب أن يكون فعلّه غير متعل. 

قالوا: وأما نحو: ما أضرب زيدًا لعمروء فهو منقول من فعل المفتوح 
[العين]7؟) إلى فعُل المضموم العين» ثم عدي والحالة هذه بالهمزة. قالوا: 


)١(‏ انظر: «الروض» (۲/ )١155-١07‏ وقد سبقه إلى ذلك القاضي عياض. انظر: «فتح 
الباري» (”/ 660). 
(؟) هكذا كان في ص وهو الصواب - فغيره ب بعضهم إلئ «أشربه» و«آکله» كما في ج. وفي 
كع مع زيادة الهاء: «الماء» و«للخبز». وفي ق» مب» ن: «للماء» و«للخبز). 
(۳) حذفت الألف واللام في الطبعة الميمنية وما بعدها مع ثبوتها في الهندية. 
() ما بين الحاصرتين زيد في ن تحت السطر مع علامة صح. 
۷٦‏ 


والدليل على ذلك مجيئهم باللام» فيقولون: ما أضرب زيدًا لعمرو. ولو كان 
باقيًا علئ تعدّيه لقيل: ما أضرب زيدًا عمرّاء لأنه متعدٌ إلى واحد بنفسه» وإلى 
الآخريبمزة التعدية؛ قلما أن غدّوه إلى المفعول ببمزة التعدية عدوة إل 
الآخر باللام. فهذا هو الذي أوجب لهم أن قالوا: إنهما لا يصاغان إلا من 
فعل الفاعل» لا من الواقع على المفعول. 

ونازعهم في ذلك آخرون» وقالوا: يجوز صوغهما من فعل الفاعل» ومن 
الواقع على المفعول وكثرةٌ السماع به من أبين الأدلة على جوازه. تقول 
العرب: ما أشغله بالشيء» وهذا من شغِل فهو مشغول. وكذلك يقولون: ما 
أولعه بكذاء وهذا من أُولِمَ بالشيء فهو مول مبنق للمفعول ليس إلا. 
وكذلك قولهم: ما أعجبه بكذاء هو من أعجبّ به. ويقولون: ما أحبّه إليّ» هو 
تعجّب من فعل المفعول» وكونه محبوبًا لك. وكذا: ما أبعَضَّه إليّ» وأمقتّه 
إليّ. 


وهنا مسألة مشهورة ذكرها سيبويه'“» وهي أنك تقول: ما أبغضني له» 
وما أحجّني له» وما أمقتني له: إذا كنت أنت المبغِض الكاره» والمحِبّ 
والماقت"» فتكون متعجّبًا من فعل الفاعل. وتقول: ما أبغضني إليه» وما 
أمقتني إليه» وما حبني إليه: إذا كنت أنت البغيض الممقوت أو المحبوب» 
فيكون تعجّبًا من الفعل الواقع على المفعول. فما كان باللام فهو للفاعلء 
وما كان ب «إلى» فهو للمفعول. 


(۱) في «الكتاب» (49/4- .)1١١‏ 
)۲( كاع: «والمحب الماقت». 


۷¥ 


وأكثر النحاة لا يعلّلون هذاء والذي يقال في علته ‏ والله أعلم -: أنَّ اللام 
تكون للفاعل في المعنئ» نحو قولك: لمن هذا؟ فيقال: لزید فيأتي 2١7‏ باللام. 
وأما "إلئ» قتكون للمفعول في المعنئ» تقول: إلى من يصل هذا الكتاب؟ 
فيقول: إلى عبد الله. وسرٌٌ ذلك أن اللام في الأصل للملك أو الاختصاص 
والاستحقاق» والملكُ والاستحقاقٌ(" إنما يكون للفاعل الذي يملك 
ويستحقٌ؛ و «إلى؛ لانتهاء الغاية» والغاية منتهئ ما يقتضيه الفعل» فهي (© 
بالمفعول أليق» لأنها تمام مقتضئ الفعل. 

ومن التعجب من فعل المفعول: قول كعب بن زهير في النبي ييو 
فَلَهْوَأَخَوَّفُعنديإذأكلّمه وقيلإنك محبوس ومقتولٌ 

من ضيعم بكَراءِ الأرض مدره ببطن عَثَّرَ غِيِلٌ دوئه غي( 


)١(‏ ن: «فتأتي». ولم ينقط حرف المضارع في كع هنا وفي «فيقول» فيما يأتي. 

(۲) «والملك والاستحقاق» ساقط من طبعات الكتاب عدا الطبعة الهندية. 

(۳) مب: «فهو». وفي ج: «بالفعل فهو»» ولعله خطأ. 

)٤(‏ بهذا اللفظ ورد البيتان في الأصولء وكذا أنشدهما ابن عصفور في «المقرب» 
(--71) و«شرحه لجمل الزجاجي» /١(‏ /ا/ا0)» ولم أجد رواية «بشراء 
الأرض» في موضع آخر. وأقرب رواية منها: #بضّراء الأرض» كما في اسيرة ابن 
هشام» »)217-51١/7(‏ والضَّرّاء: الشجر الملتفّ في الوادي. أما «ثراء الأرض» 
كما جاء هنا فلعله من مد المقصورء وقد أجازه الكوفيون وبعض البصريين. انظر: 
«ضرائر الشعر» لابن عصفور (ص۳۸). وصدر البيت الثاني في النسخ المطبوعة غير 
الطبعة الهندية: 

من خادر من لَيوثِ الأسْدٍ مسكه 
وذلك تصرّف من بعض الناشرين» وهذه الرواية في «شرح قصيدة كعب» لابن هشام - 


۷۸ 


ف«أخوف» هاهناء من خيفَ فهو مخوف» لا من خاف. وكذلك قولهم: 
TT‏ 

كال اضرو كل سا عاذ لیر ن غه فاو جار اه 
ويجب الاقتصار منه على المسموع. 

قال الكوفيون: كثرة هذا في كلامهم نظمًا ونثرًا يمنع حمله على الشذوف 
لن الشااً ما خالف استعمالّهم ومطّرد كلامهم» وهذا غير مخالف لذلك. 

قالوا: وأما تقديركم لزوم الفعل ونقله إلى فَمُلَّ» فتحكّم لا دليل عليه. 
وما تمسّكتم به من التعدية بالهمزة إلى آخره» فليس الأمر فيها كما ذهبتم 
إليه. والهمزة في هذا البناء ليست للتعديةء وإنما هي للدلالة على معنى 
التي والتفضبيل فقتطء كآلت قال وميم قعل وواؤةةوقاء:الافتعتال 
والمطاوعة» ونحوها من الزوائد التي تلحق الفعل الثلاثي» لبيان ما لحقه من 
الزيادة على مجرّده. وهذا هو السبب الجالب لهذه الهمزةء لا تعدية الفعل. 

قالوا: والذي يدل على هذا أن الفعل الذي تعدَّئ بالهمزة يجوز أن 
يعدَّئ بحرف الجر والتضعيف» نحو: جلست به وأجلسته وقمت به وأقمته 
ونظائ . وهنا لا يقوم مقامَ الهمزة غيرهاء فعلم أنها ليست للتعدية المجرّدة. 
وأيضًاء فإنها تجامع باءَ التعدية نحو: أكرِمُ به وأحسنْ به» ولا يُجمَع على 
الفعل بين مُعَدّيين. 


وأيضًا فإنهم يقولون: ما أعطاه للدراهم» وأكساه للثياب» وهذا من 


- (ص٦۷-‏ ط الميمنية) و«اللسان» (خدر) وغيرهما. وانظر البيتين في «ديوانه بشرح 
السكري» (ص٠۲)‏ برواية أخرئ. 


۷۹ 


«أعطئ» و«كسا» المتعدّي» ولا يصح تقدير نقله إلى عطوة إذا تناوّل» ثم 
أدخلت عليه همزة التعدية» لفساد المعنئ» فإن التعجب إنما وقع من إعطائه 
لامن عَطُوِه وهو تناوله» والهمزة التي فيه همزة التعجب والتفضيل» 
وحذفت همزته التي في فعلهء فلا يصح أن يقال: هي للتعدية. 

قالوا: وأما قولكم: إنه عَدّي باللام في نحو: ما أضربه لزيد إلى آخره؛ 
فالإتيانُ باللام هاهنا ليس لما ذكرتم من لزوم الفعل» وإنما أي بها تقوية له 
لماضعف بمنعه من التصرف» وألزم طريقة واحدةٌ خرج بها عن سَئَن 
الأفعال» فضعف عن اقتضائه وعمله» فقوي باللام كما يقوّئ بها عند تقدّم 
معموله عليه» وعند فرعيته. 


وهذا المذهب هو الراجح كما تراه(١).‏ 


فلنرجع إلى المقصود» فنقول: تقدير «أحمد» على قول الأولين: أحمدٌ 
النّاس لربّه» وعلئ قول هؤلاء: أحقٌ الناس وأولاهم بأن يُحمّد فيكون 
ك«محمّد» في المعنئ» إلا أن الفرق بينهما أن محمّدًا هو كثير الخصال التي 
ا GL‏ اي 
الكشرة والكميةء وأحمد في الصفة والكيفية؛ في فيستحق من الحمد أكثرّ ما 
نحي ا من ج و اكد عرد واف كسيد 
وده البشرٌ. فالاسمان واقعان على المفعولء وهذا أبلغ في مدحه وأكمل 


1 


Ne 


)١(‏ وقد وقعت في المسألة مناظرة بين أبي جعفر النحاس وأبي العباس بن ولّادء نقلها 
السخاوي في «سفر السعادة» (؟685-6055/5). 


A 


ولو أريد معنئ الفاعل لسّمّي «الحمّاد», أي: كثير الحمد. فإنه ي كان 
أكثر الخلق حمذا لربّه. ركد حم لجح بام جما را كار 
الأولى به «الحمّاد كما سميت بذلك أمته. 

وَآيمَناء فإن هلين الأشمين إا افا من الخلاقه وخضائلة المخد 
التي لأجلها استحقّ أن يسمّئ «محمّدًا» و«أحمد». فهو الذي يحمده أهل 
السماء وأهلٌ الأرض وأهل الدنيا والآخرة» لكثرة خصائله المحمودة التي 
تفوت عد العادّين وإحصاء المُخْصِين. 

وقد أشبعنا هذا المعنئ في كتاب الصلاة والسلام عليه يكو" 0 
ذكرنا هاهنا كلمات يسيرةً اقتضتها حالة المسافر» وتشتتٌ قلبه» وتفٌقٌ همته 
وبالله المستعان» وعليه التكلان. 


وأما اسم المتوكل» ففي «صحيح البخاري»" عن عبد الله بن عمرو 
قال: قرأت في التوراة صفة النبي وَكِي: «محمد رسول الله» عبدي ورسولي» 
سكيثك «المتوئّل»» ليس بفظ ولاغليظ» ولا ساب بالأسواق» ولا 
بحر بالكين لوت عل و اقيق عكر ا ا 
العوجاء بأن يقولوا: لا إله إلا الله». وهو ل حى الناس بهذا الاسم؛ لأنه 
تول عل الله في إقامة الدين توكلا لم يشرَكْه فيه غيره. 


)١(‏ ك»ع: «تفوق»» وفي «جلاء الأفهام» (ص”7١1)‏ ما أثبت من غيرهما. 

(۲) يعني: «جلاء الأفهام» (۱۸۳- ۲۱۳)ء فهذا البحث كله منقول منه باختلاف يسير. 

(۳) برقم (547851776)» والمؤلف ذكر صدر الحديث بالمعنئ» ولعله صادر عن 
«دلائل النبوة» للبيهقي /١(‏ #الالا ٥-ط.‏ قلعجى). 

)€( ص» ج: وات 


۸1 


وأما الماحي» والحاشرء والمقفي» والعاقب؛ فقد فُسّرت في حديث 
جبير بن مطعم. فالماحي: الذي محا الله به الكفر. ولم يمح الكفر بأحد من 
الخلق ما مُجي بالنبي يك فإنه بث وأهلٌ الأرض كلهم كفار إلا بقايا من 
أهل الأرض ١ء‏ وهم ما بين عبّاد أوثان» ويهود مغضوب عليهم» ونصارى 
ضالين» وصابئة دهرية لا يعرفون ريا ولا معادّاء وبين عبّاد الكواكب» وعبّاد 
النار» وفلاسفة لا يعرفون شرائع الأنبياء» ولا يمون بها؛ فمحا الله سبحانه 
برسوله ذلك حتى ظهر دين الله على كل دين» وبلغ ديثه ما بلغ الليل والنهار» 
وسارت دعوته مسيرٌ الشمس في الأقطار. 

وأما الحاشرء فالحشر هو الضَّعّ والجمع» فهو الذي يُحشّر الناس على 
قدمه» فكأنه بُعث ليحشّر الناس. 

والعاقب: الذي جاء عقيب الأنبياء» فليس بعده نبي. فإن العاقب هو 
الآخرء فهو بمنزلة الخاتم» ولهذا سمي «العاقب» على الإطلاق» أي عقب 


الأنبيا: جاء بعقبهم. 
وأما المقفّي فكذلك وهو الذي قن علئ آثار من تقدّمه من الرس ل ۴ء 
فق الله :على آثار من سبقة هن الرضئل: وهذه اللفظة مشتقة من القفوء 


يقال: قفا يقفوة: إذا تأر عنه. ومنه: قافية الرآسنء وقافية البيت» فالمقفى: 
الذي قفا مَّن قبله من الرسل» فكان خاتمهم وآخرهم. 


)١(‏ كذافي جميع الأصولء وهو سهو صوابه: «أهل الكتاب» كما في الطبعة الهندية 
وغيرها. وقد ورد ذلك في حديث عياض بن حمار المجاشعي في «صحيح مسلم» 
(5856). 

(؟) حذف «من الرسل» في النسخ المطبوعة ما عدا الطبعة الهندية» وهو أشبه. 


A۲ 


وأما نبيئٌ التوبة» فهو الذي فتح الله به باب التوبة على أهل الأرض» فتاب 
الله به عليهم توبةً لم يحصل مثلها لأهل الأرض قبله. وكان ية أكثر الخلق 
استغفانًا وبوية حن فانرا تعدو له فى المجلسن الزاجدماقة مرء: ارت 
اغفر لي» وتّبْ علىّ» إنك أنت التواب الغفور»". وكان يقول: «يا أيها 
الناس توبوا إلى ربكم» فإني أتوب إلى الله في اليوم مائة مرة "٠)‏ . 

وكذلك توبة أمته أكمل من توبة سائر الأمم» وأسرع قبولاء وأسهل 
تناولا. وكانت توبة من قبلهم من أصعب الأشياء» حتئ كان من توبة بني 
إسرائيل من عبادة العجل قت نفوسهم. وأما هذه الأمة فلكرامتها على الله 
جعل توبتها الندم والإقلاع. 

وأما نبي الملحمة» فهو الذي بث بجهاد أعداء الله فلم يجاهد نبي 
وأمنّه قعل ما جاهد رسولٌ الله اة وأمته. والملاحم الكبار التي وقعت 
وتقع بين أمته وبين الكفار لم يُعهّد مثلّها قبله» فإن أمته يقتلون الكفار في 
أقطار الأرض على تعاقب الأعصارء وأوقعوا بهم من الملاحم ما لم تفعله 
أمة سواهم. 

وأما نبي الرحمة» فهو الذي أرسله الله رحمة للعالمين» فرحم به أهل 


)00 غا 

(؟) أخرجه أحمد(07065:4977) والبخاري في «الأدب المفرد» (114) وأبو داود 
)١1615(‏ والترمذي (5 57 ”7) والنسائي في «الكبرئ» )1١770 :1١7١9(‏ وابن ماجه 
»)۳۸٤(‏ من حديث ابن عمر وَيَدَعَنْهَا. صححه الترمذي وابن حبان (۹۲۷). 

(۳) أخرجه مسلم (۲۷۰۲) من حديث ابن عمر رَوَإِيدْعَنْها. 

() لم يرد «وأمته؛ في ص. 


AY 


الأرض كلهم مؤمنهم وكافرهم. أما المؤمنون' فنالوا النصيب الأوفر من 
ع _- 

الرحمة. وأما الكفارء فأهل الكتاب منهم عاشوا في ظلّه وتحت حبله وعهده 
وأما من قتله منهم هو وأمته فإنه"" عجّلوا به إلى النارء وأراحوه من الحياة 
الطويلة التي لا يزداد بها إلا شدَّةٌ العذاب في الآخرة. 

وأما الفاتح» فهو الذي فتح الله به باب الهدئ بعد أن كان مُرْتَجَاء وفتح 
به الأعينَ العُمْيَ والآذانَ الصّمٌ والقلوبَ العُلْففَء وفتح به أمصارٌ الكفرء 
وفتح به أبواب الجنة» وفتح به طرق العلم النافع والعمل الصالح- ففتح به 
الدنيا والآخرة» والقلوب والأسماع والأبصارء والأمصار. 

وأما الأمين» فهو أحقٌ العالمين بهذا الاسم» فهو أمين الله على وحيه 
ودينه» وهو أمين من في السماء وأمين من في الأرض. ولهذا كانوا يسمُونه 
قبل النبوة «الأمين». 

وأما الضحوك القتّال» فاسمان مزدوجان لا ينفرد أحدّهما عن الآخرء 
فإنه ضحوك في وجوه المؤمنين غير عابس ولا مقطّب ولاغضوب ولا فظ 
تال لأعداء الله لا تأخذه فيهم لومة لائم. 

وأما البشير» فهو المبشر لمن أطاعه بالثواب» والنذير المنذر لمن عصاه 
بالعقاب. 

وقد سمًّاه الله «عبذده) في كتابه في مواضع» منها قوله: وار ناقام عد 
يدعو [الجن: »]١4‏ وقوله: تارك الى درل لمران لبدو [الفرقان: »]١‏ 


)١(‏ ص: «المؤمنين». 
(؟) يعني الذي قتلوه. وفي ن: «فإنهم». 


A٤ 


9ای عبرو ماق 4 [الهجم: 1٠١‏ انڪ مرف رازاع 
عَبَّدِنا © [البقرة: ۲۳]. 

وثبت عنه في «الصحيح)17) أنه قال: «أنا سيد ولد آدم» كلذ 

وتاه الله #يِمَاجَا مرا 4 [الأحزاب: c<٦‏ وشو الشمس #يمَاجًا 
وجا [النبا: 1]» والمنير: هو الذي بير من غير إحراق» بخلاف «الوهُاج» 
فإن فيه نوع إحراق وتوهج. 

فصل 
فى ذكر الهجرة' الأول والثانية 


لما كثر المسلمون وخاف منهم الكفار اشتد أذاهم لهم وفتنتهم إياه» 
فأؤن لهم رسولٌ الله بلا في الهجرة إلى الحبشةء وقال: «إنَّ بها ملكا لايُظلم 
الناس عنده»". فهاجر من المسلمين اثنا عشر رجلا وأربع نسوة» منهم 
عثمان بن عفان» وهو أول من خرج» ومعه زوجته رقية؛ فأقاموا بالحبشة في 


)١(‏ مسلم (۲۲۷۸) من حديث أبي هريرة وَوَِيدُعنَهُ. 

(؟) ك»ع» مبء ن: «الهجرتين»» وأثبت ما في غيرها لموافقته لأسلوب المؤلف كقوله في 
«أعلام الموقعين» /٤(‏ 5): «فمثال القسم الأول والثاني»» وفيه (۲/ :)۳۷١‏ «بالمرة 
الأولئ والثانية»» وفيه(577/5): «فالصورة الأولئ والثانية». وفي «التبيان» 
(ص١0”5):‏ «الشرط الأول والثاني». وفي «بدائع الفوائد؛ :)١575 /٤(‏ «للنبي الأول 
والثاني». وفي «مفتاح دار السعادة» (۳/ :)١140١‏ «القدر الأول والثاني». 

۳( رواه ابن إسحاق في «السيرة» (ص -۱۹٤‏ ط. محمد حميد الله) من حديث آم سلمة. 
وانظر: «سيرة ابن هشام؛ (۱/ .)۳۲١‏ 


Ao 


أحسن جوارء فبلغهم أن قريشًا أسلمت» وكان هذا الخبر كذبّاء فرجعوا إلى 
مكة. فلما بلغهم أن الأمر أشدٌ مما كان رجع منهم من رجع. ودخل جماعة 
فلقوا من قريش أذَّئْ شديدّاء وكان ممن دخل عبد الله بن مسعود. 

ثم أذن لهم في الهجرة ثانيًا إلى الحبشة. فهاجر من الرجال ثلاثة 
وثمانون') رجلا إن كان فيهم عمارء فإنه يسك فيه» ومن النساء ثمان عشرة 
امرأةّ وأقاموا عند النجاشي على أحسن حال. وبلغ ذلك قريشّاء فأرسلوا 
عمرو بن العاص7" في جماعة» ليكيدوهم عند النجاشيء فر الله كيدهم في 
نحورهم. 

فاشتد أذاهم لرسول الله ی فحصروه وأهل بيته في الشّعب شعب أبي 
طالب ثلاث سنين» وقيل: سنتين. وخرج من الحصر وله تسع وأربعون سنة 
وقيل ثمان وأربعون سنة. 

وبعد ذلك بأشهر مات عمّه أبو طالب» وله سبع وثمانون سنة. 


وفي الشعب ولد عبد الله بن عباس 20 


)١(‏ ك»ع: «وثلاثون»» سبق قلم. 

(۲( في الطبعات القديمة بعده: «وعبد الله بن الزبير المخزومي» وقد صحح في طبعة 
الرسالة إلى «عبد الله بن أبي ربيعة» مع حذف «المخزومي»» ولكن هذه الزيادة لم 
ترد في الأصول. 

(۳) بعده في ص» ج: «ثم مات بعد ذلك عمّه أبو طالب» وله سبع وثمانون سنة)» وهو 
مكرر. ولعل سيب التكرار اختلال السياق بالجملة المعترضة في ذكر ولادة 
عبد الله بن عباس» فإن قوله «فنالت» مرب على موت أبي طالب. ولم ترد الجملة 
المذكورة في مب. 


۸٦ 


فنالت منه الكفارٌ(1' أذّى شديدًا. ثم ماتت خديجة بعد ذلك بيسير» 
فاشتدٌ أذئ الكفار له. فخرج إلى الطائف هو وزيد بن حارثة يدعو إلى الله 
وأقام به أيامًاء فلم يجيبوه» وآذوه» وأخرجوه» وقاموا له يسماطين» 
فرجموه بالحجارة حتئ أذْمَوا كعبيه؛ فانصرف عنهم رسول الله ية راجعًا 
إلى مكة. 

وفي طريقه لقي عدَّاسًا النصراني» فآمن به» وصدّقه. وني طريقه أيضًا 
بنخلة صرف إليه نفرٌ من الجن سبعة من أهل تّصيبين» فاستمعوا القرآن 
ا ١‏ 

وني طريقه تلك أرسل الله إليه ملّكَ الجبال يأمره بطاعته وأن يطبق على 
قومه أخشَّبّي مكة ‏ وهما جبلاها إن أراد» فقال: «بل أستأني بهم لعل الله أن 
يُخرج من أصلابهم من يعبده لا يشرك به شیئ(" . 


وفي طريقه دعا بذلك الدعاء المشهور: «اللهم إليك أشكو ضعف 
قوتي"...»““ الحديث. ثم دخل مكة في جوار المطعم بن عدي. 


)١(‏ مب: (فئال الكفار منه». 

(۲) أخرجه البخاري (77771) ومسلم (1746) وغيرهما من حديث عائشة عتا 
بلفظ: «بل أرجو أن يخرج الله من...٠»‏ وأما اللفظ: «بل أستأني بهم» هو في قصة 
أخرئ من حديث عبد الله بن عباس في سؤال أهل مكة تحويل الصفا ذهبًا وتنحية 
الجبال عنهم ليزدرعواء أخرجه أحمد (۲۳۳۳) والبزار -۲۲۲٠(‏ كشف الأستار) 
والنسائي في «الكبرئ» »)١١777(‏ صححه الحاكم (۲/ 777) واختاره الضياء 
46١ ۷4/1۰)‏ ). 

(۳) في ك»ع» مبء ن زيادة: «وقلة حيلتي». 

(4:) رواه ابن إسحاق -47١ /١(‏ سيرة ابن هشام) عن يزيد بن زياد عن محمد بن كعب - 


AV 


# 5 يم 0 .اس 

ثم أَسْرِي بجسده وروحه إل المسجد الأقصئء ثم عرج به إلى فوق 
السماوات' إلى الله عز وجلء فخاطبه. وفرض عليه الصلوات. وكان ذلك 
مرةً واحدة. هذا أصح الأقوال. 

قبل بابل ال أشرئ به ولا رعال: يقطة ول متاما: 

وقيل: كان الإسراء إلى بيت المقدس يقظةء وإلى السماء منامًا. 

وقيل: كان الإسراء مرتين مرة يقظة ومرةٌ منامًا. 

وكان ذلك بعد المبعث بالاتفاق. وأما ما وقع في حديث شريك(" أنَّ 
ذلك كان قبل أن يوحي إليه» فهذا مما عد من أغلاط شريك الثمانية وسوء(”) 
حفظه لحديث الإسراء. وقيل: إن هذا كان إسراء المنام قبل الوحي. وأما 


= القرظي مرسلا. ورواه أيضًا ابن عدي في «الكامل» في ترجمة محمد بن إسحاق بن 
يسار (55/9) والطبراني في «المعجم الكبير» (۱۳/ "الا و٤۱/ )٠٤١ ١۱۳۹‏ وفي 
«الدعاء» )٠١75(‏ والضياء المقدسي (۹/ )۱۸١‏ من حديث عبد الله بن جعفر بن 
أبي طالب. رجال إسناده ثقات إلا أن محمد بن إسحاق قد عنعنه. وانظر: «السلسلة 
الضعيفة» (۲۹۳۳). وسيآتي مرة أخرئ بطوله (۳/ 74). 

)١(‏ زيد بعده في النسخ المطبوعة ما عدا الطبعة الهندية: «بجسده وروحه». 

(۲) أخرجه البخاري (176117/051/5)» وساق مسلم (177/177) إسناده دون لفظه 
وقال: «وقدم فيه شيئًا وأخرء وزاد ونقص)». وسيأتي ذكره عند المؤلف في فصول 
المعراج والإسراء (۳/ .)٠١‏ وانظر: «فتح الباري» (۷/ 75 وما بعدهاء 17/ .)٤۸١‏ 

(۳) ج» ق (بخط متأخر): (وهوا» تحريف. 


A^ 


إسراء اليقظة فبعد النبوة. وقيل: بل الوحي هاهنا مقيّدء وليس بالوحي 
المطلق الذي هو مبدأ النبوة» والمراد: قبل أن يوحئ إليه في شأن الإسراءء 
فأسري به فجأةً من غير تقدم إعلام. والله أعلم. 

:فاقام كاز تمكةاما إقام يدعو القبائل إلن ا ال يعرم نفس عليهم 
في كلّ موسم أن يُؤْوُوه حتئ يبلغ رسالة ربّه ولهم الجنة. فلم يستجب له 
قبيلة» ودر الله ذلك كرامة للأنصار. فلما أراد الله إظهار دينه» ونصر نبنّه 
وإنجاز وعده» وإعلاء كلمته» والانتقام من أعدائه- ساقه إلى الأنصار لما 
أراد بهم من الكرامة» فانتهئ إلى نفر منهم ستة» وقيل: ثمانية» وهم يحلقون 
رؤوسهم عند عقبة متئ في الموسم» فجلس إليهم» ودعاهم إلى الله وقرأ 
عليهم القرآن» فاستجابوا لله ورسوله» ورجعوا إلى المدينةء فدعوا قومهم 
إلى الإسلام حت فشا فيهم» ولم يبق دار من دور الأنصار إلا وفيها ذكرٌ من 
رسول الله بَكِهِ فأول مسجد قرئ فيه القرآن بالمدينة مسجد بني زُرَيق. 

ثم قدم مكة في العام القابل اثنا عشر رجلا من الأنصار» خمسة منهم من 
الستة الأولين» فبايعوا رسول الله با على بيعة النساء عند العقبة» ثم انصرفوا 
إلى المدينة. 

فقدم عليه في العام القابل منهم ثلاثة وسبعون رجلا وامرأتان» وهم آهل 
العقبة الأخيرة» فبايعوا رسول الله يك على أن يمنعوه مما يمنعون منه نساءهم 
وأبناءهم وأنفسهم» ويرحل هو وأصحابه إليهم. واختار رسول الله ا منهم 
اثني عشر نقيبًا. وأذن رسول الله بهو لأصحابه في الهجرة إلئ المدينة 


)١(‏ ص: «هو قبل)» ولفظ «قبل» مقحم 


۸۹ 


المخزومي» وقيل مصعب بن عمير. فقدِموا علئ الأنصار في دورهم 
فأووهمء ونصروهم» وفشا الإسلام بالمدينة. 

ثم أذن الله لرسوله ئة في الهجرة» فخرج من مكة يوم الاثنين في شهر 
ربيع الأول - وقيل في صفر ‏ وله إذ ذاك ثلاث وخمسون سنةء ومعه أبو بكر 

ع 

الصديق» وعامر بن فهيرة مولى أبي بكر ودليلهم عبد الله بن الأريقط 
الليشي. فدخل غار ثور هو وأبو بكرء وأقاما('2 فيه ثلانًا. ثم أخذا على طريق 
الساحل. 

فلما انتهوا إلى المدينة وذلك يوم الاثنين لاثتتي عشرة ليلة خلت من 
شهر ربيع الأول - وقيل غير ذلك نزل(") بقباء في أعلئ المدينة على بني 
عمرو بن عوف» ونزل على كلثوم بن الهذم. وقيل: على سعد بن خيثمة 
والأول أشهر. فأقام عندهم أربعة عشر يومّاء وأسّس مسجد قباء. 

ثم خرج يوم الجمعة» فأدركته الجمعة في بني سالم فجمّع بهم فيمن 

٠. و‎ e 5 

ثم ركب ناقته» وسار. وجعل الناس يكلمونه في النزول عليهم» 

2 

ويأخذون بخطاه”) الناقة» فيقول: «خلوا سبيلها فإنها مأمورة»(). 


)١(‏ جءقءن: «فأقاما». 

(۲) صءج: «فنزل». 

() ك: «خطام»» وكذا كان في ع» فغيّره بعضهم إلى ما أثبت. 

(5) ذكره ابن إسحاق كمافي «سيرة ابن هشام» /١(‏ 25945 596)» و«دلائل النبوة» 
(5/ 205 ). وقد روي من حديث ابن عمر كما أخرجه ابن عدي في «الكامل» في - 


۹۰ 





فإركت عند مسجده اليوم» وكان مربدًا لسهل وسهيل غلامين من بني 
النجار» فنزل عنها على أبي أيوب الأنصاري. ثم بن مسجده موضع المربد 
بيده هو وأصحابه بالجريد واللّين» ثم بن مساكته(١2‏ ومساكن أزواجه إل 
جنبه» وأقربُها إليه مسكن عائشة. ثم تحوّل بعد سبعة أشهر من دار أبي أيوب 
إليها. 
وبلغ أصحابه بالحبشة هجرته إلى المدينة» فرجع منهم ثلاثة وثلاثون 
رجلاء فحبس منهم بمكة سبعة» وانتهئ بقيتهم إلى رسول الله كا بالمدينة. 
ثم هاجر بقيتهم في السفينة عام خيبر سئة سبع . 
فصل 
في أولاده كلا 


أولهم القاسم» وبه كان یکنی» مات طفلا. وقيل: عاش إلى أن ركب 
الدابة» وسار على النجيبة. 


ثم زينب» وقيل: هي اسن من القاسم . ثم رقية» وأم كلثوم» وفاطمة. وقد 
قيل في كل واحدة منهن : إنها أَسَ 0 وقد ذكر عن ابن عباس أن رقية 
اسن الثلاث» وأم كلثوم أصغرهن7””) 


= ترجمة جسر بن فرقد القصاب (7/ )٠١١ ١15١‏ وقال: إنه باطل. وسيأتي مرة أخرئ 
(۳/ ۷۲) وهناك مزيد التخريج. 

)١(‏ في النسخ المطبوعة: «مسكنه». 

)۲( رواه ابن سعد في «الطبقات» )٠٠١ /١(‏ عن هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن 
أبيه عن أبي صالح عن ابن عباس. وذكر مصعب الزبيري في نسب قريش» ( ص۱ ۲) 
عكسن هذا 

۹۱ 


ثم وَلِد له عبد الله. وهل ولد بعد النبوة أو قبلها؟ فيه اختلاف27, 
وصحّح بعضهه2(" أنه ولد بعد النبوة. وهل هو الطيب والطاهرء أو هما 
غيره؟ على قولين. والصحيح أنهما لقبان له. والله أعلم. وهؤلاء كلهم من 
خديجة» ولم يولد له من زوجة غيرها. 

ثم وُلِد له إبراهيم بالمدينة من سُرَيّنه مارية القبطية سنة ثمان من الهجرة. 
وبشّره به أبو رافع مولاه» فوهب له عبدًا. ومات طفلا قبل الفطام» واختليف 
هل صلی عليه أم لا؟ علئ قولين. 

وكل أولاده توفي قبله إلا فاطمة» فإنها تأخرت بعده بستة أشهر» فرفع 
الله لها بصبرها واحتسابها من الدرجات ما فصّلت(" به نساءً العالمين. 

وفاطمة أفضل بناته على الإطلاق» وقد قيل: إنها أفضل نساء العالمين. 
وقيل: بل أمها خديجة. وقيل: بل عائشة. وقيل بالوقف في ذلك. 

فصل 
فى أعمامه وعماته(؟) کل 

١‏ فمنهم أسد الله وأسد رسوله سيد ا لشهداء حمزة بن عبد ا لمطلب» 
والعباس» وأبو طالب واسمه عبد مناف» وأبو لهب واسمه عبد العرّئ. 
والزيير» وعبد الكعبة» والمقوّم» وضرارء وقُكّمء والمغيرة ولقبه حَجْل» 


(1) كمع: «خلاف)». 

(۲) انظر «المختصر الكبير» لابن جماعة (ص١85).‏ 
(۳) من فضّلَّه: غلبه وفاقه. 

)٤(‏ «وعماته» لم يرد في ص. 


۹۲ 


والعغيداق واسمه مصعب» وقيل: نوفل. وزاد بعضهم: العوّام. ولم يُسلم 
منهم إلا حمزة والعباس. 

وأما عمّاته» فصفية أم الزبير بن العوّام» وعاتكة» وبرّة» وأروئ» وأميمة. 
وأم حكيم البيضاء. أسلم منهن صفية. واختلف في إسلام عاتكة وأروئ» 
وصحّح بعضهم إسلام آروی. 

وأسنٌ أعمامه الحارث. وأصغرهم ستا: العباس» والعقب منه له 
حتن ملا ولنه ر رق اراق رمج الارن فلخوا اة الت 
وفي ذلك نظرٌ لا يخفئ. وكذلك أعقَب"' أبو طالب وأكتّرء والحارث» وأبو 
لهب. 

وجعل بعضهم عبد الكعبة والمقوّم واحدّاء وبعضهم العٌيداق 
وجلا واحدًا. 

فصل 
في أزواجه کا 

أولاهن خديجة بنت خويلد القرشية الأسدية. تزوج بها قبل النبوة» ولها 

أربعون سنة. ولم يتزوّج عليها حتئ ماتت» وأولاده كلهم منها إلا إبراهيم. 


.)۸٥ص( انظر: «المختصر الكبير»‎ )١( 

(۲) كذافي الأصول كلهاء وأخشئ أن يكون «له» تحريف «كثر). 

(۳) ص: «عقب). 

)٤(‏ في الطبعة الهندية ‏ وتابعتها الطبعات الأخرئ : «الحارث» مع التنبيه في حاشيتها 
على ما في أصولنا. 


۹۳ 


وهي التي وازرته على النبوة» وجاهدت معه» وواسته بنفسها ومالها. وأرسل 
الله إليها السلام مع جبريل أ » وهذه خاصّيّة(') لا تعرف لامرأة سواهاء 


وماتت قبل الهجرة بثلاث سئين. 
ثم تزوّج بعد موتها بأيام سَودة بنت رَمْعة القرشية» وهي التي وهبت 
يومها لعائشة. 


ثم تزوّج بعدها أمَّ عبد الله عائشة الصدّيقة بنت الصدّيق المبرَّأة من فوق 
سبع سماوات» حبيبة رسول رب العالمين» عائشة بنت أبي بكر الصديق. 
وعرضها عليه الملّكُ قبل نكاحها في سَرََةٍ فة" من حرير وقال: «هذه 
زوجتك470). تزوّج بها في شوال وعمدها ست سنين» وبنئ بها في شوال في 
السنة الأولئ من الهجرة وعمرّها تسع سنين. ولم يتزوّج بكرًا غيرهاء وما 
نزل عليه الوحي في لحاف امرأة غيرهاء وكانت أحبٌّ الخلق إليه. ونزل 
عذرها من السماء واتفقت الأمة على كفر قاذفها. وهي أفقه نسائه 
وأعلمهن 0“ بل أفقه نساء الأمة وأعلمهن على الإطلاق. وكان الأكابر من 
أصحاب النبي يا يرجعون إلى قولها ويستفتونها. وقيل: إنها أسقطت من 
النبي بيا سقَطَاء ولم يشت 


(۱) كذافي حديث أبي هريرة عند البخاري (۳۸۲۰) ومسلم .)۲٤۳۲(‏ 
(؟) كوع: «خاصّة». 

(۳) السّرّقة: الشقة والقطعة. 

.)۲٤۳۸( أخرجه البخاري (0175) ومسلم‎ )٤( 

)٥(‏ في ص٤ج‏ : «أعلمهم؟ هنا وفيما يأتي. 


۹٤ 


ثم تزوج حفصة بنت عمر بن الخطاب ري كتھا. وذكر أبو داود(1) أنه 
طلّقها ثم راجعها. 

ثم تزوج زينب بنت خزيمة بن الحارث القيسية من بني هلال بن عامرء 
وتوفيت عنده بعد ضمه لها بشهرين. 

ثم تزوج أمّ سلمة هندَ بنت أبي أمية القرشية المخزومية"» واسم أبي أمية 
حذيفة بن المغيرة» وهي آخر نسائه(' موتا. وقيل: آخرهن موتا صفية!؟). 

واختلف2*0 فيمن ولي تزويجها منه. فقال ابن سعد في «الطبقات»0: 
ولي تزويجها منه سلّمة بن أبي سلّمة دون غيره من أهل بيتها. ولما زوج 
النبئٌ ية سلّمةٌ بن أبي سلمة آمامة بنت حمزة التي اختصم فيها علي وجعفر 
وزيد قال: «هل جزيتٌ سلمة(2, يقول ذلكء لأن سلمة هو الذي ولي 


(۱) برقم (۲۲۸۳) من حديث ابن عباس عن عمرء وأخرجه النسائي في «المجتبی» (٠07؟)‏ 
وفي «الكبرئ» )٥۷۲۳(‏ وابن ماجه »)7١ ١7(‏ صححه أبن حبان (0 241717 47175). 

(۲) بعده في صء ج» ق: «واسمها هند بنت أبي أمية». 

(۳) وقع بعده حرم في ق. 

)٤(‏ العبارة «وقيل: آخرهن موئًا صفية» جاءت في ك»ع بعد الإضافة الآنية. 

)0( العبارة «واختلف... وأن ذلك من خصائصه؛ لم ترد في ج. وقد وردت في حاشية ص 
ومتن ك ع» مب» ن. والظاهر أن المؤلف أضافها فيما بعد. 

(1) (077/5). وأخرجه ابن إسحاق في «السيرة» (ص ”57 7) من حديث عبد الله بن 
شداد بن الهاد مرسلا. 

(۷) ذكره ابن إسحاق (ص 57 7) والواقدي كما في «طبقات ابن سعد» (۳/ »٥۳۲ /٦»۷‏ 
۰ ) وأخرجه البيهقي (۷/ ۱۲۱) من طريق الواقدي عن ابن عباس» وإسناده 


ضحيف. 


2 


۹0 


تزويجه دون غيره من أهله. ذكر هذا في ترجمة سلمة» ثم ذكر في ترجمة أم 
سلمة» عن الواقدي(١2:‏ حدثني مجمّع بن يعقوب» عن أبى بكر بن 
ابنها عمر بن أبي سلمة» فزوّجها رسول الله ية وهو يومئذ غلام صغير. 


وقال الإمام أحمدفي «المسند)": حدثنا عفان» حدثنا حماد بن سلمةق 
آخبرنا ثابت» قال حدثني ابن عمر بن أبي سلمة» عن أبيه» عن أم سلمة أنها لما 
انقضت عدّتها من أبي سلمة بعث إليها رسول الله يك فقالت: «مرحبًا برسول الله 
8 ا واي شوة ٩‏ وليس أحد من أوليائي حاضرًا» الحديث. 
عمر هذا كان سنه لما توفي رسول الله يك تسع سنین» ذكره ابن سعد!؟). 
وتزوّجها رسول الله ية في شوال سنة أربع» فيكون له من العمر حيئذ ثلاث 
سنين» ومشل هذا لا يزوّج» قال ذلك ابن سعد وغيره. ولما قيل ذلك للإمام 
أحمدء قال: من يقول إن عمر كان صغيرًا؟ قال أبو الفرج ابن الجوزي: «ولعل 


)١(‏ «طبقات ابن سعد» (۱۰/ ۹۰)» مرسلء وني إسناده أبو بكر بن محمد وأبوه؛ أبو بكر 
لم أجد له ترجمة» وأبوه مجهول. 

(؟) برقم (75779). وأخرجه أيضًا أحمد »۲٦٥۲۹(‏ ومواضع عدة) وغيرٌه؛ ولكن مدار 
الحديث علي ابن عمر بن أبي سلمة مجهول. وأصل القصة عند مسلم (91) دون 
ذكر من تولّى تزويججها . وانظر تعليق محققي«المسند) .)۲٦٥۲۹(‏ 

(۳) ك»ع: «مغيبة؛» تصحيف. 

(or /5( (4) 

() في «التحقيق في مسائل الخلاف» .)۲١١/۲(‏ 


11 


أحمد قال هذا قبل أن يقف(١)‏ على مقدار سته. فقد ذكر مقدار سته جماعة 
من المؤرخين ابن سعد وغيره». 

وقد قيل: إن الذي زوّجها من رسول الله يك ابن عمّها عمر بن 
الخطاب» والحديث: «قم يا عمرء فزوّج رسول الله يك(!». ونسبٌ عمر 
ونسبٌ أم سلمة يلتقيان في كعب. فإنه عمر بن الخطاب بن نفيل بن 
عبد العزّى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رَرّاح بن عدي بن كعبه وام 
سلمة بنت أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقَظّة بن 
مرّة بن كعب» ووافق اسم ابنها عمر اسمه فقالت": «قم ياعمرء فزوج 
رسول الله»» فظن بعض الرواة أنه ابنهاء فرواه بالمعنى» وقال: فقالت لابنها! 
رذعل عن تمد رلك 9 عليه لخر سه 

ونظيرٌ هذا: وهم بعض الفقهاء في هذا الحديث وروايتهم له فقال 
رسول الله وك «قم يا غلا فزوّج آمك». قال أبو الفرج ابن الجوزي(“: 
«وماعرفنا هذا في هذا الحديث». قال: «وإن ثبت فيحتمل أن يكون قاله 
على وجه المداعبة للصغير إذ كان له من العمر يومئذ ثلاث سنين» لآن(5) 


)١(‏ كيع: «يوقف». 

(۲) كذا ورد «والحديث...» إلى هنا. ولعل في العبارة نقصًا ويكون أصلها: «والحديث: 
فقالت لعمر: قم يا عمر...»؛ يعني بدلا من «فقالت لابنه عمر...» كما بن فيما يأي. 

() في صء كء ج» مب: «فقال)» وهو سهو. 

(5) كوع: «بعد ذلك». 

(5) في الموضع السابق من كتابه. 

() انتهئ هنا السقط الطويل الذي استدركه ناسخ آخر في ق. 


۹۷ 


رسول الله ب تزوّجها في سنة أربع» ومات ولعمر تسع سنين» ورسول الله 
بيا لا يفتقر نكاحه إلى ولي. Ub‏ ظاهر(١2‏ كلام أحمد أن النبي 
ية لا يشترط في نكاحه الولي» وأن ذلك من خصائصه. 

ثم تزوّج زينبَ بنت جحش من بني أسد بن خزيمة» وهي ابنة عمته 
أميمة(". وفيها نزل قوله تعالئ: طمَلَمَاقصَى رَيَدمِنْهَاوَطرارَفَحتَكَهَا 4 
[الأحزاب: ۳۷] وبذلك كانت تفتخر على نساء النبي بيه وتقول: «زوّجكنٌ 
أهاليكن وزوّجني الله من فوق سبع سماوات)). ومن خواصّها أن الله كان 
هو وليّها الذي زوّجها لرسوله من فوق سماواته. 

وتوقّيت في أول خلافة عمر بن الخطاب. وكانت أولا عند زيد بن 
حارثة» وكان رسول الله يك تبتاه» فلما طلّقها زرّجه الله إياها لتتأسَّئْ به أمنه 
في نكاح أزواج من تبتوه. 


000 ك: «وظاهر». وفيع: «وقال... وظاهر؟. 

(۲) العبارة: «أن النبي وَلٍِ... خصائصه» لم ترد إلا في مب» ن. ولعل المؤلف كتبها أو 
أملاها في بعض النسخ من حفظه. ونص كلام ابن الجوزي في كتابه المذكور 
(/2377): «آنه يجوز أن يتزوّج رسول الله بل بغير ولي لأنه مقطوع بكفاءته». وذكر 
ابن كثير في «البداية والنهاية» (4/ 547- هجر) و«الفصول» (ص 40 75) أنه آلف في 
ذلك رسالة بين فيها أن عمر المقول له في هذا الحديث إنما هو عمر بن الخطاب لأنه 
كان الخاطب لها على رسول الله يأف وأن الذي ولي عقدها عليه ابنها سلمة بن أبي 
سلمة» وساغ هذا لأن أباه ابن عمهاء فللابن ولاية أمه إذا كان سببًا لها من غير جهة 
البنوة بالإجماع. 

)۳( صء ج: «أمية». تحريف. 

.0/47١ ء/57١( أخرجه البخاري‎ )٤( 


۹۸ 


سبى بنى المصطلق» فجاءته تستعين به على كتابتهاء فأدّئ عنها كتابتها 
6م 
وتروجها. 
م 02 85 00 01 ا م ي » 
وتزوج أمَّ حبيبة. واسمها رملة بنت أبي سفيان صخر بن حرب القرشية 
الأموية. وقيل: اسمها هند. تزوّجها وهي ببلاد الحبشة مهاجرة» وأصدّقها 
عنه النجاشيٌ أربعمائة دينار» وسيقت إليه من هنالك. وماتت في أيام أخيها 
معاوية. 


وأما حديث عكرمة بن عمّارء عن أبي زَُمَيلء عن ابن عباس أن أبا 
سفيان قال للنبي بي «أسألك ثلاتا»» فأعطاه إياهن» منها: «وعندي أجمل 
العرب أمٌ حبيبة أزوّجك إياها"(1)؛ فهذا الحديث غلط ظاهر لا خفاء به. 
قال أبو محمد بن حزم27: وهو موضوع بلا شكء كدّبه عكرمة بن عمار. 


)02( أخرجه مسلم .)160١(‏ 

(۲) وذكر في «تبذيب السئن» )47١ /١(‏ أن هذا الحديث رده جماعة من الحفاظ وعدّوه 
من الأغلاط في كتاب مسلم» وانتهئ إلى أنه «غلط لا ينبغي التردّد فيه». وقد أفاض 
القول فيه في جلاء الأفهام» (ص587-117) وقال: «الصواب أن الحديث غير 
محفوظه بل وقع فيه تخليط». وهو عند شيخ الإسلام «من المواضع المنتقدّة بلا 
ريب» في «صحيح مسلم»» انظر: «منهاج السنة» (۷/ .)۲٠١‏ وحكم عليه الذهبي في 
«ميزان الاعتدال» (۳/ *97) و«السیره (5/ )25١‏ بأنه منكر. 

زفرة فيما رواه عنه الحميديء انظر النص (۲۲۱) في «نوادر ابن حزم» (۲/ ۷). وعن 
الحميدي نقل ابن طاهر المقدسي قول ابن حزم في كتابه «الاتتصار لإمامي الأمصار» - 


19 


قال ابن الجوزي(١‏ في هذا الحديث: «هو وهم من بعض الرواة لا شك فيه 
ولا تردّدء وقد اتهموا به عكرمة بن عمار لأن أهل التاريخ أجمعوا علئ أن أم 
E CE‏ دحك ا بن جحت وولذت له ر اروا رهها 
مسلمان إلى أرض الحبشة. . ثم تنصّرء وثبتت ثبتت أم حبيبة على إسلامهاء فبعث 
رسول الله اة إلى النجاشي يخطبها عليه» فزوّجه إياها وأصدّقها عن رسول 
الله بيه صَدافَاء وذلك في سنة سبع من الهجرة. وجاء أبو سفيان في زمن 
الهدنة» فدخل"' عليهاء فشنت فراش رسول الله يك حتئ لا يجلس عليه. ولا 
خلاف أن أبا سفيان ومعاوية أسلما في فتح مكة سنة ثمان». 


وأيضًا في هذا الحديث أنه قال له: «وتومّرني0؟) حت أقاتل الكفار كما 
كنت أقاتل المسلمين؟»» فقال: «نعم». ولا يُعرّف أن رسول الله وك أمّر با 
سفيان البتة. 

وقد أكثر الناس الكلام في هذا الحديث» وتعدّدت طرقهم في وجهه. 
فمنهم من قال: الصحيح أنه تزوّجها بعد الفتح لهذا الحديث» قال: ولا يرد 
هذا بنقل المؤرّخين. وهذه طريقة باطلة عند من له أدنئ علم بالسير 


= كمافي «فتح الباري» /١7(‏ 485) و«التبصرة والتذكرة» للعراقي .)٠١١ /١(‏ وانظر 
أيضًا: «المحلّئ؛ (۱/ ۲۷۸) و(5/ ۸۲). 

(۱( في اكشف المشكل» (۲/ "14517 -555). 

(؟) مب: «عبد الله»» وكذا في النسخ المطبوعة» وهو خطأ. 

(۳) ص: «ودخل». 

() كوع: «أتؤمرني». وقد رسمت «نَوّمّرني» في النسخ كلها بالألف مكان الواو. 


1١٠٠ 


وقالت طائفة: بل سأله أن يجدّد له العقدّ تطيِيبًا لقلبهء فإنه كان 
تزوّجها بغير اختياره. وهذا أيضًا باطل لا يِن بالنيئ يكل ولا يليق بعقل أبي 
سفيان» ولم يكن من ذلك شيء! 

وقالت طائفة منهم البيهقي" والمنذري: يحتمل أن تكون هذه المسألة 
من أبي سفيان وقعت في بعض ححرّجاته إلى المدينة وهو كافر حين (") سمع نعي 
زوج أمّ حبيبة بالحبشة. فلما ورد على هؤلاء ما لا حيلة لهم في دفعه من سؤاله 
أن يؤمّره حتى يقاتل الكفار» وأن يتخذ ابنه كاتبّاء قالوا: لعل هاتين المسألتين 
وقعتا منه بعد الفتح» فجمع الراوي ذلك كلَّهِ في حديث واحد(. والتعسّف 
والتكلّف الشديد الذي( في هذا الكلام يغني عن ردّه! 


وقالت طائفة: للحديث محمل صحيح"» وهو أن يكون المعنئ: 
أرضئ أن تكون زوجتك الآنء فإني قبل لم أكن راضيًا بذلك» والآن فإني قد 
رضيت» فأسألك أن تكون زوجتك. 

وهذا وأمثاله لولا أنه قد سودت به الأوراق» وصَنّمت فيه الكتب» 
وحمله الناس- لكان الأولئ بنا الرغبة عنه» لضيق الزمان عن كتابته وسماعه 


)١(‏ كيع: «لها». 

(۲) في «السنن الكبرئ» (90/ 575). 

(۳) صء ك ع: «حتیٰ)» تصحيف. 

)٤(‏ ص» ج: «وقعت». 

(5) لفظ «واحد» ساقط من ك»ع ومستدرك في حاشية ع بخط غير خط الناسخ. 
() كيع: «الذي هو؟. 

(۷) ص» ك»ع: «طائفة: معنئ الحديث مجمل صحيح»! 


1۰1 


والاشتغال به» فإنه من ربد الصدورء لا من زُبَدها! 

وقالت طائفة: لما سمع أبو سفيان أن رسول الله اة طلّق نساءه» لما آلى 
منهن» أقبل إلى المدينة» وقال للنبي ية ما قال ظنّا منه أنه قد طلّقها فيمن 
طلق وهلا ن خت اق 

وقالت طائفة: بل الحديث صحيح» ولكن وقع الغلط والوهم من أحد 
الرواة في تسمية أم حبيبة» وإنما سأله أن يزوّجه(١2‏ أختها رملة". ولا يبعد 
خفاء التحريم"' للجمع عليه فقد خفي ذلك على ابنته» وهي أفقه منه 
وأعلم حين قالت: يا رسول الله هل لك في أختي ابنة أبي سفيان؟ فقال: 
«أفعل ماذا؟». قالت: تنكحها. قال: «أو تحّين ذلك؟». قالت: لست لك 
بمُخلبة» وأحَبٌ من ركني في الخير أختي. قال: «فإنها لا تل لي»0). 
فهذه هي التي عرضها أبو سفيان على النبي يلك فسمّاها الراوي من عنده آم 
حبيبة2*0» وقيل: بل كانت كنيتها أيضًا أم حبيبة. 

وهذا الجواب حسرٌ لولا قوله في الحديث: «فأعطاه رسولٌ الله يكل ما 
سأل». فيقال حينئذ: هذه اللفظة وهم من الراوي» فإنه أعطاه بعض ما سأل» 
فقال الراوي: أعطاه ما سأل؛ أو أطلقها اتكالا على فهم المخاطب أنه أعطاه 


)١(‏ ص: «يزوجها) سهو. 

(؟) كذاء وهو وهم أو سبق قلم» والصواب: «عرَّة»» فارملة» هو اسم أم حبيبة لا أختها. 
انظر: «(صحیح مسلم» .)15/1١5159(‏ 

(9) بعده في ص» ج: «ما»» والظاهر أنها مقحمة. 

(5) أخرجه البخاري )٥۳۷۲ 201017 ۰٥۱۰۱(‏ ومسلم )١549(‏ واللفظ له. 

(5) وهذا الذي صوّيه ابن كثيرء وذكر أنه أفرد رسالة لحديث عكرمة بن عمار. انظر: 
«الفصول في السيرة» (ص4 5 7) و«البداية والنهاية) .)١59/5(‏ 


6١, 


ما يجوز إعطاؤه مما سأل. والله أعلم. 

وتزوّج يله صفية بنت حُيَيَ بن أخطب سيد بني النضير» من ولد 
هارون بن عمران آخي موسئء فهي ابنة نبي» وزوجة نبي. وكانت من أجمل 
نساء العالمين» وكانت قد صارت له من الصَّفْي أمة» فأعتقهاء وجعل عتقها 
صَداقهاء فصار ذلك سنّة للأمّة إلى يوم القيامة: أن يُعتق الرجل أمَتّه» ويجعل 
عتقها صَداقَهاء فتصير زوجته بذلك. فإذا قال: أعتقتٌ أمتي» وجعلتٌ عتقها 
صَداقها؛ أو قال: جعلت عتق أمتي صّداقها(١)-‏ صح العتق والنكاح» 
وصارت زوجته من غير احتياج إلى تجديد عقد ولا ولي. وهذا ظاهر مذهب 
أحمد» وكثير من أهل الحديث. وقالت طائفة: هذا خاصٌ بالنبي يي وهو 
مما" خصّه الله به في التكاح دون الأمّة. وهذا قول الأئمة الثلاثة ومن 
وافقهم. 

والصحيح: القول الأول لأن الأصل عدم الاختصاص حتئ يقوم عليه 
ذليل: وله سبحانه لما خضّه بنكاح الموهوبة قال فيها: ل9حَالِصَةأَلكَمِن 
دون الْمُؤْمِدِيرتٌ 4 [الأحزاب: ]٠١‏ ولم يقل هذا في المعيّقة» ولا قاله رسولٌ الله 
كل ليقطع تأسّيَ الأمّة به في ذلك. والله سبحانه أباح له نكاح امرأةٍ من تبنّاه 
لئلا يكون على الأمّة حرج في نكاح أزواج من تبنّوهء فدلٌ على أنه إذا تكح 
نكاحًا فلأمّته التأسّي به فيه» ما لم يأتٍ عن الله ورسوله نص بالاختصاص 
وقطع التَأسي. وهذا ظاهر. 
)1( العبارة «فتصير زوجته... صداقها» ساقطة من كع لانتقال النظرء وقد استدركت في 


حاشية ع فيما بعد. والعبارة «فإذا قال... صداقها» ساقطة من مب. 
زفق ص٤‏ ج: «ما). 


1۰۳ 


ولتقرير هذه المسألة» وبسط الاحتجاج فيهاء وتقرير أن جواز مثل هذا 
هو مقتضى الأصول والقياس= موضع آخرء وإنما نبّهنا عليها تنبيهًا(). 

ثم تزوّج ميمونة بنت الحارث الهلالية» وهي آخر من تزوّج بها. تزوّجها 
بمكة في عمرة القضاء بعد أن حل منها على الصحيح. 

وقيل: قبل إحلاله. هذا قول ابن عباس» ووهم ر يَلئَدُعَنَكُ فإن السفير 
بينهما في النكاح أعلّمٌ الخلق بالقصة» وهو أبو رافع» وقد أخبر أنه تزوّجها 
حلالاء وقال: «أنا كنت السفير بينهما»(). وابن عباس إذ ذاك له نحو العشر 
سنين أو فوقهاء وكان غائبًا عن القصة لم يحضرها. وأبو رافع رجل بالغ» 
وعلئ يده دارت القصة وهو أعلّم بها. ولا يخفئ أن مشل هذا الترجيح 
موجب للتقديه(". ومات تت أيام معاوية» وقبرها بسَرِف. 


قيل: ومن أزواجه ريحانة بدت زيد التضَريّة» وقيل: الفَرَظيّة» سبيت يوم 
بني قريظة» فكانت صفي رسول الله لا فأعتقها وتزوّجهاء ثم طلّقها 


(۱) وانظر ما يي في غزوة خيبر (۳/ 19 5) وأقضية النبي كَل (5/ )١11‏ وااجلاء الأفهام» 
(ص‌۲۹۱). 

(۲) أخرجه أحمد (۲۷۱۹۷) والترمذي )۸٤١(‏ والنسائي في «الكبرئ» )٥۳۸١(‏ كلهم 
بلفظ: «الرسول بينهما». وفيه مطر الوراق» فيه لين» وقد وصله. وقد أخرجه مالك 
)۳١۸/(‏ مرسلاء كما أشار إليه النسائي عقب إخراجه الحديث. ورجح البخاري في 
«العلل الكبير» (ص )١178‏ كونه من مرسل يزيد بن الأصم. وسيأتي الكلام على 
جميع الروايات حيث يذكر المؤلف المسألة بتمامها في فصل عمرة القضية 
/م: :- ١هغ).‏ 

(۳) وسيأتي تفصيل الأقوال ووجوه الترجيح في (۳/ ۲۳۰) و(0/ »23١ 5-١١7‏ وانظر: 
«جلاء الأفهام» (ص۲۹۲- ۲۹۳). 


6.6 


تطليقة ثم راجعها. وقالت طائفة: بل كانت أمته» فكان يطؤها بملك اليمين 
حت توفي عنهاء فهي معدودة في السّراريٌ لا في الزوجات. 

والقول الأول اختيار الواقدي(١2‏ ووافقه عليه شرف الدين الدمياطي 
وقال: هو الأثبت عند آهل العلم". وفيما قاله نظرء فإن المعروف أنها من 
سراريّه وإمائه» والله أعلم. 

فهؤلاء نساؤه المعروفات اللاتي دخل بهن. وأمامن خطبهاولم 
يتزوّجهاء ومن وهبت نفسّها له فلم يتزوّجها؛ فنحو أربع أو خمس. وقال 
بعضهم": هن ثلاثون امرأة وأهل العلم بالسيرة وأحواله َة لا يعرفون 
هذاء بل ينكرونه. 

والمعروف عندهم أنه بِحَث في الجّونية7؟' ليتزوّجهاء فدخل عليها 
ليخطبهاء فاستعاذت منه» فأعاذها ولم يتزوّجها. وكذلك الكلبية. وكذلك 


٠. 
۵ ۵ 


)١(‏ في «مغازيه» (۲/ )٥۲١‏ ونقل ابن سعد في «الطبقات» /۱١(‏ ۱۲۷) قوله: «وهذاما 
روي لنا في عتقها وتزويجهاء وهو أثبت الأقاويل عندناء وهو الأمر عند أهل العلم». 

(۲) انظر: «مختصره في السيرة» (ص57). ولفظه: «والقول الأول أثبت الأقاويل عند 
محمد بن عمرء وهو الأمر عند أهل العلم». وقد رأيت آنقًا أن الجزء الأخير من هذا 
النص من كلام الواقدي أيضًا. 

(۳) وهو الحافظ الدمياطي وتابعه ابن جماعة قال في «(مختصره» (ص”55): 
«... فثلاثون امرأة على اختلاف في بعضهن» ذكرناهن في كتاب أبسط من هذا). 
وانظر فيهن «عيون الأثر» (۲/ -۳۷١‏ ۳۷۷) و«الإشارة» لمغلطاي (ص٥٠٤-‏ 
۳ ) و«سبل الهدئ والرشاد» .)۲۳٣-۲۲۱/۱۱(‏ 

)٤(‏ ماعدا صء ج: «إلى الجونية». 


10 


التي رأئ بکَشحها بياضًاء فلم يدخل بها. والتي وهبت نفسها له» فزوّجه(١)‏ 
غيرّه على سور من القرآن. هذا هو المحفوظء والله أعلم. 
ولا خلاف أنه ية توفي عن تسع» كان يقسم منهن لثمان: عائشة» 
وحفصةء وزينب بنت جحش» وأم سلمة» وصفية» وأم حبيبة» وميمونة 
وسودة» وجويرية. 
وأول نسائه لحوقًا به بعد وفاته: زينب بنت جحش سنة عشرين. 
وآخرهن موتا: أمّ سلمة سنة اثنتين وستين في خلافة يزيد. والله أعلم. 
فصل 
في سراريّه با 
قال أبو عبيدة": كان له أربع: مارية وهي أم ولده إبراهيم» وريحانة 
وجارية أخرئ جميلة أصابها في بعض السَّبّيء وجارية وهبتها له زينب بنت 
فصل 
في مواليه ميا 
فمنهم زيد بن حارثة بن شراحيل» جب سول الله ف أعتقه وزوّجه 
مولاته أم أيمن» فولدت له أسامة. 


)١(‏ ص: «فتزوجها». 

(۲) في ك: «أبو عبيد»» وكذا كان فيع ثم صحّح. ورواه عن أبي عبيدة ابن أبي خيثمة كما 
في اسبل الهدئ والرشاد» (۱۱/ ۲۱۹). وعنه أيضًا في «تلقيح فهوم الأثر» (ص۲۸) 
و«مختصر ابن جماعة» (ص 5 ١٠2؛‏ غير أنه لم يذكر في «تسمية أزواج النبي وَل 
(مجلة معهد المخطوطات )۲۷١ -۲۷ ٤ص ١:١7”‏ إلا مارية وريحانة. 


۱° 


ومنهم أسلم» وأبو رافع» وثوبان» وأبو كبشة سليم» وشقران واسمه 


صالح» ورّباح نوبي» ويسار نوبي أيصًاء وهو قتيل العُرّنيين» ومِذْعم. 
وکر رة نوبي أيضَاء وكان على قله بء وكان يمسك راحلته عند القتال 
يوم خيبر. وني «صحيح البخاري»" أنه الذي غلّ الشملة ذلك اليوم فقَيِل» 
فقال النبي يَك: «إنها لتلتهب عليه نارًا». وني «الموطأ»" أن الذي غلَّها 
مِدْعَمء وكلاهما فيل بخيبر. والله أعلم. 


ومنهم أنجّشة الحادي. وسفينة بن فَرّوخَ واسمه مِهُرانء وسمًّاه رسول الله 


يا «سفينة» لأهم كانوا يحمّلونه في السفر متاعهم» فقال: «أنت سفينة»!؟». قال 
أبو حاتم: أعتقه النبي 10 يا وقال غيره: أعتقته أمّ سلّمة. 


(1) 


(۲) 


ضبط في ج بكسر الكافين» وني ع بالكسر والفتح معّاء وكلاهما صحيح. انظر: 
«مشارق الأنوار» (۱/ 019 "). 

كذا قال المؤلف هنا إن الذي غل هو كركرة» وسيذكر المؤلف نفسّه في فصل غزوة 
خیبر (۳/ 7 5) ما أخرجه البخاري (57017:4775) من حديث أبي هريرة أن الذي 
غل الشملة ذلك اليوم هو مِدْعَم. وأما كركرة فله قصة أخرئ ‏ وقد غل عباءةٌ- 
أخرجها البخاري (017/5") في «باب القليل من الغلول» من حديث عبد الله بن 
عمروء وفيه أنه كان عل ثقله ية فمات» فذكر القصة. وللحافظ ابن حجر بحث 
نفيس في أمر مدعم وكركرة وقصتيهماء انظر: «فتح الباري» (۷/ 24/89 .)٤۹١‏ 

برقم (۱۳۲۲). 

خر جه أحمد (۲۱۹۲۱) والبزار )۳۸۳١(‏ والطبراني »)٠٤٤١ 5514 ٠(‏ وإسناده 
حسن لأجل سعيد بن جهمان الأسلمي. والحديث صححه الحاكم .)٠٠١/۳(‏ 
انظر: «الجرح والتعديل» (4/ »)77١‏ ولعل المؤلف صادر عن «مختصر ابن جماعة» 
(ص١١١).‏ 

ك»ع: الرسول الله؛. 


1۹۷ 


ومنهم: أنّسة ويكنئ أبا مسر وح وأفلح» وعبيد» وطّهمان ‏ قيل: وهو 
كيسان وذکوان» ومهران» ومروان. وقيل: هذا اختلاف في اسم طهمان» 
والله أعلم. 
ومنهم حُتَين» وسَنْدَره وقضالة يماني» ومأبور خصيء وواقد» وأبو واقد» 
وهشام"'» وأبو عَسيب» وأبو مويهبة. 
ومن النساء: سلمئ أم رافع» وميمونة بنت سعد" ء وخضرة» ورضوئء 
ورييحة(؟2» وأم ضمَيرة» وميمونة بنت( 6 
فصل 


و 5500 
في خدامه یا 


بي عسيب» ومارية» وريحانة. 


فمنهم أنس بن مالك» وكان على حوائجه. وعبد الله بن مسعود 
صاحب نعله وسواكه. وعقبة بن عامر الجهني صاحب بغلته» يقود به في 
الأسفار. وأسلع بن شريك» وكان صاحب راحلته. وبلال بن رباح المؤذن» 
وسعدء موليا(21 أبي بكر. وأبو ذر الغفاري. وأيمن بن عبيد» وأمّه أم أيمن 


موليا النبي كَل وكان أيمن علئ مِطْهّرته وحاجته. 


)١(‏ وأبا مسرّح. حكئ الوجهين مصعب الزبيري» وجزم بالأول إبراهيم الحربي. انظر: 
«توضيح المشتبه» (۸/ .)٠١١‏ وفي النسخ المطبوعة: «أبا مشرح». 

)۲( ماعدا ص ج ج: «قسام»» وكذا في النسخ المطبوعة» وهو تصحيف. 

(۳) صء ج: «سعيد»» والمثبت من غيرهما أشهر. 

)٤(‏ في طبعة الرسالة: «رزينة» اعتمادًا على حاشية الفقي. 

(۵) «بنت سعد... بنت» ساقط من ق لانتقال النظر. 

() ك: «مولئ»» وكذا كان في ع ثم أصلحه بعضهم. 


١٠١4 


فصل 
في كاب هيك 
2 ع 

أبو بكر» وعمرء وعثمان» وعلي» والزبير» وعامر بن فهيرة» وَأَبَيّ بن 

كعب» وعمرو بن العاص» وعبد الله بن الأرقم» وثابت بن قيس بن شمّاس» 
و 
وحنظلة بن الربيع الأسَيّدي» والمغيرة بن شعبة» وعبد الله بن رواحة 
فصل 
في كتبه التي كتبها إلى آهل الإسلام في الشرائع 

فمنها: كتابه في الصدقات الذي كان عند أبي بكر. وكتبه أبو بكر 
لأنس بن مالك لما وجّهه إلى البحرين"» وعليه عمل الجمهور. 

ومنها: كتابه إلى أهل اليمن» وهو الكتاب الذي رواه أبو بكر [بن 
محمد ]27 بن عمرو بن حزم» عن أبيه» عن جدّه. كذلك رواه أبو حاتم في 
«صحيحه)7؟) والنسائي وغيرهما مسندًا متصلا(2», ورواه أبو داود وغيره 
)١(‏ صءن: «الأسدي». وكذاكان فيج ثم أصلخ: 
(۲) أخرجه البخاري .)١585(‏ 
(۳) زيادة لازمة. 
() يعني: «صحيح ابن حبان». وكذا في الأصول والطبعة الهندية. ثم غيّر في الطبعات 

الأخرئ «أبو حاتم» إلى «الحاكم»» ثم اصحيحه) إلى مستدركه)». 
)0( ابن حبان (1009) بطوله» والنسائي (4851: .)٤۸٥ ٤‏ وأخرجه أيضًا مطولا 

ومختصرًا الحاكم (۱/ ۳۹۰- ۳۹۷) والبيهقي .)۳٠۹ ۰۸۷ /۱ ۰۸٩ /٤(‏ وفي إسناده = 


۹ 


مرسلا(1). وهو كتاب عظيم جليل"» فيه أنواع كثيرة من الفقه في الزكاة» 
والديات» والأحكام» وذكر الكبائر» والطلاق» والعتاق» وأحكام الصلاة في 
الثوب الواحدء والاحتباء فيه» ومس المصحف» وغير ذلك. قال الإمام 
أحمد: لا شك أن رسول الله لا كتبه"). واحتجٌ الفقهاء كلهم بجُمّل ما(؛) 
فيه من مقادير الديات. 


(۱) 


(۲) 
(۳) 


)€( 
(0) 


ومنها: كتابه إلى بني زهير(). 


سليمان بن داود» والصواب: سليمان بن أرقم» كما قرره النسائي وأبو زرعة 


الدمشقي وصالح جزرة وغيرهم» وهو متفق على ضعفه؛ قال البخاري: تركوه. وانظر 
التخريج مفضّلًا والشواهد لما يتضمنه هذا الكتاب في تعليق محققي «الإحسان». 

في «المراسيل» (29 )۲٠١ 2709 7 61 ٠١5‏ مفرقًا بأسانيد مختلفة. وروئ أيضًا 
مالك (558 )١‏ مرسلا جزءًا منه. وانظر التخريج السابق. 

لفظ «جليل» ساقط من النسخ المطبوعة. 

«مجموع الفتاوئ» .)57177/5١(‏ قال الحاكم ١ /٤(‏ قد شهد عمر بن عبد العزيز 
وإمام عصره الزهري لهذا الكتاب بصحته. وقال ابن عبد البر في «التمهيد) 
8/1100 ۳۳۹): وهو كتاب مشهور عند أهل السير» معروف ما فيه عند أهل 
العلم معرفة تستغني بشهرتها عن الإسنادء لأنه أشبه التواتر في مجيئه» لتلقي الناس له 
بالقبول والمعرفة. وانظر: «التلخيص الحبیر» .)75175-17511١ /٥(‏ 

صء ج: «مما». 

أخرجه يونس بن بكير في زياداته على «سيرة ابن إسحاق» (ص ۲۹۹) وأبو عبيد في 
«الأموال» (۳۰) وأحمد »۲۰۷٤۰(‏ /3017/1» ۲۳۰۷۷) وابن زنجويه في «الأموال» 
(۸۰) وأبو داود (۲۹۹۹) والنسائي )5١557(‏ والبيهقي (۷/ 08) من حديث أعرابيٌ 
رجل من أصحاب رسول الله . صححه ابن حبان (/5051)» وانتقاه ابن الجارود 
(۱۰۹۹). 


1١٠ 


ومنها: كتابه الذي كان عند عمر بن الخطاب في تُصّبٍ الزكوات 

و 
فصل 
في رسله َة وكتبه إلى الملوك 

لما رجع به من الحديبية كتب إلى ملوك الأرض» وأرسل إليهم رسله. 
فكتب إلى ملك الروم» فقيل له: إنهم لا يقرؤون كتابًا إلا أن يكون مختومًاء 
فاتخذ خاتمًا من فضة» ونقش عليه ثلاثة أسطر: محمد سطر» ورسول سطرء 
والله سطر؛ وختم به الكتب إلى الملوك. وبعث ستة نفر في يوم واحد في 
المحرّم سنة سبع. 

فأولهم عمرو بن أمية الضَّمْريء بعثه | إلى النجاشي؛ واسمه أصحمة بن 
أبجّر» وتفسير ل(أصحمة» بالعربية: عطية. فعظّم كتاب النبي کلف : ابن 
وشهد شهادة الحق» وكان من أعلم الناس بالإنجيل. وصلى عليه النبئ يوم 
مات بالمدينة وهو بالحبشة. هكذا قال جماعة؛ منهم الواقدي وغيره» وليس كما 
قال هؤلاء» فإن أصحمة النجاشي الذي صل عليه رسولٌ الله يك ليس هو بالذي 
كتب إليه. وهذا الثاني لا يُعرّف إسلامه» بخلاف الأول فإنه مات مسلا( . 


)000( أخرجه أبو داود )١61٠(‏ والدارقطني )١9857(‏ والحاكم (۱/ 2591 )۳۹٤‏ والبيهقي 
)4١4٠/5(‏ من حديث عبد الله بن عمرء من طريق عبد الله بن الميارك عن 

(؟) أخرجه البخاري )7١١5(‏ من حديث أنسء وبنحوه أخرجه مسلم (۲۰۹۲). 

(۳) «ثم أسلم» ساقط من ص. 

)€( أخرجه البخاري )١755(‏ من حديث أبي هريرة ي كنة. 


1١1١ 


وقد روئ مسلم في اصحيحه 217 من حديث قتادة» عن أنس قال: ١كتب‏ 
رسول الله ية إلى كسرئء وإلئ قيصرء وإلئ النجاشي»» وليس بالنجاشي 
الذي صلی عليه رسول الله لا. 

وقال أبو محمد بن حزم": إن هذا النجاشي الذي بعث إليه رسول الله 
ية عمرو بن أمية لم يُسلِم. والأول اختيار ابن سعد وغيره"ء والظاهر قول 
ابن حزم. 

وبعث دحية بن خليفة الكلبي إلى قيصر ملك الروم» واسمه هرّقل» فهمّ 
بالإسلام وكاد» ولم يفعل. وقيل: بل آسلم» وليس بشيء. 

وقد رو“ أبوحاتم بن حِبّان في «صحيحه)(2 عن أنس بن مالك قال: 
[قال رسول الله 145 : «من ينطلق بصحيفتي هذه إلى قيصر [وله الجنة]()؟), 
فقال رجل من القوم: وإن لم آل ؟ قال0*): «وإن لم تُْكَلُ'. فوافق قيصرٌ وهو 


.)۱۷۷٤( برقم‎ )١( 

(۲) في «جوامع السيرة» (ص*). 

(۳) انظر: «طبقات ابن سعد» (۱/ ۰۱۷٦‏ ۲۲۲) و«عیون الأثر (۲/ ۳۳۰) و«مختصر ابن 
جماعة» (ص5 )١١‏ وفيه: «الأول هو المشهورا. 

)٤(‏ صء ج: «رواه». 

.)۹۸ /5( واختاره الضياء‎ »)٤٥۰ ٤( برقم‎ )٥( 

(5) زيادة من ابن حبان » وكذا في حاشية ع» ن. 

(۷) زيادة من «الصحيح» يقتضيها السياق وقد وردت في هامش مب. 

(A)‏ ماعداك مب: «أقبّل) وكذا اثقبل» فيما يأتي» وهو تصحيف. 

(9) «قال» ساقط من ص. 


11۲ 


يأتي بيت المقدس فرمّئ بالکتاب البساط» وتنځی. فنادئ قيصرٌ: مَن صاحبٌ 
الكتاب؟ فهو آمن. قال: أنا. قال: فإذا قَدِمتٌ فأتني» فلما قم أتاه فأمّر قيصرٌ 
بأبواب قصره فَعُلّقَتُء ثم أمر مناديّه فنادئ: ألاء إن قيصر البح محمدًاء وترك 
النصرانية. فأقبل جنده» وقد تسلّحوا. فقال لرسول رسول الله يك: قد ترئ أني 
خائفٌ علئ مملكتي. ثم أمرٌ مناديه فنادئ: ألاء إن قيصر قد رضي عنكم. وكتب 
إلى رسول الله وي إن مسلم؛ وبعث إليه بدنانير. فقال رسول الله يَكِيٌ: «كذب 
عدو الله ليس بمسلم» وهو على النصرانية)» وقسّم الدنائيرٌ. 

وبعث عبد الله بن حذافة السّهمي إلى كِسْرئء واسمه أَبْرّويز بن 
هُرْمُزْ بن أنُوسَروانء فمرّق كتاب النبي كَل فقال النبِيٌ بك : «اللهم مرق 
ملكّه». فمرّق الله ملكّه(١)‏ وملك قومه". 


وبعث حاطب بن أبي بَلْئّعة إلى المُمَوقس"» واسمه جُرَيج بن ميناء 
ملك إسكندرية عظيم القبط. فقال خيرًاء وقاربَ الأمرّ ولم يُسلم. 
وأهدى للنبي يك مارية وأختيها سيرين وقيسّر(2» فتسرّئ بمارية» ووهب 


)١(‏ «فمرّق الله ملكه» ساقط من ك لانتقال النظر. 

(۲) أخرجه البخاري (5175). 

(۳) انظر: «طبقات ابن سعد» (۱/ 775) في ترجمة حاطب بن أبي بلتعة» ومواضع أخر 
(1/ كل ١١/٠١35"‏ ) و«الإصابة» 551/1١١(‏ وبعده). 

)٤(‏ ق» مبءن: «الإسكندرية». 

(5) ك»ع» ص: «قيس»» وكذا كان في ج فأصلحه بعضهم. وني الطبعة الهندية وغيرها: 
«قیسرئ). 

00 ابن ثابت» لم يرد في ص»ء ج. 

11۳ 


وعشرين ثوبًا من قباطي مصرء وبغلة شهباء وهي ذُلدّل» وحمارًا أشهب» 
وهو عمَير» وغلامًا خصيًا يقال له مأبور» قيل: هو ابن عم مارية» وفرسًا وهو 
3 5 0 5 0 5-5 اا ۶ 
اللَرّاٍ وقدحا من زجاج» وعسا5(), فقال النبيئ بيا ١ض‏ الخييث بمُلكه. 
ولا بقاء لمُلكه)("). 
البلقاءء قاله ابن إسحاق7) والواقدي7؟». وقيل: إنما توجّه لجبّلة بن 
الأيهم. وقيل(1): توجّه لهما معًا. وقيل": توجّه لهرقل مع دخية بن خليفة. 
فالله أعلم. 

وبعث سَليط بن عمرو إلى هَوذة بن علي الحنفي باليمامة» فأكرمه. 

و 

وقيل0: بعثه إلى هّوذة» وإلئ تُمامة بن أثال الحنفي, فلم يُسِلِم هَوذة 


.)١١5ص( انظر: «مختصر ابن جماعة»‎ )١( 

(۲) أخرجه ابن سعد في «الطبقات» (۱/ 5 ۲۲) من حديث ابن عباس وغيره. 

(۳) فيما نقل عنه ابن هشام في «السيرة» (۲/ /591). 

.)8/ /۳( كمانقل عنه ابن سعد‎ )٤( 

(5) القائل به: ابن هشام في «سيرته؛ (؟/5037). والمؤلف صادر عن «مختصر ابن 
جماعة» (ص5١١)‏ وقد ذكر فيه أصحاب الأقوال المذكورة في هذه الفقرة. 

(5) القائل: ابن عبد البر في «الاستيعاب» (۲/ .)۷١۷‏ 

(۷) نقله ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (۷۳/ .)١57‏ 

(8) القائل: ابن حزم في «جوامع السيرة» (ص‌۲۹). 


11٤ 


وبعث عمرو بن العاص في ذي القعدة سنة ثمان إلى جَيمَّر وعبدٍ ابني 
الل الد تماق فاهلا وشيكقا وخا ب عفرو وبي الو 
والحكم فيما بينهم. فلم يزل بينهم حتئ بلغته(1) وفاة النبي لا 

وبعث العلاءً بن الحضرمي إلى المنذر بن سارى" العبدي ملكِ 
البحرين قبل منصرّفه من الجِعْرانة» وقيل: قبل الفتح» فأسلم وصدّق. 

وبعث المهاجرٌ بن أبي أمية المخزومي إلى الحارث بن عبد كُلال 
الحميري باليمن» فقال: سأنظر في أمري. 

وبعث أبا موسي الأشعري ومعاذ بن جبل إلى اليمن عند انصرافه من 
تبوك» وقيل: بل سنة عشر في ربيع الأول داعيين إلى الإسلام فأسلم عامّةٌ 
أهلها طَوعًا من غير قتال. 

ثم بعث بعد ذلك علي بن أبي طالب إليهم» ووافاه بمكة في حَجّة 
الوداع. 

وبعث 2*0 جريرٌ بن عبد الله البجلي إلى ذي الكّلاع وذي عمروء يدعوهما 
إلى الإسلام» فأسلما. وتوفي رسول الله اة وجري عندهم. 


)١(‏ ماعداق: «الجلند»» ثم أصلح في ص»ج»ع بزيادة الألف. 

(۲) ماعداق» مب ن: ابلغه». 

(*) ماعدا ق» مب» ن: «ساور»ء ثم أصلح في ج»ع فيما يظهر. 

(4) في «مختصر ابن جماعة» (ص8١١):‏ «ربيع الآخرا» وكذا في «التعريف» لابن الحذاء 
(37/7). وفي «المواهب اللدنية»: «ربيع الأول»؛ والظاهر أن صاحبه صادر عن 
كتابنا. 

(5) في كمع زيادة: «بعد ذلك». 


وبعث عمرٌو بن أمية الصَّمْري إلى مسيلمة الكذّاب بكتاب» وكتب إليه 
بكتاب آخر مع السائب بن العوّام أخي الزبير» فلم يُسلِم. 


وبعث إلئ فروة بن عمرو الجُذامي يدعوه إلى الإسلام. وقيل: لم يبيعث 
إليه. وكان فروة عاملا لقيصر بمُعَان(١2»‏ فأسلم» وكتب إلى النبي ككل بإسلامه. 
وبعث إليه هدية مع مسعود بن سعدء وهي بغلة شهباء يقال لها: فِضَّةء وفرس 
يقال لها: الظّرب7©» وحمار يقال له: يعفور. كذا قال جماعةء والظاهر_والله 
آمل اق عي اوعفرا واد ر 0 عير بور تمت ال © 
وبعث إليه أثوابًا وقباءَ سندس مخوّ ص"( بالذهب. فقبل هديته» ووهب 
تسوه بن سعد انع عش ارق و 


وبعث عياش بن أبي ربيعة المخزومي بكتاب إلى الحارث ومسروح 
و ر ق 
ونيم بني“ عبد کلال من حمير. 


)١(‏ بعده في ك ع: «له». و«مُعان» كذا ضبط في ج» ع بضم الميم. وفي «معجم البلدان» 
:)١167 /(‏ «بالفتح» والمحدّثون يقولونه بالضم». 

(۲) في الأصول جميعًا رسم بالضاد. 

(۳) قد سبق أنَّ عفيرًا مما أهداه المقوقس. والقول بأنهما واحد عزاه الحافظ في «الفتح» 
(04/5) إلئ ابن عبدوسء وبه قال محب الدين الطبري في «خلاصته» (ص59١).‏ 

(4) كع: «واحدًا وعفير»» وأخشئ أن يكون صوابه: «واحد أو عفير). 

(5) ذكر التصغير ابن كثير أيضًا في «البداية والنهاية») (۸/ 781). 

000 أي منسوج به كخوص النخل. 

(۷) ماعداق» مب: «اثني عشر...» . والّشش: النصف. 

(4) صء ك»ع: «بن»» وني ج: «ابني». والصواب ما أثبت من ق» مب» ن. 


1١17 


فصل 
: ت 
في مؤذنيه ما 
وكانوا أربعة: اثنان بالمدينة: بلال بن رباح» وهو أول من أذن لرسول الله 
كك وعمرو بن أمٌّ مكتوم القرشي العامري الأعمئ. ويقباء: سعد القَرَظ مولى 
عمّار بن ياسر. ويمكة: أبو محذورة» واسمه أوس بن مِغير 2١7‏ الجمحى. 
وكان أبو محذورة منهم يرجُع الأذان ويثني الإقامة» وبلال لا يرججعء 
ويُفرد الإقامة؛ فأخذ الشافعئٌ وأهل مكة بأذان أبى محذورة وإقامة بلال» 
وأخذ أبو حنيفة وأهل العراق بأذان يلال وإقامة أني محذورة» وأخذ الإمام 
أحمد في أهل الحديث وأهل المدينة بأذان بلال وإقامته. وخالفهم مالك في 
موضعين: إعادة التكبير وتثنية لفظة الإقامة. فإنه لا يكررها. 
فصل 
في أمرائه وَل 
منهم باذان بن" ساسانء من ولد بَهُرام جورء أمَّره رسول الله و عل 
أهل اليمن كلّها بعد موت كسرئء فهو أول أمير في الإسلام على اليمن» 
ثم أمَّرَ رسول الله يك بعد موت باذان ابته شَهُر بن باذان علئ صنعاء 
٠ 6 07 a 1‏ 0 ماس 
العاص. 
)١(‏ في الطبعة الهندية: «مغير»» وفي غيرها: (مغيرة»» تحريف. 
0( لفظ «بن» ساقط من ص» مب. 


11۷ 


فولخ رفول لله ية المهاجر بن أبي أمية المخزومي كندة والصَّدِفٌ 
فتوني رسول الله َة ولم يس إليهاء فبعثه أبو بكر إلئ قتال أناس من المرتدين. 

وول كياة زن ليد الانصاري عفرت 

وولّئ أبا موسئ الأشعري رَبِيدَ وعدن ورِمَم("2 والساحل. 

as 

وولّئ أب سفیان صخر بن حرب نجران. 

وول ابته يزيد تيماء. 

وولّى عاب بن أسيد مكة وإقامة الموسم والحجٌ بالمسلمين سنة ثمان 
وله دون العشرين سلة. 

وولّئ علي بن أبي طالب الأخماس باليمن والقضاءَ بها. 

وول شعرويق الفا شان و اعاتا 

وولّئ الصدقاتٍ جماعة كثيرة لأنه كان على كل قبيلة وال يقبض 
صدقاتهاء فمن هنا كثر عَمّال الصدقات. 

وول أبا بكر إقامة الحج سنة تسع» وبعث في إثره علا يقرأ علئ الناس 
سورة (براءة)؛ فقيل: لأن أولها نزل بعد أن خرج أبو بكر إلى الحج. وقيل: 
نَل لاف عاف العرت كانت أنه لا يشل العقود ويعقَدّها إلا المطاع» أو 


(1) في النسخ المطبوعة: «أمية»» وهو غلط. 
(۲) في الأصول ماعدا ن بالزاي» تصحيف. وهو ساقط من طبعة الرسالة. 
)( ص٤‏ ج: «إن». 


11۸ 


وجل هن أهل و ارد عا ل وا وا قال ای 
أمير أو مأمور؟ قال: بل مأمور. 

وأما أعداء الله الرافضة» فيقولون: بل عرَلّه بعليّ» وليس هذا ببدع من 
بَهتِهم وافترائهم. 

واختلف الناس هل كانت هذه الحجة قد وقعت في شهر ذي الحجة» أو 
كانت في ذي القعدة» من أجل النسيء؟ على قولين» والله أعلم. 

فصل 
فمنهم: سعد بن معاذ» حرّسه يوم بدر حين نام في العريش. 


00 


ومنهم: عبّاد بن بشرء وهو الذي كان عله( حرسه. 


)١(‏ أخرجه ابن إسحاق كما ذكره عنه ابن هشام (۲/ 047.0504) عن أبي جعفر 
محمد بن علي الباقر مرسلا. وأخرجه أيضًا النسائي (۲۹۹۳) من حديث جابر بن 
عبد الله» من طريق ابن جريج عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن أبي الزبير عنه» 
وفيه: «أمير أو رسول؟». وقال النسائي عقبه: «ابن خشيم ليس بالقوي في الحديث» 
وإنما أخرجت هذا لئلا يجعل ابن جريج عن أبي الزبير» وما كتبناه إلا عن إسحاق بن 
إبراهيم. ويحيئ بن سعيد القطان لم يترك حديث ابن خثيم» ولا عبد الرحمن [بن 
مهدي]» إلا أن علي بن المديني قال: ابن خثيم منكر الحديث» وكأن علي بن 
المديني خلق للحديث»» وقال ابن حجر عن عبد الله بن عثمان بن خثيم: صدوق. 

(۲( ص» ج: من حرسه). 

(؟) «علئ» ساقط من ك٤‏ ع. 


19 


وحرّسه جماعة آخرون غير هؤلاء. فلما نزل قوله تعالئ: ههكن 
ان4 [المائدة: 50 حرج علي الناس» فأخبرهم بها» وصرّف الحرّس(2). 
فصل 
فيمن كان يضرب الأعناق بين يديه 
علي بن أبي طالب» والزبير بن العوّام» والوقداد بن عمروء ومحمد بن 
مَسلمة» وعاصم بن ثابت بن أبي الأقلح» والضحاك بن سفيان الكلابي. وكان 
قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري منه ية بمنزلة صاحب الشرطة من 
الأمير”"). ووقف المغيرة بن شعبة على رأسه بالسيف يوم الحديبية. 
فصل 
فيمن كان عل نفقاته وخاتمه ونعله وسواكه ومن كان يأذن عليه 
كان بلال على قات و قيب بن أبئ فاطمة الدوسى عدر اتمه 
وابن مسعود علئ سواكه ونعله. اذه عليه تفاخ الأسود وآنّسّة موليا 
وأنس بن مالك» وأبو موسئ الأشعري. 


(1) في صءح وردت الآية من أولها إلى لمِنَألنَايين4. 

(۲) أخرجه سعيد بن منصور (64/- التفسير) والترمذي (57 )7”١‏ والطبري في «تفسيره» 
(۸/ 259) والحاكم (۲/ )72١11‏ والبيهقي (8/9) من حديث عبد الله بن شقيق عن 
عائشة. وفي إسناده لين. وقد أخرجه الطبري (079/8) عن عبد الله بن شقيق 
مرسلاء وإسناده صحيح. ويشهد له أيضًا مرسل سعيد بن جبير ومحمد بن كعب 
القرظي عند الطبري (۸/ 219) وغيره. 

(۳) أخرجه البخاري )۷۱١(‏ من حديث أنس. 


11۰ 


فصل 
في شعرائه وخطبائه 
كان شعراؤه(١‏ الذين يذّيُون عن الإسلام: كعب بن مالك» وعبد الله بن 
رواحة» وحسًّان بن ثابت. وكان أشذهم على الكفار حسّان. وكعب بن 
مالك يعيرهم بالكفر والشرك. وكان خطيبه ثابت بن قيس بن شمّاس. 
فصل 
في حداته الذين كانوا يَحْدٌُون بين يديه يلل في السفر 
منهم: عبد الله بن رواحة» وأنجَشّة» وعامر بن الأكوع عم 5) سَلّمة بن 
الأكوع. وني «صحيح مسلم»"': كان لرسول الله يا حاو حسنٌ الصوت» فقال 
له رسول الله اة «رويدًا يا أنجَشةء لا تكسر القوارير» يعني ضَعَقَةَ النساء. 
فصل 
في غزواته وبعوثه وسراياه 
واه اوا وة و اة عالت فة اة نمال هشر ر 
فالغزوات سبع وعشرون» وقيل: خمس وعشرون» وقيل: تسع عشر رة 


)١(‏ مبءن: امن شعرائه»» وكذافي النسخ المطبوعة. وفي «مختصر ابن جماعة» 
(ص177) - والمؤلف صادر عنه في هذه الفصول ‏ كما أثبت من النسخ الأخرئ. 

(۲) في النسخ المطبوعة: «وعمّه»ء وهو غلط. 

(۳) برقم (۲۳۲۲) من حديث أنس بن مالك» وأخرجه البخاري )5١59(‏ أيضًا. 

(4) في النسخ المطبوعة: «تسع وعشرون»» والصواب ما أثبتنا من الأصولء انظر: 
«مختصر ابن جماعة» (ص/57). 


1۲1 


وقيل غير ذلك. قاتل منها في تسع: بدر» وأحد, والخندق» وقريظة» 
والمصطلق» وخيبر» والفتح» وحنين» والطائف. وقيل: قاتل في بني النضير» 
والغابة» ووادي القرئ من أعمال خيبر. 


وآما سراياه وبعوثه» فقريب(١)‏ من ستيه ). 


والغزوات الكبار الأمهات سبع: بدر» وأحدء والخندق» وخيبر» والفتح» 
وحنين» وتبوك. وفي شأن هذه الغزوات نزل القرآن. فسورة الأنفال سورة بدر. 
وني أحد آخر آل عمران من قوله لوَاؤْعَدَرَكَدنَ يوجن الْمُؤْمِِينَ مَمَلودَ 
لقال لآية: ]إلى قُبيل آخرها بيسير. وفي قصّة الخندق وقريظة(") صدر 
سورة الأحزاب. وسورة الحشر في بني النضير. وفي قصة الحديبية وخيبر 
سورة الفتح» وأشير فيها إلى الفتح» وذْكِر الفتح صريحًا في سورة النصر. 

و جرح منها(؟ ية في غزوة واحدة وهي أحد. وقاتلت معه الملائكة منها 
في بدر وحنين. ونزلت الملائكة يوم الخندق» فزلزلت المشركين وهزمته. 
ورمئ منها(" بالحصئ في وجوه المشركين» فهربوا. وكان الفتح في غزوتين: 


)١(‏ ماعداق» مب» ن: «فقریبًا» يعني: «فكانت قريبًا؛. 

(؟) في «مختصر ابن جماعة»: «وکانت سراياه سا وخمسين» كما ذكر الشيخ شرف الدين 
الدمياطي. وقيل...٠.‏ وانظر: «البداية والنهاية» /٥(‏ ۱۸- ۱۹). 

(*) في الطبعة الميمنية ومابعدها زيادة: «وخيبر»» وهو خطأ. انظر: «سبل الهدئ 
والرشاد» (4/ 9- )٠١‏ وقد نقل الصالحي من كتابنا إلى آخر الفصل. 

(5) بعده في ك» ع: الرسول الله». 

)٥(‏ صء ج: اهرّبتهم»؛ تصحيف. 

(5) كيع: «فيهاه. 


1۲۲ 


د 
٠‏ 59 3 


بدرء وحنين. وقاتل بِالمَنْجَنِيق منها في غزوة واحدة» وهي الطائف. وتحصّن 
بالخندق في واحدة» وهى الأحزابء أشار عليه به سلمان الفارسي. 
فصل 
فى ذكر سلاحه يَكدِ وأثاثه(1) 

كان ل تسد استاف«هاتون وتو ال سيفن ملک ودنآ 
والعّضبء وذو الفقار بكسر الفاء وفتحهاء وكان لا يكاد يفارقه. وكانت 
قائمته وقبيعته(') وحلقته وذؤابته وبکراته ونعله من فضّة. والقَلّعىء والبثّان 
والحتّف. والرّسوب» والمِخدَّم والقضيب". وکانت نعل سيقه EY‏ 
وقبيعة سيفه فضةء وما بين ذلك حلَقَ فضة(6). 
ودخل يوم الفتح مكةء وعلئ سيفه ذهب" وفضة. 


)١(‏ لفظ «ذكر» ساقط من ص. وسقط «أثاثه» من ع فاستدرك بخط متأخر. 

(۲) قبيعة السيف: ما على طرفه من فضة أو حديد. 

(۳) ذكر «القضيب» في صء ج قبل ذكر الدروع» ولعله كان مستدركا في الحاشية» فأخطأ 
ناسخ موضعها. 

() «وقبيعة سيفه فضة» ساقط من ق» مب» ن» وكذا من النسخ المطبوعة. 

(4) أخرجه ابن سعد في «الطبقات» )٤۱۸ /١(‏ والنسائي في «المجتبئ» )٥۳۷٤(‏ وفي 
«الكبرئ» (4۷۲۷) والطحاوي في "شرح مشكل الآثار» (۱۳۹۹) عن أنس كنف 
وإسناده حسن في الشواهد. 

(؟) سيأتي ذكر الرؤيا وتخريجه في افصل في غزوة أحد» من المغازي والسير (5/ 177). 

(۷) أخرجه الترمذي في «الجامع» )١140(‏ وني «الشمائل» )٠١7(‏ وابن أبي عاصم في 
«الآحاد والمثاني» )١11941(‏ والطبراني )۳٤٠١ /۲١(‏ وأبو الشيخ في «أخلاق النبي» - 


1۲۳ 


وكانت له سبع أدراع: ذات الفُضول وهي التي رمنها عند أبي الشُحم 
اليهودي على شعير لعياله» وكان ثلاثين صاعاء وكان الدَّين إلى سئة» وكانت 
الدرع من حديد. 


وذات الوشاح» وذات الحواشى» والسكدية» وفضة» والبتراء. والخرنق. 


وكانت له ست قِسِيٌ: الزوراء» والروحاء والصفراء» والبيضاء والكتوم 
كسرت يوم أحد» فأخذها قتادة بن النعمان» والسّداد. 


وكانت له جَعْبة تدعئ: الكافور» ومنطقة من أديم مبشور(١2‏ فيها ثلاث 
جلى من فضةء والإبزيم" من فضة» والطرف من فضة. كذا قال بعضهم» وقال 
م * . » 3 عه ٠‏ اا ے لات ۾ > 1 r.‏ 
شيخ الإسلام ابن تيمية: لم يبلغنا أن النبي اة شد على وسطه منطقة” ٤‏ 
f»‏ 2 5 2 5 2 9 عه 8 
وكان له تس يقال له: الرّلوق» وترس يقال له: الفعَق. قيل: وترس 


)۴۸١ ( =‏ من حديث مزيدة العصَّريء وقال الترمذي: حديث غريب. قال الذهبي 
في «میزان الاعتدال» (۲/ ۳۳۳) في ترجمة طالب بن حجَير: «وهذا منكر» فما علمنا 
في حلية سيفه ية ذهبًاه. وقد نقل بعضهم كلام الذهبي هذا في تعليقه على نسخة ج. 

)١(‏ من بَشَرالأديم: قشر وجهه. وفي النسخ المطبوعة: «منشور»» تصحيف. 

(۲) هو الذي في رأس المنطقة» وهو ذو لسان يدخل فيه الطرف الآخر. 

)۳( «القرمانية»؛ ضمن «جامع المسائل» (۷/ 541 .)١‏ وقد روئ الواقدي في «المغازي» 
2١5 /۱(‏ أن رسول الله اة قد لبس الدرع يوم أحد» «فأظهرهاء وحزم وسطها بمنطقة 
من حمائل سيف من أدم...». وانظر: «طبقات ابن سعدا (۲/ ۳۸). وممن ذكر المنطقة 
الموصوفة هنا الحافظ الدمياطي في «مختصر السيرة» (ص175١)‏ وابن سيد الناس في 
«عيون الأثر» (۲/ )۳۸١‏ وابن جماعة في «المختصر الكبير» (ص7؟17١).‏ 

(4) صء ك ع: «الدلوف». وني ج» ق» مب: «الدلوق". وعَير فوع إلى ما أثبت من المصادر. 

(4) ضبط في ق بضم الفاء والتاء. 


1۲٤ 


أهدي إليه» فيه صورة تمثال» فوضّع يده عليه» فأذهب الله ذلك التمثال2)10. 
وكان له خمسة أرماح» يقال لأحدهم": المُثُوي207): والآخر: 
المت و رة يقال لها نة واخرئ كيرة تدغ البيضاف 
وأخرئ صغيرة شبه العُكاز يقال لها: العَئّزة يُمشََّى بها بين يديه في الأعياد 
حت ترگز أمامه. فیتخذها سترةً يصلّي إليهاء وكان يمشي بها أحيانًا. 


وكان له مِغْمّر من حديد يقال له: الموشّحء وشح به( 


يقال له: السّبوغء أو ذو السّبوغ(. 


» ومغفر آخر 


)١(‏ انظر: «مختصر ابن جماعة» (ص”175١)‏ و«عيون الأثر» (877/7"). وقد رواه 
الأوزاعي من حديث عائشة كما في «إمتاع الأسماع» (۷/ .)٠١١‏ وبنحوه أخرجه ابن 
سعد في «الطبقات» /١(‏ 589) عن مكحول. 

)۲( كذا وقع في الأصول على اللغة الدارجة. 

(۳) صء ج: «المستوي». وفي ك ع: «المشوي» مع الضبة عليه في ك. وكلاهما تصحيف 
ما أثبت من ق» ن» وكذا صححه بعضهم في حاشية ج. وفسّره ابن الأثير في «النهاية) 
)۲١ /(‏ بقوله: «سمّي به لأنه يُثبت المطعون به» من الثوي: الإقامة». وانظر: 
«مختصر ابن جماعة» (ص١5؟1١).‏ 

)5( كذا ضبط في ق» ن» وهكذا في «مختصر ابن جماعة؛ (ص17١)‏ و«إمتاع الأسماع؛ 
(167/0) وغيرهما. . وفي ج: «المنشي». وفيع: «المثني؛؛ وكل ذلك وارد في 
المصادر. ولم تعجم الكلمة في ص» ك» مب. 

)0( كع «يقال لها». 

)5ن «حتى» ساقط من المطبوع. 

(۷) الشبه: النحاس الأصفر. 

(۸) «أو ذو السبوغ» ساقط من ك»ع. و«السبوغ» تصحف في جميع الأصول إلى 
«مسيوغ». وكذا في ص» ج: «ذو السيوغ». وفي مب» ن: اذو المسبوغ». 


1١6 


01 


وكانت له ثلاث جِبَّاب يلبسها في الحرب» قيل فيها: جبة سنس أخضر. 
والمعروف أن عروة بن الزبير كان له يَلْمّقٌّ(١2‏ من ديباج بطانته سندس 
أخضرء يلبسه في الحرب» وأحمد في إحدئ روايتيه يجوز لبس الحرير في 
الت 

وكانت له راية سوداء يقال لها: العقاب. وفي «سنن أبي داود» عن 
رجل من الصحابة قال: رأيت راية رسول الله اة صفراء. وكانت ألويته 
بيضّاء وربما جعل فيها الأسود. 

وكان له فسطاط يسمّئ: الكِنٌ» ومِحْجّن قدر ذراع أو أطول يمشي به 

ًْ م 2 
ويركب به» ويعلقه بين يديه علئ بعيره؛ ومخصّرة تسمّئ: العرجون. وقضيب 
من الشّوحط 20 يسمّ: الممشوق. قيل: وهو الذي كان يتداوله الخلفاء. 
وكان له قَدَح يسمّئ: الرّيّانء ويسمّئ مُغيتَا(2» وقدح آخر مضِبّب 
وكان له قدّح من قوارير» وقدّح من عيدان يوضع تحت سريره يبول فيه 
)00 هو القباء المحشو كما في «جمهرة ابن دريد) (۳/ ١۲١٠)»ء‏ فارسي معرّب. انظر: 
«المعرب» للجواليقي (ص54- دار القلم). 


(؟) أخرجه سعيد بن منصور في «السئن» (7671) عن عروة. وانظر: «المغني» لابن 
قدامة (؟555/5١).‏ 

إفرة وهي رواية إبراهيم بن الحارث. انظر: «كتاب الروايتين والوجهين» .)۱۸۸/١(‏ 

(5) برقم (70917)», وأخرجه ابن أبي عاصم )١5945(‏ والبيهقي (5/ "0717 في إسناده 
رجل مبهم. 

(0) شجر تتخذ منه القسي. 

000 في النسخ المطبوعة: «مغنيًا» تصحيف. 


١15 


بالليلء ورَكُوة تسمّئ: الصادرة. قيل: وتّور من حجارة يتوضاً فيه( 
ومخضّب من به وَعْبٍ يسمّئ: السّعة» ومِغْسّل من صَفْرء ومُذْهُن» 
ورَبْعة(') يجعل فيها المرآة والمُشط. قيل: وكان المُشط من عاج» وهو 
الذبل؛ ومُكْحُلة يكتحل منها(" عند النوم ثلانًا في كل عين بالإثمد. وكان في 
الرّبئعة المقراضان(؟) والسّواك. 


وكانت”" له قَصعة تسمّئ: الغرّاء لها أربع27 حِلَّى يحملها أربعة 


رجال بينهم؛ وصاءٌ ومد وقطيفة» وسريرٌ قوائمه من ساج أهداه له أسعد بن 


زرا وفراش من ادم حشوه لیف . 


(0) 
() 
(r) 
(€) 


(0) 
(0 
(Vv) 
(A) 


الى 


وهذه الجملة قد رويت مفرّقة فى أحاديث. 


وقد رو الطبراني في «(معجمه» حديئًا جاممًا في آلانه0؟) من حديث 


ق: «منه). 

الرّبعة: الجونة» وإناء مربّع كجونة العطار. 

كع: «فيها». 

ما عدا ق: «المقراضين» (ورسمه في ك»ع بالظاء) ولعل نصبه راجع إلى سياقه في 


«مختصر ابن جماعة» (ص”177): «ويجعل في الربعة أيضًا المقراضين والسواك). 
كع: «وکان». 

ماعداك ع: «أربعة». 

ص٤‏ ع: «من ليف». 

«الكبير» »)١١١/١١(‏ وأخرجه ابن حبان في «المجروحين؟ .)٠١۸/۲(‏ وفيه 
علي بن عروة وهو متروك» قال ابن حبان: «كان ممن يضع الحديث». وذكره ابن 
الجوزي في «الموضوعات» /١(‏ ۲۹۳). وانظر: «الضعيفة» (770) للألباني. 
تصحف في المطبوع إلى «الآنية». 


1۲۷ 


ابن عباس» قال: كان لرسول الله ل سيف قائمته من فضةء وقبيعته من 
فضة. وكان يسمِّ: ذا الفقار. وكانت له قوس تسمَّا: السَّدَاد. وكانت له 


كنانة تسمّم: الجُمُع. وكانت له درع موشّحة بالنحاس تسمّئ: ذات الفضول. 
وكانت له حَزْبة تسمَّول: النبعاء("). وكان له مجر يسمّئ: الدَّفن0). وكان له 
ترس أبيض يسمئ: الموجز. وكان له فرس أدهم يسمّئ: السّكب. وكان له 
سرج يسمّئ: الرّاجٍ(؟2. وكانت له بغلة شهباء يقال لها: دلدل. وكانت له ناقة 
تسمّول: القَصواء. وكان له حمار يسمّا: يعفور. وكان له بساط يسمئئا: 


الكرد ٠‏ وكانت له عئزة تسمرة: التمر ٠ء‏ وكانت له ركوة تسمرل: الضادر. 


(1) «من» انفردت بها مب» وكذا في «المعجم الكبير» و«المجروحين». 

(۲) في ص»ع بالغين المعجمة» ولعل الناسخ ظنَّ علامة الإهمال نقطة. وهي التي سبقت 
باسم التبعة. 

(۳) كذا في صء ج و«مجمع الزوائد» /٥(‏ 7077). وفي ك»ع: «الذقن» وكذا في «المعجم 
الكبير». ولم تعجم الكلمة في ق. وني ن: «الدقن»» وكذافي «جامع المسائل» 
)13١/0‏ وني «المجروحين»: «الفرقدا» ولعله تحريف. وضبطه الزبيدي في 
«إتحاف السادة» (۷/ 4 17) بالذال والفاء» ثم قال: «وفي بعض النسخ بالقاف بدل 
الفاء». ولم ترد مادة «ذفن» في «التاج» وغيره. 

)٤(‏ كذافي ع وشرح «بهجة المحافل؟ (۲/ 177) وضبطه الشارح بالمهملة والجيم. وفي 
النسخ الأخرئ بالحاء المهملة وكذا في «المجروحين» و«جامع المسائل». وفي 
«المعجم الكبير» وغيره: «الداج» بالدال والجيم. 

(5) كذا في جميع النسخ» وهذا ضبط ق. وفي ج» ن بضم الكاف. ولكن ضبطه شارح «ببجة 
المحافل» (۲/ )١۷١‏ «بالكاف والزاي»: «الكَر وإليه الإشارة فيما يبدو في إتحاف 
السادة» (۷/ .).٤‏ وفي «المعجم الكبير» و«البداية والنهاية» (۸/ )۳۸١‏ بالراء. 

(7) ك ع» ق» مب» ن: «القمر». والمثبت من ص» ج» وكذا في «المعجم الكبير» و«البداية ‏ 


1۲۸ 


وكان له مقراض أسمه الجامع» ومرآة [: شا المدلّة]()ء وة ضيب شَوْخَط 


يسمئا: الموت». 


فصل 
في دوابه وَل 
: 0 س . 1 ََ 5 
فمن الخيل: السّكب. قيل: وهو أول فرس ملَكّه. وكان اسمه عند 


ص 9ر 


الأعرابي الذي اشتراه منه بِعَشْر أواق: «الضّرس». وكان أغرّ محجّلا طَلْقّ 
اليمين كُمَينًا. وقيل كان أدهم. 


(1) 


(۲) 


(۳) 


(€) 
(2) 


والمرتجز. وكان أشهب» وهو الذي شهد فيه خزيمة بن ثابت). 


رو AS OS‏ 
واللحيف” ٠"‏ واللزازء والظرب ٠“‏ وسّبحة, والوزد. فهذه سبعة متفق 


عليهاء جمعها الإمام أبو عبد الله محمد بن أبي إسحاق بن جماعة 


والنهاية» و«إتحاف السادة» وغيرها. 

من «المعجم الكبير» وغيره. ولم يفسّرها الزبيدي. وانظر: «جامع المسائل» 
31/0 ). 

انظر: «طبقات ابن سعد» (۱/ 577). وأخرجه دون تسمية الفرس أبو داود )۳٦١۷(‏ 
والنسائي (/5741) وأحمد (۲۱۸۸۳)» وإسناده صحيح» وصححه الحاكم (۲/ -١1/‏ 
04). 

في ااصحيح البخاري» )۲۸٠١(‏ أن بعضهم قال: «النّخَّيفه. وقيل بفتح اللام وكسر 
المهملة مكبّرًا. وقيل غير ذلك. انظر: «مشارق الأنوار» )707/١(‏ و«فتح الباري» 
(/04). 

رسمه في الأصول كلها بالضاد هنا وفي البيت الآتي! 

قاله الدمياطي في «مختصره» (ص174١)‏ والمؤلف صادر عن «مختصر ابن جماعة» 
(ص5١1).‏ 


14 


الشافعى في بيت» فقال: 
والخيل سَكْبٌ نُحَيففٌ سَبْحَةطَربٌ لِرَارُمتجِرٌرَرْدُلهاأسرارٌ 

أخبرني بذلك عنه ولده الإمام عر الدين عبد الفزية أبنو ي اغره الله 
رطاعته(). 

وا ت له اا ا ا ع ن ا 

وكان دفتا سرجه من ليف. 

وكان له من البغال دُلدُلء وكانت شهباء أهداها له المُفَوقِس. وبغلة 
أخرئ يقال لها: فِضَّةء أهداها له قّروة الجُذامى. وبغلة شهباء أهداها له 
صاحب أيلة. وأخرئ أهداها له صاحب دُومة الجندل» وقد قيل: إن 
النجاشي أهدئ للنبي بيا بغلة فكان يركبه("'. 

ومن الحمير عُمَير وكان أشهبء أهداه له المُقَوقِس ملك القبط» وحمار 
آخر أهداه له قروة الجذامي. 


وذكِر أن سعد بن عبادة أعطى النبئ با حمارًا فركبه9؟). 


)١(‏ توفي عز الدين ابن جماعة سنة ۷٦۷‏ وأبوه بدر الدين سنة 77/ا. وذكر عز الدين في 
مختصره (ص5١17١)‏ أن والده أنشده البيت المذكور غير مرّة. 

(۲) سمّاها الدمياطي في «(مختصره» (ص174) وقال إنه ذكرها وشرحها في كتاب 
«الخيل» له. ١‏ 

(۳) نقله ابن جماعة (ص۱۳۸) من كتاب «أخلاق النبي وكا لأبي الشيخ (1717//7) وقد 
رواه عن ابن عباس. وانظر ما يأتي في فصل هديه ية في الركوب (ص١5١).‏ 

(4) نقله ابن جماعة (ص179١)‏ من كتاب «أسامي من أردفه النبي يده لابن منده 
(ص۸۷). 


1۳۰ 


ومن الإبل: القَصُواء27» قيل: وهي التي هاجر عليها. والعَضْباء 
والجَدُعاء؛ ولم يكن بها عضب ولا جدع"» وإنما سيت بذلك. وقيل: 
كان بأذنها عضَبٌ فسمّيت به. وهل العضباء والجدعاء واحدة» أو اثنتان؟ فيه 
خلاف. والعضباء هي الي كانت لا تشيق ٿم جاء أعرابي علئ قعود له. 
فسبقهاء فش ذلك على المسلمين» فقال يَكللِ: «إنَّ حًا على الله أن لا يرفع 
من الدنيا شيثًا إلا وضعه». 

وغزم ب يوم بدر جملا مَهْريّا لأبي جهل في أنفه بره من فضّة» فأهداه 
يومَ الحديبية ليغيظ بذلك المشركين. 

وكانت له خمس وأربعون لِقْحة2*0. وكانت له مَهْريّة297 أرسل بها إليه 
سعد بن عبادة من نَحَم بني عقيل. 


)١(‏ رسمت الكلمة فيما عداق» مب بالألف المقصورة وكذا سبق رسمها في حديث 
الطبراني أيضًا في صء ج»ع. وقد ذكر القاضي في «المشارق» (۲/ ۱۸۹) أن العذري 
ضبطه في حديث جابر في (صحيح مسلم؟ بالضم والقصرء وهو خطأ. 

(۲) العضب: الشقٌّ في الأذن» والجدع: القطع في الأذن. 

(۳) سياق المؤلف يدل على أنه ذكر العضباء والجدعاء على أنهما اسمان لناقة واحدة ثم 
أشار إلى الخلاف في ذلك. وسياق «مختصر ابن جماعة» (ص9١1١)‏ يدل على أن 
القصواء هي العضباء والجدعاء كما قال محب الدين الطبري في «خلاصته) 
(ص١17١).‏ وقد جزم بذلك الحربي» ونصره القاضي في «المشارق» (915/7) 
والعراقي في «آلفیته» (ص .)١57‏ 

)٤(‏ أخرجه البخاري )٠٠١١۲۸۷۲(‏ من حديث أنس وَإيَدعَنَُ. 

(4) وهي مجموع ما ذكره الدمياطي في (مختصره» (ص 187) وتبعه ابن سيد الناس في 
«عیون الأثر (۲/ ۳۹۰- ۳۹۱) وابن جماعة (ص١5١)‏ وعنه صدر المؤلف. 

(1) كذا في المصادر المذكورة. والذي في «طبقات ابن سعد» )577/١(‏ أن اسمها مَهُرة. 


۱۳۱ 


كانت اله ماثة شاة: لا یرید آن تزيدء كلما ولد الراعى بهم ذب( 
وكاست كه سأة. لا يريد ل تزيد» و لراعي بَهمة ذبح 


مكانها شاةً. 


وكانت له سبع أعنز منائح ترعاهن أمٌّ أيمن. 
فصل 
في ملاسسه و 
كانت له عمامة تسميل: الّحاب» كساها عليا. وكان يلبسها تحت 


الفلنسوة7" ..:وكان يلبش القلتسوة بغير عمامة؛ ويلين العمامة بثير قلسوة. 


(000 


() 


وكان إذا اعتمٌ أرخئ عمامته بين كتفيه» كما روئ مسلم في ااصحيحه)(؟) 


هكذا في ص» ج و«مختصر ابن جماعة» (ص١5١)‏ و«عيون الأثر» .)٠١١ /١(‏ وني 
ق» ك»ع؛ مب: «وكان لا يريد». 

في ص» ج: «كلما ولد بهمة ذبح الراعي»» وفي ك»ع: «كلما ولد الراعي بهمة ذبح 
الراعي». والمثبت من ق» مب موافق لما جاء في المصدرين المذكورين. وقد أخرجه 
الشافعي في «الأم؛ (۲/ 70) وأحمد (1784717184) والبخاري في «الأدب 
المفرد» )١57(‏ وأبو داود )١57(‏ من حديث لقيط بن صبرة» وصححه ابن حبان 
)٠١١5(‏ والحاكم .)١١١ /٤(‏ 

كذا في جميع الأصول» وهو سبق قلم» ويشبه ما يحكون في كتب النحو من أمثلة 
القلب كقولهم: أدخلتٌ القلنسوة في رأسي» وقولهم: خرق الثوبٌ المسمار» وكسر 
الزجاج الحجر! وفي «مختصر ابن جماعة» (ص8١١):‏ «وكان يلبس تحتها القلانس 
اللاطية». وفي الطبعة الهندية وغيرها: «وكان يلبسها ويلبس تحتها القلنسوة)» وهو 
إصلاح ناسخ أو ناشر. 

برقم /٠۳١۹(‏ 401) من طريق أبي أسامة عن مساور الوراق عن جعفر بن عمرو بن 
حريث عن أبيه. قد اختلف في لفظ هذا الحديث» فليس في جل طرقه ذكر الإرخاء - 


1۳۲ 


عن عمرو بن خُريث قال: رأيت النبى ييه على المنبر وعليه عمامة سوداء قد 


أرخئ طرفيها بين كتفيه. 
وعليه عمامة سوداء. 


ولم يذكر في حديث جابر: ذؤابةٌ فدلٌ على أن الذؤابة لم يكن يرخيها 
دائمًا بين كتفيه. وقد يقال: إِنَّ النبي يكل دخل مكة وعليه أهبة القتال» 
والمِغمّرٌ علئ رأسه("» فليس في كل موطن ما يناسبه(©. 

وكان شيخنا أبو العباس ابن تيمية قدّس الله روحه يذكر في سبب الذؤابة 
شيا بديعًاء وهو أن النبي بي إنما اتخذها صبيحة المنام الذي رآه بالمدينة 
لما رأئ رب العزة تبارك وتعالئ» «فقال: يا محمد فيم يختصم الملا 
الأعلئ؟ قلت: لا أدري. فوضع يده بين كتفيّ» فعلمتٌ ما بين السماء 


= وفي بعضها زيادة أنه كان يوم الفتح. ولعل الأشبه عدم ذكر الأمرين في حديث 
عمرو بن حريث. ينظر: ااصحيح مسلم» )٤٥١ /٠١١۹(‏ ولمسئد الحميدي» 
7 ) و«ابن أبي شیبة» )765/40١ 07656٠0(‏ و«سنن أبي داوده )٤۰۷۷(‏ واشمائل 
الترمذي» )١١١١٠٠١(‏ و«السنن الكبرئ» للنسائي (2451/5 451765) و«ستنن ابن 
ماجه» (۲۸۲۱» )۳٥۸۷‏ و«مسند أبي عل (۹٥٤٠ء )١57٠0‏ و«أخلاق النبي ب 
لأبي الشيخ (۲/ ۱۸۷) و«دلائل النبوة» للبيهقي (5/ 58). 

(۱) برقم (108). 

(۲) كمافي حديث أنس الذي أخرجه البخاري )۱۸٤١(‏ ومسلم .)١1701(‏ وللتوفيق بين 

ذكر المغفر وذكر العمامة انظر: «فتح الباري» .)57-51١ /٤(‏ 

«القرمانية» لشيخ الإسلام ضمن «جامع المسائل؟ (۷/ 541 )١‏ وهي عمدة المؤلف في 

هذه الفصول. 


۳ 


کر 


لضن 


والأرض... » الحديث» وهو في الترمذي)ء وسال عنه البخاري فقال: 
صحيح. قال: فمن تلك الغداة أرخئ الذؤابة بين كتفيه ولي وهذا من العلم 
الذي تنكره ألسنةٌ الجهّال وقلوبُهم. ولم أر هذه الفائدة في شأن الذؤابة لغيره. 

ولبس القميصء وكان أحبٌ الثياب إليه» وكان كمه إلى الرّسْغْ . 

ولبس الجبةء والمَرّوجَ وهو شبه القباء" والفَرَجِيّة(؟)؛ ولس القباء 
أيضًا. ولبس في السفر جبّة ضيقة الكمّين. 

ولبس الإزار والرداء. قال الواقدي': كان رداؤه بُرْدةَ طول ستة أذرع 
في ثلائة وشبر» وإزاره من نسج عَمَّان طول أربعة أذرع وشبر في عرض 
ذراعين وشير. 

ولبس خُلَّةٌ حمراء. والخُلَّة: إزار ورداء» ولا تكون الخُلَّة إلا اسمًا 
للثوبين معًا. وغلط من ظنّ أنبا كانت حمراء بحتًا لا يخالطها غيرهاء وإنما 
الحلّة الحمراء: بردان يمانيان منسوجان بخطوط حُمْر مع الأسود» كسائر 


10 


کے 


برقم (۳۲۳۲) من حديث ابن عباس. وأخرج أيضًا بنحوه (۳۲۳۵) من حديث 

معاذ بن جبل» وهو الذي حكم عليه الترمذي بالصحة وسأل عنه البخاري. 

(؟) صء ج: «وسئل»» وكذا في المطبوع. 

(۳) قالوا: هو القباء المشقوق من خلفه. قال المقريزي في «الإمتاع» (187/7): ويسميه 
آهل زماننا #المفرّج». وانظر: «فتح الباري» (۱۰/ ۲۷۹). 

)٤(‏ هي ثوب واسع مفرّج من قدامه من أعلاه إلى أسفله» يلبس فوق سائر الثياب ولم ترد 
الكلمة في الحديث ولا وجدتها في كتب اللغة. وانظر: «تكملة دوزي» (۸/ 5 7) 
و«المعجم العربي لأسماء الملابس» (ص757) وحاشية «(رسوم دار الخلافة» 
(ص45). 

(0) رواه عنه ابن سعد في «الطبقات» .)7١١6 /١(‏ وانظر: «مختصر ابن جماعة» (ص79١).‏ 


۳٤ 


البرود اليمنية. وهي معروفة بهذا الاسم باعتبار ما فيها من الخطوط الحَمْرء 
وإلا فالأحمر البحت منهيٌ عنه أشدّ النهي» ففي «صحيح البخاري21(7 أن 
النبي اة نبئ عن المَياثر" الْحَمْر. 

وفي «سنن أبي داود»20 عن عبد الله بن عمرو أن النبي كَل رأى عليه 
ه90 مض جه بالف فقال::#ماهذه الريطة ليك 45 فال فرق نا 
كره» فأتيتٌ أهلي وهم يسجرون تنُورًا لهم فقذفيُها فيها). ثم أتيته من الغد 
فقال: «يا عبد الله ما فعلت الريطة؟)» فأخبرته» فقال: «هلا كسوتها بعضض 
أهلك. فإنه لا بأس بها للنساء». 


وني «صحيح مسلم21(0 عنه أيضّاء قال: رأئ رسول الله يك علي ثوبين 
مُحَضْفَرِينَء فقال: «إِنَّ هذه من لباس الكفارء فلا تلبسها». 


50 


وني «صحيحه»" أيضًا عن علي نة قال: خهاني النبيٌ ية عن لباس 


)1( برقم (0849). 

زفق فسَّرها علي نة في حديث مسلم (۲۰۷۸) بأنها اشىء كانت تجعله النساء 
لبعولتهن علئ الرحل كالقطائف الأرجوان». وهي جمع ميثرة من الوثارة» والوثير هو 
الفراش الوطىء. 


(۳ برقم »)4٠77(‏ وأخرجه أحمد (1867) وابن ماجه (7707)» من حديث عمرو بن 


کے 


شعيب عن أبيه عن جده» وإسناده إلى عمرو صحيح» والحديث صححه الحاكم 
14°/0. 

() الريطة: الملاءة التي ليست بلفقين» وقيل: كل ثوب رقيق ليّن. 

(5) يعني: في النار. 

() برقم (۲۰۷۷). 

(۷) برقم (۲۰۷۸). 


10 


المُعَضْمّر. ومعلوم أن ذلك إنما يُصبّْ صِباعًا أحمر. 

وفي بعض «السئن» أخهم كانوا مع النبي ب في سفرء فرأئ على رواحلهم 
أكسية فيها خيوطٌ عهن حمر( فقال رسول الله يكلل: «ألا أرئئ هذه الحمرة 
قد عَلَتُكم». فقمنا سراعًا لقول رسول الله اة حتئ نمّر بعص إبلناء فأخذنا 
الأكسية فنزعناها عنها. رواه أبو داود0). 


وني جواز أبس الأحمر من الثياب والجُوخ" وغيرها نظرٌ. وأما كراهته 
فشديدة جدَّاء فكيف بطر بالنبى هة أنه لبس الأحمر القانئ؟ كلا لقد أعاذه 
لله منه. وإنما وقعت الشبهة من لفظ «الحلَة الحمراء»7؟»» والله أعلم. 

ول الخميضةةة! الخخلفة والبادجة ون كوي(" اسرد 

ولبس الفروة المكفوفة الان فروئ0) الإمام أحمد وأبو داود80) 


)١(‏ في النسخ المطبوعة: «فيها خطوط حمراء». 

(۲) برقم (40170)» وأخرجه أحمد )۱٥۸۰۷(‏ والطبراني /٤(‏ ۲۸۸)ء كلهم من حديث 
رافع بن خديج: ومداره علئ وجل من بتي تحارثة مهم 

(۳) الجوخ: نسيج صفيق من الصوف. انظر: «معجم دوزي» (۲/ ۳۲۹) و«المعجم 
العربي لأسماء الملابس» (ص9١١).‏ 

() وانظر: اتبذيب السنن» (۳/ )6١‏ ولاشرح العمدة» لشيخ الإسلام (۲/ ۳۸۲- ۳۸۹). 

(5) نقل أبو عبيد في «غريب الحديث» /١(‏ 747) قول الأصمعي: «إن الخمائص ثياب 
من خر أو صوف معلّمء وهي سود» كانت من لباس الناس». 

() صء ج: «بردًا)» وقد غيّره بعضهم في ص إلى «ثوبًا». 

(۷) كوع: «وروئ». 

(۸) أحمد (115751500) وأبو داود (50417)» ومدار الحديث على علي بن 
زيد بن جدعان» وهو ضعيف. وأخرجه أيضًا أحمد )١17154(‏ من طريق قتادة عن 


۳١ 


ا تَدَبْدّبان. 


قال الأصمعي: المساتق: را۶ طوال الأكمام. قال الخطًابي(": يشبه أن 
تكون هذه المُسْتقة مكفوفة7") بالسندس» لأن الفروة لا تكون سندسًا. 
فصا (4) 
واشترئ ياه سراويل» والظاهر أنه إنما اشتراها ليلبسها. وقد روي في 
غير حديث أنه لبس السراويل(22» وكانوا يلبسون السراويلات بإذنه. 


= آنس» وصححه ابن حبان (۷۰۳۸)» وفيه: «آن أكيدرَ مُومةٌ أهديئ» ‏ وهذا القدر علّقه 
البخاري )۲١٠١(‏ بصيغة الجزم ‏ وفيه أيضًا بيان أن اللبس كان قبل نبي لبس 
الحرير. وأخرجه أيضًا البخاري )١710(‏ ومسلم (7479)» ولكن ليس فيه ذكر من 
أهدئ ولا أنه لبسه. ولعل زيادة اللبس غير صحيحة» ويؤيده سياق الشيخين» ففيه: 
«آنه أهدي لرسول الله وة جبة من سندسء وكان ينهئ عن الحرير» فعجب الناس 
منهاء فقال: ...». وكذلك أخرجه البخاري (۳۸۰۲) ومسلم (1474) من حديث 
البراء بن عازب مثل حديث أنس بن مالك دون ذكر من أهداه ولبيه. 

)١(‏ في الأصول: «فرئ» بالألف المقصورة. 

(۲) في «معالم السنن» )۱۹١ /٤(‏ وقول الأصمعي منقول منه. وانظر: غريب أبي عبيد» 
.(AT /۱)‏ 

(۴) في «معالم السنن»: «مكمّفة». وكقّف القميص بالحرير: عمل على ذيله وأكمامه 
وجيبه كفافًا من حرير. وكفاف الثوب: حاشيته وأطرافه. 

(6) من قوله: «ولبس الفروة المكفوفة...» إلى هنا لم يرد في ج» وقد أضيف في حاشية 
ص. فهذه العبارة أيضًا مما ألحقه المصنف فيما بعد. 

(5) قال الشمني في حاشيته على «الشفا» للقاضي عياض /١(‏ 177): «وني الهدي أنه 
لبسها. قالوا: وهو سبق قلم». ولعل ابن القيم قصد ما رواه أبويعلئ  )5١77(‏ 


1۳۷ 


رن ال ون الل الى ا اا 
ولبس الخاتم» واختلفت الأحاديث هل كان في يمناه أو ر وكلها 


ن ال 

ولبس البيضة التي تسكّئ: الخُوذة. ولبس الدّرع الذي بس :0): 
كم هم اتر 
الزرديةء وظاهرٌ يوم أحد بين درعين. 

وني #اصحيح مسلم00*) عن أسماء بنت أبي بكر قالت: هذه ججبّة رسول الله 
كل فأخرجث جبَّةَ طياِسة نُحسْرٌوائيّة(9 2 لها نة ديباج» وقَرْجاها مكفوفان 


ت والطبراني في «الأوسط» (1045) من حديث أبي هريرة وفيه: قلت: يا رسول الله» 
وإنك لتلبس السراويل؟ قال: «نعم» في السفر والحضر وبالليل والنهارء فإني أمرت 
بالتسثّرء فلم أرشيئًا أستر منه». وهو ضعيف جدًاء بل أورده ابن الجوزي في 
«الموضوعات» (۳/ 50). وانظر: «الضعيفة» للألباني (۱/ 5 .)585-51١‏ 

(1) في «النهاية في غريب الحديث» (0/ :)۸١‏ «التعل مؤنثة» وهي التي تلبس في المشي» 
تسكّى الآن: تاسومة». وأصلها في التركية: «تاشمه» ومنها في الفارسية» ويقال أيضًا: 
«نَسْمّه) وتعني: الجلد غير المدبوغ» والسير الذي يُقَدَّ من الجلد. انظر: «برهان 
قاطع» للتبريزي (1/ :)٤۹١ ٠٤0۹‏ حاشية المحقق. 

)۲( ك ع» ن: «في يسراه». 

(۳) أخرج البخاري (08177) ومسلم (۲۰۹۱) من حديث ابن عمر أنه 4ه لبسه في يده 
اليمنئ. وكذا في حديث أنس في «صحيح مسلم» (٤۹٠۲)»ء‏ وفي حديثه الآخر فيه 


)5١96(‏ ذكر اليسرى. 
)٤(‏ كذافي الأصولء والأكثر في درع الحديد التأنيث. انظر: «المذكر والمؤنث» لابن 
الأنباري .)٤۷۳ /١(‏ 


(4) برقم .)1١/5١59(‏ 
(5) هذه رواية الهوزني (المشارق 5/8/١‏ ) وابن ماهان (المفهم 2.00 وقد غيّرها ے 


1۴۸ 


بالديباج» فقالت: هذه كانت عند عائشة حتئ قُبضت. فلما قيضت قبضتها. 
وكان النبيٌ يك يلبسهاء فنحن نغسلها للمرضئ يُسْتِشْفَئ بها. 

وكان له َل ردان أخضرانء وكساء أسود» وكساء أحمر ملبّدء وكساء 
من شَعْر. 

وكان قميصه من قطن» وكان قصيرٌ الطول قصيرٌ الكُمٌ وما هذه الأكمام 
الواسعة الطّوال التي هي كالأخراج(١2»‏ فلم يلبّسها هو ولا أحدٌ من أصحابه 
البتة. وهي مخالفة لستنه» وفي جوازها نظرء فإنها من جنس الخيلاء". 


وكان أحبٌ الثياب إليه القميصٌء والحِبرَةٌ وهي ضرب من البرود فيه حمرة. 


وكان أحبّ الألوان إليه البياض» وقال: «هي من خير ثيابكم» فالبسوها 
وكمّنوا فيها موتاكم»". وني «الصحيح»7؟) عن عائشة أنها أخرجت كساءً 


= بعضهم في ج إلى «كسروانية»» وكذا في المطبوع» وهي المشهورة» وضبط في ج» ق: 
«طيالسة خسروانية» بالنصب. والطيالسة جمع طَيلّسان. 

)١(‏ جمع الخَرج» وهو الوعاء ذو العدلين الذي يوضع على ظهر الدابة لوضع الأمتعة فيه. 
وقد نقل البهوتي هذا النص في «كشاف القناع» )71/8/١(‏ وزاد بعد «كالأخراج»: 
«وعمائم كالأبراج»! 

(۲) وانظر: (القرمانية» ضمن «جامع المسائل» (۷/ 517 .)١5/8-1١‏ 

(۳) أخرجه أحمد (571 )511947١‏ وأبو داود (۳۸۷۸) والترمذي (445) وابن ماجه 
(11/5 من حديث عبد الله بن عباس. وفيه عبد الله بن عثمان بن خثيم» 
صدوق لا بأس به. والحديث صححه الترمذي وابن حبان (0477) والحاكم 
/١(‏ 04"). وله شاهد صحيح من حديث سمرة بن جندب» أخرجه أحمد »۲۰۱٤١(‏ 
٥‏ والنسائي .)٥۳۲۳ ٥۳۲۲ ۰۱۸۹٩(‏ صححه الحاكم (5/ .)۱۸٩‏ 


- ومسلم (٠۸٠۲)ء وهذا اللفظ الوارد في الأصول والطبعة الهندية‎ )۳٠٠۸( البخاري‎ ٤( 


کر 


۴۹ 


ملبّدًا وإزارًا غليظًاء فقالت: تزع روځ النبي 5ة في هذين. 


ولبس خاتمًا من ذهب» ثم رم به» ونبئ عن التختم بالذهب. ثم اتخذ 
خاتمًا من فضة» ولم ينة عنه(١).‏ 


وأما حديث أبى داود2) أن النبى بو نبا عن أشياء. وذكر منها: «ونهىل 
عن لبوس الخاتم إلا لذي سلطان»» فلا أدري ما حال الحديث» ولا وجهه. 


فالله أعلم. 

وكان يجعل فص خاتمه مما يلي باطن کفه. 

وذكر الترمذي"' أنه كان إذا دخل الخلاء نزع خاتمه» وصحّحه. 
وأنكره أبو داود(؟). 


= للبخاريء فغيّروه في الطبعات الأخرئ إلى لفظ مسلم: «قُبض روح رسول الله». 

)١(‏ أخرجه البخاري (0877:58565) من حديث ابن عمر. وانظر: «تبذيب السنن» 
(/ الا - 17/4). 

(۲) برقم (4059)» وأخرجه النسائي في «الكبرئ» »)4۳١۳(‏ من حديث أبي ريحانة 
يََلنهََنُ. وفيه أبو عامر المعافري» مجهول» وعليه مدار الحديث. 

() برقم .)۱۷٤١(‏ وكذلك صححه ابن حبان )۱٤۱۳(‏ وابن التركماني (۱/ 46). وقال 
المنذري كما في «التلخيص الحبير» /١(‏ 7585): «الصواب عندي تصحيحه. فإن 
رواته ثقات أثبات». وقال المؤلف في «بذيب السنن» :)۲۸/١(‏ «غايته أن يكون 
غریباء وأما أن يكون منكرًا أو شاذًا فلا». ولكن كل ما ذكروه في تقويته لا يقاوم تعليل 
الأئمة الحفاظ النقاد» انظر التعليق الآتي. 

(5) عقب الحديث (۱۹)» وزاد أبو داود: «وإنما يعرف عن ابن جريج عن زياد بن سعد 
عن الزهري عن أنس أن النبي ية اتخذ خاتمًا من ورق ثم ألقاه. والوهم فيه من 
همام» ولم يروه إلا همام». ورواية زياد بن سعد أشار إليه البخاري عقب )0۸٦۸(‏ = 


ال 


وأما الطَّيلّسانء فلم مَل عنه اة أنه لبسه ولا أحد من أصحابه. بل قد 


كنت ف ااصحيبح مسلم)(1) من حديث النواسح بن کان عن النبي َكل 
أنه ذكر الدجال فقال: «يخرج معه سبعون ألفًا من يهود أصبهان» عليهم 
الطيالسة». ورأئ أنس جماعة عليهم الطيالسة فقال: ما أشبههم بيهود 


. 
حار 


۳ 


ومن هاهنا كره لبسّها جماعة من السلف والخلف» لما روئ أبو داود 


والحاكم في «المستدرك) عن ابن عمر عن النبي بي أنه قال: «مَن تَشبّه 
i AS 2‏ اا ىم 
بقوم فهو منهم». وني الترمذي7*) عنه يَكّ: اليس منا من َشبّه بغيرنا». 


(1) 


ورواه مسلم (۲۰۹۳/ .)5١‏ وتابع أبا داود البيهقيٌ (۱/ )٩٩ ۹٤‏ ثم ذكر له شاهدًا 


وضعفه أيضًا. وبمثل كلام أبي داود قال الدارقطني في «علله» (70417) وأطال النفس 
جدًا. وقال النسائي في «الكبرئ» عقب :)4417١(‏ «وهذا الحديث غير محفوظ والله 
أعلم». 

.)۲۹٤٤( برقم‎ 

كذا في الأصول جميعًاء وكذا تقل من كتابنا في «فتح الباري» (۱۰/ )۲۷١‏ و«المواهب 
اللدنية» (؟/ )۲٠١‏ و«سبل الهدئ» (۷/ ۲۸۹). وهو سهوء فإن الحديث المذكور 
عن أنس بن مالك وََوَيَدْعَنْهُ كما أثبت في طبعة الرسالة دون تنبيه. 

أخرجه البخاري (8١7؟)‏ بلفظ: «كأنهم الساعة يهود خيبر». 

أبو داود (5071)»: وقد تقدم تخريجه في أول الكتاب. ولم أجده في مطبوعة 
«المستدرك» ولا من عزا إليه. 

برقم )۲۹۹٩(‏ من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عبد الله بن عمرو» من 
طريق قتيبة عن ابن لهيعة عنه. وضعفه الترمذي وعلله بقوله: «وروئ ابن المبارك هذا 
الحديث عن ابن لهيعة» فلم يرفعه». ويشهد لمعناه الحديث السابق. 


١:١ 


وأما ما جاء في حديث الهجرة أن النبى بل جاء إلى أبى بكر متقنعًا 
بالهاجرة» فإنما فعله النبئٌ ييه تلك الساعة ليختفى بذلك» ففعله للحاجة. 

ولم تكن عادته التقنع. وقد ذكر أنس عنه إو أنه كان يكثر القناع 7" 
وهذا إنما كان يفعله ‏ والله أعلم ‏ للحاجة من الحرٌ ونحوه. وأيضًا فليس 
التقنع هو التطيلس". 


ف 


فصل 
وكان أغلب ما يلبس النبي َل وأصحابه ما تج من القطنء وربما 
لبسوا ما سج من الصوف والكتان. 


أيوب(21 قال: دخل الصَّلْتَ بن راشد على محمد بن سيرين» وعليه جبة 
صوف» وإزار صوف» وعمامة صوف؛ فاشمأزٌ عنه محمد وقال: أظن 


)١(‏ أخرجه البخاري )٥۸٠۷ )۳۹۰٥(‏ من حديث عائشة. 

(۲) أخرجه الترمذي في «الشمائل» »)٠١١ ١۳۳(‏ والحديث ضعيف» وسيأتي تمام 
تخريجه في فصل هديه َة في الفطرة وتوابعها (ص۱۸۸). 

(۳) نوقش المؤلف فيما ذكره في لبس الطيلسان. انظر: «فتح الباري» وغيره من المصادر 
المذكورة آنفا. 

(5) في النسخ المطبوعة: «الشيخ أبو إسحاق»» وهو غلط. 

() في كتابه «أخلاق النبي کی (۲/ 4 77). 

(5) كذا في ق» ج. وني ص: «حليس» مع علامة الاستشكال (ظ) فوقه؛ يعني: ينظر. وني 
ك: «خليس). وخربشه بعضهم في ع. وني النسخ المطبوعة: «جابر بن أيوب». وفي 
كتاب أبي الشيخ: اجليسٌ لأيوب)» وهو مبهم. 


1۲ 


أقوامًا(١)‏ يلبسون الصوف يقولون: قد لبسه عيسئ ابن مريم. وقد حدثني من 
5 ااه“ 6 5 9 عدر و اء 
لامع إدالتي ا والعتوفه» والقطن؟ ويه تيا اسن ان 
ومقصود ابن سيرين بهذا أن أقوامًا يرون أن لبس الصوف دائمًا أفضل 
من غيره» فيتحرّونه» ويمنعون أنفسهم من غيره. وكذلك يتحرّون زيا واحدًا 
من الملابس» ويتحرّون رسومًا وأوضاعا وهيئاتٍ يرون الخروج عنها منكرًا؛ 
وليس المنكر إلا التقيد بهاء والمحافظة عليهاء وترك الخروج عنها. 


ا - د ڪات ِ 
والصواب: أن أفضل الطرق طريق رسول الله اة التي سنهاء وأمّربهاء 
fe‏ 
ورغب فيهاء وداوم عليها. وهي أن هديه في اللباس أن يليس ما تيسّر من 
اللباس من الصوف تارةء والقطن تارةٌ والكتّان تارةٌ. 


ولبس البرود اليمانية» والبرد الأخضر. ولبس الجبة والقبّاءء والقميص 
والسراويلء والإزار والرداء» والخففٌ والنعل. وأرخى الذؤابة من خلفه تارة 
وتركها تارة. وكان يتلكَّ بالعمامة تحت | لحتك. 

وكان إذا استجدٌ ثوبًا سمّاه باسمه» وقال: «اللهمَ أنتَ كسوتني هذا 
القميص أو الرداء أو العمامةء أسألك خيرّه وخيرٌ ما صَنِع له» وأعوذبك من 


00١ 


2 يع ۲ 

شرّه وشرٌ ما صَنْع له)( 1 

)١(‏ ق» مب: «آن أقوامًا». 

(۲) أخرجه أحمد(7518١57461١١)وأبوداود(5070)‏ والتر مذي )۱۷١۷(‏ 
والنسائي في «الكبرئ» )٠٠١74(‏ وغيرهم من حديث أبي سعيد الخدري» وفيه 


1١7 


وكان إذا لبس قميصه!(١)‏ بدأ بميامته(). 


ولبس الشّعر الأسود» كما روئ مسلم في «صحيحه)" عن عائشة 
قالت: خرج رسول الله يك وعليه زط مرل من شعر أسود. 

وني «الصحيحين»* عن قتادة: قلنا لأنس: أي اللّباس كان أحبٌ إلى 
رسول الله وكْ؟ قال: «الحبّرة». والحبّرة: من برود اليمن» فإن غالب 
لباسهم كان من نسج اليمن لأنها قريبة منهم. وربما لبسوا ما يُجلب من الشام 
ومصر كالقّباطي المنسوجة من الكتّان التي كانت تنسجها القبط. 


وفي «سنن النسائي2(2 عن عائشة أنها جعلت للنبي به بردةً من صوف 
فلبسهاء فلما عرق فوجد ريح الصوف طرّحهاء وكان يحب الريح الطيبة. 


- بعد الاختلاط. وكل من رواه عنه قبل الاختلاط رواه مرسل. يُنظر: «(مصنف ابن 
أبي شيبة» )۳٠۳۷۸(‏ و«سنن أبي داود؛ عقب )5٠70(‏ و«السنن الكبرئ» للنسائي 
)٠٠59(‏ وانظر أيضًا: «طبقات ابن سعد (4/ )۲٠١‏ وتعليق محقق «مصنف ابن 
أبي شيبة» (۳۰۳۷۸» 7191974) طبعة دار القبلة. 

)١(‏ ك»ع: «قميصًاك» وقد غيّره بعضهم في ع إل ما أثبت. 

(۲) «وكان... بميامنه» لم يرد في ج» وقد ألحق في حاشية ص. 

(9) برقم (587525081). 

() أي كساء فيه صور الرّحال. وني ق» مب: «مرجّل» بالجيم» تصحيف. 

(5) البخاري (26817268117) ومسلم (۲۰۷۹) واللفظ له. 

() صء ج: «هي»» والكلمة ساقطة من ق. 

(۷) في «الكبرئ» »۹٤۸۸(‏ 4087).: وأخرجه إسحاق بن راهويه في ل(مسنده» (17765) 
وأحمد("٠‏ ۰ ) وأبو داود (50175)) والحديث صحيح. 


1٤٤ 


وفي «سنن أبي داود» 2١7‏ عن عبد الله بن عباس قال: لقد رأيت عل 
رسول الله به أحسنّ ما يكون من الخلّل. 

وفي «سنن النسائي» عن أبي رمّئة قال: «رأيت النبي() ب يخطب 
وعليه بردان أخضران». والبرد الأخضر: هو الذي فيه خطوط خضرء وهو 
كالحُلَّة الحمراء سواء. فمن فهم من الحُلَّة الحمراء الأحمرٌ البحتٌ فينبغي 
أفيقول: إن الو الأعهر اعم حا وا لأ رل اح 


وكان47) مخدّته بي من أدّم حشوّها ليف . فالذين يمتنعون عما أباح 
5 چ 2 

الله من الملابس والمطاعم والمناكح تزهدًا وتعيّدًاء بإزائهم طائفةٌ قابلوهى ذ 

من الملابس والمطاعم والمناكح تزهذا وتعبداء بإزائهم : بلوهم» فلم 

يلبسوا إلا أشرف الثياب» ولم يأكلوا إلا ألين الطعام» فلا يرون لبس الخشن ولا 

أكلّه تكبرًا وتجيرًا. وكلا الطائفتين" هديّه مخالفٌ لهدي النبى ب ولهذا قال 


)00( برقم (/507). وأخ رجه الطبراني (/217817 )١11884‏ والحاكم (211/1/1 
4 4 مطولًا. وإسناده حسن» وصححه الحاکم» واختاره الضياء .)517/١١(‏ 

(۲) في «المجتبئن» )١1617/7(‏ و(الكبرئ» (٤۱۷۹)ء‏ وأخرجه عبد الله بن أحمد في «زوائد 
المسند» )۷١١١(‏ وأبوداود(565055١57)‏ والترمذي (۲۸۱۲) وحسنه» 
وصححه ابن حبان (59196) والحاكم (۲/ .)٦۰۷‏ 

(۳) كيع: «رسول الله». 

(5) كذافي الأصول والطبعة الهندية. وفي غيرها: «كانت». 

(0) أخرجه البخاري (556557) ومسلم (۲۰۸۲) من حديث عائشة ووََإيدُعَنهَا. 

(5) كع: «فكلا الطائفتين». وكذا وقع في جميع الأصول والنسخ المطبوعة بدلًا من 
«كلتا الطائفتين»» وله نظائر كثيرة في كتب المؤلف وشيخه» من أثر اللغة الدارجة. 
انظر تعليقي على «طريق الهجرتين؟ (۲/ 005). 

١.6 


بعض السلف: كانوا يكرهون الشهرتين من الثياب: العالى والمتخفقض (. 

وني «السنن»" عن ابن عمر يرفعه إلى النبي يَكّ: «مَن لبس ثوب شهرة 
ألبسه الله يوم القيامة ثوب مَدَلَقَ ثم تُلهب فيه النار»0©. هاا لاله تسد 
الاختيال والفخره فعاقبه الله بنقيض ذلك» فأذلَّه؛ كما عاقب من أطال ثيابه 
خيلاء بأن خسف به الأرض» فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة(. 


وفي «الصحيحين )217 عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله يَكلٌْ: «(من 
جر ثوبه خَيّلاءَ لم ينظر الله إليه يوم القيامة». 


وفي «السنن»7) أيضًا عنه عن النبي اة قال: «الإسبالٌ في الإزار 


)١(‏ حكاه شيخ الإسلام في «القرمانية» ضمن «جامع المسائل» (۷/ .)٠١١‏ وأخرج ابن 
أبي الدنيا في «التواضع» (754) و«إصلاح المال» )5٠7(‏ عن سفيان الثوري قال: 
«كانوا يكرهون الشهرتين: الثياب الجياد... والثياب الرديئة...٠.‏ 

(۲) أبوداود(4079) والنسائي في «الكبرئ» )۹٤۸۷(‏ وابن ماجه (7”507) من حديث 
عبد الله بن عمرء وأخرجه أحمد (20775 75756)) وفيه شريك بن عبد الله القرشي 
المدني» صدوق يخطى» ومهاجر الشامي» فيه لين. وخالف شريكا أبوعوانة فيما رواه 
أبو داود »٤٨۲۹(‏ 070 1) حيث وقفه على ابن عمرء وفيه أيضًا مهاجر الشامي. 
ورجح أبو حاتم الوقف كما في «العلل» .)١1511(‏ وله شواهد يتحسّن بمجموعها 
الحديث إن شاء الله من قول ابن عمر وله حكم المرفوع إذ لا يقال مثله من قبل الرأي. 

(۳) ماعداع: «في النار». وني ق» مب» ن: «تلتهب». 

)٤(‏ ج: «يعاقب»» ولعله سهو. 

(5) كما في حديث أبي هريرة في البخاري (61/89) ومسلم (۲۰۸۸). 

0) البخاري (556" 0۷۸۳ 017/84) ومسلم .)5١086(‏ 

(۷) أبو داود -)٤۰۹٤(‏ من طريق هناد بن السري وهو في «زهده» -)۸٤۷(‏ والنسائي في - 


١5 


والقميصء والعمامة. من جر شيئًا منها خَيَلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة». 
وفي «السئن2(١2‏ عن ابن عمر أيضًا قال: ما قال رسول الله اة في الإزار 
وكذلك أبس الدنيء من الثياب يدم في موضع. ويُحمّد في موضع. فَيِدَمُ 

إذا كان شهرةٌ وخيلاء» ويُمدّح إذا كان تواضعًا واستكانة؛ كما أن لُبْس الرفيع 

من الثياب يدم إذا كان تكبّرًا وفخرًا وخيلاء» ويُمدّح إذا كان تجلا وإظهارًا 

لنعمة الله. 


فز (05م 1 16" عء عبد الله د د قال: قال ل الله 
اي MG‏ الو 
كِّ: «لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبّة خحردل من كِبْرء ولا يدخل 
النارٌ من كان في قلبه مثقال حبّة تردل من إيمان» فقال رجل: يا رسول الله 


= «المجتبيئ» )٥۳۳۲(‏ و«الکبری» (۹1۳۷) وابن ماجه )١۷١(‏ من طريق 
عبد العزيز بن أبي رواد عن سالم عن أبيه. وابن أبي رواد صدوق فيه لين» وقد تفرد 
بزيادة: «الإسبال في الإزار والقميص والعمامة» دون سائر أصحاب سالم الذين لم 
يذكروهاء وحديثهم في «الصحيحين» وغيرهما. فهذه الزيادة منكرة» والصحيح 
الموقوف على ابن عمر» وهو الحديث الآتي. 

(۱) برقم (4040) من طريق هناد وهو في «زهده) »)۸٤۸(‏ وأخرجه أحمد 20891١‏ 
2, والحديث صحيح. 

(۲) ص: «وفي». 

.)٩۱( برقم‎ )۳( 

)٤(‏ ص»ج: احستا. 


1۷ 


إن الله جميل بُح الجمالء الكبر بطَرٌ الحقٌّ وعَمْط النتاس»'٠.‏ 
فصل 

وكذلك كان هديه وسيرته يكل في الطعام: لا يرد موجودًا» ولا يتكلّف 
مفقودًا. فما قرب إليه شيءٌ من الطيبات إلا أكله. إلا أن تعاقّه نفسُّه فيتركه من 
غير تحريم. وما عاب طعامًا قطء إن اشتهاه أكله وإلا تركه» كما ترك أكل 
الب لما لم يعتّذه. ولم يحرّمه علئ الأمة» بل أكل على مائدته وهو ينظر. 

ت 3 ر 1 

وأكَلٌ الحلوئ والعسل وكان يحبهما. وأكل لحم الجّزور والضأن 
والدّجاجء ولحم الحبارئ» ولحم حمار الوحش والأرنب» وطعام البحر. 
وأكل الشواء"ء وأكل الرّطب والتمر. 

وشرب اللبن خالصًا ومَشُوبًاء والسّويق» والعسل بالماء. وشرب نقيع 
التمر. 

وأكل الخّزيرة» وهي جساء يذ من اللبن والدقيق. وأكل القثاء 
بالرّطب. وأكل الأقِط. وأكل التمر بالخبزء وأكل الخبز والخل7؟). وأكل 
الثريدء وهو الخبز باللحم. وأكل الخبز بالإهالة» وهي الودك وهو الشحم 
اله و اكل مالكب داك هة وأكل القدية: وأكل ال اال هه 


)١(‏ ص: «غمض الناس)» وصوابه بالصاد المهملة كما جاء في بعض المصادر. 

)۲( ما عدا ق» مبء ن: «وحمار الوحش ولحم الأرنب»» وكأن كلمة الحم» وردت في 
حاشية الأصل» فاختلفت النسخ في موضعها في المتن. 

(۳) رسمت في ص» ج بالألف المقصورة. 

)£( غير في ن إلئ: «بالخل». 


1۸ 


وكان يحبّهاء وأكل المسلوقة. وأكل الثّريد بالسّمن» وأكل الجبن؛ وأكل 
الخبز بالزيت» وأكل البطّيخ بالرُطب. وأكل التمر بِالربْد وكان يحبه. 

فلم يكن يرد طيباء ولا يتكلّفه؛ بل كان هديّه أكلّ ما تيسَّرء فإن أعوّزه 
صبّر حت إنه ليربط على بطنه الحجرٌ من الجوع. ويّرَئ الهلال والهلالٌ 
والهلالٌ» فلا يوقد في بيته كل نار ! 

وكان مطعمّه(١)‏ يوضع على الأرض في السّمَره وهي كانت مائدته. وكان 
يأكل بأصابعه الثلاث ويلعقها إذا فرغ» وهو أشرف ما يكون من الأكُلة؛ فإن 
المتكبّر يأكل بأصبع واحدة. والجَشْع الحريص يأكل بالخمس ويدفع 
الا 

وكان لا يأكل متكنًا. والاتكاء ثلاثة أنواع» أحدها: الاتكاء على الجنب» 
والثاني: اترم" والثالث: الاتكاء على إحدئ يديه وأكله بالأخرئ؛ 
والثلاثة مذمومة. 

وكان يسمي الله عل أول طعامه» ويحمده في آخره فيقول عند انقضائه: 
«الحمد لله حمدًا كثيرًا طا مباركًا فی غيرٌ مكفر ولا مودّع ولا مستغئّ عن 
رتم4000 


وربما قال: «الحمد لله الذي يُطيم ولايُطعم. منَّ عليناء فهداناء 


)١(‏ في النسخ المطبوعة: «معظم مطعمه» بزيادة لفظ «معظم». 

(۲( ك ع: «التربيع». 

)۳( «رينا» من ق» مب» ن 

(:) أخرجه البخاري )٥٤٥۸(‏ من حديث أبي أمامة الباهلي ركن 


1۹ 


وأطعمناء وسقاناء وكلّ بلاءِ حسن أبلانا. الحمد لله الذي أطعم من الطعا» 
وسقئ من الشراب» وكسا من العْرّيء وهدّئ من الضلالة» وبصّر من العمّئ. 
وفضّل على كثير ممن خلق تفضيلا. الحمد لله رب العالمين»270. 

وربما قال: «الحمد لله الذي أطعم وسقى وسوغه»"'. 

وكان إذا فرغ من طعامه ليق أصابعه. ولم يكن لهم مناديل يمسحون بها 
أيديهم» ولم تكن عادتهم غسل أيديهم كلَّما أكلوا". 

وكان أكثر شربه قاعدّاء بل زجّر عن الشرب قائمًا. وشرب مره قائمّاء 
فقيل: هذا نسح لنهيه» وقيل: منسوخ به وقيل: بل فعله بيانًا لجواز 
الأمرين. والذي يظهر فيه - والله أعلم أنها واقعة عينٍ شرب فيها قائمًا ر 
وسياق القصة) يدل عليه فإنه أتئ زمزم وهم يسقّون منها0» فأخذ 


)١(‏ أخرجه النسائي في «الكبرئ» ٠٠١5٠0‏ ) والطبراني في «الدعاء» (847) وابن السني في 
«عمل اليوم والليلة» )٤۸٥(‏ من حديث أبي هريرة. وصححه ابن حبان )07١9(‏ 
والحاكم ٤١ /١(‏ 5)) وحسن إسناده الألباني في «التعليقات الحسان» (0195). 

(۲) تمامه: «وجعل له مخرججا». أخرجه أبو داود )785١(‏ والنسائي في «الكبرئ» (/5451» 
4 والطبراني في «الدعاء (۸۹۷) و«المعجم الكبير» (5/ 187) وابن السني 
»)٤۷۰(‏ صححه ابن حبان (0770) والألباني في «السلسلة الصحيحة» .)75١51(‏ 

222 في ق: «له مناديل يمسح بها يديه» ولم تكن عادته غسل يديه كلما أكل»» وكأن بعضهم 
تصرّف في النسخة. 

(5) «وقيل منسوخ به» ساقط من الطبعة الميمنية وما بعدها. 

(5) أخرجها مسلم )١1417/1514(‏ من حديث جابر بن عبد الله في وصف حج النبي 
يك وستأتي في فصول الحج (۲/ ۳۳۸). 

(7) صء ج: «یستقون بها». 


10۰ 


الدلوّ» وشرب قائمًا. فالصحيح في هذه المسألة: النهئ عن الشرب قائمّاء 
وجو ازه لعذر يمنع من القعود. وبهذا تجتمع أحاديث الباب» والله أعل 00 


وكان إذا شرب ناول مَن علئ يمينه» وإن كان مَن علئ يساره أكبر 
000 


منه 
فصل 
في هديه في النكاح كَل ومعاشرته أهلّه 
صح عنه من حديث أنس أنه با قال: «حْبّب إليّ من دنياكم: النساء 
والطيب» وجعلت قرَّةٌ عيني في الصلاة»". هذا لفظ الحديث» ومن رواه 
«حُسّب إلي من دنياكم ثلاث» فقد وهم(4). ولم يقل يَكِ: «ثلاث)ء والصلاة 
ليست من أمور الدنيا التي تضاف إليهم. 


)١(‏ وسيأتي الكلام علئ المسألة مرة أخرئ في المجلد الرابع (ص754”). 

(۲) انظر حديث سهل بن سعد في «صحيح البخاري» (0570). 

(۳) أخرجه أحمد )١1744(‏ والنسائي في «المجتبئ» (7979: )7914٠‏ و«الكبرئ» 
7 /8877) والحاكم (۲/ )١16١‏ من طريقين عن ثابت عن أنس» وقد صححه 
الحاكم» واختاره الضياء /١ ٤۲۷ /٤(‏ 117-117). ذكر العقيلي في «الضعفاء» 
)٥۸۷ /1(‏ أنه روي من غير وجه فيها لين. وروي عن ثابت مرسلاء رجحه 
الدارقطني في «العلل» (7786). 

(4) قال الحافظ في «التلخيص الحبير» (5/ :)1١65‏ «وقد اشتهر على الألسنة بزيادة: 
«ثلاث»» ... ولم نجد لفظ «ثلاث» في شيء من طرقه المسندة»» وزاد في «تخريج 
الكشاف1: «وزيادته تفسد المعنئ». وقال السخاوي في «المقاصد الحسنة» :)78٠(‏ 
«فلم أقف عليها إلا في موضعين من «الإحياء» وفي تفسير آل عمران من «الكشاف»» 
وما رأيتها في شيء من طرق هذا الحديث بعد مزيد التفتيش ...». 


١6١ 


وكان(١2‏ النساء والطيب أحبٌّ شىء إليه. وكان با يطوف على نسائه في 
الليلة الواحدة» وكان قد أعطي قوة ثلاثين في الجماع وغيره» وأباح الله له من 
ذلك مالم يبحه لأحد من أمته. 

وكان يقسم بينهن في المبيت والإيواء والنفقة» وأما المحبة فكان يقول: 
«اللهم هذا تَسْمِي فيما أملك. فلا تلُمني فيما لا أملك»". قيل: هو الحبٌ 
والجماع"'» ولا تجب التسوية في ذلك لأنه مما لا يُملّك. وهل كان القَسْم 
واجبًا عليه أو كان له معاشرتهن بغير قَسْم؟ على قولين للفقهاء. فهو كَل أكثر 
الأمة سات قال ابن عباس: تز جوا فإن حير هذه الأمة أكترها نساء29). 


لان 1 2 م 5 عو 7 
وطلق با وراجع» وآلئ إبلاءً موقتا بشهر. ولم يُظاهِر أبدّاء وأخطأ من 
قال: إنه ظاهر خطاً عظيمًا. وإنما ذُكِر هذا تنبيهًا علئ قبح خطئه ونسبته 
إليه ما بره الله منه. 


00( صء ج: «فکان». 

(۲) آخرجه أحمد )۲١۱۱۱(‏ والدارمي (75167) وأبو داود( )1175‏ واللفظ أشبه 
بلفظه ‏ والترمذي )١١5٠(‏ والنسائي في «المجتبئ» )۳۹٤۳(‏ و(الكبرئ» )885٠(‏ 
وابن ماجه (۱۹۷۱) وابن حبان )57١5(‏ والحاكم (۲/ ۱۸۷) من حديث حماد بن 
سلمة عن أيوب عن أبي قلابة عن عبد الله بن يزيد عن عائشة. رجاله ثقات إلا أن 
حماد بن سلمة خالفه غير واحد من الحفاظ فرووه عن أيوب عن أبي قلابة مرسلا. 
وهو الذي رجحه البخاري والترمذي والرازيان والدارقطني. انظر: «العلل الكبير» 
۲۸۲) و«علل ابن آي حاتم» (۱۲۷۹) و«علل الدارقطني» (711/5). 

(۳) انظر: «تفسير الطبري» (9/ ۲۸۵- ۲۸۷). 

.)6059( أخرجه البخاري‎ )٤( 

)٥(‏ ق» مبء ن: «هنا)» وكذا في حاشية ص. 


1١6١ 


وكانت سيرته مع أزواجه حسن المعاشرة وحسن الخلق. وكان يسرّب 
إلى عائشة بناتٍ الأنصار يلعبن معها. وكان إذا هوِيَتْ شيئًا لا محذور فيه 
تابعها عليه. وكانت إذا شربت من الإناء أخدّه» فوضع فمه على موضع فمهاء 
وشرب'. وإذا تعرّقت عَرَْا وهو العظم الذي عليه اللحم ‏ أخذه؛ فوضع 
فمه على موضع فمها. وكان يتكئ في حَجُرهاء ويقرأ القرآن ورأسّه في 
حَجُرها وربما كانت حائضًا. وكان يأمرها وهي حائض فثَّزِر ثم يباشرها. 
وكان يقبّلها وهو صائم. 

وكان من لطفه وحسن خلقه مع أهله أنه يمكّنها من اللعبء ويُريها 
الحبشة وهم يلعبون في مسجده» وهي متكئة على منكبه تنظر. وسابقها في 
السفر على الأقدام مرّتين» وتدافعا في خروجهما من المنزل مرةً. 

وكان إذا أراد سفرًا أقرع بين نسائه» فأيّتْهنَ خرج سهمُها خرج بها معه 
ولم يقض للبواقي شينًا. وإلئ هذا ذهب الجمهور. 

وكان يقول: «خيركم خيركم لأهله. وأنا خيركم لأهلي)0". 

وكان ريما مد يده إلى بعض نسائه بحضرة بافيهه ). 


وكا إقاسار و اف ار عل فسان ا منيى ای اراهن 


)١(‏ ك ع: «ويشرب». 

(۲) انظر: «الإشراف» لابن المنذر (5/ )۱٤۸‏ و«معالم السنن» (۳/ .)۲٠۹‏ 

(۳) أخرجه الدارمي (707) والترمذي )۳۸۹١(‏ من حديث عائشة» وصححه الترمذي 
وابن حبان )٤۱۷۷(‏ والألباني في «السلسلة الصحيحة» (786). 

(5) انظر: حديث أنس في «صحيح مسلم» .)١1557(‏ 


1o 


فإذا جاء الليل انقلب إلى بيت صاحبة النوبة» فخصًها بالليل. وقالت عائشة: 
كان لا يفضّل بعضنا علئ بعض في مُكْيِهِ عندهن في القَسْمء وقلّ يوم إلا كان 
يطوف علينا جميعًاء فيدنو من كل امرأة من غير مسيسء حت يبلغ التي هو في 
وي( دبعت ی 


وكان يقسِم لثمانٍ منهن دون التاسعة. ووقع في (صحيح مسلم»" من 
قول عطاء أن التي لم يكن يقسم لها هي صفية بنت خُيَيَء وهو غلط من عطاء 
بء وإنما هي سودة» فإنها لما كبرت وهبت يومها لعائشة*2. وكان 
رسول الله َة يقسم لعائشة يومّها ويوم سودة. 

وسبب هذا الوهم والله أعلم ‏ أن رسول الله ية كان قد وجد على 
صفية في شيء» فقالت لعائشة: هل لكِ أن ترضي رسول الله يك عنّي وهب 
لك يومي؟ قالت: نعم. فقعدت عائشة إلى جنب النبي ية في يوم صفية» 
فقال: «إليكِ عني يا عائشة؛ فإنه ليس يومك». فقالت: ذلك فضل الله يؤتيه 


010( غير ني ن إلو: «نوبتها». 

(۲) أخرجه آحمد(٥٦۷٤۲)‏ وأبو داود (7175)-_واللفظ له _والطبراني في «الأوسط» 
(02185) والحاكم (170؟) والبيهقي (۷/ 75 700). والحديث صححه الحاكم 
وحسنه الألباني» انظر: «الإرواء» (۷/ 86) ولاصحيح أبي داود- الأم» (5/ 07"ا- 
.(or‏ 

.)0١/١556( برقم‎ )۳( 

(5) ذكر الطحاوي في اشرح مشكل الآثار» (5/ 1727-111١‏ ) أن الغلط من ابن جريج 
الراوي عن عطاءء فإن في رواية عمرو بن دينار عن عطاء أنها سودة. 

.)0717 انظر حديث عائشة في (صحيح البخاري» (2)76597 ۲۹۸۸ء‎ )٥( 


١6 


من يشاء. وأخبرته بالخبر» فرضي عنها(١2.‏ وإنما كانت قد وهبت لها 
ذلك اليوم وتلك النوبة" الخاصّة. ويتعيّن ذلكء وإلا كان يكون القَسْم 
لسبع منهن» وهو خلاف الحديث الصحيح الذي لا ريب فيه أن القَسْم 
كان لثمان. والله أعلم. 


ولو" اتفق مثل هذه الواقعة لمن له أكثر من زوجتين» فوهبت إحداهن 
يومها لأخرئ("» فهل للزوج أن يوالي بين ليلة الموهوبة وليلتها الأصليةء وإن 
لم تكن ليلة الواهبة تليها؟ أو يجب عليه أن يجعل ليلتها هي الليلة التي كانت 
تستحقها الواهبة بعينها؟ على قولين في مذهب أحمد وغيره. 


وكان بيه يأتي أهله آخر الليل وأوله. وإذال؟» جامع أولّ الليل فكان ريما 


)١(‏ أخرجه إسحاق بن راهويه(5094١)‏ وأحمد(5550١)‏ والنسائي في «الكبرئ» 
(4884) وابن ماجه (۱۹۷۳) من حديث عائشة: بإسناد لا باس به في الشواهد. 
ويشهد له ما أخرجه النسائي في «الكبرئ» (9111) من حديث أنس بن مالك من 
قصتهما بطولهاء وفيه أيضًا قصة زينب مع النبي بء في إعارة جملها لصفيةء وإسناده 
صحيح» واختاره الضياء المقدسي (0/ .)٠٠١‏ وانظر: «الصحيحة» .)١۲١٠١(‏ 

(۲) مبءن: «وهبتها"». 

() كمع: «الليلة». 

)٤(‏ «كان» ساقطة من ق. 

(6) «فيه» من مب» ن» وحاشية ج٬ع.‏ 

(5) ماعداق» مبءن: «فلو)ء وقد غُيّر ني ع إلى «ولو». 

(۷) ق»› ك ع: «للأخرئ». 

(۸) ك ع: «الإمام أحمد». وانظر: «المغني» .)٠٠١١ /٠١(‏ 

(9) في ك»ع: «إذا» دون الواوء وقد زادها بعضهم فيع فيما بعد. 


١6 


اغتسل ونام» وربما توضّأ ونام. وذكر أبو إسحاق السّبيعي عن الأسود عن عائشة 
الكلام عليه في كتاب «تہذیب سنن أبي داود وإيضاح علله ومشكلاته»("). 

وکال بظوف علي تساف يعسسل واخ وزرا ]عقيل عند كل وائخلة 
واحدة. فعل هذا وهذا. 

وكان إذا سافر وقدِم لم يطرّقُ أهله ليلا وكان ينهئ عن ذلك. 

فصل 
في هديه وسيرته َيه في نومه وانتباهه 

كان يك ينام على الفراش تارةء وعلئ الثطع تارةًء وعلئ الحصير تارة 

وعلئ الأرض تارة؛ وعلئ السرير قتارة رمال وتارةٌ عليه كساء 


)١(‏ أخرجه أحمد )١5151(‏ وأبو داود (۲۲۸) والترمذي )١١8(‏ والنسائي في «الكبرئ» 
(400) وابن ماجه (081- 087). قال مسلم في «التمييز» (ص١١3١):‏ «فهذه 
الرواية عن أبي إسحاق خاطئة» وذلك أن النخعي وعبد الرحمن بن الأسود جاءا 
بخلاف ما روئ أبو إسحاق»» وبنحوه قال الترمذي والبيهقي (۱/ ۲۰۱). وروی أبو 
داود عقبه عن يزيد بن هارون أنه قال: «هذا الحديث وهُم». وذكر الحافظ عن أبي 
داود في رواية أبي الحسن بن العبد عنه أنه قال: اليس بصحيح!. انظر: «التلخيص 
الحبير» ۰۳۷٦ /١(‏ ۳۷۷) والتعليق علئ «المسند» .)7417١5(‏ 

.)180-1"/1١ )5( 

(۳) الرّمال: ما ريل أي نسجء والمراد أن السرير كان منسوجًا وجهه بالسعف» ولم يكن 
عليه وطاء سوئ الحصير. انظر: «النهاية» (۲/ 7586). 

(5) يعني: على السرير. 


١65 


اود 
قالعبّاد بن تميم [عن عمه]": «رأيت رسول الله اة مستلقيا في 
المسجد واضعًا إحدئ رجليه على الأخرى». 
وكان فراشه يكل دما حشوّه لیف . وكان له مځ ينام عليه ينی له 
يتين" . وني له ليلة أربمَ تَتاتَء فنهاهم عن ذلك» وقال: «رُدُوه إلى حاله 
الأول» فإنه منعني صلاتي الليلة»90©. 


والمقصود أنه نام على الفراش» وتغطَّئ باللحاف» وقال لنسائه: «ما 
أتاني جبريل وأنا في لحاف امرأة منكن غير عائشة)(. 


)١(‏ «وعلئ الأرض... أسود» ساقط من ق. 

(۲) زيادة من «الصحيحين». وقد زيدت في طبعة الرسالة دون تنبيه. 

(۳) آخرجه البخاري (1۲۸۷)- واللفظ له ومسلم (۲۱۰۰)» وعم عّادٍ: عبد الله بن 
زيد بن عاصم. 

)٤(‏ كما سبق في ذكر أثائه کل 

(5) المسْح: الكساء من الشّعر أو الصوف. 

)١(‏ أي مرّتين. وضبطه الملا علي القاري في اشرح الشمائل» )١717/7(‏ بكسر الثاء 
وقال: «أي طاقتين». وفي ج ضبط هنا بالكسر و«ثنيات» بالفتح. 

(۷) أخرجه الترمذي في «الشمائل» (۳۲۹) من حديث حفصة. وفيه عبد الله بن ميمون 
القدّاح المكي» وهو متروك. وانظر: «الضعيفة» للألباني .)٤۸۷۷(‏ 

(۸) أخرجه البخاري )۳۷۷١(‏ من حديث عائشةء وفيه: «يا آم سلمة» لا تؤذيني في عائشة» 
فإنه والله ما نزل علي الوحي...٠»‏ وكذلك في غيره من المصادر. والمؤلف ذكره 
بالمعنى. 


10¥ 


وكانت وسادته أَدَمَا حشوّها ليف. وكان إذا أوئ إلى فراشه للنوم 
قال: «باسمك اللهمٌ أحيا وأموت». 

وكان يجمع كيه ثم ينث فيهماء ويقرأ7" فيهما: لكل مواد أَحَدُ 4 
وطقُل اوديري الاق 4 وف أَعُودْبرَتَ الاس € ثم يمسح هماما 
استطاع من جسده. يبدأ بهما علئ رأسه. ووجهه. وما أقبل من جسده. يفعل 
ذلك ثلاث مرات40). 

وكان ينام علئ شقه الأيمن» ويضع يده اليمنئ تحت خدّه الأيمن» ثم 
يقول: «اللهمّ ني عذابك يوم تبعث عبادك000). 

وكان يقول إذا أوئ إلى فراشه: «الحمدٌ لله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا 
وآواناء فكم ممّن لا كاني له ولا مؤوي). ذكره مسله0©. 

وذكر2") أيضًا أنه كان يقول إذا وی۸ إلى فراشه: «اللهم رب 


)١(‏ كما سبق في فصل ملابسه کا 

(۲) أخرجه البخاري )۷۳۹٤(‏ ومسلم )771١(‏ من حديث حذيفة بن اليمان. 

() في المطبوع: «وكان يقرأ». 

(5) أخرجه البخاري )٥١۱۷(‏ من حديث عائشة. 

(5) أخرجه مسلم )۷٠۹(‏ والبخاري في «الأدب المفرد» )١1115(‏ من حديث البراء بن 
عازب. 

(5) برقم )۲۷٠١(‏ من حديث أنس بن مالك. 

)۷( برقم (7717) من حديث أبي هريرة بنحوه. وأخرجه أيضًا البخاري في «الأدب 
المفرد» )١١١١(‏ وأبو داود (2051) والترمذي .)۳٠٠١(‏ ولفظ المؤلف مجموع 
من لفظ مسلم ولفظ «السئن». 

(۸) وقع بعده خرم في ق إلئ فصل «في هديه ية في الصلاة». 


10۸ 


السماوات ورب الأرض'ء ورب العرش7) العظيم» فالق الحبٌ والنوئ. 
مُنزِلٌ التوراة والإنجيل والقرآن؛ أعوذ بك من شرٌ كل ذي شرٌ أنت آخدٌ 
بناصيته. أنت الأول فليس قبلك شيء» وأنت الآخر فليس بعدك شيء. وأنت 
الظاهر فليس فوقك شيء» وأنت الباطن فليس دونك شيء. اقض عتا الدّينء 
وأَغْيِنا من الفقر». 

وكان إذا استيقظ من الليل قال: «لا إله إلا أنت, سبحانكء اللهمّ 
أستغفرك لذنبي» وأسألك رحمتّك. اللهك دن علمّاء ولا تزغ قلبي بعد إذ 
هديتني. وهب لي من لدنك رحمةء إنك أنت الوهاب»". 

وكان إذا انتبه من نومه قال: «الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتناء وإليه 
النشور». ثم يتسوك وربما قرأ العشر الآيات من أواخر(* آل عمران من 
قوله ولفاق أَلسَمْوت وَالْارّضِ > إلى آخرها [الآيات: ۲۰۰-۱۹۰]» وقال: 


)١(‏ ع: «ربٌ السماوات والأرض». 

(۲) ص٬ج»‏ مب» ن: «ربٌ العرش» دون واو العطف قبله. 

022 أخرجه أبو داود (20751) وابن نصر في «قيام الليل» (ص )٠١١8‏ والنسائي في 
«الكبرئ» )١٠١575(‏ والطبراني في «الدعاء؟ (57/ا) من حديث عائشة. فيه 
عبد الله بن الوليد التجيبي» قال الدارقطني كما في «سؤالات البرقاني» :)77١(‏ «لا 
یعتبر به» ومع ذلك صححه ابن حبان )٥ ٥۳۱(‏ والحاكم (۱۹۸۱)» وحسنه الحافظ 
في «نتائج الأفكار» )١١7/١(‏ وقال عن عبد الله بن الوليد: مصري مختلف فيه» وقد 
ّنه في «التقريب». 

)٤(‏ أخرجه البخاري (1۳۱۲) ومسلم (۲۷۱۱) من حديث حذيفة بن اليمان» وقد تقدم 
جزؤه الأول. 

(5) ك: «الآيات الأواخر من آخرا. ثم ضرب بعضهم على كلمة «الأواخرا. وكان فيع: 
«آيات...»» فأصلحه بعضهم إلئ ما أثبت من ص» ج» مب. 


١9 


«اللّهمَ لك الحمد. نت" نور السّماوات والأرض ومن فيهن» ولك الحمد. 
أنت قَيّم" السماوات والأرض ومن فيهن» ولك الحمد. أنت الحقٌ» 
ووعدك الحق" ولقاؤك حمق والجنّة حقٌ والنارحقء والنبيُون ق 
ومحكد حقٌ» والساعة حق. اللهم لك أسلمت» وبك آمنتُ» وعليك توكّلتٌ» 
وإليك أنبتُ. وبك خاصمت, وإليك حاكمت؛ فاغفر لي ما قدَّمتٌ وما 
أَخَرتٌء وما أسررثٌ وما أعلنثٌ. أنت إلهي» لا إله إلا أنت»47). 


وكان ينام أول الليل» ويقوم آخره. وربما سهر أول الليل في مصالح 
المسلمين. وكان تنام عيناه ولا ينام قلبه. وكان إذا نام لم يوقظوه حتئ يكون 


وكان إذا عرس( بليل اضطجع على شِقَّه الأيمنء وإذا عرّس قبيل 
الصبح نصّب ذراعه ووضع رأسه على كمّه. هكذا قال الترمذي". وقال أبو 
حاتم في «صحیحه»: كان إذا عرّس بالليل توسّد يميته» وإذا عرس بعد 


(۱) «أنت» ساقط منع. 

(۲) عءمب: «قيوم). 

(۳) «الحق» ساقط من كءع. 

)٤(‏ آخرجه البخاري (1۳۱۷» ۷۳۸۰ )۷٤۹٩‏ ومسلم )۷٦۹(‏ من حديث ابن عباس 
رتا بنحوه. 

.)١٤٤( ك»ع: «هو يستيقظ» بحذف «الذي» كما في «صحيح البخاري»‎ )٥( 

0) التعريس: نزول المسافر آخر الليل للنوم والاستراحة. 

(۷) في «الشمائل» )۲٠۰(‏ من حديث أبي قتادة» وهو عند مسلم (۸۳). 

.)٦٤۳۸( برقم‎ )۸( 

(9) ك»ع» مب: «قبل؟» وصححه بعضهم في حاشية ع. وفي ن: «قبيل؟» وكلاهما غلط. 


۱1۰ 


الصبح نصّب ساعده. وأظن هذا وهمًا')ء والصواب حديث الترمذي. 
والتعريس إنما يكون قبل الصبح. 
وكان نومه أعدل النوم» وهو أنفع ما يكون من النوم. والأطباء يقولون: 
هو ثلث الليل والنهار ثمان ساعات. 
فصل 
في هديه يك في الركوب 


ركب بل الخيلٌ» والإبلء والبغال» والحمير. وركب الفرسٌ مسرّجة 
تارةً وعَرْيًا أخرئ» وكان يجريها في بعض الأحيان. وکان يركب وحده وهو 
الأكثرء وربما أردف خلفه على البعير» وربما أردف خلفه وأركب أمامه 
فكانوا ثلاثةً على البعير. وأردف الرجال» وأردف بعض نسائه. 


وكان أكثر مراكبه الخيل والإبل. وأما البغال فالمعروف أنه كان عنده 
منها بغلة واحدة أهداها له بعض الملوك7). ولم تكن البغال مشهورة بأرض 
العرب» بل لما أهديت له البغلة قيل له: «ألا نُنْزِي الخيلٌ على الحُمُر؟»» 
فقال: «إنما يفعل ذلك الذين لا يعلمون)0؟»). 


)١(‏ كيع:«وهم)». 

(۲) وقع بعده في ن: «وقال أبو حاتم»» والظاهر أنه خطأ ناسخ انتقل بصره إلى ما سبق. 

(۳) «القرمانية؛ ضمن «جامع المسائل» (۷/ )١17‏ والفقرة إلى آخرها منقولة منها. 
وذهب علئ المؤلف له أنه قد ذكر من قبل في فصل دوابّه يله (ص١1)‏ أربع 
بغال وخامسة بلفظ «قيل» اعتمادًا علئ «المختصر الكبير» (ص/178-1). 

(5) أخرجه ابن أبي شيبة 5784٠ »۳٤۳۹٤(‏ 5) وأحمد (۱۸۷۹۳) والطبراني في - 


11١ 


فصل 
واتخذ ب الغنم والرقيق من الإماء والعبيد10©. 


وكان له مائة شاةء وكان لا يحب أن تزيد على مائةء فإذا زادت بَهمة ذبح 


مكانها أخرئ(). 


واتخذ الرقيق من الإماء والعبيد» وكان مواليه وعتقاؤه من العبيد أكثر 


من الإماء. وقد رول الترمذي في «جامعه)(") من حديث أبي أمامة وغيره» 


(00 


(00 
(۳) 


«الأوسط» (5445) من حديث دحية الكلبي بنحوه» وهو منقطع بين الشعبي وبينه. 


وله شاهد صحيح من حديث علي بن أبي طالب أخرجه ابن أبي شيبة )۳٤۳۸٩(‏ 
وأحمد (۰۷۸۰ )٠١١۹‏ وأبو داود )١070(‏ والنسائي في «المجتبئئ» )٠١۸١(‏ 
و«الكبرئ» (4405)؛ صححه ابن حبان (45487) والألباني في «صحيح أبي داود- 
الأم» (18/0)» واختاره الضياء المقدسي (۲/ .)۲٠١‏ 

تقدّم قريبًا ذكر غنمه بلي فلا أدري لماذا كرّره المؤلف هنا. ثم كذا ورد ذكر الغنم والرقيق 
بهذا السياق في الأصول (والطبعة الهندية) إلا مب ن فإِنَّ فيهما: «واتخذ رسول الله بك 
الغنم»؛ ولم يرد ما بعده. وهو أفضل لانفصال ذكر الرقيق من ذكر الخنم» وذهاب التكرار 
أيضًا في قوله الآتي: «واتخذ الرقيق من الإماء والعبيد». وكذا في الطبعة الميمنية وما بعدها. 
سبق تخريجه (ص۱۳۲). 

برقم )٠١ ٤۷(‏ وعد أن صححه قال: «الحديث صح في طرقه». وأخرجه أيضًا من 
حديث أبي هريرة )٠١٤١(‏ الشطر الأول منه فقط وصححه» وقال عقبه: وفي الباب 
عن عائشة وعمرو بن عبسة وابن عباس وواثلة بن الأسقع وعقبة بن عامر وكعب بن 
مرة. انظر: «نزهة الألباب» (۰/ ۲۳۱۸-۲۳۱۱). 

وحديث أبي هريرة أخرجه أيضًا البخاري (27611 )1۷۱٩١‏ ومسلم (1609). 


11۲ 


عن النبي كك قال: «أيّما امرئ أعمّقٌّ امأ مسلمًا كان وقاءً له( من النار, 
يُجزئ کل عضو منه عضوًا منه. EOE‏ 
کانتا تُكاكه من النارء يجزئ كل عضو(" منهما عضوًا منه». قال: هذا 
حديث حسن صحيح”" E‏ عتق العبد أفضلء وأن عتق 
العبد يعدل عتق أمتين» فكان أكثر عتقائه بل من العبيد. 

وهذا أحد المواضع الخمسة التي تكون فيها الأثثئ على النصف من 
الذكر. والثاني: العقيقة» فإنه عن الأنشئ شاةء وعن الذكر شاتان عند 
الجمهورء وفيه عدة أحاديث صحاح وحسان. والثالث: الشهادة» فإن شهادة 
امرأتين بشهادة رجل(؟). والرابع : الميراث. والخامس: الدية(). 

فصل 

وباع رسول الله ی واشترئ. وكان اشتراؤه بعد أن أكرمه الله تعالئ 
برسالته أكثر من بيعه. وكذلك بعد الهجرة لا يكاد يُحفّظ عنه البيع إلا في 
قضايا يسيرة» أكثرها لغيره» كبيعه القدّح والحِلْسَ فيمن يزيد" وبيعه 


)١(‏ كذا مجوّدًا في الأصول» وني مب» ن وحاشية ع: «فكاكه»» وهو لفظ الترمذي. 

(۲) ن: اعضوين»» وكذا في ع من تغيير بعضهم. 

(*) لفظ «حديث» ساقط من صء ج. ولفظ «حسن» ساقط من ن» وفوقه في ع علامة: 
(ه). وفي المطبوع من «الجامع»: احسن صحيح غريب من هذا الوجه». 

)٤(‏ صء ج: «شهادةٌ رجل». وني ك»ع: «المرأتين؟. 

(4) وانظر: «تحفة المودود» (ص”45) و«تهذيب السئن» (۲/ ۲۸۳- .)۲۸٤‏ 

)١(‏ أخرجه أحمد )١17١5(‏ وأبوداود(551١)‏ والترمذي )١١57(‏ وابن ماجه 
(۲۱۹۸) وغيرهم من حديث أنس. ومداره على أبي بكر عبد الله الحنفي» مجهول 
الحال» قال البخاري: لا يصح حديثه. «تهذيب التهذيب» (5/ ۸۸). 


11۳ 


يعقوبَ المديّر غلام أبي مذكور(١2»‏ وبيعه عبدًا أسود بعبدين"'. 


وأما شراؤه» فكثير. وآجر واستأجرء واستئجاره كان أكثر من إيجاره. 


وإنما يُحمّظ عنه أنه آجر نفسّه قبل النبوة في رغية7" الغنم. وآجر نفسّه من 
خديجة في سفره بمالها إلئ الشام. 


وإن كان" العقد مضاربةء فالمضارب أمين» وأجير» ووكيل» وشريك. 


فأمين إذا قبض المال» ووكيل إذا تصرّف فيه وأجير فيما يباشره بنفسه من 


العمل» وشريك إذا ظهر فيه الربح. 


(00) 


000 
00 
(€) 


(٥) 
(0) 


وقد أخرج الحاكم في اصحيحه)" من حديث الربيع بن بدر» عن 


أخرجه البخاري )1١51(‏ ومسلم (491) عن جابر. وسُمّي في حديث أحمد 
١5177‏ ) وأبى داود (/07"96861. 

أخرجه مسلم )١1107(‏ من حديث جابر. 

كع مب» ن: «رعاية). 

هنا حاشية في ج ونصّها: «هذا فيه نظر. ولم يرع النبي يكل بأجرة» وإنما قراريط اسم 
مكان» وكان عليه السلام يرعئ غنم أهلهء وسنه إذ ذاك خمس وعشرون. وقد أخطأ 
سويد بن سعيد في تفسير القراريط. وقد ذكرت غلطه ورد الناس عليه في غير هذا 
الموضع» والله أعلم». والقول بأن قراريط اسم مكان مروي عن إبراهيم الحربي. قال 
ابن الجوزي في «كشف المشكل» (۳/ ٤١‏ 5): اوهو أصح» لأن سويدًا لا يعتمد على 
قوله». وذكر ابن حجر في «الفتح» (5/ 5١‏ 5) أن ابن الجوزي تبع ابن ناصرء ثم رُح 
أن المراد جمع قيراط» ولا يعرف أهل مكة مكانًا يسمّئ قراريط. 

كع: «وكان» بإسقاط «إن)» وقد استدركت في حاشية ع. 

۳/ ۲ وأخرجه البيهقي »)21١48/57(‏ وابن عدي في «الكامل» في ترجمة الربيع بن 
بدر )٥۱۸ /٤(‏ وعدّه مما أنكر عليه» وسيأتي تضعيف المؤلف له. 


٤ 


أبي الزبير» عن جابر قال: آجر رسول الله ي نفسّه من خديجة بنت خويلد 
سفرتين إل جرش» كل سفرة بقلوص. وقال: صحيح الإسناد. 

قال في «النهاية»(١):‏ جُرَش بضم الجيم وفتح الراء من مخاليف اليمنء 
وهو بفتحهما بلد بالشام. 

قلت: إن صح الحديث فإنما هو المفتوح الذي بالشام. ولاايصح. فإن 
الربيع بن بدر هذا هو عَلَيْلكُ ضعّفه أئمة الحديث. قال النسائي والدارقطني 
والأزدي: متروك(2©. وكأن الحاكم ظنّه الربيع بن بدر مولئ طلحة بن 
عبيد الله(؟). 


وشارك يي ولما قدم عليه شريكه قال: أما تعرفني؟ قال: «كنتٌ 
شريكي فنِعْم الشريكُ كنت لا تدارئ ولا تماري»(. 


.)۲٠۱ /۱( في غریب الحديث‎ )١( 

(۲) انظر: «الكامل» لابن عدي )٥٩۸ ٥٠۷ /٤(‏ و«موسوعة أقوال الدارقطني» 
(۱/ 566) و«تهذيب الکمال» (9/ 56). 

(۳) كوع: «متروك الحديث». 

(5) العبارة «وقد أخرج الحاكم...٠‏ إلى هنا لم ترد في ج» وألحقت في حاشية ص» فهي 
أيضًا مما أضافه المصنف فيما بعد. 

)٥(‏ أخرجه أحمد )١06٠١(‏ وأبو داود (4877) وابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني» 
(195) من حديث السائب بن أبي السائب المخزومي. وقد اضطرب في صاحب 
الحديث اضطرابًا شديذداء قد ذكره أبو حاتم في «العلل» لابنه ٠(‏ 7”0) ولخصه بقوله: 
«من قال: عن عبد الله بن السائب» فهو: ابن السائب بن أبي السائب» ومن قال: 
قيس بن السائب» فكأنه يعني: أخا عبد الله بن السائب» ومن قال: السائب بن أبي 
السائب» فكأنه أراد: والد عبد الله بن السائب» وهؤلاء الثلاثة موالي مجاهد من - 


1١6 


«تدارئ» بالهمز من المدارأة وهي مدافعة الحق. فإن ترك همزهاء 
صارت من المداراة» وهي المدافعة بالتي هي أحسن. 

ووكّل وتوكّل» وكان توكيله أكثر من توگله. 

وأهدئ» وقبل الهدية» وأثاب عليها. ووهبء وانّهبء فقال لسلمة بن 
الأكوع» وقد وقع في سهمه جارية: «هَبْها لي»» فوهبها له» ففادئ بها من أهل 
مكة أسارئ من المسلميد9). 

واا تقر وخر وهو وان وار ی باو الان وال | + 

وضمن ضمانًا خاصًا علئ ربّه على عمال من عولها كان مضموتًا له 
وضمانًا عامًا لديون من توفي من المسلمين ولم يدَعْ وفاءً: أنها عليه وهو 
يوفُيها. وقد قيل: إن هذا الحكم عامٌ للأئمة بعده فالسلطان ضامن لديون 
المسلمين إذا لم يلموا وفاءًء فإنها عليه يوفيها من بيت المال. قالوا: كما 
يرثه إذا مات ولم يدَعْ وارئاء فكذلك يقضي عنه ديته إذا مات ولم يدع وفاءً» 
وكذلك ينفق عليه في حياته إذا لم يكن له ما يُتقّق عليه. 


3 فوق» وقال: «عبد الله بن السائب ليس بالقديم» وكان على عهد النبي ب حدّتٌ» 
والشركة بأبيه أشبه» والله أعلم». وفي إسناد حديث السائب إبراهيم بن مهاجرء فيه 
لين» ولم يتابع عليه. وانظر: التعليق على «المسندا. 

)١(‏ يفهم من سياق كلام المصنف أن الكلمة وردت بالهمز في الحديث ولذلك وضعت 
فوقها علامة الهمزة في ص» ج»ع في الموضعين» ولكن الصواب أن أصلها بالهمزء 
ورويت في الحديث بالتخفيف لمزاوجة «يماري». انظر: «النهاية في غريب الحديث» 
(؟/ 1° 110(. 

(۲) أخرجه مسلم (1705) وفيه: «هب لي المرأة». ولفظ المصنف أشبه بلفظ ابن أبي 
شيبة (۳۳۹۲۱) وابن ماجه .)۲۸٤٩(‏ 


1١175 


ووقف ية أرضًا كانت له» جعلها صدقة في سبيل الله. 

وشفّع 21 وشفع إليه"". وردّت بَريرةٌ شفاعته في مراجعة مغيثِ فلم 
يغضب عليهاء ولاعتّب. وهو الأسوة والقدوة كَكلِ. 

وحلف في أكثر 00 0 الله سبحانه بالحلف في 

ثةمواضعء فقال تعالى: #وَيِسْحَنعوَيكَ هول ىو نهر 
انى ةوقال تال 6 ا کک ا 
ای تبن [سبا: 1۲ء وقال تعالئ: ری دن كوا أن ن تما 

لَبَعَوْنَ رکو مما کی افر درك لأ ی € [التغابن: ۷]. 

وكان إسماعيل بن إسحاق القاضى يذاكر أبا بكر محمد بن داود 
الظاهري» ولا يسميه بالفقيه؛ فتحاكم إليه يومًا هو وخصمٌ له» فتوجّهت 
اليمين على أبي بكر فتهي للحَلِف» فقال له القاضي إسماعيل(؟2: ومثلك 
يحلف يا أبا بكر؟ فقال: وما يمنعني من الحَلِف» وقد أمر الله تعالى نبيّه 
بالحلف في ثلاث مواضع7*) من كتابه؟ قال أين ذلك؟ فسردها له أبو بكر 
فاستحسن ذلك منه جدَّاء ودعاه بالفقيه من ذلك اليوم. 


0 

32 
5 

a 


)١(‏ «وشمّع» لم يرد في ج» ك»ع» وقد استدرك في حاشية ع من نسخة أخرئ. 

)۲( في ص: «وشفع شفيع إليه؛» تحريف. 

)۳( زاد في «أعلام الموقعين» /٥(‏ ۱۸): «وهي موجودة في الصحاح والمساند». وسيأي 
مرة أخرئ في كتابنا هذا في فصل ما في قصة الحديبية من الفوائد. 

() في كع بعده زيادة: «بن إسحاق: أتحلف؟). 

(5) كذا في معظم الأصولء وكأنه ذهب إلى الآيات» فذكّر العدد. وفي مب» ن: «ثلاثة 
مواضع». 

11۷ 


وكان وة يستثني في يمي يمينه تارةٌ» ويكفّرها تارةً» ويمضي فيها تارة. 
والاستثناء يمنع عقد اليمين» والكفا PETE‏ 41 
تغالئ تبحِلة011. 

5 م د‎ . 5 ٠. ان‎ ٠. 

وكان َو يمازح ويقول في مزاحه الحق. ويورّي ولا يقول في توريته إلا 
الح مثل أن يريد وجهةً يقصدهاء فيسأل عن غيرها كيف طريقها؟ وكيف 

وكان يشير» ويستشير. 

وكان يعود المريضء ويشهد الجنازة» ويجيب الدعوة» ويمشي مع 
الأرملة والمسكين والضعيف في حوائجهم. 
جزء يسير جدًّا من محامده» وأثاب على الحق؛ وأما مد غيره من الناس 
فأكثرٌ ما يكون بالكذبء فلذلك أمَر أن يبل في وجوه المدّاحين التراب'. 

فصل 

وسابقٌ رسولٌ الله اة بنفسه على الأقدام» وصارَء9» 


(1) في الآية الثانية من سورة التحريم. 

(۲) أخرجه مسلم )۳٠٠۲(‏ من حديث المقداد بن الأسود. 

)۳( آمشل ما روي في مصارعة النبي به حديث ركانة» أخرجه أبو داود (8018) 
والترمذي )١1785(‏ عن أبي الحسن العسقلاني عن أبي جعفر بن محمد بن ركانة عن 
أبيه. قال الترمذي: «هذا حديث غريب» وإسناده ليس بالقائم» ولانعرف أبا الحسن 
العسقلاني ولا ابن ركانة». وقال ابن كثير في «البداية والنهاية» (50577/5): وقد روك = 


11۸ 


وخصّف نعله بيده ورقّع ثوبّه بيده. ورقّع دلوّهء وحلّب شاته» وفلّئ 
ثوبه» وخدّم أهلّه ونفسّهء وحمل معهم اللَبِنَ في بناء المسجد. 

وربط على بطنه الحجرٌ من الجوع تارةٌ وشبع تارة» وضاف وأضاف. 

واحتجم في وسط رأسه. وعلئ ظهر قدمه. واحتجم في الأخدعين؛ 
والكاهل وهو بين الكتفين(21. 

وتداوئ» وكوئ ولم يكتوء ورقیٰ ولم يستَرْقٍ. وحمّئ المريض مما 


وأصول الطب ثلاثة: الحمية» وحفظ الصحةء واستفراغ المادّة المُضِرّة. 
وقد جمعها الله تعالى له ولأمته في ثلاث مواضع من كتابه: فحمئ 
المريض من استعمال الماء خشية الضرر» فقال تعالئ: يان ڪن ير رض أو 
عل سَفْ ِو جك يلعلو اومس رالا فر يدوام يكوا 4 
[النساء: »]٤١‏ فأباح التيمّمَ للمريض حمية له" ء كما أباحه للعادم. 


= أبو بكر الشافعي بإسناد جيد عن ابن عباس أن يزيد بن ركانة صارع النبي ياي 
فصرعه النبيٌ يكل وذكر القصة. والمصارعة المذكورة وقعت قبل الإسلام. وحكئ 
السهيلي في «الروض» (7/ )١45‏ أن أبا الأكدّين كلّدة بن أسَيد دعا النبي بل إلى 
المصارعة؛ فصرّعه رسولٌ الله ي ولكن لم يؤمن حسب شرطه. 

)١(‏ مب» ن: «ما بين الكتفين»» وكذا زاد بعضهم فيع. 

(؟) كذا بتذكير العدد في جميع النسخ إلا مب» ن. وانظر ما علّقت آنقًا. 

(۳) «له» ساقط من ك. أماع فسقط منها: «حمية له واستدرك في حاشيتها من بعض 
النسخ. 

1۹ 


> وو 


وقال في حفظ الصحة: فمن ڪات نك مضا أوَعَلَسَفَرِفِدة 
اار4 [البقرة: »]١1865‏ 7 للمسافر في رمضان الفطرٌ حفظًا م 
لئلا يجتمع على قوّته الصومٌ ومشقة السفرء فتضعف القوة» وهن م الصحة(1©. 

وقال في الاستفراغ في حلق الرأس للمُحْرم: جتنن يسالك 
نادي من صیاا داومك 4 [البقرة: 195]» فأباح للمريض أو من 
E N‏ 
والأبخرة الردة ًة" التي يتولّد عليها”" القَمْلُء كما حصل لكعب بن 
عجره أو تُولّد عليه المرض. 

وهذه الثلاثة هي قواعد الطب وأصوله» فذكر من كل جنس منها سيًا(0» 
وصورة منبهًا بها على نعمته على عباده في أمثالها من حميتهم» وحفظ 


صكّتهم» واستفراغ موادٌ آذاهم» رحمة بعباده» ولطقًا بہم» ورآفةً بهم . وهو 
الرؤوف 1 لرحیہ(۷. 


)١(‏ في مب: «القوة والصحة» بإسقاط الفعل «تبن». 

(۲) كذافي الأصول بالتسهيل. 

(9) كوع: «عنها». وقي ن: «تولّد عليه». 

.)۱۲١١( انظر حديثه في «صحيح البخاري» (1815) واصحيح مسلم»‎ )٤( 

(5) كءمب: «شيئًا»» وكذا فيع مع علامة الاستشكال تحتها. وكذا في المطبوع» وهو 
تصحيف . 

(5) بهم لم يرد في ص» ج. 

(۷) ذكر المصتف هذه القواعد الثلاث في «إغاثة اللهفان» (۱/ ۲۳) أيضًاء وسيذكرها مرة 


أخرئ في المجلد الرابع في الطب النبوي (ص5- 7). 


17 


فصل 
في هديه َيه في معاملته 


كان أحسن الناس معاملةً. وكان إذا استسلف سَلَفَا قضئ خيرًا منه(١).‏ 
وكان إذا استسلف من رجل سَلَّمًا قضاه إياه» ودعا له» فقال: «بارك الله لك في 
أهلك ومالك» إنما جزاء الف الحمد والأداء»(". 

واستسلف من رجل أربعين صاعاء فاحتاج الأنصاري» فأتاه. فقال َكلُِْ: 
اما جاءنا من شيء بعد فقال الرجل» وأراد أن يتكلّم؛ فقال رسول الله يَكلله: 
« لا تقل إلا خيرّاء فاا و ف فأعطاه أربعين فضلا وأربعين لسلفه. 
فأعطاه ثمانين. ذكره البزار^“. 


)١(‏ أخرج مالك (1185) ومن طريقه مسلم )١110١(‏ من حديث أبي رافع مولئ 
رسول الله و أنه استسلف بكرًا فقضئ جملا خيارًا رباعيًا وقال: «أعطِه إياه؛ فإن 
خيار الناس أحسنهم قضاءً». 
(۲) أخرجه أحمد(١1141١)‏ والنسائي في «المجتبئ» (4747) و«الكبرئ» 2571750 
۲ وابن ماجه (5 57 7) من حديث إسماعيل بن إبراهيم بن عبد الله بن أبي 
ربيعة المخزومي عن أبيه عن جده. والحديث صححه الألباني في «الإرواء» 
(7375/6). وقد انقلب اسم إسماعيل بن إبراهيم عند أحمد إلى إبراهيم بن إسماعيل» 
وهو على الصواب في «أطراف المسند» (۲/ ۹٠۷)ء‏ وانظر التعليق على «المسندا. 
في «مسنده» )76077/1١1(‏ وقال: «وهذا الحديث لا نعلمه يروئ عن النبي ي بإسناد 
متصل إلا من هذا الوجه بهذا الإسنادء ولم نسمع هذا الحديث إلا من أحمد بن 
خزيمة وكان ثقة». قال الهيثمي في (مجمع الزوائد» 0١ /٤(‏ «رجاله رجال 
الصحيح» خلا شيخ البزار» وهو ثقة». فيه عنعنة ابن جريج» وشيخه عطاء» إن كان 
الخراساني فهو لم يسمع من ابن عباس شيئًاء وقال يحيئ القطان: ابن جريج عن عطاء - 


۳( 


محصمر 


1۷۱1 


واقترض بعيرّاء فجاء صاحبه يتقاضاه» فأغلظ للنبي بي فهمَ به أصحابه 
فقال: «دَعُوه فإن لصاحب الحقٌّ مقالا(١).‏ 

واشترئ مرةً شيئًا ولیس عنده ثمنه» فأربح فيه» فباعه» وتصدّق() 
بالربح على أرامل بني عبد المطّلبء وقال: «لا أشتري بعد هذا شيئًا إلا 
وعندي ثمنه». ذكره أبو داود". وهذا لا يناقض شراه في الذمة إلى أجلء 
فهذا شيء وهذا شيء. 

وتقاضاه غريم له ديتاء وأغلظ”؟) له فهمٌ به عمر بن الخطابء فقال: 
«مَه يا عمرء كنثٌ أحوّجٌ إلى أن تأمرني بالوفاءء وكان أحوجٌ إلى أن تأمره 
بالصبر»200. 


= الخراساني ضعيف [«جامع التحصيل» (ص ۲۳۸۰۲۲۹)]؛ وإن كان ابن أبي رباح 
فلم يؤمن تدليس ابن جريج. 

(۱) أخرجه البخاري (37705, 37740 )32١771401‏ من حديث أبي هريرة رل ڪنة. 

(۲) صءج: «فتصدّق». 

(۳) برقم »)۳۳٤٤(‏ وأخرجه ابن أبي شيبة (۲۲۹۲۹) وأحمد (۲۰۹۳» ۲۹۷۰» ۲۹۷۱) 
والطبراني (۱۱/ ۲۸۲) والبيهقي (107/5) من حديث ابن عباس» من طريق شريك 
عن سماك عن عكرمة عنه» وشريك هو ابن عبد الله النخعي» فيه لين» ورواية سماك 
عن عكرمة خاصة مضطربة. ومع ذلك صححه الحاكم (۲/ )۲١‏ واختاره الضياء 
.)٤١ /5(‏ والحديث ضعفه ابن حزم في «المحلئ» (9/ 15) وابن القطان في «بيان 
الوهم » (۳/ 0701 037 7) والألباني في «الضعيفة» (۱۰/ .)۳٠۹‏ 

() ك»ع: «فأغلظ». 

)2( هو جزء من حديث طويل في علامات النبوة في قصة إسلام زيد بن سَعتة» أخرجه ابن 
آبي عاصم في «الآحاد والمثاني» (7087)- ومن طريقه أبو الشيخ في «أخلاق النبي 
كا  ) 875 /١(‏ والطبراني (5/ 0777 17/ )19١‏ وأبو نعيم في «دلائل النبوة» ‏ 


1١7 


وباعه يهودي بیعًا إلى أجل» فجاءه قبل الأجل يتقاضئا ثمنه» فقال: «لم 


ا الأجل». فقال اليهودي: إنكم لَمْطُلٌ(0) يا بنى عبد المطلب» فهم به 
أصحابه. فنهاهم» فلم يزده ذلك إلا حلما. فقال اليهودي: کا شيء منك قد 
عرفته من علامات النبوة» وبقيت" واحدة وهى أنه لا يزيده شدَّةٌ الجهل 
عليه إلا حلمّاء فأردت أن أعرفها. فأسلم اليهودي". 


فصل 
في هديه كَل في مشيه وحده ومع أصحابه 


كان إذا مشئ تكمّئ تكفْيًا(»» وكان أسرع الناس مِشية وأحستها 


وأسكتها. قال أبو هريرة: «مارأيتٌ شيئًا أحسنّ من رسول الله ل كان 


/1١‏ ۲ والبيهقي في «الكبرئ» (/ 28) و«دلائل النبوة» (۲۷۸/7) من حديث 


محمد بن حمزة بن يوسف بن عبد الله بن سلام عن أبيه عن جده» وفيه حمزة بن 
يوسف وعليه مداره» لم يوثقه غير ابن حبان» ولعله لجهالته لم يذكره البخاري ولا ابن 
أبي حاتم. ومع ذلك صححه ابن حبان (۲۸۸) والحاكم (۳/ 565)»؛ واختاره الضياء 
(/ 58-555 5)» وقال المزي في «تبذيب الكمال» (۷/ :)۳٤١‏ «هذا حديث حسن 
مشهور في دلائل النبوة». وقال الذهبي في «تلخيص المستدرك: «ما أنكره وأركّه!؛ ثم 
بين علته» وعليه ضِعَّفه الألباني وفصّل الكلام فيه انظر: «الضعيفة» (17"51). 

جمع مَعطُول. وضبط في ع: الَمُطَل؛ يعني جمع ماطل كراكع ورُكّع. 

صء ج: «بقت» على لغة طيى. 

جزء من الحديث السابق. 

كذا في النسخ و«أخلاق النبي اة لأبي الشيخ (۲/ ۲۷). قال ابن الأثير في «النهاية» 
(18*/:5): «هكذا روي غير مهموزء والأصل الهمزء وبعضهم يرويه مهمورًاا» 
فأصله «تكمّأ تكفُوًا» كما أثبته الفقي في نشرته. 


1۷۳ 


الشمس تجري في وجهه. ومارأيت أحدا أسرعَ في مشيته من رسول الله لاف 
كأنما الأرض تطوى له. إنَالَنُجْهِد أنفسّناء وإنّهِ لَِيرٌ مكترث6(©. 

وقال علي بن أبي طالب: «كان رسول الله ا إذا مشئ تكمَّئ تكفيّاء 
اا وقال مرةً: «إذا مه مشئ تقلَّه0(©. 

قلت: والتقلّع: الارتفاع من الأرض بجملته كحال المنحَط في الصَّبّب. 
وهي مشية أولي العزم والهمة والشجاعة. وهي أعدّل اليشيات وأروّحها 
للأعضاء وأبعدها من مشية الهّوّجٍ والمهانة والتّماوت فإن الماشي إما أن 
يتماوّت في مِشيته» ويمشي قطعة واحدة كأنه خشبة محمولة» وهي مشية 
مذمومة قبيحة. وإما أن يمشي بانزعاج واضطراب مشي الجمل الأهوّج» 
وهي مشية مذمومة أيضّاء وهي علامة على خمّة عقل صاحبهاء ولا سيّما إن 
كان يُكثر الالتفات حال مشيه يميئًا وشمالا. وإما أن يمشي مَوناء وهي مشية 


)١(‏ أخرجه عبد الله بن المبارك في «الزهد؛ (۸۳۸) وأحمد )۸۹٤۳ ء۸٠٠١ ٤(‏ والترمذي 
(754”) وابن حبان (77*09) وأبو الشيخ في «أخلاق النبي َك /٤(‏ 57) والبيهقي 
في «دلائل النبوة» »))۲٠۸/١(‏ فيه ابن لهيعة» ولكن الراوي عنه قتيبة» وهو ملحق 
بالعبادلة في صحة روايته عن ابن لهيعة» ومع ذلك قال الترمذي: غريب» وضعفه 
الألباني في «الضعيفة» (9/ 7177) اواع A‏ ۱( 
من حديث جابر بن سمرة. وانظر تعليق محققى «المسند) (5 .)۸٦٠‏ 

(۲( أخرجه أحمد )1١47(‏ والترمذي (۳۹۳۷)» وصححه الترمذي والحاكم (۲/ 508): 
واختاره الضياء )۰۳۱۸/۲ 759). وله شاهد من حديث أنس عند مسلم 
.(AY /YTT*)‏ 

(*) وهو عند آحمد )١199(‏ والترمذي  )7578(‏ واللفظ له وقال: «هذا حديث ليس 


إسناده بمتصل؟. 
1V٤‏ 


عباد الرحمن كما وصفهم بها في كتابه فقال: ووباد انأل ونل 
لْدضِ هْوْئًا © [الفرقان: .]٦۳‏ قال غير واحد من السلف: سكينةً ووقارًا من غير 
كبر ولا تماوّت(2. وهي مشية رسول الله لِك فإنه مع هذه المشية كان كأنما 
ينح من صَبَّب"» وكأنما الأرض تطوئ له» حتئ كان الماشي معه بُجهد 
نفسّه ورسولٌ الله ل غير مكترث. وهذا يدل على أمرين: أن مشيته لم 
تكن( بتماوت ولا بمهانة» بل أعدل المشيات. 

والوشيات عشرة أنواع» هذه ثلاثة منها. والرابع: السعي» والخامس: الرَّمَل؛ 
وهو أسرع المشي مع تقارّب الخطئ ويسمّئ: الخبّب. وفي «الصحيح)7؟) من 
حديث ابن عمر أن النبي يكل حب في طوافه ثلانًا ومشئ أربعًا. 

والسادس: النّسّلانء وهو العَدُو الخفيف الذي لا يُزعج الماشي ولا 
يُكرثه0*). وني بعض «المساند(297225 أن المشاة شكوا إلى رسول الله به من 
المشي في حَجّة الوداع» فقال: «استعينوا بالنّسَلان». 


)١(‏ انظر: «تفسير الطبري» (۱۷/ )٤۹١ -٤۸٩‏ ولم أقف على النص بعينه. 

(۲) ماعداص: «افي صيب». 

(۳) في المطبوع بعد «تكن» وبعد «بل» فيما يأتي زيادة: «مشية). 

.)۱۲١۱ »۱۲۲۷( ومسلم‎ )۱1۹۱۰۱٦٤٤ ۱1۱۷ ۱1۰ ۳( البخاري‎ )( 

(0) كرّئه الأمر وأكرئّه: اشد عليه. 

(5) ك»ع: «المسانيد». 

(۷) لم أجده في المسانيد المطبوعة. وأخرجه ابن خزيمة (675 27 /7011) والحاكم 
(1/ 457 والبيهقي )7١١07/5(‏ من حديث جابر بن عبد الله بلفظ: 
«عليكم بالنسلان»» إلا في الموضع الأول عند ابن خزيمة» ففيه: «استعينوا التَسْله. 
صححه ابن خزيمة والحاكم والألباني في «الصحيحة» (416). 


1_7 


والسابع: الكّوزلىء وهي مشية التمايل7١‏ يقال: إل فيها تكسُرًا وتخئنًا. 

والثامن: القهقرئ» وهي المشي إلى وراء. 

والتاسع: الجَمَزئ» وهي مشية يثِبٌ فيها الماشي وثبًا. 

والعاشر': مشية التبختر» وهي مشية أولي العُجب والتكبر. وهي التي 
خسف الله سبحانه بصاحبها لما نظر في عِطَمَيه وأعجبته نفشه» فهو يتجلجل 
في الأرض إلى يوم القيامة0©. 

وأعدّل هذه المشيات مشية الهّون والتكفّي9؟). 


وأما مشيه مع أصحابه فكانوا يمشون بين يديه» وهو خلفهم» ويقول: «دَعُوا 
ظهري للملائكة»(. ولهذا في الحديث: وكان يسوق أصحابه0). 


)١(‏ بعده في مب» ن زيادة: «وهي مشية؟. 

(۲) في صء ج: «والعاشر: مشية المتمايل كمشية النُسوان» وبه قُسّر قول النبي كَل في 
النساء: «كاسيات عاريات مميلات»» وإذا مشئ بها الرجل كان متبخترا». والمثبت 
من ك ع وكذا في المطبوع» ولعل المؤلف استبدله بما ورد في صء ج لكون العاشر 
تكرارًا للسابع» إذ كلاهما مشية التمايل. 

)۳( كما ورد في حديث أبي هريرة في اصحيح البخاري» (01/84) ومسلم (۲۰۸۸). 

)٤(‏ كذا في النسخ» وقد مر آنقا. 

)٥(‏ أخرجه أحمد )1١181(‏ والدارمي (57) من حديث جابر بن عبد الله» إسناده 
صحيح» وصححه الحاكم (۲/ »5١١‏ 5/ ۲۸۱). وله شاهد من حديث جابر أيضًا 
من فعل الصحابة» أخرجه أحمد )١577*5(‏ وابن ماجه (57؟)» وصححه ابن حبان 
)11( 

(7) كما في حديث جابر وسيأقٍ تخريجه. 


1۷٦ 


ومشىى في بعض غزواته مرةٌ فانقطعت(١)‏ إصِبَعُه(" 2 وسال منها الدم؛ 
فقال9): 

وكان في السفر ساقة أصحابه» يرجي الضعيف ويُردف» ويدعو لهم. 
ذكره أبو داود(؟). 

فصل 
في هديه في جلوسه واتكائه 

كان يجلس على الأرض» وعلى الحصير والبساط. وقالت قيلة بنت 
خر رايت رسو ل الله كله وه قاع الم قاف قال فلما رايت زيهول 
ل لان م : م ه 
الله ية المتخشع في الجأسة أَرْعِذْتٌ من القَرَق0). 


)١(‏ كعع: «وانقطعت». 

(۲) لم أقف عليه. والوارد في إصبع النبي ية أنها دميت أو تكبت. 

(') آخرجه البخاري )5١4778٠017(‏ ومسلم (11747) من حديث جندب بن سفيان. 

(5) برقم(7779) من حديث جابر» وأخرجه الحاكم (۲/ )١١١‏ وعنه البيهقي 
»)۲٥۷ /5(‏ والحديث صحيح. 

)2( «وهو قاعد...» إلى هنا ساقط من ك ع. 

(7) أخرجه البخاري في «الأدب المفردا )١١18(‏ وأبو داود )٤۸٤۷(‏ والترمذي في 
«الشمائل» 1717) والطبراني (۸/ )٠١‏ والبيهقي (؟/ 0 . وني إسناده عبد الله بن 
حسان العنبري» مقبول» وجدَّتاه صفية ودّحَيبة ابتتا علَيبة» مجهولتان. قال الحافظ في 
«الفتح4 (58/11): إسناده لا بأس به. والحديث ضعفه الألباني في «مختصر الشمائل» - 


1¥ 


ولما قم عليه عدي بن حاتم دعاه إلى منزله» فألقت إليه الجارية وسادة 
فعرفتٌ أنه ليس بمَلِك. 


وكان يستلقي أحياناء ويضع إحدئ رجليه علئ الأخرئ. وكان یتک 
علئ الوا وریا انَأ علئ يسارهء وريما اکا على يمينه. وكان إذا احتاج 
في خروجه توكأ علئ بعض أصحابه من ضعفي. 
فصل 
في هديه عند قضاء الحاجة() 


كان إذا دخل الخلاء قال: «اللهم إني أعوذ بك من الحُبّثْ 
والخبائث. الرّجْس النّجس الشيطان الرجيم»". وكان إذا خرج يقول: 


»)٠١١( =‏ وحسنه في #صحيح الأدب المفرد» (407) وقال في «الصحيحة» :)7١15(‏ 
«إسناده حسن في الشواهدا» وكذلك حسنه محققو «سنن أبي داود» ط. الرسالة. 

)١(‏ ذكره ابن إسحاق فيما نقله عنه ابن هشام في «السيرة» (۲/ »)٥۸١‏ وأخرجه أحمد 
(0 )مانن حديث عدي بن حاتم الطويل في قصة إسلامه. في إسناده عباد بن 
حبيش» لم يوتّقه أحد غير أن ابن حبان ذكره في «الثقات). وانظر: تعليق محققي 
«المسندا. 

(۲) ص: «حاجته). 

(۳) أخرجه البخاري »۱٤۲(‏ 1۳۲۲) ومسلم )۳۷١(‏ وغيرهما من حديث أنس» من 
طريق عبد العزيز بن صهيب عنه؛ دون زيادة: «الرجس النجس الشيطان الرجيم»» 
وهي زيادة وردت في بعض الأحاديث الضعيفة؛ منها ما رواه الطبراني في «الدعاء 
(556) و«الأوسط» )۸۸٠١(‏ وابن السني في «عمل اليوم والليلة» »)١19/١(‏ وفي 
إسناده ضعف» وضعفه أبو زرعة كما في «علل ابن أبي حاتم» (۱۳). ومنها ما رواه- 


118 


«غفرانك2(00©. 


وكان يستنجي بالماء تارة» ويستجمر بالأحجار تارة» ويجمع بينهما 
تارة. وكان إذا ذهب في سفره للحاجة انطلق حت يتوارئ عن أصحابه» وربما 
كان يبعد نحو الميلين. وكان يستتر للحاجة بالهدف”22 تارة» وبحائش 
النخل(" تارةٌ» وبشجر البوادي7؟ تارةٌ. 

وكان إذا أراد أن يبول في عَرّاز من الأرض - وهو الموضع الصَّلب ‏ أخذ 
عودًا من الأرض» فنكّت به حتئ يَتْرَىء ثم يبول. وكان يرتاد لبوله الموضع 
الث وهو الليّن الرّحْو من الأرض. 


= أحمد(19787) وأبو داود(5) وابن ماجه(97١)‏ والطبراني (5/ 5 )٠١‏ من حديث 
زيد بن أرقم» لكن اختلف فيه على قتادة» وبه أعله الترمذي عقب الحديث (0) 
والبخاري كما في «العلل الكبير» (ص 77)» ورجح أبو زرعة حديث عبد العزيز بن 
صهيب عن أنس (الذي رواه الشيخان) على رواية زيد بن أرقم. وانظر: «الضعيفة» 
(4144) والتعليق على «المسند» .)۱۹۲۸١(‏ وسيأتي مرة أخرئ عند المؤلف في 
فصل هديه كَل في الذّكر عند دخول الخلاء (؟/ 5 50). 

)١(‏ أخرجه آحمد(۲۲۰٠۲)‏ والبخاري في «الأدب المفرد» (1۹۳) وأبو داود(0*) 
والترمذي (۷) والنسائي في «الكبرئ» (5 187) وابن ماجه(0١7"0)‏ من حديث 
عائشة. عده أبو حاتم أصح شيء في الباب كما في «العلل» لابنه (97)» والحديث 
حسنه الترمذي» وص ححه ابن خزيمة (40) وابن حبان )١5145(‏ والحاكم 
(168/1). وانظر: «صحيح أبي داود - الأم» (۱/ 09 وما بعده). 

)۲( الهدّف: ما ارتفع من الأرض. 

(۳) هو ما التفّ منه واجتمع. 

)٤(‏ في النسخ المطبوعة: «الوادي». 


17 


وأكثر ما كان يبول وهو قاعد, حتّئ قالت عائشة: من حدَّثكم أنه كان 


يبول قائمًا فلا تصدّقوه ما كان يبول إلا قاعدً(١».‏ وقد روئ مسلم في 
«صحيحه0 7(" من حديث حذيفة أنه بي بال قائمًا. فقيل: هذا بيان للجوازء 
وقيل: إنما فعله من وجع كان بمَأبضه» وقيل: فعله استشفاءً. قال الشافعي: 
والعرب تستشفي من وجع الصلب بالبول قائمًا"'. والصحيح أنه إنما فعل 
ذلك تنزّمًا وبعدًا من إصابة البول» فإنه إنما فعل هذا لما أنئ سُبَاطة قوم 
وهي مُلقئ الكناسة ‏ وتسمّئ المزبلة» وهي تكون مرتفعةٌ» فلو بال فيها 
الرجل قاعدًا لارتد عليه بوله. وهر كله اند حا وحدلينا بيخ وبين الا 
فلم يكن بد من بوله قائمًا. والله أعلم. 


(00 


وقد ذكر الترمذي7؟) عن عمر بن الخطاب قال: رآني النبيٌ با وأنا أبول 


أخرجه أحمد )١0١50(‏ والتر مذي )١11(‏ والنسائي في «المجتبئ"» (۲۹) وفي 
«الكبرئ؟ (8؟) وابن ماجه (۳۰۷) وابن حبان )١570(‏ والحاكم )١86 20341١ /1١(‏ 
وصححه. وقال الترمذي: «حديث عائشة أحسن شيء في الباب وأصح». وانظر: 
«السلسلة الصحيحة» .)5١1١(‏ 

برقم (۲۷۳). وأخرجه أيضًَا البخاري .)۲۲۶٤(‏ 

نقله البيهقي في «السنن الكبرئ» ١١ /١(‏ ١)وقال:‏ «وقد ذكره الشافعي رحمه الله 
تعالئ بمعناه». وانظر: «معرفة السنن» .)75١/١(‏ ونسبه في «الفتح» )۳٠١١ /١(‏ إلى 
أحمد أيضًا. 

عقب الحديث (۱۲). وأخرجه عبد الرزاق (5 -)١5947‏ ومن طريقه ابن ماجه (۳۰۸) 
وأبوعوانة (0849)-عن ابن جريج عن عبد الكريم بن أبي المخارق عن نافع عن ابن 
عمر عن عمر به. وأخرجه ابن حبان )۱٤۲۳(‏ من طريق آخر عن ابن جريج عن نافع عن 
ابن عمر» وابن جريج لم يسمعه من نافع؛ بل سمعه من عبد الكريم بن أبي المخارق. 
قال الألباني في «الصحيحة» :)7٠١ /١(‏ «وأما النهي عن البول قاتا فلم يصح فيه حديث» - 


1A۰ 


قائمّاء فقال: «يا عمرء لا تَبْل قائمًا». قال: فما بُلتٌ قائمًا بعد. قال الترمذي: 
وإنما رفعه(١2‏ عبد الكريم بن أبي المخارق» وهو ضعيف عند أهل 
الحديث. 


وني «مسند البزار»(2 وغيره من حديث عبد الله بن بريدة عن أبيه أن 
رسول الله اة قال: «ثلاث من الجفاء: أن يبول الرجل قائمّاء أو يمسح جبهته 
قبل أن يفرغ من صلاتهء أو ينفخ في سجوده). ورواه الترمذي وقال: هو 
غير محفوظ. وقال البزار: «لا نعلم رواه عن عبد الله بن بريدة إلا 
سعيد بن عبيد الله»» ولم يجرحه بشيء. وقال ابن أبي حاتم2*0: هو بصري 

ثقة مشهور. 

= مثل حديث: «لا تبل قاث)»» وانظر: «الضعيفة» (۹۳۸). 

)١(‏ والموقوف أخرجه ابن أبي شيبة (۱۳۳۳) بإسناد صحيح عن عمر: «ما لت قائمًا منذ 
أسلمتٌ1. 

.)٠١ /٠( (۲(‏ وأخرجه أيضًا البخاري في «التاريخ الكبير» (۲/ 415-14904) 
والطبراني في «الأوسط» .)٥۹۹۸(‏ ولفظ البخاري: «أربع من الجفاء... وأن يسمع 
المنادي ثم لا يتشهد مثل ما يتشهد». وقد اختلف على عبد الله بن بريدة» فرواه 
كَهْمّس بن الحسن عنه أنه قال: كان يقال: أربع من الجفاء...» أخرجه ابن أبي شيبة 
(4741). ورواه قتادة عن ابن بريدة عن ابن مسعود قال: أربع من الجفاء...» أخرجه 
البيهقي (۲/ .)۲۸٠١‏ ورجّح الوقف ابن رجب في «فتح الباري» (۳/ 7”44). وانظر 
للتفصيل: «أنيس الساري» .)0119/-6157/١9١(‏ 

(۳) عقب الحديث .)١7(‏ ونقل البيهقي (۲/ )۲۸٠‏ عن البخاري أنه قال: «هذا حديث 
منکر» يضطربون فيه». 

.)١٠٠١ /٠١( في «البحر الزخار»‎ )٤( 

(5) انظر: «الجرح والتعديل» /٤(‏ ۳۹-۳۸). 


148١ 


2 41 8 به 0 
والنحنحة» والقفزء ومّسْك الحبل» وطلوع الدّرّجة» وحَشو القطن في 
بش الإحليل» وصبٌ الماء فيه وتفقده الفينة بعد الفينة» ونحو ذلك من 


بدع آهل الوسواس. 


(00) 


وقد روي عنه كك أنه كان إذا بال نتر ذكّره ثلائًا9؟). وروي أنه أمرّ بے( 


في الطبعة الهندية وغيرها: «نخس)» ولما لم يكن لها معنّئ هنا حذفت في طبعة 
الرسالة البنَّ دون تنبيه! وهي تصحيف ما أثبت من الأصول. ومعناها الثقب كما 
فسّرها الدميري في «حياة الحيوان الكبرئ» .)٠٠١ /١(‏ وجمعها أبخاش. وقد 
استعملها المؤلف في «مفتاح دار السعادة» (۲/ ۷٤١‏ 7784) لثتقوب المزمار 
والمصفاة. وقد ضبطها دوزي )١59/١(‏ بفتح الباء وضمهاء واقتصر صاحب 
«محيط المحيط» (ص۲۹) على الضمء وهو أقرب إلى الأصل. وهي كلمة سريانية 
شاعت في عامّيّة بلاد الشام والعراق. وانظر: مجلة لغة العرب للكرملي (5/ ۸٤۲)ء‏ 
و«الآثار الآرامية في لغة الموصل العامية» للموصلي (ص۷١)ء‏ و«البراهين الحسّيّة» 
لأغناطيوس يعقوب (ص56). 

وانظر: «إغاثة اللهفان» /١(‏ 5-7657 75؟) وقد عدّد المؤلف فيه عشرة أشياء يفعلها 
الموسوسون بعد البول! 

أخرجه البيهقي (۱/ )١ ١7‏ من حديث عيسل بن يزداد_أو آزداد عن أبيه. وهما 
مجهولان. وانظر التخريج التالي. 

كع «وروي عنه). 

أخرجه ابن أبي شيبة (۱۷۲۰» ۱۷۲۲) وأحمد )۱۹١٥۳(‏ وأبو داود في «المراسيل» 
(ص ۷۳) وابن ماجه (777)؛ من حديث زمعة بن صالح» عن عيسئ بن يزداد 
اليماني عن أبيه. زمعة ضعيف» وعيسئ وأبوه مجهولان [«العلل» لابن أبي حاتم - 


1A۲ 


ولكن لا يصح ذلك من فعله ولا أمره. قاله أبو جعفر العقيلي. 


وكان إذا سلَّم عليه أحد وهويبولء لم يرٌدٌ عليه. ذكره مسلم في 


«صحيحه2"70 عن ابن عمر. وروی البزار في «مسنده»" في هذه القصة أنه رد 

عليه ثم قال: «إنما رددثٌ عليك خشية أن تقول: سلَّمتُ عليه فلم يرد على 
4 

سلامًا. فإذا رأيتني هكذا فلا تسلّم عليَ» فإني لا ارد عليك السلام». 


وقد قيل: لعل هذا كان مرتين. وقيل: حديث مسلم أصح» لأنه من 


حديث الضحاك بن عثمان عن نافع عن ابن عمرء وحديث البزار من رواية 
أبي بكر رجل من ولد“ عبد الله بن عمر_عن نافع عنه. وقيل: وأبو بكر 


(64).. وقال ابن عدي في «الكامل» في ترجمة عيسئ بن يزداد (۸/ ٤۸‏ ۲): «لا يعرف 


إلا بهذا الحديث». وقال البخاري في «التاريخ الكبير» ۲ ): اعيسئ بن يزداد 
عن أبيه مرسل» روئ عنه زمعة» لا يصح"». وانظر: «التلخيص الحبير» -1/57/1١(‏ 
4 والتعليق على «المسند». 

أما كتاب «الضعفاء» (5/ »220٠٠‏ فإنما نقل فيه أبو جعفر ما قاله البخاري في «التاريخ 
الكبير؟. ونقل ابن القيم في «الإغاثة» /١(‏ 705) عن شيخ الإسلام قوله: لم يصح 
الحديث. وانظر: «مجموع الفتاوئ» .)٠١١/۲١(‏ 

برقم (۴۷۰). 

«البحر الزخار» (۱۲/ 757). ورواه أيضًا ابن الجارود (77)» وفي إسناده لين. وروي 
بنحوه من طريق آخر عند الشافعي في «الأم» )1١8/7(‏ ومن طريقه البيهقي في 
«معرفة السنن» /١(‏ ۳۲۷)ء وفيه شيخ الشافعي إبراهيم بن محمد بن أبي يحيئ» 
متروك. فهذا السياق ضعيف بطريقيه» إلا أن الحافظ حسّنه بمجموعهماء انظر: 
«نتائج الأفكار» .)٠١٠٤ /١(‏ 

ك ع: #بني»» والمثبت من ص» ج موافق لما في مصدر النقل. وفي المطبوع: «أولادا. 


1۸۳ 


هذا: هو أبو بكر بن عمر بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر روئ عنه 
مالك وغيره» والضحاك أوثق منه(). 


وكان إذا استنجئ بالماء ضرّب يده بعد ذلك على الأرض'. وكان إذا 


جلس لحاجة لم يرفع ثوبه حتئ يدنو من الأرض. 


(000 


000 


(r) 


انظر لهذه الفقرة: «الأحكام الوسطىئ» لعبد الحق الإشبيلي )٠١۲ -٠۳۱/۱(‏ وهو 


قائل الأقوال المذكورة هنا. 

أخرجه أحمد )9871١ 081 5٠(‏ وأبو داود (50) وابن ماجه (/7”6) وابن حبان )١5٠0(‏ 
والبيهقي )1١7/1(‏ من طريق شريك عن إبراهيم بن جرير عن أبي زرعة عن أبي هريرة» 
وفيه شريك بن عبد الله النخعي» فيه لين. وخالفه نظيره أبان بن عبد الله» وقد اضطرب 
أيضًا إذ جعله مرة من مسند جرير بن عبد الله» وابنه إبراهيم بن جرير لم يسمع منه» 
أخرجه النسائي في «المجتبئن» )6١(‏ وابن ماجه )۳١۹(‏ وابن خزيمة (۸۹) والبيهقي 
.)٠۷ /1(‏ ومرة رواه عن مولئ لأبي هريرة عن أبي هريرة» أخرجه أحمد (8596) 
والدارمي )7١6(‏ والبيهقي .)23١7/١(‏ ويغني عنه ما أخرجه البخاري »۲٦٠۰۲٥۹(‏ 
8١46‏ 1) ومسلم (۳۱۷) من حديث ميمونة أنه وة كان يغسل فرجه في غسل 
الجنابة ثم يضرب أو يمسح بالتراب أو الأرض أو الحائط. 

أخرجه الترمذي )١5(‏ وغيره من حديث الأعمش عن أنسء ثم ذكر عقبه عن 
الأعمش عن ابن عمر» قال: «وكلا الحديثين مرسل» لم يسمع الأعمش من أنس بن 
مالك» ولا من أحد من أصحاب بي وقد نظر إلى آنس...». وقال في «العلل الكبير» 
(ص :)3١2076‏ «فسألتٌ محمدًا عن هذا الحديث: أيهما أصح؟ فقال: كلاهما 
مرسل. ولم يقل أيهما أصح». وقضئ الدارقطني في «العلل» (7577) بأن الحديث 
غير ثابت عن الأعمش. وأخرجه أبو داود )١5(‏ عن الأعمش عن رجل عن ابن عمر» 
ثم ذكر من طريق آخر عن الأعمش عن أنس وضعفه. 


148 


فصل 
في هديه َة في الفطرة وتوابعها 

قد سبق الخلاف هل ولد رسول الله هة مختوتًاء أو ختنته الملائكة يوم 
شی صدره الأول» أو ختنه جدّه عبد المطلب؟ 

وكان يعجبه التيدّن في تنعّله وترجُله» وطهوره» وأخذه وعطائه. وكانت 
يمينه لطعامه وشرابه وطهوره» ويساره لخلائه ونحوه من إزالة الأذئ. 

وكان هديه في حلق الرأس ترگه كلّه أو أخدّه كلّه. ولم يكن يحلق بعضه 
ويدع بعضه. ولم يُحفّظ عنه حلقه إلا في نسك. 

وكان يحب السّواك. وكان يستاك مفطرًا وصائمًا. ويستاك عند الانتباه 
من النوم» وعند الوضوءء وعند الصلاة» وعند دخول المنزل. وكان يستاك 
بعود الأراك. 

وكان يكثر التطيّبء ويحبٌ الطّيب. 

ودر عنه أنه كان يطَّلي بالثورة(21. 

وكان أولا يَسْدّل شّعرهء ثم قَرّقه. والفرق: أن يجعل شعره فرقتین وکل 
فرقة ذؤابة» والسَّدّْل أن يسدله من ورائه ولا يجعله فرقتين. 

و قط ولدكة عبار يدرك يم ا 
E‏ 
(۱) سيآتي تخريجه في المجلد الرابع (ص055). 


)۲( أي مرفوع, انظر: «الاعتبار» للحازمي (ص )١ 54١‏ و«المغني» للموصلي الحنفي 
-۲٤۷ /0(‏ جنة المرتاب). ومن العلماء من صحح حديث جابر مرفوعا: امن كان = 


1A0 


وكان له مُكحُلة يكتحل منها کل ليلة ثلانًا في کل عين(0. 


واختلف الصحابة في خضابه"» فقال أنس: لم يخضب”". وقال أبو 
)£( 


وقد روئ حماد بن سلمة عن حميد عن أنس قال: «رأيت شعر رسول 


الله ية مخضوبًا»» قال حماد: وأخبرني عبد الله بن محمد بن عقيل قال: 


(۱) 


(۲) 
(۳) 
)€( 


يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل الحمام إلا بمئزر» وهو عند النسائي وغيره فقد 


صححه ابن خزيمة )۲٤۹(‏ والحاكم (5/ ۲۸۸) وشيخ الإسلام في اشرح العمدة) 
))458/١(‏ والأشبه أنه معلول» انظر: «تحقيق جزء من علل ابن أبي حاتم» لعلي 
الصياح (۲/ .)٤١١ -٤١۷‏ وانظر ذكر الحمام في المجلد الرابع. 

أخرجه أحمد (۳۳۱۸» )۳۳۲١‏ والترمذي في «الجامع» )۱۷١۷(‏ وني الشمائل» 
(49) وابن ماجه )۳٤۹۹(‏ وغيرهم من طريق عباد بن منصور عن عكرمة عن ابن 
عباس. قال البخاري في «العلل الكبير» للترمذي (ص :)٠١ ۳٠۹‏ «(هو حديث 
محفوظ. وعباد بن منصور صدوق). ولكن عباد هذا لم يرضه یحییٰ بن سعید» وقد 
تكلم فيه أحمد وأبو حاتم وأبو داود والنسائي» وهو مدلس وقد عنعنء قال أبو حاتم 
في «العلل» لابنه (757177): «عباد ليس بقوي الحديث» ويروي عن إبراهيم ی ابی 
يحي عن داود بن حصين عن عكرمة» فأنا أخشئ أن يكون ما لم يسم: إبراهيم» فإنما 
هي عنه مدلسة»» وإبراهيم بن ابي يحيئ» هو ابن محمد بن أبي يحيئ شيخ الشافعي» 
متروك. وضعفه الألباني في «الإرواء» (277). والله أعلم بالصواب. وانظر: «#بذيب 
التهذيب» ترجمة عباد بن منصور (5/ .)١٠١8‏ 

وانظر ما يأتي في المجلد الرابع. 

أخرجه مسلم (7751/ .)18١86-1٠١‏ 

أخرجه الترمذي في «الشمائل» (57)» وفيه شريك القاضي فيه لين. وأعله الترمذي 
بأنه خولف» فقد رواه أبو عوانة وضاح اليشكري من حديث أم سلمة. 


كلما 


وقالت طائفة: كان رسول الله يكل مما يُكثر الطّيب قد احمرّ شعره» فكان 


ين مخضويًا ولم يُخضَّب. قال أبو رمثة: أتيت النبي كَل مع ابن لي فقال: 
«ابنك217؟». فقلت: نعم» أشهد به. قال: «لا تجني عليه ولا يجني عليك)» 


قال: ورأيت الشِّيب أحمر. قال الترمذي(©: هذا أحسنٌ شيء روي في هذا 
الباب وأَفْسَرّه لأن الروايات الصحيحة أن النبي يا لم يبلغ الشيب. 


قال حماد بن سلمة!؟)» عن سماك بن حرب: قيل لجابر بن سمرة: 


أكان في رأس رسول الله ی شيب؟ قال: لم يكن في رأسه شَيبء إلا شعراتٍ 
ده 2 لم و 
في مفرق رأسه. إذا ادّمَّن واراهن الدهن. 


(00 


(۳) 


(۳) 


(0 


أخرجه الترمذي في «الشمائل» (54)» وفيه عمرو بن عاصم» ضعيف. وأخرج 
الحاكم (7017//7) من طريق عبد الله بن محمد بن عقيل قال : قدم أنس بن مالك 
المدينة وعمر بن عبد العزيز واليهاء فبعث إليه عمر وقال للرسول: سل هل خضب 
رسول الله وك؟ فإني رأيت شعرًا من شعره قد نون فقال أنس: «إن رسول الله َك كان 
قد مع بالسواد» ولو عددث ما أقبل علي من شيبه في رأسه ولحيته ما كنت أزيدهن عل 
إحدئ عشرة شيبة» وإنما هذا الذي لون من الطيب الذي كان يطيّب شعر رسول الله 


عد إسناده حسن» وصححه الحاكم. 
زاد بعض من قابل ع على نسخة أخرئ من الكتاب «هذا» بعد «ابنك» كما في 
«الشمائل». 


في «الشمائل» (55): وأخرجه عبد الله بن أحمد في «زوائد المسندا »۷١١١(‏ 
۳,) وانتقاه ابن الجارود .)۷۷١(‏ وعند أبي داود )4708:47١7(‏ والنسائي في 
«الكبرئ» :)4۳٠۳(‏ «قد لطخ لحيته بالحناء». وانظر: «المسند» (5 ١50/٠١‏ الاء 
“6٥‏ ) والحديث صحيح. 

أخرجه الترمذي في «الشمائل» (5 5)» وبنحوه أخرج مسلم (7155). 


AV 


قال أنس: وكان رسول الله با ُكثر دهن رأسه ولحيته؛ ويُكثر القناع 


03 
كأن ثوبه ثوب زیات(. 


وكان يغب" الترججّل. وكان يرجّل نفسّه تارة» وترجّله عائشة تارةٌ. 
وكان هة قوق الحا ودوت الو 8 وکات جه ت ت ةاد 
وإذا طال جعله غدائر أربعًا. قالت أم هانئ: قم علينا رسولٌ الله اة مكة 
قَدْمَة وله أربع غدائر. والغدائر: الضفائر. وهذا حديث صحيح". 

وكان ل لا يرد الطيب. وثبت عنه في ااصحيح مسلم)(؟) أنه قال: امن 
عُرِض عليه ريحان فلا يرده» فإنه طيّب الرّيح(*) خفيف المحمل». هذا لفظ 


.)5١50( والبيهقي في «شعب الإيمان»‎ )١17 277( أخرجه الترمذي في «الشمائل»‎ )١( 
وفيه الربيع بن صبيح ويزيد بن أبان الرقاشي» كلاهما ضعيف. والحديث ضعفه‎ 
وله شاهد ضعيف من حديث سهل بن سعد‎ .)۲١( الألباني في «مختصر الشمائل»‎ 
عند البيهقي في «الشعب» (5657)» وفيه محمد بن هارون الأزدي» فيه لين»‎ 
.)71765( وبشر بن مبشر» مجهول. انظر: «السلسلة الضعيفة» للألباني‎ 

(؟) ن: «يحب»» وكذا في النسخ المطبوعة» وهو تصحيف. 

(۳) أخرجه الترمذي في «الشمائل» (۲۸» )۳١‏ و«الجامع» )۱۷۸١(‏ وأحمد »۲٦۸۹۰(‏ 
۹ ۲۷۳۹۰) وأبو داود )5١941(‏ وابن ماجه .)۳٣۳٣(‏ قال الترمذي: «هذا 
حديث غريب» قال محمد [أي البخاري]: لا أعرف لمجاهد سماعا من أم هانئ). ثم 
ذكر له طريقا آخر عن مجاهد عن أم هانئ» وحسته! وذكر الذهبي في «السير» 
-51١/74(‏ السيرة النبوية) أن سماعه عنها محتمل» وجزم به في «تذكرة الحفاظ» 
.)47/١(‏ والحافظ حسن إسناده في «الفتح» .)7١/1١(‏ وصححه المؤلف 
والألباني في «مختصر الشمائل» (۲۳). 

(5) برقم (77607) من حديث أبي هريرة وئ كنة. 

(5) في الطبعة الهندية: «الرائحة» مع الإشارة إلى نسخة «الريح» في الحاشية» فتابعتها ‏ 


1A۸ 


الحديث. والعامّة يروونه: «من عرض عليه طيبٌ(" فلا يَرُدّهغ0©: وليس 
بمعناه» فإن الرّيحان لا تلحق المنّهُ بأخذه» وقد جرت العادة بالتسامح في 
بذله» بخلاف المسك والعنبر والغالية ونحوها. ولكن الذي ثبت عنه في 
جذيية رة بن انت عن ثمامة قال كان أن لا يرد الطب و قال 
أنس: «كان رسول الله يكل لا يرد الطّيب»(. 


وأما حديث ابن عمر يرفعه: اثلاث لاتُرَدٌ: الوسائد. والدّهد ۳ 


واللبن» فحديث معلول رواه الترمذي وذكر علَّته. ولا أحفظ الآن ما قال فيه 


إلا أنه من رواية عبد الله بن مسلم بن جندبء عن أبيه» عن ابن عمر 


(1) 
(۲) 
(r) 


(Vv) 


(A) 
0) 


0 


جميع الطبعات. ولفظ «الريح» هو الوارد في أصولنا وفي (صحيح مسلم». 


ك: «ترويه). وفي مب» ن: «وبعضهم يرويه»» وإليها الإشارة في هامشع. 

العبارة «عنه في صحيح مسلم... طيب» ساقطة من ع» واستدركها بعضهم في حاشيتها. 
ليست العامّة فقط» بل روي بهذا اللفظ عند أحمد (87571) وأبي داود )٤١۷۲(‏ 
والنسائی (07659) وابن حبان .)٥۱۰۹(‏ 

ك: #معناه»» وكذا کان فيع» فغيّر إلى ما أثبت. 

فوع مب: اعروة»» تصحيف. 

العبارة «قال: كان أنس لا يرد الطيب» و» ساقطة من ن والنسخ المطبوعة غير الطبعة 
الهندية. 

أخرجه البخاري (2705487 0479)» وعنده: «قال: وزعم أنس أن النبي يكَلِِ...». وهو 
بلفظ المؤلف عند الترمذي (۲۷۸۹). 

يعني به الطيب. قاله الترمذي في «الجامع». 

أخرجه الترمذي في «الشمائل» (۲۱۸) و«الجامع» (731790)» وقال: احديث غريب». 
وأخرجه الطبراني )۳۳١/١١(‏ والبييهقي في «شعب الإيمان» (//071). 
ومدار الحديث على عبد الله بن مسلم بن جندب الهذلي» فيه لين ولم يتابع عليه. = 


1/19 


ومن مراسيل أبي عثمان التّههدي قال: قال رسول الله كَك: «إذا أعطي 


أحدّكم الرّيحانَ فلا يرد فإنه(١)‏ خرج من الجنة(2). 


س 5 5 ¥ 
وکان ۳ لرسول الله يكل شكة يتطيّب منها. وكان أحبٌ الطيب 


إلية المسكٌ07). وكان يعجبه الفاغية0)) قيل: هى تور الحنّاء. 


(00) 
(۲) 


(۳) 
(€) 
(0) 


032 


(¥) 


وقال أبو حاتم في «العلل» لابنه (7 578 7): «هذا حديث منكر». 


ك.ع: «فإن الريحان». 

أخرجه الترمذي في «الشمائل» (۲۲۱) و«الجامع» (7741) وأبو داود في «المراسيل» 
(201) والحارث بن أبي أسامة في «مسنده» (041- بغية الباحث) والعقيلي في 
«الضعفاء» (/ .)٥۲١‏ قال الترمذي في «الشمائل»: «ولا نعرف لحنان [الراوي عن 
أبي عثمان] غير هذا الحديث»» وقال في «الجامع»: «هذا حديث غريب» لا نعرفه إلا 
من هذا الوجه» ولا نعرف حنانًا إلا في هذا الحديث». 

ك.ع: «وكانت». 

ا 

أخرجه ابن سعد في «الطبقات» )7"57/١(‏ وأبو داود(77١1)‏ والترمذي في 
«الشمائل» )75١17(‏ وأبو يعلئ في «معجمه» )١51(‏ والبزار (۱۳/ 547) وأبو الشيخ 
في «أخلاق النبي بيأ (ص 48) والضياء المقدسي (7/ ۲۲۹)ء كلهم من طرق عن 
عبد الله بن المختار عن موسئئل بن أنس عن أنس بن مالك. قال الدارقطني في 
«الأفراد والغرائب» -١570(‏ الأطراف): «تفرد به عبد الله بن المختار»» وابن 
المختار هذا لا بأس به» قاله الحافظ» وروئ له مسلم في الشواهد. 

يدل عليه قوله يك في حديث أبي سعيد في (اصحيح مسلم» :)۲۲٠۲(‏ «والمسك أطيب 
الطيب». 

أخرجه أحمد )١1557(‏ والطبراني )٠٠ ٤ /١(‏ والبيهقي في اشعب الإيمان» )٥٦۷۳(‏ 
من طريق سليمان بن كثير (أبي داود) عن عبد الحميد (بن قدامة) عن أنس. وقد توهّم 
محققو «المسند» أن عبد الحميد هو ابنُ المنذر بن الجارود العبدي ثقة. وهو خطأ يدل - 


۱۹۰ 


فصل 
في هديه اة في قصّ الشارب17) 


قال أبو عمر بن عبد البر": روئ الحسن بن صالح» عن سماك» عن 


عكرمة» عن ابن عباس: أن رسول الله لل كان يقّصٌّ شاربه؛ ويَذُكر أن 


إبراهيم كان يق شارب" 


(010 


00 


(۳) 


فق 


(2) 


(0 


2) ( 


. ووقفه طائفة عن ابن عباس (°. 


وروئ الترمذي من حديث زيد بن أرقم قال: قال رسول الله ك: 


عليه ما قاله البخاري في «التاريخ الكبير» في ترجمة عبد الحميد بن قدامة (594/5): 


«سمع منه سليمان بن كثير»» ونقل عنه العقيلي في «الضعقاء» (/ )07١‏ بإسناده إليه: 
«عبد الحميد بن قدامة عن أنس في الفاغية: لا ابع عليه». وانظر: «ميزان الاعتدال» 
(047/7) و«لسان الميزان» (5/ ۷۳ء .)۷٤‏ ولم يذكره الحافظ في «تعجيل المنفعة» وهو 
على شرطه. والحديث ضعفه الألباني في «الضعيفة» .)۱۷١۷(‏ 

هذا الفصل لم يرد في ج» وقد أضيف في حواشي صء فهو من زيادات المصنف في 
بعض نسخ الكتاب. 

في «التمهيد» /7١(‏ ۳٦)ء‏ والمؤلف صادر عنه بالتلخيص والتهذيب والزيادات. 
أخرجه ابن أبي شيبة )۲٠۰۱۰۵(‏ وأحمد (۲۷۳۸) والترمذي (770)) ومداره علئ 
سماك عن عكرمة» وروايته عنه خاصة مضطربة. ويشهد له ما سيذكره المؤلف من 
أمر النبي بي من أحاديث «الصحيحين» وغيرهما. 

في المطبوع: #علئ؛؛ والوارد في الأصول يعني أنهم رووه عن ابن عباس موقوقًا. 
أخرجه ابن أبي شيبة »)70١5(‏ قال أبو حاتم في «العلل» لابنه (7114): اوهو 
أصح ممن يرفعه). 

برقم .)71771١(‏ وأخرجه ابن أبي شيبة )۲٠۰ ۰ ٤(‏ وأحمد (۱۹۲۹۳) وعبد بن حميد 
(۲) والنسائي في «المجتبئ؟ (۰۱۳ ٤۷‏ 05) و«الكبرئ» .)۹۲٤۸۰۱٤(‏ وصححه 
الترمذي وابن حبان (51/1 9). 


۹۱ 


«من لم يأخذ(١‏ من شاربه فليس منًا». وقال: حديث صحيح(). 


: 0 26 ِ 
وني اصحيح مسلم70) عن أبي هريرة قال: قال رسول الله كلاة: «جُزوا 
الشوارب» وأرخوا اللّحين: خالفوا المجوس». 


وني "الصحيحين»7؟) عن ابن عمرء عن النبي ب «خالفوا المشركين: 
وفُروا اللْحوْء وأحفوا الشوارب». 

وفي #صحيح مسلم»20 عن أنس قال: وَقّت لنا في قص الشوارب وتقليم 
الأظفار أن لا نترك أكثر من أربعين ليلة. 

واختلف السلف في قصّ الشارب وحلقه أيهما أفضل؟ فقال مالك في 
او وان الکار ی جي وو طرف ال وهو لاطا ر 
جره فيمثل بنفسه: 

وذكر ابن عبد الحكم عن مالك قال: ويُحفي الشوارب ويُعفي اللّح. 
وليس إحفاء الشارب حلقه؛ وأرئ أن يؤدّب من حلّق شاربه. 


)000( ك ع: «ايقص). 

(۲) في مطبوعة «الجامع»: «حديث حسن صحيح). 

(۳) برقم (510). 

)٤(‏ البخاري (2897) واللفظ له» ومسلم (99؟). 

(0) برقم (/730)» وذكر فيه نتف الإبط وحلق العانة أيضًا. 

() ص: «يترك». 

)۷( برقم (751569)» هذا وما بعده إلئ قول عمر بن عبد العزيز منقول من «التمهيد» 
٦۳ /۲۱(‏ - 55)» وقد أسندها ابن عبد البر. 


4۲ 


وقال ابن القاسم عنه(١):‏ إحفاء الشارب عندي مثلة. قال مالك: وتفسير 
حديث النبي وة في إحفاء الشارب إنما هو الإطار. وكان يكره أن يؤخذ من 
أعلاه. 


وقال أشهّبُ عنه في" حلق الشارب: إنه بدعة؛ وأرئ أن يُوجَع ضربًا 
من فعله. 


قال مالك: وكان عمر بن الخطاب إذا كرّبه أمرٌ نمّخْ؛ فجعل رجلٌ 
يراد وهو يفل شاربه). 

وقال عمر بن عبد العزيز(22: السنة في الشارب: الإطار. 

وقال الطحاوي: ولم نجد عن الشافعي شيئًا منصوصًا في هذاء وأصحابه 


الذين رأيناهم: المزني والربيع كانا يحفيان شواربهماء ويدل ذلك على أنهما 
أخذاه عن الشافعى» قال: وأما أبو حنيفة وزفر وأبو يوسف ومحمدء فكان 


)00( «عنه» ساقط من ك ع» مب. 

(۲( في النسخ المطبوعة: «وقال: أشهد في»» تحريف وسقط. 

(۳) أي يراجعه. وني النسخ المطبوعة غير الطبعة الهندية: «رجله بردائه»» تحريف طريف. 

)٤(‏ أخرجه أبو عبيد «الأموال» )۷٤۹(‏ ومن طريقه ابن زنجويه(١١٠١١)‏ عن 
إسحاق بن عيسئ عن مالك عن زيد بن أسلم عن عامر بن عبد الله بن الزبير أنه أتئ 
أعرابيٌ عمرّء فقال: يا أمير المؤمنين» بلادنا قاتلنا عليها في الجاهلية وأسلمنا عليها في 
الإسلامء علام تحميها؟ قال: فأطرق عمر وجعل ينفخ ويفتل شاربه» وكان إذا كربه 
أمر فتل شاربه ونفخ... الحديث. إسناده صحيح إلى عامرء وهو لم يدرك عمر. 

(5) أسنده ابن عبد البر في «التمهيد» (١؟/‏ 14) و«الاستذكار» (77/١15؟).‏ وبنحوه 
أخرجه ابن أبي شيبة .)751011١(‏ 


14۳ 


مذهبهم في شعر الرأس والشارب أن الإحفاء أفضل من التقصير. وذكر ابن 
خواز مَنداد(١)‏ عن الشافعي أن مذهبه في حلق الشارب كمذهب أبي حنيفة. 
هذا قول أبي عمر. 

وأما الإمام أحمد فقال الأثرم: رأيت أحمد بن حنبل يحفي شاربه 
شديدًا. وسمعته يُسأل عن السنّة في(" إحفاء الشارب» فقال: يُحفي كما قال 
النبي يكل «أحفوا الشوارب»9؟). 

وقال حنبل: قيل لأبي عبد الله: ترئ للرجل يأخذ شاربه ويُحفيه؟ أم 
كيف يأخذه؟ قال: إن أحفاه فلا بأس» وإن أخذه قضًا فلا بأس(©). 


وقال أبو محمد في «المخني)": وهو مخيّر بين أن يُحفيه» وبين أن 
يقصّه من غير إحفاء. 


قال الطحاوي": وروئ المغيرة بن شعبة أن رسول الله هاه أخذ من 
شاربه على سواك)» وهذا لا يكون معه إحفاء. 


)١(‏ هكذا في الأصول وفي «التمهيد؛؛ غير أن فيه: «بنداد» بالباء» ويحتمل أن يكون كذا في 
ع. ويقال: «خويز منداد» على الإمالة. 

(۲) في «التمهيد» /7١(‏ 77- 14) كما سبق. وقول الأثرم عن الإمام أحمد في النص الآتي 
أيضًا في «التمهيد» متصلا بهذا النقل. 

(۳) «السنة في» ساقط من ك٬ع.‏ 

)£( رواية الأثرم حكاها الخلال في «الترجُل» (ص7١١-8١1).‏ 

(5) «الترجّل» (ص۸١۱).‏ 

0) لم أجده في المطبوع. 

(۷) في اشرح المعانی» (779/5). 

- وابن‎ )١77( أخرجه أحمد (۱۸۲۱۲) وأبو داود (۱۸۸) والترمذي في «الشمائتل»‎ (A) 


1۹٤ 


واحتجٌ من لم ير إحفاءه بحديثي عائشة وأبي هريرة المرفوعين: (عشر 
من الفطرة...٠١ء‏ فذكر منها قصّ الشارب. وفي حديث أبي هريرة المتفق 
عليه": «الفطرة خمس...» فذكر(؟) منها قصّ الشارب. 

واحتج المُحْفُون بأحاديث الأمر بالإحفاء وهي صحيحة» وبحديث ابن 
عباس: أن رسول الله ل كان يج شاربه60). 

قال الطحاوي: وهذ(١2‏ الأغلب فيه الإحفاء» وهو يحتمل الوجهين. 
وروا العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة يرفعه: «ججَرُوا 
الشوارب» وأرخُوا اللُحن:0). قال: وهذا يحتمل الإحفاء أيضًا. وذكر 
معاد مق أبن شعيد ابی ا وزافع ين خا وهل ين سا 
وعبد الله بن عمر» وجابر» وأبي هريرة» نهم كانوا يُحْمُونَ شواربهم. وقال 


إبراهيم بن محمد بن حاطب: رأيت ابن عمر يُحفي شاربه كأنه ينيفه(2). 


= عبد البر من طريق أبي بكر بن أبي شيبة في «التمهيد» /71١(‏ 1۷)» وإسناده حسن 
لأجل المغيرة بن عبد الله الراوي عن المغيرة بن شعبة. 

)١(‏ كذافي «التمهيد» .)٠١ /5١(‏ أما حديث عائشة» فقد أخرجه مسلم .)75١1١1(‏ وأما 
حديث أبي هريرة فلم أهتد إليه. 

(؟) «أبي هريرة» ساقط من ك»ع. 

(۳) البخاري (6889) ومسلم (/51؟). 

(5) ك»ع: «ذكرا» وفي المطبوع: «وذكر). 

(5) تقدم في أول الفصل. 

(5) كوع: «وهواء وغيّر نيع إلى ما أثبت من ص» مبء وهو الوارد في «التمهيد». 

(۷) هو حديث مسلم المتقدم ذكره. 

(۸) أخرجه الطحاوي في «شرح المعاني» )۲١١ /٤(‏ والبيهقي في اشعب الإيمان»- 


140 


وقال بعضهم: حتى يُرئ بياض الجلد. 

قال الطحاوي: ولما كان التقصير مسنونًا عند الجميع كان الحلق فيه 
أفضل قياسًا على الرأس. وقد دعا النبيٌ يكل للمحلّقين ثلانًا وللمقصّرين 
واحدةٌ» فجعل حلقّ الرأس أفضلٌ من تقصيره» فكذلك الشارب'. والله 
أعلم وأحكم. 

فصل 
في هديه في كلامه وسكوته وضحكه وبكائه 

كان ی أفصح خلق الله. وأعذبهم كلامّاء وأحسنهه”" أداءً وأحلاهم 
منطقًاء حتئ كان كلامه يأخذ القلوب» ويسبي الأرواح. وشهد له بذلك 
أعداؤه. 


وكان إذا تكلّم تكلم بكلام مفصّل مريّن يعُدٌه العا ليس بهذ مسرع لا 
يُحفَّظء ولا مقطّع يتخلَّلُه السكتات بين أفراد الكل »بل هديه فيه أكمل 


الهدي. قالت عائشة: «ما كان رسول الله و یسرد سردكم هذاء ولكن كان 


= (5078) وفي إسناده انقطاع. وذكر ابن عبد البر هذا الأثر والأثر الآتي في «التمهيد» 
(1/۲). 

)١(‏ أخرجه الطحاوي في «شرح المعاني» /٤(‏ ۲۳۱) بإسناد صحيح عن عاصم بن محمد 
(بن زيد بن عبد الله بن عمر) عن أبيه عن ابن عمر. 

() انظر كلام الطحاوي بنحو ما ذكره ابن عبد البر في «شرح المعاني» (5/ .)77١‏ 

(۳) في النسخ المطبوعة: «وأسرعهم»» وهو غلط» فليست السرعة في الأداء من صفته وَل 
كما جاء فيما بعد. 


145 


يتكلم بكلام ييه فَصْل يحفظه من جلس إلیه»'. وكان كثيرًا ما يعيد 
الكلمة ثلانًا لتُعقلّ عنه. وكان إذا سلَّم سلّم ثلانًا. 

وكان طويل السَّكْتء لا يتكلّم في غير حاجة. يفتتح الكلام ويختتمه() 
85 0 راي 
باكتذاقة: ومتكل ر تالكا فنا 09 لا قضوك :و عضوو كاذ لأ 
باشب يكلم بجوت الكل فصل فضول ولا تقصير 
يتكلم فيما لا يعنيه» ولا يتكلم إلا فيما يرجو ثوابه. 

وإذا كره الشيء عرف في وجهه. ولم يكن فاحشًا ولا متفحُسًا ولا 
انا 

وكان جل ضحكه بل كله التبسّم. وكان ناية ضحكه أن تبدو نواجذه. 
وكان يضحك مما يُضْحَك منه» وهو ما يُتعجّب من مثله» ويُستغرّب وقوعه 
ويستندر. 

وللضحك أسباب عديدة» هذا أحدها. والثاني: ضحك الفرح» وهو آن 
يرئ ما يسر أو يباشره. والثالث: ضحك الغضب» وهو كثيرًا ما يعتري الغضبان 
إذا اقعد ضيه وشه تحجن القتهيان هنا أوزد هليه الخضبء وشكرة نفسة 
بالقدرة عل خصمه وأنه في قبضته. وقد يكون ضجکه لمَلَكَةٍ نفسه!؟) عند 


)١(‏ أخرجه الترمذي (7714) والنسائي في «الكبرئ» .)١1١1174(‏ وصححه الترمذي. 
وشطره الأول أخرجه مسلم (597 ؟) وأبو داود (037706)» وعلقه البخاري بالجزم 
(737074)» وفيه قصة. 

(۲) ج: «يختمهاء وكذا في رواية. وفي ك»ع: «يفتح الكلام ويختمه). 

(۳) في حديث هند بن أبي هالة في «الشمائل» (15؟): «كلامه فصل». 

)٤(‏ كذا ضبط في ج» مب» ن» ويجوز أن يضبط: «لملكه نفسّها. 


14۹۷ 


الغضب. وإعراضه عمن أغضبه» وعدم اكتراثه به(١)‏ 

وأما بكاؤه یہ فكان من جنس ضحكه. لم يكن بشهيق ورفع صوت» 
كما لم يكن ضحكه بة 2 بقهقهة» ولكن كان تدمع عيناه حت عهئله20 ود يسمّع 
لصدره أزيز. وكان بكاؤه تارةٌ رحمة للميت» وتارةًٌ خوفًا على أمته وشفقة 
وتارةً من خشية الله» وتارة عند سماع القرآن وهو بكاءٌ اشتياق ومحبَّةٍ 

ولما مات ابنه إبراهيم دمعت عيناه» وبك رحمة له» وقال: «تدمّع العينٌ 
ويحرّن القلبٌ. ولانقول إلاما برضي ربّنا؛ ونا بكياإيراهيم 
لمحزونون»0©. 

وبکیٰ لما شاهد إحدى بناته» ونفسها تفيض( “. وبکیٰ لما قرأ عليه ابن 


ا 


مسعود سورة النساء» وانتهئ فيها إلئ قوله تعالئ: کی ٳدًاجنتامز ڪل 
متهي وجاك عل هول سيدا € [النساء: .200]4١‏ وبكئ لمامات 


اك 


مان نن مقرو وکن لبن كتفت الق قصل سلا الكتوف 


)00( سيذكر المصنف تبِسّمَ الغضب مرة أخرئ (۳/ 0 0177. 

(۲) في النسخ: «يهملا»» وأصلح في ع. وهملت العينْ همَلاتا: فاضت. 

() أخرجه البخاري (11707) ومسلم )۲۳٠١(‏ من حديث أنس بن مالكء واللفظ 
لأحمد(5١10١).‏ 

)٤(‏ أخرجه البخاري )٠٥٦٥٥(‏ ومسلم (477) من حديث أسامة بن زيد» وعندهما أنه 
شاهد ابن أو ابنة لإحدئ بناته. 

(5) أخرجه البخاري (6060). 

(7) أخرجه أحمد )١5176(‏ وأبو داود )7١517(‏ والترمذي (484) وابن ماجه )١465(‏ - 


۹۸ 


وجعل يبكي في صلاته وينفخ ويقول: «ربٌّ ألم تعِذني أن لا تعذَّبَهم وأنا فيهم 
وهم يستغفرون؟ ونحن نستغفرك)'. وبكئ لما جلس علئ قبر إحدئ 
بناته("2. وكان يبكي أحيانًا في صلاة الليل. 

والبكاء أنواع: 

حجنا كدارم وال 

والثاني: بكاء الخوف والخشية. 

والثالث: بكاء المحيّة والسّوق. 

والرابع: بكاء الفرح والسّرور. 

والخامس: بكاء الجزع من ورود المؤلم وعدم احتماله. 

والسادس: بكاء الحزن. والفرق بينه وبين بكاء الخوف: أن بكاء الحزن 
يكون على ما مضئ من حصول مكروه أو فوات محبوب» وبكاء الخوف 
يكون لما يتوقّع في المستقبل من ذلك. والفرق بين بكاء السرور والفرح 
وبكاء الحزن: أن دمعة السرور باردة والقلب فرحان» ودمعة الحزن حارّة 


= من طريق عاصم بن عبيد الله عن القاسم عن عائشة. إسناده ضعيف» فيه عاصم بن 
عبيد الله وهو ابن عاصم بن عمر بن الخطاب ‏ مجمع على ضعفه» وقد اضطرب 
فيه» يبينه ما أخرجه البزار (۳۸۲۱) من طريق عاصم هذا عن عبد الله بن عامر بن 
ربيعة عن أبيه؛ فالحديث مضطرب ضعيف. 

)١(‏ أخرجه أحمد (5587) والترمذي في «الشمائل» (5 7”7) والنسائي في «المجتبئ» 
)۱٤۹۰۸۲(‏ و«الکبری» (1880) وابن خزيمة مطولا (197) ومختصرًا 
)10 4°( وإستاده حسن. 

(؟) أخرجه البخاري (۱۲۸۵) من حديث أنس. 


ل 


والقلب حزين. ولهذا يقال لما يفرح به: هو قَرّة عين» وأقرّ الله عينه به؛ ولما 
يُحزِن: هو سُّخْنةٌ عين» وأسخن الله عينه به. 

والسابع: بكاء الخوّر والضعف. 

والثامن: بكاء النفاق» وهو أن تدمع العين والقلب قاس فيظهر 
صاحبه الخشوع وهو من أقسئ الناس قلبًا. 

والتاسع: البكاء المستعار والمستأجر عليه» كبكاء النائحة بالأجرة» فإنها 
كما قال عمر بن الخطاب: تبيع عبرتهاء وتبكي بشجو(1) غيرها(". 

والعاشر: بكاء الموافقة» وهو أن يرئ الرجلٌ الناس يبكون لأمر ورد 
عليهم فيكي معهم» ولا يدري لاي شيء يبكونء ولكن رآهم يبكون» فبكئ. 

وما كان من ذلك دمعًا بلا صوت فهو بك مقصور_وما كان معه 
صوت فهو بكاء ‏ ممدود على بناء الأصوات7؟). قال الشاع 60): 


)١(‏ رسمه في النسخ بالياء: «قاسي». 

(؟) ك»ع» مبءن: «شجو). وفي «تاريخ المدينة» كما أثبت من ص ج. 

(9) انظر: «نشر الدر» .)١١/۲(‏ وبنحوه أخرجه عمر بن شبه في «تاريخ المدينة» 
(/ 494 » انظر: «مسند الفاروق» لابن كثير (57//1 "1 ۳٤۸‏ - دار الفلاح). 
وإسناده منقطع بين الأوزاعي وعمر وَوَإْلَهعَنَهُ. 

() انظر: «الصحاح» للجوهري (بكئ) و«الأفعال» لابن القطاع .)٠٠۸ /١(‏ 

(4) من قصيدة أنشدها ابن إسحاق لعبد الله بن رواحة يبكي حمزة بن عبد المطلب. 
وقال ابن هشام في «السيرة» (۲/ :)١77‏ «أنشدنيها أبو زيد الأنصاري لكعب بن 
مالك»؛ وصوّب ذلك ابن بري. وتنسب أيضًا إلى حسان بن ثابت. انظر: السان 
العرب» (بكئئ) و«الحماسة البصرية» (؟/ 5 .)5١0‏ 


Yo 


و 


بكت عيني وح لهابكاها ومايغني البكاء ولا العويل 
واكان ةد كانهو اا ور توعان تيوه 

ومذموم. فالمحمود أن يُستجلّب لرقّة القلب ولخشية اله( لا للرياء 

والسمعة. والمذموم أن يُجتكّب7”) لأجل الخلق. 
وقد قال عمر بن الخطاب للنبي ڪيه وقد رآه يبكي هو وأبو بكر في شأن 

أسارئ بدر: أخبرني ما يُبكيك يا رسول الله؟ فإن وجدتٌ بكاءً بكيتٌ: ولا 

تباكيث27). ولم ينكر عليه النبي لاو . 
وقال بعض السلف: ابكُوا من خشية الله فإن لم تبكُوا فتباكوا(0). 

فصل 
في هديه يه في خطبه 
خطب١(02‏ ييه على الأرض» وعلى المنبر» وعلئ البعير» وعلئ الناقة. 

)000( ص: «ولخشيته». وني ج: لوللخشية». 

)۲( كع: «يجلب». وفي ج» مب: «(يستجلب). 

() في طبعة الرسالة: «وإن لم أجد تباكيت ليكائكما» دون تنبيه على هذا التصرّف في المتن. 

.)۱۷۹۳( جزء حديث طويل في شأن بدر وأسارهاء أخرجه مسلم‎ )٤( 

)0( أخرجه وكيع في «الزهد» (۲۹) - ومن طريقه ابن أبي شيبة (51/8 2185 7717/8 7) وأبو 
داود في «الزهد»  )77(‏ من قول أبي بكر الصديق. فيه عرفجة السلمي» فيه لين» ولم 
يلق أبا بكر. وبمثله أخرج ابن أبي شيبة (17741) من قول عبد الله بن عمروء وني 
إسناده ضعف. وقد روي مرفوعًا أيضًا من عدة طرق» لكن كلها ضعيفة؛ منها ما روئ 
ابن المبارك في «الزهد» (۲/ 85) من حديث أنس. 

(1) ص: «خطب النبي». 


۲١١ 


وكان إذا خطب احمرّت عيناه» وعلا صوته» واشتدٌ غضبه» كأنه منذر 
جيش يقول: صبّحكم. مسّاكم. ويقول: ابُعدتٌ أنا والساعة كهاتين» ويقرّن 
بين إصبعيه السبابة والوسطئ, ويقول: «أما بعد فإِنَّ خيرٌ الحديث كتابٌ الله 
وخيرٌ الهدي هدي محمد. وشرٌ الأمور محدّثاتهاء وکل بدعة ضلالة»(). 

وكان لا يخطب خطبة إلا افتتحها بحمد الله. وأما قول كثير من الفقهاء: 
إنه يفتتح خطبة الاستسقاء بالاستغفار» وخطبة العيد بالتكبير فليس معهم به 
سنّة عن النبي يك البتة. والسنّةُ تقتضي خلافه» وهو افتتاح جميع الخطب 
بالحمد لله2'0: وهو أحد الوجوه الثلاثة لأصحاب أحمدء وهو اختيار شيخنا 
قدّس الله روحه(). 

وكان يخطب قائمًا. وني مراسيل عطاء وغيره أنه بء كان إذا صود 
المنبر أقبل بوجهه على الناس» ثم قال: «السلام عليكم». قال الشعبي00): 
وكان أبو بكر وعمر يفعلان ذلك. 

وكان يختم خطبه بالاستغفار. وكان كثيرًا ما يخطب بالقرآن. وفي 
«صحيح مسلم»" عن أم هشام بنت حارثة قالت: ما أخذت لان 


.)851/( أخرجه مسلم‎ )١( 

(۲) لم يرد «لله؛ في صء ج. 

(۳) انظر: «مجموع الفتاوئ» (۲۲/ 791- 744). وسيأتي ذكر المسألة واختيار شيخ 
الإسلام مرة أخرئ. 

.)٥۲۸١( أخرجه عبد الرزاق‎ )٤( 

(6) المصدر السابق .)٥۲۸۲(‏ 

000( برقم (۸۷۳)» واللفظ لأحمد (71/455). 


۰۲ 


َلْمَجِيِدٍ 4 إلا عن لسان رسول لل يا يقرؤها كل يوم جمعة على المنبر 
إذا خطب الناس. 


وذكر أبو داود7') عن ابن مسعود7" أن رسول الله یه كان إذا تشهد قال: 
«الحمد لله نستعينه ونستغفره. ونعوذ بالله من شرور أنفسنا. من يهد الله فلا 
مضل له» ومن يُضلِل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا 
عبده ورسوله» أرسّله بالحق بشيرًا ونذيرًا بين يدي الساعة. من يطع الله ورسوله 
فقد رشّدء ومن يعصهما فإنه لا يضُرٌ إلا نفسّهء ولا يضر الله شيئًا». 


وقال أبو داود7؟) عن يونس أنه سأل ابن شهاب عن تشهد رسول الله 

كك يوم الجمعة فذكر نحو هذاء إلا أنه قال: «ومن يعصهما فقد غوئ». 
. ۰ يك ”لان 2 
قال ابن شهاب: وبلغنا أن رسول الله ب كان يقول إذا خطب: «كل 
ه2 5 2 
ما هو آتِ قريب لا بُعْدَ لما هو آتِ. ولا يعجّل الله لعجلة أحد. ولا يخف 
لأمر الناس. ما شاء الله لا ما شاء الناس. يريد الناس أمرّاء ويريد الله" وما 


(۱( ك ع: «لسان النبي». 

(؟) برقم (۱۰۹۷)» وأخرجه الطبراني في «الكبير» (۲۱۱/۱۰) و«الأوسط» )٠٠١۳١(‏ 
و«الدعاء» (91*5) والبيهقي (۳/ ١ ٤٦/۷ ۲٠١‏ وني إسناده أبو عياض المدني 
وعبد ربه بن أبي یزید» كلاهما مجهول. 

(۳) في النسخ ماعدا مب» ن: «أبي مسعودا» تصحيف. 

.)65( وانظر: «المراسيل»‎ »)٠١94( في «السنن»‎ )٤( 

(0) انظر: «المراسيل» لأبي داود (08). 

(7) يعني: ويريد الله أمرّاء كما في «المراسيل» وغيره. وفي النسخ المطبوعة: يريد الله شيئًا 
ويريد الناس شيئًا». 


۰۳ 


شاء الله كان ولو كره الناس. ولا مبعّد لما قرّب الله. ولا مقرّب لما بعّد(1) 
الله. لا يكون شيء إلا بإذن الله». 

وكان مدار خطبه على حمد الله والثناء عليه بآلائه وأوصاف كماله 
ومحامده» وتعليم قواعد الإسلام» وذكر الجنة والنار والمعادء والأمر بتقوئ 
الله» وتبيين موارد غضبه ومواقع رضاه- فعلئ هذا كان مدار خطبه. 


وكان يقول في خطبه أيضًا: «أيها الناس إنكم لن تطيقوا - أو: لن تفعلوا- 
کل ما٣‏ أمرتم ولك ىدوا واو 


وكان يخطب في كل وقت بما تقتضيه حاجة المخاطبين ومصلحتهم. 


ولم يكن يخطب خطبة إلا افتتحها بحمد الله» وتشّهّد فيها بكلمتي 

١ 2 د‎ 

الشهادة» ويذكر فيها نفسه باسمه العلّم. وثبت عنه أنه قال: اكل خطبة ليس 
فيها تشهد فهي كاليد الجَذّماء»(. 


)١(‏ ص: «أبعد». و« لا مقرّب» ساقط من مب. 

(؟) ك»ع: «لن تطيقوا أن تفعلوا كماك» وأصلحه بعضهم في ع. ولفظ «كل» ساقط من ص. 

(۳) أخرجه أحمد )١17867(‏ وأبو يعلئ (5877) وابن خزيمة )١407(‏ مختصرًا_ 
والطبراني )٠٠٠١(‏ والبيهقي في «السنن الكبرئ»  )75١77/7(‏ وهذا لفظه ‏ من 
حديث الحكم بن حزن الكلفي ركن إسناده حسن» فيه شهاب بن خراش 
وشعيب بن زريق» كلاهما صدوق مع لين فيهما. وانظر: التعليق على «المسندا. 

)٤(‏ أخرجه إسحاق بن راهويه في (مسنده» )۲٠٠١(‏ وأحمد )8١18(‏ والبخاري في 
«التاريخ الكبير» (۷/ ۲۲۹) وأبو داود )٤۸٤١(‏ والترمذي )١1١١7(‏ من حديث أبي 
هريرة. وصححه ابن حبان (71/47؟) والألباني في «الصحيحة» .)١59(‏ 


€ 


ولم يكن له شاويشٌ7١)‏ يخرج بين يديه إذا خرج من حجرته. ولم يكن 
يلبس لباس الخطباء اليوم» لا طَرْحةً ولا زيقًا(' واسعًا. 

وكان منبره ثلاث درجات» فإذا استوئ عليه واستقبل الناس أخذ 
المؤّذنَُ في الأذان فقطء ولم يقل شيا قبله» ولم يقل شيئًا بعده. فإذا أخذ في 
الخطبة لم يرفع أحد صوته بشيء البتة لا مدن ولا غيره. 

وكان إذا قام يخطب أخذ عصّاء فتوكًاً عليهاء وهو على المنبر. كذا ذكر 
أبو داود" عن ابن شهاب. وكان الخلفاء الثلاثة بعده يفعلون ذلك. وكان 
أحيانًا ينوك عل قوس. 

ولم يُحمّظ عنه أنه توكأ علئ سيف. وكثير من الجهلة يظنٌ أنه كان 
يمسك السيف على المنبر إشارة إلى أن الدين إنما قام بالسيف» وهذا جهل 
قبيح من وجهين: 


(۱) ويقال: اجاويش». وأصله: چاؤّش بالجيم الفارسية» كلمة تركية معناها في الأصل: 
الحاجب. وكانت وظيفة الشاويشية (جمع الشاويش) أن يسيروا بين يدي السلطان 
ويعلنوا بنزوله وركوبه بصوت عال. قال المصنف في نونيته (۳/ :)۷٩۳‏ 

والله لو جتتم بقال الله أو قال الرسول كفعل ذي الإيمان 

كنا لكم شاویش تعظيم وإ لال كشاويش لذي السلطانٍ 
وقد تنوعت وتطورت وظائفهم مع الزمن. انظر: «حدائق الياسمين» لابن كنان 
(ص"5) و«معجم الألفاظ التاريخية» للأستاذ محمد أحمد دهمان (ص ١‏ 0). 

(۲) الطّرحة: الطيلّسان» وهو كساء يلقئ على الكتف. وزيق القميص: ما أحاط بالعنق 
منه 


(۳) في «المراسيل» .)٥٥(‏ 


أحدهما: أن المحفوظ أنه توكّأ على العصا وعلى القوس. 
الثاني: أن الدّين إنما قام بالوحي. وأمّا السيف فَلِمَحْقٍ أهل الفساد(١)‏ 
والشرك. ومدينة رسول الله ية التى كانت خطبته فيها إنما فتحت بالقرآن 
وكان إذا عرض له في خطبته عارص اشتغل به» ثم رجع إلى خطبته. 
وكان يخطب فجاء الحسن والحسين يعثران في قميصين أحمرين» فقطّع 
كلام ونزل» فحملهما. ثم عاد إلى المنبر ثم قال: «صدق الله #إِنّمَآ 
E:‏ ت ا و 
آمو ڪر وَأَوَإركُمْفِتَنَةٌ 4 [التغابن: ]۱٥‏ رأيثُ هذين يعثران في قميصيهماء 
فلم أصبر حت قطعت كلامي» فحملتهما»(). 
وجاء سيك الغطّفاني وهو يخطب» فجلس» فقال له: «يا ليك قُمْ 
فاركع ركعتين» وتجوز فيهما». ثم قال وهو على المنبر: «إذا جاء أحدكم يوم 
الجمعة والإمام بخطب. فلي ركع ركعتين("» ويتجوّزْ فيهما»7؟). 
للق مب: «العناد»» وكذا كتب بعضهم فوقها في ع. وني النسخ المطبوعة: «الضلال». 
(۲) أخرجه أحمد في «المسند» (۲۲۹۹۰۵) و«فضائل الصحابة» )١17548(‏ وأبو داود 
)1١٠١9(‏ والترمذي (1175”) والنسائي في «المجتبئ» )۱٤۱۳(‏ و«الكبرئ» )۱۷٤۳(‏ 
وابن ماجه )۴٠٠١(‏ من حديث بريدة الأسلمي. حسّنه الترمذي» وصححه ابن 
خزيمة 218٠01(‏ ۲ 6 ابن حبان (10779:507578)) وصححه علئ شرط مسلم: 
الحاكم )71817/١ 0185 /٤(‏ وابن عبد الهادي في «التنقيح» (079/7) والألباني في 
«صحيح أبي داود - الأم) (5/ ۲۷۲). 
)۳( العبارة (وتجوّز فيهما... ركعتين» ساقطة من ك لانتقال النظر. 
)٤(‏ أخرجه البخاري (970) ومسلم (١۸۷)-واللفظ‏ أشبه بلفظه من حديث جابرء 
والبخاري أبهم المخاطب. 


۹ 


وكان يقصّر خطبه أحياناء ويطيلها أحيانًا بحسب حاجة الناس. وكانت 
خطبه العارضة أطول من خطبه الراتبة. وكان يخطب النساء على حدة في 
الأعياد» ويحضّهن على الصدقة(1). 
20 


)١(‏ من هنا كراسة كاملة ٠١(‏ ورقات) فيع بخط مختلف. 


۹۷ 


فصول في هديه في العبادات 


فصل 
في هديه في الوضوء 

كان ية يتوضَأ لكل صلاة في غالب أحيانه» وربما صلَّىْ الصلوات 
باحك وكات شو ضا المد تاره وله فار و باز ید هته از ولك 
نحو أربع أواقٍ بالدمشقي إلى أوقيتين وثلاثة(21. وكان من أيسر الناس صبًا 
لماء الوضوءء وكان يحدّر أمته من الإسراف فيه» وأخبر أنه يكون في أمته من 
يعتدي في الطهور"ء وقال: «إنَّ للوضوء شيطانًا يقال له: الوّلّهانء فاتقُوا 
وَسْواسٌ الماء»". 


)١(‏ كذافي النسخ بدلا من «ثلاث». 

(۲) «وأخبر... الطهور» ساقط من ك. والحديث أخرجه أحمد(151757١)‏ وأبو داود 
(97) والحاكم )١57 /١(‏ والبيهقي )١197/١(‏ من حديث أبي نعامة عن عبد الله بن 
مغفل. وهو منقطع بين أبي نعامة وعبد الله بن مغفل كما أشار الذهبي في «تلخيص 
المستدرك». وفي رواية الروياني (۸۹۷) بينهما يزيد بن عبد الله بن مغفلء وهو 
مجهول. ووقع عند ابن حبان :)1۷٦۳(‏ عن الجريري عن «أبي العلاء» قال سمع 
عبد الله بن المغفل ابنًا له.... وأخشئ أن يكون «أبي العلاء» تصحيمًا عن «أبي 
نعامة»» فلم يذكر أحد أبا العلاء من الرواة عن عبد الله بن مغفل. وله شاهد من 
حديث سعد بن أبي وقاص عند ابن أبي شيبة (۳۰۰۲۳) وأحمد )۱٤۸۳(‏ من طريق 
أبي نعامة عن مولئ لسعد عن سعدء ومولئ لسعد هذا مجهول كذلكء. وفيه ذكر 
الاعتداء في الدعاء دون الطهور. وانظر: «صحيح أبي داود - الأم» (157/1). 

(۳) أخرجه أحمد (۲۱۲۳۸) والترمذي )٥۷(‏ وابن ماجه )٤۲۱(‏ من حديث أبي بن 
كعب. فيه خارجة بن مصعب مجمع على ضعفه. والحديث ضعفه الترمذي حيث 


1۰۸ 


ومرّ بسعدٍ وهو يتوضأء فقال له: ١لا‏ نُسْرِفْ في الماء»» فقال: وهل في 
الماء إسرافٌ؟ قال: «نعم» وإن كنت علئ نهر جار(20021. 

وصح عنه أنه توضاً مرَّةٌ مره ومرّتين مرّتين» وثلانًا ثلانا؛ وفي ب بعض 
الأعضاء مرّتين وبعضها ثلانًا. 

وكان يتمضمض ويستنشق تارة بِعَرْفة» وتارةً بِعْرْفتين» وتارةً بثلاث. وكان 
يصل بين المضمضة والاستنشاق, فيأخذ نصف العَرْفة لفمه» ونصقها لأنفه. 
ولاايمكن في العرفة إلا هذاء وأما الغرفتان والثلاث فيمكن فيهما الفصل 
والوصل؛ إلا أن هديه ية كان الوصل بينهماء كما في «الصحيحين»" من 


١ 5‏ اا .2 
حديث عبد الله بن زيد أن رسول الله به مضمض واستنشق من كف واحدة» 


= قال: «حديث أبي بن كعب حديث غريب» وليس إسناده بالقوي والصحيح عند أهل 
الحديثء لأنا لا نعلم أحدًا أسنده غير خارجة» وقد روي هذا الحديث من غير وجه 
عن الحسن قوله. ولا يصح في هذا الباب عن النبي لإ شيء» وخارجة ليس بالقوي 
عند أصحابناء وضعفه ابن المبارك». وخطأ رفعه أبو حاتم ووصفه أبو زرعة بأنه 
منكرء انظر: «العلل» لابن أبي حاتم )٠١۸١٠١١(‏ و«تعليقة على العلل لابن أبي 
حاتم» لابن عبد الهادي (ص 56 .)١59-١‏ 

)۱( «جار» ساقط من ع. 

(۲) أخرجه أحمد )1١560(‏ وابن ماجه (575) من حديث عبد الله بن عمرو. فيه ابن 
لهيعة» فيه لين؛ وحبي بن عبد الله» قال البخاري: فيه نظر. وضعف إسناده الحافظ في 
«التلخيص» /١(‏ ۳۸۹). ونحوه أخرج ابن أبي شيبة (۷۲۳) بإسناد قوي عن هلال بن 
يساف قال: «كان يقال: من الوضوء إسراف» ولو كنت على شاطى نهر). وانظر: 
«مصنف ابن أبي شيبة» (من كان يكره الإسراف في الوضوء؛ ٤٦0۷ /١‏ - 51/7). 

(۳) البخاري (144191) ومسلم (180). 


۰۹ 


فعل ذلك ثلانًا. وفي لفظ: «مضمض واستشر(١)‏ ثلانًا بثلاث عَرّفات». 
فهذا أصحٌ ما روي في المضمضة والاستنشاق. 


ولم يجئ الفصل بين المضمضة والاستنشاق في حديث صحيح البتة("» 


لكن في حديث طلحة بن مصرّف عن أبيه عن جدّه0؟: رأيت النبي(0 بلا 
يفصل بين المضمضة والاستنشاق. ولكن لا ندري من" طلحة عن أبيه 
عن جده» ولا يعرف لجده صحبة. 


(1) 
(۲) 


(r) 
(€) 


(0 


(v۷) 


وكان د r‏ يستنشق بيده اليمنول» ويستنثر كر بالتسزع. وكان يمسح رأسه كلّه. 


ك : «واستنشق es‏ 
لم يرد هذا اللفظ بعينه في «الصحيحين» . وأخشى أن يكون في النص سقط وقع 


ب م واستنثر ثلانًا» [وفي لفظ: امضمض 
واستنشق د 5 س . والأول لفظ مسلم عقب اللفظ السابق. 


0 0 تى واستنثر من ثلاث غرفات». والثاني لفظ البخاري 
(۱۹۲) وفيه (185) بنحوه. 

فيه نظر. انظر: «التلخيص الحبير» .)١7 5 /١(‏ 

بعده في ص: «قال». 

ص: «رسول الله . 


أخرجه أبو داود (۱۳۹) والطيراني )١ /١9(‏ والبيهقي .)١ /١(‏ قال أبو داود 
عقب (۱۳۲): «قال مسدد: فحدثت به يحيئ [القطان] فأنكره». ثم قال: ا اسمعت 
أحمد يقول: ابن عيبنة - زعموا كان ينكره ويقول: أيش هذا: طلحة عن أبيه عن 
جده؟!»» كأنه عجب أن يكون جد طلحة لقي النبي كَِ. انظر: «علل ابن أبي حاتم؛ 
(2) و«تعليقة ابن عبد الهادي» (ص .)٠١٠١٠٠١‏ فالحديث مرسلء وفيه 
ليث بن أبي سليم» ضعيف. 


في طبعة الرسالة: «ولكن لا يروي إلا عن»؛ تحريف. 


11۰ 


وتارة يُقبل بيديه ويدبر وعليه يُحمّل حديث من قال: مسح برأسه مرتين(1©. 

والصحيح أنه لم يكن يكرّر مسح رأسه» بل كان إذا كرّر غسل الأعضاء 
أفرد مسح الرأس. هكذا جاء عنه صريحًاء ولم يصح عنه خلافه" البتةء بل ما 
عدا هذا إما صحيح غير صريح كقول الصحابي: توضّأ ثلانًا ثلانّاء وكقوله: 
مسح برأسه مرتين؛ وإما صريح غير صحيح كحديث ابن البَيْلَمانٍ عن أبيه عن 
[ابن] عمر أن النبي به قال: «من توضَّأ فغسل کقیه ثلانًا» ثم قال: (ومسح 
برأسه ثلانًاه20. وهذا لا يُحبَّحُ به» وابن البَيْكَماني وأبوه ضعيفان7؟»» وإن كان 
الأب أحسن حالًا. وكحديث عثمان الذي رواه أبو داود0* أنه وك مسح رأسه 
ثلانًا. وقال أبو داود(»: أحاديث عثمان الصاح كلها كل علئ أن مسح 
الرأس مرةء ولم يصح عنه في حديث واحد أنه اقتصر على مسح بعض رأسه 
البتة» ولكن كان إذا مسح بناصيته كمل على العمامة. 


)١(‏ أخرجه أحمد (77010) وأبو داود (۱۲۷) من حديث الربيع بنت معوذ. فيه عبد الله بن 
محمد بن عقيل بن أبي طالب» وهو ضعيف. وانظر تعليق محققي «المسند». 

(؟) ك: «خلاقا»! 

(۳) أخرجه الدارقطني )۳٠۷(‏ وما بين الحاصرتين منه. وأخرجه أيضًا(00”) من 
حديث ابن البيلماني عن أبيه عن عثمان. 

(:) ك»ع» مب ن: «مضعفان». 

)0( برقم )١١١(‏ وابن خزيمة )٠١١(‏ والدارقطني .)٠۲(‏ وقي إسناده عامر بن شقيق» 
فيه لين» وقد أعله أبو داود بقوله: «رواه وكيع عن إسرائيل قال: توضأ ثلاناء فقط» أي 
بدون التعرض للمسح. وله طرق أخرئ عند الدارقطني -70١(‏ 06 7)) وكلها 
ضعيفة. انظر: «التلخيص الحبیر» .)571-19١14/١(‏ 


.)٠١8( عقب‎ )5( 


۲11 


وأما حديث أنس الذي رواه أبو داود(١):‏ رأيت رسول الله ا يتو صا 
وعليه عمامة ة قطريّة. فأدخل يده من تحت العمامة» فمسح مقدّمَ رأسه» ولم 
ينقض العمامة» فهذا مقصود أنس به(" أن النبي بي لم ينقض عمامته حتئ 
يستوعب مس" الشّعر كلّه» ولم ينف التكميل على العمامة. وقد أثبته 
المغيرة بن شعبة وغيره(؟)» فسكوت أنس عنه لا يدل على نفيه. 

ولم يتوضأ رسول الله ا إلا تمضمض واستنشق» ولم يُحمّظ عنه أنه 
أخلّ به مره واحدة. وكذلك كان وضوؤه مرتبًا متواليًا لم يخل به مره 
واحدةٌ البتة. 


وكان يمسح على رأسه تارة» وعلئ العمامة تارةً"2» وعلئ الناصية 


)1( برقم )١157(‏ وابن ماجه(255) والحاكم(١/591١)‏ والبيهقي .)5١/١(‏ قال 
البخاري في «التاريخ الكبير» (5/ ۲۸) بعد أن ساق إسناده: «ولم يصح». وكذلك 
الحاكم لم يسقه استدراكًا بل تنبيهًا على لفظة غريبة وهي مسحه على بعض رأسه؛ 
وقال الذهبي: «لو صح لدل على مسح بعض الرأس». والحديث ضعفه ابن الملقن 
في «البدر المنير» )517/١(‏ وابن حجر في «التلخيص» )١57 /١(‏ والألباني في 
«ضعيف أبي داود- الأم) .)58-145/1١(‏ 

(۲) لم يرد «به» في ص» ك. 

(9) ك»ع» مب: «من»» ولعله تصحيف. وفي ن: (مسح؟. 

(5) يشير إلئ ما أخرجه مسلم (7175/ -۸١‏ 87) من حديث المغيرة بن شعبة: تخلف 
رسول الله ية وتخلفتٌ معه. فلما قضئ حاجته قال: «أمعك ماء؟)» فأتيته بمطهرة» 
ومسح بناصيته وعلئ العمامة وعلى خفيه... الحديث. 

)٥(‏ في ك بعده زيادة: «البتة». 

() «وعلئ العمامة تارة» ساقط من ص لانتقال النظر. 


1۲ 


والعمامة تارةً. وأما اقتصاره على الناصية مجرّدةّ فلم يُحمَظ عنه كما تقدّم. 
٤ 2. e 0 ٠‏ 
وكان يغسل رجليه إذا لم يكونا في خفين ولا جوربين» ويمسح عليهما 


إذا كانا في الخفين. وكان يمسح أذنيه مع ماء رأسه» وكان يمسح ظاهرهما 
وباطنهما. ولم يثبت عنه أنه أخذ لهما ماءً جديدًاء وإنما صمح ذلك عن ابن 
0 

ولم يُحمّظ عنه أنه كان يقول عل وضوئه شيئًا غير التسمية("» وکل 
حديث في أذكار الوضوء التي“ تقال عليه فكذِبٌ مختلّق لم يقل رسول الله 
لل شيئًا منهاء ولا علّمه لأمته» ولا ثبت عنه غير التسمية في وله( وقول: 
«أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. 


)١(‏ أخرجه مالك (۷۳) وعبد الرزاق )۲١(‏ مطولا ومن طريقه ابن المنذر في «الأوسط» 
)٠7/1(‏ وأبو عبيد في «الطهور» (۳۹۷) من طريقين عن نافع عنه. 

0( وقد استوق ابن الملقن البحث حول المسح على العنق وأجاد» انظر: «البدر المنير) 
(5/١6-77؟١5١)‏ و«التلخيص الحبیر» 275١ /١(‏ 147 7). 

(9) العبارة «ولم يحفظ عنه... التسمية» ساقطة من ص. 

(4) لك مبء ن: «الذي»» وهو سبق قلم لأجل لفظ «الوضوء». 

(5) قال البخاري في «العلل الكبير» للترمذي (ص77): ليس في هذا الباب حديث أحسن 
عندي من هذا (حديث رباح بن عبد الرحمن عن جدته عن أبيها). فيه أبو ثفال 
المري» قال البخاري: في حديثه نظر. ل#بذيب الكمال» (5/ .)5٠١‏ وأعله الترمذي 
بما رواه وكيع مرسلا عن رباح بن عبد الرحمن المذكور. وسيأتي مرة أخرئ 
بالتفصيل في فصول الأذكار في آخر المجلد الثاني (ص4 40 -5550). 


1۳ 


اللهم اجعلني من التوابينء واجعلني من المتطهرين»7١2‏ في آخره. وحديثٌ 
آحَرٌ في «سنن النسائي»" مما يقال بعد الوضوء أيضًا: «سبحانك اللهمّ 
وبحمدك. أشهد أن لا إله إلا أنت» أستغفرك وأتوب إليك». 


ولم يقل(" في أوله: نويثٌ رفع الحدّث ولا استباحة الصلاة» لاهو ولا 
أحد من أصحابه البتة. ولم يُروَ عنه في ذلك حرف واحدء لا بإسناد صحيح 
ولا ضعيف. 

ولم يتجاوز الثلاث قطً. وكذلك لم يثبت عنه أنه تجاوز المرفقين 
والكعبين» ولكن آبو هريرة كان يفعل ذلك» ويتأوّل حديتٌ إطالة الغْدة9). 
وأما حديث أبي هريرة*) في صفة وضوء النبي بيه وأنه غسل يديه حتئ 


)١(‏ أخرجه مسلم (714) من حديث عقبة بن عامر عن عمر نها دون قوله: «اللهم 
اجعلني من التوابين...٠»‏ فهو عند الترمذي (20)» وقال: في إسناده اضطراب. وسيأتي 
مرة أخرئ في فصول الأذكار (۲/ .)٤٠١‏ 

(۲) «الكبرئ» (4۸۲۹) من حديث أبي سعيد الخدري» وأخرجه الطبراني في «الأوسط» 
(151) والحاكم /١(‏ 215). وأخرجه النسائي موقوقًا أيضًا )٩۹۸۳۱۰۹۸۳۰(‏ 
وأعلّ به المرفوعٌ ورجحه» وكذلك الدارقطني في «العلل» .)۲۳١٠(‏ وقال البيهقي في 
«الدعوات الكبير» :)١١8/١(‏ «والمشهور موقوف». والموقوف أخرجه أيضًا 
عبد الرزاق (5077) وابن أبي شيبة (219 706511)» وإسناده صحيح. وانظر: 
«التلخيص الحبير» )۲٠٠١ 2755 /١(‏ و(الصحيحة» (7779). 

(۳) ن: «ولم يكن يقول». 

(5) أخرجه عنه البخاري (”17) ومسلم (7147). وأما فعل أبي هريرة فقد أخرجه مسلم 
في صدر حديثه. 


(5) أخرجه مسلم .)۳٤/۲٤١(‏ 


أشرع في العَضٌدء ورجليه حتئ أشرع في الساقين؛ فهو إنما يدل على إدخال 
المرفقين والكعبين في الوضوء» ولا يدل على مسآلة الإطالة. 

ولم يكن رسول الله ية يعتاد تنشف أعضائه بعد الوضوء» ولا صح عنه 
ay‏ ا بو 0 
للنبي ية خرقة يتنشّف بها بعد الوضوء»(١2؛‏ وحديث معاذ بن جبل: «رأيت 
النبي كك إذا توضّأ مسح وجهّه بطرف ثوبه)("2» فضعيفان لا يُحتَحٌ بمثلهما. 
OS SS‏ 
ا 

ولم يكن من هديه ا أن يصب عليه الماء لاتا رک بصت 
فلن شيف ريطا عارك بك لجال ملم الى كا لهاج كنا ل 
«الصحيحين)»(21 عن المغيرة بن شعبة أنه صب عليه في السفر لما توضأ. 


)١(‏ أخرجه الترمذي )٥۳(‏ والحاكم »)١1554 /١(‏ وأخرجه ابن عدي في «الكامل» في 
ترجمة سليمان بن أرقم .)۱۹۹٩ /٥(‏ 

(؟) أخرجه الترمذي (25) والبزار )۲٠٠۲(‏ والطبراني في «الأوسط» )4١87(‏ و«الكبير» 
(18/7) و«مسند الشاميين» )۲۲٤۳(‏ والبيهقي .)775/١(‏ وقال الترمذي: «هذا 
حديث غريب وإسناده ضعيف» ورشدين بن سعد وعبد الرحمن بن زياد بن أنعم 
الإفريقي يضعفان في الحديث». 

(۳) زاد الفقي قبله: «عبد الرحمن بن زياد بن أنعم» دون تنبيه» وتابعته طبعة الرسالة. 

.)67( عقب الحديث‎ )٤( 

(6) بعذه في ن: «تارة». 

.)۷١ /۲۷٤( البخاري (21485 27307 "7707) ومسلم‎ )5( 


10 


الحديث فیه» فصحّح الترمذي(١2‏ وغيره أنه(" يك كان يخلّل لحيته. وقال 
أحمد وأبو زرعة": لا يثبت في تخليل اللحية حديث. 


(010 


(۳) 


وكذلك تخليل الأصابع لم يكن يحافظ عليه. وني «السنن) “عن 


عقب حديث عثمان بن عفان :)۳١(‏ أن النبي ية كان يخلل لحيته. قال البخاري كما 
في «العلل الكبير» (ص :)٤‏ «أصح شيء عندي في التخليل حديث عثمان. قلت: 
إنهم يتكلمون في هذا الحديث؟ فقال: هو حسن». 

ك: «أن رسول الله». 

نقل ابن عبد الهادي في «تعليقته على العلل» )٤١ /١(‏ عن الخلال من كتابه «العلل»: 
أخبرنا أبوداود يعني السجستاني_قال: قلت لأحمد بن حنبل: تخليل اللحية؟ قال: 
«تخليل اللحية قد روي فيه آحاديث» ليس يثبت منها حديث» وأحسن شيء فيه حديث 
شقيق عن عثمان». وانظر أيضًا: «مسائل أحمد» لأبي داود (ص »)١١‏ وليس فيه القدر 
المحبر. ولم أظفر بكلام أبي زرعة» ولكن وجدت صاحبه وقرينه أبا حاتم قد قال مثله 
كما في «العلل» لابنه .)٠١١(‏ وانظر لتمام الفائدة: «تعليقة» ابن عبد الهادي (ص -٤٤‏ 
0 ). وقال العقيلي في «الضعفاء» :)١198/7(‏ «وفي تخليل اللحية أحاديث لينة 
الأسانيد»» وقال في موضع آخر (7/ :)١74‏ «والرواية في تخليل اللحية فيها مقال ولين». 
أبو داود )١54(‏ والترمذي (50) وابن ماجه (45 5): وأخرجه أيضًا أبوعبيد في 
«الطهور» (۳۸۳) وأحمد )1401761801١(‏ والطبراني )"١7/7(‏ والبيهقي 
(۷/0)» وقال الترمذي: حسن غريب. وأخرجه أيضًا ابن أبي حاتم في مقدمة 
«الجرح والتعديل» (۱/ )١۲ ٠۳١‏ ومن طريقه البيهقي ‏ وفيه قصة مالك مع 
عبد الله بن وهب. ومدار الحديث على ابن لهيعة كما يشير إليه المؤلف» وعلئ 
تقدير صحة قصة مالك فقد تابع الليث بن سعد وعمرو بن الحارث ابن لهيعة» ولكن 
خطأه الحافظ» انظر: «إتحاف المهرة» /١۳(‏ /ا/ا١).‏ 


1١ 


المستورد بن شداد: «رأيت النبي يك إذا تومأ يدلّكُ أصابع رجليه 
بخنصره)» وهذا إن ثبت عنه فإنما فَعله أحيانّاء ولهذا لم يروه الذين اعتنوا 
بضبط وضوثه کعثمان» وعلي» وعبد الله بن زيد, والرٌبَيّع» وغيرهم؛ على أن 
في إسناده ابن لهيعة. 

وأما تحريك خاتمه» فقد روي فيه حديث ضعيف من رواية مَعْمّر بن 
محمد بن عبيد الله" بن أبي رافع عن أبيه عن جدّه أنه يك كان إذا توضاً 

حرّك خاتمّه 00 . ومعمر وأبوه ضعيفان» ذكر ذلك الدارقطني". 

فصل 
في هديه في المسح على الخفين 


صح عنه أنه مسح في الحضر والسفر» ولم ينسخ ذلك حتئ توفي. 
ووقَّت للمقيم يومًا وليلةًء وللمسافر ثلاثة ة أيام ولياليهن في عدة أحاديث 


حسان وصحاح. وكان يمسح ظاهر الخقّين ولم يصع عن( مسح 
أسفلهما إلا في حديث منقطع (21, والأحاديث الصحيحة على خلافه. ومسّح 


)١(‏ صء مب» ن: «عبد الله»» تصحيف. 

(؟) أخرجه ابن ماجه (54 5) وابن عدي في «الكامل» في ترجمة معمر /٠١(‏ ۷۸) والطبراني 
(۳۲۱/۱) والدارقطني (۲۷۳» )7١١‏ والبيهقي (۱/ )٥۷‏ من حديث أبي رافع. ومداره 
على معمر وأبيه» وكلاهما ضعيف كما نقل المصنف عن الدارقطني. 

(۳) في «السئن» عقب الحديث (۲۷۳). 

(5) فيج زيادة: «على الخفين». 

(6) ك: «عنه أنه». 


(5) يشير بذلك إلى ما رواه الترمذي (41) وغيره من حديث المغيرة بن شعبة أن النبي 4ا - 


1۷ 


وثبت ذلك عنه فعا وأمرًا في عدّة أحاديث» لكن هي قضايا أعيان يحتمل أن 
تكون خاضّةٌ بحال الحاجة والضرورة» وتحتمل العموم كالخقين» وهو 
أظهر. والله أعلم. 

ولم يكن يتكلّف(21 ضدَّ حاله التي عليها قدماه» بل إن كانتا في الخفٌ 
مسح عليهما ولم ينزعهما. وإن كانتا مكشوفتين غسّل القدمين» ولم يلبس 
الخف ليمسح عليه. وهذا أعدل الأقوال في مسألة الأفضل من المسح 
والغسلء قاله شيخنا("). والله أعلم. 

فصل 
في هديه في التيمم 

كان وَل تيمم بضربة واحدة للوجه والكمَّين(). ولم يصح عنه أنه تيمّم 

بضربتين» ولا إلى المرفقين. قال الإمام أحمد: من قال: التيمٌّة0؟) إلى 


5 مسح أعلئ الخف وأسفله. قال الترمذي: «وهذا حديث معلول... وسألت أبا زرعة 
ومحمدا عن هذا الحديث فقالا: ليس بصحيح» لأن ابن المبارك روئ هذا عن ثور 
عن رجاء» قال: حدّثتٌ عن كاتب المغيرة» مرسل عن النبي كك ولم يذكر فيه 
المغيرة». وانظر: التعليق علئ «المسند» .)۱۸١۹۷(‏ 

)١(‏ «يكن» ساقط من ك. وقي ج: «يتخلف»ء تصحيف. 

(0) وانظر: «مجموع الفتاوئ» (75/ 45) و«اختيارات البعلي» (ص۱۳). 

(۳) رواه أحمد(9١1487)‏ وأبو داود(7”71) والترمذي )۱٤٤(‏ من حديث عمار بن 
ياسرء صححه الترمذي وابن خزيمة (755) وابن حبان (۱۳۰۳). 

)٤(‏ ك: «إن التيمم». 


1۸ 


المرفقين فإنما هو شىء زاده من عند (). 


وكذلك كان يتيمّم بالأرض التي يصلي عليهاء ترابًا كانت أو سَبَّخِة0") 
أو رملا. وصح عنه أنه قال: «حيثما أدركث رجلا من أمتي الصلاة فعنده 
مسجده وطّهوره»". وهذا نص صريحٌ في أنَّ من أدركته الصلاة في الرمل 
فالرملٌ له طهور. ولمّا سافر هو وأصحابه في غزوة تبوك قطعوا تلك الرّمالَ 
في طريقهم وماؤهم في غاية القلّه ولم يُرْوٌ عنه أنه حمل معه الثّرابٌ ولا أمّر 
به» ولا فكله أحد من أصحابه» مع القطع بأنَّ في المفاوز الرّمالَ أكثر من 
التراب» وكذلك أرض الحجاز؟ وغيره. ومن تدبّر هذا قطع بأنه كان يتيمّم 
بالرمل» والله أعلم. وهذا قول الجمهور. 

وأما ما كر في صفة التيجُم من وضع بطون أصابع يده اليسرئ على 
ظهور اليمنئ ثم إمرارها إلى المرفقء ثم إدارة بطن الكففٌ على بطن الذراع 
وإقامة إبهام اليسرئ كالمؤذن إلى أن يصل إلى إبهام اليمنئ فيطبقها عليها- 
فهذا ما( يُعلّم قطمًا أن النبي ية لم يفعله» ولا علّمه أحدًا من أصحابه» ولا 
مر به» ولا استحبّه. وهذا هديه» إليه التحاكم. 


)١(‏ الذي في رواية الأثرم كما في «المغني» /١(‏ ۲۷۸): امن قال: ضربتين» فإنما هو شيء 
زاده). 

(۲) هي الأرض التي تعلوها الملوحة. 

() أخرجه أحمد(۲۲۲۰۹۰۲۲۱۳۷) والطبراني (۸/ )۲١۷‏ من حديث أبي أمامة 
الباهلي» في إسناده لين. ويشهد له ما أخرجه البخاري (2776 51"8) ومسلم )07١(‏ 
من حديث جابر بن عبد الله. 

)٤(‏ «وغيره» من ك مب» ن. 

(6) ك مب»ن: «مما». 


1۱1۹ 


وكذلك لم يصح عنه التيمم لكل صلاة» ولا الأمرٌ به. بل أطلق التيمّم) 
وجعله قائمًا مقام الوضوء» وهذا يقتضي أن يكون حكمه حکمه» إلا فيما 
اقتضئ الدليل خلافه. والله أعلم. 

2 


45 


فصل 
في هديه ياء في الصلاة 

كان لل إذا قام إلى الصلاة قال: الله أكبر» ولم يقل شيئًا قبلهاء ولا تلفّظ 
بالنيقه ولا قال: اصلي ٠4‏ صلاةكذا مستقبل القبلة ربح ركعات ماما أو 
مأمومّاء ولا قال" أداءً أو قضاء ولا فرص الوقت . فهذه عشرٌبِدَعٍ لم ينشّل 

عنه أبخم قط اساد يم ولا عدرل مارلا فرصل لنظة واعحدة 
منها البتة» بل ولاعن أحد من الصّحابة» ولا استحبّه أحدّ من التابعين ولا 
الأئمة الأربعة. وإنما غرّ بعص المتأخرين قول الشافعي بلك لله في الصلاة: 
نما ليست كالصيام» ولا يدخل فيها أحد إلا بذكر؛ فظن أن الذّكر تلق 
المصلَّي بالنية. وإنما مراد الشافعي اله بالذكر تكبيرةٌ الإحرام ليس 
إلا0'). وكيف يستحبٌ الشافعيٌ أمرًا لم يفعله رسول الله ئة في صلاة 
واحدة» ولا أحد من خلفائه وأصحابه؛ وهذا هديهم وسيرتهم» فإن أوججَدَنا 
أحدّ حرفًا عنهم في ذلك قبلناه وقابلناه بالقبول والتسليم» ولا هدي أكملٌ من 
هديهم» ولا سنّة إلا ما تلقوه عن صاحب الشرع يَكللة. 

وكان دأبه في إحرامه لفظة «الله أ بر» لاغيرهاء ولم ينقل عنه أحد قل 
سواها. 

وكان يرفع يده معها ممدودة الأصابع مستقبلا بها القبلة إلى فروع 
000( لفظ «لله) ساقط من ج. 


(۲) «قال» ساقط من ك. 
(۳) انظر: «البيان في مذهب الإمام الشافعي» للعمراني (۲/ .)٠١١‏ 


۲۲١ 


أذنيه١2.‏ وروي: «إلى منكبيه»")» فأبو حميد الساعدي ومن معه قالوا: 
«حتى يحاذي بهما منكبيه»". وكذلك قال ابن عمر. وقال وائل بن 
حجر ): «إلى حيال أذنيه». وقال الراء": «قريبًا من أذنيه». فقيل: هو من 
العمل المخيّر فيه» وقيل: كان أعلاها إلى فروع أذنيه» و ک۷ إلى منكبيه. 
فلا يكون اختلاقًاء ولم يختلف عنه في محل هذا الرفع. 


ثم يضع اليمنئ على ظهر اليسرئ فوق الرسغ والساعد. ولم يصح 


)0( أخرجه البخاري (۷۳۷) ومسلم (۳۹۱) من حديث مالك بن الحويرث. 

(۲) أخرجه ابن حبان )١1874(‏ من حديث عبد الله بن عمر. 

(۳) أخرجه أحمد (77644) وأبو داود )۷۳١(‏ والترمذي (05") والنسائي في 
«المجتبی» (۱۱۸۱) و«الكبرئ» )١1١5١١(‏ وابن ماجه(877)؛ صححه الترمذي 
وابن خزيمة (/41ه. ١ه”ى )7٠١ ۰1۸٥‏ وابن حبان (18560). 

.)۳۸۰( أخرجه مسلم‎ )٤( 

)٥(‏ أخرجه أبو داود (۷۲۸). وأخرجه أيضًا أحمد )18865٠(‏ والترمذي (۲۹۲) وابن 
ماجه )8١١(‏ بلفظ: «حذو منکبیها» صححه الترمذي وابن خزيمة »٦۹۰(‏ ۷۱۳). 

(1) أخرجه عبد الرزاق (7070)- ومن طريقه أحمد )۱۸۷١٠۲(‏ _ والبخاري في اجزء 
رفع اليدين» (0) وأبو داود )۷٤۹(‏ والدارقطني »)١١77(‏ كلهم من طريق سفيان 
الثوري عن يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي ليلئ عن البراء به. فيه يزيد بن 
أبي زياد» ضعيف. 

)۷( لك موقا 

(۸) «فوق» ساقط من ك. 

(9) في «السنن» (0707» وأخرجه أيضًا أحمد )۸۷١(‏ والدارقطني )١١١7(‏ ومن طريقه 
البيهقي (7/ .)١‏ وفيه عبد الرحمن بن إسحاقء قال البيهقي: «عبد الرحمن بن إسحاق د 


۲۲ 


0 0 وقال ابن أبي شية(: 


شماله في الصلاة. ار 0 
السّرّة وتحتهاء فإني لا أعرفه عن النبي كَل غير أن علا قال: من السنّة في 
الصلاة المكتوبة وضع اليمنئ على اليسرئ تحت السَرّة". 


وكان يستفتح تارةً ب «اللهمٌ باعِذ بيني وبين خطاياي كما باعدتٌ بين 


المشرق والمغرب. الله فسني من خطاياي بالماء والثلج والمَرّد. اللهم 
نقّني من الذنوب والخطايا كما ي: ينق الثوبُ الأبيض من الدّنّس)4©9). 


(1) 
(۲) 


(r) 


(€) 


وتارةً يقول: «وجَّهِتٌ وجهيّ للذي فطر السماوات والأرض حنيقًا وما 


هذا هو الواسطي القرشي» جرحه أحمد بن حنبل ويحيئ بن معين والبخاري وغيرهما. 


فالحديث ضعيف. وقال أبو داود: «وروي عن أبي هريرة وليس بالقوي»» ثم ساق 
الحديث )7١68(‏ عن أبي هريرة» فقال: اسمعت أحمد بن حنبل يضعف عبد الرحمن بن 
إسحاق الكوني»» هذا الكوفي هو الواسطي القرشي المذكور آنمًا. 

وذكر أيضًا أبو داود (701) عن ابن جرير الضبي عن أبيه: «رأيت عليًا تة 
يمسك شماله بيمينه على الرسغ فوق السرة». وفيه ابن جرير الضبي e‏ كلاهما 
مجهول. وانظر: (التمهيد» لابن عبد البر (١؟/‏ هلا 7/7). 

لم أهتد إلى مصدره. 

في كتابه (المترجّم» في شرح مسائل الشالنجي» فيما يظهر. وهو من مصادر المصنف 
وشيخه. وانظر كلام المصنف في موضع وضع اليد في لبدائع الفوائد» (۳/ ۹۸۳-۹۸۱). 
العبارة «فوق الرسغ والساعد... تحت السرة» ساقطة من مب» ن وكذا من النسخ 
ال 

أخرجه البخاري )۷٤٤(‏ ومسلم (/09) من حديث أبي هريرة وَإيَدْعنْهُ. 


۲۳ 


أنا من المشركين. ! إن صلاتي ونُسُكي ومخياي ومماتي لله رب العالمينء لا 
شيك له ويلك اسر واا اول اللي اللهم أنت المَلِكء > لا إله إلا 
أنت. أنت ربّيء وأنا عبدك. ظلمتٌ نفسي» واعترفت بڏنبي» فاغفر لي ذنوبي 
جميعٌ(١2»‏ إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت. واهيني لأحسن الأخلاق لايهدي 
لأحسنها إلا أنت» واصرف عني سى الأخلاق لا يصرف عني سيّتها إلا أنت. 
لبيك وسعدّيكء والخير في يديك» والشرٌ ليس إليك. أنا بك وإليك» تباركت 
وتعاليت» أستغفرك وأتوب إليك)2). ولكن المحفوظ أن هذا الاستفتاح 
كان يقوله في قيام الليل. 

وتارةً يقول: «اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل» فاطرٌ السماوات 
والأرض» عالمَ الغيب والشهادة؛ أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه 
يختلفون. اهدني لما اختلف فيه من الحقٌّ بإذنك» فإك تهدي من تشاء إلى 
صراط مستقيم200©. 

وتارةً يقول: «اللهمٌ لك الحمد. أنت نور السماوات والأرض ومن 
فيهن...) الحديث» وقد تقدم“؛ فإن في بعض طرقه الصحيحة عن ابن 


)١(‏ ماعداج: اجميعها». 

(۲) أخرجه مسلم (۷۷۱) من حديث علي بن أبي طالب. وما قاله المؤلف بعده يدل عليه 
صنيع الإمام مسلم حيث أورده ضمن الأدعية المأثورة عن النبي با في قيامه بالليل» 
وقد بوب عليه ابن خير الإشبيلي في نسخته ل«صحيح مسلم»: «باب منه» أي من دعاء 
النبي ية إذا قام من الليل. 

(۳) أخرجه مسلم )۷۷١(‏ من حديث عائشة وَإيدُعَنها. 

)4( في هدي النبي ية في نومه وانتباهه (ص١5١).‏ 


٤ 


عباس أنه كبّر ثم قال ذلك(. 


وتارة يقول: «الله أكبرء الله أكبر» الله أكبر. الحمد لله كثيرّاء الحمد لله 
كثيرّاء الحمد لله كثيرًا. سبحان الله بكرةً وأصيلاء سبحان الله بكرةً وأصيلاء 
سبحان الله بكرةٌ وأصيلًا. اللهمّ إن أعوذ بك من الشيطان» من هَمْزه وتَفْخه 


وتفعه)0"). 


وتارةٌ يقول: «الله أكبر» عشر مرّات, ته(" يسح عشرّاء ثم يحمد عشراء 
ويهَلّل عشرًاء ويستغفر عشرًا. ثم يقول: اللهم اهف لي اهو وارزقني عشرًا. 
ثم يقول: لق و راك ا 

= فكل هذه الأنواع قد صكّت عنه. 

وروي عنه أنه كان يستفتح ب «سبحانك اللهمّ وبحمدكء وتبارك اسمّك» 


)١(‏ وهو عند ابن نصر المروزي في «قيام الليل» (ص )١١7‏ وابن خزيمة )١٠١١(‏ وأبي 
عوانة (۲۲۳۲) وابن المنذر في «الأوسط» (0/ )١57‏ وغيرهم. 

(؟) أخرجه أحمد (20151/79 151/50 171785) وأبو داود(55/) وابن ماجه (۸۰۷) 
وابن خزيمة (559.»554) وابن حبان (۱۷۷۹» ۱۷۸۰) والحاكم )5706/١(‏ 
والبيهقي (۲/ )۴١‏ من حديث جبير بن مطعم. قال ابن المنذر في «الأوسط» 
(/ 776): «وحدیث جبير بن مطعم رواه عباد بن عاصم وعاصم العنزي» وهما 
مجهولان لا يدرئ من هما». وانظر: حاشية محققي «المسند» (151/79). 

() هنا انتهئ الخرم في ق. 

(5) أخرجه أحمد(7١91١)‏ وأبوداود(2777 2086) والنسائي في «المجتبئ» 21711 
٥‏ ) و«الكبرئن» (۰۱۳۱۹ ١1١551١ 1/47١‏ ) وابن ماجه )١705(‏ من حديث عائشة. 
صححه ابن حبان (۲۹۰۲) والألباني في «صحیح أبي داود- الأم» (۳/ ۳۲ 01 7). 


Yo 


وتعالى جدّك ولا إله غيرك» ذكر ذلك عنه أهل «السئن»7(١)‏ من حديث 
٠‏ ك ع 

علي بن علي الرفاعي» عن أبي المتوكل» عن أبي سعيد» على أنه ربما أرسل. 

وقد روي مثله من حديث عائشة"'. والأحاديث التي قبله أثبت منه. ولكن 

را ۳ 

يعلمه الناس. 


قال الإمام أحمد): أما أنا فأذهب إلى ما روي عن عمر» ولو أنَّ رجلا 


استفتح ببعض ما روي عن النبي اة من الاستفتاح كان حستا. وإنما اختار 


)۱( 


(۲) 


(۳) 


(€) 


أخرجه أبو داود )۷۷٥(‏ والترمذي )۲٤۲(‏ والنسائي في «المجتبئ؟ (849) و«الكبرئ» 


(91/4) وابن ماجه (4 60). قال الترمذي: «وقد تكلم في إسناد حديث أبي سعید» كان 
يحي بن سعيد يتكلم في علي بن علي الرفاعي. وقال أحمد: لاا يصح هذا الحديث». 
وقال أبوداود: «وهذا الحديث يقولون: هو عن علي بن علي عن الحسن مرسلاء الوهم 
من جعفر». وقال البيهقي (۲/ ٤‏ 5 7): «وأصح ما روي فيه الأثر الموقوف على 
عمر بن الخطاب». وقد أطال ابن عبد الهادي النفس حول شواهد هذا الحديث 
ومتابعاته فأجاد وأفاد. انظر: «تنقيح التحقيق» (۲/ .)١91/-١6٠‏ 

أخرجه أبو داود (1/5/) والترمذي (757) وابن ماجه .)6١5(‏ قال الترمذي: «هذا 
حديث» لا نعرفه إلا من هذا الوجه. وحارثة [بن أبي الرجال] قد تكلم فيه من قبل 
حفظه». وقال أبو داود: «وهذا الحديث ليس بالمشهور عن عبد السلام بن حرب» 
لم يروه إلا طلق بن غنام» وقد روئ قصة الصلاة عن بُدَيل جماعةٌ لم يذكروا فيه شيئًا 
من هذا». وانظر: «تنقيح التحقيق». 

أخرجه مسلم (۳۹۹) وعبد الرزاق (71601) وابن أبي شيبة (/271781 ۲۳۸۹) من 
طرق عن عمر. وانظر: «المحرر» (۲۱۹) و«تنقيح التحقيق» (۲/ .)١197-161١‏ 
بنحوه في «مسائله» برواية الكوسج -١1865(‏ دار الهجرة). وانظر: «مسائله» برواية أبي 
داود (ص" 5) وابنه عبد الله (۲۷۰). 


۲٢ 


أحمد هذا لعشرة أوجه قد ذكرتها في موضع آخر(١).‏ 

منها: جهرٌ عمر به يعلّمه الصحابة. 

ومنها: اشتماله" على أفضل الكلام بعد القرآن» فإن أفضل الكلام بعد 
القرآن: «سبحان الله» والحمد لله. ولا إله إلا الله. والله أكبر»7©. وقد تضمَّنها 
هذا الاستفتاح مع تكبيرة الإحرام. 

ومنها: أنه استفتاح حلص للثناء على الله» وغيرٌه متضمّن للدعاء؛ والثناءٌ 
أفضل من الدعاء. ولهذا كانت سورة الإخلاص تعيل ثلث القرآن, لأنها 
أخلصت لوضف الرخمن ارك وتال والعناء عليه ولهنذا كان اجان الله 
والحمد لله ولا إله إلا اله والله أكبر» أفضل الكلام بعد القرآنء فيلزم أنَّ ما 
تضمّنها من الاستفتاح أفضل من غيره من الاستفتاحات. 

ومنها: أن غيره من الاستفتاحات عامَّتُها إنما هي في قيام الليل في النافلةء 
وهذا كان عمر يعلّمه' الناس في الفرض. 

ومنها: أن هذا الاستفتاح إنشاءٌ للثناء على ارب تعالى» متضمّن للإخبار 
عن صفات كماله ونعوت جلاله؛ والاستفتاح با وجهٿ وجهي» إخبارٌ عن 
عبودية العبد. وبينهما من الفرق* ما بينهما. 

ومنها: أن من اختار الاستفتاح ب «وَجهِتٌ وجهي» لا يكمله. وإنما يأخذ 


)١(‏ لم أقف عليه. 

(۲) من هنا بدأت المقابلة على نسخة دار الكتب المصرية برقم ۲۳١‏ (م). 

(۳) أخرجه مسلم (۲۱۳۷) عن سمرة بن جندب. واللفظ هنا لأحمد .)۲٠۲۲۳(‏ 
« 

(5) ق: «علمه». 

(6) ص: «القرب)» تصحيف. 


قطعة من الحديث» ويذّر باقيه؛ بخلاف الاستفتاح ب «سبحانك اللهم»» 
فإنَ( من ذهب إليه يقوله كلّه(') إلئ آخره. 

وكان يقول بعد ذلك: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم"ء ثم يقرأ؟) 
الفاتحة. وكان يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم تارةء ويخفيها أكثر مما يجهر 
بها. ولا ريب أنه لم يكن يجهر بها دائمًا كلّ يوم وليلة ست رات أبدًا 
وأهل بلده في الأعصار الفاضلة» هذا من أمحل المحال؛ حت" يحتاج إلى 
صريح» وصريحها غير صحيح. وهذا موضع يستدعي مجلَدًا ضخمًا0". 


5-5 


3 0 2 
وكانت قراءته مذّاء يقف عند کل آية» ویم بها صوته22). 


)0( ق» م مب: «قال)» تصحيف. 

(۲) «كله؛ من ق» م» مب» ن. 

(۳) ذكر الألباني في «أصل صفة الصلاة» )۲۷١ /١(‏ أنه لا يصح عن النبي بيا الاقتصار على 
هذا القدر من التعوذ إلا ما ورد في مرسل الحسن. وسيآتي الكلام على التعوذ بالتفصيل. 

)٤(‏ ك: «ويقرأ». 

(5) يعني الركعات السب الجهرية في الفجر والمغرب والعشاء. وفي ن: «اخمس مرّات2 
وكذا في النسخ المطبوعة» والظاهر أنه تصرف ناسخ ظنها خمس صلوات. 

)00 ق» م: احين)» تصحيف. 

(۷) ولابن عبد البر كتاب حافل في الموضوع بعنوان: «الإنصاف فيما بين علماء 
المسلمين في قراءة #بسم الله الرحمن الرحيم» في فاتحة الكتاب من الاختلاف». 

(A)‏ أخرجه البخاري من حديث أنس (2057). وروي أيضًا من حديث أم سلمة» 
وسبأتي تخريجه (ص”7١71).‏ 


578 


فإذا فرغ من قراءة الفاتحة قال: آمين(١2.‏ فإن كان يجهر بالقراءة رفع بها 
صوته» وقالها مَن خلفه. 

وكان له سكتتان: سكتة بين التكبير والقراءة» وعنها سأله أبو هريرة(). 
واختلف في الثانية» فروي أنها بعد الفاتحة» وروي أنها بعد القراءة وقبل 
الركوع. وقيل: بل هي سكتتان غير الأولئ؛ فتكون ثلاثة. والظاهر 
أنهما اثتتان فقط» وأما الثالثة فلطيفة جدًّا لأجل ترادٌ النفس» ولم يكن يصل 
القراءة بالركوع؛ بخلاف السكتة الأولى» فإنه كان يجعلها بقدر الاستفتاح. 
والثانية قد قيل فيها: إنها لأجل قراءة المأموم» فعلئ هذا ينبغي تطويلها بقدر 
قراءة الفاتحة. وآما الثالثة فللراحة والنفس 227 فقط» فهى سكتة لطيفة. فمن 
لم يذكرها فلقصرهاء ومن اعتبرها جعلها سكتةٌ الشد فلا اختلاف بين 
الروايتين. وهذا أظهر ما يقال في هذا" الحديث. 


يبيّن ذلك أن أحد من روئ حديث السكتتين هو سمُرة بن جندب» وقد 


)١(‏ أخرجه مالك )۲۳١(‏ ومن طريقه البخاري )۷۸٠(‏ ومسلم )5٠١(‏ عن الزهري 
مرسلًا عقب حديث أبي هريرة في أمر النبي اة بالتأمين في الصلاة وفيه فضل 
التأمين. وأخرج أيضًا مالك (۲۳۲) والبخاري (۷۸۲) ومسلم (415) من غير طريق 
ابن شهاب الزهري من حديث أبي هريرة أمرّه وك به فقط. 

(۲) أخرجه البخاري )۷٤٤(‏ ومسلم (0944). 

)۳( لفظ «بل» ساقط من ق» م“ مب ن. 

62 كذا بتأنيث العدد في جميع النسخ. 

للن4 م)مب: «والتنفس». 


(5) «هذا» من ق“ م“ مب ن. 


۲۹ 


قال(١):‏ «حفظت عن رسول الله هة سكتتين: سكتة إذا كبّر وسكتة إذا فرغ 
من قراءة #خَي ِالْمَخْضُوب عليه وآ ارت € [الفاتحة: 1(0]97). وني بعض 
طرق الحديث: «وإذا فرغ من ال اءة سكت»» وهذا كالمجملء واللفظ 
الأول مفسّر مبيّن. ولهذا قال أبو سلمة بن عبد الرحمن: «للإمام سكتتان» 
فاغتنموا فيهما القراءة بفاتحة الكتاب): إذا افتتح الصلاة2*0» وإذا قال: # وآ 
لصَّآيت 4؛ على أن تعيين محل السّكتتين إنما هو من تفسير قتادة"» فإنه 


(0 


(۲) 


(۳) 


(€) 


(0) 
(03) 


هكذا سياق الكلام في م ق» مب» نء غير أن «هو! لم يرد في مب» ن كما لم يرد اقد) 
في ق. والسياق في غيرها : وقد صح حديث السكتتين من رواية سمرة وأبي بن كعب 
وعمران بن حصين. ذكر ذلك أبو حاتم في صحيحه. هو سمرة...» وقد استدرك نحو 
هذه العبارة في هامش ن» فلفقت النسخ المطبوعة بين العبارتين. 

أخرجه أبو داود (۷۷۹) من طريق قتادة عن الحسن عن سمرة. 

أخرجه ابن حبان )۱۸١٠۷(‏ من طريق قتادة عن الحسن عن سمرة. وقد أخرجه أيضًا 
أبو داود )78٠(‏ والترمذي )١0١1(‏ وابن ماجه »)۸٤٤(‏ وعندهم أن تفسير السكتتين 
من كلام قتادة كما يسوق المصنف لفظه» وسيأتي تمام تخريجه هنالك. 

أخرجه البخاري في «جزء القراءة» )٠١١(‏ وابن حزم في «المحلى) (۳/ ۲۳۸). وأخرج 
البخاري عقبه بإسناد حسن عن أبي سلمة عن أبي هريرة قوله. 

ص: «القراءة). 

ولكن ورد عند أحمد )7١177(‏ والدارمي )١717/4(‏ والبخاري في «جزء القراءة» 
(70) من طريق حميد الطويل عن الحسن عن سمرة بن جندب أن رسول الله وك 
كانت له سكتتان» سكتة حين يفتتح الصلاة» وسكتة إذا فرغ من السورة الثانية قبل أن 
يركع» فذكر ذلك لعمران بن حصين... الحديث؛ وكذلك عند أحمد »۲١٠۲۷(‏ 
17 والبزار (4547) من طريق يونس عن الحسن عن سمرة. فكأن التفسير من 
كلام سمرة أو الحسن. 


1 


رو الحديث عن الحسن عن سمرة قال: «سكتتان حفظتهما عن رسول الله 
ك4 فأنكر ذلك عمران» وقال: «حفظنا سكتةً». فكتبنا إل بي بن كعب 
بالمدينةء فكتب أبن أن قد حفظ سَمُرة. قال سعيد: فقلن(١)‏ لقتادة: ما هاتان 
السكتتان؟ قال: إذا دخل في صلاته» وإذا فرغ من القراءة. ثم قال بعد ذلك: 


وإذا قال: « را السات 4. قال: وكان يعجبه إذا فرغ من القراءة أن يسكت 
حت يترادً إليه نقَسّه( "». ومن يحتجٌ بالحسن عن سَمُرة يحتجٌ بهذا0. 


)١(‏ ك: «فقلت». 

(۲( أخرجه الترمذي )١0١(‏ وابن ماجه )۸٤٤(‏ _واللفظ لهما وأبو داود (۷۸۰). قال 
الترمذي: وهو قول غير واحد من آهل العلم: يستحبون للإمام أن يسكت بعدما يفتتح 
الصلاة وبعد الفراغ من القراءة. وبه يقول أحمد وإسحاق وأصحابنا. وقد وقع عند 
البيهقي (197/7) بأتم لفظ وأوضحه: «قلنا لقتادة: ما السكتتان؟ قال: سكتة حين يكبر 
والأخرئ حين يفرغ من القراءة عند الركوع» ثم قال الأخرئ_يعنئ المرة الأخرى-: 
سكتة حين يكبر وسكتة إذا قال: لصي رِالْمَمْضُوبٍ عليه روآ السات 14. 
والحديث حسنه الترمذي وصححه ابن حبان .)۱۸٠۷(‏ ولكن أعله الألباني بعنعنة 
الحسن والاضطراب في متنه فضعفه»ء وتعقب أيضًا على مَّن يرئ أن السكتة الثانية بعد 
الفاتحة ويْطوّل فيهاء انظر: «الضعيفة» 47 )٥‏ و«إرواء الغليل» (004). 

(۳) وقد تكلم المصنف اله على السكتتين في «كتاب الصلاة» (ص8 ١‏ 4) أيضًا وختم 
كلامه بقوله: «... وبالجملة» فلم يُنقل عنه به بإسناد صحيح ولااضعيف أنه كان 
يسكت بعد قراءة الفاتحة حتى يقرأها من خلفه» وليس في سكوته في هذا المحلٌ إلا 
هذا الحديث المختلف فيه كما رأيت. ولو كان يسكت هنا سكتة طويلة يدرك فيها 
المأموم قراءة الفاتحة لما خفي ذلك على الصحابة» ولكان معرفتهم به ونقلهم له أهم 
من سكتة الاستفتاح». 


۳١ 


فإذا فرغ من قراءة الفاتحة أخذ في سورة غيرهاء وكان يطيلها تار 


IT ٠. EE 
لعارض من سفر أو غيره» ويتوسّط فيها غالبًا.‎ 2١(هففخيو‎ 


وكان يقرأ(" في الفجر بنحو ستين آية إلى مائة("ء وصلاها بسورة 


0011 و o‏ 7 
(ق)40). وصلاها ب(الروم)0*. وصلاها ب إا لسرت 4 ). وصلاها 
ب (إذا زلزلت) في الركعتين كلتيهما". وصلاها بالمعوذتين وكان في 


)1( 
)۲( 
إفرة 
)€( 


(0) 


(0 


(۷) 


بعذه في ص زيادة: «تارة». 

ص» ج: «فيقرأ». 

أخرجه البخاري )۷۷١(‏ ومسلم (14176571) من حديث أبي برزة الأسلمي. 
أخرجه مسلم من حديث قطبة بن مالك (401)» ومن حديث سمرة بن جندب 
)0۸(. 

أخرجه عبد الرزاق (۲۷۲۰) وأحمد )۲۳٠۷۲ 077170 »۱٥۸۷۲۳(‏ والنسائي في 
«المجتبئ» )۹٤۷(‏ و«الكبرئ» )٠١71(‏ عن رجل من أصحاب النبي يَكِ. وعند البزار 
400 - كشف الأستار) أن الصحابي هو الأغر المزني. وفي إسناديهما لين» يتقوئ كل 
منهما بالآخر» وبهما حسنه الألباني في «أصل صفة الصلاة» (۲/ 24179 1١‏ 4). 

أخرجه مسلم (407) من حديث عمرو بن حريث بلفظ: يقرأ في الفجر وللا 
عسعس €. 

أخرجه أبو داود )۸۱١(‏ ومن طريقه البيهقي (۲/ ۳۹۰) من حديث معاذ بن عبد الله 
الجهني عن رجل من جهينة عن النبي وَل قال النووي في «المجموع» (؟/ :)۳۸٤‏ 
«إسناده صحيح». والحديث صححه الألباني في «أصل صفة الصلاة» (؟/ )٥‏ ويشهد 
له مرسل سعيد بن المسيب» أخرجه أبو داود في «المراسيل» ٠(‏ 5)» وقد قرّر المؤلف في 
التبذيب السئن» (۱/ -۳۸٤ /۳ ۰٤۰١۱ /۲ ۰۳۰٦‏ ۳۸۵) أن مراسيل سعيد بن المسيب 
حجة» ومن لم يقبل المرسل قد قبل مرسل سعيد؛ وقد بسط الكلام حوله في مواضع من 
«تهذيب السنئن». وانظر: «جامع التتحصيل! (ص5778: .)٤١‏ 


غرف 


السفر(١2.‏ وصلّاها فاستفتح سورة المؤمنين حت بلغ ذكر موسئ وهارون 
في الركعة الأولئ» أخذته سَعْلٌه فركم". وكان يصلَّيها يوم الجمعة ب (ألم 
تنزيل) السجدة"» وسورة ان4 کاملتین) ولم يفعل ما يفعله كثير 
من الناس اليوم من قراءة بعض هذه وبعض هذه أو قراءة السجدة وحدها 
في الركعتين» وهو خلاف السنة. 

وأما ما يظنه كثير من الجهال أنَّ صبحٌ الجمعة قصلت بسجدة فجهلٌ 
عظيعٌ» ولهذا كره بعض الأئمة قراءة سورة السجدة لأجل هذا الظن. وإنما 
كان النبي ية يقرأ هاتين السورتين لما اشتملتا عليه من ذكر المبدأ والمعاد 
وخلق آدم» ودخول الجنة والنار؛ وذلك مما كان ويكون يوم الجمعة. 
وکان" يقرأ في فجرها ما كان ويكون في ذلك اليوم تذكيرًا للأمة بحوادث 
هذا اليوم؛ كما كان يقرأ في المجامع العظام كالأعياد والجمعة بسورة“ (ق) 


2٠١77( و«الكبرئ)‎ )٩٥۲( أخرجه أبو داود(577١) والنسائي في «المجتبئ»‎ )١( 
))551//١( من حديث عقبة بن عامر» صححه ابن حبان (۱۸۱۸) والحاكم‎ ۲ 
.)۸۱٤( وأصله في مسلم‎ 

00( أخرجه مسلم .)٤٥٥(‏ 

(۳) ج: «الم السجدة». 

)٤(‏ أخرجه البخاري )1١78.:831(‏ ومسلم (880) من حديث أبي هريرة كنف 
ومسلم أيضًا (۸۷۹) من حديث ابن عباس وََإِيدْعَنَهَا. 

(6) «وبعض هذه) ساقط من ك مب. 

0) كذا في النسخ» أعاد الضمير إلى المضاف إليه «الجمعة». 

(۷) م» مب: «فکان). 


(A)‏ م“ ق مب» ن: لاسورة). 


۴۳ 


و(اقتربت) و(سبّح) و(الغاشية). 
فصل 

وأما الظهر فكان يطيل قراءتها أحيانًاء حت قال أبو سعيد: «كانت صلاة 
الظهر تقام» فيذهب الذاهب إلى البقيع» فيقضي حاجته» ثم يأتي أهله فيتوضّأء 
ويدرك النبى ية في الركعة الأولئ- مما يطيلها». رواه مسل (). 

وكان يقرأ فيها تارة بقدر سورة (الم تنزيل)» وتارة ب (سبح اسم 
ربك الأعلى)"» ونحو (والليل إذا يغشئ)!؟»» وتارةً ب(السماء ذات 
البروج) و(السماء والطارق)00). 

وأما العصرء فعلئ النصف من قراءة الظهر إذا طالت» وبقدرها إذا 


قصرت0). 

.)٤٥٤( برقم‎ )۱( 

(۲) أخرجه مسلم )٤٥۲(‏ من حديث آبي سعيد الخدري. 

(۳) أخرجه مسلم من حديث جابر بن سمرة (570)) ومن حديث عمران بن حصين 
(۹۸(. 

)€( أخرجه مسلم )٤0۹(‏ من حديث جابر بن سمرة. 

)۸٠٥( وأبو داود‎ )۱۸٥( أخرجه آحمد (۲۰۹۸۲) والبخاري في «جزء القراءة»‎ )٥( 
)١١٠١۹۸۰۱۰٥۳( والترمذي (۳۰۷) والنسائي في «المجتبئ» (4۷۹) وني «الكبرئ»‎ 
من حديث جابر بن سمرة» من طريق حماد بن سلمة عن سماك بن حرب عنه.‎ 
والحديث حسنه الترمذي وصححه ابن حبان (۱۸۲۷)» وقد احتج مسلم بهذا‎ 
وبسماك عن جابر عمومًا كما سلف في الحديثين السابقين.‎ »)١1871( الإسناد‎ 

(5) انظر ما أخرجه مسلم من حديث أبي سعيد الخدري (1417) وجابر بن سمرة 
(469). 


٤ 


وأما المغرب» كان م جها رق دز اللاعنا برو الراك اذه در 


ب(الأعراف) فرق ها٣‏ في الركعتين ١ء‏ وة الط ومرَّوّب 
(المرسلات)). قال أبو عمر بن عبد البر200: روي" عن النبي ب أنه قرأ 
ف المغرب ب(المص)» وأنه قرأ فيها ب(الصافات)0 وأنه قرأ فيها ب(حم 


(1) 


(۲) 


(۳) 


(0) 


(v) 


«فرّقها؛ ساقط من ص 

أخرجه البخاري (75/) من حديث زيد بن ثابت» بلفظ: «بطولئ الطوليين» من غير 
تفسير له. ووقع في رواية النسائي في «المجتبىل» (984) و«الكبرئ؛ :)١٠١737(‏ 
«بأطول الطوليين (المص)»» وفي رواية أبي داود :)81١7(‏ «الأعراف». وقد اختلف في 
قائل تفسيره» والصحيح أنه من تفسير عروة بن الزبير كما في رواية النسائي في 
«المجتبئ» (445) و(الكبرئ» )٠١75(‏ والبيهقي (۲/ ۳۹۲). 

أخرجه البخاري (175) ومسلم (4717) من حديث جبير بن مطعم. 

أخرجه البخاري )۷٦۳(‏ ومسلم (477) من حديث ابن عباس عن أمه أم الفضل بنت 
الحارث. 

في «التمهيد» (9/ .)١55-1١56‏ 

ك: «يروئ". وفي «التمهيد» كما أثبت من غيرها. 

ذكر ذلك قبل ابن عبد البر ابنْ بطال في «شرح صحيح البخاري» (187/7) من أدلة 
القائلين بأن للمغرب وقتين. وكذا ذكره ابن عبد البر في «التمهيدا (۸/ 47) 
و«الاستذكار» (79/1). وأخرج في «التمهيد؛ (۸/۱۹) عن ابن عمر قال: كان 
رسول الله اة يأمرنا بالتخفيف ويؤمّنا بالصافات. ثم قال: زاد بعضهم في هذا 
الحديث: «في الصبح»» وقد قيل: «في المغرب». والحديث أخرجه الشافعي كما في 
«معرفة السنن» (0889) وأحمد »٤۷۹7(‏ 147/1) والنسائي في «المجتبئئ» )۸۲١(‏ 
و«الكبرئ» )١175869407(‏ من حديث عبد الله بن عمر» صححه ابن خزيمة 
۱۰۲( وابن حبان (۱۸۱۷). ووقع عند أحمد :)٤۹۸٩۹(‏ «في الصبح» وابن حبان 
(21810): دفي الفجر؛ كلاهما من رواية يزيد بن هارون الواسطي» وكذلك وقع عند د 


م" 


الدخان)217» وأنه قرأ فيها ب(سبح اسم ربك الأعلى)"ء وأنه قرأ فيها 
ب(التين والزيتون)"» وأنه قرأفيها ب(المعوذتين)» وأنه قرأفيها 
ب(المرسلات)» وأنه كان يقرأ فيها بقصار المفصّل20». قال: وهي كلها آثار 


00) 


(۲) 


(۳) 


لق 


(0 


الطيالسي :)١970(‏ «في الصبح». ولم أقف علئ القول بأنه في المغرب. 


أخرجه النسائي في «المجتبئ» (۹4۸۸) و«الكبرئ» )١٠١77(‏ من حديث عبد الله بن 
عتبة بن مسعود مرسلا. وقد أخرج ابن أبي شيبة (7”51) أن ابن عباس قرأ الدخان 
في المغرب. 

أخرجه الطبراني في «الكبير» کا في «مجمع الزوائد» (۲/ ۱۸۸) من حديث عبد الله بن 
الحارث بن عبد المطلب» وكذا عزاه إليه الحافظ في «نتائج الأفكار» (1/ :)57١‏ وأعلاه 
بضعف حجاج بن نصير. ثم ذكر الحافظ أنه قد ورد أمره َة بقراءتها في المغرب. 
قلت: هو عند النسائي في «المجتبی» (485) و«الكبرئ» )١15١4(‏ من حديث جابر 
في عتاب النبي بيه معاذ بن جبل في تطويله الصلاة بالناس. والصحيح أن القصة في 
صلاة العشاء لا المغرب كما سيأتي» وهي في الصحيحين». 

أخرجه الطيالسي (779) والحميدي )۷٤١(‏ وابن أبي شيبة (/7”77) وأحمد 
)من حديث البراء. والمشهور أنه كان في صلاة العشاء. والشيخ الألباني 
حاول التوفيق بين الروايتين رواية ودراية» انظر: «أصل صفة الصلاة» (۲/ ٤۷٥‏ - 
كلاع). 

أخرجه العقيلي في «الضعفاء» في ترجمة عبد الله بن كرز (۳/ )۳٠۷‏ وابن المقرئ في 
«معجمه» (5 4 0) من طريق ابن كرز عن نافع عن عبد الله بن عمر مرفوعاء وقال 
العقيلي: «ولا يتاع عليه». 

أخرجه أحمد (7491) والنسائي في «المجتبئ) (۹۸۲» ۹۸۳) و«الكبرئ» 2٠١557(‏ 
٠١17‏ ) من حديث أبي هريرة. صححه ابن خزيمة )٥۲۰(‏ وابن حبان (۱۸۳۷). 
ويشهد له ما أخرجه مالك (۲۰۹) ومن طريقه عبد الرزاق (1194) والبيهقي 
(۳۹۱/۲)-أن أبا بكر صِلَّوم في المغرب يسورة من قصار المفصل. 


طرف 


صحاح مشهو رة. . انتھ(). 


وأما المداومة فيها على قراءة قصار المفصّل دائمّاء فهو فعل مروان بن 
الحكم. ولهذا أنكر عليه زيد بن ثابت» وقال له : مالك : تق رأفي المغرب 
بقصار المفصّل؟ وقد رأيتٌ رسول الله اة يقرأ في المغرب بطولى الطُولييْن. 
قال: قلتٌ: وما طولئ الطوليين؟"' قال: (الأعراف). وهذا حديث صحيح 
رواه أهل «السئن72؟2. وذكر النسائي2*0 عن عائشة أن النبى َة قرأ في صلاة 
المغرب سورة (الأعراف) فرّقها في ركعتين(21. فالمحافظة فيها على الآية 
القصيرة والسورة من قصار المفصّل9؟ خلاف السنة» وهو من فعل 
مروان بن الحكم. 


)١(‏ «انتهئن» من ق» مب» ن. 

(۲) «له؛ ساقط من ق» م. 

(*) «قال: قلت... الطوليين» ساقط من ك لانتقال النظر. 

(5) أخرجه أيضًا البخاري (7714) كما سبق (ص76؟7). 

)2( في (المجتبيئن» (441) و«الكبرئ» »)٠١٠١(‏ وأخرجه الطبراني في «(مسند الشاميين» 
(57) والبيهقي (۲/ ۳۹۲) من حديث عائشة» من طريق هشام بن عروة عن أبيه عنها. 
قال ابن حجر في «التلخيص» (۲/ :)٤۸٦‏ اوهو معلول». وهو كذلك؛ سأل ابن أبي حاتم 
أباه عن حديث عائشة فقال: «هذا خطأء إنما هو عن أبيه عن النبي بي مرسل»». «العلل» 
(485). وكذلك قال البيهقي في «معرفة السنن» (۳/ ٠‏ 7) عقب ذكر هذا الحديث: 
«والصحيح رواية ابن أبي مليكة» عن عروة» عن مروان» عن زيد بن ثابت» وهو الحديث 
السابق. وقد اختلف على هشام بن عروة في هذا الحديث. انظر: «العلل الكبير» للترمذي 
(ص ٦۷ء‏ ۷۷) و«العلل» للدارقطني .)١١55(‏ 

() ك مب: «الركعتين». 

(0) بعده في ج زيادة: لهوا. 


¥ 


وأما عشاء الآخرة فقرأ بها فيها ب(التين والزيتون)(. 000 
فيها (الشمس" وضحاها) و(سبح اسم ربك الأعلئ) و(الليل إذا يغشئ 
ونحوهاء وأنكر عليه قراءته فيها ب(البقرة) بعد ما صلّئ معه» ثم ذهب إلى بني 
عمرو بن عوف» فأعادها بهم بعد ما مض من الييل ما شاء ا وقرأ 
(البقرة)» فلهذا قال له: «أفَْانٌ أنت يا معاذ؟»". فتعلّق النقّارون هذه 
الكلمة» ولم يلتفتوا إلى ما قبلها ولا ما بعدها! 

وأما الجمعة» فكان يقرأ فيها بسورتي (الجمعة) و(المنافقين)(0) 
كاملتين0) وسورتی(۷) (سبّم) و(الغاشية). وأما الاقتصار علئ قر 5( 


پا 


أواخر السورتين من طايه لج ءاملا أ4 إلى آخرها فلم يفعله قط وهو 
مخالف لهديه الذي كان يحافظ عليه. 


وأما قراءة الأعيادء فتارةً كان يقرأ بسورتي (ق) و (اقتربت) كاملتيد(١١),‏ 


)١(‏ أخرجه البخاري (7/517) ومسلم (5554) من حديث البراء بن عازب. 

)۲( ع (بالشمس». 

(۳) آخرجه البخاري )١5(‏ ومسلم (575) من حديث جابر بن عبد الله. 

(5) ك: «سورتي». وفي ق» م: «بسورةا. 

(0) ك: «المنافقون». 

(5) أخرجه مسلم (۸۷۹) من حديث ابن عباس. 

(0) ك: «اوسورة». 

(۸) أخرجه مسلم (۸۷۸) من حديث النعمان بن بشير» وفيه: كان رسول الله وَل يقرأ في 
العيدين وفي الجمعة...» 

(4) لفظ «قراءة» ساقط من ك. 

(١٠)أخرجه‏ مسلم (891). 


YA 


وتارةٌ بسورتي 2١7‏ (سبّح) و (الغاشية)(©. 
CE‏ 
آذ به خلفاؤه الراشدون من بعده. فقرأ أبو بكر الصدّيق نة في الفجر 
سورة" (البقرة) حت سلّم منها قريبًا من طلوع الشمس: فقالوا: يا خليفة 

رسول الله كادت الشمس تطلع. فقال: لو طلعَتُ لم تجدنا غافلين!(؟». وكان 
عمر وَِإِيَةعَنَهُ يق رأفيها ب(يوسف)22 و(النحل) ٩‏ وب(هود)() و (بني 


)١(‏ ك مب: ابسورة». 

(؟) وهو في حديث النعمان بن بشير السابق 

)۳( ق» م» مبء ن: لابسورة». 

)٤(‏ أخرجه الشافعي في «اخحتلاف مالك» (۸/ 1۲۹-الأم) ومن طريقه البيهقي 
07 _وعبد الرزاق (۲۷۱۱» )۲۷١‏ وابن أبي شيبة (70164) وحرب 
الكرماني في «مسائله» ( ص۳۷٠‏ - ط آل فريان) وابن المنذر في «الأوسط» )۷١/۳(‏ 
من حديث أنس بإسنادين صحيحين» والقائل لأبي بكر هو عمر. 

)0( أخرجه مالك )7١9(‏ ومن طريقه الشافعي في «اختلاف مالك» (077/4- الأم) عن 
هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن عامر بن ربيعة أن عمر قرأ في الفجر بيوسف 
والحج قراءة بطيئة. قد تَكلّم علئ إسناد مالك مسل انظر: «التمییز» (ص -١98‏ 
١‏ والتعليق عليه. وأخرجه ابن أبي شيبة (7574) وأحمد في «العلل» برواية ابنه 
عبد الله (107/77) من طريق هشام عن عبد الله بن عامر به وفيه ذكر سورة يوسف 
فقط. وعلئ كل فالأثر صحيح. 

0) أخرج ابن أبي شبية (5575) أن عمر قرأ بالنحل وبني إسرائيل في الفجر وسجد 
فيهما جميعًا. إسناده منقطع إذ بكر بن عبد الله لم يدرك عمر. 

(۷) أخرج عبد الرزاق )77١١(‏ أن عمر قرأ بالكهف ويوسف أو بيوسف وهود على 
شك من الراوي. وأخرج ابن أبي شيبة (7677) وحرب الكرماني في (مسائله» = 


۳۹ 


إسرائيل)7١2‏ ونحوها من السور ولو كان تطويله ية منسو سا لم يخف على 
خلفائه ويطلع عليه النقارون. 

وأما الحديث الذي رواه مسلم في «صحيحه)(22 عن جابر بن سَمُرة أن 
النبى به «كان يقرأ في الفجر ب(قاف7) والقرآن المجيد) وكانت صلاته بعد 
تخفيمًاا» فالمراد بقوله: «بعدٌ) أي بعد الفجرء أي أنه كان يطيل قراءة الفجر 
أكثر من غيرهاء وصلاته بعدها تخفيقًا. ويدل على ذلك قول أمٌ الفضل وقد 
سمعث ابن عباس يقرأ (والمرسلات) فقالت: «يا بُنَيَ لقد أذكرتّني؟) 
بقراءتك هذه السورة. إِنّهها لأر ما سمعتٌ من رسول الله ل يقرأ بها في 
المغرب200). فهذا في آخر الأمر. 

وأيضًا فإن قوله: «وكانت صلاته بعدٌ) غايةٌ قد حُذِف ما هي مضافة إليه. 
فل يجوز از ما ادل عله السا ور إفيما رما ف الان 
والسياق إنما يقتضي أن صلاته بعد الفجر كانت" تخفيمًاء لا يقتضي أن 


= (ص۱۳۸- ط آل فريان) أنه قرأ بيونس وهود ونحوهماء وفي إسناده لين» وبنحوه 
أخرج ابن أبي شيبة )۳١۷۲(‏ بنفس الإسناد عن أبي هريرة من فعله. 

)١(‏ أخرج الطحاوي في «شرح المعاني» )۱۸١ /١(‏ عن زيد بن وهب أن عمر قرأ ببني 
إسرائيل والكهف في الصبح» وإسناده صحيح. 

(۲) برقم (404). 

(۳) كذا ورد في جميع النسخ» ومثله في ابذيب السئن» /١(‏ 518 - نشرة مرحبا). 

(5) ك ق» م مبء ن: «ذكرتني». 


کر 


)٥(‏ أخرجه البخاري )۷٦۳(‏ ومسلم (577) من حديث ابن عباس عن أمه آم الفضل. 
() ماعدا ص ج٤‏ ع: «وترك)». 


(۷) ك:«کان». 


3 


صلاته كلّها بعد ذلك اليوم كانت تخفيً(١».‏ هذا ما لا يدل عليه اللفظء ولو 
كان هو المراد لم يخفٌ على خلفائه الراشدين» فيتمسّكون بالمنسوخ 
ويدعون الناسخ. 


وأما قوله بَكِِ: «أيُكم أمَّ الناس فَلْيحفُفْ2"70» وقول أنس: «كان رسول 
الله اة حف الناس صلاةً في تمام»"'ء فالتخفيف أمر نِسْبيٌ يرجع إلى ما 
فعله النبي إلا وواظب عليهء لا إلى شهوة المأمومين» فإنه لالم يكن 
يأمرهم بأمر ثم يخالفه. وقد عَلِم أن من ورائه الكبير والضعيف وذا الحاجة 
فالذي فعله هو التخفيف الذي أمر به. فإنه كان يمكن أن تكون صلاته أطول 
من تلك“ بأضعاف مضاعفة» فهي خفيفة بالنسبة إلى أطول منها. وهديه 
الذي كان يواظب عليه هو الحاكم في كل ما تنازع فيه المتنازعون. ويدل عليه 
ما رواه النسائي 2*0 وغيره عن ابن عمر قال: كان رسول الله يك يأمرنا 
بالتخفيف» ويؤمّنا ب(الصَّافَات)». فالقراءة ب(الصّافَات) من التخفيف الذي 
كان يأمر به. والله أعلم. 


(1) وانظر نحو هذا الكلام في «كتاب الصلاة» (ص١٠1-72١3)‏ و« ذيب السئن» 
(T/1)‏ 

00( أخرجه بهذا اللفظ الحميدي في «مسنده» )٤٥۳(‏ من حديث أبي مسعود البدري» وهو 
في البخاري (40) بنحوه. وبنحوه أخرجه أيضًا البخاري )۷٠۳(‏ ومسلم (/471) من 
حديث أبي هريرة يكن 

(۳) أخرجه مسلم (579)» وبنحوه أخرجه البخاري .)07١8(‏ 

(5) ق» مء مب» ن: «ذلك). 

)٥(‏ في «المجتبی» (877) و«الكبرئ» (۱۱۳۹۸۰۹۰۲) وقد سبق تخريجه (ص 0؟79). 


٤١ 


فصل 

وكان ييل لا يعين في الصلوات سورةً بعينها لا يقرأ إلا مهاء إلا في الجمعة 
والعيدين. وأما في سائر الصلوات فقد ذكر أبو داود(١)‏ من حديث عمرو بن 
شعيب عن أبيه عن جدّه أنه قال: ما من المفصّل سورة صغيرة ولا كبيرة إلا 
قد سمعتٌ رسول الله كل يوم الناس بها في الصلاة المكتوبة. 

وكان من هديه قراءة السورة كاملة. وربما قرأها في ركعتين» وربما قرأ 
أول السورة. وأما قراءة أواخر السور وأوساطها فلم يُحمَّظ عنه. وأما قراءة 
السورتين في ركعة؛ فكان يفعله في النافلة» وأما في الفرض فلم يُحمَّظ عنه. 

ل لأعرف النظائر التي كان رسول الله وَل 
يقرّن('' بينهن: السورتين في ركعة» (الرحمن) و(النجم) في ركعة؛ 
و(اقتربت) و(الحاقة)©) في ركعة» و(الطور) و(الذاريات) في ركعةء و (إذا 
وقعت) و(ن) في ركعة... الحديث» فهذا کا نعل ك يعن مله عل 


)١(‏ برقم (815)» وأخرجه البيهقي (۲/ ۳۸۸)» من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن 
جده» إسناده حسن مع أن فيه عنعنة محمد بن إسحاق. وله شاهد عند الطبراني 
/١(‏ 6" من حديث عبد الله بن عمرء فيه إسماعيل بن عياش وقد روول عن غير 
بلديّه. 

() ق»م: «كان يقرن»» تكرّرت «کان» سهوًا. 

(۴) من هنا وقع خرم طويل في م. 

)٤(‏ أخرجه البخاري (1/5/) ومسلم (۸۲۲) من طرق عن أبي وائل عن ابن مسعود به» 
مجملًا مع ذكر بعضها. وقد جاء هكذا مفسرًا عند أبي داود (197) بإسناد صحيح 
عن علقمة والأسود كليهما عن ابن مسعود به» وتتمته: او(سأل سائل» والنازعات) 
في ركعة» و(ويل للمطففين» وعبس) في ركعة» و(المدثر» والمزمل) في ركعة» و(هل- 


€۲ 


كان في الفرض آم في النفل؟ وهو محتمل. 
وأما قراءة سورة واحدة في ركعتين معا فقلمًا كان يفعله. وقد ذكرأبو 
داود("2 عن رجل من جهينة أنه سمع رسول الله وك يقرأ في الصبح (إذا زلزلت) 
في الركعتين كلتيهماء قال: فلا أدري أنسي رسول الله اة آم قرأ ذلك عمدًا. 
فصل 
وكان يطيل الركعة الأولئ على الثانية من صلاة الصبح» ومن كل صلاة. 
وربما كان يطيلها حتئ لا يسمع وقع قدم. 


وكان يطيل صلاة الصبح أكثر من سائر الصلوات. وهذا لأن قرآن 
الفجر مشهود. قيل: يشهده الله وملائکته» وقيل: تشهد( ) ملائكة الليل 
والنهار. والقولان مبنيّان على أن النزول الإلهي هل يدوم إلى انقضاء 


= أتئء ولا أقسم بيوم القيامة) في ركعة» و(عم يتساءلون» والمرسلات) في ركعة» 
و(الدخان» وإذا الشمس كورت) في ركعة». 

)١١‏ ك:«أو». 

(۲) برقم »)81١(‏ وقد سبق تخريجه (ص‌۲۳۲). 

(۳) أخرجه أحمد(9157١)‏ وأبو داود(607) من حديث عبد الله بن أبي آوق» والراوي 
عنه مبهم. وأخرجه البيهقي (55/7) من طريق آخر فيه أن الرجل المبهم هو طرفة 
الحضرمي. وطرفة هذا مجهولء وفيه أيضًا أبو إسحاق الحميسي» ضعيفء والحماني 
وهو يحي بن عبد الرحمن» حافظ متهم بسرقة الحديث. والحديث ضعفه الألباني في 
«الإرواء» (017) وفصل القول فيه في اضعيف أبي داود- الأم) (۱/ ۳۱۲- "17 07. 

)2( ك ع: (يشهده). 

(0) أما الأول فقد أخرجه الطبري في «جامع البيان» )٤ /٠١(‏ وابن خزيمة في «التوحيد» 
(۱/ ۲۷۹) من حديث أبي الدرداء» وفي إسناده زيادة بن محمد منكر الحديث. - 


a3 


صلاة الصبح أو إلى طلوع الفجر؟ وقد ورد فيه هذا وهذا. 


وأيضًا فإنها لما نقصت"' عددُ ركعاتها جعل تطويلُها عوضًا عما نقصته 


من العدد. 


وأيضًا فإنها تكون عقيب النوم» والناس مستريحون. 
وأيضًا فإنهم لم يأخذوا بعد في أشغال7) المعاش وأسباب الدنيا. 
وأيضًا فإنها تكون في وقتٍ يواطئ فيه السمعٌ واللسانٌ القلبّ» لفراغه 


وعدم تمكن الأشغال منے ۲0ء فيفهم القرآن ويتدبّره. 


(1) 


(۲) 


فرق 
40 


وأما الثاني فقد أخرجه البخاري )1٤۸(‏ ومسلم (749) من حديث أبي هريرة. 


وأخرج أيضًا البخاري (204) ومسلم (1۳۲) من حديث أبي هريرة بلفظ: «يتعاقبون 
فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار» ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر). 

أما إلى طلوع الفجر فقد أخرجه البخاري )١١56(‏ ومسلم (704) من حديث أبي 
هريرة» من طرق عنه. وذکر طلوع الفجر عند مسلم (۷۵۸/ 179 )١7٠١‏ فقطء بلفظ: 
اليضيء الفجراء «اينفجر الصبح». 

وأما إلى صلاة الصبح فقد ورد في بعض طرق حديث أبي هريرة هذا بزيادة شك من أحد 
الرواة: «أوينصرف القارئ من صلاة الصبح». أخرجه أحمد )٠١555(‏ وهناد بن 
السري في «الزهد» )۸۸٤(‏ والدارمي )15١9(‏ والبزار )۳٠۹ /٠١(‏ وابن خزيمة في 
«التوحيد» (۱/ ۰۲۹۷ ۲۹۸) والدارقطني في «النزول» (19214- نشرة نشأت بن كمال) 
كلهم من طرق عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة. ومحمد بن عمرو هو 
ابن علقمة» صدوق له آوهام» ولعل هذا من أوهامه إذ لم يتابع عليه. 

كذا في جميع الأصول والطبعة الهندية وغيرهاء أنّثْ الفعل من أجل الركعات» فاعتبر 
فيه المضاف إليه. 

ص: «اشتغال». وني النسخ المطبوعة: «استقبال»» تصحيف. 


ص: «الاشتغال». وفي ق» مب» ن: (فيه1» تصحيف. 


٤ 


وتطويلها. 

وهذه أسرارٌ إنما يعرفها مَن له التفاتٌ إلى أسرار الشريعة ومقاصدها 
وحكمها. والله المستعان(©). 

فصل 

وكان إذا فرغ من القراءة سكت قدرٌ مايتراةٌإليه نقَسْه(") ثم رفع 
يديه كما تقدّم» وكبّر راكمًاء ووضع كمّيه علئ ركبتيه كالقابض عليهماء ووتر 
يديه فنځاهما عن جنبيه» وبسّط ظهرّه ومدّهء واعتدل» فلم ينصِبْ رأسه ولم 
یخفضه» بل يجعله حيالٌ ظهره معادلا له. 


وكان يقول: «سبحان ربي العظيم». وتارةً يقول مع ذلك أو مقتصرًا 
عليه: «(سبحانك اللهم ريا وبحمدك» اللهم اغفر لي000). 

وكان ركوعه المعتاد مقدار عشر تسبيحات» وسجوده كذلك. وأما 
حديث البراء بن عازب: «رمَقتٌ الصلاة خلف النبى اء فكان قيامه. 
فركوعه» فاعتدالهء فسجدته» فجلسته ما بين السجدتين- قريبًا من 


)02( ج: «والله أعلم». 
(۲) ك: «بقدر». 


(۳) تقدم تخريجه (ص١77).‏ 

)٤(‏ أخرجه مسلم (۷۷۲) من حديث حذيفة بن اليمان. 

)٥(‏ أخرجه البخاري )۷۹٤(‏ ومسلم )٤۸٤(‏ من حديث عائشة ووِدَيَدُعَنَهَا. 

(؟) هذاما حزره سعيد بن جبير من صلاة عمر بن عبد العزيز في حديث أنس الآني. 


Y0 


السّواء217» فهذا قد فهم منه بعضهم أنه كان يركع بقدر قيامه» ويسجد 
بقدره» ويعتدل كذلك. 

وفي هذا الفهم شيء. لأنه َة كان يقرأ في الصبح بالمائة آية ونحوهاء 
وقد تقدَّم أنه قرأ في المغرب ب (الأعراف) و(الطور) و(المرسلات)» ومعلوم 
أن ركوعه وسجوده لم يكن بقدر هذه القراءة. ويدل عليه حديث أنس الذي 
رواه أهل «السنن»"' أنه قال: ما صلَّيتٌ وراء أحد بعد رسول الله هة أشبة 
صلاةً برسول الله ا من هذا الفتئ. يعني: عمر بن عبد العزيز. قال: فحرّرنا 
في ركوعه عشر تسبيحات» وني سجوده عشر تسبيحات. هذا مع قول 
آنس": إنه كان يؤمّهم ب(الصافات). فمراد البراء ‏ والله أعلم أن صلاته 
يك كانت معتدلةٌ» فكان إذا أطال القيام أطال الركوع والسجوده وإذا خقّف 
القيام مف الركوع والسجود. وتارةٌ يجعل الركوع والسجود بقدر القيا» 
ولكن كان يفعل ذلك أحيانًا في صلاة الليل وحده» وفعله أيضًا قريبًا من ذلك 
في صلاة الكسوف. وهدية الغالب ية تعديل الصلاة وتناسبها. 

وكان يقول أيضًا في ركوعه: «سُبُوحٌّ قدُوسٌ رب الملائكة والروح»» 


.)41/1( أخرجه البخاري (۷۹۲) ومسلم‎ )١( 

(؟) أبو داود (۸۸۸) والنسائي في «المجتبی» )١١1/0(‏ و«الكبرئ» (175), وأخرجه 
(4/1(. 

(۳) كذا في جميع النسخ الخطية والمطبوعةء وهو وهمء والحديث لابن عمر كما سبق 
قريبًا. 

)€( أخرجه مسلم )٤۸۷(‏ من حديث عائشة وََإِيَدعَتَهَا. 


3 


وتارة يقول: «اللهمَ لك ركعت وبك آمنتٌُ» ولك أسلمث. خشّع لك سمعي 
وبصري ومخّي وعظمي وعصبي:(١2»‏ وهذا إنما حُفظ عنه في قيام الليل. 

ثم كان يرفع رأسه بعد ذلك قائلا: اسمع الله لمن حمده»"» ويرفع 
يديه كما تقدّم. وروئ رفح اليدين عنه في هذه المواطن الثلاثة نحو من ثلاثين 
نفسًا("» واتفق على روايتها العشرة. ولم يثبت عنه خلاف ذلك البتة» بل 
كان ذلك هديه إلى أن فارق الدنيا. ولم يصح عنه حديث البراء7؟2: «ثم لا 


يعوداء بل هي من زيادة يزيد”». وليس ترك ابن مسعود الرفة217 مما يقدَّم 


(۱) أخرجه مسلم (۷۷۱) من حديث علي بن أبي طالب. 

(۲) وهو في «الصحيحين» من حديث أبي هريرة وعبد الله بن عمر وعائشة كتا 

(۳) للمؤلف كتاب جليل في هذه المسألة: «رفع اليدين في الصلاة»» وقد عدّ فيه أكثر من 
ثلاثين نفسًا من الصحابة في بداية الكتاب (ص/,- 8) وسردها كلها بأسانيدها. وقد 
سبق إليه البخاري إذ عدٌ ١1‏ نفسًا بعد ما روئ عن علي بن أبي طالب في أول كتابه 
الحافل: «جزء رفع اليدين». 

)1790( وأبو يعلئ‎ )۷٤۹( وأبو داود‎ )۸٤ أخرجه البخاري في «رفع اليدين» (ص‎ )٤( 
قال أبو داود عقب (0767): «هذا الحديث ليس بصحيح».‎ .)١١74( والدارقطني‎ 
.)6١0-47” وانظر: «رفع اليدين» للمؤلف (ص‎ 

(5) زاد الفقي بعده: «بن زياد» خلاقًا للطبعات السابقة» وتابعته طبعة الرسالة. والصواب 
أنه يزيد بن أبي زياد. 

(5) أخرجه أحمد (581") وأبو داود(1154١78)‏ والترمذي )۲٢۷(‏ والنسائي في 
«المجتبئ» )٠١58(‏ و«الكبرئ» )١١١ »۷٤۹(‏ والبيهقي (۲/ ۷۸) وغيرهم. قال أبو 
داود عقب :)۷٤۸(‏ «وليس هو بصحيح على هذا اللفظ». وانظر: «رفع اليدين» 
للمؤلف (ص .)25-5٠‏ ونقل الترمذي عقب )٠١١(‏ عن ابن المبارك أنه قال: «ولم 
يثبت حديث ابن مسعود أن النبي ية لم يرفع إلا في أول مرة». 


31 


على هديه المعلوم. فقد ترك من فعل ابن مسعود في الصلاة أشياء(١»‏ ليس 
معارضُها مقاربًا ولا مدانيًا للرفع» فترك من فعله: التطبيقٌ» والافتراش في 
السجودء ووقوفه إمامًا بين الاثنين في وسطهما دون التقدَّم عليه 
وصلاته الفرصَ في البيت بأصحابه بغير أذان ولا إقامة لأجل تأخير الأمراء. 
وأين الأحاديث في خلاف ذلك من الأحاديث التي في الرفع كثرةً وصحّة 
وصراحة وعملا؟ وبالله التوفيق 


تجزئ صلاةٌ لا يقيم الرجل فيها صابّه في الركوع9" والسجود). ذكره ابن 


Or ١ خزيمة فى‎ 


وكان إذا استوئ قائمًا قال: «ربّنا ولك الحمد)(*»» وربما قال: «ربّنا لك 


)١(‏ ج» ك: «أشياء في الصلاة». 

(؟) في جميع النسخ: «عليهم»» وكذا «وسطهم» من قبل إلا في ق» مب ن» فإن فيها 
«وسطهما!. 

(۳) العبارة «وبين السجدتين... الركوع» ساقطة من ك لانتقال النظر. 

(5) برقم (7577:64726941) من حديث أبي مسعود البدري. وأخرجه أحمد 
207 وأبو داود (605) والترمذي )١160(‏ والنسائي في «المجتبئ» (51 2٠١‏ 
)١‏ و«الكبرئ» )1١1١١10(‏ وابن ماجه(870). صححه الترمذي وابن 
خزيمة وابن حبان (۱۸۹۲ء ۱۸۹۳) والدارقطني في «السنن» )٠٠١(‏ والبيهقي 
(5/ ۸۸). وأخرجه ابن خزيمة (0717/»0917) أيضًا من حديث علي بن شيبان بلفظ: 
«لا صلاة لمن لا يقيم صلبه...»» وكذلك ابن أبي شيبة )۲۹۷٤(‏ وأحمد (17791) 
وابن ماجه (817/1) والبيهقي (۳/ »)٠١5‏ صححه ابن خزيمة. 


)0( متفق عليه من حديث أبي هريرة وأنس وعبد الله بن عمر وعائشة تعفر 


€۸ 


الحمد»(١2»‏ وربما قال(): «اللهم رد اما فا . وأا 


الجمع بين «اللهمً) و«الواو» فلم يصع (4) 


وكان من هديه إطالة هذا الركن بقدر الركوع والسجود. فصمٌ عنه أنه 


كان( يقول فيه": «سمع الله لمن حمده. الله ربّنا لك الحمد مِلْءَ 
السماوات وملء الأرض: ومل: ما شعت 3 ت من شيء بعد أهلّ الثناء والمجدى 


أ 


حي ما قال العبد» وكأنا لك عبد. لا مانع لما أعطيت» ولا معطي لما منعتٌ» 


ولا ينفع ذا الجَدٌّ منك الجَد"). 


(۱) 


(۳) 
(€) 


(0) 
(» 
(۷( 


أخرجه البخاري من حديث أبي هريرة (۷۲۲) وأنس (۷۳۳). 

العبارة «ريّنا لك الحمد... قال» ساقطة من ك لانتقال النظر أيضًا. 

أخرجه البخاري (۳۲۲۸۰۷۹7) ومسلم )4٠4(‏ من حديث أبي هريرة وَإيَدعَنهُ. 
كذا قال #َولئَه ولعله اعتمد علئ ما روئ أبو داود في «مسائله» عن الإمام أحمد 
(ص١0)‏ قال: قلت: لا يعجبك أن يقول: اللهم ربنا ولك الحمد؟ فقال: «ما سمعنا 
في هذا شيئًا». وذهب عليه أن البخاري (740) أخرجه بهذا اللفظ من حديث أبي 
هريرة» وكذلك مالك في رواية أبي مصعب الزهري .)۲٠٠(‏ وانظر: «فتح الباري» 
.(YAT/Y)‏ 

«كان» ساقط من ك. 

«فيه» ساقط من المطبوع. 

أخرجه مسلم من حديث أبي سعيد الخدري )٤۷۷(‏ ومن حديث ابن عباس )٤۷۸(‏ 
دون ذكر «سمع الله لمن حمده» فيهما. وهو عند أبي داود )۸٤۷(‏ والنسائي في 
«المجتبئ» )١ ۰ ٦۸(‏ و«الكبرئ» (509) وأبي عوانة )١1857(‏ وغيره من حديث أبي 
سعيد» ومن حديث ابن عباس عند النسائي في «المجتبئ» )٠١557(‏ و«الكبرئ» 
(101) وأبي عوانة )۱۸٤٤(‏ وغيرهما. 


۹ 


وصح عنه أنه كان يقول فيه: «اللهمّ اغ لني من خطاياي بالماء والثلج 


+ 3 ا 
والبرّد ونقني من الذنوب والخطايا كما نقيت الشوب الأبيض من الدنّس» 
وباعِدٌ بينى وبين خطاياي كما باعدتٌ بين المشرق والمغرب1(0). 


وصح عنه أنه كرد(" فيه قولٌ: «لرئّي الحمد. لربّي الحمد)» حتئ كان 


بقدر ركوعه(©. 


وصح عنه أنه كان إذا رفع رأسه من الركوع يمكّث حتئ يقول القائل: قد 


نسي» من إطالته لهذا الركن. فذكر مسلم عن أنس: كان رسول الله لل إذا 


(1) 


(۲) 
(۳) 


(€) 


أخرج بنحوه مسلم )٤۷١١(‏ من حديث عبد الله بن أبي أوق» وكذلك البخاري في 
«الأدب المفرد» )1۸٤(‏ والطيالسي (877) وأحمد )١19118(‏ والنسائي )٤٠۲(‏ 
مختصرًا وأبو عوانة .)۱۸٤۸ »۱۸٤٩(‏ وليس فيه أنه قاله بعد الركوع وإن كان ورد 
ذلك في حديث ابن أبي أو من وجه آخر. وانظر: «فتح الباري» لابن رجب 
(ه/8/). 
ك: «يكررة. 
أخرجه أحمد (77776) وأبوداود (81/5) والتر مذي في «الشمائل» (7175) 
والنسائي في «المجتبی» (59 )١1١56 231١‏ و«الكبرئ) (5750, ١۷۳۰ء‏ ۱۳۸۳) من 
يق شعبة عن عمرو بن مرة عن أبي حمزة عن رجل من عبس عن حذيفة » وقال 
النسائي في «الكبرئ» عقب (۱۳۸۳): «أبو حمزة عندنا ‏ والله أعلم ‏ طلحة بن يزيد 
وهذا الرجل يشبه أن يكون صلة بن زفر»» وطلحة بن يزيد وثقه النسائي وابن حجر. 
فالإسناد صحيح» والحديث صححه الألباني في «صحيح أبي داود- الأم» (174/4- 
.٠‏ وأصله عند مسلم (۷۷۲) من طريق المستورد بن الأحنف عن صلة بن زفر 
عن حذيفة به» وليس فيه محل الشاهد بل عنده: «ثم قال: سمع الله لمن حمده». 
برقم .)٤۷۳(‏ 


0۰ 


قال: «سمع الله لمن حمده» قام حت نقول': قد أُوهَمَ. ثم يسجدء ويقعد 
بين السجدتين حت نقول: قد أوهم. 

وصح عنه أيضًا في صلاة الكسوف أنه أطال هذا الركن بعد الركوع حتى 
كان قریبًا من رکوعه» وكان ركوعه قريبًا من قيامه(). 

فهذا هديه المعلوم الذي لا معارض له بوجه. 

وأما حديث البراء بن عازب: كان ركوع رسول الله ية وسجوده وبين 
اجان وإذا رقع رأسهمن ارك ما خلا القيام والقعود رمان الوا 
رواه البخاري7")؛ فقد تشبَّث به من ظن تة تقصير هذين الركنين؛ ولا متعلّق له 
به» إن الحديث مصرّح فيه بالتسوية بين هذين الركنين وبين سائر الأركان. 
فلو كان القيام والقعود المستثنئ هو القيام بعد الركوع والقعودبين 
اشاقن تافهن التخديث الوخد بوه شا فتن قطنا أن 
يكون المراد بالقيام والقعود قيام القراءة وقعود التشهد. وهذا كان هديه 
فيهما بلاة: إطالتهما على سائر الأركانء كما تقدّم بيانه. وهذا بحمد الله 
واضح» وهو مما خفي من هدي رسول الله ئة في صلاته علئ من شاء الله أن 
يخفرا عليه0؟). 


)١(‏ في ك: «حتى يقول القائل» هنا وفيما يأتي. 

(؟) أخرجه البخاري (5 )٠١‏ ومسلم (401) من حديث عائشة» وعندهما ذكر تطويل 
هذا الركن جدًّا فقطء وجاء مصرَّحًا عند النسائي في «المجتبئ» )١541/(‏ و«الكبرئ» 
(1891): «فرکع ركوعا طويلًا مثل قيامه أو أطول». 

(۳) برقم (۷۹۲)ء وكذلك مسلم »)٤۷۱(‏ وقد تقدم. 

)٤(‏ وانظر: «كتاب الصلاة» (ص595-1796). 


کر 


۲0١ 


قال شيخنا: وتقصير هذين الركنين مما تصرّف فيه أمراء بنى أمية في 
الصلاة وأحدثوا فيهاء كما أحدثوا ترك إتمام'' التكبير» وكما أحدثوا التأخير 
الشديد» وكما أحدثوا غير ذلك مما يخالف هديه َء ورأى في ذلك من 
رأئى() حت ظَنّ أنه من السنة. 
فصل 
ثم كان يكبّر ويخِرٌ ساجدّاء ولا يرفع يديه. وقد روي عنه أنه كان يرفعهما 
أيضًاء وصحّحه بعض الحفاظ كابن حزم" . وهو وهمء فلم يصح عنه9؟) 
ذلك البتة. الذي غرّه أن الراوي غلط من قوله: «كان يكبّر في كل خفض 
٠‏ يد 5 0 0-4 ِ 
ورفع»" إلى قوله: «كان يرفع يديه في كل خفض ورفع» وهو ثقة7")؛ ولم 


)00( ك: «تمام). 

(۲) العبارة «ورأئ في ذلك مَّن رأئ» انفردت بها ق» يعني: وذهب إلى استحباب بعض ما 
أحدثوه من ذهب برأيه. وهذا نحو قول المؤلف في «كتاب الصلاة»: «... وصار ذلك 
- أعني: تقصير الاعتدالين ‏ شعارًا حتئ استحبّه بعض الفقهاء وكره إطالتهما». وفي 
ن: «ورَبّي في ذلك من ربي». 

(۳) في «المحلئ» (۳/ 7726). 

)٤(‏ سقط «عنه» من ك» وفيها أيضًا: ولم يصح». 

(5) «الذي» ساقط من ك. 

(1) أخرجه البخاري )۷۸٥(‏ ومسلم (۳۹۲) كلاهما من طريق مالك (۱۹۹) من حديث 
أبي هريرة. وأخرجه أيضًا البخاري من حديث علي بن أبي طالب )۷۸٤(‏ 
وعبد الله بن عباس (۷۸۷). 

(۷) وهو عبيد الله بن عمر العمري الثقة عن نافع عن ابن عمر فيما أخرجه الطحاوي في 
«مشكل الآثار» (0471) وقال: «وكان هذا الحديث من رواية نافع شاذًا لما رواه - 


YoY 


يتفطّن لسبب غلطه ووهمه» فصحّحه. والله أعلم. 


وكان يضع ركبتيه قبل يديه» ثم يديه بعدهماء ثم جبهته وأنفه. هذا هو 


الصحيح الذي رواه شريك» عن عاصم بن كليب» عن آبيه» عن وائل بن 
حُجْر: رأيتٌ رسول الله اة إذا سجد وضع ركبتيه قبل يديه» وإذا بض رفع 
يديه قبل ركبتيه(21. ولم يرو في فعله ما يخالف ذلك0). 


وأما حديث أبى هريرة يرفعه: «إذا سجد أحدكم فلا يبك كما يبرّكُ 


البعير» وليضَعْ يديه قبل رکبتیه»("» فالحديث _والله أعلم ‏ قد وقع فيه وهم 


(00 


(۲) 
(۳) 


عبيد الله» وقد روي هذا الحديث عن نافع بخلاف ما رواه عنه عبيد الله». انظر 
التخريج السابق. وقد ورد مصرّحًا في حديث ابن عمر أنه لم يفعل ذلك في السجودء 
أخر جه مالك )١95(‏ والبخاري (۷۳۰» ۰۷۳۸۰۷۳۲ ۷۳۹) ومسلم (۳۹۰). 
أخرجه الدارمي )٠١١۹(‏ وأبو داود (۸۳۸) والتر مذي )١558(‏ والنسائي في 
«المجتبی» (8 )١١0 5 23٠١‏ و«الكبرئ» (۰1۸۰ )۷٤ ٤‏ وابن ماجه (۸۸۲)» ومدار 
الحديث على شريك بن عبد الله النخعي» فيه لين» وبه أعله البخاري والترمذي 
والبزار 547 4) والنسائي )١١05(‏ والدارقطني (۱۳۰۷). وقد روي عن عاصم بن 
كليب عن أبيه مرسللاء أخرجه أبو داود في «السنن» (5 21/7 ۸۳۹) و«المراسيل» 
(ص44) والبيهقي في «معرفة السئن» (۳/ »)١١‏ قال البيهقي: وهو المحفوظ. 
للحديث طرق أخرئ عند أبي داود (5 ”2/1 ۹ والطبراني (۲۲/ ۲۷) والبيهقي 
۹۸/۲ ۹) ولكنها ضعيفة. وله شاهد أيضًا من حديث أنس عند الدارقطني 
(۱۳۰۸) والحاكم (۱/ ۳۳۷) والبيهقي (۲/ »)۹٩‏ وفي إسناده مجهول. انظر: 
«التلخیص الحبير» (۲/ ٤‏ ۷۲- ۷۲۹) و«تنقیح التحقیق» (۲/ .)٠٠٠١ -۲٤۹‏ 

كذا قال» وسيأي من حديث ابن عمر. 

سيأتي الكلام على الحديث عند المؤلف وثمّ التخريج. 


Yor 


من بعض الرواة» فإن أوله يخالف آخره؛ فإنه إذا وضع يديه قبل ركبتيه 
فقد برك كما يبرك البعير» فإنَ البعير إنما يضع يديه أولًا. ولما علم أصحاب 
هذا القول ذلك قالوا: ل ا فهو إذا برك وضع 
ركبتيه أولاء فهذا هو المنهيٰ عنه» وهو فاسد لوجوه(") 

أحدها: أن البعير إذا برك فإنه يضع يديه أولًا وتبقئ رجلاه قائمتين("» وإذا 
بض فإنه ينهض برجليه ولا وتبقئ يداه على الأرض» وهذا هو الذي نبل 
عنه النبي يلك وفّل خلاقه. فكان أول مايقع منه على الأرض الأقرب إليها 
فالأقرب» وأول ما يرتفع عن الأرض منها الأعلئ فالأعلى. 

فكان يضع ركبتيه أولاء ثم يديه» ثم جبهته. وإذا رفع رفع رأسه أولاء ثم 
يديه» ثم ركبتيه. وهذا عكس فعل البعير» وهو يل هى في الصلاة عن اتشيه 
بالحيوانات» فنهئ عن برولكٌ كبرو البعير» والتفاتٍ كالتفات الثعلب» وافتراش 
كافتراش السّبَع وإقعاء كإقعاء الكلب ولف كنقر الغراب» ورفع الأبدي وقتّ 
السلام كأذناب الخيل الشّعسر0©. فهديٰ ي المصلّي مخالفٌ لهدي الحيوانات. 


000 ك: «رفع؟» تصحيف. 

(؟) ك: امن وجوه». 

(۳) ق: «قائمتان»؛ وكذا في الطبعة الهندية. وفي النسخ الأخرئ: «تبقئ رجليه قائمة»! 

)٤(‏ ماعداق» مب» ن: لايذيها). 

(0) أما الالتفات كالتفات الثعلب والإقعاء كإقعاء الكلب» فقد وردا في حديث أبي هريرة» 
أخرجه أحمد (١١٠۸)ء‏ والحديث ضعيف» وانظر: تعليق محققي «المسند» 
(766). وأما الافتراش كافتراش السبع والنقر كنقر الغراب» فقد أخرجه أحمد 
)١1667(‏ من حديث عبد الرحمن بن شبل» وهو ضعيف كذلك» وانظر: تعليق 
محققي «المسند» عليه. وأما رفع الأيدي وقت السلام كأذناب الخيل الشمسء فقد- 


Yo 


الثاني: أن قولهم: «ركبتا البعير في يديه» كلام لايعقل ولايعرفه أهل 
اللغة('2» وإنما الرُكبة في الرّجلين» وإن أطلق على اللتين في يديه اسم الركبة 

الثالث: أنه لو كان كما قالوه لقال: فليبرككٌ كما يبدُك البعير» فإِنَّ أول ما 
تحن ارف مه النعر يداه 

وسر المسألة أن من تأمّل بروك البعير وعَلِم نمي النبيت بيه عن بروكٍ 
كبروك البعير= عَلِمٌ أن حديث وائل بن حجر هو الصواب. والله أعلم. 

وكان يقع لي أن حديث أبي هريرة مما انقلب على بعض الرواة متنه"» 
ولعله: «وليضع ركبتيه قبل يديه»» كما انقلب على بعضهم حديث عائشة 
وابن عمر”©: «إن بلالا يؤدن بليل» فكلوا واشربوا حتئ يؤدن ابن أم 


= أخرجه مسلم )٤۳١(‏ من حديث جابر بن سمرة. وقد ثبت في «الصحيحين» 
وغيرهما النهي عن انبساط الذراعين في الصلاة كالكلب. 

)١(‏ وكذافي «سفر السعادة» للفيروزابادي (ص؟١١)‏ نقالا من كتابنا دون إشارة. والحق أن 
قولهم هو المشهور عند أهل اللغة. انظر: «خلق الإنسان» للأصمعي (ص6١١-‏ 
ضمن الكنز اللغوي) و«الحيوان» للجاحظ (۲/ )٠٠١‏ و«خلق الإنسان» للحسن بن 
أحمد .)١56-١55(‏ 

(؟) بعدهفي النسخ المطبوعة زيادة: «وأصله»» كأن «ولعلّه؛ تحرّف في نسخة إلى 
«وآصله»» ثم جمعوا بين الصواب وتحريفه. 

)۳( هكذا في ك. وكان في ص بياض بعد لفظ «حديث» هنا وفيما يأتي» فكتب بعضهم فيما 
بعد هنا كما أثبت مع علامة «صح»» وفيما يأتي: «أبي هريرة». ولا بياض في ج» ق. 
غير أن بعضهم زاد في ج هنا «عائشة» فقطء و«أبي هريرة» فيما يأتي. وني مب» ن: 
«حديث ابن عمرا. 


Yo0 


5 0 2 1 
مكتوم)(1, فقال: «إن3" ابن آم مكتوم يؤذن بليل» فكلوا واشربوا حتئ يؤذن 
بلال»(۳)؛ وكما انقلب عل بعضهم حديث أي هريرة: « لا يزال يلقئ في النار 
وتقول: هل من مزيد». إلئ أن قال: «وأمًا الجتة فينشئ الله لها خلقًا يُسكنهم 
إياها» فقال: «وأما النار فينشئ الله لها خلقا يسكنهم إياها»(؟». حتئ رأيت أبا 
بكر بن أبي شيبة قد رواه كذلك» فقال ابن أبي شيبة(22: حدثنا محمد بن 


(00 
00 
(۳) 


)£( 


(0) 


أخرجه البخاري »٦۲۲(‏ ومواضع) ومسلم (۱۰۹۲) من حديث عبد الله بن عمر. 
«إن» ساقطة من المطبوع. وفي ك: «بأن» في موضع «فقال إن». 

أخرجه أبو يعلئ )٤۳۸٥(‏ وابن خزيمة )5٠5(‏ وابن حبان )۳٤۷۳(‏ من طريق 
عبد العزيز بن محمد الدراوردي عن هشام عن عروة عن عائشة» وإسناده صحيح. 
وقد ذكر المؤلف القلب في هذا الحديث في «أحكام أهل الذمة» »)۱٠١١/۲(‏ 
وسيذكره مرة أخرئ في هذا الكتاب أيضًا. وانظر: «أعلام الموقعين» (1"17/7- 
4" . وقد حاول الحافظ الجمع بين الروايتين والردّ على دعوئ القلب» وقد كان 
يميل إليه أولا. انظر: «فتح الباري» (۲/ .)٠١١-٠١۲‏ 

أما الرواية الصحيحة:؛ فقد أخرجها من حديث أبي هريرة البخاري )4805٠(‏ ومسلم 
( ؛ ومن حديث أنس البخاري )۷۳۸٤(‏ ومسلم /۲۸٤۸(‏ ۹). وأما الرواية 
المقلوبة فقد أخرجها البخاري )۷٤٤۹(‏ من حديث أبي هريرة. قال الحافظ في 
«الفتح» (170/ :)٤۳۷ -٤١١‏ «قال أبو الحسن القابسي: المعروف في هذا الموضع 
أن الله ينشى للجنة خلقاء وأما النار فيضع فيها قدمه. قال: ولا أعلم في شيء من 
الأحاديث أنه ينشئ للنار خلقا إلا هذاء انتهئن». والقول بأن هذا الحديث مقلوب نقله 
المؤلف في «أحكام أهل الذمة» (۲/ 5 )1١١5١5-1١1١١‏ وني هذا الكتاب قبل بداية 
«فصل في هديه وَل في العيدين» عن شيخ الإسلام وتكلم على القلب فيه في «حادي 
الأرواح» (7/ ٠۷٠١٤‏ ۱ أيضًاء 

برقم (۲۷۱۷)-ومن طريقه أبو يعلى  )501٠0(‏ وأخرجه الطحاوي في اشرح - 


الا 


فضيل» عن عبد ا)۲ بن سعيدء عن جدّهء عن أبى هريرة عن النبى يَكلةِ: «إذا 
سجد أحدكم فليبدأ بركبتيه قبل يديه ولا بيرك برو الفحل»ء ورواه الأثرم 
ف «ستنه)(5) عن أبى بكر كذلك. 


5 5 ات 5 >” م . 5 
وقد روي عن أبي هريرة عن النبي ية أيضًا ما يصدق ذلك ويوافق 
حديث وائل بن حُجُر. قال ابن أبي داود: حدثنا يوسف بن عدي» حدّثنا 


0 يل» عن عبد ا ۲)0 بن سعيد» عن جدّهء عن أبى هريرة أن النبي وَل 
كان إذا سجد بدأ بركبتيه قبل يديه. 


= المعاني» (۱/ )۲٠٠‏ و«شرح المشكل» (187) والبيهقي (۲/ )٠٠١‏ وقال: «إلا أن 
عبد الله بن سعيد المقبري ضعيف» والذي يعارضه يتفرد به محمد بن عبد الله بن 
الحسن وعنه الدراوردي» ثم ذكر حديث أبي هريرة الآتي بلفظ: يعمد أحدكم...٠.‏ 
وانظر التخريج التالي. 

)١(‏ ماعداق» مب» ن: لعبيد الله». 

(؟) ذكره عنه ابن قدامة في «المغني» (۲/ »)١45‏ والحافظ في «فتح الباري» (۲۹۱/۲) 
وضعف إسناده. وأجاب عن الانقلاب صاحب اعون المعبود» (۲/ 84) بأن لهذا 
الحديث طريقين» وفي كليهما عبد الله بن سعيد» وقد ضعفه يحيئ القطان وابن معين 
وأحمد وأبو أحمد الحاكم وأبو زرعة وأبو حاتم وابن عدي» ثم قال: «فهما لضعفهما 
ليستا علئ الدلالة على الانقلاب المذكور في شيء؛» وقال الألباني في «الإرواء» 
(74/5): «فهو حديث باطل تفرد به عبد الله» وهو ابن سعيد المقبري» وهو واه جد 
بل اتهمه بعضهم بالكذب.... وأحسن الظن بهذا المتهم أنه أراد أن يقول: (فلييداً 
بيديه قبل ركبتيه) كما في الحديث الصحيح. فانقلب عليه فقال: (بركبتيه قبل يديه)». 

(*) أخرجه عنه الطحاوي في «شرح المعاني» (1/ 705)» وفيه عبد الله بن سعيد 
المقبري» ضعيف» وانظر التخريج السابق. 


)٤(‏ ك: «عبيد اللها» تصحيف. 


YoV 


وقد روئ ابن خزيمة في (اصحيحه) )١(‏ من حديث مصعب بن سعد» عن 
أبيه قال: «كنّا نضع اليدين قبل الركبتين» فأرنا بالركبتين قبل اليدين». وعلئ 
هذاء فإن كان حديث أبي هريرة محفوظا فإنه منسوخ. وهذه طريقة صاحب 
«المغني») وغيره. ولكن للحديث علّتان: 


50 5 ا ا 2 

إحداهما: أنه من رواية يحي بن سلّمة بن كهيل» وليس ممن يحتج به 
قال النسائي: هو" متروك. وقال ابن حبان: منكر الحديث جدًّا لا يحتج به. 
وقال ابن معين: ليس بشي,(. 

الثانية: أن المحفوظ من رواية مصعب بن سعد عن أبيه في هذاء إنما 

و 

هو قصةٌ التطبيق» وقول سعد ): كنا نصنع هذاء فأوزْنا أن نضّع أيدينا على 
الرگب: 


وأما قول صاحب «المغني»: «وروي عن أبي سعيد قال: كنا نضع اليدين 


(۱) برقم (1۲۸)» قال الحافظ في «الفتح» (۲/ ۲۹۱): «وادعى ابن خزيمة أن حديث أبي 
هريرة منسوخ بحديث سعد هذاء لكنه من أفراد إبراهيم بن إسماعيل بن يحيئ بن 
سلمة بن كهيل عن أبيه؛ وهما ضعيفان». 

۳( (؟/:19). 

(*) «هو» ساقط من ق» مب» ن. 

)€( انظر لأقوال هؤلاء: «الضعفاء») للنسائي )٦۳١(‏ ط. دار الوعي» «المجروحين» لابن 
حبان (۳/ ۱۱۲) ط. دار الوعي» «تاریخ ابن معين» للدوري (۳/ ۲۷۷). وفيه أيضًا 
ابنه إسماعيل وحفيده إبراهيم بن إسماعيل» وكلاهما نظيره. 

)2ه( «في» ساقط من ق» مب» ن. 

.)016( أخرجه مسلم‎ (U 


Yo۸ 


f 5‏ 59 55 
قبل الركبتين» فأمرنا بوضع الركبتين قبل اليدين»» فهذا _والله أعلم ‏ وهم في 
الاسم وإنما هو عن سعد؛ وهو أيضًا وهم في المتن كما تقدم» وإنما هو في 
وأما حديث أبي هريرة المتقدّه(2» فق د علّله البخاري والترمذي 
والدارقطني. قال البخاري": محمد بن عبد الله بن حسن لا يتابع عليه 
وقال: لا أدري سمع من أبي الزناد أم لا؟ وقال الترمذي": غريب لا نعرفه 
من حديث أبي الزناد إلا من هذا الوجه. وقال الدارقطني: تفرد به 

الدراوردي» عن محمد بن عبد الله بن الحسن العلوي» عن أبي الزناد. 

وقد ذكر النسائي 2*0 عن قتيبة» حدثنا عبد الله بن نافع» عن محمد بن 
عبد الله بن حسنء عن أبي الزناد» عن الأعرج» عن أبي هريرة عن النبيئ 4ا 
«يعودٌ أحدكم في صلاته» فيبرك كما يرك الجمل!)» ولم يزد. قال0) 


)١(‏ في (ص”707). والحديث أخرجه أحمد )۸۹٠٥(‏ والدارمي (۱۲۷) والبخاري في 
«التاريخ الكبير» )١179/1١(‏ وأبو داود )۸٤١(‏ والنسائي في «المجتبئ» )٠1١91(‏ 
و«الكبرئ» (187) والدارقطني )۱۳۰٤(‏ والبيهقي (۲/ 49). 

(۲) في «التاريخ الكبير» .)179/1١(‏ 

(۳) عقب الحديث (559). 

(54) كمافي «الغرائب والأفراد» (۲/ ۲۹۷ رقم 5105- الأطراف). 

)٥(‏ في «المجتبئ» (۱۰۸۹) و«الكبرئ» (1۸۱)ء وأخرجه أبو داود(841) والترمذي 
25 والبيهقي .)٠٠١ /١(‏ وقال الترمذي: غريب. ومداره كذلك علئ محمد بن 
عبد الله بن الحسن العلوي» وقد سبق كلام البخاري فيه قريبًا. 

(؟) ك:«وقال». 


10۹ 


ا 


أبو بكر بن أبي داود(١):‏ هذه سنّة تفرّد بها أهل المدينة» ولهم فيها إسنادان» 
هذا أحدهماء والآخر عن عبيد الله" عن نافع عن ابن عمر عن النبي کيا 


قلت: أراد الحديث الذي رواه أصبغ بن الفرج عن الدراوردي عن 


عبيد الله عن نافع عن ابن عمر أنه كان يضع يديه قبل ركبتيه» ويقول: كان 
النبي ية يفعل ذلك7". رواه الحاكم في «المستدرك) من طريق مُحْرِز بن 
سلمة عن الدراوردي» وقال: على شرط مسلم. 


وقد روئ الحاكه 2*0 من حديث حفص بن غياث عن عاصم الأحول 


فن انم رایت رسو الله كلل اتخ اكير عجر ديقت رکا 


(010 


(0020 
(۳) 


00 


نقله عنه الدارقطني كما في «الغرائب» (۲/ ۲۹۷- الأطراف»» وتتمته: «وهذا قول 
أصحاب الحديث: وضع اليدين قبل الركبتين». 

ك: «عبد الله». 

أخرجه أبو داود -١1677/57(‏ تحفة الأشراف) وابن خزيمة (1۲۷) والطحاوي في 
«شرح المعاني» (۱/ 754). وأخرجه من طريق آخر عبد الرزاق (975؟) والحاكم 
(177/1) والبيهقي (۲/ 2٠9٠١‏ عن نافع به. وأعلّه الدارقطني في «العلل» (۲۹۱۲) 
ورجح الموقوف على ابن عمر من فعلهء وكذلك البيهقي. والموقوف علّقه البخاري 
مجزومًا به في التبويب على الحديث .)۸٠۳(‏ 

(57/1» وقد سبق ذكره في التخريج السابق. 

(7/1 . وأخرجه الدارقطني )١1108(‏ والبيهقي (194/7) والضياء المقدسي في 
«المختارة» (5/ 2791 .)۲۹٤‏ وفيه العلاء بن إسماعيل الراوي عن حفص بن 
غياث» مجهول» وعد الدارقطني هذا الحديث من تفرداته. وقال الحافظ في السان 
الميزان» /٥(‏ 577): «وخالفه عمر بن حفص بن غياث» وهو من أثبت الناس في 
أبيه» فرواه عن أبيه عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة وغيره عن عمر موقوفًا عليه 
وهذا هو المحفوظ». وانظر: «المحلين» (*/178-:17"1). 


1۰ 


قال الحاكم: على شرطهما ولا أعلم له عل 

قلت: قال عبد الرحمن بن أبى حا ): سألت أبى عن هذا الحديث» 
فقال: هذا حديث منكر. انتهى". وإنما أنكره _والله أعلم- لأنه من 
رواية العلاء بن إسماعيل العطار عن حفص بن غياث» والعلاء هذا مجهول 
لا ذكر له في الكتب الستة. 

فهذه الأحاديث المرفوعة من الجانبين» كما ترئ. 

وأما الآثار عن الصحابة» فالمحفوظ عن عمر بن الخطاب أنه كان يضع 
ركبتيه قبل يديه. ذكره عنه عبد الرزاق وابن المنذر وغيرهما. وهو 
المروي عن عبد الله بن مسعود وعَإَيَدعَنْهُ. ذكره الطحاوي عن فهد عن 
عمر بن حفص» عن أبيه» عن الأعمش» عن إبراهيم» عن أصحاب 
)١(‏ ك:«وقال». 
(؟) في «العلل» (6179). 
(۳) «انتهئل» من ق» مب» ن. 
(5) لم يرد «والله أعلم» في ص. 
)٥(‏ أما عبد الرزاق فأخرجه )١155(‏ من طريق الأعمش عن إبراهيم عن عمر» وهو عند 

ابن أبي شيبة (۲۷۱۸)» وهو منقطع بين إبراهيم وعمر. وأما ابن المنذر فأخرجه في 


«الأوسط» (۳/ ۳۲۷) عن الأعمش عن إبراهيم عن الأسود عن عمر» وهو عند ابن 
أبي شيبة (71/14)» وإسناده متصل. 

(5) في اشرح المعاني» .)٠٠١ /١(‏ أما أثر عمر كن فإسناده صحيح» وفهد شيخ 
الطحاوي هو ابن سليمان النخاس» يُكثر عنه الطحاوي الرواية» قال الذهبي في 
«تاريخ الإسلام» (2088/7): كان ثقة ثبنًا. وأما أثر ابن مسعود نة ففيه 
الحجاج بن أرطاة» فيه لين. 


55١ 


عبد الله“ علقمة والأسود قالا: حفظنا من عمر في صلاته أنه خرّ بعد ركوعه 
علئ ركبتيه كما يخِرٌ البعير» ووضع ركبتيه قبل يديه. ثم ساق من طريق 
الحجاج بن أرطاة قال: قال إبراهيم النخعي: حففظ من عبد الله بن مسعود أن 
ركبتيه كانتا" تقعان إلى الأرض قبل يديه. وذكر عن ابن مرزوق("» عن 
وهب» عن شعبة» عن مغيرة“ قال: سألت إبراهيم عن الرجل يبدأ بيديه قبل 
ركبتيه إذا سجد؟ قال: أو يصنع ذلك إلا أحمق أو مجنون! 

قال ابن المنذر(*2: «وقد اختلف أهل العلم في هذا الباب» فممن رأئ أن 
يضع ركبتيه قبل يديه: عمر بن الخطاب. وبه قال النخعي» ومسلم بن يسار. 
والشوري» والشافعي» وأحمدء وإسحاق» وأبو حنيفة وأصحابه» وأهل 
الكوفة. وقالت طائفة: يضع يديه قبل ركبتيه» قاله مالك. وقال الأوزاعي0): 
أدركتٌ الناس يضعون أيديهم قبل ركبهم». قال ابن أبي داود(2: وهو قول 
أصحاب الحديث. 


قلت: وقد روي حديث أبي هريرة بلفظ آخر ذكره البيهقي)» وهو: 


)١(‏ لفظ «عبد الله» ساقط من ك. 

)۲( ص ج٤‏ ع: «کانت». 

(۳) في النسخ المطبوعة: «أبي مرزوق»» وهو خطأ. 

)٤(‏ ك: «بن مغيرة»» خطأ. 

(5) في «الأوسط؛ (۳۲۹/۳- ۳۲۷). 

(1) آخرجه حرب الكرماني في «مسائله» (ص )١00‏ بسند صحيح. 
(۷) نقله عنه الدارقطني كما سبق. 

(۸) في «السنن الكبرئ» (۲/ .)٠٠١‏ 


«إذا سجد أحدكم فلا يبرّكُ كما يبك البعيرء ولِيضَعْ يديه على ركبتيه». قال 
البيهقي: فإن کان محفوظًا كان دليًا علئ أنه يضع يديه علئ ركيتيه(١2‏ عند 

وحديث وائل بن حجر أولئ لوجوه: 

أحدها: أنه أَنْبَتٌ من حديث أبى هريرة» قاله الخطاب ١‏ وغيره. 

الثاني: أن حديث أبي هريرة مضطرب المتن كما تقدَّم. فمنهم من يقول 
فيه: (وليضَعٌ يديه قبل ركبتيه»» ومنهم من يقول بالعکس» ومنهم من يقول: 
«وليضع يديه على ركبتيه»» ومنهم من يحذف هذه الجملة رأسًا. 

٠. -. ٠. -. 5 ٠ ه#‎ 4 

الثالث: ما تقدّم من تعليل البخاري والدارقطني وغيرهما له. 

الرابع: أنه على تقدير ثبوته قد ادعئ فيه جماعة من أهل العلم النسخ» 
قال ابن المنذر": وقد زعم بعض أصحابنا أن وضع اليدين قبل الركبتين 

الخامس: أنه الموافق لنهي النبيّ بي عن بروك كبروك الجمل في 
الصلاة» بخلاف حديث وائل بن حُخر0). 


السادس: أنه الموافق للمنقول عن الصحابة كعمر بن الخطاب» وابنه. 


.ع٠»ج ق» ك مبء ن: «قبل ركبتيه؛». وفي «سئن البيهقي» كما أثبت من صء‎ )١( 

(؟) في «معالم السنن» .)۲٠۸/۱(‏ 

(۳) في «الأوسط» (۳/ ۳۲۸)ء ولعله أراد ببعض أصحابه ابن خزيمة. 

)0( كذا في جميع النسخ والطبعات القديمة» وأثبت الشيخ الفقي: «حديث أبي هريرةا» 
وتابعته طبعة الرسالة دون تنبيه. 


1 


وعبد الله بن مسعود. ولم ينقل عن أحد منهم ما يوافق حديث أبي هريرة إلا 
عن ابن عمر(١)‏ عل اختلاف نے( 

السابع: أن له شواهد من حديث ابن عمر وأنس كما تقدم» وليس 
لحديث أبي هريرة شاهد"؛ فلو تقاوّما لقَدّم حديث وائل بن حُجُر من أجل 
شواهده» فكيف وحديث وائل أقوئ كما تقدّم؟9؟). 


الثامن: أن أكثر الناس عليه والقول الآخر إنما يُحمّظ عن الأوزاعى 
ولوا ای وارد إنه فول أهل ال ا اد 
وإلا فأحمد وإسحاق والشافعي على خلافه. والله أعلم. 

التاسع: أنه حديث فيه قصّة محكيّة سبقت حكايةً فعله(2 بي فهي 
أولى أن تكون محفوظة؛ لأن الحديث إذا كان فيه قصة دل على أنه حُفظ. 

العاشر: أنَّ الأفعال المحكية فيه كلّها ثابتة صحيحة من رواية غيره» فهي 
أفعال معروفة صحيحة» وهذا واحد منهاء فله حكمها. ومعارضه ليس 
مقاومًا له فيتعيّن ترجیځه". والله أعلم. 


)١(‏ ق»ن: «عن عمرا وهو خطأ. 

(؟) لم يرد «علیٰ اختلاف عنه» في ق. 

)۳( قد سبق أنَّ لحديث أبي هريرة شاهدًا من حديث ابن عمر. 

(5) قال الحاكم (۱/ ۳۴۷) بعد حديث وائل بن حجر هذا: «فأما القلب في هذا فإنه إلى 
حديث ابن عمر أميل لروايات في ذلك كثيرة عن الصحابة والتابعين». 

)0( في النسخ المطبوعة: سيقت لحكاية فعله». وهو تحريف. 

)03( وانظر: «كتاب الصلاة» للمصنف ( ص1۱۸٤‏ - »)٤۲٤‏ و« تہ ذیب السئن» -۲٠۱۸/۱(‏ 
220014 


٤ 


وكان َل يسجد على جبهته وأنفه» دون كور العمامة. ولم يثبت عنه 


السجود على كور العمامة في حديث صحيح ولا حسن» ولكن روى 
عبد الرزاق في «المصئّف»7١)‏ عن أبي هريرة قال: «كان رسول الله وك يسجد 


علئ گور عمامته». وهو من رواية عبد الله بن محرّر2©"2» وهو متروك. وذكره 
أبو أحمد" من حديث جابر ولكنه من رواية عمرو بن شِمْر عن جابر 
الجعفى» متروك عن متروك. وقد ذكر أبو داود في «المراسيل» أن رسول 
الله يك رأى رجلا يصلي يسجد(*' بجبينه» وقد اعتمٌ علئ جبهته» فحسّر 


رسول الله يكل عن جبهته210. 
)١(‏ برقم (21215)» قال أبو حاتم في «علل الحديث» لابنه: «هذا حديث باطل» وابن 


(000 
(۳) 


(€) 
(0) 


محرر ضعيف الحديث؟. 

في جميع النسخ ما عدا ج -وكأنه أصلح -: «محرز»» تصحيف. 

في طبعة الفقي ‏ وكذا في طبعة الرسالة ‏ بعده زيادة: «الزبيري» ولا أدري من أين جاء 
بها! والظاهر أن المؤلف يقصد أبا أحمد ابن عدي إذ أخرجه في «الكامل» في ترجمة 
عمرو بن شمر (۷/ )٥۷۷‏ وقال: إنه غير محفوظ. 

.)۸٤( رقم‎ 

ق» ك» مب» ن: «فسجد». والمثبت من غيرها موافق لما في «المراسيل». 

قال البيهقي :)٠١7/5(‏ «وأما ما روي عن النبي َيه من السجود على كور العمامة» 
فلا يثبت شيء من ذلك» وأصح ما روي في ذلك قول الحسن البصري حكاية عن 
أصحاب النبي وله ثم ساق بإسناده: «أنهم كانوا يسجدون وأيديهم في ثيابهم» 
ويسجد الرجل على عمامته». أثر الحسن هذا أخرجه أيضًا عبد الرزاق )١15757(‏ وابن 
أبي شيبة »)۲۷١ ٤(‏ وإسناده صحيح» وعلقه البخاري مجزومًا به في التبويب على 
الحديث »)۳۸١(‏ انظر: «فتح الباري» (/ 0-70 7). وانظر لجميع ما ورد في الباب 
مرفوعا: «التلخيص الحبيرا (۲/ ۷۲۱- ۷۲۳) وانصب الراية» (۱/ 0-185 0*85. 


10 


وككان نسحد كان الأزضن ناوعا الماد اا وع اة 
المتخذة من خوص النخلء وعلئ الحصير المتخذ منه» وعلئ الفروة 
المدبوغة. 


3 ے 
وكان إذا سجد مكن جبهته وأنفه من الأرض» ونحّئ يديه عن جنبيه» 
وجاف بهما حتئ يُرئ بياض إبطيه. ولو شاءت بَهُمة ‏ وهي الشاة الصغيرة 
أن تم تحتهما لمكث(0). 


وكان يضع يديه حذوّ منكبيه وأذنيه» وني (صحيح مسلم1(22) عن البراء 
206 5 سمه 8 <0 ا 
أنه و قال: «إذا سجدت فضع كفيك» وارفع مرفقيك». 


وكان يعتدل في سجوده ويستقبل بأطراف أصابع رجليه القبلة9©. 


وكان يبسّط كقّيه وأصابعه» لا يفرّج بينها ولا يقبضها(؟). وني اصحيح 
ابن حبان»): «كان إذا ركع فرّج أصابعه» وإذا سجد ضضم أصابعه». 


وكان يقول: «سبحان ربي الأعلئ». وأمر ب4 . 


)1( انظر: «جامع الترمذي» (۲۷۰) واصحيح مسلم» .)٤۹۷ -٤٩٥(‏ 

.)٤۹٤( برقم‎ )۲( 

(۳) انظر: (صحيح البخاري» (۸۲۸). 

)٤(‏ في النسخ: «بينهما ولا يقبضهماا. 

(6) برقم (۱۹۲۰) من حديث وائل بن حجرء وأخرجه أيضًا ابن خزيمة  )044(‏ الشطر 
الأول فقط ‏ والطبراني (۲۲/ ۱۹) والدارقطني (۱۲۸۳) والحاکم (۱/ 0775 ۲۲۷) 
ومن طريقه البيهقي (۲/ .)١17‏ وفيه هشيم بن بشير وقد عنعن» وكذلك اختلف في 
سماع علقمة بن وائل عن أبيه. 

(1) أخرجه مسلم (۷۷۲) من حديث علي بن أبي طالب. وأما الأمربه فقد أخرجه- 


٦ 


وكان يقول: «سبحانك الهم ربّنا وبحمدك اللهمٌ اغفر لي»'. 
۾ 4 

وكان يقول: (اسبوح دوس رب الملائكة والروح». 

وكان يقول: «سبحانك وبحمدك. لا إله إلا أنت»0©. 

وكان يقول: «اللهمٌ إِنّي أعوذ برضاك من سَحَطك» وبمعافاتك من 
عقوبتك» وأعوذ بك منك. لا أحصي ثناءً عليك» أنت كما أثنيت على 
دم ی۲0۲ 

وكان يقول: «اللهم لك سجدتٌ؛ وبك آمنت» ولك أسلمتٌ. سجد 
وجهى للذى خلقه» وصوره وشقٌ سَمْعه وَبِصّرَه تبارك الله أحسنٌ 


الخالقين»20). 
4 4 4 
وكان يقول: «اللهمٌ اغفِرٌ لي ذنبي كله. دقه وجله. وأوله وآخره» وعلانيته 
و 


وكان يقول: «اللهمٌ اغفر لي خطيئتي وجهليء وإسراني في أمري. وما 


= الطیالسی )۳٤۷(‏ وابن أبي شيبة (7540) وأبو داود (885) والترمذي (751) وابن 
ماجه (۸۹۰) من حديث ابن مسعود» وفيه انقطاع. وانظر: «ضعيف أبي داود- الأم) 
015-1١‏ ). 

)1( أخرجه البخاري »۷۹٤(‏ ومواضع) ومسلم )٤۸٤(‏ من حديث عائشة وإيَدعَنها. 

(۲) أخرجه مسلم (485) من حديث عائشة كه 

(۳) آخرجه مسلم )٤۸٥(‏ من حديث عائشة تا 

(؛) أخرجه مسلم (485) من حديث أبي هريرة عن عائشة كتإ عت. 

(5) أخرجه مسلم (۷۷۱) من حديث علي بن أبي طالب وَيعَيَعتة. 

(0) أخرجه مسلم (4/7) من حديث أبي هريرة وَوَآيعَنَة. 


YY 


أنت أعلم به متي. اللهم اغفر لي جِدَّي وهزلي» وخطئي وعمدي. وكل ذلك 
عندي. الله اغفر لي ما قدَّمتُ وما ځرت وما أسررثُ وما أعلنتُ. أنت 
إلھیء لا إله إلا أنت)20). 


وكان يقول: «اللهمّ اجعل في قلبي نورا وفي سمعي نورًاء وفي بصري 


نورا وعن يميني نورا وعن شمالي نورّاء وأمامي نورا وخلفي نوراء وفوقي 
نورا وتحتي نورا واجعل لي نوراء أو0: واجعلني نورًا»؟). 


وأمر بالاجتهاد في الدعاء في السجود وقال: «إنه قَمِنٌ أن يستجاب 


لكم . وهل هذا أمرٌ بأن يُكثر من“ الدعاء في السجود. أو أمرٌ بأن الداعي 


إذا دعاق عل فلك ق النتجود؟ وفرق كين الأمرين: وأخسن ما تعمل 
عليه الحديث أن الدعاء نوعان: دعاء ثناء» ودعاء مسألة؛ والنبيٌ بي كان يكثر في 


(1) 
(۲) 


الجملة «أنت إلهي» ساقطة من ك. 
أخرجه البخاري (1۳۹۸) ومسلم (۲۷۱۹)- واللفظ له من حديث أبي موسئ 
الأشعري إلا أن في آخر الدعاء: «أنت المقدم وأنت المؤخر وأنت على كل شيء 
قدير» وقوله: «أنت إلهي» لا إله إلا أنت» جزء من دعاء آخر كان يقوله ب إذا قام إلى 
الصلاة في جوف الليلء أخرجه البخاري (449) ومسلم (1917) من حديث ابن 
عباس» وقد تقدم في هديه َه في نومه وانتباهه (ص١١1١).‏ 
«أو» من ق وحدهاء وكذا في «صحيح مسلم؟. والعبارة «أو: واجعلني نورًا» ساقطة 
من مب. 
أخرجه مسلم (777) من حديث ابن عباس وَآيدعَنهًا. 
أخرجه مسلم )٤۷۹(‏ من حديث ابن عباس ودَإَِدعَنْهَا. 
صء ج» ع: «أن يكثرا. و لم ترد «من» في ق» ك» مب» ن. 
صء جاع: «فليكثرا. 

YA 


سجوده من النوعين» والدعاء الذي أمر به في السجود يتناول النوعين. 

والاستجابة أيضًا نوعان: استجابة دعاء الطالب بإعطائه وله 
واستجابة دعاء المُئني بالثواب. كل و اح دهن الترعين فر قزل فال 
جیب ر يب دَعْوَة الذّاعة | إِذَا دَعَا ان والصحيح أنه يعُمٌ النوعين. 

فصل 

وقد اختلف الناس في القيام والسجود أيهما أفضل؟ فرجّحت طائفة 
القيام لوجوه: 

أحدها: أن ذكره أفضل الأذكار» فكان ركنه أفضل الأركان. 

الثاني ": قوله تعالئ: ل رقومو تتن 4 [البقرة: ۲۳۸]. 

الثالث: قوله كلا: «أفضل الصلاة طول القنوت»". 

وقالت طائفة: كثرة السجود أفضل. واحتجّت بقول النبي كَل «أقربٌ 
ما يكون العبد من ربّه وهو ساجد)7؟»» وبحديث معدان بن أبي طلحة(0) 
قال: لقيت ثوبان مولئ رسول الله وك فقلت: حدّثني بحديثٍ عسى الله أن 
ينفعني به. فقال: عليك بالسجود فإني سمعت رسول الله يك يقول: «مامن 
عبد يسجد لله سجدةٌ إلا رفع الله له بها درجةً» وحط عنه بها خطيئةٌ». قال 


)١(‏ هكذا وردت الآية في ج» ك ع» وهي قراءة أبي عمرو. وفي صء ق» خ: «دعان». 
(۲) ق: «والثاني». 

)۳( أخرجه مسلم )۷٥٦(‏ من حديث جابر بن عبد الله. 

)٤(‏ أخرجه مسلم )٤۸۲(‏ من حديث أبي هريرة» وتتمته: «فأكثروا الدعاء». 

.)١477( واللفظ أشبه بلفظ ابن ماجه‎ »)٤۸۸( أخرجه مسلم‎ )٥( 


۲۹ 





معدان: ثم لقيت أبا الدرداء» فسألته» فقال لي مثل ذلك. 

وقال7١'‏ هة لربيعة بن كعب الأسلمى» وقد سأله مرافقته في الجنة» 
فقال: «أَعِنى على نفسك بكثرة السجود». 

وأول سورة أنزلت على النبي بيه سورة (اقرأ)9" على الأ( 


e 6 


وختمها بقوله: #وَأَسَجُدَوَأقَرب € [العلق: 19]. 

وبأن السجود لله يقع من المخلوقات كلها عُلويّها وسُفليّهاء وبأن 
الاج اذل ما بكرن لر واحفبة لو رلك اعرف حالات العبد» را 
کان أقرب ما يكون من ربّه في هذا الحال. وبأن السجود هو سر العبوديةء 
فإ العبودية عي الال والختضوع. يقال: طريق معبّد. أي ذلّلته الأقدام 
NOL US‏ وأخضع إذا كان ساجدًا. 


وقالت طائفة: طول القيام بالليل أفضل» وكثرة الركوع والسجود بالنهار 
أفضل. واحتجّت هذه الطائفة بأن صلاة الليل قد خصّت باسم القيام كقوله 
تعالئ: أل € [المزمل: 7]» وقول النبي بل «من قام رمضان إيمانًا 
واحتسابًا». ولهذا يقال: قيام الليل» ولا يقال: قيام النهار. 


(1) في المطبوع زيادة: «رسول الله). 

(؟) أخرجه مسلم (589). 

() أخرجه البخاري (۳» ومواضع) ومسلم )١1١(‏ من حديث عائشة. 

() «علئ الأصح» من ق» مب» ن. 

(0) ق» مب ن: «فلهذا). 

() ق»مبءن: «هذه الحال». 

(۷) أخرجه البخاري (۲۰۰۹» ۳۷) ومسلم (04) من حديث أبي هريرة وِدَيدْعَنْهُ. 


>37 


قالوا: وهذا كان هدي النبى يَككِْةِ فإنه ما زاد في الليل على إحدئ عشرة 
رار لات فر رک وكان يسبل الركعة فى يحض قا ال راء 
وآل عمران(1). وأما بالنهار فلم يُحمَّظ عنه شيء من ذلك» بل كان يخقّف 
ال 

وقال شيخنا ر نم :1'): الصواب أنهما سوا والقيام شل" بذكره 
وهو القراءة» والسجود فُضّل ببيتته. فهيئة السجود أفضل من هيئة القيا» 
وذكرٌ القيام أفضل من ذكر السجود. قال: وهكذا كان هدي النبي كلك فإنه 
كان إذا أطال القيام أطال الركوع والسجودء كما فعل في صلاة الكسوف» وفي 
صلاة الليل. وكان إذا خمّف القيام خمّف الركوع والسجود. وكذلك كان 
يفعل في الفرض» كما قال البراء بن عازب: كان قيامه وركوعه وسجوده 
واعتداله قريبًا من السواء. والله أعله20). 

فصل 

ثم كان َل يرفع رأسه مكبّرًا غير رافع يديه. ويرتفع منه رأسّه قبل 
يديه(21. ثم يجلس مفترشاء يفرش رجله اليسرئ ويجلس عليهاء وينصب 
الب 


(۱) أخرجه مسلم (۷۷۲) من حديث حذيفة. 

(۲) انظر: «مجموع الفتاوئ» »)5/١5(‏ (۲۲/ ۲۷۴)ء (۲۳/ .)۱۱٤ ١1۹‏ 

(۳) ق: «أفضل». 

)05 أخرجه البخاري (29/47 )8١ ١‏ ومسلم .)٤۷١١(‏ وقد تقدم في هديه َكةِ في الركوع. 
(0) بعده في ك زيادة: «بعّيبه وأحكم». 

(6) «ويرتفع... يديه» ساقط من ك لانتقال النظر. 


۲۷۱ 


القد 


وذكر العاف عن ابن عمر قال: «(من سنّة الصلاة: أن ينصب 


م اليمنئ» واستقباله بأصابعها القبلة» والجلوس على اليسرئ». ولم 


يحفظ عنه َة في هذا الموضع جلسة غير هذه. 


وكان يضع يديه علئ فخذيه» ويجعل حدّ مرفقه") علئ فخذه» وطرفٌ 


ا 0 
يده على ركبته. وقبض ثنتين من أصابعه وحلق حلقة» ثم رفع إصبعه يدعو 
بها ويحرّكها. هكذا قال وائل بن حجر عنه9). 


0010 


(۲) 
(۳) 
(£) 


في «المجتبئ» )۱۱٥۸(‏ و«الكبرئ» (۸٤۷)ء‏ وإسناده حسن. وأخرجه أيضًا البخاري 
(۸۲۷) وغيره دون زيادة: «واستقباله بأصابعها القبلة». وهذه الزيادة أخرجها 
البخاري في حديث أبي حميد الساعدي (۸۲۸). 

ك: «قدمها. 

ق» ك: «مرفقيه). 

أخرجه أحمد )۱۸۸۷١(‏ والدارمي )٠١۷(‏ والبخاري في «رفع اليدين» )*١(‏ وأبو 
داود (۷۲۷) - مختصرًا دون محل الشاهد ‏ والنسائي في «المجتبئ» (۱۲۹۸۰۸۸۹) 
و«الكبرئ» )۱۱۹۱۰۹٦۰(‏ وابن خزيمة(5:»580١91)وابن‏ حبان(1850) 
والطبراني (۲۲/ )١‏ والبيهقي (۲/ 2177 كلهم من طرق عن زائدة بن قدامة عن 
عاصم بن كليب عن أبيه عن وائل بن حجر به. قال ابن خزيمة: اليس في شيء من 
الأخبار «يحركها» إلا في هذا الخبرء زائدةٌ ذكرّه». قلت: خالفه ثمانية عشر راويًا كلهم 
ثقات أثبات مثله أو أثبت منه» ولم يذكروا هذه الزيادة» على رأسهم الشوري [أحمد 
(18864)] وابن عيينة [النسائي في «الكبرئ» )١141(‏ وابن خزيمة (191)] وشعبة 
[أحمد )۱۸۸٠١(‏ وابن خزيمة (1۹۷)] وزهير بن معاوية [أحمد(1841/5)]» 
فرواية زائدة شاذة لا يعتد بها. انظر: «الجامع في العلل والفوائد» لماهر الفحل 
.)160١-5١ /۳(‏ 


VY 


وأما حديث أبى داود(١2‏ عن عبد الله بن الزبير أن النبى يك كان يشير 


بإصبعه إذا دعا ولا يحرّكهاء فهذه الزيادة في صحتها نظر". وقد ذكر مسلم 
الحديث بطوله في «صحيحه)"' عنه» ولم يذكر هذه الزيادة» بل قال: «كان 
رسول الله 4ة إذا قعد في الصلاة جعل قدمه اليسرئ بين فخذه وساقه. 
وفرش قدمه اليمنئ» ووضع يده اليسرئ علئ ركبته الیسری» ووضع يده(؟) 
اليمنئ على فخذه اليمنئ» وأشار بإصبعه». 


وأيضًا فليس في حديث أبي داود عنه أن هذا كان في الصلاة(. وأيضًا 


فلو كان في الصلاة لكان نافيا وحديث وائل بن حجر مثبئًا وهو مقدَّم. وهو 


حديث صحيح» ذكره أبو حاتم في لاصحيحه)(1). 


(00 


ثم يقول: «اللهم اغفر لي. وارحمني» واجبرني» واهدني» وارزقني)0©. 


برقم (٩4۸)ء‏ وأخرجه النسائي في «المجتبی» (۱۲۷۰) و«الكبرئ" )١1١95(‏ 


والطبراني (۱۳/ 49) والبيهقي (۲/ ۱۳۱)» فيه ابن جريج وقد صرح بالتحديث عند 
النسائي» وفيه محمد بن عجلان» فيه لين. وأصله عند مسلم (51/9/ ۱۱۳) دون 
زيادة: «ولا يحركها». وانظر: المصدر السابق: (۳/ .)56١ 2526٠‏ 

تَعُقَّب قول المؤلف هذا فقيل: «إن كان في صحتها نظرء فإن النظر نفسه وأشد في 
حديث التحريك». انظر: المصدر السابق: (۳/ .)٠٠١‏ 

برقم (01/9). 

وقع بعده خرم في مب. 

ولكن آبا داود بوب عليه (باب الإشارة في التشهد)؛ وعند غيره زيادةٌ بوب عليها 
النسائي (باب بسط اليسرئ على الركبة)» وكذلك غيرهما من الأئمة. 

برقم (1870)) وقد سبق قريبًا. 

وقع عند أبي داود «وعافني» بدل «واجبرني»؛ وعند أحمد وابن ماجه «وارفعني» بدل 
«واهدي». 


AA 


هكذا ذكر ابن عباس عنه(١2.‏ وذكر حذيفة أنه كان يقول: «ربٌ اغفر لي؛ رب 
اغفر لى00). 
وكان هديه إطالة هذا الركن بقدر السجود. هكذا الثابت عنه في جميع 
الأحاديث. وفي «الصحيح»" عن أنس: «كان رسول الله ية يقعد بين 
السجدتين حتئ نقول: قد أومّم». وهذه السنة تركها أكثر الناس من بعد 
انقراض عصر الصحابةء ولهذا قال ثابت: «فكان7؟) أنس يصنع شيئًا لا أراكم 
تصنعونه: يمكث بين السجدتين حتئ نقول: قد نسي أو قد أومّم/0©). وأما 
3 2 
من حكم السنّة ولم يلتفت إلى ما خالفهاء فإنه لا يعباً بما خالف هذا الهدي. 


)١(‏ أخرجه أحمد(840١)‏ وأبوداود(0١86)‏ والترمذي )١85 »۲۸٤(‏ وابن ماجه 
۸ ) وابن المنذر في «الأوسط» (۳/ 707) كلهم من طريق كامل أبي العلاء عن 
حبيب بن أبي ثابت عن سعيد بن جبير عن ابن عباس به» صححه الحاكم (۱/ 777) 
والألباني في «صحيح أبي داود- الأم» (/47). وضعّفه الترمذي وأعلّه بأنه روي 
مرسلا من نفس الطريق. ومداره على كامل بن العلاء أبي العلاء» فيه لين» ومن 
جرحه أكثر وأجل ممن وثقه أو حسن أمره. 

(۲) أخرجه أحمد(۰۲۳۳۷۰۵ ۲۳۳۹۹) وأبو داود )۸۷٤(‏ والترمذي في «الشمائل» 
(۲۷) والنسائي في «المجتبئئ؛ 21١56 .٠١59(‏ 15768) و(الكبرئ؛ »٦٦۰(‏ هالا 
۲ ۱۳۸۳( والبيهقي (۲/ .)٠٠۹‏ وأخرجه مختصرًا الدارمي (۱۳۹۳) وابن 
ماجه (891) والبيهقي (۲/ .)١7١‏ صححه ابن خزيمة )1۸٤(‏ والحاكم (۳۲۱/۱) 
والألباني في «صحيح أبي داود- الأم» .)١ -۲۷ /٤(‏ وأصل الحديث عند مسلم 
(۷۷۲) دون محل الشاهد» كما سبق (ص 10 7). 

(۳) أخرجه مسلم »)٤۷۳(‏ وقد سبق. 

)€( ق: «وكان»» والمثبت من غيرها موافق لما ورد في «(صحيح مسلم». 

(5) أخرجه البخاري (871) ومسلم .)٤۷۲(‏ 


V٤ 


فصل 


ثم كان كَل ينهض علئ صدور قدميه وركبتيه معتمدًا علئ فخذيه كما 


ذكره عنه: واتل(١)‏ وآبو هريرة(, ولا يعتمد على الأرض بیدی(". 


وقدذكرهعنهمالك بن الحويرث أنه كان لا ينهض حت يستوي 


جالسًا. وهذه هي التي تسمّئ جلسة الاستراحة. واختلف الفقهاء فيها: 


000 
(۲) 


(۳) 


00 


في ص» ج» ك: «أبو وائل»؛ وقد ضرب بعضهم على «أبو» في ص» ج. 

حديث وائل بن حجر قد تقدم في مسألة تقديم اليدين على الركبتين في الهوي إلى 
السجود. وأما حديث أبي هريرة فأخرجه الترمذي (۲۸۸) من طريق خالد بن إلياس 
عن صالح مول التوأمة عنه. صالح هذا فيه لين» وخالد بن إلياس ضعيف» وبه 
ضعفه الترمذيء وذكر ابن عدي حديثه هذا في «الکامل» في ترجمته (5/ 57 ؟7) 
ووصف مروياته بأنباغرائب وأفراد. وضعفه أيضًا الحافظ في «فتح الباري» 
۲0 ۳۰۳) حيث ذكر أنه رواه سعيد بن منصور بإسناد ضعیف» وذكر أيضًا أنه روي 
عن ابن مسعود وإسناده صحيح. وأثر ابن مسعود قد أخرجه عبد الرزاق (79557) 
وابن أبي شيبة )5٠٠1(‏ وابن المنذر في «الأوسط» ("/ 37"517). 

قال الحافظ في شرح قوله: «جلس واعتمد على الأرض» في حديث مالك بن 
الحويرث: «وقيل: يستفاد من الاعتماد أنه يكون باليدء لأنه افتعال من العمادى 
والمراد به الاتكاء وهو باليد. وروی عبد الرزاق ۰۲۹۲۲٤1‏ ۲۹۹۹] عن ابن عمر أنه 
كان يقوم إذا رفع رأسه من السجدة معتمدًا على يديه قبل أن يرفعهما». انظر: «فتح 
الباري» (۲/ ۳۰۳ و۲٠).‏ أثر ابن عمر أخرجه أيضًا ابن أبي شيبة )4٠19(‏ بمثل 
طريق عبد الرزاق» وفيه عبد الله بن عمر العمري» فيه لين. ويقويه ما أخرجه ابن أبي 
شيبة (14 ١‏ 5) وابن المنذر في «الأوسط» (۳/ /771) من طريق حماد بن سلمة عن 
الأزرق بن قيس عن ابن عمر مثله» وإسناده صحيح. 

أخرجه البخاري (۸۲۳). 


Vo 


هل هي من سنن الصلاة» فيستحب لکل أحد أن يفعلهاء أو هي ليست من 
السننء وإنما يفعلها من احتاج إليها؟ علئ قولين هما روايتان عن أحمد. 

قال الخلال: رجع أحمد إلئ حديث مالك بن الحويرث في جلسة 
الاستراحة". وقال: أخبرني يوسف بن موسو أن أبا عبد الله سئل عن 
النهوض فقال: على صدور القدمين على حديث رفاعة. 

وسل ى() ابن عجلان210 يدل علا أنه كان ينهض عل صدور قدميه.» 
وقد روي عن عدة من أصحاب النبي َك وسائرٌ من وصف صلاة النبي بيا 
لم يذكر هذه الجلسةء وإنما ذُكِرت في حديث أبي حميد ومالك بن 
الحويزك 29 ولو كان هته كا فعلها دافا لذكرها كل من وف فيلات 
ككلل. ومجرّدُ فعله َة لها لا يدل على أا من سنن الصلاةء إلا إذا عَلِم أنه 


(۱) لم يرد «هي» في ق» ك. 

(۲) انظر: «الروايتين والوجهين» .)١77/١(‏ 

(*) انظر: المصدر السابقء و«المغني» لابن قدامة (۲/ 17 7). 

(5) في النسخ المطبوعة: «أبا أمامة»» وهو غلط. وانظر: «تمام المنة» للألباني (ص١١75).‏ 

(4) ق:«وفي حديث». 

(5) هو حديث رفاعة بن رافع الزرقي المذكور في كلام أحمدء قد أخرجه أحمد 
8440 ) وأبو داود(8617/:8657) والترمذي )١١7(‏ والنسائي في «المجتبئ» 
۱۳۱۳) و«الكبرئ» (۱۲۳۷). وابن عجلان هذا صدوقء والحديث حسنه 
الترمذي. وانظر تعليق محققي «مسند أحمد». 

(۷) أما حديث أبي حميد الساعدي فأخرجه أحمد (775494) والترمذي (5 0 7) والبزار 
.)١17/(‏ صححه الترمذي وابن خزيمة (0۸۷» 586). 
وأما حديث مالك بن الحويرث فقد أخرجه البخاري وقد تقدم قبل قليل. 


44 


فَعَلها سنه يقتدئ به فيها. وأما إذا قُدّر أنه فَعَلها للحاجة لم يدل ذلك على 
کے لدم 

كونها سنةٌ من سنن الصلاة. فهذا من تحقيق المناط في هذه المسألة(). 

وكان إذا نمض افتتح القراءة» ولم يسكت كما كان يسكت عند افتتاح 
الصلاة» فاختلف الفقهاء: هل هذا موضع استعاذة أو لاء بعد اتفاقهم أنه ليس 
موضع استفتاح. وفي ذلك قولان» هما روايتان عن أحمدء وقد بناهما بعض 
أصحابه على أن قراءة الصلاة هل هى قراءة واحدة؛ فيكفى فيها استعاذة 
واحدة» أو قراءة كل ركعة مستقلة بنفسها؟ ولا نزاع بينهم أن الاستفتاح 
لمجموع الصلاة. والاكتفاءً باستعاذة واحدة أظهرء للحديث الصحيح عن 
أبي هريرة أن النبي َة كان إذا مض من الركعة الثانية استفتح القراءة ولم 
ل ما وار ا 
ليما ذكرء فهي كالقراءة الواحدة[ إذا تلا حمد ل( أو د تسبيح أو 
هليل أو صلاة علئ النبي كَل ونحو ذلك. 

ثم كان يصلَّي الثانية كالأولئ سواء إلا في أربعة أشياء: السكوت» 
والاستفتاح» وتكبيرة الإحرام» وتطويلها كالأولئ؛ فإنه به كان لا يستفتح» 
ولا يسكت» ولا يكبّر للإحرام فيهاء ويقصّرها عن الأولئ؛ فتكون الأولئ 
أطول منها في كلّ صلاة» كما تقدّم. 

فإذا جلس للتشهد وضع يده اليسرئ على فخذه اليسرئ» ووضع يده 


.)٤١١ -٤۲۹ص( وانظر: «كتاب الصلاة» للمصنف‎ )١ 
.)0949( أخرجه مسلم‎ )۲( 
ق: «حمد الله).‎ )۳( 


ا 


اليمنى على فخذه اليمنوا» وأشار بإصبعه السّبّابة. وكان لا ينصبها نصبًاء ولا 
يُنيمهاء بل يَحنيها شيئّاء ويحرّكه "١7‏ كما تقدّم في حديث وائل بن حجر. 
08 2 

الوسطئ مع الإبهام» ويرفع السبّابة يدعو بهاء ويرمي ببصره إليهاء ويبسط 
الكففّ اليسرئ على الفخذ اليسرئ» ويتحامل عليها. 

وأما صفة جلوسه فكما تقدَّم بين السجدتين سواء يجلس على رجله 
اليسرى وينصب اليمنئ. ولم يرو عنه في هذه الجلسة غير هذه الصفة. 

وأما حديث عبد الله بن الزبير الذي رواه مسلم في «صحيحه)() أنه وَل 
كان إذا قعد في الصلاة جعل قدمه اليسرئ بين فخذه وساقه» وفرّسَ قدمه 
اليمنئ؛ فهذا في التشهد الأخير كما يأتي» وهو إحدى الصفتين اللتين 
رويت"' عنه فيه. ففي «الصحيحين»0*) من حديث أبي حُميد في صفة 
صلاته وَل (وإذا جلس في الركعتين جلس على رجله اليسرئ» ونصّب 
الأخرئ. وإذا جلس في الركعة الأخيرة قدَّم رجله اليسرئ» ونصب7) 
اليمنئ» وقعد عل مقعدته». فذكر أبو حميد أنه كان ينصب اليمنئ» وذكر ابن 
الزبير أنه كان يفرشها؛ ولم يقل أحد عنه يَكِِ: إن هذا كان صفة" جلوسه في 
)١(‏ بعده في طبعة الرسالة زيادة: «شيئًا» زادها ناشراها من عندهما. 
(۲) برقم .)٥۷۹(‏ 
(9) كذا في جميع الأصول: «رُويت» بالإفراد. 
)2 لم يرد فيه في ق» ك. 
)0( أخرجه البخاري (۸۲۸)» ولم أجده في مسلم بهذا اللفظ. 
() العبارة «الأخرئ... ونصب؟ ساقطة من ص لانتقال النظر. 
(0) في النسخ المطبوعة: «إن هذه صفة». 

۷۸ 


التشهد الأولء ولا أعلم أحدا قال به. 

بل من الناس من قال: يتورّك في التشهدين» وهذا مذهب مالك. ومنهم 
من قال: يفترش فيهماء فينصب اليمنئ؛ ويفترش اليسرئ ويجلس عليهاء 
وهو قول أبي حنيفة. ومنهم من قال: يتورّك في كل تشهّد يلي السلا 
ويفترش في غيره» وهو قول الشافعي. ومنهم من قال: يتورّك في كل صلاة 
فيها تشهّدان في الأخير ”21 منهما فرقًا بين الجلوسين» وهو قول الإمام 
أحمد(؟), 


ومعن حديث ابن الزبير أنه فرش قدمه اليمنول: أنه كان في هذا الجلوس 
يجلس على مقعدته» فتكون قدمه اليمنى مفروشة» وقدمه اليسرئ بين فخذه 
وساقه» ومقعدته على الأرض» فوقع الاختلاف في قدمه اليمنئ في هذا 
الجلوس» هل كانت مفروشة أو منصوبة؟ وهذا -والله أعلم ‏ ليس باختلاف 
في الحقيقة» فإنه كان لا يجلس على قدمه» بل يُخرجها عن يمينه» فتكون بين 
المنصوبة والمفروشةء فإنها تكون على باطنها الأيمن. فهي مفروشة بمعنئ 
أنه ليس ناصبًا لها جالسًا على عقبه» ومنصوبة بمعنئ أنه ليس جالسًا عل 
باطنهاء وظهرها إلى الأرض. فص قول أبي حميد ومن معه وعبد الله بن 
الزبير. أو يقال: إنه يَلِْةِ كان يفعل هذا وهذاء فكان ينصب قدمه» وربما 
فرشها أحياتاء وهو أروح لها. والله أعلم. 

ثم كان بك يتشد دائمًا في هذه الجلسة:؛ ويعلّم أصحابه أن يقولوا: 
(1) صء ك»ع: «الآخر». 


(۲) انظر: «(شرح التلقين» للمازري /١(‏ ۰ ) و«بدائع الصنائع» /١(‏ 1۱1( و«المجموع 
شرح المهذب» (۳/ )55٠‏ و«المغني» (۲/ .)۲۲٠١‏ 


۷⁄۹ 


«التحيّات لله والصلوات والطيبات» السلام عليك أيها النبي ورحمة الله 
وبركاته» السلام علينا وعلئ عباد الله الصالحين» أشهد أن لا إله إلا الل 
وأشهد أنَّ محمّدًا عبده ورسوله»('). 


وقد ذكر النسائى(21 من حديث أبى الزبير عن جابر قال: كان رسول الله 
له يعلّمنا التشهّدَه كما يعلّمنا السورة من القرآن: البسم الله وبالله» التحيّات 
لله والصلوات والطيّبات. السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته. السلام 
علينا وعليل عباد الله الصالحين. أشهد أن لا إله إلا الله. وأشهد أن محمدًا 
عبده ورسوله”". أسأل الله الجنةء وأعوذ بالله من النار». ولم يجئ ذكر 
التسمية في أول التشهد إلا في هذا الحديث. وله علّة غير عنعنة أبي الزبير40). 


)00( أخرجه البخاري (۸۳۱) ومسلم )5٠07(‏ من حديث عبد الله بن مسعود. 

(۲) في «المجتبئن» )١1718102111/5(‏ و«الكبرئ» (279) عن أيمن بن نابل عن أبي الزبير 
أشار إليه الترمذي عقب الحديث (۲۹۰) وقال: «هو غير محفوظ». وقال النسائي 
:)1338١(‏ «لا نعلم أحدًا تابع أيمن بن نابل على هذه الرواية... والحديث خطأ». 
وقال الدارقطني في «سؤالات الحاكم» (387): «[أيمن] ليس بالقوي» خالف الناس» 
ولو لم يكن إلا حديث التشهد». وانظر التعليق الآتي. 

(۳) العبارة «وقد ذكر النسائى... ورسوله» ساقطة من ك لانتقال النظر. 

5( ذكر مسلم أن الحديث غير ثابت الإسناد والمتن جميعًاء وأن الثابت ما رواه الليث 
وعبد الرحمن بن حميد عن أبي الزبير عن طاوس عن ابن عباس به. وبين أنه جعل 
في الإسناد «عن آبي الزبير عن جابر» بدل «عن أبي الزبير عن طاوس عن ابن عباس» 
وسلك الجادة. وقد تفرد بزيادة في المتن في أوله قوله: «بسم الله وبالله»» وفي آخره 
قوله: «أسأل الله الجنة وأعوذ بالله من النار». انظر: «التمييز» (ص .)٠١۹-۱۲۷‏ 


الك 


وكان يكل يخمّف هذا التشهد جدًا حتئ كأنه على الرَضْف ‏ وهو 
الحجارة المُحْماة ‏ ولم ينقل عنه في حديث قط أنه كان يصلَّي عليه وعلئ آله 
في هذا التشهد. ولا كان أيضًا يستعيذ فيه من عذاب القبر وعذاب النار» وفتنة 
المحيا والممات» وفتنة المسيح الدجّال. ومن استحبٌ ذلك فإنما فهمه من 
عمومات وإطلاقات قد صم تبيينُ موضعها وتقييدها بالتشهد الأخير. 


ثم كان ينهض مكيّرًا علئ صدور قدميه وعلئ ركبتيه معتمدًا علئ فخذيه 
كما تقدّم. وقد ذكر مسلم في ااصحيحه)() في حديث عبد الله بن عمر أنه 
كان يرفع يديه في هذا الموضع» وهي في بعض طرق البخاري' أيضًاء عل 
أن هذه الزيادة ليست متفقًا عليها في حديث عبد الله بن عمر» وأكثر رواته لا 
يذكرونها. وقد جاء ذكرها مصرّحًا به في حديث أبي حميد الساعدي قال: 
«كان رسول الله يك إذا قام إلى الصلاة كبّرء ثم رفع يديه حتئ يحاذي بهما 
منكبيه) ويقيم كلّ عَظُم(4) في موضعه» ثم يقر( . ثم يرفع يديه حتئ يحاذي 
بهما منکبیه» يرجم ويضع راحتيه علئ ركبتيه معتدلاء لا يصوّب رأسه ولا 


00( ص» ج: «الآخر». 

(۲) لم أجدهفيه. وقد أخرجه أبوداود(241) والنسائي في «المجتبئ؟ )١1١87(‏ 
و«الكبرئ» )۱٠١١(‏ من طريقين عن ابن عمر. وهو حديث صحيح صححه 
البخاري في «رفع اليدين» عقب (48). وانظر: «فتح الباري» (۲/ ۲۲۲). 

۳ برقم (۷۳۹)» وهو الذي أخرجه أبو داود ١(‏ 075 ثم أعله. 

)٤(‏ ك:«عضوا. 

(5) «ثم يقرأ» ساقط من ك. 

() «ويقيم... منكبيه؛ ساقط من ص لانتقال النظر. 


صم 


en 


۲۸۱ 


يقتع به. ثم يقول: سمع الله لمن حمده ويرفع يديه حت يحاذي بهما منكبيه؛ 
حت يقر كل عظم إلى موضعه. ثم يهوي إلى الأرض» ويجافي يديه عن جنبيه 
ثم يرفع رأسه» ويثني رجله7١2‏ فيقعد عليهاء ويفتخ(1) أصابع رجليه إذا سجد. 
ميهد تو كار ويا غلم ا ا يجي عل مظع لو 
مويه الم يقوج فيضنع في الأخرئ مثل ذلك. ثم إذا قام من الركعتين رفع يديه 
حتئ يحاذي بهما منكبيه» كما صنّع عند افتتاح الصلاة. ثم يصلي بقية صلاته 
هكذاء حت إذا كانت السجدة التي فيها التسليم أخرج رجليه وجلس على 
شقه الأيسر متورّكًا». هذا سياق أبي حاتم في اصحيحه)» وهو 
في (صحيح مسلم» أيضًا. وقد ذكره الترمذي مصحُحًاله من 
حديث علي بن أبي طالب عن النبي يل أنه كان يرفع يديه في هذا الموطن 
أيضًا. 


)١(‏ ماعداك: «رجليه». 

(؟) في «معالم السنن» :)١116 /١(‏ «أي يلينها حتئ تنشني» فيوججهها نحو القبلة». وفي 
جميع النسخ بالحاء المهملة» وهو تصحيف. 

(۳) الجملة «ثم يسجد» ساقطة من طبعة الرسالة. 

٤( 


صر 


برقم (1871)» وأخرجه أبو داود )۷۳١(‏ والترمذي 27”١54(‏ 6 وابن ماجه 
)»2١7(‏ وأخرجه مختصرًا النسائي في «الكبرئ» )١١١5(‏ وابن ماجه (857): 
كلهم من طريق عبد الحميد بن جعفر عن محمد بن عمرو بن عطاء عن أبي حميد 
الساعدي به. وإسناده صحيح. وزعم ابن القطان تبعًا للطحاوي أن هذا الإسناد غير 
متصل لأمرين» فأجاب عنهما الحافظ» انظر: «الفتح» (۲/ 07017. 

2( لم أجده عند مسلم» أخرجه البخاري (۸۲۸) وليس عنده محل الشاهد. 

0) لم أجده عنده. وقد استفتح بإخراجه البخاري كتابه «جزء رفع اليدين». 


YAY 


ثم كان يقرأ الفاتحة وحدهاء ولم يثبت عنه أنه قرأ في الركعتين 
الآخرتين7١)‏ بعد الفاتحة شيئًا. وقد ذهب الشافعيٌ في أحد قوليه وغيرٌه إلى 
استحباب القراءة بما زاد على الفاتحة في الآخرتين"ء واحتجّ لهذا القول 
بحديث أبي سعيد الذي في «الصحيح0(©: «حرّرنا قيام رسول الله ل في 
الظهر في الركعتين الأوليين7؟) قدر قراءة (الم تنزيل) السجدة» وحزرنا قيامه 
في الأخريين قدر النصف من ذلك. وحزرنا قيامه في الركعتين الأوليين من 
العصر على قدر قيامه في الأخريين من الظهرء وني الأخريين من العصر على 
النصف من ذلك». 

وحديتٌ أبي قتادة0* المتَّمْقُ عليه ظاهرٌ في الاقتصار على فاتحة الكتاب 
في الركعتين الأخريين. قال أبو قتادة: «كان رسول الله يكل يصلَّي بناء فيقرأ في 
الظهر والعصر في الركعتين الأوليين بفاتحة الكتاب وسورتين» ويسمعنا الآية 
أحيانًا». زاد مسلم: «ويقرأ في الأخريين بفاتحة الكتاب»» والحديثان غير 
صريحين في محل النزاع. 


أما حديث أبي سعيدء فإنما هو حزرٌ منهم وتخمينٌ» ليس إخبارًا عن 


)١(‏ هكذافي النسخ إلا ق التي لم تعجم فيها الكلمة. 

(۲) أهملت في ق» ك. 

.)٤٥۲( مسلم‎ )۳( 

() فيجعءع: «الأولتين» هنا وفيما يأتي» وكذا «الآخرتين» فيهما وني ص مكان 
«الأخريين». 

)٥(‏ أخرجه البخاري )۷٥۹(‏ ومسلم )١5 5 /551١(‏ واللفظ له. 


YAY 


نفس( فعله کا وأما حديث أبي قتادة» فيمكن أن يراد به أنه كان(" يقتتصر 
علئ الفاتحة» وأن يراد به أ نه لم يكن يل بها في الركعتين الأخريين» بل كان 
يقرؤها فيهما كما كان يقرؤها في الأوليين» فكان يقرأ الفاتحة في كل ركعة؛ 
وإن كان حديث أبي قتادة في الاقتصار أظهرء فإنه في معرض التقسيم. فإذا 
قال: كان يقرأ في الأوليين بالفاتحة وسورة: وفي الأخريين بالفاتحة» كان 
3 2 و0 

كالصريح(© في اختصاص كل قسم بما ذكر فيه. 

وعلئ هذا فيمكن أن يقال: إن هذا كان أكثر فعله» وربما قرأفي 
الزكفتين الأخويين نكن قوق الفا تة كنا دلعلية ديت ابن سعد وهنا 
كما أن هديه لا تطويلٌ القراءة في الفجر وكان يخففها أحيانًاء وتخفيف القراءة 
في المغرب وكان يطيلها أحيانًاء وترك القنوت في الفجر وكان يقنت فيها أحيائًاء 
والإسرارٌ في الظهر والعصر بالقراءة وكان يُسع الصحابة فيها الآية أحيائً!؟», 
وترك الجهر بالبسماة() وكان يجهر بها أحيانًا0). والله أعلم. 


)١(‏ تحرّف في ق» ك إلى «تفسير»» وفي النسخ المطبوعة: «تفسير نفس). وكأن بعضهم 
أثبت الصواب في حاشية نسخةء فظنّه ناسح لحقّاء فجمع في نسخته بين اللفظ 
المحرّف وصوابه! 

(۲) فعل «كان» ساقط من ك. 

(۳) ق: «كالتصريح». 

)€( أخرجه البخاري (7/77) ومسلم )50١(‏ من حديث أبي قتادة. 

)٥(‏ أخرجه البخاري )۷٤۳(‏ ومسلم (۳۹۹) من حديث أنس. 

)03( أخرجه الترمذي (155) والدارقطني )١١77(‏ والبيهقي (۲/ 47)» وفيه أبو خالد 
الوالبي» مجهول. وقال الترمذي: «ليس إسناده بذاك». وقال ابن عدي في «الكامل» في 
ترجمة إسماعيل بن حماد بن أبي سليمان (۲/ :)٠٠١‏ «وهذا الحديث لا يرويه غير - 


YA 


والمقصود أنه كان يفعل في الصلاة أحيانًا شيئًا لعارض لم يكن من فعله 
الراتب. ومن هذا لما بعث' بي فارسا طليعةء ثم قام إلى الصلاة 
وجعل”" يلتفت في الصلاة إلى الشّعبٍ الذي يجيء منه الطليعة". ولم 
يكن من هديه الالتفات في الصلاة. وني «صحيح البخاري)!؟) عن عائشة 
قالت: سألت رسول الله ية عن الالتفات في الصلاة؟ قال: «هو اختلاس 
يختلسه الشيطان من صلاة العبد». 


= معتمر» وهو غير محفوظ سواء قال: عن أبي خالد أو عن عمران بن خالد. جميعًا 
مجهولين». وقال العقيلي في «الضعفاء» في ترجمة إسماعيل بن حماد بن أبي سليمان 
:)۲٥۷ /۱(‏ «حديثه غير محفوظ» ويحكيه عن مجهول» ثم ساق الحديث المخرج 
آنا وقال: «ولا يصح في الجهر بها حديث مسند». وقد أطال ابن رجب في بحث هذه 
المسألة انظر: «فتح الباري» له (5/ 007-1785. 

)١(‏ ص: «ولهذا لما بعث النبي». 

زفة كذا السياق في جميع الأصول دون جواب لما. 

(۳) أخرجه أبو داود )١0١١4157(‏ والنسائي في «الكبرئ» (8819)»؛ وصححه الألباني 
في «الصحيحة» (71/8). 

(5) برقم (۳۲۹۱۰۷۵۱). 

(5) برقم (089) وقال: حسن غريب. وكذلك أخرجه مطولًا الطبراني في «الأوسط» 
(20441) و«الصغير» (6057) من طريق شيخ الترمذي. وأما إسناده فقد كفانا المؤلف 
مؤنته. وذكر ابن عبد البر في "التمهيد» (۱۷/ ۳۹۱) أنه من أحاديث الشيوخ لا يحتج 
بمثلها. وقد وقع عند المزي في «تحفة الأشراف» )7١7/١1(‏ وابن عبد الهادي في 
«المحرر» (۲۹۲) قول الترمذي: حديث حسن صحيح» وكذلك نقل الحافظ في- 


YAo 


رسول الله کل : «يا بنيّ» | إياك والالتفات في الصلاق فن الالتفات في الصلاة 
ملكة. فإن كان لا ب في التطوّع» لاني الفريضة»» ولكن للحديث علان, 
إحداهما وزاك ستعي عن ر الثانية : أن على طريقه 00( 


على بن زيد بن جُدعان. وقد ذكر البزار في غير" #مسنده)9؟) من حديث 


يوسف بن عبد الله بن سلام عن أبي الدرداء عن النبي كك «لااصلاة 


للملتفت». 


(1) 


(۲) 
(۳ 


«بلوغ المرام ٠‏ ) وأشار إليه المنذري في «الترغيب والترهيب» ( ۰ - ط. 


المعارف) أنه في بعض نسخه كذلك. ولكن ذكر في «النکت الظراف» (۱/ ۲۲۷- مع 
التحفة) أثناء الكلام على هذا الإسناد بالذات أن الترمذي قال في النسخ المعتمدة عن 
هذا الإسناد في أبواب الاستئذان: حسن غريب» ووقع بخط الكرخي: حسن صحيح 
غريب» وأن النووي اعتمد عليه في «الأذكار»» ثم قال: «وتصحيح مثل هذا من غلط 
الرواة بعد الترمذيء فإنه لا يقع ممن له أدنئ معرفة بالحديث». 

كذا في جميع الأصول والطبعات القديمة» وفي حاشية ص كتب بعضهم بعد التضبيب 
علئ «على»: «في لعله». وأثبت الفقي: «في طريقه» على الصواب دون تنبيه. 

حذف الفقي كلمة «غير؛ مع ثبوتها في الطبعات السابقة» وتابعته طبعة الرسالة. 

لعله في «أماليه» . وقال الهيثمي في (مجمع الزوائد» (۲/ ۲۷۸): «رواه أحمد والطبراني 
في «الكبير»» وفيه م قال الذهبي (375/5): لا يعرف». قلت: 
وأخرجه ابن أبي شيبة (5079) وأحمد )۲۷٤۹۷(‏ عقب الحديث المرفوع» كلاهما 
من قول أبي الدرداء موقوقا. وأخرجه الطبراني (27/7 ۳۷۷) من حديث يوسف بن 
عبد الله بن سلام هذا عن أبيه عن النبي كَِ. وفيه الصلت بن طريف. فيه لين. وهو 
أيضًا في «أمالي البزار» كما في «الميزان» في ترجمة الصلت بن مهران (۲/ .)۲١‏ قال 
الدارقطني في «العلل» )١٠١1/6(‏ بعد أن ساق طرقه: «والحديث مضطرب» لا يثبت6. 
وانظر كذلك: «التاريخ الكبيرا .)٠۳/٤(‏ 


YA“ 


وأما حديث ابن عباس '“: «إن رسول الله هة كان يلحظ في الصلاة 
يميا وشمالاء ولايلوي عنقّه خلفَ ظهره»؛ فهذا حديث لا يثبت. قال 
الترمذي فيه: «حديث غريب»» ولم يزد. 

وقال الخلال: أخبرني الميموني أن أبا عبد الله قيل له: إن بعض الناس 
أسند أن النبي بيه كان يلاحظ في الصلاة» فأنكر ذلك إنكارًا شديدًا حتى تغيّر 
وجهه» وتغيّر لونه» وتحرّك بدنه» ورأيته في حالٍ ما رأيته في حالٍ قط 
سواها"ء وقال: النبيئ اة كان يلاحظ في الصلاة؟ ! يعني أنه أنكر ذلك» 
وأحسبه قال: ليس له إسناد. وقال: من روئ هذا؟ إنما هذا(" عن سعيد بن 
المسيّب47). ثم قال لي بعض أصحابنا: إن أبا عبد الله وهن حديتٌ سعيد 


)١(‏ أخرجه الترمذي (2817) والنسائي في «الكبرئ» (015) وابن خزيمة (485) وابن 
حبان (۲۲۸۸) والطبراني (۱۱/ ۲۲۳) والدارقطني )١18760(‏ والحاكم )71757/١1(‏ 
والبيهقي (1/ 17)» كلهم من طريق الفضل بن موسئ عن عبد الله بن سعيد بن أبي 
هند عن عكرمة عن ابن عباس به. قد أعله الترمذي والدارقطني والبيهقي بأنه لم يروه 
مسندًا غير الفضل بن موسئء وقد خالفه وكيع فرواه عن عبد الله بن سعيد بن أبي 
هند عن بعض أصحاب عكرمة عن النبي بي مرسلاء أخرجه الترمذي (084) 
والدارقطني )۱۸٠١(‏ والبيهقي (۲/ .)٠١‏ وقال أبو داود في رواية أبي الطيب الأشناني 
(تحفة الأشراف- )١١١ /١‏ عن المرسل إنه أصح» وقال الدارقطني في اسؤالات 
البرقاني» (ص )۷١‏ عن حديث الفضل إنه ليس بصحيح. وانظر: «العلل الكبير» (ص 
٤‏ ؛» «نصب الراية» (۲/ »)4٠ ۰۸٩‏ «فتح الباري» لابن رجب (5/ ۰۳۱۷ ۳۱۸). 

(؟) هكذا في جميع النسخ والطبعات القديمة. وفي طبعة الرسالة: «أسوأمنها»» وهذا من 
تصرف الشيخ الفقي #5اللنه. 

(۳) (إنما هذا» ساقط من ص. 

(4) أخرجها ابن أبي شيبة )٤٥۸٤(‏ عن هشيم قال: بعض أصحابنا أخبرني عن الزهري - 


YAY 


هذاء وضعًّف إسناده» وقال: إنما هو عن رجل عن سعيد. 


وقال عبد الله بن أحمد(1): حدَّئتُ أبي بحديث حسّان بن إبراهيم عن 
عبد الملك الكوفي قال: سمعت العلاء قال: سمعت مكحولا يحدّّث عن أبي 
أمامة وواثلة: «كان النبئ ب إذا قام في الصلاة لم يلتفت يمينا ولا شمالاء 
ورمئ ببصره في موضع سجوده»» فأنكره جدّاء وقال: اضرب عليه. 

فأحمد لته أنكر هذا وهذاء وكان إنكاره للأول أشدَّ لأنه باطل سندًا 
ومتتا؛ والثاني إنما أنكر سندّه» وإلا فمتنه غير منكر. والله أعلم. 

ولو اول لكان ا قدا لمل فان لله ملع اض 
ككلامه اة هو وأبو بكر وعمر وذو اليدين" في الصلاة لمصلحتهاء أو 
لمصلحة المسلمين كالحديث الذي رواه أبو داود(؟») عن أبي كبشة(0) 
السّلُولي عن سهل ابن الحنظليّة قال: «ثُرّب بالصلاة- يعني صلاة الصبح - 


= عن سعيد بن المسيب قال: كان رسول الله ية يلحظ في الصلاة ولا يلتفت. 

)١(‏ «العلل ومعرفة الرجال» »)77١١(‏ وعنه ابن عدي في «الكامل» في ترجمة حسان بن 
إبراهيم الكرماني (5/ 57) والعقيلي في «الضعفاء» (؟47/5). 

(۲) «الأول» من ق. 

(۳) كذا في جميع النسخ: «أبو بكر» و«ذو اليدين؟ بالرفع. 

)٤(‏ برقم (415). وأخرجه أيضًا مطولا أبو داود )١001(‏ والنسائي في «الكبرئ) 
۸/۸0 والطبراني (47/5) والبيهقي .)١59/9(‏ صححه ابن خزيمة )٤۸۷(‏ 
والحاكم والألباني في «الصحيحة» (۳۷۸). وانظر: اصحيح أبي داود- الأم) 
(5/ الا 01/7 

() العبارة: غريب ولم يزد... كبشة» ساقطة من ع. 


TAA 


فجعل رسولٌ الله ية يصلي وهو يلتفت إلى الشّعب». قال أبو داود: يعني: 
وكان أرسل فارسًا إلى الشّعب من الليل يحرّس. فهذا الالتفات من الاشتغال 
بالجهاد في الصلاة» وهو يدخل في تداخل العبادات كصلاة الخوف. 


و < 


وقريب منه قول عمر وَيَدعنَهُ: «إني لأجهّز جيشي وأنا في الصلاة»(١,‏ 
فهذا جم بين الجهاد والصلاة('). ونظيره التفكّر 9" في معاني القرآن 
واستخراج كنوز العلم منه في الصلاة» فهذا جمع بين الصلاة والعلم. فهذا 
لون والتفات الغافلين اللاهين وأفكارهم لون آخر. وبالله التوفيق. 


فهديه الراتب با إطالة الركعتين الأوليين من الرّباعيّة على الأخريين» 
وإطالة الأولى من الأوليين على الثانية. ولهذا قال سعد لعمر: «أما آنا فأطيل في 
الأوليين» وأحذف في الأخريين» ولا آلو أن أقتدي بصلاة رسول الله لا( . 


وكذلك كان هديه َة إطالة صلاة الفجر على سائر الصلوات كما 
تقدم. قالت عائشة: «فرض الله الصلاة ركعتين ركعتين» فلما هاجر رسول الله 
يكل زيد في صلاة الحضر إلا افج فإنها أُقِرّت على حالها من أجل طول 
القراءة» والمغربٌ لأنها وتر النهار». رواه أبو حاتم ابن حبان في 


»)١771١( علقه البخاري مجزومًا به تحت (باب يفكر الرجل الشيء في الصلاة) قبل‎ )١( 
وصله ابن أبي شيبة (36074)» وبنحوه أخرجه صالح بن الإمام أحمد في «مسائله)‎ 
.)۱۹۲ /۲( عن أبيه‎ 

(۲) وانظر: «الداء والدواء» (ص0"57. 

(9) صء ج: «الفكر». 

.)٤٥۳( أخرجه البخاري (۷۷۰) ومسلم‎ )٤( 


1۸۹ 


«صحيحه)(١2:‏ وأصله في «صحيح البخاري)(). 


وهذا كان هديه اة في سائر صلواته: إطالة أولها على آخرهاء كما فعل في 


کی رفو قيام الل لما و كيك کرای طويلون ران نم ركعدين 
وهما دون اللتين قبلهماء ثم ركعتين وهما دون اللتين قبلهماء حتئ أتمّ صلاته. 


ولا يناقض هذا افتتاحه بيه صلاة الليل بركعتين خفيفتين وأمره بذلك") 


لأن هاتين الركعتين مفتاح قيام الليل» فهي”؟) بمنزلة سنة الفجر وغيرها. 
وكذلك الركعتان اللتان كان يصِلَّيهما أحيانًا بعد وتره تارةٌ جالسًا وتار قائمًا مع 


قوله: «اجعلوا آخر صلاتكم باللیل وترًا20(0» فإن هاتين الركعتين لا تناني(1» هذا 


(1) 


(۲) 
(۳) 
(0) 
(o) 
(0 


برقم (۲۷۳۸)ء وأخرجه ابن خزيمة (705؛ )۹٤ ٤‏ والطحاوي في شرح المعاني» 
٥ 3۸۳/1)‏ ولاشرح المشكل» »))577١0(‏ من طريق محبوب بن الحسن عن 
داود بن أبي هند عن الشعبي عن مسروق عن عائشة به. وأخرجه ابن أبي شيبة 
(711/5) مختصرًا وأحمد (57 20570 ۲۹۲۸۲) والبيهقي (۳/ 57 1)؛ من طرق عن 
داود عن الشعبي عن عائشة به قال ابن معين في «تاريخه» برواية الدوري 
(۳/ 586): ما روئ الشعبي عن عائشة فهو مرسل ‏ وبه أعله ابن خزيمة فقال: «هذا 
حديث غريبء لم يسنده أحد أعلمه غير محبوب بن الحسنء رواه أصحاب داود 
فقالوا: عن الشعبي عن عائشة» خلا محبوب بن الحسن»» ومحبوب هذاء ضعفه أبو 
حاتم والنسائي. وانظر للاختلاف في طرقه ومخارجه: «العلل» للدارقطني .)7571٠0(‏ 
برقم (۰۹۰ »)١‏ وكذلك أخرجه مسلم (586). 

أخرج مسلم فعله من حديث عائشة )۷٦۷(‏ وأمره من حديث أبي هريرة .)۷٦۸(‏ 
يعني: فهذه الصلاة. وني طبعة الرسالة: «فهما»» وهذا أيضًا من تصرف الفقي. 
أخرجه البخاري )٤۷۲(‏ ومسلم (7/01) من حديث عبد الله بن عمر. 

كذا في جميع النسخ» يعني الصلاة. وأصلحه الفقي في نشرته: «لا تنافيان»» وكذا في 
طبعة الرسالة. 


1۹۰ 


الأ كنا ان النترب وت لان وض الج عنما متها لات هياهن 
كونها وتر النهار. كذلك الوتر لما كان عبادة مستقلَة» وهو وترالليلء كانت 
الركعتان بعده جارية7١)‏ مجرئ سنة المغرب من المغرب. 


ولما كانت المغرب فرضًا كانت محافظة النبى7() يه على سنتها آكد 
من محافظته على سنة الوتر. وهذا على أصل من يقول بوجوب الوتر ظاهر 
جدّا. وسيأتي مزيد كلام في هاتين الركعتين إن شاء الله» وهي مسألة شريفة 
لعلك لا تراها في مصتف. وبالله التوفيق. 


فصل 
وكان بيا إذا جلس في التشهد الأخير جلس متورّكاء فكان يفضي بوركه 
إلى الأرض ويخرج قدميه من ناحية واحدة. 


فهذا" أحد الوجوه الثلاثة التي رويت عنه ية في التورّك. ذكرها أبوداود7؟) 
في حديث أبي حَمّيد من طريق عبد الله بن لهيعة. وقد ذكر أبو حاتم في اصحیحه) 
هذه الصفة في حديث أبي حُمَيد من غير طريق ابن لهيعة» وقد تقدَّم حديثه. 


)١(‏ ومثله في طبعة الرسالة. وهنا انتهئ الخرم الذي وقع في ع» واستدرك بخط مغاير لخط 
ناسخها. 

(۲) ق: «محافظته». 

(۳) صء ج»ع: «فهذه؛؛ يعني الصفة. 

(€) برقم (771) برواية قتيبة بن سعيد عنه. وكذلك روئ عنه عبد الله بن وهب في 
«جامعه» (ص ۲۳۸- ط. دار الوفاء) ومن طريقه البيهقي (۲/ 78١).وأخرجه‏ أيضًا 
البيهقي (۲/ )٠٠١‏ عن ابن لهيعة مقرونًا بالليث بن سعد. فالحديث حسن إن شاء الله. 
وانظر: «صحيح أبي داود- الأم» (۳/ 32371 07377. 


۲۹۱ 


الوجه الثاني: ذكره البخاري في «صحيحه21(0 من حديث أبي حمَيد 
أيضًا قال: «وإذا جلس في الركعة الأخيرة" قدَّم رجله اليسرى ونصّب 
a‏ ونيد على متعلته :نهدا موانق للأول في الخلوي على الور 
وفيه زيادة وصف في هيئة القدمين لم تتعرّض الرواية الأولئ لها. 

الوجه الثالث: ما ذكره مسلم في «اصحيحه»(؟) من حديث عبد الله بن 
الزبير: أنه بيه كان يجعل قدمه اليسرئ بين فخذه وساقه. ويفرّش قدمه 
اليمنئ. وهذه هي الصفة التي اختارها أبو القاسم الخِرّقي في «مختصره)00). 
وهذا مخالف للصفتين الأوليين في إخراج اليسرئ من جانبه» وفي نصب 
اليمنئ» فلعله(21 كان يفعل هذا تارة وهذا تارة» وهذا أظهر. ويحتمل أن 
يكون من اختلاف الرواة. 

ولم يذكر عنه ب هذا التورّك إلا في التشهد الذي يلي السلام. ثم قال 
الإمام أحمد ومن وافقه: هذا مخصوص بالصلاة التي فيها تشهدان. وهذا 
التورّك فيها جُعل فرقًا بين الجلوس في التشهد الأول الذي يُسَ(') تخفيفه. 


(۱) برقم (۸۲۸). 

(؟) صءج: «في٤.‏ 

(۳) ق: «الآخرة». 

)٤(‏ برقم »)٥۷۹(‏ وقد تقدم. 

(6) (ص۲۳) ونصّه: «... تورك فنصب رجله اليمتئ. ويجعل باطن رجله اليسرئ تحت 
فخذه اليمن» ويجعل أليتيه علئ الأرض». وانظر: «المغني» (۲/ ۲۲۰- .)۲۲٣‏ 

(0) ق: «ولعله؛». 


)۷( ص: لاسرنا. 


ويكون الجالس(١‏ فيه متهينًا للقيام» وبين الجلوس في التشهد الثاني الذي 
يكون الجالس فيه مطمئثًا. وأيضًا فتكون هيئة الجلوسين فارقةً بين التشهّدين 
مذكّرةٌ للمصلّي حالّه فيهما. وأيضًا فإن أبا حميد إنما ذكر هذه الصفة عنه كلا 
في الجلسة في التشهد الثاني فإنه ذكر صفة جلوسه في التشهد الأول وأنه كان 
يجلس مفترشًا ثم قال: «وإذا جلس في الركعة الأخيرة"»» وفي لفظ(": 
«فإذا0؟) جلس في الركعة الرابعة». 

وأما قوله في بعض ألفاظه0*): «حتئ إذا كانت السجدة التي فيها التسليم 
أخرج رجلیه")» وجلس علئ شمه متورگا)» فهذا قد احتجٌ!") به من یری 
التورّك يُسْرّع في كل تشهد يليه السلام فيتورّك في الثنائيّة280» وهذا قول 
الشافعي. وليس بصريح في الدلالة» بل سياق الحديث يدل على أن ذلك إنما 
كان في التشهد الذي يلي السّلامَ من الرباعية والثلاثية؛ فإنه ذكر صفة جلوسه في 


)١(‏ كوع: «الذي يكون الجالس» بإسقاط «يسن تخفيفه». 

(۲) ق: «الآخرة»» وهو لفظ البخاري (۸۲۸). 

(۳) بنحوه أخرجه أبو داود (475) وغيره من طريق ابن لهيعة» وقد تقدم تخريجه قريبًا. 

(5) كيع: «وإذا». 

(5) أخرجه أحمد (7755) والدارمي )١797(‏ وأبو داود (4517) والترمذي ٤(‏ ۳۰) 
والنسائي في «المجتبئ؟ )١1177(‏ وني «الكبرئ؟ )١1١87(‏ وابن ماجه )٠١71(‏ وابن 
خزيمة (/541» ۷۰۰) وابن حبان )١18717(‏ والبيهقي (۲/ ۰۷۲ ۱۲۹) بنحوه. 

(1) في طبعة الرسالة: «رجله اليسرئ» تبعًا لنشرة الفقي الذي غير النص خلافا للنسخ 
والطبعات السابقة و«صحيح ابن حبان». 

(۷) ق: ايحتج». 

(۸) ماعدا صء ج: «الثانية». 


14۳ 


التشهد الأول وقيامه منه» ثم قال: «حتئ إذا كانت السجدة التي فيها التسليم 
جلس متوركًا0(١).‏ فهذا السياق ظاهر في اختصاص هذا الجلوس بالتشهد 
الثاني. والله أعلم. 
فصل 
وكان وَلِةِ إذا جلس في التشهد وضع يده اليمنئ على فخذه اليمنئ» 
وضم أصابعه الثلاثة(5) ونصصّب السكابة9). وفي لفظ: «وقبض أصابعه 
الثلاث» ووضع يده اليسرئ علئ فخذه الیسرئ)» ذكره مسلم عن ابن 
عمر. وقال وائل بن حجر: «جعل حدّ مرفقه الأيمن على فخذه اليمنى» ثم 
5 0 2 ع8 
قبض ثنتين من أصابعه وحلق حلقة» ثم رفع إصبعه» فرأيته يحرّكها يدعو 
بها» وهو في «السنن». وفي حديث ابن عمر في اصحيح مسلم»0: 
«وعقد ثلانًا وخمسين». 
(۱) أخرجه الدارمي )١1747(‏ وأبو داود (۷۳۰) وابن ماجه )١٠١71(‏ والبيهقي (۲/ ۷۲)» 
صححه ابن حبان (141/5). 
(؟) كذافي الأصول بتأنيث العدد» والموافقة في التذكير والتأنيث سائغة في الوصف. 
(۳) أخرجه مسلم (580) من حديث ابن عمرء واللفظ أشبه بلفظ الحميدي في مسنده» 
(TY)‏ 
)€( برقم )۱۱١ /٩۸۰(‏ بنحوه. 
)0( أخرجه النسائي في «المجتبئ» .۸۸٩(‏ ۱۲۹۸) و«الكبرئ» »)١١91:247645(‏ وقد تقدم 
تخريجه مع بيان أن زيادة #يحركها» شاذة» تفرد بها زائدة دون ثمانية عشر راويًا. 
وأخرجه ابن أبي شيبة مختصرًا (۳۰۲۹۰) وأحمد )١184175(‏ وأبو داود (” لا 40۷( 
والنسائي في «المجتبئ» )١1775(‏ و«الكبرئ» )١1١89(‏ والبيهقي (۲/ ۷۲) كلهم من 
غير طريق زائدة بغير هذه الزيادة الشاذة» وإسناده صحيح» صححه ابن خزيمة (۷۱۳). 
(5) رقم(65/080١1).‏ 
۹٤‏ 


وهذه الروايات كلها واحدة» فإن من قال: «قبض أصابعه الثلاث» أراد 
به أن الوسطئ كانت مضمومة لم تكن منشورة كالسَبًابة. ومن قال: 
«وقبض ثتتين من أصابعه» أراد أن الوسطئ لم تكن مقبوضة") مع 
البنصرء بل الخِنصر والبنصر متساويتان في القبض دون الوسطئ. وقد صرّح 
بذلك من قال: «وعقد ثلانًا وخمسين»» فإن الوسطئ في هذا العقد تكون 
مضمومة ولا تكون مقبوضة مع البنصر. 

وقد استشكل كثير من الفضلاء هذاء إذ عقلٌ ثلاثة" وخمسين لا يلائم 
واحدة من الصفتين المذكورتين» فإن الخنصر لا بد أن تركب البنصر في هذا 
العقد(؟2. وقد أجاب عن هذا بعض الفضلاء بأن الثلاثة لها صفتان في هذا 
العقد: قديمةٌ» وهي التي ديرت في حديث ابن عمرء تكون فيها الأصابع 
الثلاث مضمومة مع تحليق الإبهام مع الوسطئ. وحديشة وهي المعروفة 
اليوم بين أهل الحساب. والله أعلم. 

وكان يبسط ذراعه علئ فخذه ولا يجافيهاء فيكون حد مرفقه عند آخر 
فخذه» وأما اليسرئ فمبسوطة(*) الأصابع على الفخذ اليسرئ. 


)١(‏ ك»ع: «قبض» دون الواو. 
(۲) صء ج: «مفتوحةاء تصحيف. 
(۳) ن: «إذا عقد ثلاثا». 
)€( يعني: عند أهل الحساب. والصفة المذكورة في الحديث تسمّئ عندهم: اتسعة 
وخمسين». وذكر ابن الفركاح أن وضع الخنصر على البنصر في عقد ثلاثة وخمسين 
يقة أقباط مصرء ولم يعتبر غيرهم فيها ذلك. انظر: «مغني المحتاج» (۱/ 0719. 
(6) ق»ن: «افممدودةا. 


140 


وكان يستقبل بأصابعه القبلة في رفع يديه» وني رکوعه» وفي سجوده» وفي 
تشهّده. ويستقبل أيضًا بأصابع رجليه القبلة في سجوده. وكان يقول في كل 
ركعتين: التحية. 

وأما المواضع التي كان يدعو فيها في الصلاة فسبعة مواطن. 

أحدها: بعد تكبيرة الإحرام في محل الاستفتاح. 

الغاني: قبل الركوع وبعد الفراغ من القراءةفي الوترء والقنوت 
العارض ٠‏ في الصبح» إن صح عنه ذلك» فإن فيه نظرًا(©. 
حديث عبد الله بن أبي أوف: كان رسول الله 5 إذا رفع رأسه من الركوع 
قال: «سمع الله لمن حمده» اللهم ربّنا لك الحمد ملءٌ السماوات وملء 
الأرضء وملء ما شئت > شئت من شيء بعد. الى ورا الع زمره للك 
البارد. ا طن ينقئ الثوب الأبيض من 

e 
لي‎ 


الخامس: في سجوده» وفيه کان غالب دعاته. 


)۱( ك ع: «لعارض». 

(۲) كيع: «نظر». 

0( أخرجه البخاري ومسلم» وقد تقدم تخريجه. 
اا 


السابع: بعد التشهّد وقبل السلام. وبذلك أمّر في حديث أبي هريرة 
وحديث قضالة بن عبيد(١2»‏ وأمّر أيضًا بالدعاء في السجود. 

وأما الدعاء بعد السلام من الصلاة مستقبلٌ القبلة أو المأمومين"ء فلم 
يكن ذلك من هديه أصلاء ولا روي عنه بإسناد صحيح ولا حسن( وأننا 
تخصيص ذلك بصلاتي الفجر والعصرء »فلم يفعله هو ولا أحد من خلفائه 
ولا أرشد إليه أمته؛ وإنما هو استحسان رآه من رآه عوضًا من السنة بعدهما. 
والله أعلم. 

وعامّة الأدعية المتعلّقة بالصلاة إنما فعَلها فيها وأمرٌّ مها فيها. وهذا هو 
اللائق بحال المصلّي» فإنه مقبل على ريّه يناجيه ما دام في الصلاة. فإذا سلّم 
منها انقطعت تلك المناجاة» وزال ذلك الموقف بين يديه والقرب منه. 
فكيف يترك سؤاله في حال مناجاته والقرب منه والإقبال عليه» ثم يسأله إذا 
انصرف عنه؟ ولا ريب أن عكس هذا الحال هو الأولئ بالمصليء إلا أن 
هاهنا نكتة لطيفة وهي أن المصلي إذا فرغ من صلاته وذكر الله وهلّله 
وسبّحه وحوده وكبّره بالأذكار المشروعة عقيب الصلاة» استّحِبٌ له أن 


(1) أما حديث أبي هريرة فأخرجه مسلم (284) وفيه أمره با بالاستعاذة من أربع. وأما 
حديث فضالة بن عبيد فسيأتي تخريجه. 

(۲) نقله الحافظ ابن حجر في «الفتح» )٠١١ /١1(‏ على هذا الوجه: «... مستقبل القبلة 
سواءٌ الإمامٌ والمنفرد والمأموم»» وهو غريب. 

إفرة ما عدا ق» ن: «حسن ولا صحيح"». 

)٤(‏ جع ق ن: «هذه). 


يصلّي على النبي يكل بعد ذلك» ويدعو بما شاء. ويكون دعاؤه عقيب هذه 
العبادة الثانية» لا لكونه دبر الصلاة؛ فن كلّ من ذكر الله وحمده وأثنى 
عليه وصلَّئ على رسوله ية استُحِبٌ له الدعاء عقيب ذلك» كما في حديث 
قضالة بن عبيد("): «إذا صل أحدكم فليبدأ بحمد الله والثناء عليه» ثم ليصل 
على النبري يك ثم ليدعٌ بعدٌ ما شاء)» قال الترمذي: حديث صحيح. 
فصل 

ثم كان كه يسلّم عن يمينه: السلام عليكم ورحمة الله» وعن يساره 

كذلك 60 


هذا كان فعله الرّاتب رواه عنه خمسة عشر صحابياء وه (4): 


(۱) نقل ابن حجر في «الفتح» (11/ 1777- 1755) كلام المؤلف من قوله: «وأما الدعاء 
بعد السلام» إلى هناء وعمّب عليه بقوله: «وما ادّعاه من النفي مطلقًا مردود» فقد ثبت 
عن معاذ...» ونقل أحاديث في الدعاء دبر كلّ صلاة ثم قال: «فإن قيل: المراد بدبر كل 
صلاة قرب آخرها وهو التشهدء قلنا: قد ورد الأمر بالذكر دبر كل صلاة» والمراد به 
بعد السلام إجماعاء فكذا هذا حت يثبت ما يخالفه». ثم قال: «وفهم كثير ممن لقيناه 
من الحنابلة أن مراد ابن القيم نفي الدعاء بعد الصلاة مطلقّاء وليس كذلكء فإن 
حاصل كلامه أنه نفاه بقيد استمرار استقبال المصلَّي القبلة وإيراده بعد السلام. وأما 
إذا انتقل بوجهه أو قدَّم الأذكار المشروعة فلا يمتنع عنده الإتيان بالدعاء حينئذ». 
قلت: وفي كلام الحافظ نظر. 

(۲) أخرجه أحمد )۳٤۷۷(‏ وأبو داود(١581١)‏ والتر مذي )۳٤۷۷(‏ والنسائي في 
«المجتبئ» (۱۲۸۲) و«الكبرئ» )١1١١8(‏ والبيهقي ))١58141//7(‏ صححه 
الترمذي وابن خزيمة (۷۱۰» ۷۰۹) وابن حبان )١95(‏ والحاكم (۱/ .)۲٠١‏ 

(۳) أخرجه مسلم )٤۸۱ »٥۸۲(‏ من حديث سعد بن أبي وقاص و جابر بن سمرة. 

)٤(‏ ماعداقءن: (منهم!. 


14۹۸ 


ع 0 
عبد الله بن مسعود» وسعد بن أبي وقاص» وسهل بن سعد الساعدي» 
ووائل بن حجرء وأبو موسي الأشعري» وحذيفة بن اليمان» وعمّار بن 
ياسر» وعبد الله بن عمرء وجابر بن سمُرةء والبراء بن عازب» وأبو مالك 


الأشعري» وطلق بن علي» وأوس بن أوسء وأبو رمثة» وعدي بن 


3ے 


عمير 
وقد روي عنه أنه كان یسم تسليمة واحدة تلقاء وجه" لکن لم يثبت 


(00 


(۳) 


5 


أخرج الترمذي من حديث عبد الله بن مسعود (۲۹۵) وصححه» وذكر في الباب عن 
ثمانية» منهم جابر بن عبد الله ولم يذكره المؤلف» فصار عددهم ستة عشر. انظر: 
«نزهة الألباب» للوائلي (۲/ .)٠٠١ -1٤۷‏ وأما الذين لم يذكرهم الترمذي 
فسهل بن سعد [أحمد (71875)] وأبو موسئ الأشعري [ابن ماجه ])٩۹۱۷(‏ 
وحذيفة بن اليمان[ابن ماجه ])4١7(‏ وأبو مالك الأشعري [«معاني الآثار» 
( 24/1 وطلق بن علي [أحمد (۳۹/ 575)] وأوس بن أوس [«معاني الآثار) 
)١59/1(‏ و«معجم الطبراني» (۱/ ۲۱۹)] وأبو رمثة [«معاني الآثار» )719/١(‏ 
و«معجم الطبراني» (۷۲۷ء ۷۲۸)]. وزاد ابن الملقن عن واثلة بن الأسقع 
ويعقوب بن حصين» انظر: «البدر المنير» (5/ 2501 57). 

أخرجه الترمذي )١97(‏ وابن ماجه (419) وابن حبان )١9465(‏ من حديث عائشة» 
فيه زهير بن محمد رواية أهل الشام عنه منكرة» كما نقل الترمذي عن البخاري» 
وهذه رواية شامية. قال أبو حاتم في «العلل» :)5١5(‏ «هذا حديث منكر» هو عن 
عائشة موقوف». وكذلك رجح الموقوف الدارقطني في «علله» .)70١17(‏ وله شاهد 
من حديث سهل بن سعد لا يفرح به» أخرجه ابن ماجه (414) والطبراني (5/ ۱۲۲) 
والدارقطنی (5 ۰۱۳۰ ))١1206‏ وفيه عبد المهيمن بن عباس بن سهل بن سعد قال 
البخاري في «التاريخ الكبير؟ (177//57): «منكر الحديث6. وله شاهد آخر من حديث 
سلمة بن الأكوع ضعيف كذلك» أخرجه ابن ماجه ٠(‏ 37) والبيهقي (۲/ ۱۷۹)» وفيه 
يحبئ بن راشد» ضعيف. 


"1 


ذلك عنه من وجه صحيح. وأجود ما فيه حديث عائشة أنه وَل كان يسلّم 
تسليمة واحدةً: «السلام عليكم» يرفع بها صوته حتئ يوقظنا. وهو حديثٌ 
معلولٌ("2, وهو في «السنن»' لكنه كان في قيام الليل. والذين رووا عنه 
التسليمتين رووا ما شاهدوه في الفرض والنفل؛ علئ أن حديث عائشة ليس 
صريحًا في الاقتصار على التسليمة الواحدة بل أخبرت أنه كان يسلّم 
تسليمة7) يوقظهم بهاء ولم تَنِْ الأخرئ. بل سكتت عنها. وليس سكوتها 
عنها مقدّمًا على رواية من حفظها وضبطها. وهم أكثر عددّاء وأحاديثهم 
ا ا د و 

قال أبو عمر بن عبد الب405): روي عن النبي ل أنه كان يسلّم تسليمة 
واحدةٌ من حديث سعد بن أبي وقاص» ومن حديث عائشة» ومن حديث 
أنس؛ | إلاأنها معلولة لاإيصخُحهاا أهل العلم بالحديث. ثم ذكرعلّة 
ديكا سعد أن AG‏ 7 وقال: هذا 


)00 ولعل العلة المرادة هي أنه من رواية زرارة بن أو عن عائشة كما عند أحمد 
(199410) وأبي داود (757١-17758).؛‏ وزرارة لم يسمع هذا الحديث منها. وقد 
جاء في رواية أخرئ عند أحمد (//7559) وأبي داود )١17549(‏ وأبي عوانة )۲۰٠٦۰(‏ 
أن بينهما سعد بن هشام» وليس فيها أن التسليمة كانت واحدة. 

(۲) أبو داود ».)١1753-١557(‏ وانظر التعليق السابق. 

(۳) بعده في هامش ن: «واحدة». 

.)595-1791١ /5( في «الاستذكار»‎ )٤( 

(5) ق» ن: «ولا يصححها». وني «الاستذكار» كما أثبت من النسخ الأخرئ. 

(5) أخرجه الطحاوي في #شرح معاني الآثار» )۲٠١ /١(‏ وأعله بتفرد عبد العزيز 
الدراوردي به من بين أصحاب مصعب بن ثابت» وكذلك قال ابن عبد البر في - 


و 


وهم وغل وإنما الحديث: «كان رسول الله لا ا عن يمينه وعن 
يساره1(0). ثم ساق من طريق ابن المبارك» عن مصعب بن ثابت» عن 
إسماعيل بن محمد بن سعد عن عامر بن سعد» عن أبيه قال: «رأيت رسول 
لك سم عن يدينه وعن شمال”"» کان أنظر إلين صفحة خاه»» تقال 
الز هری ا مدنا هذا من ديك رسول الله كله فقال له إسماغيل بن 
محمد: أكُلّ حديث رسول الله ا قد سمعيّه؟ قال: لا. قال: فنصفه؟ قال: 


لا. قال: فاجعل هذا في النصف الذي لم تسمع!40). 


قال: وأما حديث عائشة عن النبي بي أنه كان يسلم تسليمةً واحدة فلم 

5 ١ ١ 3 ١ 

يرفعه أحذ إلا زهير بن محمد وحده عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة» 
٠. 4 .‏ چ 2 

رواه عنه عمرو بن أبي سلمة وغيره. وزهير بن محمد ضعيف عند الجميع»› 


= «الاستذكار» )١97 /٤(‏ بعد أن ساق الحديث من طرق عن مصعب بن ثابت وغيره. 

)١(‏ أخرجه مسلم »)٥۸۲(‏ وقد تقدم. 

(۲) من طريقه أخرجه ابن خزيمة (۷۲۷» 1717) والطحاوي في «شرح معاني الآثار» 
(1717/1) وابن حبان (۱۹۹۲) والبيهقي (۲/ ۱۷۸)» وأخرجه أيضًا أحمد )١6175(‏ 
من طريق آخر عن مصعب بن ثابت. 

() في ن بعده: «حتئ»» ثم ضرب عليها. 

)٤(‏ وكذلك ذكر قصة الزهري عقب الحديث ابن خزيمة (/ا7الا» )۱۷١١‏ وابنْ حبان 
(4947) والبيهقي (178/7). وللقصة لفظ آخر أخرجه أبو عوانة :)۲٠٤۹(‏ «... 
عن إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص قال: اجتمعت أنا والزهري» فتذاكرنا 
تسليمة واحدة» فقال الزهري: تسليمة واحدة» فقلت أنا: ابن أبي إسحاق أحدّث بها 
عليك» حدثني عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه أن رسول الله ٤ء‏ كان يسلم عن 
يمينه وعن يساره»» وأصله في مسلم (087) كما سبق مرارًا لكن دون القصة. 


۳۰۱ 


كثير الخطأ لا يُحتجٌ به. ودر ليحيئ بن معين هذا الحديث فقال: عمرو بن 
أبي سلمة وزهير ضعيفان لا حجة فيهما. 
قال: وأما حديث أنس(22) فلم يأت إلا من طريق أيوب السّختياني عن 


قال: وقد روي [من]" مرسل الحسن(؟) أن النبي كا وأبا بكر وعمر 
تاتا كانوا يسلّمون تسليمة واحدةٌ. 


م0 
وليس مع القائلين بالتسليمة غير عمل أهل المدينة. قالوا: وهو عمل 
قد توارثوه كابرًا عن كابر» ومثله يصح الاحتجاج به. لأنه لا يخفئ لوقوعه في 
0 
کل يوم مرارًا. 


وهذه طريقةٌ قد خالفهم فيها سائر الفقهاء» والصواب معهم. والسئن 
الثابتة عن رسول الله ية لا تدقع ولا نْرَدٌ لعمل أحد7( كائئًا من كان. وقد 


(۱) أخرجه البزار )١51/17(‏ من طريق جرير عن أيوب عن أنسء ونقل ابن رجب في 
«فتح الباري» (5/ )١754‏ عن الأثرم أنه قال: «هذا حديث مرسل» وهو منكرء 
وسمعت أبا عبد الله يقول: جرير بن حازم يروي عن أيوب عجائب». 

(۲) قال ابن أبي حاتم في «المراسيل» (ص۳۹): «سمعت أبي يقول: أيوب بن أبي تميمة 
السختياني رأئ أنس بن مالك ولم يسمع منه» وهو مثل الأعمش». 

() ما بين الحاصرتين من «الاستذكار». وقد زاد بعضهم بعد «مرسل» في ع فوق السطر: 
«عن»» ومثله في ن. 

)٤(‏ أخرجه ابن أبي شيبة (١۸٠۳)»ء‏ وفي إسناده لين. 

(6) وهو قول ابن عبد البر في «الاستذكار؛» وهنا انتهئ النقل منه. 

(7) في النسخ المطبوعة: «بعمل أهل بلدا» ولعله تصرّف من بعض النسّاخ. 


۳.۲ 


أحدث الأمراء بالمدينة وغيرها في الصلاة أمورًا استمرٌ عليها العملء ولم 
يُلتقّت إلى استمراره. وعملٌ أهل المدينة الذي بُح به ما كان في زمن 
الخلفاء الراشدين. وأما عملهم بعد موتهم وبعد انقراض عصر من بها من 
الصحابة» فلا فرق بينه وبين عمل غيرهم. والستَة تحكم بين الناس» لا عمل 
أحد بعد رسول الله َة وخلفائه. وبالله التوفيق. 


فصل 
وكان ية يدعو في صلاته فيقول: «اللهمّ إن أعوذ بك من عذاب القبرء 
وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجّال» وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات. 
اللهمّ إن أعوذ بك من المغرم والمأثم». 
وكان يقول في صلاته أيضًا: «اللهمٌ اغفر لي ذنبي» ووسّع لي في ذاني 0 
وبارك لي فيما رزقتني»(". 


)١(‏ أخرجه البخاري (۸۳۲» ۲۳۹۷) ومسلم (0894/ ۱۲۹) من حديث عائشة. 

(۲) هكذا في جميع الأصول. وهو لفظ الحديث في «المسند)» (5 2711١‏ 17184- ط 
الرسالة). قال السندي: «يريد سعة الخلق وشرح الصدر». وقد أشار ناسخ ق في 
حاشيتها إلئن أن الصواب: «في داري». وهي الرواية المشهورة. 

أخرجه ابن أبي شيبة (5 )7٠٠٠٠‏ وأحمد )١161/5(‏ وأبو يعلئ (۷۲۷۳) والنسائي في 
«الكبرئ» (4۸۲۸) والطبراني في «الدعاء» (197) و«الأوسط» )1۸4١(‏ من حديث 
أبي موسئ الأشعري. صححه النووي في «الأذكار» فتعقبه الحافظ في «نتائج 
الأفكار» (57/1) بأن أبا مِجْلَر لم يلق سمرة بن جندب ولا عمران بن حصين وقد 
تأخرا بعد أبي موسئء ففي سماعه من أبي موسئ نظرء وقد عهد منه الإرسال ممن لم 
يلقه. وله شاهد من حديث أبي هريرة أخرجه الترمذي ٠(‏ ۰ ) وضعفه» وشاهد 


آخر عن رجل رمق النبى یه عند أحمد »)١٠١۹۸(‏ وإسناده ضعيف. 


۳( 


کر 


۳۳ 


وكان يقول: «اللهمّ إني أسألك الثبات في الأمرء والعزيمة على الرشد. 


وأسألك شكر نعمتك. وحسن عبادتك. وأسألك قلبًا سليماء ولسانًا صادقًا. 
وأسألك من خير ماتعلم وأعوذ بك من شر ما تعلم» وأستغفرك لما 


تعلم)(1). 


وكان يقول في سجوده: «ربٌ أعطٍ نفسي تقواهاء وزكّها أنت خيرٌ من 


زكّاهاء أنت وليّها ومولاها»("". وقد تقدَّم ذكرٌ بعض ما كان يقوله في ركوعه 
وسجوده وجلوسه واعتداله في الركوع. 


(1) 


أخرجه أحمد »۱۷۱۱٤(‏ 171777) والترمذي )۳٤١۷(‏ والنسائي )٠۳١ ٤(‏ والطبراني 
في «الدعاء» ٦۲ ١(‏ - 1۳۲) و«المعجم الکبير» (75١لاء‏ لاه الاء )۷۱۸١ -۷۱۷٥١‏ 
وغيرهم من حديث شداد بن أوس من طرق لا تخلو من ضعف. ورأئ الحافظ في 
«نتائج الأفكار» (۳/ ۷۷) أن طرقه يقوي بعضها بعصا يمتنع معها إطلاق القول 
بضعفه» وأن تصحيح ابن حبان [975» ]۱۹۷٤‏ والحاكم [508/1] له هو لعدم 
تفريقهما بين الصحيح والحسن. وانظر: «الصحيحة» (077174). 

أخرجه أحمد (701757) بهذا اللفظ من حديث عائشة أا فقدت النبي وَل من 
مضجعه» فلمسته بيدهاء فوقعت يدها عليه وهو ساجد» وهو يقول هذا الدعاء. في 
إسناده صالح بن سعيدء فيه لين» ولم يدرك عائشة. ولعل الخطأ منهء إذ أخرج مسلم 
(487) وغيره من حديث عائشة في هذه القصة أنه كان يقول: «اللهم أعوذ برضاك من 
سخطك» وبمعافاتك من عقوبتك» وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك أنت كما 
أثنيت على نفسك»» وهو المحفوظ. وأما الدعاء الذي ذكره المؤلف فالصحيح فيه 
أنه جزء من دعاء النبي ييه الذي أخرجه مسلم (۲۷۲۲) من حديث زيد بن أرقم» 
وليس فيه أنه كان يقوله في سجوده. 


€ 


فصل 
والمحفوظ في أدعيته َل في الصلاة كلها بلفظ الإفراد كقوله: «ربٌ اغفر 
لي» وارحَمْني» واهدني21(72. وسائر الأدعية المحفوظة عنه فيها('). ومنها 
قوله في دعاء الاستفتاح: «اللهمٌ اغسلني من خطاياي بالثلج والماء البارد7", 
الهم باعِد بيني وبين خطاياي...» الحديث47). 


وروئ الإمام أحمد وأهل «السنن»* من حديث ثوبان عن النبي كلا: 
«لايؤمٌ عبد قومًا فيخُصٌ نفسّه بدعوة» فان فعّل فقد خانهم»» فقال ابن 
خزيمة في (صحيحه)"» وقد ذكر حديث «اللهمٌ باذ بيني وبين 
خطاياي...» الحديثء قال: في هذا دليلٌ على رد الحديث الموضوع «لا يؤمٌ 
عبد قومًا فيخْصٌ نفسه بدعوة دونهم» فإن فعل فقد خانهم». وسمعت شيخ 
الإسلام ابن تيمية يقول: هذا الحديث عندي في الدعاء الذي يدعو به الإمام 
)١(‏ أخرجه أحمد )١845(‏ وأبو داود (860) والترمذي )١586 »۲۸٤(‏ وابن ماجه )۸٩۹۸(‏ 

من حديث ابن عباس» والحديث ضعيف لضعف كامل أبي العلاء وقد تقدم. 

(۲) «عنه فيها» ساقط من ق» ن. 

(۳) ج: «والماء والبرد». والمثبت من غيرها لفظ الدارمي .)١178٠(‏ 

)٤(‏ متفق عليه من حديث أبي هريرة رنف وقد تقدم. 

)0( أخرجه الإمام أحمد )١١515(‏ وأبوداود(40) والترمذي (817”) وابن ماجه 
(91) من حديث ثوبان مول النبي کف وفي إسناده اختلاف أشار إليه الترمذي 
والدارقطني في «العلل» .)١074(‏ وانظر للتفصيل: «ضعيف أبي داود- الأم» للألباني 
(۱/ ۳۲- 0") فقد أطال النفس فيه فأجاد وأفاد. 

(5) في التبويب على الحديث )١77*50(‏ ولفظه: «باب الرخصة في خصوصية الإمام نفسه 
بالدعاء دون المأمومين» خلاف الخبر غير الثابت المروي عن النبي با...٠‏ . 


۳.0 


لنفسه وللمأمومين ويشتركون فيه» كدعاء القنوت ونحوه(©. والله أعلم. 

وكان اة إذا قام في الصلاة طأطأ رأسه. ذكره الإمام أحمد. 

وكان في التشهّد لا يجاوز بصرّه إشارته» وقد تقدّم. 

وكان قد جعل الله تعالیٰ قرّة عينه ونعيمه وسروره وروحه في الصلاة» 
فکان"' يقول: «يا بلالء أَرحْنا بالصلاة»(). وكان يقول: (جُعِلَتْ قرَّةُعيني 
في الصلاة)(6). 


ومع هذاء فلم يكن يشغله ما هو فيه من ذلك عن مراعاة أحوال 


.)١١7/57( وانظر نحوه في «مجموع الفتاوئ»‎ )١( 

(۲) في «الناسخ والمنسوخ» عن ابن سيرين كما في حاشية في ج و«المبدع» (۱/ ۴۷۹). 
وأخرجه الحاكم (۲/ ۳۹۳) والبيهقي (۲/ ۲۸۳) من حديث محمد بن سيرين عن 
أبي هريرة. قال البيهقي الصحيح أنه مرسل عن ابن سيرين. وانظر: «إرواء الغليل» 
الا 0 

(۳) ق»ن: «وكان». 

() أخرجه أحمد (۲۳۰۸۸) وأبو داود )٤۹۸٥(‏ والطبراني (5715) كلهم من طريق 
عمرو بن مرة عن سالم بن أبي الجعد عن رجل من خزاعة عن النبي كَللِ. وقد 
اختلف فيه على سالم بن أبي الجعد» ومن ّم في الصحابي. وقد فصل القول فيه 
الدارقطني في «العلل» (571) وقال عن الطريق المذكور إنه أصح. وسالم بن أبي 
الجعد هذا مع ثقته كثير الإرسال. ومع هذا صححه الزيلعي في «تخريج الكشاف» 
(1۲/1) والعراقي في «تخريج الإحياء» (١/8١١-دار‏ طبرية). وانظر: حاشية 
محققى «المسند» .)۲۳٠١ ٤(‏ 


)0( أخرجه أحمد (۱۲۲۹۲)» والصواب فيه أنه مرسل» وقد تقدم (ص١9١).‏ 


۳٦ 


المأمومين وغيرهم» مع كمال إقباله» وقربه من الله» وحضور قلبه بين يديه 
واجتماعه عليه. فكان Ca‏ رع وهو يريد إطالتهاء فيسمع بكاء 
الصبي» فيخمّفها مخافة أن شق على أمّه(1). 

وأرسل مرةٌ فارسا طليعة له» فقام يصلّي وجعل يلتفت إلى الشعب الذي 
يجيء منه الفارس"» ولم يشغله ما هو فيه عن مراعاة حال فارسه. 


ابنة ابنته على عاتقه» إذا قام حملهاء وإذا ركع وسجد وضعها(". 


وكان يصلّي» فيجيء الحسن أو الحسين)» في ركب ظهره» فيطيل 
السجدة كراهة 3 (°) أن يلقيه عن ظهره). 


وكان يصلّي» ف فتجيء عائشة من حاجتها والباب مغلقّء فيمشي فيفتح لها 
الات ثم يرجع إلى إلى مصكةه000), 


)١(‏ أخرجه البخاري (۷۰۸) ومسلم )47١(‏ من حديث أنس. 

(۲) أخرجه أبو داود(417)): وهو صحیح» وقد تقدمٌ (ص7180). 

() أخرجه البخاري (01947) ومسلم (57 0) من حديث أبي قتادة الأنصاري. 

)٤(‏ صء ق: «والحسين». 

(0) قءن: (كراهية». 

)03 أخرجه أحمد (77/7417017077) والنسائي في «المجتبئ؟ )١١51١(‏ و«الكبرئ» 
( والبيهقي (۲/ 777) من حديث شداد بن الهاد. صححه الحاكم (؟/ 2156 
5 ) والألباني في «أصل صفة الصلاة» (۲/ الالاء ۷۷۳). 

(۷) ن: «الصلاة». 

(۸) آخرجه أحمد(11077١)‏ وأبوداود(477) والترمذي(1١1)‏ والنسائي في 
«المجتبی» (7 ١1١١‏ ) و«الکبری) »)۱۱۳١ »٥۲۸(‏ وفيه برد بن سنان» فيه لين. - 


۳۷ 


وكان يردٌ السلام بالإشارة على من يسلّم عليه وهو في الصلاة» فقال 


جابر: بعثني رسول الله اة لحاجة؛ ثم أدركتّه وهو يصلّي» فسلّمت عليه( 
فأشار إلت. ذكره مسلم في (صحیحه)). 


وقال أنس: كان النبئ ية يشير في الصلاة. ذكره أحمد9). 
95 د ان 5 2 
وقال صهيب: مررتٌ برسول الله يكل وهو يصلّيء فسلّمتٌ عليه» فردً 


إشارة. قال الراوي: لا أعلم إلا قال: إشارة بإصبعه. وهو في «السنن» 
و«المسند»(). 


(010 
(۲( 
(۳) 


(€) 
(0) 


والحديث ضعفه الترمذي» وحسته الألباني في لاصحيح أبن داود- الأم» .(VV/0‏ 


وانظر: تعليق محققي «المسند». 

«عليه) ساقط من ص. 

برقم (040). 

برقم »)١71401/‏ وأخرجه عبد الرزاق (77177) وعبد بن حميد )١١70(‏ وأبو داود 
(44) وأبويعلئ (7579: 7088) والدارقطني (1878) والبيهقي (۲/ .)۲٠۲‏ 
وصححه ابن ختويمة (446) وآیق خبان (4114). ۰ 

ق» ن: «آعلمه). 

أبو داود (975) والترمذي (751) والنسائى في «المجتبئ» )١١185(‏ و«الكبرئ» 
11١‏ ) وأحمد(1441) من حديث عبد الله بن عمر عن صهيبء وفيه نابل 
صاحب العباء فيه لين. ويغني عنه ما أخرجه أحمد (1574) والترمذي (7””4) 
والنسائی في «المجتبی» (۱۱۸۷) وفي «الكبرئ» )١١١١(‏ وابن ماجه (۱۰۱۷) من 
حنية عداف بن عمرء وصححه الترمذي وابن خزيمة (۸۸۸) وابن حبان (704؟7) 
والحاكم (۳/ »)١7‏ وفيه أنه دخل على النبي بيه رجال الأنصار - وهو في مسجد قباء 
يصلي ‏ يسلمون عليه وصهيب معه يك فسأل ابن عمر صهيبًا: كيف كان رسول الله 
كل يصنع إذا سلم عليه؟ قال:(يشير بیده). 


۳۸ 


وقال عبد الله بن عمر: حرج رسول الله يك إلى قباء يصلّي فيه. قال: 


فجاءته الأنصار» فسلّموا عليه وهو يصلّي. قال: فقلت لبلال: كيف رأيت 
رسول الله يك يرد عليهم حين كانوا يسلٌّمون عليه وهو يصلَّي؟ قال: يقول 
هكذا. وبسط جعفر بن عون كمه وجعل بطنه آسفل» وجعل ظهره إل فوق. 
وهو في «السئن» و«المسند»(١2.‏ وصححه الترمذي ولفظه: كان يشير بيده. 


وقال عبد الله بن مسعود: لما قدمث من الحبشة أتيتٌ النبى کل وهو 


يصلى» GR‏ عليه فأومأ برأسه. ذكره البيهقى ". 


وأما حديث أبي غطفان عن آبي هريرة قال: قال رسول الله وَكِ: «من أشار 


في صلاته إشارةً نُفْهَم عنه ليذ صلاته» فحديثٌ باطل» ذكره الدارقطن ۳ 


(00 


(۲) 


(۳) 


كذا قال» ولم أجده إلا في «السنن» كما سبق في التخريج السالف» واللفظ لأبي داود. 
والذي رواه أحمد (4087) السائل فيه ابن عمر» وقد سبق في التخريج السالف. 

في «السنن الكبرئ» (۲/ ۳۹۸) من حديث محمد بن سيرين عن ابن مسعود» وقال: 
«هذا هو المحفوظ» مرسل). ثم ساق من طريق أبي يعلى التوزي أخرجه أيضًا 
السراج في «حديثه» (/45)- بذكر أبي هريرة بين ابن سيرين وابن مسعود» وقال: «تفرد 
به أبو يعلئ»» وكذلك أنكر ابن المديني وصله بذكر أبي هريرة وقال: لإنما هو عن ابن 
أخرجه ابن أبي شيبة ٤(‏ 585) وأبو داود في (مراسيله» (ص48) من طريقين عن ابن 
سيرين مرسلا قصة مَقدم ابن مسعود من الحبشة وسلامه على النبي وَلِلة. 

برقم (185717/618575) ومن طريقه البيهقي (۲/ 7577)» وكلامه عقب (/1851) وفيه 
أيضًا أن ابن أبي داود استظهر أن اللفظ المذكور من قول ابن إسحاق. وكذلك ضعفه 
أبو حاتم في «العلل» )١99(‏ وجعل الحمل فيه على ابن إسحاق. وأخرجه أيضًا 
إسحاق بن راهويه )٥٤۳(‏ وأبو داود (5 45) والبزار »)١١5/١5(‏ وقال أبو داود: 
«هذا الحديث وهم». 


۳۰۹ 


وقال: قال لنا ابن أبي داود: «أبو غطفان هذا رجلٌ مجهول'١ء‏ والصحيح 
عن النبي اة أنه كان يشير في الصلاة رواه أنس وجابر وغيرهما». والله أعلم. 
وكان ية يصلّي» وعائشةٌ معترضة بينه وبين القبلة» فإذا سجد غمّزها 
بيده فقبضت رجليهاء فإذا" قام بسطتهما9". 
وكان يك يصلي» فجاءه الشيطان ليقطع عليه صلاته» فأخذه فختقه 


حت سال لعابه عل يده ). 
وكان يصلّي على المنير ويركع عليه» فإذا جاءت السجدة نزل القهقرئ» 
فسجد على الأرض» ثم صعد عليه90). 


ي 


كاف يهل إل دان قات ا م ن كن بارال ارا 


)١(‏ في ج حاشية نصّها: «ذكر الذهبي في ميزانه ]٠ ٦١ /٤[‏ أبا غطفان عن أبي هريرة» وقول 
الدارقطني إنه مجهولء ثم تعمّبه بأن الظاهر أنه أبو غطفان بن طريف المرّيء وماذا 
بالمتجهول: وه يرواخد التهراة: 

(0) كيع: «وإذا». 

(۴) أخرجه البخاري (۳۸۲) ومسلم .)٥۱۲(‏ 

(4) أخرجه أحمد )١1١780(‏ والطبري في «تبذيب الآثار» -7١14(‏ نشرة علي رضا) من 
حديث أبي سعيد الخدري. وفيه مسرة بن معبد» لا بأس به» وقال ابن حبان في 
«المجروحين» (۳/ 57): «كان ممن ينفرد عن الثقات بما ليس من أحاديث الأثبات 
على قِلَة روايته» لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد». وقد جود إسناده ابن رجب في 
«الفتح» (7/ ٠5‏ 7), وحسنه الألباني في «أصل صفة الصلاة» (177/1). وانظر: 
«الصحيحة» .)71761١(‏ 

(0) أخرجه البخاري (۳۷۷) ومسلم (045) من حديث سهل بن سعد. 

(5) ن: «من بين يديه؟. 


۳1۰ 


حت لصق بطنه بالجدار» ومرّت من ورائه(١2.‏ يدارئها: يفاعلها من المدارأة 


وكان يصلَّىء فجاءت جاريتان من بنى عبد المطلب قد اقتتلتاء فأخذهما 
بيديه» فنزع إحداهما من الأخرئء وهو في الصلاة". ولفظ أحمد" فيه 
فأخذتا بركبتي النبي ل فرع بينهما أو فرّق بينهما ولم ينصرف. 


کان تساي فمرٌ بين يديه غلامٌ» فقال بيده هكذاء فرجع. فمرّت بين 
دی اريك قال ننه فكد قت فلدا صل ومرن الله كله قال 
أغلب». ذكره الإمام أحمد(. 


وكان ينفخ في صلاته. ذكره الإمام أحمد» وهو في «السنن»). وأما 


)١(‏ أخرجه أحمد (5867) وأبو داود (۷۰۸) من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن 
جده» وصحح إسناده النووي في «خلاصة الأحكام» (١/١۲٥)ء‏ وهو كذلك إلى 
عمرو بن شعيب» فالحديث حسن» والحمد لله. 

(۲) أخرجه آحمد(۰۲۰۹۰ )۳۱٣۷‏ وأبو داود »۷۱١(‏ ۷۱۷) والنسائي )۷٥٤(‏ من 
حديث عبد الله بن عباس» وصححه ابن خزيمة (۸۸۲) وابن حبان (707). وانظر: 
تعليق محققى «المسند» .)۳١١۷(‏ 

)۳( برقم (۳۱۹۷). 

(5) أي حجَز بينهما وفرّق. وفي النسخ الأخرئ: «نزع؟» تصحيف. 

)٥(‏ برقم (7510971) وابن ماجه (/45) من حديث أم سلمة. وأخرجه أيضًا ابن أبي شيبة 
(۲۹۳۰) والطبراني (۲۳/ 777). وإسناده فيه ضعف لجهالة أم محمد بن قيس أو 
أبيه على الروايتين. والغلام المذكور هو عبد الله أو عمر بن أبي سلمة؛ والجارية 
زينب بنت أم سلمة. 

(5) أحمد(587587175705547) وأبو داود مختصرًا )١١145(‏ والنسائي في «المجتبئ» - 


صر 


۴11 


حديث: «النفخ في الصلاة كلامٌ» فلا أصل له عن رسول الله بإ وإنما رواه 
سعيد في اسننه) 217 عن ابن عباس قوله إن صحٌّ. 


وكان يبكي في صلاته» وكان يتنحنح في صلاته. قال علي بن أبي طالب: 


كان لي من رسول الله يل ساعة آنيه فيها. فإذا أتينه استأذنت» فإن وجدته 
يصلّي تنحتّح دخلتٌ» وإن وجدته فارغًا أن لي. ذكره النسائي وأحمد(). 
ولفظ أحمد: كان لي من رسول الله ية مدخلان بالليل والنهار» وكنت إذا 
دخلتٌ عليه وهو يصِلَّي تنحتّح0"©. فهذا رواه أحمد» وعمل به. فكان يتنحنح 


000 


00 


(۳) 


(49515485) وني «الكبرئ» (۰۱۸۸۰٩۱۸۹)ء‏ وأخرجه ابن خزيمة (۱۳۹۲) 
والبيهقي (۲/ )7١07‏ من حديث عبد الله بن عمروء كلهم من طرق عن عطاء بن السائب 
عن أبيه عن ابن عمرو به. وعطاء قد اختلطء ولكن في بعض الطرق المذكورة روئ عنه 
حماد وشعبة والثوري؛ وهم ممن سمعوا منه قبل اختلاطه» فالحديث حسن إن شاء الله. 
ولذلك علقه البخاري بغير صيغة الجزم تحت «باب ما يجوز من البصاق والنفخ في 
الصلاة» قبل »)١717(‏ انظر: «تغليق التعليق» (۲/ ٦٩٤٤ء .)٤٤١‏ 

وأخرجه عبد الرزاق (7014) وابن أبي شيبة (5 0570 )٠٠٠٠١‏ وابن المنذر في 
«الأوسط» (۳/ )٤۲۹ ۰٤۲۸‏ بأسانيد جيدة يشد بعضها بعضًا. 

النسائي (۱۲۱۱) وأحمد (0944)» وأخرجه البزار (۸۸۲) والبيهقي 471 7) وقال: 
«فهو حديث مختلف في إسناده ومتنه » فقيل: سبح» وقيل: تنحنح. ومداره على 
عبد الله بن نْجَيَ الحضرمي» قال البخاري [«التاريخ الكبير» (0/ :])7١5‏ فيه نظرء 
وضعفه غيره». وأوضح الحافظ الاختلاف في إسناده فقال: «قلت: واختلف عليه 
فقيل: عنه عن علي؛ وقيل: عن أبيه عن علي». انظر: «البدر المنير» /٤(‏ 2185 ۱۸۷) 
و«التلخيص» (۲/ ›»۸۱٦‏ ۸۱۷). 

في مطبوع «المسند» :)٥۹۸(‏ «سبح»» وعلقوا أنه على حاشية بعض النسخ: «تنحنح». 
وانظر قول البيهقي في تخريج الحديث. 


۴1۲ 


في صلاته(١2»‏ ولا يرئ النحنحة مبطلة للصلاة. 
وكان يصلَّي حافيًا تارنه ومنتعلا أخرئ. كذلك قال عبد الله بن عمرو 
. وأمّر بالصلاة في النعل مخالفة لليهود. 
وكان يصلّي في الثوب الواحد تارةٌ وفي الثوبين تارةٌ وهو أكثر(؟). 


وقنّت في الفجر بعد الركوع شهراء ثم ترك القنوت. ولم يكن من 
هديه القنوت فيها دائمًا. ومن المحال أن رسول الله َة كان في كل غداة بعد 
اعتداله من الركوع يقول: «اللهمَ اهدنا فيمن هديتَ» وتولّنا فيمن تولّيتَ» إلى 
آخره» ويرفع بذلك صوته» ويؤمّن عليه الصحابة» دائمًا إلى أن فارق الدنيا؛ 
ال ل ا ل ا ا 
كلهم حتئ يقول من يقول منهم: إنه محدَّتٌء كما قال سعد بن طارق 


.)٤٥١ /۲( رواه المرُوذي ومهنا. انظر: «المغني» لابن قدامة‎ )١( 

(۲) أخرجه أبو داود (507) وابن ماجه (۱۰۳۸) من طريقين صحيحين عن عمرو بن 
شعيب عن أبيه عن جده. وكذلك أخرجه أحمد من طرق حسان يقوي بعضها بعضًاء 
انظر الحديث (57717) والتعليق عليه. 

(۳) أخرجه أبو داود (567) والبزار (۸/ )5٠5‏ والطبراني )7١76(‏ والبيهقي )4147١(‏ 
من حديث شداد بن أوس. وإسناده حسن» والحديث صححه ابن حبان )7١185(‏ 
والحاكم )۲٠١ /١(‏ والألباني في «أصل صفة الصلاة» (۱/ .)٠١۹‏ 

643 أما صلاته في الثوبين فمنه ما رواه أبو جحيفة في وصف النبي بيا وسمته» وفيه لبسه 
كه الحلة الحمراء وصلاته فيهاء أخرجه البخاري )۳۷١(‏ ومسلم (207). وأما 
صلاته في ثوب واحد فقد رواه عمر بن أبي سلمة [البخاري )۳١٤(‏ ومسلم (011)] 
وجابر [خ )7”5١(‏ وم (614)] وأبو سعيد الخدري [م (019)] وغيرهم. 

)٥(‏ سيأتي تخريجه قريبًا. 


1۳ 


الأشجعي: قلت لأبي: يا أبتٍء إنك قد صلَّيتَ خلف رسول الله لل وأبي 
بكر وعمر وعثمان وعلي هاهنا وبالكوفة نحوًا من خمس سنين» فكانوا 
يقنشُون في الفجر؟ قال: أي بُنَىَ» مُحدَّتٌ. رواه أهل «السنن» وأحمد. وقال 
الترمذي: حديتٌ حسنٌ صحيحٌ. 

وذكر الدارقطني عن سعيد بن جبير قال: أشهد أني سمعت ابن 
عباس يقول: إن القنوت في صلاة الفجر بدعة. 


وذكر البيهقي" عن أبي مِجْلَز قال: صلّيتٌ مع ابن عمر صلاة الصبح» 
فلم يقنت» فقلت لابن عمر: لا أراك تقنت. قال: لا أحفظه عن أحد من 
أصحابنا. 


ومن المعلوم بالضرورة أنَّ رسول الله اة لو كان ينت كل غداة ويدعو 
بهذا الدعاء ويؤمّن الصحابة لكان نق الأمة لذلك كنقلهم لجهره بالقراءة 


)١(‏ الترمذي (5 »5٠‏ 505) والنسائي في «المجتبی» )۱٠۸١(‏ و«الكبرئ» (57/1) وابن 
ماجه )١751(‏ وأحمد »)۱٥۸۷۹(‏ صححه الترمذي وابن حبان (۱۹۸۹). 

(۲) برقم »)۱۷۰٤(‏ وأخرجه من طريقه البيهقي (۲/ ۲۱۳) وقال: «فإنه لا يصح وأبو 
ليل الكوف متروك؛ وقد روينا عن ابن عباس أنه قنت ف صلاة الصبح". أثر ابن 
عباس أخرجه ابن أبي شيبة (85٠/اء‏ ۷۰۸۷)» وانظر أيضًا عنده .017١74 ۷۰ ٤۳(‏ 

(*) في «السنن الكبرئ» (۲/ .)۲٠١‏ وأخرجه الطبري في «تبذيب الآثار؛ (1۷۹- مسند 
ابن عباس) والطبراني (۱۳/ ۲۲۹)»ء وقال البيهقي: «نسيان بعض الصحابة أو غفلته 
عن بعض السنن لا يقدح فى رواية من حفظه وأثبته». وقد تعقبه التركماني واستبعد 
نسيانهم أو غفلتهم» وكيف وابن عمر روئ عن النبي اة أنه قنت» فترك ابن عمر 
وغيره ذلك دليل على أنه كه ما داوم عليه... «الجوهر النقي». 

(5) كوع: «إني لا أراك». 


1٤€ 


فيها وعددها ووقتها. وإن جاز عليهم تضييع أمر القنوت فيها جاز عليهم 
تضيع دلوا ری وبهذا الطريق علمنا أنه لم يكن هديه الجهر بالبسملة 
كل يوم وليلة ست مرّات7(١)‏ دائمًا مستمرًاء ثم يضيّع أكثر الأمة ذلك ويخفئ 
عليهاء هذا من أمحل المحال. بل لو كان ذلك واقعّاء لكان نقلّه كنقل عدد 
الصلوات» وعدد الركعات» والجهر والإخفات» وعدد السجدات» ومواضع 
الأركان وترتيبها. والله الموفق. 

والإنصاف الذي يرتضيه العالم المنصف أنه جهرٌ وأسرّء وقتّت وترك» 
وكان إسراره أكثر من جهره» وتركه للقنوت أكثر من فعله؛ فإنه إنما قنتَ عند 
النوازل للدعاء لقوم» وللدعاء علئ آخرين» ثم تركه لما قدم من دعا لهم 
وخلصوا من الأسرء وأسلم من دعا عليهم وجاؤوا تائبين ¿. فكان قنوته 
لعارضء فلما زال ترك القنوت. 

ولم يكن يختص بالفجرء بل كان يقنت في صلاة الفجر والمغرب. ذكره 
البخاري في «صحيحه»" عن آنس» وقد ذكره مسلم" عن البراء. وذكر 
الإمام أحمد7؟) عن ابن عباس قال: قت رسول الله ية شهرًا متتابعًاء في 


)١(‏ هكذاعلئ الصواب في جميع النسخ والطبعات القديمة» وقد غيّره الفقي غلطًا 
- وتابعته طبعة الرسالة إل «خمس مرات» دون تنبيه. وقد سبق مثله في بحث الجهر 
بالبسملة. 

(۲) برقم (94لاء .)1١١4‏ 

(۳) برقم (51/8). 

(5) برقم (77/55)» وأخرجه أبو داود (57 )١4‏ والطبراني (۱۱/ )۳۳١‏ مختصرًا والبيهقي 
(200/0). وصححه ابن خزيمة (518) والحاكم (۱/ ۲۲۵)» واختاره 
الضياء المقدسي (۱۲/ ۲۸۳- .)۲۸٤‏ 


10 


الظهر والعصر والمغرب والعشاء والصبح» في دبر كلّ صلاة إذا قال: اسمع 
الله لمن حمده» من الركعة الأخيرة» يدعو عليهم: على حىّ من بني سَليم: 
على رِعْل وذكوانَ وعصَيّة ويؤمّن مَن خلفه. ورواه أبوداود. 


فكان(١2‏ هديه َة القنوت في النوازل خاصة؛ وتركه عند عدمها. ولم 
يكن يخصّه بالفجر» بل كان أكثر قنوته فيها لأجل ما يشرّع فيها من الطولء 
ولاتصالها بصلاة الليل» وقريها من السحر وساعة الإجابة والتنزّل الإلهي. 
ولأنبا الصلاة المشهودة التي يشهدها الله وملائكته» أو ملائكة الليل والنهارء 
كما روي هذا وهذا في تفسير قوله تعالی: اق قا تالمج رکا ت مهوا 4 
[الإسراء: ۳(]۷۸). 


وأما حديث ابن أبي فُديك» عن عبد الله بن سعيد المقبُري» عن آبيه 
عن أبي هريرة قال: كان رسول الله بء إذا رفع رأسه من الركوع من صلاة 
الصبح في الركعة الثانية يرفع يديه فيدعو بهذا الدعاء: «اللهم اهدني فيمن 

5 9 0 8 0 ۶ 
هديت» وعافِني فيمن عافيت» وتولني فيمن توليتٌ» وبارك لي فيما أعطيتَ» 
وقني شر ما قضيتٌ إِنّكْ تقضي ولا يقضئ عليككء إنه لا يذل من واليتَ20©, 
تباركتٌ ربا وتعاليتَ»7؟2: فما أبين الاحتجاج به لو كان صحيحًا أو حستًا! 


)1( ك ع: «وکان». 

(۲) تقدم تخريج الحديثين في فصل إطالته َة الركعة الأولى على الثانية من صلاةٍ الصبح 
وغيرها. 

)۳( بعده في ك»ع: «ولا يعر ما عاديت». 

() لم أجده بهذا الإسنادء والإسناد ضعيف كما سيبيّن المؤلف. 


۳1١ 


ولكن لا يُحِتَحٌ بعبد الله هذاء وإن كان الحاكه(١»‏ صحّح حديثه في القنوت 
عن أحمد بن عبد الله المرّني: حدثنا يوسف بن موسئ» حدثنا أحمد بن 
صالح» حدثنا ابن أبي فُدَيك؛ فذكره. 


نعم» صح عن أبي هريرة(22 أنه قال: والله لأنا أقربكم صلاةً برسول الله 
كل فكان أبو هريرة يقنت في الركعة الأخيرة من صلاة الصبح بعدما يقول: 
«سمع الله لمن حمده»» فيدعو للمؤمنين ويلعن الكفار. 

ولا ريب أن رسول الله ية فعل ذلك ثم تركه» فأحبّ أبو هريرة أن 
يُعلمهم أن مثل هذا القنوت سنه وأن رسول الله ية فعله. وهذا رد على أهل 
الكوفة الذين يكرهون القنوت في الفجر مطلمًا عند النوازل وغيرهاء 
ويقولون: منسو”"» وفعله بدعة. فأهل الحديث متوسّطون بين هؤلاء وبين 
من استحبّه عند النوازل وغيرهاء وهم أسعد بالأحاديث من الطائفتين» فإنهم 
يقنتون حيث قنت رسول الله َيه ويتركونه حيث ترکه» فيقتدون به في فعله 
وترکه» ويقولون: فعله سنه وتركه سنّةٌ. ومع هذا فلا يتكرون علئ من داوم 
علیه» ولا يكرهون فعله» ولا يرونه بدعة» ولا فاعلّه مخالفًا للسنة› كما لا 
ينكرون على من تركه عند النوازل» ولا يرون تركه بدعة» ولا تارگه مخالقًا 
EE‏ الس و كر aN‏ 


(1) في كتاب «القنوت» له» فيما يظهر. ولعله من مصادر المؤلف في هذا الفصل. 
(؟) أخرجه البخاري (۷۹۷) ومسلم (175). ولفظه عند البخاري: «لأَقرّنَ صلا النبي 


ياء وعند مسلم وغيره من أصحاب «السنن':«والله لأقربن بكم صلاة رسول الله 
كلل واللفظ المذكور أشبه بلفظ أحمد (55 85). 


(۳) ن: اهو منسوخ» بزيادة «هو». 


1۷ 


للدعاء والثناء» وقد جمعهما النبينٌ يه فيه. ودعاء القنوت ثناءٌ ودعاءُ» فهو 
00 . 
أولئ بهذا المحل. 
ا 2 04 1 
وإذا جهّر به الإمام أحيانًا ليعلمه المأمومين» فلا بأس بذلك. فقد جهّر 
عمر بالاستفتاح ليعلّم المأمومين)» وجهّر ابن عباس بقراءة الفاتحة(" في 
صلاة الجنازة ليعلّمهم أنها سنّة”")؛ ومن هذا أيضًا جهرٌ الإمام بالتأمين. 
وهذا من الاختلاف المباح الذي لا يعنّف فيه مَن فعله ولامَن تركه. وهذا 
كرفع اليدين في الصلاة وتركه» وكالخلاف في أنواع التشهدات» وأنواع الأذان 
والإقامةء وأنواع النْسّك من الإفراد والقران والتمتّع. 
وليس مقصودنا إلا ذكر هدي النبي وَل الذي كان يفعله هوء فإنه قبلة 
القصد. وإليه التوجّه في هذا الكتاب» وعليه مدار التفتيش والطلب. وهذا 
شي والجائز الذي لا ینکر فعلّه وترگه شيءٌ. فنحن لم نتعرّض في هذا 
الكتاب لما يجوز ولما لا يجوز وإنما مقصودنا فيه هدي النبئ َه الذي كان 
يختاره لنفسه. فإنه أكمل الهدي وأفضله. فإذا قلنا: لم يكن من هديه المداومة 
3 
على القنوت في الفجرء ولا الجهر بالبسملةء لم يدل ذلك على كراهية غيره. 
ولا أنه بدعة؛ ولكن هديه بيا أكمل الهدي وأفضله. والله المستعان. 


وأما حديث أبي جعفر الرازي عن الربيع بن أنس عن أنس قال: «ما زال 
رسول الله ها يقنت في الفجر حتئ فارق الدنيا» وهو في «المسند» 


.)5١5ص( تقدم في فصل هديه به في الصلاة في معرض ذكر أدعية الاستفتاح‎ )١( 
(؟) كمع: «في قراءة الفاتحة».‎ 
سيأتي بعد فصل سؤال النبي بيه عن الميت قبل الصلاة عليه: هل عليه دين آم لا؟‎ )*( 


۴1۸ 


والترمذي(١2‏ وغيرهما ‏ فأبو جعفر الرازي قد ضعّفه أحمد وغيره. وقال ابن 


المديني: كان يخلط. وقال أبو زرعة: كان يهم كثيرًا. وقال ابن حبّان: كان 
ينفر د( بالمناكير عن المشاهير. 


وقال لي شيخنا أبو العباس ابن تيمية قدّس الله روحه: وهذا الإسناد نفسه 


سے ا سه يمه 


هو إسناد حديث وود خَدربك می2 45 [الأعراف: 11/7]: حديث بي 7 
كعب الطويل" وفيه: «وكان روح عيسئ من تلك الأرواح التي أذ عليها 
العهد والميثاق في زمن آدم» فأرسل ذلك الروح إل مريم حين انتبذت من أهلها 
مكانًا شرقيّ فأرسله الله في صورة بشرء فتمثّل لها , بشرّاسويًا» 0 «فحملتٍ 
الا تخاطها فل وو فا وهتاقلط ممن وإتما الذي ار انها 
الملكُ الذي قال لها: انما نارول ربك ل اهب لك عُلَما نكي 04 [مريم: 
٩۹‏ ولم يكن الذي خاطبها بهذا هو عيسئ» هذا محالٌ(). 


)١(‏ لم أجده عند الترمذي» وهو عند أحمد )١17701(‏ من طريق عبد الرزاق (49754) عن 
أبي جعفر به. وأخرجه أيضًا الدارقطني (۱۹۹۲- 1595) والبيهقي (۲/ ۲۰۱) من طرق 
عن أبي جعفر به. ومدار الحديث عليه وفيه لين كما سيبين المؤلف. وانظر لأقوال الأئمة 
الآتية: «تبذيب الكمال» (۳۳/ ١55-195‏ ) و(تبذيب التهذيب» .)٥۷ /١۲(‏ 

(؟) صء ج: ايتفرد». 

(۴) أخرجه الحاكم (۲/ 77 3375 و177*) والبيهقي في «القضاء والقدر»(55) 
والضياء المقدسي في «المختارة» (9/ *355-537). وقال ابن كثير في (تفسيره» 
(مريم: :)١7‏ «وهذا في غاية الغرابة والنكارة وكأنه إسرائيلي». 

(5) في ك»ع: «ليهب» على قراءة أبي عمرو ونافع في رواية ورش» وفي غيرهما كما ثبت 
على قراءة عاصم وغيره من السبعة. انظر: «الإقناع» لابن الباذش (؟5/ 595). 

- ونقل‎ »)٤۷٤ - 41/7 /1( تكلم المؤلف علئ حديث أب هذا في كتابه «الروح»‎ )٥( 


حلصن 


والمقصود أن أبا جعفر الرازي صاحب مناكير» لا يحتجٌ بما تفرّد به أحدٌ 
من أهل الحديث البتة. ولو صح لم يكن فيه دليلٌ على هذا القنوت المعيّن 
البتة» فإنه ليس فيه أن القنوت هو الدعاء؛ فإن «القنوت» يطلق على القيام؛ 
والسكوت» ودوام العبادة» والدعاء» والتسبيح» والخضوع» كما قال تعالى: 
بوک رسن فی لمر وا لار حكن أرقن 4 [الروم: 4175 وقال تعالى: 
امنهر 15 ا وک بایدر الگ خر وجو رة ربق » [الزمر: 9]. 
وقال تعالى: #وَصَِدَ تب کلمت بهار كبو کات من الین * [التحريم: 
7]. وقال يك أفضل الصلاة طول القنوت)'. وقال زيد بن أرقم: لما 
نزل قوله تعالئ: لوَفُومْفتِنَ 4 [البقرة: ۲۳۸]أورنا بالسكوت. وُّهينا 
عن الكلاء(. 
وأنس نة لم يقل : يرك يتنك بعاءاار دوع رادا صوته ب«اللهم 
اغدنا فيمن هديتٌ» إل آخره ويون من خلفه. ولا ريب أن قول: (ربّنا ولك 
الحمدء ملءٌ السموات وملءٌ الأرض» وملءٌ ما شئتٌ من شيء بعدٌء أهلّ 
الثناء والمجد أحقٌ ما قال العبد»" إلى آخر الدعاء والثناء الذي كان يقوله 
قنوت» وتطويل هذا الركن7؟» قنوت» وتطويل القراءة قنوتٌ» وهذا الدعاء 


= الأقوال في توثيق أبي جعفر الرازي وتضعيفه» ولكن لم يشر إلى شيخه. وانظر: 
«أحكام أهل الذمة» (۲/ .)١٠١69‏ 

)0 أخرجه مسلم (05/!) من حديث جابر بن عبد الله وقد تقدّم. 

(۲) آخرجه البخاري (۱۲۰۰) ومسلم .)٥۳۹(‏ وسيأتي بأتم من هذا (۳/ .)۳٤-۲۹‏ 

(۳( أخرجه مسلم »)٤۷۸ ٤۷۷(‏ وقد تقدّم. 

)٤(‏ ماعداج: «الذكر»» تصحيف. 


۲۰ 


المعيّن قنوت؛ فمن أين لكم أن أنسًا إنما أراد هذا الدعاء المعيّن دون سائر 
أقسام القنوت؟ 

ولا يقال: تخصيصّه القنوتٌ بالفجر دون غيرها من الصلوات دليلٌ على 
إرادة الدعاء المعيّنء إذ سائر ما ذكرتم من أقسام القنوت مشترك بين الفجر 
وغيرهاء وأنسٌ خصٌ الفجرّ دون سائر الصلوات بالقنوت. ولا يمكن أن 
يقال(١):‏ إنه الدعاء على الكفارء ولا الدعاء للمستضعفين من المؤمنين» لأن 
اسا قد أخبر أنه كان قتت شهرًا ثم تركه؛ فتعيّن أن يكون هذا" الذي داوم 
عليه هو القنوت المعروف. وقد قنت أبو بكر وعمرء وعثمان» وعلي» 
والبراء بن عازب» وأبو هريرة» وعبد الله بن عباس» وأبو موسئ الأشعري» 
وأنس بن مالك. وغيرهه7”) 

والجواب من وجوه: 

أحدها: أن أنسًا ركن قد أخبر أنه يه كان يقنت في الفجر والمغرب 
كما ذكره البخاري» فلم يخصّص القنوت بالفجرء وكذلك ذكر البراء بن 
عازب سواءً» فما بال القنوت اختص بالفجر؟ 

فإن قلتم: قنوت المغرب منسوحٌ» قال لكم منازعوكم من أهل الكوفة: 
وكذلك قنوت الفجر سواءً. بو ماس الج 
كانت دليلًا على نسخ قنوت الصبح!4). ولا يمكنكم أبدًا أن تقيموا دليلا 


)١(‏ «أن يقال» ساقط من ك»ع واستدرك في حاشيةع. 


)۲( في ك ع: «هو», ثم أصلح فوع. 
(۳) انظر: «مصنف عبد الرزاق» (باب القنوت؛ ۳/ .)١١۳ -٠٠١٠۵‏ 


(4:) ق: «قنوت الفجر سواء»» وكأن الناسخ انتقل بصره إلى السطر السابق. 
۳۲١‏ 


وإن قلتم: قنوت المغرب كان قنوًا للنّوازلء لا قنوًا راتبّاء قال 
منازعوكم من أهل الحديث: نعم كذلك هوء وكذلك قنوت الفجر سواءء وما 
الفرق؟ قالوا: ويدلٌ على أنَّ قنوت الفجر كان قنوت نازلة» لا قنوًا راتبًا أن 
أنسًا نفسه أخبر بذلك. وعمدتكم في القنوت الرّاتب إنما هو أنس» وأنس قد 
أخبر أنه كان قنوت نازلة» ثم تركه. ففي «الصحيحين» 2١7‏ عن أنس قال: 
«قتت رسول الله اة شهرًا يدعو على أحياء(") من أحياء العرب» ثم تركه». 

الثاني: أن شبابة روئ عن قيس بن الربيع» عن عاصم بن سليمان قال: 
. ۰ 2 - لاف 
قلنا لأنس بن مالك: إن قومًا يزعمون أن النبي كَل لم يزل يقثت بالفجرء 
فقال: كذبواء إنما قّت رسول الله يك شهرًا واحدًا يدعو على حع من 
أحياء المشركين). وقيس بن الرّييع وإن كان يحيئ ضكفه» فقد ونّقَه 
غيره» وليس بدون أبي جعفر الرازي» فكيف يكون أبو جعفر حجَّة في قوله: 
الم لكت و عد ا ل ا 
ا اك ا م E‏ 


)1( البخاري ١89(‏ 24 ۰ ) ومسلم (61/0). 


(۲( كع « حي . 
(۳) ق»ن: لأحياء». 


.)155 /١( أخرجه ابن الجوزي في «التحقيق»‎ )٤( 
۲۲ 


يكتّب حديثه» كان يحدّث بالحديث عن عبيدة» وهو عنده عن منصور»(. 
ومثلٌ هذا لا يوجب رد حديث الراوي» لأن غاية ذلك أن يكون غلط ووهم 
في ذكر عبيدة بدل منصورء ومّن الذي يسلم من هذا من المحدثين؟ 

الثالث: أن أنسًا أخبر أنهم لم يكونوا يقنتون» ون بدء القنوت هو قنوت 
رسول الله يك يدعو على غل وذكوان» ففي «الصحيحين»" من حديث 
عبد العزيز بن صهيب عن أنس قال: بعث رسول الله وك سبعين رجلا 
لحاجة يقال لهم القرّاء فعرض لهم حيّان من بني سُليم: رِعْل وذكوان» عند 
بئر يقال لها: بئر معونة. فقال القوم: والله ما إيّاكم أردناء إنما نحن مجتازون 
في حاجةٍ لرسول الله ا فقتلوهم. فدعا رسول الله ل شهرًا في صلاة 
الغداةء فذلك بدءٌ القنوت» وما كنًا نقذت"». 


ا ت عر 
فهذا يدل على أنه لم يكن من هديه ية القنوت دائمًا. وقول أنس: 
7 ر 
«فذلك بدء القنوت» مع قوله: «قتت شهرّاء ثم ترکه» دليل علئ أنه أراد بما 
أثبته من القنوت قنوتٌ النوازل» وهو الذي وقته بشهر. وهذا كما قنّت في صلاة 
العتّمة شهرًا كما في (الصحيحين»(؟) عن يحي بن أبى كثير» عن أبى سلّمة 


)١(‏ أخرجه ابن عدي في «الكامل» في ترجمة قيس بن الربيع (۸/ )1۷١‏ والخطيب في 
«تاريخ بغداد؛ »)٤۷۳ /١5(‏ وانظر: «تهذيب الکمال» (5 ؟/ 77). 

(0) البخاري )5١088(‏ ومسلم (/757/7)» ولكن ليس عند مسلم ذكر بدء القنوت. 

(۳) جء ك ع: «كان يقنت». 

(5) البخاري (1۳۹۳) ومسلم (71/5/ 1946) من طريق يحيئ بن أبي كثير به بنحوه» 
ولفظ البخاري أخصرء وليس عند مسلم تحديد الصلاة. واللفظ أشبه بلفظ أبي داود 
.)١555(‏ 


AA 


عن أبي هريرة» أن رسول الله بها قدت في صلاة العتّمة شهرًا يقول في قنوته: 
«اللهمّ آنج ج الوليدٌ بن الوليد. الله نج سلّمة بن هشام الهم نج عياش بن 
أبي ربيعة. الله أي ج المستضعفين من المؤمنين. اللهمً الْمَدّدْ وطأتّك على 

مُضَرء اللهم اجعلها عليهم سنين كسني يوسف». قال أبوهريرة: وأصبح 
ذات يوم» فلم يدعٌ لهم» فذكرت ذلك له» فقال: «أوما تراهم قد قَدِموا؟». 
فقنوته في الفجر كان هكذا سواءً» لأجل أمر عارض ونازلة» ولذلك وقته أنس 
بشهر. وقد روئ أبو هريرة أنه قنّت لهم أيضًا في الفجر شهرً(١2:‏ وكلاهما 

وقد تقدّم(1) ذكرٌ حديث عكرمة عن ابن عباس: قت رسول الله َك 
شهرًا متتابعًا في الظهر والعصر والمغرب والعشاء والصبح. ورواه أبو داود 
وغيره» وهو حديثٌ صحيحٌ. 

وقد ذكر الطبراني في «معجمه)() من حديث محمد بن أنس: حدثنا 
مطرّف بن طريف» عن أبي الجهم» عن البراء أن النبي ية كان لا يصلّي 
صلاةٌ مكتوبة إلا قتت فيها. قال الطبراني: لم يروه عن مطرّف إلا محمد بن 
أنس. انتهئ. وهذا الإسناد وإن كان لا تقوم به حجة فالحديث صحيحٌ 


(۱) أخرجه مسلم (5178/ 1945). 

.)2١6©ص(يف‎ )۲( 

)۳( «الأوسط» »)455٠(‏ وأخرجه أيضًا الدارقطني )١7417(‏ والبيهقي (۲/ ۱۹۸) وابن 
حزم في المحلئ» .)١15 ۱۳۹ /٤(‏ ومحمد بن أنس هو القرشي» يُغرب. وانظر: 
«أصل صفة الصلاة» (۳/ "9507). 

)٤(‏ صء ج: (لا يقوم». 


٤ 


من جهة المعنئء لأن القنوت هو الدعاء» ومعلومٌ أن رسول الله كل لم يصل 
صلاةٌ مكتوبة إلا دعا فيها كما تقدّم. وهذا هو الذي أراده أنس في حديث أبي 
جعفر - أ صح آنه لم بزل يقت دين قارق الاثياة وتن لا نشك :ولا 
نرتاب في“ صحة ذلك» وأنَّ دعاءه في الفجر استمرّ إلى أن فارق الدنيا. 


الوجه الرابع : أن طرق أحاديث أنس تبيّن المراد» ويصدّق بعضها بعضًاء 
ولا تتناقض. وني «الصحيحين»" من حديث عاصم الأحول قال: سألت 
أنس بن مالك عن القنوت في الصلاة» قال: نعم" . فقلت: كان قبل الركوع 
أو بعده؟ قال: قبله. قلت: فإِنَّ فلانًا أخبرني عنك أك قلت: قنّت بعده. قال: 
كذبء إنما حديثٌ قدّت رسول الله و بعد الركوع شهرًا 

وقد ظنٌ طانفة أن هذا حديثٌ معلولٌ تفرّد به عاصم» وسائر الرواة عن 
أنس خالفوه» فقالوا: عاصم ثقة ثقةٌ جداء غير أنه خالف أصحاب أنس في موضع 
القنوتين» والحافظ قد يهم» والجواد ربما يعثر. 

وحكوا عن الإمام أحمد تعليله» فقال الأثرم: قلت لأبي عبد الله يعني 
أحمد بن حنبل -: يقول أحدٌّ في حديث أنس: إنَّ النبي بيا قنّت قبل الركوع 
غير عاصم الأحول؟ فقال: ما علمتٌ أحدًا يقوله غيره. قال أبو عبد الله: 
خالفهم عاصم كلّهم. هشام عن قتادة عن أنس. والتَّيّمي(4) عن أبي مِجْلّز 


)١(‏ هنا انتهئ الخرم في مب. 

(۲) البخاري (50947) ومسلم (1۷۷). 

(۳) غيره الفقي إلى «فقال: قد كان القنوت»» وهو لفظ البخاري .)٠٠٠۲(‏ وفي الأصول 
جميعًا والطبعات القديمة ما آثبت» وهو لفظ البخاري .)5١95(‏ 

)٤(‏ ك»ع: «التميمي»» تصحيف 


كرض 


عن أنسء عن النبي بَك: قت بعد الركوع. وأيوب عن محمد قال: سألتٌ 
أنسًا. وحنظلة السدوسي عن أنس- أربعة وجوه. وأما عاصم فقال: قلت له 
فقال: كذبواء إنما قتت بعد الركوع شهرًا. قيل له: من ذكره عن عاصم؟ قال: 
أبو معاوية وغيره. قيل لأبي عبد الله : وسائر الأحاديث أليس إنما هي بعد 
الركوع؟ فقال: بای كلها اك بن إيماء بن رَحَضة وأبو هريرة . قلت لأبي 
عبد الله: فإ م ترص إذن في القنوت قبل الركوعي وإنما صح الحديث بعد 
الركوع؟ فقال: القنوت في الفجر بعد الركوع. وفي الوتر يختار بعد الركوع. 
ومن قتّت قبل الركوع فلا بأس» لفعل أصحاب النبي با واختلافهم. فأما في 
الفجر فبعد الركوع(). 

فيقال: من العجب تعليلٌ هذا الحديث الصحيح المتّمّق على صحَّت 
ورواته أئمّة ثقات أثبات حمًَاظ والاحتجاح بمثل أبي جعفر الرازي» وقيس بن 
الربيع» وعمر" بن أيوب» وعمرو" بن عبيد ودينار» وجابر الجعفي(؟)! 
وقلّ من تحدّل00) مذهباء وانتصر له في كلّ شيء إلا اضطرٌ إلى هذا المسلك. 


)١(‏ من أول الرواية] إلى فرت ا و رونا عن رجي الت ا 
.)١55/9(‏ ونقل ابن عبد الهادي في «تنقيح يح التحقيق» (۲/ )557-501١‏ من قوله: 
«وسائر الأحاديث» إلى آخر الرواية أيضًا. 

(۲) في النسخ المطبوعة: «عمرو»» وهو خطأ. 

(۳) في النسخ الخطية: «عمر» والصواب ما أثبتنا. 

(5) يرد المؤلف هنا على الخطيب البغدادي الذي احتج في كتاب «القنوت» له بأحاديث 
المذكورين» وقد ذكرها ابن عبد الهادي في «تنقيح التحقيق» وشتّع على الخطيب 
(0/ ؟::). 

() هكذا في مب. وفي ص ج ج: «يحمل»»؛ وأهمل النقط في غيرها. 


۳۲٦ 


تقول وبال التوقيى: احاديث انس كلها صاع ردق بها با 
ولا تتناقض. فالقنوت الذي ذكره قبل الركوع غير الذي ذكره بعده. والذي 
وقته غيرٌ الذي أطلقه. فالذي ذكره قبل الركوع هو إطالة القيام للقراءة» الذي 
قال فيه النبي كَكِِ: «أفضل الصلاة طول القنوت». والذي ذكره بعده هو إطالة 
القيام للدعاء» ففعله شهرًا يدعو على قوم ويدعو لقوم» ثم استمرٌ يطيل هذا 
الركن للدعاء والثناء إلى أن فارق الدنياء كما في «الصحيحين») عن ثابت 
عن أنس قال: «إني لا آلو أن أصلَّي بكم كما كان رسول الله يك يصلَّي بنا». 
قال: وكان أنس يصنع شيئًا لا أراكم تصنعونه» كان إذا رفع رأسه من الركوع 
انتصب قائمًا حتئ يقول القائل: قد نسي» وإذا رفع رأسه من السجدة مكَث 
حت يقول القائل: قد نسي. 

فهذا هو القنوت الذي ما زال عليه حتئ فارق الدنيا. ومعلومٌ أنه لم يكن 
يسكت في مدّة هذا الوقوف الطويلء بل كان يثني على ربّه ويمجّده(؟) 
ويدعوه. وهذا غير القنوت الموقّت بشهرء فإن ذاك دعاءٌ على رِعْل وذكوان 
وعْصَّيّة وبني" لحيان» ودعاءٌ للمستضعفين الذين كانوا بمكة. / 

وأما تخصيص هذا بالفجر فبحسب سؤال السائل» فإنه إنما سأل عن 
قنوت الفجرء فأجابه عا سأله عنه. وأيضًا فإنه كان يطيل صلاة الفجر دون 
سائر الصلوات» ويقرأ فيها بالستين إلى المائة. وكان _كما قال البراء بن 


(۱) أخرجه البخاري )87١(‏ ومسلم »)٤۷۲(‏ وقد تقدم منه قول ثابت في هديه َك في 
إطالة الجلوس بين السجدتين. 

(۲) ج: «ایحمده؟. 

(۳) لفظ «بنی» ساقط من ص. 


¥ 


عازب ‏ ركوعه واعتداله وسجوده وقيامه متقارياء فكان يظهر من تطويله بعد 
الركوع في صلاة الفجر ما لا يظهر في سائر الصلوات. ومعلومٌ أنه كان 
يدعو ربّه ويثني عليه ويمجّده في هذا الاعتدال» كما تقدّمت الأحاديث 
يت ا اقفن لا نشك ولا رتا أنه لم يؤل يقت 


ولمّا صار القنوت في لسان الفقهاء وأكثر الناس هو( هذا الدعاء 
المعروف «اللهمّ اهدني فيمن هديت» إلى آخره» وسمعوا أنه لم يزل يقنت في 
الفجر إلى أن فارق الدنياء وكذلك الخلفاء الراشدون وغيرهم من الصحابة- 
حملوا القنوت في لفظ الصحابة على القنوت في اصطلاحهم» ونشأ من لا 
يعرف غير ذلك» فلم يشّكّ أن رسول الله ية وأصحابه كانوا مداومين على 
هذا كل غداة. وهذا هو الذي نازعهم فيه جمهور العلماء وقالوا: لم يكن هذا 
من فعله الراتب» بل ولا ثبت" عنه أنه فعله. 


وغاية(4) ما روي عنه في هذا القنوت أنه علّمه للحسن بن على كما في 
«المسند» و«السئن الأربعة(2)7022 عنه قال: علّمنى رسولٌ الله يكل كلمات 


)١(‏ أخرجه البخاري (۷۹۲) ومسلم (١۷٤)»ء‏ وقد تقدم مرارًا. 

() لم يرد «هوك في ك»ع. 

(9) «بل» ساقط من ك»ع. وني صء ج» ن: «ثبت» في موضع «يثبت). 

(5) كوع: «وغايته». 

)2( في النسخ المطبوعة: «الأربع؟» والوارد في الأصول لا غبار عليه 

0( أبوداود(1576١)‏ والترمذي (515) والنسائي في «المجتبئ» (1756) و«الكبرئ» 
457 وابن ماجه (۱۱۷۸) وغيرهم من طريق أبي إسحاق السبيعي عن بريد بن أبي 
مريم عن أبي الحوراء السّعدي عن الحسن بن علي» بزيادة كون هذا الدعاء في القنوت أو- 


۴۲۸ 


E 
تقضي ولا يُقضئ عليك . إنه لايذل من واليتٌء تباركتٌ ربّنا وتعاليتَ»» قال‎ 


الترمذي: حديثٌ حسرٌ» ولا نعرف عن النبى ل في القنوت شيئًا أحسنَ من 


= قنوت الوتر. وتابعه عليه ابنه يونس وغيره عند أحمد (۱۷۱۸) وعبد الرزاق (5945) 
وابن خزيمة )٠١۹١(‏ والبيهقي في «معرفة السئن» (۳/ )٠١١‏ والطبراني (۳/ .)۷١‏ 
وروئ شعبة عن بريد بسياق آخر وأطولء وفيه تعليم النبي كَل هذا الدعاء دون ذكر 
القنوت والوترء كما أخرجه الطيالسي (17175) وأحمد (1777) والدارمي (15737) 
والبزار )۱۷١ /٤(‏ وأبويعلئ (51/59) والطبراني ('/ »)۷١‏ وص ححه ابن خزيمة 
)2١97(‏ وابن حبان (440). قال ابن خزيمة: ولم يذكر القنوت ولا الوتر» وشعبة 
أحفظ من عدد مثل يونس بن أبي إسحاق» وأبو إسحاق لا يُعلّم أسيع هذا الخبر من بريد 
أو دلسه عنه» اللهم إلا أن يكون كما يدعي بعض علمائنا أن كل ما رواه يونس عن من 
رواه عنه أبوه أبو إسحاق هو مما سمعه يونس مع أبيه ممن روئ عنه. ولو ثبت الخبر عن 
النبي يكل أنه أمر بالقنوت في الوتر» أو قنت في الوتر لم يجُز عندي مخالفة خبر النبي كلاف 
ولست أعلمه ثابتا. وبنحوه قال ابن حبان في كتابه «وصف الصلاة بالسنة» كما نقله عنه 
ابن الملقن في «البدر المنير» (7/ 5775) وزاد: «وهذه اللفظة (علمني رسول الله 
لذكلمات أقولهن في قنوت الوتر) ليست بمحفوظة:؛ لأن الحسن بن علي فض 
المصطفى وهو ابن ثمان سنين» فكيف يعلّم المصطفئ ابن ثمان سنين دعاء القنوت في 
الوتر ويترك أولي الأحلام والنهى من الصحابة ولا يأمرهم به... فلو كانت هذه اللفظة 
محفوظة لبادر بها شعبة في خبره» إذ الإتقان به أحرئ» والضبط للإسناد به أولئ من أبي 
إسحاق وابنيه». وقد نقل أحمد في «العلل» برواية ابنه عبد الله (5545) عن يحيئ القطان 
أنه قال: «كان شعبة ينكر القنوت في الوتر وفي الفجرا. 
وانظر: «دراسة وتحقيق كتاب صفة صلاة النبي ية للألباني» لسامي الخليل 
(ص١555-55).‏ 


4 


هذا. وزاد فيه البيهقي بعد «ولا ِل من واليت»: «ولا يو من عاديتٌ». 

ومما يدل علئ أن مراد أنس بالقنوت بعد الركوع هو القيام للدعاء والثناء: 
ما رواه سليمان بن حرب: حدثنا أبو هلال» حدثنا حنظلة إمام مسجد قتادة- 
قلت: هو السّدوسي -قال: اختلفت أنا وقتادة في القنوت في صلاة الصبح» فقال 
قتادة: قبل الركوع» وقلت أنا: بعد الركوع. فأتينا أنس بن مالك فذكرنا له ذلك 
فقال: «أتيت النبي كَل في صلاة الفجرء فكبّر وركع» ورفع رأسه» ثم سجد. ثم 
قام في الثانية» فكبّر وركع» ثم رفع رأسه» فقام ساعة ثم وقع ساجدًا»(). 

وهذا مثل حديث ثابت عنه سوا وهويبيّن مراد أنس بالقنوت» فإنه 
ذكره ديا لمن قال: إنه قت بعد الركوع. فهذا القيام والتطويل هو كان مراد 
أنس» واتفقت أحاديثه كلّها. وبالله التوفيق. 

وأما المروي عن الصحابة فنوعان: 

أحدهما: قنوثٌ عند النوازل» كقنوت الصدّيق في محاربة الصّحابة 
لمُسَيلمة(؟2 وعند محاربة أهل الكتاب"» وكذلك قنوت عمر» وقنوت 


)١(‏ لعل المؤلف نقله من كتاب «القنوت» للحاكم. وفي إسناده أبو هلال وهو محمد بن 
سليم البصري الراسبي ‏ وحنظلة السدوسي» كلاهما ضعيف» وحنظلة يروي عن 
أنس مناكير وكان إمام مسجد قتادة» كما قال أحمد في رواية الفضل بن زياد نقله ابن 
عدي في «الكامل» في ترجمة حنظلة هذا (5/ .)٠١١‏ 

(؟) لم أجده مسندًا إليه» وقد ذكر الأثرم في «ناسخ الحديث ومنسوخه» (ص44) أن أبا 
بكر قنت على أهل الردّة. 

(9) لم أقف عليه. 

(5) أخرجه عبد الرزاق (5979) وابن أبي شيبة (5 )1/٠١‏ من طريق عبيد بن عمير عنه» 
وإسناده صحیح» وعبيد سمع من عمرء انظر: سير أعلام النبلاء» (5/ ٠١١‏ وما بعدها). 


۰ 


2 5 
والثاني: مطلق»ء مراد من حكاه عنهم به تطويل هذا الركن للدعاء والثناء. 
والله أعلم. 
فصل 
في هديه 45 في سجود السهو 
ثبت عنه هة أنه قال: «إنما أنا بش نس كما تنسون, فإذا نسيتٌ 
فذگروني»". وكان سهوه يك في الصلاة من إتمام الله نعمته(" على أمته 
وإكمال دينهم» ليقتدوا به فيما يشرعه لهم عند السّهو. وهذا معنئ الحديث 
٠. ۰‏ 4 2 ص 
المنقطع الذي في «الموطا»: «إنما أنسئ أو أنسّئ ‏ لأَسُنَّ». فكان بلا 
Ly |‏ : #0000 ' 
ينسئء فيترتب على سهوه أحكامٌ شرعية تجري على سهو أمته إلى يوم 
الا 
ت 4 
سجد سجدتين قبل السلام» ثم سلم. فأخذ من هذا قاعدة: أن من ترك شيئًا 
من أجزاء الصلاة التي ليست بأركان سهوّاء سجد له قبل السلام. وأخذ من 
بعض طرقه: أنه إذا ترك ذلك وشرّع في ركن» لم يرجع إلى المتروك لأنه لما 
)١(‏ انظر: «مصنف عبد الرزاق» (۳/ .)٠١١‏ 
(۲) أخرجه البخاري )5٠1(‏ ومسلم (01/7) من حديث عبد الله بن مسعود. 
)۳( هذا في صء جء مب. وفي غيرها: «إتمام نعمة الله». 
(5) برقم .)۲۹٤(‏ قال ابن عبد البر في «التمهيد» :)۳۷١ /۲٤(‏ «فلا أعلمه يروئ عن النبي 
ي بوجه من الوجوه مسندًا ولا مقطوعا من غير هذا الوجه» والله أعلم. وهو أحد 
الأحاديث الأربعة في «الموطأ؛ التي لا توجد في غيره مسندة ولا مرسلةء والله أعلم». 


۳۱ 


قام سبّحوا به» فأشار إليهم: أن قوموا. 


واختلف عنه في محل هذا السجود. ففي «الصّحيحين»7١)‏ من حديث 
عبد الله ابن بُحَينة أنه يك قام من اثنتين من الظهر ولم يجلس بينهماء فلما 
قضئ صلاته سجد سجدتين» ثم سلم بعد ذلك. وفي رواية متفق 
عليها('):«يكبّر في كل سجدة وهو جالسٌ قبل أن يسلّم». 

وي #المسند»”"؟ من حديث يزيد بن هارون عن المسعودي» عن 
زياد بن علاقة قال: صلَّى بنا المغيرة ة بن شعبة» فلما صلی ركعتين قام ولم 
يجلس» فسبح به من خلفه» فأشار إليهم أن قوموا فلما فرغ من صلاته سلّم؛ 
تم شد شجدين روسل ثم قال: «هكذا صنع رسول الله اء وصححه 
الترمذي. 


وذكر الموقي ١‏ من بعديث عبد الرحين بن شِمَّاسَة المَهُري قال: 
ا اء عقبة بن عامر الجهّني» فقام وعليه جلوسٌء فقال الناس: سبحان الله 


.)01١( البخاري (۸۲۹) ومسلم‎ )١( 

(؟) البخاري )١1770(‏ ومسلم ( 7/51١‏ 85) واللفظ له. 

7 برقم (18177)» وأخرجه الدارمي )١557(‏ والترمذي (55) » وفيه المسعودي» 
قد اختلط» ويزيد سمع منه بعد الاختلاط. قال الترمذي بعد أن صححه: «وقد روي 
هذا الحديث من غير وجه عن المغيرة بن شعبة عن النبي وَكه؛. انظر للتفصيل: 
«أصل صفة الصلاة» (۳/ 855-48577) و«الإرواء» (۳۸۸) والتعليق على «المسند). 

»)۳٤٤ /۲( )5(‏ وأخرجه ابن أبي شيبة (5517) والحارث بن أبي أسامة في مسنده» 
(۸۷- بغية الباحث) وابن المنذر في «اللأوسط» (۳/ )٤۷۸‏ وابن حبان )١945٠(‏ 
والطبراني (871) والحاكم )۳۲١ /١(‏ من طريقين عن يزيد بن أبي حبيب عن 
عبد الرحمن بن شماسة به» والحديث صحيح. 


۲ 


کے ا 


eT‏ ا 

وحديث عبد الله ابن بُحَينة أولئ لثلاثة أوجه: 

أحدها: أنه أصحٌ من حديث المغيرة. 

الثاني: أنه أصرح منه» فإن قول المغيرة: «هكذا صنع رسول الله ود 
يجوز أن يرح جع إلى جميع ما فعل المغيرة» ويكون قد سجد َة في هذا السهو 
مره قبل السلام» ومرَّةٌ بعد . فحكى ابن بُحَينة ما شاهده» وحكئ المغيرة ما 
شاهده؛ ويكون كلا الأمرين جائرًا. ويجوز أن يريد به المغيرة آنه يكل قام ولم 
يرجع» ثم سجد للسهو. 

الثالث: أن المغيرة لعله نسي السجود قبل السلام» فسجده(1) بعده. 
وهذه تة" السهوء وهذا لا يمكن أن يقال في السجود قبل السلام. والله 
ا 


)١(‏ كوعءن: «بعده). 
زهة ق» ك ع: افسجد). 
(9) في النسخ المطبوعة: «صفة)ء ولعله تحريف. 
)€( لم يرد لفظ «فصل» في ص» ج. 
AR‏ 


يسجدء ثم يكبّر حين يرفع» ثم سلّم020. 


وذكر أبو داود والترمذي7" أن التي يكل صل بم» فسجد سجدتين» 


0 
ثم تشهّدء ثم سلّم. قال الترمذي: حسنٌ غريبٌ. 


(1) 


(۲) 


زاد الفقي بعده: «ثم سجد سجدتين»» وحُذف في طبعة الرسالة: «ثم سلَّم؛ مع زيادة 
الفقي؛ فلا أصاب الزائد في زيادته ولا الحاذف في حذفه. والحديث أخرجه البخاري 
)١1770‏ ومسلم (/ا5) من حديث أبي هريرة» واللفظ المشار إليه لمسلم 
.(4V /o¥)‏ 

برقم (۳۹۰۵)» وأخرجه أبو داود (۱۰۳۹) وأبو عوانة )١19757(‏ والحاكم (۳۲۳/۱) 
والبيهقي (۲/ )٠٠١‏ من طريق أشعث بن عبد الملك الحمراني عن محمد بن سيرين 
عن خالد الحذاء عن أبي قلابة عن أبي المهلب عن عمران بن حصين به. قال 
البيهقي: «تفرد به أشعث الحمراني» وقد رواه شعبة ووهيب وابن علية والثقفئ 
وهشيم وحماد بن زيد ويزيد بن زريع وغيرهم عن خالد الحذاء» لم يذكر أحد منهم 
ما ذكر أشعث عن محمد عنه. ورواه أيوب عن محمد قال: أخبرثٌ عن عمران» 
فذكر السلام دون التشهد. وفي رواية هشيم ذكر التشهد قبل السجدتين» وذلك يدل 
على خطأ أشعث فيما رواه». وآيّده الحافظ في «الفتح» (۳/ ۹۸) فقال: «...وضعفه 
البيهقي وابن عبد البر [«التمهيد» ])٠١ /١(‏ وغيرهماء ووهموا رواية أشعث 
لمخالفته غيره من الحفاظ عن ابن سيرين» فإن المحفوظ عن ابن سيرين في حديث 
عمران ليس فيه ذكر التشهد. وروئ السراج من طريق سلمة بن علقمة أيضًا في هذه 
القصة: قلت لابن سيرين: فالتشهد؟ قال: لم أسمع في التشهد شيئًا. وقد تقدم في باب 
تشبيك الأصابع من طريق ابن عون عن ابن سيرين قال: نبئت أن عمران بن حصين 
قال: ثم سلم. وكذا المحفوظ عن خالد الحذاء بهذا الإسناد في حديث عمران» ليس 
فيه ذكر التشهد كما أخرجه مسلم؛ فصارت زيادة أشعث شاذة. ولهذا قال ابن المنذر: 
لا أحسب التشهد في سجود السهو يثبت...٠.‏ ولذا حكم عليه الألباني بالشذوذ, انظر: 
«الإرواء؛ )٤١۳(‏ واضعيف أبي داود- الام (۱/ 1"917- 07945 


٤ 


وصلَّى يومّاء فسلّم وانصرفء وقد بقي من الصلاة ركعة. فأدركه 
طلحة بن عبيد الله» فقال: نسي من الصلاة ركعة. فرجع» فدخل المسجدء 
وأمر بلالا فأقام الصلاة» فصل للناس ركعةً. ذكره الإمام أحمد. 

وصلَّئ الظهر خمسّاء فقيل له: أزيد في الصلاة؟ فقال: «وما ذاك؟» 
الوا ت يما . فسجد سجدتين بعدما سلّم. متفقٌ علیه٣).‏ 

وصلّئ العصر ثلاناء ثم دخل منزله. فذگره الناس» فخرج» فصلّى بهم 
ركعة ثم سلّم خط دون ال 100 

فهذا مجموع ما حفظ عنه ية من سهوه في الصلاة» وهو خمسة 
مواضع. وكدتضكن رداق يعض قبل البتلام» ول تعض بوم فقال 

2 

الشافعي : كله قبل السلام . وقال أبو حنيفة : كله بعده. 

وقال مالك :كل سهو كان نقصائًا في الصلاة ة فان سجوده قبل السلام» 
وکل سهو كان زيادةً في الصلاة إن سجوده بعد السلام؛ وإذا اجتمع سهوان 
زيادةٌ ونقصانٌ فالسجود لهما قبل السلام. قال أبو عمر بن عبد البر9؟): هذا 


(۱) برقم (77755)؛ وأخرجه ابن أبي شيبة (5557) وأبو داود )١1١71(‏ والنسائي في 
«المجتبئ؟ (515) و«الكبرئ» )١1140(‏ وابن خزيمة )١1١517(‏ والبيهقي في «السنن 
الکبری» (۲/ 7084) و«معرفة السئن؟ (۳/ ٠0‏ 7)» وإسناده صحيح. وله طريق آخر 
أخرجه ابن خزيمة )٠١61(‏ وابن حبان )١717/5(‏ والطبراني (54 )٠١‏ والحاكم 
(۱/ ۰۲۹۱ ۳۲۳) والبيهقي (۲/ 7259)» وهو حسن لأجل يحيئ بن أيوب. 

(۲) أخرجه البخاري (5 ٠‏ 5) ومسلم (01/7/ )٩۱‏ من حديث عبد الله بن مسعود. 

(۳) أخرجه مسلم (51/5) من حديث عمران بن حصين» وهو قصة الخرباق (ذي 
اليدين). 

(5) في «الاستذكار» (7557/5). 


ro 


مذهبه لا خلاف عنه فيه» ولو سجد عنده أحدٌ لسهوه بخلاف ذلك» فجعل 
السجود كلّه بعد السلام؛ أو كله قبل السلام- لم يكن عليه شي* لأنه عنده 
من باب قضاء القاضي باجتهاده» لاختلاف الآثار المرفوعة والسلف من هذه 
الأمة في ذلك. 
وأما الإمام أحمد, فقال الأثره0١2:‏ سمعت أحمد بن حنبل يُسأل عن 

سجود السهوء أقبل السلا م أم بعده؟ فقال: در سار 
مواضع بعده» كما صنع النييٌ وَكة: من" سم من اثنتين سجد بعد السلام 
عل حديث أبي هريرة في قصة ذي اليدين. ومن سلَّم في(" ثلاثِ سجد أيضًا 
بعد السلام على حديث عمران بن حصين. وفي التحرّي يسجد بعد السلام 
عل حديث ابن مسعود. وني القيام من اثنتين يسجد قبل السلام على حديث 
ابن بُحَينة. وني الشكٌ يبني على اليقين ويسجد قبل السلام على حديث أبي 
سعيد الخدري وحديث عبد الرحمن بن عوف. قال الأثرم: قلت لأحمد بن 
حنبل: فما كان سوئ هذه المواضع؟ قال يسجد فيها كلّها قبل السلام لأنه 
يُيِعٌّ ما نقص من صلاته. قال: ولولا ما روي عن النبي يك لرأيثُ السجود كله 
قبل السلام لأنه من شأن الصلاة» فيقضيه قبل السلام؛ ولكن أقول كينا 
روي عن النبي اة أنه سجد فيه بعد السلام فإنه يسجد فيه بعد السلام» 
وسائرٌ السهو يسجد فيه قبل السلام. 


)١(‏ نقل روايته ابن عبد البر في «الاستذكار» (5/ 56٠‏ 35). وانظر: «المغني» 
(5/9١:-ه6١).‏ 

(۲) ق: «حين». 

(۳) مب: «من)» وكذا في «الاستذكارة. 


iê 


وقال داود: لا يسجد أحدٌ للسهو إلا في الخمسة المواضه(" التي سجد 
فيها النبي 0 وَكِ. انتهئ ,0 

وأما الشكُ فلم يعرض له» وإنما أمر فيه بالبناء على اليقين» وإسقاط 
الشك» والسجود د قبل السلام. بال لزنام الحم الشك عل ويس 
اليقين» والتحرّي. فمن رجع إلى اليقين ألغئ الشلكٌء وسجد سجدتي السهو 
قبل السلام على حديث أبي سعيد الخدري. وإذا رجع إلى التحرٌّي وهو أكثر 
منصور. ب 

أما حديث أبي سعيد فهو: «إذاشكٌ أحدٌكم في صلاته فلم يدر كم 
مل أثلانا آم أربمًا؟ فليطرح الشكٌ وليبْنِ علئ ما استيقنء ثم يسجد 
سجدتين قبل أن يسلّم). وأما حديث ابن مسعود فهو: «إذاشك أحدكم في 

نه صلانه. فليتحد الصواب. ثم لي ليسجد سجدتين). متفقٌ عليهما20. وفي لفظ في 


)١(‏ ق: «خمسة المواضع» 

(۲) ق» مب» ن: «رسول اللهة» وكذا في مطبوعة (الاستذكار». 

(۳) يعني النقل من «الاستذكار» (0777/4. 

6 يعني قول أحمد نقلًا من «الاستذكار» /٤(‏ 75). وانظر رواية ابن هانى في «مسائله» 
(ص7١1).‏ 

)٥(‏ أما حديث أبي سعيد فأخرجه مسلم (01/1)» وتتمته: افإن كان صلی خمسًا شفعن له 
صلاته» وإن كان صلئ إتمامًا لأربع كانتا ترغيمًا للشيطان». ولم أجده عند البخاري. 
وأما حديث عبد الله بن مسعود فأخرجه مسلم (84/5177) بهذا اللفظ» وبنحوه 
البخاري (571/1)» وقد سلف تخريجه آنقًا. 


TY 


«الصحيحين»(“: «ثم لس ثم يسجد سجدتين». وهذا هو الذي قال 
الإمام أحمد: وإذا رجع إلى التحرّي سجد بعد السلام. 

والفرق عنده بين اليقين والتحرّي: أن المصلّي إذا كان إمامًا بنئ على 
غالب ظته وأكثر(") وهمه» وهذا هو التحرّي» فيسجد له بعد السلام على 
حديث ابن مسعود. وإن كان منفردًا بن على اليقين» وسجد قبل السلام على 
حديث أبي سعيد. هذه طريقة أكثر أصحابه(© في تحصيل ظاهر مذهبه. وعنه 
روايتان أخريان: إحداهما: أنه يبنى على اليقين مطلقّاء وهى مذهب 
الشافعي ومالك والأخرق :عل غالب غ طلقا وظاهر نضوضة إن 
يدل على الفرق بين الشك وبين الظنٌ الغالب القوي» فمع الشكٌ يبني 
على اليقين» ومع أكثر الوهم أو الظنٌ الغالب يتحرّئ. وعلئ هذا مدار 
أجوبته» وعلئ الحالين حمّل الحديثين. والله أعلم. 

وقال أبو حنيفة في الشكٌ: إذا كان أول ما عرض له استأنف الصلاة. وإن 
عرض له كثيرًاء فان کان له ظنٌ غالبٌ بنئ عليه؛ ون لم يكن له ظنٌ بنئ علئ 
اليقيد (6, 


)00( البخاري »)5٠1(‏ ولم أجده عند مسلم بهذا اللفظ. 
(0) كيع: «أكبر». 

(۳) كع: «أصحابنا». 

)٤(‏ ج» مب: «أحدهما». 

(5) ماعداج: «تدل»» وأهمل نقطه في ق. 

(0) انظر: «المغني» (5/ 505 -5:8). 

(۷) انظر: «الهداية» .)۷٦/١(‏ 


۸ 


فصل 

ولم يكن من هدیه َة تغميض عينيه عينيه في الصلاة. وقد تقدّم أنه كان في 
التشهّد رمي ببصره إلى إصبعه في الدعاء» ولا يجاوز ببصره إشارته. 

وذكر البخاري في «صحيحه)(1) عن أنس قال: كان قرام" لعائشة 
سترت به جانب بيتهاء فقال النبي كَكْ: «أميطي عتا قِرامَكِ هذاء فإنه لا تزال 
تصاويره تعرض في صلاتي». ولو كان يغمّض عينيه» لما عرضت له في 
صلاته. وفي الاستدلال بهذا الحديث نظ لأن الذي كان يعرض له في 
صلاته: هل هو تذكة(؛) تلك التصاوير بعد رؤيتهاء أو نفس رؤيتها؟ هذا 
00 

وأبين دلالة منه حديث عائشة أنَّ النب اة صل في خميصة لها أعلاجٌ 
فنظر إلى أعلامها ت للم الصرق قال ایوا بخمرستي عله إلى ابي 
جَهُم راوز ني بأنبجًانينه» فإنها نهني آنْقًا عن صلاتي». وني الاستدلال 
به أيضًا ما فيهء إذ غايته أنه حانت منه التفاتة إليهاء فشغلته بتلك الالتفاتة. 

ولا يدل حديث التفاته إلى الشّعْبٍ لما أرسل الفارس إليه طليعةء لأن 


)١(‏ ماعدا صءج: «یومی!. 

.)٥۹٥۹۰۳۷٤( برقم‎ )۲( 

(*) القرام: الستر الرقيق. 

)٤(‏ ك»ع: «تذكرة». 

)0( كذا في جميع الأصول والطبعات القديمة. وقد زاد الفقي بعده: «وهذا محتمل». 
)0 ن: «بأنبجانية أبي جهم». 

(۷) أخرجه البخاري (۳۷۳» /0/8011) ومسلم (0057/ 17). 


۳۹4 


ذلك النظر والالتفات منه كان للحاجة» لاهتمامه بأمور الجيش. 


وقد يدل على ذلك مد يده في صلاة الكسوف ليتناول العنقود لما رأى 
الجنة» وكذلك رؤد NS‏ نينا وماس المعكن. 
وكذلك حديث مدافعته للبهيمة التي أرادت أن تمُرّ ت ور ده الغلام 
والجارية» وحجزه بين الجاريتين. وكذلك أحاديث رده السلام بالإشارة 
علي من لم عليه وخو في الصلاة» فإنه إنما كان يشير يشير إلئ من يراه. وكذلك 
حديث تعرّض الشيطان له في صلاته"ء فأخذه فخنقه. وكان ذلك رؤية 
عين". فهذه الأحاديث وغيرها يستفاد من مجموعها العلمٌ بأنه لم يكن 
يغمُض عينيه في الصلاة. 

وقد اختلف الفقهاء في كراهته. فكرهه الإمام أحمد وغيره وقالوا: هو 
من فعل اليهود. وأباحه جماعة» ولم يكرهوه. وقالوا: قد يكون أقرب إلى 
تحصيل الخشوع الذي هو روح الصلاة وسرّها ومقصودها(. 

والصواب أن يقال: إن كان تفتيح العين لايُخِلٌ بالخشوع فهو أفضل. 
وإن كان يحول بينه وبين الخشوع لماي قبلته من الرّخرفة والتزويق أو 
غيره مما يشوّش عليه قلبه» فهنا لا يُكرّه التغميض قطعّاء والقولٌ باستحبابه في 


)١(‏ ق»مبءن: (رؤيته). 

)۲( «في صلاته» ساقط من ن. 

(۳) تقدم تخريج هذه الأحاديث. 

)٤(‏ انظر: «الأوسط» لابن المنذر (۳/ ۲۷۳) و«المغني» (97/7) و«المجموع شرح 
المهذب»(۳/ 0715. 

)6( ص ج ح: «الزخرف». 


3 


هذا" الحال أقرب إلى أصول الشرع ومقاصده من القول بالكراهة. والله أعلم. 
فصل 
فيما كان رسول الله اة يقوله بعد انصرافه من الصلاة» وجلوسه بعدهاء 

وسرعة انفتاله('2 منهاء وما شرعه لأمته من الأذكار والقراءة بعدها 

كان إذا يلم استغفر ثلاناء وقال: «اللهم أنت السلام ومنك السلامء 
تباركت يا ذا الجلال والإكر ا . 

ولم يمكث مستقبل القبلة إلا مقدار مايقول ذلك» بل يسرع الانفتال 
إلى المأمومين. 

وکان ينفتل عن يمينه وعن يساره. قال ابن مسعود: رأيت رسول الله لا 
كثيرًا ينصرف عن يساره. وقال أنس: أكثر ما رأيت رسول الله ي ينصرف عن 
يمينه. والأول في «الصحيحين)!؟2, والثاني في مسل(). وقال عبد الله بن 
عمرو: رأيت رسول الله ا ينفتل عن يمينه وعن يساره في الصلاة. 


00 ج: «هذه). 

(۲) مب: «الانتقال»؛ وكذا في الطبعة الميمنية وما بعدها. 

(۳) أخرجه مسلم من حديث عائشة (047) وحديث ثوبان (011). 

() أخرجه البخاري (867) ومسلم .)۷٠۷(‏ 

)0( برقم (۷۰۸). 

(1) ماعداصءج»مبء ن: اعمراء وهو خطأ. 

(۷) أخرجه أحمد (2551/9 ۰1۹۲۸ ۷۰۲۱) وابن ماجه (971) من طرق صحيحة من 
حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده؛ والحديث صحيح. وانظر: (مسند أحمد) 
(۷(. 


۳٤١ 


A 5 5‏ 2 
ثم كان يقبل على المأمومين بوجهه ١ء‏ ولا يخص ناحية منهم دون 
ناحية. 


وكان إذا صل الفجرء جلس في مصلاه حتئ تطلع الشمس حً). 

وكان يقول في دبر كلّ صلاة مكتوبة: «لا إله إلا الله وحده لا شريك له له 
الملك وله الحمد, وهو على كل شىء قديدٌ. اللهم لامانع لما أعطيت, ولا 
معطي لما منعتَ» ولا ينفع ذا الجدّ منك الجدى". 


وكان يقول: «لا إله إلا الله وحده لا شريك له» له الملك وله الحمدء وهو 
علئ كلَّ شيء قديرٌ» لا حول ولا قوة إلا بالله» لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه. 
له النعمة» وله الفضلء وله الثناء الحسن. لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو 
كره الكافرون)0؟). 


وذكر أبو داود0*» عن علي بن أبي طالب أن رسول الله وك كان إذا سلَّم 
من الصلاة قال: «اللهمَ اغفر لي ما قدّمث وما آرت وما أسررث وما 
أعلنث» وما أسرفتٌء وما أنت أعلم به مئي. أنت المقدّم وأنت المؤخرء لا إله 
إلا أنت». 


(۱) أخرجه مسلم )١9(‏ من حديث البراء بن عازب. 

6 «حستا» ساقط من ن» والنسخ المطبوعة غير الهندية. والحديث أخرجه مسلم 
(77) من حديث جابر بن سمرة. 

(۳) أخرجه البخاري (5 85) ومسلم )٥۹۳(‏ من حديث المغيرة بن شعبة. 

)٤(‏ أخرجه مسلم (595) من حديث عبد الله بن الزبير. 

(6) برقم (70)» وأخرجه الترمذي (۳۷۱۹). 


€۲ 


هذا قطعةٌ من حديث علي الطويل الذي رواه مسلم في استفتاحه لاف 
وما كان يقوله(") في ركوعه وسجوده. ولمسلم فيه لفظان» أحدهما(”: أنَّ 
النبي ية كان يقوله بين التشهّد والتسليم» وهذا هو الصواب. والقاني!4): 
كان يقوله بعد السلام. ولعله كان يقوله في الموضعين. والله أعلم. 

وذكر الإمام أحمد(*2 عن زيد بن أرقم قال: كان رسول الله يك يقول في 
دبر كلّ صلاة: «اللهمَ ربّنا وربٌ كل شيء. أنا شهيدٌ نك الب وحدك لا 
شريك لك. اللهمّ ربّنا وربٌ كل شيء» أنا شهيدٌ أنَّ محمّدًا عبدك ورسولك. 
الهم ربا وربٌ كلّ شيء, أنا شهيدٌ أنَّ العباد كلّهم إخوةٌ. الله ربّنا ورب 
كل شيء» اجعلني مخلصًا لك وأهلي في كل ساعة من الدنيا والآخرة. يا ذا 
الجلال والإكرام» اسم واستجبٌُ. الله الأكبر الأكبر. الله نور السماوات 
والأرض. الله" الأكبر الأكبر» حسبي الله ونعم الوكيلء الله الأكبر الأكبر». 


ورواه أبو داود. 


.)۷۷۱( برقم‎ )١( 
ص: «يقول».‎ )۲( 


(۳) برقم (۲۰۱/۷۷۱). 
)٤(‏ برقم (۲۰۲/۷۷۱). 
)0( برقم (۱۹۲۹۳)» وأخرجه أبو داود )١15١(‏ والنسائي في «الكبرئ» )۹۸٤٩(‏ وأبو 


يعلى )۷۲٠١(‏ والطبراني في «الدعاء؛ (/57) و«المعجم الكبير» (5/ )۲٠١‏ والبيهقي 
في «الدعوات الكبير» )۱۸١ /١(‏ من حديث زيد بن أرقم. ومداره على داود الطفاوي 
عن أبي مسلم البجلي. وداود قال ابن معين: ليس بشيء» وأبو مسلم مجهول» 
فالحديث ضعيف. انظر: «ضعيف أبي داود- الأم» (۲/ ۹٥‏ 41). 

)0( لفظ الجلالة ساقط من ك ع. 


EY 


وندب مه إلئ أن يقولوا في دبر كلّ صلاة: «سبحان الله» ثلانًا وثلاثين 


و«الحمد لله» كذلك, و«الله أكبر» كذلك. وتمام المائة: لا إله إلا الله وحده لا 
شريك له» له الملك وله الحمد» وهو على كل شيء قديرٌ(١2.‏ وفي صفة 
أخرئ: التكبير أربعًا وثلاثين فتتم به المائة0"). 


وني صفة أخرئ: خمسًا وعشرين تسبيحة» ومثلها تحميد» ومثلها 


تكبير "» ومثلها لا إله إلا الله وحده لا شريك له»ء له الملك وله الحمد» وهو 
00 شيء ا 


(00 


(00 


(r) 
(€) 


(٥) 
(0 


e 


أخرجه مسلم (041) من حديث أبي هريرة» وتمامه: «غفرت خطاياه» وإن كانت مثل 
زبد البحرا. 

أخرجه مسلم (2947) من حديث كعب بن عجرة. ولكن أخرجه البخاري في «الأدب 
المفرد» )1۲١(‏ من قول كعب وبلفظ: «معقبات لا يخيب قائلهن: سبحان الله 
والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبرء مائة مرة» . وانظر للتفصيل في اختلاف الرفع 
والوقف : «صحيح الأدب المفرد» للألباني و«نتائج ج الأفكار» (؟/1755-١307).‏ 

في ق» مب» ن: اتحميدًا» و«تكبيرًا». 

أخرجه أحمد )5١15594(‏ وابن المنذر في «الأوسط» (۳/ ٠‏ 5) وابن حبان )7١11(‏ 
والبيهقي في «الدعوات الكبير» )۷۸/١(‏ من حديث زيد بن ثابت. صححه ابن 
خزيمة وابن حبان والحافظ في «نتائج الأفكار» (۲/ ۲۷۷). وقد ورد في الحديث 
لفظ: «التهليل» دون تفسيره» فيحتمل أيضًا أن يكون: «لا إله إلا الله» فقط. 

أخرجه البخاري (75774) من حديث أبي هريرة وَعَِلَدعَنَهُ. 

برقم (141/040)» وصرح بأنْ في رواية روح عن سهيل زيادةٌ: «يقول سهيل: إحد 
عشرة إحدى عشرة» فجميع ذلك كله ثلاثة وثلاثون». 


٤ 


روايات حديث أبي هريرة: اتسبّحون وتكبّرون وتحمدون(1) دبرٌ کل صلاة 
ثلانًا وثلاثين» إحدئ عشرة, وإحدئ عشرة» وإحدئ عشرة- فذلك ثلاثة 
وثلاثون». والذي يظهر في هذه الصفة أا من تصرف بعض الرواة وتفسيره» 
لأ لفط الخدت سجرن وترون وتعجدرة دير كل ا فان 
وثلاثين»"'. وإنما مراده بهذا أن تكون الثلاث والثلاثون في كل واحدة 

من(" كلمات التسبيح والتكبير والتحميد!؟». أي تقولوا: سبحان الله 
والحمد لله والله أكبر ثلانًا وثلاثين» لأن راوي الحديث سمي عن أبي صالح 
السَّمَّانَء وبذلك فسّره له أبو صالح فقال: : قول اسان الله والحمد يله 
والله أكبر»» حتیٰ يكون منهن كلّهن ثلاث وثلاثون. 

وأما تخصيصه بإحدئ عشرة فلا نظير له في شيء من الأذكار» بخلاف 
المائة» فإن لها نظائرء والعشرة لها نظائر أيضًاء كما في «السنن»217 من حديث 


)١(‏ هكذاهنا وفيمايأتي في الأصول كلهاء وني «صحيح مسلم». وفي المطبوع: 
«وتحمدون وتكبرون). 

.)١57/596( مسلم‎ (۲) 

(۳) «من» من ق» ن. وقد زادها بعضهم في ع. 

)€( مب: «والتحميد والتكبير». 

)2( لم ينقط حرف المضارع في ج» ن. و . وفي ق بزيادة نون الرفع مع 
إهمال أوله. وكان في ع: «تقول)» فغيّره بعضهم إلى «تقولون». وفي مب: «قولوا). 

(5) الترمذي )۳٤۷٤(‏ والنسائي في «الكبرئ» (/94/41/1: 9817) من طرق عن شهر بن 
)١17440(‏ عن ابن غنم مرسلا عن النبي اة وفيه : امن صلاة المغرب» وهو الذي 
رجحه الدارقطني وجعل الاضطراب من قبل شهر. انظر للتفصيل: «علل الدارقطني» 
۱۱۰۹۰۹0( و«نتائج م الأفكار» (۲/ 71ل .)١۲۲‏ 


t0 


أبى ذر أن رسول الله ل قال: «من قال فى دبر صلاة الفجرء وهو ثان رجليه. 
قبل أن يتكلّم: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد يحبي 
ويميت» وهو علئ كلّ شيء قديرٌ- عشر مرّات» کیت( له عشرٌ حسنات» 
وجي عنه عشر سیئات» ورَفِع له عشرٌ درجات» وكان يومه ذلك کله في جرز 
من كلّ مكروه» وخُرس من الشيطانء ولم نبغ للذنب أن يدركه في ذلك اليوم 
إلا الشرك بالله». قال الترمذي: : حديثٌ صحيحٌ. 

وفي «مسند الإمام أحمد" من حديث أمٌّ سلّمة أنه و علّم ابنته فاطمة 
لما جاءته تسأله الخادم أن تسبح الله عند النوم ثلانًا وثلاثين» وتحمّده ثلانًا 
وثلاثين» وتكبّره أربعًا وثلاثین(". وإذا صلَّت الصبح أن تقول: «لا إله إلا الله 
وحده لاشريك له» له الملك» وله الحمد“» وهو عل كل شيء قديرٌا؛ 
عشر مرات» وبعد صلاة المغرب عشر مرّات. 


وفي «صحيح ابن حبان»* عن أبي أيوب الأنصاري يرفعه: «من قال إذا 


)١(‏ ص: «كتب». وفي «جامع الترمذي» ما أثبت من الأصول الأخرئ. 

(؟) برقم »)۲٠٠١١(‏ وعنده التحميد أربعًا وثلاثين بدل التكبير» وأخرجه الطبراني 
۳۳۹/۲۲) وعنده كما ذكره المصنف. وني إسناده لين لأجل شهر بن حوشب» 
ولعل هذا أيضًا من تخاليطه. انظر التخريج السابق والتعليق على امسند أحمد) 
(21744). وقد أخرج البخاري )٥۳٦۲(‏ ومسلم (۲۷۲۷) من حديث علي بن 
أبي طالب قصة فاطمة هذه» وليس فيها توقيت الذكر بعد صلاتي الصبح والمغرب. 

(۳) في النسخ المطبوعة غير الهندية: «ثلاثا وثلاثين». 

)٤(‏ في «المسند) بعده: «بحيي ویمیت» بيده الخيرة. 

(6) برقم (۲۰۲۳)» وأخرجه أحمد (731614)) وفي إسناده عبد الله بن يعيش» مجهول» 
ومع ذلك حسنه الحافظ في «الفتح» .)3١6/1١١(‏ وله طريق آخر أخرجه أحمد- 


۳٦ 


أصبح: لا إله إلا الله وحده لا شريك لهء له الملك وله الحمدء وهو على كل 
شيء قديرٌ- عشرٌ مرّات» کب له بهن عشرٌ حسنات, ومُحِي عنه بهنّ عشرٌ 
سات ورّفع له بهنّ عشرٌ درجات» وكُنَّ له عَذْلَ عَتاقة أربع رقاب» وكنّ له 
حرّسًا من الشيطان حتئ يمسي. ومن قالهن إذا صلَّئ المغرب دبرٌ صلاته 
فمثلٌ ذلك حت يصبح». 


وقد تقدَّم قول التب ككل في الاستفتاح: «الله أكبر عشرّاء والحمد لله 
عشراء وسبحان الله عشرّاء ولا إله إلا الله عشرّاء ويستغفر الله عشرّاء ويقول: 
اللهم اغفر لي» واهدني وارزقني عشرّاء ويتعوّذ من ضيق يوم القيامة عشرًا». 


فالعشر في الأذكار والدعوات كثيرةٌ. وأما الإحدئ عشرة فلم يجئ 
ذكرها في شيء من ذلك البتةء إلا في بعض طرق حديث أبي هريرة المتقدّم؛ 


فالله(١2‏ أعلم. 


= (75815) والطبراني (5/ )۱۸١‏ من طريق أبي محمد الحضرمي عن أبي أيوب به» 
وفيه أبو الورد» أيضًا مجهول. 
وأصله عند مسلم (717917) من طريق أبي عامر العقدي عن عمر بن أبي زائدة عن 
عبد الله بن أبي السفر عن الشعبي عن عمرو بن ميمون عن ابن أبي ليلئ عن أبي 
أيوب به» ولیس فيه ذكره صباحًا ومساءً. ولكن أخرجه البخاري ٤(‏ )من طريق 
عبد الملك بن عمرو عن عمر بن أبي زائدة به» وفيه: «من قال عشرًا كان كمن أعتق 
رقبة من ولد إسماعيل...٠‏ وقال عقب الرواية: «ورواه أبو محمد الحضرمي عن أبي 
أيوب عن النبي بيا... والصحيح قول عبد الملك بن عمرو» أي: يعدل قولّه عتقّ 
رقبة واحدة لا أربع. 

)0 ك مب: «والله»» وكذا كان فيع قبل التغيير. 


EV 


وقد ذكر أبو حاتم في «صحيحه 217 أن الى يك كان يقول عند انصرافه 
من صلاته: «اللهم أصلخ لي ديني الذي جعلته عِصْمةَ أمري. وأصلخ لي 
دنياي التي جعلتٌ فيها معاشيء الهم ني أعوذ برضاك من سَححطك, وأعوذ 
بعفوك من نقمتك» وأعوذ بك منك» لا مانعٌ لما أعطيتَ» ولا معطي لما 
منعتٌ» ولا ينفع ذا الجَدٌّ منك الجَدٌ. 


وذكر الحاكم في «مستدركه"() عن أبي أيوب أنه قال: ما صلَّيتٌ وراء 

نبيكم ب إلا سمعته حين ينصرف من صلاته يقول: «اللهمٌ اغفر لي خطاياي 
1 ن 

وذنوبي كلها. اللهم انعشني0) وأخيني وارزقني» واهيني لصالح الأعمال 


)١755( والنسائي في «المجتبئ»‎ )١7/7( برقم (0077)» وأخرجه البزار‎ )١( 
)5047( وابن خزيمة (50) والطبراني في «الدعاء»‎ )۹۸۸۸۰1۲۷١( و«الكبرئ»‎ 
والضياء‎ )185 /١( و«المعجم الكبير» (8/ ۳۳) والبيهقي في «الدعوات الكبير؛‎ 
وفي إسناده أبو مروان والد عطاء ليس بمعروف» ومع ذلك‎ .)٠٦ ٠٠٠ /۸( المقدسي‎ 
وقد أشار إلى اختلافٍ في إسناده»‎ )۳٠١ 27175 /۲( حسنه الحافظ في «نتائج الأفكار»‎ 
وضعفه الألباني» انظر: «تمام المنة» (ص5١7 وما بعدها).‎ 

(۲) (/577)» وأخرجه الدينوري في «المجالسة وجواهر العلم» /٤(‏ ۰۲۸۷ ۲۸۸) 
والطبراني في «الأوسط» (557 5) و«الكبير» (5/ )٠۲١‏ من طريق عمر بن مسكين 
عن نافع عن ابن عمر عن أبي أيوب به. ومدار الحديث علئ عمر بن مسكين هذاء 
وهو من ذرية عمر بن الخطاب وَعَلَهَعَنكُ قال البخاري في «التاريخ الكبير» 
(0/ ۸): (يروي عن نافع عن ابن عمر... لا يتابع عليه». 

(۳) كذا ضبط في ج. وضبط في ق بكسر العين يعني: «أَنِْشْني». ونعّش فلانًا وأنعشّه: 
رفعه وأقامه. وبهذا اللفظ جاء الحديث عند الطبراني والحاكم (في ط. دار الميمان 
۷ 6””) وغيرهما. وكذا في الطبعة الهندية. وأثبت في الطبعة الميمنية: «ابعثني»» 
وكذا في الطبعات التالية و«المستدرك» ط. دار التأصيل (7/ 007)» ثم غيّر في طبعة د 


€۸ 


والأخلاق» إنه لا يهدي لصالحها ولا يضرف سيّتها(١)‏ إلا أنت». 


وذكر ابن حِبَّانَ في «صحيحه)" عن الحارث بن مسلم التميمي قال: 


٠ 1 -‏ اس 0 0 
قال لي النبي ب «إذا صليت الصبح فقل قبل أن تتكلم: اللهمّ أجزني من 
النار» سبع مرّات» فإنك إن مت من يومك كتب الله لك جوارًا من النار. وإذا 
صليت المغرب» فقل قبل أن تتكلّم: الهم أجزني من النارء سبع مرات؛ فإنك 

إن مث من ليلتك كتّب الله لك جوارًا من النار"». 


(000) 


00 


(r) 
(€) 


وقد ذكر النّسائى في «الكيير»(؟» من حديث أبي أمامة قال: قال رسول الله 


الرسالة إلى «أنعمني»» كما جاء في مطبوعة «المستدرك» بالهند. 


هنا أيضًا تصرّف ناشرا طبعة الرسالة» فأثبتا: «لصالحها إلا أنت» ولا يصرف عن 
سيئها» كما جاء في مطبوعة «المستدرك». 

برقم (۲۰۲۲) بسياق أتمّء وأخرجه مختصرًا أحمد )18١514(‏ وأبو داود (001/9) 
والنسائي في «الكبرئ» (9869) والطبراني في «الكبير» )٤١۳ /١9(‏ و«الدعاء» 
(5754)» كلهم من طريق عبد الرحمن بن حسان الكناني عن مسلم بن الحارث (أو 
الحارث بن مسلم» على خلاف فيه) عن أبيه عن النبي ية به. قد سأل البرقاني 
(ص58- ت. مجدي) الدارقطني عن هذه الترجمة فقال: «عبد الرحمن حمصي لا 
بأس به» ومسلم مجهول». والحديث ضعفه الألباني وفصل القول فيه» انظر: 
«الضعيفة» .)١5575(‏ 

«من النار» ساقط من ك. 

برقم »)4۸٤۸(‏ وفي إسناده الحسين بن بشرء وسيأتي الكلام عليه عند المؤلف. 
وأخرجه أيضًا أبو بكر الروياني في «مسنده» (۲/ »,”١‏ وفي إسناده علي بن صدقة» 
قال الحافظ في «اللسان» (0/ :)005٠‏ «يغرب». وكذلك أخرجه ابن السني في «عمل 
اليوم والليلة» »)١174(‏ وفي إسناده أحمد بن هارون» صاحب مناکیر» مع آخرّين فيهما - 


۳۹ 


:"من قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة مكتوبة» لم يمنعه من دخول الجنة 

إلا أن يموت». هذا الحديث تفرّد به محمد بن حِمْيّر عن محمد بن زياد 

الألهاني عن أبي أمامةء رواه النسائي عن الحسين بن بشر» عن محمد بن 

حمْيّر. وهذا الحديث من الناس من يصحّحه!(١2)»‏ ويقول: الحسين بن بشر(؟) 
5 


قد قال فيه النسائي: لا بأس به» وفي موضع وثقه"'. وأما المحمّدان» فاحتح 
مهما البخاري في «صحيحه». قالوا: فالحديث على رسمه. 


ومنهم من يقول: بل“ هو موضوعٌ. وأدخله أبو الفرج ابن الجوزي في 
كتابه في «الموضوعات»*» وتعلّق على محمّد بن حِمْيّرء وأن أبا حاتم 
الرّاي قال: لا يحتجٌ به» وقال يعقوب بن سفيان: ليس بقويّ. فأنكر ذلك 


= لين. وكذلك أخرجه الطبراني في «الكبير» (۸/ )١١5‏ و«الدعاء» (71/5) ولامسند 
الشاميين» (4 87) بأسانيدء في بعضها الحسين بن بشر؛ وفي آخر محمد بن 
إبراهيم بن العلاء ابن زبريق» كان يسرق الأحاديث. انظر: «تاريخ الإسلام) 
)١11١١ /0(‏ و«لسان الميزان» (577/57)؛ وفي آخر هارون بن داود النجار 
الطرسوسيء لم أجد من ترجم له. وانظر: «نتائج الأفكار؛ (۲/ ۲۹۲- ۲۹۰) واتنزيه 
الشريعة» لابن عرّاق /١(‏ ۲۸۸). والظاهر ‏ والله أعلم أن الحديث لا يثبت إذ لا 
يخلو إسناد من أسانيده من مغرب أو صاحب مناكير أو سارق. 

)١(‏ ص: (صححه). 

(۲) العبارة «عن محمد بن حمير... بشر» ساقطة من ك»ع لانتقال النظرء وقد استدركت 
في حاشية ع. 

(۳) في مب» ن: «وفي موضع آخر: ثقة». 

() لفظ «بل» ساقط من مبء ن. 

.)۹۷ /۱( )0( 


عليه بعص الحفاظ("» وونّقوا محمدًاء وقالوا: هو أجل من أن يكون له 


حديثٌ موضوعٌ» وقد احتجٌ به أجل من صف في الصحيح وهو البخاري؛ 
ووثقه شد النامن مقالة فى الرجال؛ ج :بن معين. 

وقد رواه الطبراني في امعجمه0(" أيضًا من حديث عبد الله بن حسن بن 
حسن7" عن أبيه عن جدّه قال: قال رسول الله بيا: «من قرأ آية الكرسي في دبر 
الصلاة المكتوبة كان في ذمّة الله إلى الصلاة الأخرئ». وقد روي هذا الحديث 


من حديث أبي أمامة» وعلي بن أبي طالب» وعبد الله بن عم 40 


والجقبرة كن عة وجار دن غ الله رات ن ماف وها علينا 


)١(‏ لعله يقصد الحافظ ضياء الدين المقدسي. قال ابن حجر في «نتائج الأفكار) 
:)۲۹١ /7(‏ «وقد أنكر الحافظ الضياء هذا على ابن الجوزي» وأخرجه في الأحاديث 
المختارة مما ليس في الصحيحين». قلت: لم يرد هذا الحديث في المطبوع. 

(؟) »)١1١15/8(‏ وأيضًا في «الدعاء» (717/5)» وفيه كثير بن يحيئ صاحب البصري» قال 
الذهبي في «الميزان» (7/ ٠١‏ 5): «شيعي» نب عباس العنبري الناس عن الأخذ عنه» 
وقال الأزدي: عنده مناكير». وأخرجه الجورقاني في «الأباطيل» (587) عن 
الحارث بن عمير عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب به» 
وقال عقبه: «هذا حديث باطل» تفرد به عن جعفر بن محمد الحارثٌ بن عميرا» 
وانظر: «الميزان» .)٤٤١ /١(‏ وأخرجه البيهقي بطريق آخر في «شعب الإيمان» 
)۲۱۷٤(‏ وقال: إسناده ضعيف. 

(۳) «بن حسن» ساقط من ج. 

)٤(‏ كذا في جميع النسخ الخطية والمطبوعة» وقد ضبط في ق بضم العين وفتح الميم. وفي 
ج بضم العين. وقد غيّره بعضهم في ع إلى «عمروا. 

(5) لم أجد حديث ابن عمر» ولعل الصواب: «ابن عمرو». وقد ذكر السيوطي أن شرف 
الدين الدمياطي نقل حديثه في جزء أله في تقوية هذا الحديث» ولعل المؤلف أيضًا- 


۳01 


ضعفٌ» ولكن إذا انضمٌ بعضها إلئ بعض» مع تباين(١2‏ طرقها واختلاف 
مخارجهاء دت على أن الحديث له أصلٌّ وليس بموضوع. وبلغني عن شيخنا 
أبي العباس ابن تيمية قدَّس الله روحه أنه قال: ما تركتها عَقیبَ كلّ صلاة(7). 


وفي «المسند» و«السنن)" عن عقبة بن عامر قال: أمرني رسول الله 


= صادر عن هذا الجزء. 
وأما حديث المغيرة فقد أخرجه أبو نعيم في «الحلية» (۳/ )۲۲١‏ وقال: غريب من 
حديث المغيرة» ومحمد (بن المغيرة بن شعبة) تفرد به هاشم (بن هاشم) عن عمر 
(بن إبراهيم) عنه. 
وأما حديث جابر فقد أخرجه ابن عدي في «الكامل» في ترجمة إسماعيل بن يحيئ بن 
عبيد الله التيمي (۲/ )١١١ 2٠١9‏ وقال عنه وعن حديث آخر: «هذان الحديثان عن 
ابن جريج بإسناديهما باطلان» لا يحدث بهما عن ابن جريج إلا إسماعيل»؛ وقال: 
«يحدث عن الثقات بالبواطيل»» وانظر: «الموضوعات» لابن الجوزي .)7957/١(‏ 
وأخرجه ابن الجوزي عقب الطريق الأول بطريق آخر وقال: «وهذا طريق فيه 
مجاهيل» وأحدهم قد سرقه من الطريق الأول». 
وأما حديث أنس فانظر: «الضعيفة» »٦۱۷۰(‏ ه2011 901"). 

)١(‏ ما عدا ق» مب» ن: «بيان»» ولعله سبق قلم كان في بعض الأصول. وقد أصلح بعضهم 
فيع. 

(؟) وكذانقله المصنف عن شيخه في «الوابل الصيب» (ص٦۲۸).‏ وفي لمجموع 
الفتاوئ» (217/77): «وأما قراءة آية الكرسي فقد رويت بإسناد لا يمكن أن يثبت 
به سنة». وانظر أيضًا (؟5؟6508/5). 

() أحمد (17417) وأبو داود )١1517(‏ والترمذي (۲۹۰۳) والنسائي في «المجتبئ» 
۴۷۲ و«الکبری» (۱۲۹۰ء )4۸۹٩۰‏ وابن خزيمة (06/) وابن حبان (5 )٠٠١‏ 
والطبراني في «الدعاء» (1۷۷) و«الكبير؛ (11/ 595) والحاكم .)157/١(‏ قال 
الترمذي: حديث حسن غريب» وبمثله قال الذهبي في «الميزان» .)٤١۳ /٤(‏ لكن - 


oY 


:أن أقرأ بالمعوّذات في دبر كل صلاة. ورواه أبو حاتم ابن حِبّان في 
«صحيحه)» والحاكم في «المستدرك» وقال: صحيح علئ شرط مسلم. ولفظ 
الترمذي: «بالمعوّذتين». 


وفي «معجم الطبراني» و«مسند أبي يعلى الموصلي»7١2‏ من حديث عمر بن 
نبهان وقد تكلم فيه عن جابر يرفعه: ثلاث من جاء بهن مع الإيمانء دخل 
من أيّ أبواب الجنة شاء وروج من الحُور العين حيث شاء: من عفا عن قاتله 
وأدّئ ديا خفيًاء وقرأفي دبر كل صلاة مكتوبة عشر مرّات: قل هو الله أحد). 
فقال أبو بكر: أو إحداهنٌ يا رسول الله: قال: «أو إحداهنٌ». 


وأوصئ معادًا أن يقول في دبر كل صلاة: «اللهمّ أعثي على ذكرك 
وشكرك. وحسن عبادتك)20). 
و«دبر الصلاة» هنا يحتمل قبل السلام وبعده» وكان شيخنا يرجح أن 


= صححهابن خزيمة وابن حبان والحاكم والحافظ في «نتائج الأفكار» (۲/ ۲۹۰) 
والألباني في (الصحيحة» »)١15١5(‏ وانظر: «صحيح أبي داود- الأم» (4/ 2364 
.(Yo0‏ 

)١(‏ «الأوسط» (۳۳۹۱) و«الدعاء» (1۷۳) و«مسند أبي يعلئ» »)۱۷۹٤(‏ وعمر بن 
نبهان ضعيف جدًا. والحديث ضعفه الحافظ والألباني» انظر: «نتائج الأفكار» 
(۲5/ ۲۹۳) و«الضعيفة» (5605). 

(؟) أخرجه أحمد (۲۲۱۱۹) والبخاري في «الأدب المفرد؛ (190) وأبو داود )٠١۲۳(‏ 
والنسائي في «المجتبئ» (۱۳۰۳) و«الكبرئ» (۱۲۲۷ء /9801) والطبراني في «الكبير» 
)5١ /۲۰(‏ و«الدعاء» (5065)» صححه ابن خزيمة (7/61) وابن حبان (۲۰۲۰» 
0 والحاکم (۱/ ۲۷۳ و۳/ ۲۷۳» 4 717) والحافظ في «نتائج الأفكار) 
۰70 ۲۹۷) والألباني في "صحيح أبي داود- الأم» (0/ .)۲٠۳‏ 


or 


يكون قبل السلام» فراجعته فيه» فقال: دبر الشيء منهء كدبر الحيوان('). 
فصل 
وكان رسول الله يك إذا صل إلى الجدار جعل بينه وبينه قدر ممَرٌ 
الشاة('). ولم يكن يتباعد منه بل أمّر بالقرب من السترة". وكان إذا صلّئ 
إلى عود أو عمود أو شجرة جعله على حاجبه الأيمن أو الأيسرء ولم يصمُد 
له صَمْدًَا(؟». وكان يركز الحَْبة في السّفر والبرّيّة فيصلي إليها فتكون 
سترته(*». وكان يعرّض راحلته")» فيصلَّي إليها. وكان يأخذ الرَّحْلَ فيعدّله 


)00( وانظر ما يأتي في رمي الجمارء و«كتاب الصلاة» للمصنف (ص۷۸"). 

(؟) أخرجه البخاري (547) ومسلم (777) من حديث سهل بن سعد الساعدي. 

(۳) أخرجه أحمد(40١11)‏ وأبو داود (198) والنسائي في «المجتبئئ"» )۷٤۸(‏ 
و«الكبرئ» (817) والبيهقي (۲/ ۲۷۲) من حديث سهل بن أبي حثمة. صححه ابن 
خزيمة (۸۰۳) وابن حبان (۲۳۷۳) والحاكم (۱/ ۰۲۰۱ )۲٠۲‏ والألباني في اصحيح 
أبي داود- الأم» (۳/ ۲۷۷)» وقال العقيلي في «الضعفاء» (1/ )٠١‏ عن هذا الحديث: 
«وهذا ثابت6. 

(5) أخرجه آحمد (۲۳۸۲۰) وأبو داود (197) والطبراني (۲۰/ )۲٠۹‏ والبيهقي 
(؟/771) من حديث المقداد بن الأسود. فيه الوليد بن كامل» قال البخاري في 
«التاريخ الأوسط؛ (778/4): «عنده عجائب». وفيه أيضًا المهلب بن حجر 
وضباعة» كلاهما مجهول. 

)٥(‏ أما في السفر فقد أخرجه البخاري (545) ومسلم (007) من حديث أبي جحيفة» 
وأما في البرية فقد أخرجه البخاري )٤۹٤(‏ ومسلم )0١١(‏ من حديث ابن عمر وفيه 
أنه كان يفعله يوم العيد. 

(7) أي يجعلها عرضًا. 


o 


فيصلّي إلى آخرته(21» وأمر المصلَّ أن يستتر ولو بسهم أو عصّاء فإن لم 
يتدافا بط جنا بتالأرق و ی 
يقول؛ الط عر ا مكل الملل فال عند الله ينارد :الط بار 
وأما العصاء فتَنْصَب نصبًا. 


(1) 
(۲) 


(۳) 
40 


أخرجه البخاري (/001) ومسلم (207) من حديث عبد الله بن عمر. 

أخرجه أحمد )۷۳۹٤(‏ وأبو داود )1۸٩(‏ وابن ماجه )۹٤۳(‏ وابن خزيمة )81١(‏ 

وابن حبان (۰۲۳۱۱ 777/7) والبيهقي (۲/ ۰۲۷۰ ۲۷۱) من حديث أبي هريرة. وقد 

اضطرب في إسناده إسماعيل بن أمية اضطرايًا شديدًاء ذكره المزي وفصّل القول فيه» 

انظر: «تبذيب الكمال» (0717/6) و«العلل» للدارقطني .)۲٠٠١(‏ ورجح أبو زرعة 

في «العلل» لابن أبي حاتم )٥١٤(‏ أن الصواب ما رواه الثوري عن إسماعيل بن أمية 

عن أبي عمرو بن حريث عن أبيه عن أبي هريرة. وأبو عمرو هذا مجهول. 

ونقل أبو داود عقب الحديث عن ابن المديني عن سفيان بن عيينة أنه قال: الم نجد 

شيئًا نشد به هذا الحديث» ولم يجئ إلا من هذا الوجه». ونقل البيهقي في «الكبرئ» 

وامعرفة السئن» (7/ )١19١‏ عن الشافعي أنه قال في «البويطي» (ص59١):‏ «ولا 

يخط المصلي بين يديه خطّاء إلا أن يكون في ذلك حديث ثابت فيتبع»؛ وانظر: 

«التلخيص الحبير) (؟/ "2351 5 487). 

ونقل ابن عبد البرعن أحمد وابن المديني تصحيح الحديث. انظر: «التمهيد» 

)۲٠۰ -۱۹۸/6(‏ و«الاستذكار» (5/ 11/4 ١۷٠)ء‏ ولكن قال الحافظ في «تهذيب 

التهذيب» (؟١/١18):‏ «ونقل الخلال عن أحمد أنه قال: الخط ضعيف». والحديث 

ضعفه أيضًا النووي في «خلاصة الأحكام» )27١ /١(‏ وابن عبد الهادي في «المحرر» 

۳ ) والألبانيٍ في اضعيف أبي داود- الأم؛ (۱/ ۲۳۹). 

.)1۹۰٩( عقب‎ 

«بن داود» ساقط من النسخ المطبوعة. وهو الخريبي الذي روئ أبو داود الحديث 
2 

عن مسدد عنه. 


oo 


فإن لم تكن" سترةٌ فإنه صح عنه أنه يقطع صلاته" المرأة والحمار 
والكلب الأسود. ثبت ذلك عنه من رواية أبي ذرٌ وأبي هريرة وابن عباس 
وعد الل تفيل كار 

ومُعارض هذه الأحاديث قسمان: صحيحٌ غير صريح» وصريحٌ غير 
صحيح» فلا ترك لمعارض هذا شأنه. وكان يصلَّي وعائشة نائمةٌ في 
قبلقه(°)» وذلك ليس كالمانٌ فإِنَ الرّجل يحرم عليه المرورٌ بين يدي 
المصلَّيء ولايُكرّه له أن يكون لابنًا بين يديه. وهكذا المرأة يقطع مرورها 
الصلاةء دون لبثها. والله أعلم. 


)١(‏ بعده في كعع زيادة: «له». 

(؟) ك»ع: «الصلاة». 

(۳) أما حديث أبي ذر فأخرجه مسلم )01١(‏ وكذلك حديث أبي هريرة (011). 
وأماحديث ابن عباس فقد أخرجه أحمد(7751) وأبو داود )۷٠۳(‏ والترمذي 
(۳۳۷) وابن ماجه )۹٤۹(‏ والنسائي في «المجتبئ» »)۷١١(‏ وصححه الترمذي وابن 
خزيمة (۸۳۲) وابن حبان (۲۳۸۷)ء وفيه المرأة الحائض والكلب فقط. قال الألباني في 
تعليقه على ابن خزيمة: «الذي يظهر لي أن المراد بالحائض هنا إنما هي المرأة البالغة» 
فهو كالحديث الآخر (لا يقبل الله صلاة حائض إلا بخمار)» فإن التفريق بين المرأة 
الطاهرة وغير الطاهرة أي الحائض - أمر عسير» يبعد تكليف الناس بمثله» فتأمل». 
وأما حديث عبد الله بن مغفل فقد أخرجه أحمد )١171791/(‏ وابن ماجه )٩٥۱(‏ 
والطبري في «تهذيب الآثار» (01/4: ٥۷١‏ - نشرة علي رضا) وابن حبان (7185)) 
صحح إسناده ابن عبد الهادي في «التنقيح) (7/ 17 07). 

)€( يعني الثابت عنه با من رواية المذكورين. وني ج: «فلا تترك) يعني: هذه 
الأحاديث». 

() أخرجه البخاري (۳۸۲) 015 ومواضع أخر) ومسلم (017). 


5 


فصل 
في هديه كَل في السنن الرواتب 

كان به يحافظ على عشر ركعات في الحضر(١2‏ دائمّاء وهي التى قال 
: و * ے ولاك د عل 5 
فيها ابن عمر: حفظت من النبي ييه عشرٌ ركعات: ركعتين قبل الظهرء 
وركعتين بعدهاء وركعتين بعد المغرب في بيته» وركعتين بعد العشاء في بيته» 
وركعتين قبل صلاة الصبح". فهذه لم يكن يدعها في الحضر أبدًا. 

ولمافاتته الركعتان( بعد الظهر قضاهما بعد العصرء وداوم 
عليهما(؟»» لأنه كان إذا عمل عملا أثبته. فقضاءٌ السّنن الرواتب في أوقات 
النهي عامٌ له ولأمته» وأما المداومة على تلك الركعتين !2 في وقت النهي؛ 
فخاصٌ به كما سيأتي تقرير ذلك في ذكر خصائصه إن شاء الله. 

وكان يصلّي أحيانًا قبل الظهر أربمًا كما في «صحيح البخاري»77) عن 
عائشة أن الي كل كان لا يدع أربعًا قبل الظهرء وركعتين قبل الغداة. فإما أن 
يقال: إنه ي كان إذا صلَّى في بيته صلَّئ أربعاء وإذا صلّئ في المسجد صلَّ 


)١(‏ ج: «الحضر والسفر'» ولعله سبق قلم من ناسخها وهو لا يشعر. 

(۲) أخرجه البخاري .)۱۱۸١(‏ 

(۳) ماعدا صء قء مبء ن: (الركعتين». 

)۱۲۳۳( أخرجه مسلم (5 87) من حديث عائشة رَتَيََعَتهَا. وأخرجه أيضًا البخاري‎ )٤( 
من حديث آم سلمة رئ كتا وفيه قصتها مع النبي ب تسأله عن‎ )۸۳٤( ومسلم‎ 
سبب هذه الصلاة» دون ذكر مداومته عليها.‎ 

(0) كذا «تلك الركعتين» في النسخ الخطية والمطبوعة! 

(5) برقم (۱۱۸۲)» وأخرجه أيضًا مسلم (۷۳۰) بسياق آخر. 


ov 


E SS‏ عدا هذا مك كا بعد 
عائشة وابن عمر ما شاهده» والحديثان صحيحان لا مطعن في واحد منهما. 

وقد يقال: إِنَّ هذه الأربع لم تكن سنّة الظهرء بل هي صلاةٌ مستقلّة كان 
بصليها بعد الزوال» كما ذكره الإمام أحمد عن عبد الله بن السائب أن 
رسول الله يك كان يصلّي أربعًا بعد أن تزول الشمسء وقال : «إنها ساعة فح 
فيها أبوابٌُ السماء» وأَحِبٌ أن يصمّد لي فيها عمل صالمٌ». 


وني «السنن»"' أيضًا عن عائشة أن النبي ية كان إذا لم يصل أربعًا قبل 
الظهر صلّاهن بعدها. وقال ابن ماجه: كان رسول الله اة إذا فاتته الأربع قبل 
الظهر صلّاها بعد الركعتين بعد العصر(). 


(۱) برقم »)١19147(‏ وأخرجه ابن أبي شيبة (۸۷۸) والترمذي  )114(‏ واللفظ له 
والنسائي في «الكبرئ» (۳۲۹)ء قال الترمذي: حسن غريب» وصححه الألباني في 
«الأجوبة النافعة» (ص07). 

الترمذي (577) عن عبد الوارث العتكي عن ابن المبارك عن خالد الحذّاء عن 
عبد الله بن شقيق عن عائشة. قال الترمذي: «احسن غريب». ووجه غرابته ماذكره 
الإمام أحمد في «مسائله» رواية أبي داود )۱۸۷١(‏ أن الحديث يرويه غير واحد عن 
خالد به فلا يذكرون فيه هذاء وإنما يذكرون أن النبي َا حافظ علئ أربع قبل الظهر 
وركعتين بعدها. وقال الترمذي أيضًا: «ورواه قيس بن الربيع عن شعبة عن خالد 
الحذاء نحو هذاء ولا نعلم أحدًا رواه عن شعبة غير قيس بن الربيع. وقد روي عن 
عبد الرحمن بن أبي ليلئ عن النبي وك نحو هذا». قلت: قيس ضعيف» وحديثه عند 
أبن ماجه (/116)» وأما مرصل أبن أبي ليلئ فأخرجه ابن أبي شيبة (1:75). 

)۳( كذا في جميع النسخ الخطية؛ ولعله سبق قلم وقع في أصل المصنف. والصواب: «بعد 

الظهر». كما في طبعة الرسالة التي صححت الخطأ. 


۲( 


کر 


o۸ 


وفي «الترمذي2170 عن علي بن أبي طالب قال: كان التي اة يصلّي 


قبل الظهر أربعًا » وبعدها ركعتين. 


ودک إن ماج عن عائفة أيمًا: کان زسول الل علا لازبا 
بن عن عمو 


الظهر» يطيل فيهنَ القيام؛ ويُحين فيهن الركوع والسجود. فهذه_والله أعلم - 
و ST‏ عن بو اماف ا و ان 


(1) 


(۳) 


برقم )٤۲٤(‏ وقال: حسن غريب. وأخرجه مختصرًا ومطولًا أحمد »٦٥۰(‏ ۱۳۷۵ء 
ومواضع أخر) والترمذي .٥۹۸(‏ 249) والنسائي في «المجتبئ» )۸۷٤(‏ و«الكبرئ» 
لاما ۷ ملاع “الى اع لا لاغ ) وابن ماجه .)١١15177‏ ومدار الحديث على 
عاصم بن ضمرة. قال ابن عدي في «الكامل» في آخر ترجمته (۸/ ۱۷۹): 
«وعاصم بن ضمرة لم أذكر له حديثا لكثرة ما يروي عن علي مما ينفرد به ومما لا 
يتابعه الثقاث عليه. والذي يرويه عن عاصم قومٌ ثقاتٌ؛ البَلِيّة من عاصم» ليس ممن 
يروي عنه». وانظر: «المجروحین» لابن حبان (۲/ )١1751764‏ و«البدر المنير» 
(5/”/ء ۷۷). ولكن رد الحافظ في «تهذيب التهذيب» (0/ 44) تضعيفَ عاصم فيما 
يرويه عن علي» وذكر أن ابن عدي إنما تبع الجوزجاني في ذلك» وأن تعصب 
الجوزجانئ علئ أصحاب علي معروف. وسيأتي إنكار شيخ الإسلام ابن تيمية لهذا 
الحديث ووصفه إياه بأنه موضوع تبعًا للجوزجاني. 

برقم »)١١167(‏ وأخرجه الطيالسي )١118٠0(‏ وابن أبي شيبة )٠٠٠۳(‏ وإسحاق بن 
راهويه (7 )١11١‏ وأحمد (75155) من طريق قابوس عن أبيه عن امرأة أرسلها إلى 
عائشة. وأبو قابوس بن أبي ظبيان الجنبي» فيه لين؛ والمرأة التي أرسلها مجهولة. 
ولكن عند الطيالسي : أم جعفر» ولم يذكر أبا قابوس بين ابنه وبين ع المرأة. وانظر: 
«الصحيحة» (۵ ٠‏ ¥( 


۳۹ 


ويوضٌح هذ(): أنَّ سائر الصلوات سَُئُها(؟) ركعتان ركعتان. والفجر مع 
كونها ركعتين» والناس في وقتها أفرَّعٌ ما يكونون(2» ومع هذا سنَّها ركعتان. 
وعلئ هذاء فتكون هذه الأربع قبل الظهر وردًا مستقلًا(؟) سب اتنصاف 
النهار وزوال الشمس. وكان عبد الله بن مسعود يصلَّي بعد الزوال ثمان 
ركعات» ويقول: إِنَّهِنَّ ُعْدَلن بمثلهنٌ من قيام الليل"). وسر هذا _والله أعلم - 
أن اتنصاف النهار مقابلٌ لاتتصاف الليل؛ وأبوابُ السماء تُفْتّح بعد زوال 
الشمس» ويحصل النزول الإلهي بعد انتصاف الليل. فهما وقنا قرب ورحمة 
هذا تَفْتح فيه أبوابُ السماء» وهذا ينزل فيه الرَّبّ تبارك وتعالئ إلى سماء الدنيا. 


وقد روئ مسلم في «صحيحه)(2 من حديث أم حبيبة قالت: سمعت 

ا 1 50 ج 
رسول الله كك يقول: «من صلی اثنتي عشرة ركعة في يوم وليلة بي له بهن 
بيت في الجنة». زاد الترمذي والنسائي فيه: «أربعًا قبل الظهرء وركعتين 


)١(‏ في المطبوع: «ذلك». 

() كع: «ستتها»» وكذا في المطبوع. 

(۳) ماعداق» مب» ن: «(یکون». 

)٤(‏ ص» ج» ق» مبء ن: «ورد مستقل). 

() كيع: «ستة)» ولعله تصحيف. وقد أصلحه بعضهم في ع. 

)00( لم أجده. 

(۷) برقم (۷۲۸). 

(۸) ق: «بنئ الله). 

(9) أخرجه الترمذي )4١6(‏ من طريق سفيان الثوري عن أبي إسحاق عن المسيب بن 
رافع عن عنبسة بن أبي سفيان عن أم حبيبة؛ وقال: حديث حسن صحيح. وأخرجه 
النسائي في «المجتبئ» )۱۸٠۳(‏ و«الكبرئ» )١511/(‏ من طريق زهير بن معاوية عن - 


۳۹۰ 


بعدهاء وركعتين بعد المغرب» وركعتين بعد العشاء. وركعتين قبل صلاة 
الفجر). قال النسائى: «وركعتين قبل العصر» بدل ركعتين بعد العشاءء 


وصحّحه الترمذي. 


وذكر ابن ماجه7(١2‏ عن عائشة ترفعه: «من ثابر على ثنتي عشرة ركعة من 


السَنَةء بني له بيثٌ في الجنّة: أربع" قبل الظهرء وركعتين بعد الظهر9", 
وركعتين بعد المغرب» وركعتين بعد العشاء وركعتين قبل الفجر). 
وذكر أيضًا عن أبي هريرة* عن النبي بيه نحوه» وقال: «ركعتين قبل 


(۱) 


(۳) 
(r) 
(€) 
(6) 


أبي إسحاق به وزهير سمع من أبي إسحاق بأخرّة بعدما اختلط كما قاله أحمد وابن 


معين والرازيان» وعليه فقوله في روايته: «وركعتين قبل العصرا يكون غير محفوظ. 
والمحفوظ لفظ رواية الثوري عن أبي إسحاق. 

برقم »)1١40(‏ وأخرجه الترمذي )١5(‏ والنسائي في «المجتبئ» (17/45, )۱۷۹٥‏ 
و«الكبرئ» »)١51/١(‏ ومداره على المغيرة بن زياد» فيه لين» والحديث ضعفه الترمذي. 
قال أحمد في «العلل» برواية ابنه عبد الله :)5٠١7(‏ «كل حديث رفعه مغيرة بن زياد فهو 
منكر»» وانظر فيه أيضًا (870). وقال النسائي في «الكبرئ» )١41١(‏ عقبه: «هذا خطأ 
(أي ذكر عائشة)» ولعله أراد عنبسة بن أبي سفيان فصحفه». 

كعع: «أربعًا». 

«(وركعتين بعد الظهر؛ ساقط من ص هنا وفي الحديث الأتي. 

«وركعتين بعد المغرب» ساقط من ك» ع» ومستدرك في حاشية ك. 

برقم »)۱۱٤۲(‏ وأخرجه النسائي في «المجتبئ» (۱۸۱۱) و«الكبرئ» )۱٤۸۲(‏ وقال: 
«هذا الحديث عندي خطأء ومحمد بن سليمان ضعيفء وقد خالفه فليح بن سليمان 
فرواه عن سهيل عن أبي إسحاق» أي من حديث أم حبيبة. وكذلك قال أبو حاتم إن 
هذا خطأء وذكر أن الصواب أنه من رواية أم حبيبة. وللمزيد انظر: «العلل» لابن أبى 
حاتم (۲۸۸) و«التاريخ الكبير» )۷/ 0١ ۳V‏ عههعلل الدارقطني» [60١ ٠(‏ ). 


۳۱ 


الفجرء وركعتين قبل الظهرء وركعتين بعده. وركعتين أظنّه قال: قبل العصر 
وركعتين بعد المغربء أظئه قال: وركعتين بعد عشاء الآخرة». 

وهذا التفسير يحتمل أن يكون من كلام بعض الرواة مدرجًا في 
الحديث» ويحتمل أن يكون من كلام النبي ية مرفوعا. والله أعلم. 

وأما الأربع قبل العصرء فلم يصح عنه با في فعلها شيءٌ إلا حديث 
عاصم بن ضَمْرة عن عليٌ» الحديث الطويل أنه بها كان يصلّي بالنهار ست 
عشرةً ركعة: يصلَّي إذا كانت السَّمْسٌ من هاهنا كهيئتها من هاهنا كصلاة 
الظهر أربع ركعات» وكان يصلَّي قبل الظهر أربع ركعات» وبعد الظهر 
ركعتين» وقبل العصر أربع ركعات. وني لفظ': «كان إذا كانت الشمس 
من هاهنا كهيتتها من هاهنا عند العصرء صِلَّْ ركعتين. وإذا كانت الشمس 
من هاهنا كهيئتها من هاهنا عند الظهر صلَّئ أربعًا. ويصلّي قبل الظهر أربعًاء 
وبعدها ركعتين» وقبل العصر أربعًا. ويفصل بين كل ركعتين بالتسليم على 
الملائكة المقرّبين [والنييّين]7") ومن تبعهم من المؤمنين والمرسلين(“. 
وسمعتٌ شيخ الإسلام ابن تيمية ينر هذا الحديث ويدفعه جدًا ويقول: إنه 
موضوعٌ ويذكر عن أبي إسحاق الجوزجاني إنكاره00. 


)١(‏ سبق تخريجه قريبًا. 

(۲) عند أحمد (11/6» )86٠0‏ وابن ماجه )١١751(‏ والبيهقي (7/ 01). 

(۳) من (المسند». 

)٤(‏ كذا في جميع النسخ الخطية» والصواب: «والمسلمين» كما صحح في طبعة الرسالة 
دون تنبيه. ولعل السهو وقع في أصل المصنف» وأبقاه سقوط لفظ «النبيين». 

(6) انظر: كتابه «أحوال الرجال» (ص "5 - 55). 


۳۲ 


وقد رول أحمد وأبو داود والترمذي 2١7‏ من حديث ابن عمر عن النبي 
كله أنه قال: «رحم الله امرأصلَّئ قبل العصر آريعًاء. وقد اختلف في هذا 
الحديث» فصححه”"؟ ابن حبان» وعلّله غيره. فقال ابن أبي حاته(©: 
«سمعت أبي يقول: سألتٌ أبا الوليد الطيالسي عن حديث محمد بن 
مسلم بن المثئّئ عن أبيه عن ابن عمر عن النبي كك: «رحم الله من صل قبل 
العصر أربعًا»» فقال: دع ذا. فقلت: إن أبا داود قد رواه» فقال: قال أبو الوليد: 
كان ابن عمر يقول: «حفظت عن النبئ ية عشرٌ ركعات في اليوم والليلة»؛ 
فلو كان هذا لعدّه. قال أبي: كان يقول: حفظت اثنتي عشرة ركعة». وهذا 
ليس بعلَّة أصااء فإن ابن عمر إنما أخبر عمًا حفظه من فعل النبي ف لم 
يُخبر عن غير ذلك» فلا تنافي بين الحديثين البتة(؟). 


وأما الركعتان قبل المغرب» فلم ينقل عنه بك أنه كان يصلّيهماء وصح 


)١(‏ أحمد(20480) وأبو داود (۱۲۷۱) والترمذي (470) وغيرهم» وحسنه الترمذي 
والألباني في «صحيح أبي داود- الأم» (17/0- ١٠)ء‏ وصححه ابن خزيمة )١١97(‏ 
وابن حبان »)۲٤٥۳(‏ وضعفه ابن القطان «بيان الوهم» .)۷٠١ /٥(‏ فيه محمد بن 
مهران بن مسلم بن المثنئ» قال أبو زرعة في «الضعفاء“ :)۲٠۹(‏ واهي الحديث, وقال 
عمرو بن علي الفلاس: «روئ عنه أبو داود الطيالسي أحاديتٌ منكرة» وكذلك لم يرضّه 
يحيئ القطان». انظر: «البدر المنیر» (5/ ۰۲۸۸ ۲۸۹) ولاميزان الاعتدال» (7””7/5). 
وقال ابن عدي في ترجمته (4/ 377): لاليس له من الحديث إلا اليسير» ومقدار ما له من 
الحديث لا يتبين صدقه من كذبه». 

)۲( كع لاوصححه). 

(۳) في «علل الحديث» (۳۲۲). 

(5) وبنحوه قال ابن الملقن في «البدر المنیر» /٤(‏ ۲۸۹). 


1Y 


غه أت أ اة عليهها: وكان يراه رصارعماء فلم ي]مرهة زلم 
ينههم. . وني «الصحيحين»" عن عبد الله المُرَّنِ عن النبي بيا أنه قال: 
«صلُوا قبل المغرب». قال في الثالثة: «لمن شاء» كراهة أن يتخذها الناس 
سئة. وهذا هوالصواب في هاتين الركعتين: أنبما مستحبًنان(" مندوبٌ 
إليهماء وليستا؟ بسنّة راتبة كسائر السنن الرواتب. 

وكان يصلَي عائّة السّنن والتطوّع الذي لاسبب له في بيته» ولاسيما 
سن المغرب» فإنه لم يقل عنه فعلّها في المسجد البنّة. قال الإمام أحمد في 
رواية حنبل9": السنّة أن يصلي الرجل الركعتين بعد المغرب في بيته. كذا روي 
عن النبى هة وأصحابه. قال السائب بن يزيد9: لقد رأيت الناس في زمن 
عمر بن الخطاب إذا انصرفوا من المغرب انصرفوا جميعًاء حتئ لا يبقئ 
المسجد حت كا لايضلوة تمد المعرب ن بضيرزو ا إلن أملنهه: انتهن 
كلامه. 


فإن صلى الركعتين في المسجد. فهل يجزئ عنه» وتقع موقعها؟ 


)١(‏ جءن: لأصحابه». 
)۲( أخرجه البخاري (۱۱۸۳)» ولم أجده عند مسلم. 
(۳) صءج: (مستحبّة) . 
(5) ماعداق» مب» ن: «ولیست». 
(6) هذه الرواية إلئ آخرها نقلها المؤلف في «بدائع الفوائد» .)٠١١۹ -۱۰۰۸ /٤(‏ 
00 أخرجه الأثرم كما في «التمهيد) لابن عبد البر »)١178/١5(‏ وإسناده صحيح. 
وأخرجه أيضًا ابن نصر في «قيام الليل» (ص١8)»‏ وفي إسناده لين. 
4 غيّره بعضهم في ن إلى: «كأنهم) 
۳٤‏ 


اختلف قوله» فروئ عنه ابنه عبد الله أنه قال: بلغنى عن رجل سمًّاه 
أنه قال لر أن رجلا صل ال ر كتين بعد التغرت فق التسجد ها أجراه. فقال: 
ما أحسن ما قال هذا الرجل» وما أجود ما انتزع! قال أبو حفص: ووجهه أمر 
الب كَلِ. يعني: بهذه الصلاة في البيوت. 

قال له ا وي مو صن نالرت ل الا كون 
عاصيًا؟ قال: ما أعرف هذا. قلت له: يُحكئ عن أبي ثور أنه قال: هو عاص. 
قال: لعله ذهب إلى قول التي يكل: «اجعلوها في بيوتكم»2. 

قال أبو حفص: ووجهّه أنه لو صلى الفرض في البيت وترك المسجد 
أجزأه» فكذلك السئة. انتهئن كلامه. وليس هذا وجهه عند أحمد وإنما 
وجهّه أن السنن لا يشترط لها مكانٌ معيّن ولا جماعةء فيجوز فعلها في البييت 

وفي سنّة المغرب سدَّنَان إحداهما: أن لا يُفصّل بينها وبين المغرب 
بكلام. قال أحمد في رواية الميموني والمرُّوذي: يُستحبٌ أن لا يكون قبل 
الركعتين بعد المغرب إلى أن يصليهما كلام. وقال الحسن بن محمد: رأيت 
أحمد إذا سلّم من صلاة المغرب قام ولم يتكلّم؛ ولم يركع في المسجد قبل 


)١(‏ في «مسائله» (ص4۷)» وبنحوه في «المسند» عقب (7175748). وقد نقل المصنف 
رواية عبد الله بهذا اللفظ مع توجيه أبي حفص العكبري دون تسميته ‏ في «بدائع 
الفوائد» .)١5١9/5(‏ 

)۲( انظر روايته مع توجيه أبي حفص في «البدائع» (5/ )١5١٠١‏ أيضًا. 

)۳( سيأتي تخريجه. 


۳٥ 


«من صل ركعتين بعد المغرب قبل أن يتكلم رُفْعت صلاته في عِليِينَ (١)؛ٍ‏ 
ولأنه يصل النفلّ بالفرض'. انتهئ كلامه. 

والستة الثانية: أن تفل في البيبت. فقد روئ النسائي وأبو داود 
والترمذي(" من حديث كعب بن عُجرة أن النبي كله أت مسجد بني 
a‏ مر ل 
فقال: «هذه صلاة البيوت». ورواه ابن ماجه من حديث رافع بن ديج 


وقال فيه: «اركعوا هاتين الركعتين في بيوتكم». 


(۱) أخرجه عبد الرزاق )٤۸۳۳(‏ وابن أبي شيبة )٥۹۸7(‏ وأبو داود في «المراسيل» (۷۳). 

(۲) هذه الفقرة ة أيضًا في «البدائع» ١6٠ /٤(‏ ). 

(۳) النسائي )٠٠٠١(‏ وأبو داود )٠١٠١(‏ والترمذي »)٠١ ٤(‏ وأخرجه البخاري في 
«التاريخ الكبير» /١(‏ ۱۷۸) وابن خزيمة »)٠٠٠١(‏ فيه إسحاق بن كعب بن عجرة» 
مجهول. والحديث ضعفه الترمذي وقال: «والصحيح ما روي عن ابن عمر قال: كان 
النبي وَل يصلئ الركعتين بعد المغرب في بيته)» وحديث ابن عمر متفق عليه وقد 
سبق. ولحديث كعب شاهد من حديث محمود بن لبید» سيأت بيانه في تخريج 
الحديث الآتي. 

)٤(‏ برقم »)١٠٠١(‏ وأخرجه الطبراني (5745)» كلاهما من طريقين ‏ فيهما لين -عن 
إسماعيل بن عياش عن محمد بن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة عن 
محمود بن لبيد عن رافع بن خديج به. وإسماعيل ضعيف في الرواية عن غير 
الشاميين» وابن إسحاق مدني. ومما يدل على ضعفه ما أخرجه ابن أبي شيبة (5141777) 
وأحمد (7777714) وابن خزيمة )1٠٠١(‏ من طرق صحاح عن ابن إسحاق عن 
عاصم بن عمر عن محمود بن لبيد نة عن النبي وك دون ذكر رافع بن خحديج 
رنه وقد صرح ابن إسحاق بالتحديث عند أحمد» فالحديث حسن أو صحيح 
من مسند محمود بن لبيد. 


۳٦ 


والمقصود أن هدي النبع يك فعل عامّة السٌّدن والتطوّع في بيته» كما في 
«الصحيحين» 2١7‏ عن ابن عمر: حفظتٌ من التب يل عشر ركعات: ركعتين 
قبل الظهرء وركعتين بعدهاء وركعتين بعد المغرب في بيته» وركعتين بعد 
العشاء في بيته» [وركعتين قبل صلاة الصبح](). 

وني صحيح مسلم»" عن عائشة قالت: كان التب يكل يصلي في بيتي 
أربعًا قبل الظهر» ثم يخرج فيصلَّي بالناس. ثم يدخل» فيصلّي ركعتين. وكان 
يصلي بالناس المغرب» ثم يدخل فيصلي ركعتين. ويصلّي7؟) بالناس 
العشاء» ويدخل”0) بيتي فيصلّي ركعتين. 

وكذلك المحفوظ عنه في سنّة الفجرء إنما كان يصلَّيها في بيته كما قالت 
حفصة"). وفي «الصحيحين)" عن حفصة وابن عمر ^ أنه يك كان يصلّي 


)١(‏ ق: «الصحيح». وهو عند البخاري (١۱۱۸)-واللفظ‏ له ومسلم (۷۲۹)» وقد تقدم 
(ص لاه 7). 

(؟) ما بين الحاصرتين من «صحيح البخاري»» وقد زاده بعضهم في هامش ن» وهو ساقط 
من جميع النسخ. 

(9) برقم (۷۳۰). 

8 

(5) ج: «وکان يصلي». 

() ماعداصءج: «ثم يدخل1. 

() أخرجه مسلم (۷۲۳). 

)¥( البخاري (۹۳۷» )١11/7‏ ومسلم (۸۸۲)» وقد تقدم تخريجه ضمن تخريج حديث 

(۸) كذا في جميع النسخ والطبعات القديمة. ولم يرد حديث حفصة في «الصحيحين»» 
فحذف ذكر حفصة في طبعة الرسالة دون تنبيه. وحديثها أخرجه أحمد )55٠5(‏ وابن 
الجارود (7175) وابن خزيمة )١١191(‏ وغيرهم. 


1Y 


ركعتين بعد الجمعة في بيته. وسيأتي الكلام على ذكر سنّة الجمعة بعدها 
والصلاة قبلها عند ذكر هديه في الجمعة إن شاء الله. وهذا موافقٌ لقوله بلا 
«أيها الاس صنُُوا في بيوتكم» فإنَّ أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة»(1). 

وكان هديه َة فعل السنن والتطوّع في البيت إلا لعارض» كما أنَّ هديه 
كان فعل الفرائض في المسجد إلا لعارض من سفر أو مرض أو غيره مما 
يمنعه من المسجد. 

وكان تعاهده ومحافظته على سنّة الفجر أشدّ من جميع النوافل. ولذلك 
لم يكن يدّعها هي والوتر حضرًا ولا سفرّاء وكان في السفر يواظب على سئّة 
الفجر والوتر" دون سائر السنن"» ولم يُنقل عنه في السفر أنه کل صل 
را را 

وكذلك كان ابن عمر لا يزيد علئ ركعتين» ويقول: سافرتٌ مع 
رسول الله“ ها وأبي بكر وعمرء فكانوا لا يزيدون في السفر على ركعتين200. 
وهذا وإن احتمل أنهم لم يكونوا يربّعونء لا أنهه”) لم يصلُوا السنّة؛ لكن قد 


)00 أخرجه البخاري (۷۳۱» ۷۲۹۰) ومسلم (۷۸۱) من حديث زيد بن ثابت وَإْيَدْعَنَهُ. 

(۲) في مب بعده زيادة: «أشدَّ من جميع النوافل» ولعلها من انتقال النظر إلى ما سبق. 

(۳) أماسنة الفجرء فأخرجه مسلم من حديث أبي قتادة )1۸١(‏ وحديث أبي هريرة 
)۳٠١ /۸١(‏ كليهما في قصة النوم عن صلاة الصبح. وأما الوترء فأخرجه البخاري 
0 ومسلم (007) من حديث ابن عمر. 

(5) ص: «مع النبي». 

)( أخرجه البخاري (۱۱۰۲) ومسلم (189). 

(7) مب: «إلا أنهم», وكذا في النسخ المطبوعةء وهو غلط. 


۳A 


ثبت عن ابن عمر أنه سثل عن سنّة الظهر في السفر فقال: لو كنت مسبّحًا 
تممثٌ(١).‏ وهذا من فقهه تف فإن الله سبحانه خمّف عن المسافر(") من 
الرباعية(" شطرهاء فلو شرع له الركعتان قبلها وبعدها كان الإتمام أولئ له. 
وقد اختلف الفقهاء: أي الصلاتين آكد: سنّة الفجر أو الوتر؟ على 
قولين: ولا يمكن الترجيح باختلاف الناس في وجوب الوتر» فقد اختلفوا 
أيضًا في وجوب سئَّة الفجر. وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية يقول: سئّة 
الفجر تجري مجرئ بداية العمل» والوتر خاتمته. ولذلك كان يصلَّي سئّة 
الفجر والوتر بسورتي الإخلاص“ء وهما الجامعتان لتوحيد العلم والعمل؛ 
وتوحيد المعرفة والإرادة» وتوحيد الاعتقاد والقصد. انتهى. 
فسورة (قل هو الله أحدٌّ) متضمنة لتوحيد الاعتقاد والمعرفة» وما يجب 
إثباته للرَّبٌ تعالئ من الأحديّة المنافية لمطلق الشركة( بوجه من الوجوه 
والصَّمديّة المثبتة له جميعٌ صفات الكمال الذي لا يلحقه نقص بوجه من 
الوجوه» ونفي الولد والوالد الذي هو من لوازم صمديّته210 وغناه وأحديّته» 
ونفى الكفء المتضمّن لنفى التشبيه والتمثيل والنظير. فنضمّنت السورةٌ 
اكل كمال له رفي كل نفس موقن ات اة 


)١(‏ أخرجه مسلم (1۸۹) وهو جزء الحديث السابق. 

(؟) صء ق: «علئ المسافر»» وفي ك ع: «على المسافرين». 

(۴) ع: «الرباعيات». 

(5) انظر نحوه دون ذكر شيخ الإسلام في «بدائع الفوائد» /١(‏ 45 ؟). 
(5) مب: «المشاركة). 

(7) صء ج: «... الوالد المقرّر لكمال صمديّته؛. 


۳۹ 


كماله» ونفي مطلق الشريك عنه. وهذه الأصول هي مجامع التوحيد العلمي 

الاعتقادي(١)‏ الذي يباين صاحبه جميعٌ فِرّق الضلال والشرك. 
ولذلك كانت تيال ثلث القرآت؛ فإن القرآن مدارة عله لفن والإنقتاء, 

والإنشاء ثلاثة: : أمرٌء وغه وإباحة. والخبر نوعان: خير عق الخالق تال 

وأسمائه وصفاته وأحكامه. وخر عن خلقه. فأخلصت سورة الإخلاص 
للع وع أسماته وض غات فدات فلك الق ران وختصت قا رها 
المؤمنّ بها من الشرك العلميء كما خلّصته سورة (قل ياأيها الكافرون) من 

الشرك العملي الإرادي القصدي. ولما كان العلم قبل العمل» وهو إمامه. 

وقائده وسائقه والحاكم عليه؛ ومُزِلُه منازلّه» كانت سورة (قل هو الله أحدٌ) 

تعدل ثلث القرآن. والأحاديث بذلك تكاد تبلغ مبلغ التواتر. وسورة (قل 

ياأيها الكافرون) تعيل ربع القرآن» والحديث بذلك في الترمذي7" من رواية 
ابن عباس يرفعه: «(إذا زلزلت) تعدل نصف القرآن و(قل هو الله أحدٌ) تعدل 
ثلث القرآن» و(قل ياأيها الكافرون) تعدل ربع القرآن». ورواه الحاكم في 

«المستدرك» وقال: صحيح الإسناد. 
ولما كان الشرك العمليٌ الإراديٌ أغلبَ على النفوس لأجل متابعتها 

هواهاء وكثيرٌ منها ترتكبه(2 مع علمها بمضرّته وبطلانه» لما لها فيه من نيل 

الأغراضء وإزالتُه وقلح منها أصعب وأشدٌ من قلع الشرك العلمي وإزالته 

)١(‏ ص: «والاعتقادي». 

(۲) برقم (18454) وضعفه. وأخرجه ابن الضريس في «فضائل القرآن» (ص"؟١1١-‏ دار 
الفكر» دمشق) والحاكم )253/١(‏ والبيهقي في «شعب الإيمان» (785؟). وقال 
الألباني: منكر. انظر: «الضعيفة» (17857). 

(۳) صء ج» ق» مب: (يرتكبه!. 


۷۰ 





لأنَ هذا يزول بالعلم والحجّة ولا يمكن صاحبّه أن يعلم الشيء على غير ما 
هو عليه؛ بخلاف شرك الإرادة والقصد. قز ا ركيت يدنه لكك 
على بطلانه وضرره» لأجل غلبة هواه» واستيلاء سلطان 2١7‏ الشهوة والغضب 
على نفسه. فجاء من التأكيد2'(7 والتكرير في سورة (قل ياأيها الكافرون) 
المتضمّنة لإزالة الشرك العمليء ما لم يجئ مثله في سورة (قل هو الله أحدٌ). 
ولما كان القرآن شطرين: شطرًا في الدنيا وأحكامهاء ومتعلّقاتهاء 
والأمور الواقعة فيها من أفعال المكلّفين وغيرها؛ وشطرًا في الآخرة وما يقع 
فيهاء وكانت سورة (إذا زلزلت) قد أخلصت من أولها وآخرها لهذا الشطرء 
فلم يذكر فيها إلا الآخرة وما يكون فيها من أحوال الأرض وشگانہا= كانت 
تعدل نصفت القرآن فآخْرِ( بهذا الحديث أن يكون صحيحًا. والله أعلم. 


ولهذا كان يقرأ بهاتين السورتين في ركعتي الطواف» لأنهما سورتا 
الإخلاص والتوحیدء وكان00) يفتتح بهما عمل النھارء ويختمه0) بهما0", 


)١(‏ لفظ «سلطان» ساقط من ك ع. 

(؟) ماعداق» مب» ن: «فجاء التوكيد». 

(۳) ص: «فأخبر»» تصحيف. 

)€( كما ورد في حديث جابر الطويل في وصف حجته و عند مسلم .)١517/1١11١4(‏ 

(5) ماعداق» مب» ن: «فکان؟. 

(5) ماعداق» مب»ن: ااويختم». 

)۷( لعله أراد حديث ابن عمر الذي رواه أحمد (207/57) والنسائي في «المجتبئئ» (197) 
و«الكبرئ» )٠١١١(‏ وغيرهما. ولفظه: «رمقت النبي ب أربعًا وعشرين أو خمسًا 
وعشرين مرة يقرأ في الركعتين قبل الفجر والركعتين بعد المغرب (قل يا أيها 
الكافرون) و(قل هو الله أحد). وقد اختلف فيه على أبي إسحاق» وقد أورده الألبانٍ - 


۳۷۱ 


ويقرأ مهما في الح الذي هو شعار التوحيد. 

وكان ية يضطجع بعد سنّة الفجر على شِقَّه الأيمن. هذا الذي ثبت عنه 
في «الصحيحين»(١2‏ من حديث عائشة. 

وذكر الترمذي(" من حديث أبي هريرة عنه اة أنه قال: «إذا صل أحدكم 
الركعتين قبل صلاة الصّبحء فليضطجع على جنبه الأيمن». قال الترمذي: 
حديثٌ صحيحٌ غريبٌ. وسمعت(" شيخ الإسلام ابن تيمية ‏ قدّس الله روحه ‏ 


يقول: هذا باطلٌّ» وليس بصحيح» وإنما الصحيح عنه الفعل لا الأمرٌ بهاء وهذا 
انفرد به عبد الواحد بن زیاد» وغلط فيه؟). انتهی. 


وذكر ابن أبي شيبة2©0 عن أبي الصدّيق الناجي أنَّ ابن عمر رأئ قومًا 


= في (الصحيحة" (۳۳۲۸). 

.07795( ومسلم‎ )581١ 11501111 24945 ,5155( أخرجه البخاري‎ )١( 

(۲) برقم »)57١(‏ وأخرجه أحمد (958) وأبو داود (۱۲۹۱) وابن خزيمة )١1١7١(‏ 
وابن حبان )۲٤۹۸(‏ والبيهقي (۳/ 55). في إسناده عبد الواحد بن زیاد» له مناكير» 
وهذا منهاء انظر التعليق علئ كلام شيخ الإسلام الآتي. 

۳( ص» ج: الفسمعت1. 

(5) قال الذهبي في «ميزان الاعتدال» في ترجمة عبد الواحد بن زياد (۲/ 51/7): «...أحد 
المشاهير» احتجا به في الصحيحين» وتجتبا تلك المناكير التي نقمت عليه؛ فيحدث 
عن الأعمش بصيغة السماع» عن أبي صالح» عن أبي هريرة» قال رسول الله يَكِِ: إذا 
صلئ أحدكم الركعتين قبل الصبح فليضطجع على يمينه...٠.‏ 

)ه( برقم (25565)» وأخرجه البيهقي (57/7). وفيه زيد العمي وهو ابن الحواري» 


صعفا. 


VY 


اضطجعوا بعد ركعتي الفجرء فأرسل إليهم» فنهاهم. فقالوا: نريد بذلك 
الستة. فقال ابن عمر: ارجع إليهم» فأخبرهم أنها بدعة. 

وقال آبومجلّز(): یالت ابن عمر عنهاء فقال: يتلعّب0(" بكم 
الشيطان. 


وقال ابن مسعود": ما بال الرجل إذا صلّى الركعتين يتممّكُ كما 
يتمكّكُ الحمار! إذا افك فقد] قَصَّل40). 


وأما ابن حزم ومن تابعه فإِنَّهُم يوجبون هذه الضّجعة» ويُبطل ابن حزم 
صلاة من لم يضطجعها لهذا الحديث؛ وهذا مما انفرد به عن الأمة. ورأيتٌ 
فا مجلا عض اجان فة تر فة هذا المذعث: 


وقدذكرعبد الرزاق في «المصنف» عن معمَر»عن أيوب»عن 


)١(‏ أخرجه ابن أبي شيبة »)540٠0(‏ وإسناده ثقات. 

(؟) من ص»ج» وكذا في مصدر النقل. وفي ك» ن: «يلعب»» ولم ينقط في ق٠ءع.‏ 

(۳) في طبعة الرسالة تبعًا للفقي: «ابن عمر»» وهو غلط. والأثر أخرجه ابن أبي شيبة 
(254)» وفي إسناده حماد» ولعله ابن أبي سلیمان» وفيه لين. 

(5) ما بين الحاصرتين من مصدر النقل. ويعني أن السلام يكفي للفصل بين سنة الفجر 
وفريضته» فلا حاجة إلى هذه الضجعة من أجل الفصل. وفي ك»ع؛ ق» مب» ن: 
«يفعل كما يفعل الحمار إذا تمعّك» وكذا في النسخ المطبوعة غير الهندية. ويظهر لي 
أن «تمعّك» في هذه النسخ تحريف «فصل»» فلما فسد السياق بهذا التحريف غيّروا 
«يتمعّك» إلى «يفعل» في الموضعين. والمثبت من ص»ج موافق لما في «مصنف ابن 
أبي شيبة». 

)2( «فيها» ساقط من ق» مب. 

(5) برقم »)٤۷۱۹(‏ وأخرجه ابن أبي شيبة ( ۰٦٤٤٩‏ 54141) من طرق عن ابن سيرين د 


زفضنا 


ابن سيرين» أن أبا موسئ ورافع بن حديج وأنس بن مالك كانوا يضطجعون 
عند ركعتي الفجرء ويأمرون بذلك. 


وذكر(١)‏ عن معمرء عن أيوب» عن نافع أن ابن عمر كان لا يفعله 

ويقول: كفئ بالتسليم. 
:< (0) 3 َ 

وذكر عن ابن جريج: أخبرني من أصدق أن عائشة كانت تقول: إن 
ابن عمر يَحْصِبِهمِ إذا رآهم يضطجعون علئ أيمائههم9©. 

وقدغلا في هذه الضجعة طائفتان» وتوسّطت فيها ثالفة. فأوجبها 
جماعةٌ من أهل الظاهرء وأبطلوا الصلاة بتركها كابن حزم ومّن وافق(). 
وكرهها جماعة من الفقهاء» وسمّوها بدعةً. وتوسّط فيها مالك وغيره» فلم 
يروا بها بأسّا لمن فعلها راحةً» وكرهوها لمن فعلها استنانًا. واستحيّها طائفة 
على الإطلاق» سواءٌ استراح بها أو لاء واحتجُوا بحديث أبي هريرة. 


والذين كرهوهاء منهم من احتج بآثار الصحابة كابن عمر وغيره» حيث 


= عنه» وإسناده أئمة. وذكره أيضًا ابن حزم في «المحلیٰ» (۲/ ۱۹۸) من طريق 
الحجاج بن منهال عن جرير بن حازم عن ابن سيرين بنحوه. 

)١(‏ برقم )٤۷۲۰(‏ من قول ابن عمر: «لا نفعله»» وإسناده أئمة. 

.)٤۷۲۲( برقم‎ )۲( 

)۳( قول المصنف: «وأما ابن حزم ومن تابعه...» إلى هنا وقع في ق» مب» ن قبل اوذكر 

)€( ما عدا صء ج: «طائفة ثالثة». 

)022( «کابن حزم ومن وافقه» لم يرد في صء ج. 


V٤ 


كان يحصِبٌ مَن يفعله(١).‏ ومنهم من أنكر فعل التب يل لهاء وقال: 
الصحيح أن اضطجاعه كان بعد الوتر وقبل ركعتي الفجر» كما هو مصرّحٌ به 
في حديث ابن عباس. 
قال : وأما حديث عائشة فاختلف على ابن شهاب فيه» فقال مالك( 
- 
عنه: «فإذا فرغ يعني من قيام الليل -اضطجع على شقةه الأيمن حتى يأتيه 
E 7 9‏ ع ع > ل فك ا 
المؤذن» فيصلي ركعتين خفيفتين». فهذا صريحٌ أن الضجعة قبل سنة الفجر. 
وقال غيره؟) عن ابن شهاب: «فإذا سكت المؤدّن من أذان الفجرء وتبيّن له 
: د قن > ١‏ ع 
الفجرء وجاءه المؤذن- قام» فركع ركعتين خفيفتين» ثم اضطجع على شقه 
الأيمن». قالوا: وإذا اختلف أصحاب ابن شهاب» فالقول ما قال مالك لأنه 
قال الآخرون: بل الصواب في هذا مع من خالف مالكًا. قال أبو بكر 
الخطيب220: روئ مالك عن الزهري» عن عروة» عن عائشة: «كان النبي َل 
0 ا & es‏ 
يصلي من الليل إحدئ عشرة ركعة» يوتر منها بواحدة. فإذا فرغ منها اضطجع 
على شقه الأيمن حتى يأتيه المؤذن» فيصلٌّى ركعتين خفيفتين». وخالف 
- 0 5 1 3 ع 
مالكا عقيل ويونس وشعيب وابن أبي ذئب والأوزاعي وغيرهم» فرووا عن 


)١(‏ ق»مبءن: «فعلها». 

(۲) انظر: «الاستذکار» (۲/ -٩٥‏ 4۷). 

(۳) في «الموطأ» .)١١١(‏ 

(4) مثل شعيب بن أبي حمزة عند البخاري )1۲١(‏ ومعمر بن راشد كذلك »)1۳٠١(‏ 
وعمرو بن الحارث عند مسلم .)١١۲ /۷۳١(‏ 

)٥(‏ في «كتاب القنوت» له» لعله. 


Vo 


2 ٠. 5 لان‎ e 
الزهري أن النبى َيه كان يركع الركعتين للفجر» ثم يضطجع على شقه‎ 
الأيمن حتئ يأتيه المؤدّنء فيخرج معه. فذكر مالك أنَّ اضطجاعه قبل‎ 
ركعتي الفجر وفي حديث الجماعة أنه يضطجع بعدهماء فحكّم العلماء أنَّ‎ 
مالكًا أخطأ وأصاب غيره. انتهئن كلامه).‎ 
وقال أبو طالب: قلت لأحمد: رڈ أبو الصَّلْتء عن أبى كُدينة» عن‎ 
سهيل [بن أبي صالح عن أبيه]7؟2 عن أبي هريرة» عن النبي با أنه اضطجع‎ 
بعد ركعتي الفجر. قال: شعبة لا يرفعه. قلت: فإن لم يضطجع» عليه شي2؟‎ 
قال: لاء عائشة ترويه وابن عمر ينكره. قال الخلال: وأنبأنا المرّوذي20) أن‎ 
أبا عبد الله قال: حديث أبى هريرة ليس بذاك. قلت: إن الأعمش يحدّث به‎ 
عن أبي صالح» عن أبي هريرة. قال: عبد الواحد وحده يحدّث به. وقال‎ 
إبراهيم بن الحارث: إن أبا عبد الله سئل عن الاضطجاع بعد ركعتي الفجر‎ 
قال: ما أفعله. وإن فعله رجلٌ فحسنٌ. انتھی).‎ 


فلو كان حديث عبد الواحد بن زياد» عن الأعمشء عن أبى صالح 


)١(‏ بعده في ك»ع زيادة: «كان». 

(۲) «انتهئ كلامه؛ لم يرد في صء ج. 

(۳) كيع: «أنبأنا». 

(5) زيادة من «سنن النسائي الكبرئ». وقد زادها الفقي في نشرته على الصواب» ولكن 
دون تنبيه ودون معقوفين. وكذا في طبعة الرسالة. 

(5) في النسخ المطبوعة: «المروزي!» تصحيف. 

)٦(‏ لفظ «انتھی» من ق» مبء ن. وانظر: لامسائل ابن هانۍ» (ص179١)‏ ولامسائل 
الكوسج» (۲/ .)٦١١‏ 


۳Y 


صحيحًا عنده» لكان أدنئ درجاته عنده الاستحباب. وقد يقال: إن عائشة 
روت هذا وهذاء فكان يفعل هذا تارةً وهذا تارةٌ» فليس في ذلك اختلاف()» 
فإنه من المباح» والله أعلم. 

وني اضطجاعه على شق الأيمن سل وهو أنَّ القلب معلّقٌ في الجانب 
الأيسرء فإذا نام الرجل على الجانب الأيسر استثقل نومّاء لأنه يكون في دعة 
واستراحة» فيثقل نومه. فإذا نام على الشّّ الأيمن» فإنه يقلق ولا يستغرق في 
النوم» لقلق القلب. وطلب مستقرٌه من الصدر”'» وميله إليه. ولهذا تستحبٌ 
الأطَِّاءُ النوم على الجانب الأيسرء لكمال الراحة وطيب المنام". وصاح 
الشرع يستحِبٌ النوم على الجانب الأيمنء لثلا يثقل في نومه» فينام عن قيام 
الليل. فالنوم على الجانب الأيمن أنفع للقلب» وعلئ الأيسر أنفع للبدن. 
والله أعلم. 

فصل 
في هديه َا في قيام الليل 

وقد السب السلف والغلف ل اكداجل قاو فر ما علي ام 10 
والطائفتان احتجُوا بقوله تعالا: «رَمِ نالل هښد ب بيه تفل أ 4 [الإسراء: 
9. قالوا: فهذا صريحٌ في عدم الوجوب. 


قال الآخرون: أمّره بالتهجّد في هذه السورة» كما أمَره به في قوله: : تاي 


)١(‏ ق: ه«خلاف». 
)۲( ق» مب» ن: «وطلبه مستقرّه). 
(۳) وانظر ما يأتي في المجلد الرابع (ص٥٤۳» .)٠١‏ 


VY 


هج سل 


الل وي € [المزمل: ۲-۱]ء ولم يجئ ما ينسخه عنه. وأما قوله: « اة 
43 تلواكاد المراة به لفاو » ليحك ا وإنماالمراد 
بالنافلة: الزيادة» ومطلق الزيادة لا يدل على التطوّع . قال تعالى: # وَوَعبنَاله2 
9 ریوب افا 4 [الأنبياء: ۲ أي زيادةً على الولد. وكذلك النافلة في 
تهجد الي يك زيادةٌ في درجاته وني أجره» ولهذا خصّه بها؛ إن قيام الليل في 
حق غيره ماح ومكمّرٌ للسيئات. وأما اليكل فقد غفر الله له ما تقدَّم من 
ذنبه وما تأَخَرءِ فهو يعمل في زيادة الدرجات وعلرٌ المراتب» وغيرٌه يعمل في 
التكفير. 

قال مجاهد: إنما كان نافلةً للت يك لأنه قد غَفِر له ما تقدَّم من ذنبه وما 
تأحر» فكانت طاعاته(" نافلةً أي زيادةً في الثواب» ولغيره كمّارةٌ لذنوبه. قال 
ابن المنذر في «تفسيره»": حدثنا علي» عن أبي عبيد(» حدثنا حجاج» 


)١(‏ كع مب ن: «مباح»» وكذا في النسخ المطبوعة» وهو تحريف. 

)۲( كع: «طاعته). 

(۴) كما في «الدر المنثور» (۹/ ١١٤)ء‏ وكذلك أخرجه محمد بن نصر في «قيام الليل» 
(ص۳۳- المختصر). وأخرجه أيضًا ابن جرير الطبري في «تفسيره» (۱۷/ 0170) من 
طريق حجاج (المصيصي) به» والبيهقي في «الدلائل» (۵/ )٤۸۷‏ من طريق آخر عن 
عبد الله بن كثير به. 

(5) كوع: «أنبآنا» هنا وفيما يأتي. 

(0) كذا في الأصول والطبعة الهندية. وعلي هو ابن عبد العزيز البغوي صاحب أبي عبيد. 
يروي عنه ابن المنذر في «تفسيره» كثيرًا. وني مب: «علي بن أبي عبيد» وكذا في الطبعة 
الميمنية وهو خطأء فأصلحه الفقي: «يعلئ بن أبي عبيد وتابعته طبعة الرسالة. 


VA 


عن ابن جريج» عن ابن كثير(١)»‏ عن مجاهد قال: ما سوئ المكتوبة» فهو 
نافلة له من أجل أنه لا يعمل في كفارة الذنوب. وليست للناس نوافل» إنما 
هي للتبي لاه خاصّة» والناس جميعًا يعملون ما سوئ المكتوبة لذنوبهم في 
1 

كفاراتها. 


حدثنا(') محمد حدثنا نصر ۳ء حدثنا عبد حدثنا عمر بن سعد (0) 
وقييصة» عن سفيان» عن أبي عثمان» عن الحسن في قوله: «وَمِنَألْيَلٍ فته جد 
بد اة أك € [الإسراء: ۷۹] قال: لا يكون نافلةً إلا للش لا 


وذكِر عن الضحاك قال: نافلة للنبى ب حاصًة. 


وذگر سليمان بن حيّان" قال: حدثنا أبو غالب» حدّثني أبو أمامة» قال: 


)١(‏ ق» مبء ن: «أبي كثير»ء تحريف. 

(؟) كوع: «أنبأنا». والقائل هو ابن المنذر في اتفسيره". وأخرجه أيضًا محمد بن نصر في 
«قيام الليل» (ص”77- المختصر). 

(؟) في طبعة الرسالة: «محمد بن نصر» خلافا لطبعة الفقي وغيرهاء وهذا التصرف مبني 
على التوهم بأن المقصود محمد بن نصر المروزي» وأن المؤلف صادر عن كتابه 
«قيام الليل» لإحالة السيوطي في «الدر المنثور» عليه. 

)٤(‏ ص: «عبيدا» تصحيف. 

(5) ك»ع: «سعيداء تصحيف. وكذا كان في الطبعة الهندية» فغيّر في الطبعة الميمنية إلى 
«عمرو عن سعيد» وتابعتها النشرات الأخرئ. 

(5) لم أقف عليه. 

(۷) غير في طبعة الرسالة ‏ دون تنبيه ‏ إلئ: اسليم بن حيان» كما في #المسند» واشعب 
الإيمان»» وهو ثقة. ونبه محققو «المسنده على أنه تحرّف اسمه عند الطبراني إلى 
«سلیمان»» وسليمان بن حيان هوأزدي» صدوق يخطى. والأثر أخرجه أحمد- 


۴⁄۹ 


اوت الهو مؤاضعة قحك مرا لك فاد قت نمل كانت كك 
فضيلةً وأجرًا. فقال له رجلٌ: يا أبا أمامة» أرأيت إن قام يصلَّي تكون له نافلة؟ 
قال: لاء إنما النافلة للنبى وَل كيف تكون له نافلة» وهو يسع في الذنوب 
والخطايا؟ تكون له فضيلة وأجرًا. 
قلت: والمقصود أن النافلة في الآية» لم يُرد بها ما يجوز فعله وتركه 
كالمستحَبٌٌ والمندوبء وإنما المراد بها الزيادة في الدرجات» وهذا قدرٌ 
مشترلكٌ بين الفرض والمستحَبٌٍ» فلا يكون قوله: « فة لَك € نافيا لما دلّ 
عليه الأمر من الوجوب. وسيأتي مزيد بيان لهذه المسألة إن شاء الله عند ذكر 
ولم يكن وَل يدع قيام الليل حضرًا ولا سفرًا. وكان إذا غلبه نومٌ أو وجعٌ 
صلى من النهار ثنتي عشرة ركعة7١2.‏ فسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية يقول: 
کہ 0 2 
في هذا دليل على أن الوتر لا يُقضئ لفوات محله»ء فهو كتحيّة المسجد 
وضلا الكسوق والاأضقاء و برها لأن المقضو ديه أن يكون اخرصلاة 
الليل وترّاء كما أن المغرب آخر صلاة النهار. فإذا انقضئ الليل وصليت 
)١7145( =‏ والطبراني (177/4) من طريق سليم بن حيان به» وذكره البيهقي في 
«شعب الإيمان» عقب (7015). وأخرجه أيضًا الطيالسي )١771(‏ والبيهقي في 
«شعب الإيمان» (7075) من طريق حماد بن سلمة عن أبي غالب به. فيه أبو غالب 
البصري صاحب أبي أمامة» فيه لين وقد اضطرب في هذا الحديث. وللتفصيل انظر: 
التعليق على «المسندا. 
)00( أخرجه مسلم (57/) من حديث عائشة كتا 
3( نقل المؤلف قول شيخه في «أعلام الموقعين؟ (7/ ۳۳۷) أيضًا. وانظر: المجموع = 


۳۸۰ 


وقد روئ أبو داود وابن ماجه(١2‏ من حديث أبي سعيد الخدري عن 
ا 5 8 8 7 ا 0 : 
النب ككِّ: «من نام عن الوتر أو نسيه فليصل إذا أصبح أو ذكر»ء ولكن لهذا 
الحديث عدَّة علل: 


أحدها: أنه من رواية عند الحم ينزيد بن سل وهو ضعيف. 

الثاني: أن الصحيح فيه أنه مرسلٌ عن أبيه عن النبي بل قال الترمذي: 
هذا أصحٌ» يعني المرسل. 

اال أن ابن ا جک هن و بن عه ان روق یت 
أبي سعيد الصحيح أن النبي كَل قال: «أوتِرُوا قبل أن ثَصبحوا»» قال: هذا 
الحديث دليلٌ على أن حديث عبد الرحمن وأو(2). 


= الفتاوئ» (41/77) و«اختيارات البعلي» (ص74). 

(۱) آما أبو داود )۱٤۳١(‏ فمن طريق أبي غسان محمد بن مطرف المدني عن زيد بن 
أسلم عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري. وأخرجه أيضًا الدراقطني (۱۹۳۷) 
والحاكم (۱/ 707) والبيهقي (۲/ )٤۸١‏ من هذا الطريق» وإسناده صحيح. وأما ابن 
ماجه فبرقم (۱۱۸۸)ء وأخرجه أيضًا أحمد )١١775(‏ والترمذي (514)» كلهم من 
طريق عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد 
الخدري به» وعبد الرحمن ضعيف. والحديث صححه الألباني في (صحيح أبي 
داود- الأم» /٥(‏ 176). وانظر: «الإرواء» (؟/ .)١165 ٥۳‏ 

(۲) بعد أن أخرجه برقم (4757). 

(۳) عقب (۱۱۸۹). 

)0 أخرجه مسلم (5 .)۷١‏ 

)٥(‏ يشكل عليه طريق أبي داود المذكور في تخريج الحديث السابق» وإسناده صحيح. 
ولكن ضعّف ابن رجب إسناده في «فتح الباري» (7/ )١184‏ دون بِيّنة. وكذلك تعقب - 


۳۸۱ 


وكان قيامه َه بالليل إحدئ عشرة ركعة أو ثلاث عشرة ركعة(١2:‏ كما 
قال ابن عباس وعائشة» فإنه ثبت عنهما هذا وهذا. ففي «الصحيحين»77) 
عنها: «ما كان رسول الله َة يزيد في رمضان ولا غيره على إحدئ عشرة 
ركعة». وني «الصحيحين»72) عنها أيضًا: كان رسول الله اة يصلّي من 
الليل ثلاث عشرة ركعة» يوتر من ذلك بخمس.ء لا يجلس في شيء إلا في 
آخرهنً). ۰ 

والصحيح عن عائشة: الأول» والركعتان فوق الإحدئ عشرة هما ركعتا 
الفجر. جاء ذلك عنها ميا في هذا الحديث نفسه: «كان رسول الله اة يصلّي 
ثلاث عشرة ركعة بركعتي الفجر)ء ذكره مسلم في «صحيحه)(؟). وقال 
البخاري220 في هذا الحديث: «كان رسول الله يك يصلّي بالليل ثلاث عشرة 
رکف نو يشل ناسيم الا ار ر م ترص ادرف 
«الصحيحين» عن القاسم بن محمد قال: سمعت عائشة تقول: «كانت 
صلاة رسول الله َيه من الليل عشر ركعات» ويوتر بسجدة» ويركع ركعتي 


= ابن رجب رد محمد بن يحيئ الحديث السابق بحديث مسلم المذكور آنقًا وقال: 
«وليس كذلك. فإن الأمر بالإيتار قبل الصبح أمر بالمبادرة إلى أدائه في وقته» فإذا فات 
وخرج وقته ففي هذا الأمرٌ بقضائه» فلا تنافي بينهما...؟. 

)١(‏ لفظ «ركعة» ساقط من ن. 

(۲) البخاري »۱۱٤۷(‏ 707935017) ومسلم (۷۳۸). 

(۳) مسلم (۷۳۷) بهذا التمام» وأما البخاري فمختصرًا .)١١50(‏ 

{¥ /۷۳۸ ۰۱۲٤ /۷۳۷( برقم‎ 25) 

(0) برقم (۱۱۷۰). 

(5) مسلم (۷۳۸/ ۱۲۸)» لم أجده عند البخاري. 


FAY 


الفجرء وذلك ثلاث عشرة ركعة». فهذا مفسر مبيرة. 


وأما ابن عباس» فقد اختلف عنه(١‏ 2 ففي «الصحيحين)" عن أبي 
جمرة عنه: كانت صلاة النبى بي ثلاث عشرة ‏ يعنى بالليل». لكن قد جاء 
هذا عنه مفسّرًا أنها بركعتي الفجر. قال الشعبي: سألت عبد الله بن عباس 
وعبد الله بن عمر عن صلاة رسول الله َك بالليل» فقالا: اثلاث عشرة» منها 
ثمان» ويوتر بثلاث» وركعتين بعد الفجر )0 . 


وفي «الصحيحين»20) عن كريب عنه في قصّة مبيته عند خالته ميمونة 
بنت الحارث أنه لاء صل ثلاث عشرة ركعةً» ثم نام حتئ نفخ. فلما تبيّن له 
الفجر صلی ركعتين خفيفتين. وني لفظ (): «فصلَّى ركعتين» ثم ركعتين» ثم 
ركعتين» ثم ركعنين: ثم ركعنين؛ ثم ركنتينه ثم أوتر: ثم اضطجع خن جام 
المؤدّنء فقام» فصل ركعتين خفيفتين. ثم خرج» فصل الصبح». 


(1) ق: (عليه). 

(۲) البخاري (۱۱۳۸) ومسلم (0755. 

(۳) أي بعد دخول وقت الفجرء وهما ركعتا الفجر. وفي ن: «قبل صلاة الفجره» وكذا في 
النسخ المطبوعة. ولعله تصرف من بعض الناسخين. 

)٤(‏ أخرجه ابن ماجه(17*51١)‏ من طريق محمد بن عبيد بن ميمون عن أبيه عن 
محمد بن جعفر عن موسئ بن عقبة عن أبي إسحاق عن الشعبي به؛ وعبيد بن 
ميمون مستور. وأخرجه النسائي في «الكبرئ» (8: 5) والطبراني (941/17) من 
طريقين عن سعيد بن أبي مريم عن محمد بن جعفر به» وأسانيدهما جيدة» غير أن أبا 
إسحاق لم يصرح بالسماع. 

.)188 البخاري (/5715059) ومسلم (57ل/ا/‎ )٥( 

() البخاري (۱۸۳) ومسلم (57/ا/ ۱۸۲). 


TAY 


فقد حصل الاتفاق على إحدئ عشرة ركعة» واختلف في الركعتين 
الأخيرتين :2١(‏ هل هما ركعتا الفجر أو هما غيرهما؟ 
فإذا انضاف ذلك إلى عدد ركعات الفرض والسنن الراتبة التي كان يحافظ 
عليها- جاء مجموع ورده الراتب بالليل والنهار أربعين ركعة» كان يحافظ عليها 
دائمًا: سبعة عشر فرضًاء وعشر ركعات أو تا عشرة س راتبة وإحدى عشرة 
أو ثلاث عشرة ركعة قيام الليل» فالمجموع أربعون. وما زاد على ذلك فعارش 
غير راتب» كصلاة الفتح ثمان ركعات» وصلاة الضحئ إذا قدِم من مغيبه 
وصلاته عند من يزوره» وتحية المسجد» ونحو ذلك. فينبغي للعبد أن يواظب 
على هذا الورد دائمًا إلى الممات» فما أسرٌ رَعَ الإجابة وأعجَلّ فح الباب لمن 
يقرعه كلّ يوم وليلة أربعين مرةً! والله المستعان. 
فصل 
في سياق صلاته بالليل ووتره 
ذكر لات أول الليل©: قالت عائشة: «ما صلَّ رسول الله يكن 
العشاء قط فدخل عليٌء إلا صلی آربح ركعات أو ست ركعات. ثم يأوي 
4 
إلى فراشه». وقال ابن عباس لما بات عنده: «صلَّى العشاء ثم جاء» فصل 
[أربعًا](٤ء‏ ثم نام». ذكرهما آبو داو( . 


)١(‏ ويحتمل قراءة «الآخرتين». 

(؟) ك»ع: «صلاة». وكذا في المطبوع. 

(9) في النسخ المطبوعة جعل هذا جزءا من عنوان الفصل بزيادة واو العطف قبل «اذكر). 
() زيادة لازمة من «الستن». 

(5) أما حديث عائشة فبرقم (۱۳۰۳)»ء وأخرجه أحمد (4705 ؟) والنسائي في «الكبرئ» - 


Af 





وكان إذا استيقظ بدأ بالسواك ثم يذكر الله وقد تقدَّم ذكرٌ ما كان يقوله 
١‏ د 

عند استيقاظه ثم يتطهر» ثم يصلي ركعتين خفيفتين؛ كما في اصحيح 
مسلم0 2١7‏ عن عائشة» قالت: كان رسول الله ية إذا قام من الليل افتتح 

وأمر بذلك في حديث أبي هريرة» فقال: «إذا قام أحدكم من الليلء 
فلیفتتح صلاته بركعتين خفيفتين». رواه مسله("). 

وكان يقوم تارة إذا اتتصف الليلء أو قبله بقليلء أو بعده بقليل. وربما 
كان يقوم إذا سمع الصّارخ» وهو الدّيك» وهو إنما يصيح في النصف الثاني. 


= (90") وليس فيه: «ثم يأوي إلى فراشه). وفي إسناده مقاتل بن بشير العجلي - 
الراوي عن عائشة» مجهول. وقد تابعه زرارة بن أو عند أبي داود (1157- 
4» وهو عند أحمد (59094417) إلا أن فيه أنه كان يصلي ركعتين. قال ابن 
عبد الهادي في «المحرر؛ :)۳٠۸(‏ «وفي سماع زرارة عن عائشة نظرا. ورجح 
الدارقطني في «علله» (/7””51) أن زرارة يرويه عن سعد بن هشام عن عائشةء وهكذا 
أخرجه أبو داود )۱۳٤۹(‏ وأحمد )١0988(‏ ولكنهما لم يسوقا لفظه. وكذلك 
أخرجه النسائي في «المجتبئ» )١150١(‏ و«الكبرئ» »٤۲۳(‏ )من طرق عن 
شام عن الحسن عن سعد بن حشام عن عاكشة به ولي فيهنا ذككر ضلاته 355 قبل 
الأويّ إلى فراشه. قال الألباني: «حديث صحيح إلا (الأر بع ركعات)» والمحفوظ 
ركعتان»» وانظر للتفصيل: «صحيح أبي داود- الأم» .)45-9٠ /٥(‏ 
وأما حديث ابن عباس فبرقم )۱۳١۷(‏ من طريق شعبة عن الحكم عن سعيد بن جبير 
عنه به» وأخرجه البخاري »1١١(‏ 1۹۷) كذلك من طريقين عن شعبة به. 

.)۷٦۷( برقم‎ )۱( 

.)۷٦۸( برقم‎ )۲( 


Ao 


وكان يقطع ورده تارة» ويصله تارةً وهو الأكثر. فيقطعه(١2‏ كما قال ابن عباس 
في حديث مبيته عنده أنه اة استيقظ» فتسوّك وتوضّأء وهو يقول: #إِذَّفِ 
لات ولي وكيك اهارت لل الي 4 فقرأً 
هؤلاء الآيات حت ختم السورة [آل عمران: اراك الام سان جعي 
أطال يهم التب والركوع والسجود : ثم انصرف» فنام حت نفخ. ثم فعل 
ذلك ثلاث مرّات ست ركعات» كل ذلك يستاك ويتوضّأء ويقرأهؤلاء 
الآيات. ثم أوترٌ بثلاث» فأدَّن المؤذن» فخرج إلى الصلاة وهو يقول: «اللهمّ 
اجعل في قلبي نورّاء وني لساني نورّاء واجعل في سمعي نوراء واجعل في بصري 
نورا واجعل من خلفي نورا ومن أمامي نورا واجعل من فوقي نورًاء ومن 


تحتي نورًا. اللهمّ أعطني نورًا». رواه مسل . 

ولم يذكر ابن عباس افتتاحه بركعتين خفيفتين كما ذكرته عائشة. فما أنّه 
كان يفعل هذا تارةٌ وهذا تارةٌ» وإما أن تكون عائشة حفظت مالم يحفظه9) 
ابن عباس؛ وهو الأظهر لمواظبتها؟» له ومراعاتها ذلك2*7» ولكونها(7) 
أعلم الخلق بقيامه بالليل. وابن عباس إنما شاهده ليلة المبيت عند خالته. 


)١(‏ ج» ق: افتقطيعه». 

(۲) برقم (۳٦۷)ء‏ وأخرجه أيضًا البخاري (51157). 

(۳) ق» مب» ن: «يحفظ!ا. 

)٤(‏ كذافي جميع النسخ والطبعات القديمة» وقد أجرئ المؤلف المواظبة مجرئ 
الملازمة. وغيّره الفقي إلئ: «لملازمتها». وكذا في طبعة الرسالة. 

(5) كوع مب: «لذلك». 

() كيع: «وكونبها». 


A٦ 


وإذا اختلف ابن عباس وعائشة في شىء من أمر قيامه بالليل» فالقول ما قالت 


عائشة. 
وكان قيامه ككل بالليل ووتره أنواعاء فمنها: 
هذا الد یکره ابن غياس: 


النوع الثاني: الذي ذكرته عائشة أنه يفتتح صلاته بركعتير: خفیفتین» ثم 
َ | 5 2 0 و 
يتمم ورده إحدئ عشرة ركعة» يسلم من كل ركعتين ويوتر بركعة. 
النوع(1) الثالث: ثلاث عشرة ركعةً كذلك. 


النوع الرابع: يصلّي ثمان رکعات» يسلّم بين( كل ركعتين» ثم يوتر 
بخمس سردا متوالية» لا يجلس !4 إلا في آخرهن(20. 

النوع الخامس: تسع ركعات» يسرد منهن ثمانيًا لا يجلس في شيء منهن 
إلا في الثامنة» یجلس يذكر”" الله ويحمده ويدعوه. ثم ينهضء ولا يسلَّه©. ثم 
يصلي التاسعة» ثم يقعد» فيتشهّدء ويسلّم. ثم يصلي ركعتين بعدما يسلّه(8. 


)١(‏ ص: (يتم؟. 

(۲) لفظ: «النوع» ساقط من ك»ع» واستدرك في حاشية ع. 
(۳) ق» مبءن: «من». 

(:) في ن بعده زيادة: في شيء). 

(0) أخرجه مسلم (۷۳۷/ )١77‏ من حديث عائشة ڪه 
0( ك ع: «فيذكر). 

(۷) شعع: «ولم يسلّم». 

(۸) أخرجه مسلم )۷٤٩(‏ ضمن حديث طويل. 


FAV 


النوع السادس: يصلّي سبعًا كالتسع المذكورة» ثم يصلّي بعدها ركعتين 


جال 


النوع السابع: أنه كان يصلي مثنئ مثنئ» ثم يوتر بثلاث لا يفصل فيهن. 


فهذا رواه الإمام أحمد" عن عائشة أنه كان يوتر بثلاثِ لا فصل فيهن. 
٣ ۰ 04 ۰ 1‏ چ 9 5-5 
وروئ النسائي" عنها: «كان لا يسلم في ركعتي الوتر». وهذه الصفة فيها 
نظرٌ فقد روئ أبو حاتم بن حِبَّانَ في «صحيحه(؟) عن ابي هريرة عن النبي 


(1) 
(۲) 


(۳) 


(€) 


لفظ «جالسًا» من ك»ع. وفيهما أيضًا قبل «ركعتين»: #بعدها». 

لم أجد عنده: «بثلاث لا يفصل فيهن». وإنما أخرجه )١0108(‏ بلفظ: «ويوتر 
بخمس لا يقعد فيهن...1. 

«المجتبی» )١15948(‏ و«الکبری» (٤١٤٠)»ء‏ وأخرجه ابن أبي شيبة (1۹۱۲) وابن 
نصرفي «كتاب الوتر» (ص )١9١‏ والطبراني في «الأوسط» (1551) و«الصغير» 
(440) والدارقطني )١1545(‏ والبيهقي (۳/ ۳۱)ء كلهم من طريق سعيد بن أبي 
عروبة عن قتادة عن زرارة بن أو عن سعد بن هشام عن عائشة به. وهذه الرواية 
مخالفة للرواية المشهورة» وضعفها الألباني وفصل القول فيها في «الإرواء» .)57١(‏ 
برقم (519 ؟) من طريق عبد الله بن وهب عن سليمان بن بلال عن صالح بن كيسان عن 
عبد الله بن الفضل عن أبي سلمة عن أبي هريرة به. وأخرجه الدارقطني )١1550(‏ وقال: 
كلهم ثقات» وقال الحافظ في «التلخيص»؛ (۲/ 855): «ورجاله كلهم ثقات ولايضره 
وقف من أوقفها» وقال في «الفتح» (7/ :)58١‏ «وإسناده على شرط الشيخين»» ولكن قال 
ابن رجب في «فتح الباري» (5/ :)17١‏ «وفي رفعه نكارة ثم ساق ما أَْر عن الصحابة. 
وأخرجه أيضًا ابن نصر في «كتاب الوتر» (ص )””٠ ٠»‏ وابن المنذر في «الأوسط» (0/ )۱۸١‏ 
كلاهما عن طاهر بن عمرو بن الربيع بن طارق» قال: ثنا أبي قال: ثنا الليث بن سعدء قال: 
حدثني يزيد بن أبي حبيب» عن عراك بن مالك» عن أبي هريرة به» رجاله ثقات غير 
طاهرٍ بن عمرو شيخ ابن نصر وابن المنذرء لم أجد فيه جرححا ولا تعديلا. 


TAA 


كِ: «لا ثُوتروا بثلاث» أوتروا بخمس أو سبع» ولا تشبّهوا بصلاة المغرب»» 
وقال الدارقطني: إسناده كلّهم ثقات. 

قال مهنًا: سألت أباعبد الله: إلى أي شيء تذهب في الوترء تسلّم في 
الركعتين؟ قال: نعم. قلت: لأي شيء؟ قال: إن الأحاديث فيه أقوئ وأكثر 
عن النبي يكل في الركعتين. الزهري» عن عروة» عن عائشة أن النبي اة سلّم 
من الركعتين. 

وقال حرب: سئل أحمد عن الوتر؟ قال: يسلَّه(١)‏ في الركعتين» وإن لم 
يسلّم رجوت أن لا يضُرّه إلا أن التسليم أثبَتُ عن النبي لا 

وقال أبو طالب: سألت أبا عبد الله: إلى أي حديث تذهب في الوتر؟ 
قال: أذهب إليها كلّها: من صلی خمسًا لا يجلس إلا في آخرهن. ومن صلی 
سبعًا لا يجلس إلا في آخرهن. وقد روي في حديث زرارة عن عائشة: «كان 
يوتر بتسع يجلس في الثامنة»؛ قال: ولكن أكثر الحديث وأقواه ركعةٌ فأنا 
أذهب إليها(؟2. قلت: ابن مسعود يقول: ثلاث. قال: نعم» قد عاب على 
سعد رک فال له سد انشا شع نر غل . 


)١(‏ ص»ج» ك: «سَلُّم» ضبط في ج بكسر اللام. 

(١‏ وانظر «مسائل الإمام أحمد» برواية عبد الله (ص 44) وأبي داود (ص 46) وابن هانئ 
( ص ۱۳۲) والكوسج (۲/ )۷۷٦ ۰1٤۹‏ و«الروايتين والوجهين» .)157-151١/١(‏ 

(۳) آخرجه عبد الرزاق )555١(‏ والطبراني (9/ ۲۸۳) من طريق إبراهيم النخعي أن ابن 
مسعود قال لسعد بن أبى وقاص: «توتر بواحدة؟ قال: أوليس إنما الوتر واحدة؟ 
فقال عبد الله: بلئ» ولكن ثلاث أفضلء قال: فإني لا أزيد عليهاء قال: فغخضب 
عبد الله» فقال سعد: أتغضب على أن أوترٌ بركعة وأنت تورّث ثلاث جدات» أفلا- 


۴۸۹ 


النوع الثامن: ما رواه النسائي(١)‏ عن حذيفة أنه صلئ مع رسول الله 4لا 
في رمضان» فرکع» فقال في ركوعه: «سبحان ربّي العظيم» مثل ما كان قائمّاء 
ثم جلس يقول: ارب اغفر لي» رب اغفر لي مثل ما كان قائمّاء ثم سجدهء 
فقال: «سبحان ربي الأعلئ» مثل ما كان قائمًا](' 2 فما صلی إلا أربع ركعات 
حبرا جاء يلال يدعو اليه الكداة. 


وأوتر أول الليل» ووسطه. وآخره. 
7 ليلة" بآ ية يتلوها ويردّدها حتئ الصباعح0): #إنعذ ُ يمرا 
ادكو انف أ تلفي € [المائدة: الل 


= تورث حواء امرأة آدم؟. إبراهيم النخعي لم يدرك ابن مسعود وسعدًا. 

(۱) «المجتبئ» )١178(‏ و«الكبرئ» (۱۳۸۲)» وأصله عند مسلم (۷۷۲)» وقد تقدم 
تخريجه مفصلًا في معرض أذكاره َة في الرفع من الركوع (ص .)75١‏ 

(؟) ما بين الحاصرتين ساقط من النسخ لانتقال النظر فيما يبدو. وقد زاده الشيخ الفقي 
من «السنن» دون تنبيه. وكذا في طبعة الرسالة. 

(۳) ن: «ليلة تامّة». 

.٤يهو( في مب بعده زيادة:‎ )٤( 

)٠١٠١١( والنسائي في «المجتبئ»‎ )7١784( أخرجه ابن أبي شيبة (8464) وأحمد‎ )٥( 
والبيهقي (۳/ ۱۳) من طريق‎ )١17١60( وابن ماجه‎ )١1١١9761١085( و«الكبرئ»‎ 
قدامة العامري عن جسرة بن دجاجة عن أبي ذر به» وفي إسناده لين لأجل قدامة‎ 
من طريق فلت‎ )١5 /۳( وجسرة. وأخرجه أيضًا أحمد (۲۱۳۲۸) والبيهقي‎ 
»)۲٤١ /۱( العامري عن جسرة به» وفليت صدوق. والحديث صححه الحاكم‎ 
وحسنه الألباني؛ انظر: «أصل صفة الصلاة» (۲/ 2055 ه“01). وقال ابن خزيمة في‎ 
«صحيحه) (۱/ ۲۹۹): إن صح الخير...‎ 


۳۹۰ 


وكانت صلاته بالليل ثلاثة أنواع: أحدها وهو أكثرها(١2‏ : صلاته قائمًا. 
الثاني: أنه كان يصِلَّي قاعدّاء ويركع قاعدًا". الثالث: أنه كان يقرأ قاعدًاء فإذا 
بقي يسيرٌ من قراءته قام فركع قائما". والأنواع الثلاثة صت عنه. 


وأما صفة جلوسه في محل القياه9؟», ففي «سنن النسائي)(0) عن 
غبد الله بن شقيق عن عائشة قالت: رأبت رسول الله يله بصلّى متريمًا: قال 
النسائي: لا أعلم أحدًا روئ هذا الحديث غير أبي داود ‏ يعني الحَفُري - 
وأبو داود قف ولا أحسب إلا أن هذا الحديث خطأ. والله آعل. 


)۱( كع( شرا. 

(۲) أخرجه مسلم )۷۳١(‏ من حديث عائشة. 

(۳) أخرجه البخاري (۱۱۱۹۰۱۱۱۸) من حديث عائشة. 

() صءج: «حال محل القيام». 

(5) «المجتبئ» )١1171(‏ و«الكبرئ» (۱۳۹۷) ومن طريقه الدارقطني »)۱٤۸۲(‏ وأخرجه 
أيضًا ابن خزيمة (۹۷۸» ۱۲۳۸) وابن حبان (17١50؟)‏ والحاكم /١(‏ 1/0؟) والبيهقي 
)"١6 /1(‏ من طرق عن أبي داود الحفري عن حفص بن غياث عن حميد الطويل 
عن عبد الله بن شقيق به» وكلام النسائي هذا في «المجتبئ». وقد تابعه محمد بن 
سعيد الأصبهاني عند الحاكم )١508 /١(‏ والبيهقي (۲/ »)٠١‏ قال الحافظ في 
«التلخيص"» (۲/ 1۳۹) بعد ذكر متابعة الأصبهاني للحفري: «فظهر أنه لا خطأ فيه 
وبنحوه أشار ابن عبد الهادي في «المحرر» عقب »)۳۹١(‏ ولكن الحمل فيه على 
شيخهما حفص بن غياث» انظر التعليق الآتي. 

(1) ومما يؤيد تعليله قول محمد بن نصر المروزي: «لم يأتِ في شيء من الأخبار التي 
رويناها عن النبي ی أنه صلی جالسا= صفة جلوسه كيف کانت» إلا في حديث روي 
عن حفص بن غياث أخطأ فيه حفص رواه عنه أبو داود الحفري» عن حميد عن 
عبد الله بن شقيق عن عائشة وَوَإَْةَعَتهَا: «رأيت النبي بي يصلي متربعًا». قال: - 


۳۹۱ 


فصل 
م 


وقد ثبت عنه هة أنه كان يصلى ركعتين بعد الوتر جالسًا تارةء وتارة 


7 


قرأ فيهما جالسّاء فإذا أراد أن يركع» قام فركع. ففى « 6 ع. 
يقرأ فيهما < 2 راد أن يركع. ال فى اس E‏ عن 
أبى سلمة قال: سألت عائشة عن صلاة رسول الله ي فقالت: «كان يصلى 
ا - 0 0 
ثلاث عشرة ركعة. يصلي ثمان ركعات» ثم يوتر» ثم يصلي ركعتين وهو 
جالسٌء فإذا أراد أن يركع» قام» فركع. ثم يصلَّي ركعتين بين النداء والإقامة 


وفي «المسند" عن آم سلمة أن النبي اة كان يصلّي بعد الوتر ركعتين 


خفيفتين وهو جالسٌ. قال الترمذي: روي نحو هذا عن أبي أمامة وعائشة 


(1) 
(۲) 


«وحديث الصلاة جالسًا رواه عن حميد عن عبد الله بن شقيق غير واحد» كما رواه 
الناس عن عبد الله بن شقيق رحمه الله» ولا ذكر التربّع فيه»» ثم فصل القول فيه ثم 
أت بآثار من الصحابة في الصلاة متربعًا. انظر: «قيام الليل» (ص١١7-‏ 5 .)3١‏ 

برقم (۷۳۸). 

برقم (709051)» وأخرجه الترمذي )٤۷۱(‏ وابن ماجه )١١95(‏ من طريق ميمون بن 
موسئ المَرّئي عن الحسن عن أمه عن آم سلمة. وميمون مدلس وقد عنعن» وقال 
العقيلي في «الضعفاء» (7/ 9) في ترجمته بعد أن ذكر هذا الحديث: «لا يتابع عليه 
وغيره يرويه عن آم سلمة فعلّها». وقال أحمد في «العلل» برواية ابنه عبد الله 
(7500): «ما أرئ به بأس» وكان یدلس» وكان لا يقول: حدثنا الحسن». وقال ابن 
عدي في «الكامل» في ترجمته (9/ 5949): «هذا عزيز الحديث» وإذا قال حدثنا فهو 
صدوق» لأنه كان متهمًا في التدليس». وكذلك اختلف فيه على الحسن البصري حيث 
أخرج البخاري في «التاريخ الكبير» (۳/ 477) عقب حديثنا هذا من طريقه عن 
سعد بن هشام عن عائشة» ورجحه؛ وبنحوه قال الدارقطني في «العلل» ))7"17/١5(‏ 
فالحديث ثابت من مسند عائشة وَإكَدعَتها. 


۳4۲ 


وغير واحد عن النبي() با 


a :‏ له لله كان بصا 
وفي «المسند» عن أبي أمامة أن رسول الله هة كان يصلي ركعتين بعد 


الوتر وهو جالسٌء يقرأ فيهما ب (إذا زلزلت) و(قل ياأيها الكافرون). وروئ 
الدارقطني9) نحوه من حديث أنسن. 


وقد أشكل هذا على كثير من الناس» وظنوه معارضًا لقوله يكل: «اجعلوا 


آخر صلانكم بالليل وترًا»““. وأنكر مالك هاتين الركعتين. قال أحمد: لا 
أفعله ولا أمنع من فعله» قال: وأنكره مالك. وقالت طائفة: إنما فعل هاتين 
الركعتين ليييّن جواز الصلاة بعد الوترء وأن فعله لا يقطع التنفّلء وحملوا(5) 
قوله: «اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وترًّاه على الاستحباب» وصلاته 


(010 
(۲) 


فق 


كع «رسول الله . 

برقم »)۲۲۲٤١(‏ وأخرجه الطحاوي في «شرح المعاني» )۴١١ /١(‏ والطبراني 
(۸/ ۲۷۷) والبيهقي (۳/ ۴۳) من طريق عبد الوارث بن سعيد عن عبد العزيز بن 
صهيب عن أبي غالب عن أبي أمامة به. وأبو غالب هذا فيه لين. وانظر: تعليق 
محققي «المسند» (۲۲۳۱۳). ويغني عنه ما سبق (ص۳۸۷) من حديث عائشة. 
برقم (۱۷۰۲) من طريق قتادة عن أنسء وقال: «قال لنا أبو بكر [ابن أبي داود]: هذه 
سنة تفرد بها آهل البصرة وحفظها أهل الشام». وأخرجه ابن نصر في «قيام الليل» 
(ص/97١-‏ المختصر) والطبراني في «(مسند الشاميين» )04( والبيهقي )/ «(TT‏ 
قال أبو حاتم في «علل الحديث» (57 5): «هذا من حديث قتادة منكر». وأخرجه ابن 
خزيمة )١1١١5(‏ من طريق آخر فيه عمارة بن زاذان ومؤمل بن إسماعيلء كلاهما فيه 
لين. ويغنى عنه حديث عائشة المذكور في أول الفصل. 

أخرجه البخاري )۹٩۸(‏ ومسلم ١ //5١(‏ )من حديث ابن عمر. 


(5) كع: «وخيل» مضبوطًا فيع. 


۳4۳ 


الركعتين بعده على الجواز. 


والصواب: أن يقال: إن هاتين الركعتين )١(‏ تجري() مجرئ السنّةء 


وتكميل الوتر» فإنَّ الوتر عبادةٌ مستقلةٌ» ولا سيما إن قيل بوجوبه» فتجري 
الركعتان بعده مجرئ سنّة المغرب من المغرب» فإنها وتر النهارء والركعتان 
بعدها تكميلٌ لهاء فكذلك الركعتان بعد وتر الليل". والله أعلم وأحك.؟). 


(010 


(۲( 
(۳) 
(€) 
(6) 


فصل 


ولم يحفظ عنه ب أنه قنت في الوترء إلا في حديث رواه ابن ماجه() 


بعده في ك٬‏ ع زيادة: «بعده على الجواز»» والظاهر أن سببها انتقال النظر إلى السطر 


السابق. 

كذا بإفراد الفعل في جميع النسخ» وفي النسخ المطبوعة: «تجريان». 

تقدَّم مثل هذا التقرير في (ص‌۲۹۰). 

لم يرد 2وأحكم» في ق» مب» ن. 

برقم »)١187(‏ وبنفس الإسناد أخرجه النسائي في «المجتبئ» )١1599(‏ و«الكبرئ» 
٠ ٥١۲,7‏ 6)وقال في «الكبرئ» :)١5775(‏ «وقد روئ هذا الحديث غير واحد 
عن ريد اليامي» فلم يذكر أحد منهم فيه: ويقنت قبل الركوع». وقد أطال أبو داود في 
«السئن» عقب )١5717(‏ في ذكر طرق هذا الحديث وتعليله» ثم ضعًف هذه الروايات» 
واستشهد بمخالفتها رواية جماعة يزيدٌ عدذهم على هؤلاء دون ذكر القنوت» 
وكذلك علَّله بما ار عن أبيق )۱٤۲۹۰۱٤۲۸(‏ أنه كان يقنت في النصف من رمضان» 
ثم استنتج قائلًا: «وهذا يدل على أن الذي ذكر في القنوت ليس بشيء» وهذان 
الحديثان يدلان على ضعف حديث أبي أن النبي ية قنت في الوتر». وأيده البيهقي في 
«السنن الكبرئ» (۳/ ٠‏ 5))» وانظر: «معرفة السنن» (5/ 28/8 ۸۹). 


۳4٤ 


عن علي بن ميمون الرَّّي» حدثنا مخلد(١)‏ بن يزيد عن سفيان» عن زُبيد 
اليامي» عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزئ؛ عن أبيه» عن أبيّ بن كعب أن 
رسول الله گیا كان يوتر» فيقنت قبل الركوع. 

قال أحمد في رواية ابنه عبد الله(: أختار القنوت بعد الركوع. إن كلّ 
شيء ثبت عن النبي كَل في القنوت. إنما هو في الفجر لما رفع رأسه من 
الركوع. وقنوت الوتر أختاره بعد الركوع. ولم يصح عن النبي ئة في قنوت 
الوتر قبل أو بعد شيءٌ. 

وقال الخلال: أخبرني محمد بن يحيئ الكحال أنه قال لأبي عبد الله في 
القنوت في الوترء فقال: ليس يروئ فيه عن النبي ييه شيءٌ ولكن عمر 
كان(" يقنت من السنة إلى السنة. 


وقد روئ أحمد وأهل «السئن» 47 من حديث الحسن بن علي قال: 
علّمني رسول اله لا كلماتٍ أقولهن في قنوت الوتر: «اللهمٌ اهدني فيمن 
هديت» وعافني فيمن عافیت» وتوأني فيمن تولّيت» وبارك لي فيما أعطيت» 
وقِني شر ما قضيت. إنك تة تقضي ولا يقضئ عليك. إنه لأ يذل من والبت» 
تباركت ربّنا وتعاليت». 


زاد النسائي والبيهقي00): «ولا يعز من عاديت». 


)١(‏ كوعءن: «أنبأنا محمد»» والصواب ما أثبت من غيرهما. 
(۲) «مسائل عبد الله» (ص١4).‏ 

(۳) ق» مب: كان عمر). 

(4) تقدَّم تخريجه مفصلًا (ص ۳۲۹-۳۲۸). 

(0) أخرجه البيهقي (۲/ »)۲٠۹‏ ولم أجده عند النسائي. 


40 





وزاد السا في روايته: «وصلّى الله علئ التبيٌّ». 

وروا" الحاكم في «المستدرك)" وقال: «علّمني رسول الله يكل في 
وتري إذا رفعت رأسي ولم يبق إلا السجود». 

ورواه ابن حِبّان فى «صحيحه) 242 ولفظه: «سمعت رسول الله کل 
يدعو ...). ۰ 


قال الترمذي: وفي الباب عن على» وهذا حديث حسن لا نعرفه إلا 


ولا يُعرّف عن النبي كَل في القنوت في الوتر شي( أحسن من هذا. 


)١(‏ «المجتبئ» (1747) و«الكبرئ» )١447(‏ من طريق عبد الله بن علي عن الحسن بن 
علي به» وفيه: «وصلَّئ الله على محمد النبي». في إسناده عبد الله بن علي بن 
الحسين» فيه لين» وقال الحافظ في «التهذيب» (5/ :)٠١‏ «وأما روايته عن 
الحسن بن علي فلم تثبت»؛ وكذلك ضعفه الألباني. 

() ماعدا صء ج: «وزاد). 

() (۳/ ۱۷۲)-ومن طريقه البيهقي (۳/ ۳۸) من طريق أبي بكر بن شيبة الحزامي عن 
ابن أبي فديك عن إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة عن موسئ بن عقبة عن هشام بن 
عروة عن أبيه عن عائشة عن الحسن بن علي به. والحزامي تفرد بهذا اللفظ » وقد 
انتقئ له البخاري حديثين فقطء وفيه لين. 

() برقم (۷۲۲) تتمته: «يدعو بهذا الدعاء: اللهم اهدنا...»» وليس فيه ذكر قنوت الوتر 
كما سبق في التخريج مفصلاء وإليه جنح ابن حبان. 

(0) في «الجامع» عقب (554). 

(؟) تصحف في ص إلى «الجون»». وني ق» كع إلئ: «الجوزاء؟. 

(۷) كذا في جميع النسخ. وفي مطبوعة «الجامع»: «ولا نعرف... شيئًا». 


۳۹٦ 


8 5 5 
والقنوت في الوتر محفوظ عن عمر وبي وابن مسعود”"» والرواية 
عنهم به صح من القنوت في الفجرء والرواية عن النبي َة في قنوت الفجر 


اصح عنه من الرواية في قنوت الوتر. والله أعلم. 


وقد روئ أبو داود والترمذي والنسائي““ من حديث علي كاين 

ع5 شر لاف 2 
طالب أن رسول الله َة كان يقول في آخر وتره: «اللهم إني أعوذ برضاك من 
سَخَطك. وبمعافاتك من عقوبتك» وأعوذ بك منك. لا أحصي ثناءً عليك 
أنت كما أثنيتَ على نفسك». وهذا يحتمل أن يكون قبل فراغه منه وبعده. 
وفي إحدئ روايات التبا «كان يقول إذا فرغ من صلاته وتبوًاً 


)١(‏ ك ع:... النبي اة شيء آخر من هذا النهي»» وفيه سقط وتحريف. 

(؟) «أَبّنَ» ساقط من مب» وكذا من النسخ المطبوعة. 

(۳) أما أثر عمر فأخرجه ابن أبي شيبة )۷٠١۹(‏ أنه كان يقنت في النصف الآخر من 
رمضان. وبنحوه أخرج ابن أبي شيبة عن ابن عمر )1٠١70176085(‏ وعن علي 
٠300‏ ). وأما أثر أبي بن كعب فقد سبق أنه أخرجه أبو داود )۱٤٩۹۰۱٤٩۸(‏ من 
طريقين» وكذلك أخرجه ابن أبي شيبة )7١١(‏ وغیره» وفيه أنه قنت في عهد عمر في 
النصف الآخر من رمضان. وأما أثر ابن مسعود فأخرجه عبد الرزاق )٤۹۹۱(‏ أنه كان 
يقنت السنة كلها في الوتر. وانظر: «مصنف ابن أبي شيبة» (59576). 

(5) أبو داود )١5717(‏ والترمذي (077”) والنسائي في «المجتبئ» )۱۷٤۷(‏ و«الكبرئ» 
»)//051١55(‏ وأخرجه أحمد (01/) وابن ماجه (۱۱۷۹). ومذداره عل 
هشام بن عمرو الفزاري» مجهول. 

(4) في ق» ن: «إحدى الروايات للنسائي»؛ وكذا في الطبعة الهندية. وفي مب: عن 
النسائي»» وكذا في الطبعة الميمنية وما بعدها. والحديث في «الكبرئ» )1١57701(‏ من = 


۳4۷ 


و 
مضجعه». وني هذه الرواية: ١لا‏ أحصى ثناءً عليك ولو حرّصتٌ». وثبت عنه 
أنه قال ذلك أيضًا في السجود'ء فلعله قاله في الصلاة وبعدها. 


وذكر الحاكم في «المستدرك) من حديث ابن عباس في صلاة النبي 


يك ووتره: ثم أوتر» فلما قضئ صلاته سمعته يقول: «اللهمّ اجعل في قلبي 
نوراء وفي بصري نورًاء وقي سمعي نورًاء وعن يميني نورا وعن يساري نوراء 
وفوقي نوراء وتحتي نوراء وأمامي نوراء وخلفي نورًا. واجعل لي يوم لقائك 
نورًا». 


قال كريب(©: وسبعٌ في النابوت7؟)؛ فلقيت رجلا من ولد العباس؛ 


فحدثني بهنء فذكر: اعصّبي ولحمي ودمي وشعري وبشري) وذكر 


(1) 
() 


(۳) 
)€( 


٠ ۳"‏ و م 
طريق علي بن حجر عن إسماعيل بن جعفر عن يزيد بن عبد الله بن خصّيفة عن 


إبراهيم بن عبد الله بن عبد القاريٌ عن علي به. وكذلك أخرجه الطبراني في 
«الأوسط» )١1947(‏ وابن السني (ص 540) والبيهقي في «الدعوات الكبير» (۳۹۲) 
من طريق إسماعيل بن جعفر به. وني إسناده إبراهيم القاريّ مجهولء ولم يدرك عليًا. 
انظر: «جامع التحصيل» (ص )١ 5 ١‏ واتهذيب الكمال» (۲/ .)١786‏ 

أخرجه مسلم (587) من حديث أبي هريرة عن عائشة. 

25/6 ). وقد وقع في الطبعة الهندية اللمستدرك» سقط في الإسناد استدرك في 
طبعة مقبل الوادعي وطبعتي دار التأصيل ودار الميمان. 

كما أخرجه البخاري (51217) ومسلم )۷۳١(‏ عقب الحديث» وقد تقدم. 

وهو الصندوق. يعني آنا مكتوبة في صندوق عنده. قاله ابن الجوزي في اكشف 
المشكل» (۲/ 505 7). وقيل غير ذلك. انظر: «فتح الباري» .)١ ١7 /١١(‏ وقي الطبعة 
الهندية: «وسيع في القنوت» وتابعتها جميع الطبعات حتىل طبعة الفقي وطبعة 
الرسالة. ولا أدري أتصرّف ناشر الهندية أم كذا وقع في النسخة التي اعتمد عليها. 


۳۹۸ 


وفي رواية النسائي 
وفي رواية لمسلم" في هذا الحديث: فخرج إلى الصلاة يعني صلاة 
الصبح» وهو يقول. فذكر هذا الدعاء. وفي رواية له" أيضًا: «وفي لساني نورّاء 


واجعل في نفسي نورّاء وأعظِمٌ لي نورًا». وفي رواية له أيضًا(*): «واجعلني 
نورًا». 


(' في هذا الحديث: وكان يقول في سجوده. 


وقد ذكر أبو داود والنسائي0") من حديث أ بن كعب قال: «کان رسول 
الله با يقرأ في الوتر ب (سبح اسم ربك الأعلئ) و(قل ياأيها الكافرون) و(قل 
هو الله أحدٌ). فإذا سلّم قال: «سبحانٌ الملك القدٌوس» ثلاث مرات» يمد صوته 


)١(‏ «المجتبئ» (۱۱۲۱) و«الكبرئ» (۷۱۲)ء وإسناده صحيح» وهو عند مسلم 
(77/ ۸۷ ) على الشك: «فجعل يقول في صلاته أو في سجود» ثم ذكر هذا الدعاء. 

(؟) برقم (755/ 191). 

(۳) برقم (۷۹۳/ ۱۸۹). 

(4) برقم /۷٦۳(‏ ۱۸۷) على الشك» وبالجزم في رواية أخرئ عقبه. 

(5) لم ترد كلمة «أيضًا» في ص» ق» مب. 

)0 أبو داود )١140(‏ والنسائي في «المجتبيئ» (17599١1١17؛‏ ومواضع علة) 
و«الكبرئ» (6555 4917641417 »٠١51١1-1١‏ ومواضع عدة) من طرق عن 
سعيد بن عبد الرحمن بن أبزئ عن أبيه عن أبي بن كعب إلا الزيادة: يمد صوته في 
الثالثة ويرفع» فهي من حديث عبد الرحمن بن أبزئ كما عند النسائي في «المجتبئ» 
(؟176١)‏ و«الكبرئ» .)١507(‏ وقد أطال النسائي في إيراد طرق هذا الحديث» انظر 
للتفصيل: تعليق محققي «المسند» »)٠٠١۴١١٤(‏ والحديث صحيح. وقد ورد في بعض 
طرقه زيادة القنوت في الوتر» وقد سبق تخريجه مع بيان ضعفه. 


۳۹4 


في الثالثة ويرفع». لفظ النسائي. زاد الدارقطني(): ويقول: «ربٌ الملائكة 
والروح». 

وكان اة يقطّع قراءته» ا 
oT‏ ا . وذكر الزهري(* ؟ أن قراءة 


)١(‏ كذافي جميع النسخ. وفي النسخ المطبوعة: «وهذا لفظ النسائي». 

(۲) برقم (1770)» تفرد بهذه الزيادة عن رَبّيد اليامي من بين أصحابه فطرٌ بن خليفة» وهو 
مختلف فيه» وقد تفرد هنا بزيادةٍ من بين أصحاب بيد الثقات المشهورين» ففي 
القلب من هذه الزيادة شيء. وانظر: «ميزان الاعتدال» (۳/ 757 755). وقال 
الدارقطني في «الغرائب والأفراد» (؟078/5- الأطراف): «هذا حديث غريب من 
حديث أبي بكر فطر بن خليفة الحناط...» وتفرد به عيسئ بن يونس عنه» وذكر فيه 
القنوت قبل الرکوع» وأتئ به بتمامه»» وقد أعلّه أبو داود كما سبق مفصلًا في تخريج 
زيادة قنوت الوتر. 

() كلمة «آية» الثانية ساقطة من مب. 

.14 بعده في طبعة عبد اللطيف وما بعدها زيادة: «ويقفء ل مَك يوي ليك‎ )٤( 
)۲۹۲۷( والترمذي‎ )500١(دوادوبأو‎ )١5087( والحديث أخرجه أحمد‎ 
من حديث‎ )٤٤ /۲( والدارقطني (۱۱۹۱) والحاكم (۱/ 2777 7/ ۲۳۲) والبيهقي‎ 
ابن جريج عن ابن أبي مليكة عن آم سلمة» وقال الدارقطني: «إسناه صحيح» وكلهم‎ 
ثقات» . ولكن ضعفه الترمذي وأعلّه قائلا: «وليس إسناده بمتصلء لأن الليث بن‎ 
سعد روئ هذا الحديث عن ابن أبي مليكة عن يعلى بن مَملّك عن أم سلمة أنها‎ 
وصفت قراءة النبي ية حرفا حرفاء وحديث الليث أصح...٠» وفيه أيضًا عنعنة ابن‎ 
والترمذي (۲۹۲۳)» وفي إسناده‎ )١5757( جريج. وحديث الليث أخرجه أبو داود‎ 
يعلئ بن مملك وهو مجهول. فالحديث ضعيف بطريقيه.‎ 

(0) ص» ج: «الترمذي»» وقد صحّح في حاشية ص. 


ع 


رسول الله ل كانت: ملل يوالب .2)١(74‏ وهذا هو الأفضل: الوقوف 
على رؤوس الآيات وإن تعلّقت بما بعدها. وذهب بعض القَرّاء إلى تتبّع 
الأغراض والمقاصد والوقوفي عند انتهائها. واتباعٌ هدي رسول الله كلا 
وت اول وممن ذكر ذلك البيهقي في «شعب الإيمان)" وغيرٌه 
ورجّحوا9) الوقوف على رؤوس الآي وإن تعلّقت بما بعدها. 


حت الصباح 


000) 


00 


(۳) 
(€) 


وكان يرتل السورة حتئ تكون أطول من أطول منها. وقام بآية يردّدها 
)€( 


بعده في طبعة عبد اللطيف زيادة: «كانت آية آية» وكذا في طبعتي الفقي والرسالة. 
وقول الزهري أخرجه أبو داود )٠٠٠١(‏ من طريق عبد الرزاق عن معمر عن الزهري 
- وقال معمر: وربما ذكر ابن المسيب - قال: كان النبي كه وأبو بكر وعمر وعثمان 
يقرؤون: مَل كيو لين )» وأول من قرأها: « ملل بو لين » مروان. 
ورجح أبو داود هذا المرسل على ما روي مسندًا من طريق الزهري عن أنس 
[الترمذي (۲۹۲۸) وضعفهء وكذلك أبو حاتم في «العلل» (١٠۱۷)]ء‏ والزهري عن 
سالم عن أبيه [سعيد بن منصور -١54(‏ التفسير)]. وانظر: «الكامل» لابن عدي 
)۳۹١ ۳۹٤ /۸(‏ ترجمة عبد العزيز بن الحصين بن ترجمان. وقد استقصئ 
الدارقطني جميمٌ طرقه في «علله» (11940) وقال: «والمحفوظ عن الزهري أن النبي 
كله وأبا بكر وعمر؛ مرسل». وانظر: «الغرائب والأفراد» (۱/ ٥۲٠١۲۷۵ 714٠‏ 
و؟/ #51 الأطراف). 

/٤(‏ 176). وقد وقع في عبارته الواردة في نسخ الكتاب خلل» فعلّق عليه المحقق: 
«وني «المنهاج» (757/5): (أما تقطيع القرآن آية آية فإنه أولئ عندنا من تتبع 
الأغراض والمقاصد والوقوف عند انتهائها)» وهو أوضح؟». 

مب: لاورجح1. 


تقدم تخريجه (ص‌۳۹۰). 


امف 


وقد اختلف الناس في الأفضل من الترتيل وقلَّة القراءة» أو السرعة مع 
كثرة القراءة: أيهما أفضل؟ على قولين. 

فمذهب ابن عباس وابن مسعود وغيرهما أنَّ(١)‏ الترتيل والتدبر مع قلة 
القراءة أفضل من السرعة مع كثرتها. 

واحتجٌ أرباب هذا القول بأن المقصود من القرآن(" فهمه وتدبّره» والفقه 
فيه» والعمل به؛ وتلاوته وحفظه وسيلة إلى معانيه» كما قال بعض السلف: نزل 
القرآن لِيُعْمَل به» فاتحّذوا تلاوته عما(2. ولهذا كان أهل القرآن هم العالمون 
به العاملون بما فيه» وإن لم يحفظوه عن ظهر قلب. وأما من حفظه ولم يفهمه 
ولم يعمل به» فليس من آهله» وإن أقام حروفه إقامة السهم. 


)١(‏ مب» ن: «فذهب ابن مسعود وابن عباس اکتا وغيرهما إل أنَّ). 
انظر لما روي عن ابن عباس: «(مصنف عبد الرزاق» )٤۱۸۷(‏ و«مصنف ابن أبي 
شيبة» !284811 .)۳٠۷۸٤‏ وانظر لما روي عن ابن مسعود: «مصنف ابن أبي شيبة» 
٠1/17/48 ۸۸۲۵ ۸۸۱۹ ,۷7(‏ 0701787 وسيذكر بعضها المؤلف بعد قليل. 
(۲) في النسخ المطبوعة: «القراءة»» والصواب ما أثبت من النسخ. وانظر: «النشر» لابن 
الجزري (۲۰۹/۱). 
عزاه ابن قتيبة في «تأويل مشكل القرآن» (ص7377) إلى الحسن البصري. وكذلك 
شيخ الإسلام في «مجموع الفتاوي» )١17١ /۲٠(‏ والمؤلف في «مدارج السالكين» 
)405١/١(‏ و«مفتاح دار السعادة» .)٥۳۷ /١(‏ وأخرجه الآجري في «أخلاق أهل 
القرآن» (ص١١٠)‏ والخطيب في «اقتضاء العلم العمل» (ص760) من طريق 
عبد الصمد بن يزيد عن الفضيل بن عياض قوله. وقد ذكره المؤلف في «الداء 
والدواء» (ص51”) غير منسوب كما هنا وعزي أيضًا إلى ابن مسعود. 


7 


ae. 


۲ 


قالوا: ولأنَّ الإيمان أفضل الأعمالء وفهم القرآن وتدبّره هو الذي يثمر 
الإيمان. وأما مجرّد التلاوة من غير فهم ولا تديّرء فيفعلها البَّرٌ والفاجرء 
والمؤمن والمنافق» كما قال النبي ب: «ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن 
كمثل الريحانة: ريحها طيّبٌ وطعمها مر ). 

والناس في هذا أربع طبقات: أهل القرآن والإيمان» وهم أفضل الناس. 
الثانية: مَن عَدِم القرآنَ والإيمان. الثالثة: من أوتي قرآنًا ولم يّوْتَ إيمانًاء 
الرابعة: من أوتي إيمانًا ولم يوت القرآن20). 

قالوا: فكما أنَّ من أوتي إيمانًا بلا قرآن أفضل ممن أوتي قرآنًا بلا إيمان؛ 
فكذلك من أوتي تدبرًا وفهمًا في التلاوة أفضل ممَّن أوتي كثرة قراءة وسرعتها 
بلا تدير. 


قالوا: وهذا هدي النبي ب فإنه كان يرثّل السورة حتى تكون أطول من 


وقال أصحاب الشافعي: كثرة القراءة أفضلء واحتجّوا بحديث ابن 
مسعود قال: قال رسول الله كلِل: من قرأ حرقًا من كتاب الله فله حسنة 
والحسنة بعشر أمثالها. لاأقول: الم حرف ولكن ألفّ حرف ولام حرف 


)١(‏ أخرجه البخاري (04717/26:05) ومسلم (۷۹۷) من حديث أنس عن أبي موس 
الأشعري. 

)۲( ق» مبء ن: «قرآنًا». 

() قد انتهئ هنا الخرم الطويل في نسخة دار الكتب المصرية (م) وبدأت المقابلة عليها 
مرة أخرئ. 


۳ 


وميم حرفٌ». رواه الترمذي 


ا 


قالوا: ولأن عثمان بن عفان قرأه في ركعة7"©» وذكروا آثارًا عن كثير من 


السلف في كثرة القراءة. 


رالراب 3 اللا أن شال إن تراب راء الترقيتل واد جيل 


وأرفع قدرّاء وثواب كثرة القراءة أكثر عددًا. فالأول: كمن تصدّق بجوهرة 


(1) 


(۲) 


(۳) 


برقم »)۲۹۱١(‏ وأخرجه البخاري في «التاريخ الكبير» )۲٠١/١(‏ وقال: «لا آدري 
حفظه أم لا؟» أي محمد بن كعب. وقال الترمذي: «ويروئ هذا الحديث من غير هذا 
الوجه عن ابن مسعودء رواه أبو الأحوص عن ابن مسعودء رفعه بعضهم ووقفه 
بعضهم عن ابن مسعود. هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه» سمعت 
قتيبة بن سعيد يقول: بلغني أن محمد بن كعب القرظي ولد في حياة النبي بيا . 
وطريق أبي الأحوص أخرجه ابن الضريس في «فضائل القرآن» (ص5؟) والآجري في 
«أخلاق أهل القرآن» (ص١27)‏ والحاكم .)٠١١ /١(‏ والحديث صححه أيضًا الألباني 
في «الصحيحة» (۳۳۲۷). وأطال الدارقطني في سرد طرقه في «علله» (919) ورجح 
الموقوف. وانظر للموقوف: اامصنف عبد الرزاق» (5011/:5997) ولاسنن 
سعيد بن منصور» ٦ »٤(‏ ۷- التفسير) ولامصنف ابن أبي شيية» »٠٠٠٠٥۲(‏ 
۰ ۵۵۵ ۳۰) ولاسئن الدارمي» (1 596 708 0556 

أخرجه عبد الرزاق (5751) وابن أبي شيبة )۳۷۲١ »۳۷۱١(‏ والبيهقي (۳/ 5 27 
٥‏ من طرق عن عبد الرحمن بن عثمان التيمي في قصة له مع عثمان نة في 
صلاة الليل» وإسناده صحيح. 

انظر: «مصنف عبد الرزاق» (۲/ ٠٤١‏ - باب قراءة السور في الركعة» ۳/ -1"01١‏ باب 
إذا سمعت السجدة وأنت تصلي وفي كم يقرأ القرآن) و«مصنف ابن أبي شيبة» 
٠٠ ٤ /۳(‏ - في الرجل يقرن السور في الركعة من رخص فيه» 5/ 017 - من رخص 
أن يقرأ القرآن في ليلة وقراءته في ركعة) وغير ذلك من الأبواب. 


٤ 


عظيمة» أو أعتق عبدًا قيمته نفيسة جدًا؛ والثاني: كمن تصدّق بعدد كثير من 
الدراهم» أو أعتق عددًا من العبيد قيمتهم رخيصةٌ17). 


وني صحيح البخاري»" عن قتادة قال: سألت أنسًا عن قراءة الي 
يلل قال: كان يمد مدًا. 

وقال شعبة: حدثنا أبو جَمْرة» قال: قلت لابن عباس: إني رج سريع 
القراءة» وربما قرأت القرآن في ليلة مرة أو مرتين» فقال ابن عباس: لأن أقرأ 
سورةً واحدةً أعجّبٌ إلى من أن أفعل مثل ذلك الذي تفعل. فإن كنت فاعلا 
لا بده فاقرأه0" قراءةٌ تسمع أذْنّك47», ويعيه قلبك7©). 


وقال إبراهيم: قرأ علقمة على عبد اله وكان حسن الصوت» فقال: رتل 
فداك أبى وأمى ‏ فإنه زين القرآن). 


و 
وقال عبد الله بن مسعود: لا تهذواالقرآن هذ الشعرء ولا تنشروا نشرٌ 


)١(‏ في «التشره لابن الجزري (۱/ :)۲٠۹‏ «وأحسن بعض أئمتنا به فقال: إن ثواب 
قراءة الترتيل...» ونقل الفقرة إلى هنا بنصّها. وانظر: «فتح الباري» (9/ 89). 

(۲) برقم (6504726040). 

(۳) ماعداق» م» ن: «فاقرأ». 

(5) في النسخ المطبوعة: «أذنيك»»ء وكذا في المصادر. 

(4) أخرجه حرب الكرماني في «مسائله» (ص15) عن محمد بن بشار عن محمد بن 
جعفر عن شعبة به» وهذا الإسناد كالشمس. وأخرجه سعيد بن منصور -١5١(‏ 
التفسير) والبيهقي (۳/ )٠١‏ من طرق أخرى صحيحة. 

(1) أخرجه سعيد بن منصور (05- التفسير) وابن أبي شيبة (88157) والبيهقي في 
«السئن» (۲/ 05) و«الشعب» (۱۹۷۳) من طرقء والأثر ثابت. 


0 


الدقلء وقفوا عند عجائبه» وحرّكوا به القلوب» ولا يكن هم أحدكم آخرٌ 
الور 


وقال عبد الله أيضًا: إذا سمعت الله يقول: ايها ات ءام فأضغ 
لها سمحت فإنة خی تؤمر به أو شر تضرف عنه(1). ۰ 

وقال عبد الرحمن بن أبي ليلى": دخلتٌ علي امرأةٌ وأنا أقرأسورة 
هود؛ فقالت لي: يا عبد الرحمنء هكذا تقرأ سورة هود؟ والله ني فيها 
مذ ستة أشهر وما فرغت من قراءتها(0). 


وكان رسول الله هة ْسِرٌ بالقرآن(2 في صلاة الليل" تارةً» ويجهر 
تارةٌ» ويطيل القيام تارةًه ويحمَّفه تارم ويوتر آخرٌ الليل ‏ وهو الأكثر ‏ وأولّه 


)١(‏ أخرجه ابن نصر المروزي في «قيام الليل» (ص ١77‏ - المختصر) بهذا التمام» ولكن 
حذف المقريزي إسناده. وأخرج بعضه ابن أبي شيبة (5 2887 )۳٠۷۸۲‏ وهو منقطع 
بين الشعبي وابن مسعود. وبنحوه أخرج سعيد بن منصور -١417(‏ التفسير)» وانظر 
للمزيد: تعليق محققه عليه. 

زفق أخرجه سعيد بن منصور (50- التفسير) ومن طريقه البيهقي في «الشعب» »)۱۸۸١(‏ 
إسناده منقطع» وانظر: تعليق محقق اسنن سعيد بن منصور». 

(۳) في «الشعب»: لاعن رجل من ولد ابن أبي ليلئ»» وكذا «يا أبا عبد الرحمن» مكان «يا 
عبد الرحمن» فيما يأتي. واستظهر محققه أن الرجل محمد بن عبد الرحمن إذ هو 
الذي يكن أبا عبد الرحمن. 

(€) صء ج: (مذ). 

0( أخرجه البيهقي في «الشعب» (۱۸۸۷)» وفي إسناده مجهول ومبهم. 

(5) مب: «بالقراءة». 


)۷( بعده في ق» م زيادة: اويسردا» وني مب» ن: لويسرا. 


٤“ 


از مە اة 


E ٠. 2 4 5‏ 
وكان يصلي التطوع بالليل والنهار على راحلته في السفر قبل أي وجهة 
توجّهت به. فيركع ويسجد عليها إيماءً» ويجعل سجوده أخفصضّ من 
رکوعه(). 


وقد روئ أحمد وأبو داود(") عن أنس بن مالك قال: كان رسول الله 


يك إذا أراد أن يصلّي على راحلته تطوّعًا استقبل القبلة» فكبّر للصلاة ثم 
خلّئ عن راحلته» ثم صلئ حيث توجّهت به. 

فاختلفت الرواية عن أحمد: هل يلزمه أن يفعل ذلك إذا قدر عليه؟ على 
روايتين. فإن أمكنه الاستدارة إلى القبلة في صلاته كلّها مشل أن يكون في 
حول أو عمّاريّة") ونحوهاء فهل يلزمه أو يجوز له أن يصلّي | إلى حيث 
توجّهِت به الراحلة؟ فروئ محمد بن الحكم عن أحمد: من صلَّى في مَحْوِل 
فإنه لا يجزئه إلا أن يستقبل القبلة» لأنه يمكنه أن يدورء وصاحبٌ الراحلة 
والدابة لا يمكنه. وروئ عنه أبو طالب أنه قال: الاستدارة في المَخيل 


)۱( أخرجه أحمد )١5157(‏ وأبو داود(11717١)‏ والترمذي وصححه )”6١(‏ وابن 
خزيمة (۱۲۷۰) وابن حبان )۲٣۲۳(‏ من حديث جابر. وأصله عند البخاري )٤٠١(‏ 
ومسلم )٥٤١(‏ دون بيان كيفية السجود. 

(۲) آحمد (۱۳۱۰۹) وآبو داود »)١775(‏ وأخرجه الطيالسي (۲۲۲۸) وعبد بن حميد 
)١111(‏ والدارقطني »)١51775(‏ وإسناده حسن. وبنحوه أخرج البخاري )٠٠٠١(‏ 
ومسلم )7١7(‏ دون ذكر استقبال القبلة. 

(۳) هي كما في «النظم المستعذب» /١(‏ ۱۸): محمل كبير مظلّل يُجعل على البعير من 


۷ 


شديد(١»»‏ يصلّي حيث كان وجهه. 


واختلفت الرواية عنه في السجود في المَحْمِلء فروئ عنه ابنه عبد ابه 
أنه قال: وإن كان محملا فقدّرأن يسجد في المحمل سَجَّد. وروئ عنه 
الميموني: إذا صل في محمل أحبٌٍ إلى أن يسجد لأنه يمكنه. وروئ عنه 
الفغيل من اة حدق الكل إذا أمكقة. ررق غه جف يو جحي 
السجود على اليرَقّقة إذا كان في المَحمل ربما اشتدٌ(*) على البعيرء 
ولكن يومئ ويجعل السجود أخفضٌ من الركوع. وكذا روئ عنه أبو 
داود7"). والله أعله0©. 

فصل 
في هديه َة في صلاة الضحئ 


روئ البخاري في «صحيحه) 77 عن عائشة قالت: ما رأيتٌ رسول الله 


)١(‏ في النسخ المطبوعة: «شديدة»» والمثبت من الأصول صواب. فإن «الاستدارة» 
مصدر يذكر ويؤنث. 

(۲) نقل المؤلف روايتي محمد بن الحكم وأبي طالب في «بدائع الفوائد؛ )١5915 /٤(‏ 
عن أبي حفص. 

(۳) في «مسائله» (ص19). 

)٤(‏ المرفقة: المخدة. 

)٥(‏ في النسخ المطبوعة: «وربما أسندا» تصحيف. 

(5) في «مسائله» (ص١١١).‏ وهذه الروايات أيضًا نقلها المؤلف في «بدائع الفوائد 
.)١96/5(‏ 

)۷( «والله أعلم» ساقط من المطبوع. 

)۸( برقم (۱۱۲۸)» وأخرجه مسلم (۷۱۸). 


۹۸ 


د يصلّي س سُبْحة الضُحئ, وإني لأستَحِبّها(21». وروی أيضًا من حديث 
نورق العكلن :قلت لان غمر اتصلى الف قال لك قلت ف 
قال: لاء قلت: فأبو بكر؟ قال: لاء قلت: فالنبى كَكلِِ؟ قال: لا إخاله. 
وذكر”" أيضًا عن ابن أبي ليلئ قال: ما حدثنا أحد أنه رأئ الي بلا 
٤ ES hh‏ ا 
يصلي الضحى غير أم هانى» فإنها قالت: إن النبي ية دخل بيتها يوم فتح 
9 ص ت 
مكة» فاغتسل» وصلَّئ ثمان ركعات؛ فلم أر صلا قط أخفف منها غير أنه يتمّ 
الركوع والسجود. 


وفي #صحيح مسلم)7؟) عن عبد الله بن شقيق قال: سألت عائشة: هل 
كان رسول الله كه يصلّي الضحی؟ فقالت: لاء إلا أن يجىء من مغيبه. قلت: 
هل كان رسول الله َا يقرّن بين السور؟ قالت: من المفصّل. 


وفي صحيح مسلم»0*) عن عائشة قالت: كان رسول الله اة يصلّي 
الضحى أربعًاء ويزيد ما شاء الله. 


وفي «الصحيحين)(1) عن 03 هانىئ أنه صلی يوم الفتح ثمان ركعات. 


)١(‏ ك»ع: «لأسبّحها. وما أثبته من غيرهما رواية الكشميهني والأصيلي في الحديث 
.)١١1(‏ انظر: «إرشاد الساري؟ (۲/ ۳۱۳). 

.)۱۱۷١( برقم‎ )۲( 

(۳) برقم (۱۱۰۳)» وأخرجه مسلم .)۳۳١(‏ 

(5) برقم )۷١۷(‏ دون سؤاله عن قران السور في الركعة» وهو بهذا التمام عند أحمد 
)١16186(‏ وأبي داود »)١797(‏ وإسناده صحیح» صححه ابن حبان (/1871). 

(6) يرقم (۷۱۹/ 79). وانظر: «التمهید» (۸/ .)١55‏ 

(5) البخاري (1"01) ومسلم (07707. 


۹ 


م 


وقال الحاكم في «المستدرك2(0): ثنا الأصمٌ» ثنا الصغاني"» ثنا ابن أبي 
مریم» ثنا بكر بن مضرء ثنا("؟ عمرو بن الحارث» عن بكير بن الأشجء 
عن الضحاك بن عبد الله» عن أنس قال: رأيت رسول الله اة في سفر صلی 
سبحة الضحئ ثمان ركعات» فلما انصرف قال: (إنّي صِلَّيتُ صلاةً رغبة 
ورهبةء فسألتُ ربّي ثلاناء فأعطاني اثنتين» ومنعني واحدة. سال أن لا يقتل 
أمتي بالسّنين» ففعل. وسألته أن لا يُظهر عليهم عدواء ففعل. وسألته أن لا 
ملس شيعا فأبئ عليّ». قال الحاكم: صحيح. قلت: الضحاك بن عبد الله 
هذاء يُنظر من هو؟ وما حاله؟20). 


»)۳۱٤ /۱( )١(‏ وأخرجه أحمد )١71587(‏ والنسائي في «الكبرئ» )٤۸۹(‏ وابن خزيمة 
)١١1(‏ كلهم من طرق عن عمرو بن الحارث به. وانظر للطرق والشواهد: تعليق 
محققي «المسند». 

(۲) ماعداق» م» مب: «الصنعاني)» تصحيف. 

(۳) في ك ع: «أنبآناه في موضع «ثناه في هذا السند وغيره من الأسانيد الآنية. 

(4) ق» م» مب» ن: «بكر»» وكذا وقع في الطبعة الميمنية خلافا للطبعة الهندية» فتناقلته 
الطبعات الأخرى. 

)0( قال البخاري في «التاريخ الكبير» /٤(‏ 5 7”): «عن أنس» روئ عنه بكير بن الأشج. 
إن لم يكن ابن خالد فلا أعرفهء لأنَّ عيسئ بن مغيرة بن الضحاك بن عبد الله ابن 
خالد بن حزام». وذكره ابن حبان في «الثقات» /٤(‏ ۳۸۸)ء وقال الدارقطني في 
«سؤالات البرقاني» (7170): «مدني» ثقة يحتج به). ولم يذكره المزي في «تبذيب 
الكمال» مع أنه على شرطه. وقد ذكره في «تحفة الأشراف» )۲٤١ /١(‏ وقال: اس في 
الصلاة... حدثه (أي هذا الحديث) عن أنس بن مالك بهذا في رواية ابن الأحمر 
[«الكبرئ» »])٤۸۹(‏ ولم يذكره أبو القاسم (ابن عساكر)». 


5٠ 


وقال الحاكم في كتاب «فضل الضحىئ»': ثنا أبو بكر الفقيه» أخبرنا 


بشر بن ف ثنا محمد بن الصباے ولات ثنا خالد بن عبد اللّه» 
ع (4) الحصين» عن هلال بن يساف» عن زاذان» عن عائشة: فا رل 
الله بي صلاة الضحئء ثم قال: «اللهم اغفر لي وارحمني ونب عليّ» إنك 
أنت التواب الغفور(2» حت قالها مائة مرة0©). 


000 


زفة 
)۳( 
)4( 


(0) 
(0 


ذكره صلاح الدين بن كيكلدي العلائي في «الفرائد المسموعة» »)۱۹١ /١(‏ وكذلك 
الحافظ ابن حجر في «المعجم المفهرس» (ص؟٠).‏ 

ق» م» مب» ن: «يحيى)» وكذا في النسخ المطبوعة» وهو خطأ. 

مب: «صالح»» وكذا في الطبعة الميمنية ومنها في النشرات الأخرئ» وهو غلط. 

في جميع النسخ: «بن»» وكذا في النسخ المطبوعة» وهو تصحيف. والتصحيح من 
المصادر. 

ج: «التواب الرحيم»» وهي رواية أخرئ. 

أخرجه أيضًا البخاري في «الأدب المفرد» )51١19(‏ والنسائي في «الكبرئ» (9800) 
والبيهقي في «الدعوات الكبير» (۲/ )٠١١‏ من طرق عن محمد بن صباح الدولابي 
به. وأخرجه أيضًا النسائي من طرق أخر )۹۸٥ ٤ -۹۸٥۱(‏ عن حصين عن هلال عن 
زاذان عن رجل من الأنصار (وني طريق: من أصحاب النبي كَلِ)؛ ورجحه على 
حديث خالد بن عبد الله الذي جعل الحديث من مسند عائشة؛ وذكر أن حصين بن 
عبد الرحمن كان قد اختلطء وانظر: «التاريخ الكبير» (۳/ ۷ ۸). وبنحوه رجح 
الدارقطني في «العلل» (15070) وليس عنده ذكر صلاة الضحى أصلاء بل هو دبر 
الصلاة مطلقًا. وكذا ورد مطلقًا عند ابن أبي شيبة في «(مسنده» (441) و«(مصنفه» 
۰۸۷۷۲ ۳۲۲۲) وأحمد .)۲٠١١(‏ والحديث صححه الألباني في اصحيح 
الأدب المفرد). 


<11 


ثنا أبو العباس الأصمء ثنا اسيد() بن عاصم» ثنا الحسيه(؟) بن 
حفص» عن سفيان» عن عمر7) بن ذر» عن مجاهد أن رسول الله که صلی 
الضحيئ ركعتين وأربعًا وستا وثمانيًا». 

وقال الإمام أحمد: ثنا أبو سعيد مولئ بني هاشم» ثنا عثمان بن 
عبد الملك العُمَري» حدثتنا EERE E‏ وات 


ركعات. 


)١(‏ مب: «أسد» وكذا في النسخ المطبوعة» تصحيف. 

(؟) في النسخ المطبوعة: «الحصين»» تحريف. 

(۳) قءم: «عمرو». وكذا كان في ك ثم طمس فيما يظهر. 

)٤(‏ أخرجه أيضًا عبد الرزاق (54807)- وقد تحرف فيه عمر بن ذر إلى عمرو بن دينار- 
وإسحاق بن راهويه ( ٢۶‏ بن طربى عم بن فر يه وهو مرسل صحيح. 

)0( برقم (141740)» وأخرجه من طريقه كل من الطبراني في «المعجم الأوسط؛ )٤۲۹٩(‏ 
وأبي نعيم في «حلية الأولياء» (9/ ۲۷۷). وقال الطبراني: «لا يُروئ هذا الحديث عن 
آم ذرّة إلا بهذا الإسناد» تفرّد به أحمد بن حنبل رحمة الله ورضوانه عليه».وفي إسناده 
انقطاع بين عثمان بن عبد الملك العمري ‏ والصواب في اسمه: عثمان بن محمد 
العمري ‏ وبين عائشة بنت سعد انظر: «التاريخ الكبير» (7/ .)٠١‏ والحديث منكر 
لمخالفة حديث آخر صحيح روته معاذة عن عائشة: كم كان رسول الله وَل يصلي 
الضحئ؟ قالت: «أربع ركعات» ويزيد ما شاء الله عز وجل». أخرجه أحمد 
)١577(‏ وإسحاق (۱۳۸۹). 

49 كذا في جميع النسخ بالدال المهملة» ومضبوطًا فيما عدا ج بضمّهاء والصواب بالذال 
المعجمة: ام درل وهي مولاة عائشة ئ كتها. 


1۲ 


ل 


عمرو بن مرة» عن عمّارة بن عمير )»عن ابن جبير بن مطعم» »عن أبيه أنه 
رأئ رسول اله يكل يصلّي صلاة الح . 


(01) 


(۲( 
(۳) 
0) 
(0) 


(0 


وقال الحاكم أيضًا: ثنا إسماعيل بن تيد" ثنا محمد بن 


في الكتاب المذكور. وأخرجه أيضًا ابن أبي شيبة )١1417(‏ وابن نصر المروزي في 
«قيام اللیل» (ص4١١)‏ والطبراني (۲/ )٠١١‏ كلهم من طريق حصين عن عمرو بن 
مرة عن عمار بن عاصم عن نافع بن جبير بن مطعم عن أبيه به. فما وقع في هذا 
الإسناد: «عمارة بن عمير؛ خطأء ويؤيده قول البخاري في «التاريخ الكبير) 
)٤۸۸ /0‏ بعد أن ذكر بعض الاختلاف في طريق الحديث: «وقال أبو الوليد: حدثنا 
أبو عوانة» عن حصين» عن عمرو» سمع عمار بن عاصم العنزي» سمع نافعًاء عن أبيه 
َوَزنَهعَنُ... وهذا لا يصح». وقد أطال النفس في ذكر طرقه الدارقطنيٌ في «العلل» 
0 وقال: «والصواب من ذلك قول من قال: عن عاصم العنزي» عن نافع بن 
جبير» عن أبيه» عن النبي بي . قلت: أخرجه بهذا الطريق أحمد )١7781(‏ وأبو داود 
(774) وابن ماجه »)۸٠۷(‏ وعاصم العنزي هذا مجهول. ومع هذا فالحديث 
صححه ابن الملقن في «البدر المنير (۳/ 5 57)» وحسنه الحافظ في «نتائج الأفكار» 
»)٤۱۲ /۱(‏ ولكن ضعفه الألباني في «ضعيف أبي داود- الأم» (7957/9). 
في حاشية ع أن في نسخة: «أبو بكر أحمد». 
معدا ق» م» مب: «ابن الوليد»» تصحيف. 
كذا في جميع النسخ. وانظر تخريج الحديث. 
أخرجه أيضًا البخاري في «التاريخ الكبير؛ (۱/ )۲٠١‏ والطبراني في «الأوسط») 
( ۲۷۲) و«مسند الشاميين» (7510) من طرق عن محمد بن قيس به» وعليه المدار 
وهو مجهول. 
في النسخ المطبوعة: «محمد)؛ خطأ. 

<1۳ 


عدي بن كاملء ثنا وهب بن بقية الواسطيء ثنا خالد بن عبد الله» عن 
اديه ون ف عن حابن ين عد الله إن ال عله سل ال ت 
ركعات. 

ثم روئ الحاكم من طريق إسحاق بن بشرالبخاري» ثنا 
عيسئ بن موسئ غنجار(» عن عمر بن صبح» عن مقاتل بن حيان» عن 
مسلم بن صَبّيح» عن مسروق» عن عائشة وأم سلمة قالتا: «كان رسول الله 
ا 0-8 0 0 
ية يصلي صلاة الضحى ثنتي عشرة ركعة». وذكر حديثا طويلا. 

قال الحاكه7؟): ثنا أبو أحمد بكر بن محمد الصيرفيء ثنا أبو قلابة 
الرقاشيء ثنا أبو الوليد» ثنا شعبة» عن أبي إسحاق» عن عاصم بن ضمرة عن 

: : 
علي أن النِي اة كان يصلّي الصحى. 

وبه إلى أبي الوليدء ثنا أبو عوانة» عن حصين بن عبد الرحمن» عن 
عمرو بن مُرَّ عن عمّارة بن عمير العبدي» عن ابن جبير بن مطعم» عن أبيه 


.)170 لم أجد من أخرجه غيره. والحديث موضوع كما سيأتي في كلام المؤلف (ص‎ )١( 
يشبه رسمه في ق» م» مب: «المحاربي». وفي النسخ المطبوعة: «بشير المحاملي».‎ (۲) 
مب: «عن جابر»»؛ وكذا في الطبعة الميمنية وما بعدهاء وهو تحريف.‎ )۳( 

)0 وأخرجه الطيالسي (9؟1١)‏ وأحمد (1۸۲) والنسائي في «المجتبيئ» (775) 
و«الكبرئ» )51/1١(‏ وابن خزيمة (۱۲۳۲) من طرق عن شعبة به. وقال ابن خزيمة: 
«هذا الخبر عندي مختصر من حديث عاصم بن ضمرة: سألنا علي عن صلاة رسول 
الله ب قد أمليته قبل» قال في الخبر: إذا كانت الشمس من هاهنا كهيئتها من هاهنا 
عند العصر صلئ ركعتين» فهذه صلاة الضحئ). وقد تقدم جزء من ذاك الحديث 
الطويل مع تخريجه (ص0"69). 

(0) «بكر» ساقط من طبعة الرسالة خلاقا لطبعة الفقي وغيرها. 


٤ 


أنه رأئ رسول الله يكل يصلّي الصحى(٠.‏ 


قال الحاكم: وفي الباب عن أبي سعيد الخدريء وأبي ذرٌ الغفاري» 


وزيد بن أرقم» وأبى هريرة. وبريدة الأسلمى. وأبى الدرداء وعبد الله بن 
أن أوفل» وعتبان بن مالك» وأنس بن مالك وعتبة بن عبد12) السّلَمِي؛ 
وليم بن همّار الغطفاني("ء وأبي أمامة الباهلي؛ ومن النساء: عائشة بنت 
أبي بكرء وأم هانى» وأم سلمة- كلهم شهدوا أن اسي اة كان يصلّيها0؟). 


وذكر الطبري ”2 من حديث علي وأنس وعائشة وجابر أن النبي اة كان 


بل ال نمت رقعات: 


0010( 
)۲( 
فر 
)€( 


فاختلف الناس في هذه الأحاديث على طرق: 
فمنهم من رجُح رواية الفعل على الترك بأنها مثبتة تتضكّن زيادة علم 


تقدم الكلام عليه قبل ثلاثة أحاديث. 

مب: «عبد الله»» وكذا في الطبعة الميمنية وما بعدها. 

تحرف في ك.ع: إلى «الطفاوي». 

قال الحافظ في «فتح الباري» (7/ 00): «وقد جمع الحاكم الأحاديث الواردة في 
صلاة الضحئ في جزء مفردء وذكر لغالب هذه الأقوال مستندّاء وبلغ عدد رواة 
الحديث في إثباتها نحو العشرين نفسًا من الصحابة». وانظر: «نزهة الألباب» للوائلي 
(؟/9- 466) لأحاديث بعض هؤلاء. 

في الطبعة الهندية ‏ ومنها في الطبعات الأخرئ جميعًا .: «الطبراني»» وأشير في 
حاشيتها إلى أن في نسخة: «الطبري». وهو الصواب. وقد ذكر ابن بطال في اشرح 
صحيح البخاري» (*117/7) نقالا عن الطبري أحاديث أنس وجابر وعائشة» ولكن 
لم يذكر حديث علي أن الرسول ية صل ست ركعات. والمؤلف صادر عن كتاب 
ابن بطال» وسيصرّح بالنقل منه. 


t10 


خفيت على النافي(١2.‏ قالوا: وقد يجوز أن يذهب علمٌ مثل هذا على كثير من 
الناس ويوجد عند الأقل. قالوا: وقد أخبرت عائشة وأنس وجابر وأمٌ هانئ 
وعلي بن أبي طالب أنه صلّاها. قالوا: ويؤيّد هذا الأحاديث الصحيحة 
المتضمّنة للوصية"' بهاء والمحافظة عليهاء ومدح فاعلها والثناء عليه 


ففي «الصحيحين»" عن أبي هريرة قال: أوصاني خليلي بي بصيام 
ثلاثة أيام من كل شهر» وركعتي الضحئىء وأن وتر قبل أن أرقٌد9؟). وفى 
«صحيح مسلم2270 نحوه عن أبي الدرداء. 

وفي «صحیح مسلم» 7 عن أبي ذر يرفعه قال: ايُضْبح علئ كل شلام 
من اک ا کا قبي عد نوكا ا ؤكل نين 

صدقة؛ وكل تكبيرة صدقة. وأمرٌ بالمعروف صدقة؛ ونهيٌ عن المنكر صدقة. 
ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضُحئ». 


وفي «مسند الإمام أحمدا" عن معاذ بن أنس الجُهّني أن رسول الله 


)١(‏ م: (الباقي»» تصحيف. 

(؟) ك»ع: «الصحيحة المرضية المتضمنة الأمرّ». ولعل لفظ «المتضمنة» تحرف في 
نسخة إلى «المرضية» ثم زيد من نسخة أخرئ لإصلاح السياق. 

(۳) البخاري (۱۱۷۸) ومسلم (۷۲۱). 

)٤(‏ ماعداص» ج: «أنام». 

(0) برقم (۷۲۲). 

(1) برقم (۷۲۰). 

(۷) برقم (10777). وأخرجه آبو داود (۱۲۸۷) والطبراني )۱۹١/۲١(‏ والبيهقي 
(۳/ 59)» وفي إسناده زبّان بن فائد وسهل بن معاذ» كلاهما ضعيف. 

(۸) كيع: «أن النبي». 


كا 


كي قال: «من قعد في ممُصللاه حين ينصرف من صلاة الصبح حتى يسبّح ركعتي 
الضحيئ لا يقول إلا خيرًا- عفر" له خطاياه. وإن(") كانت مثل زبد البحر). 
وني «الترمذي» و«سنن ابن ماجه)" عن أبي هريرة قال: قال رسول الله 
:من حاقظ على شَفعَة الضحى غَفِر له ذنويُه وإن كانت مثل ربد البحر». 
وفي «المسند» و«السئن»7؟) عن نعيم بن همّار قال: سمعت رسول الله 
كه يقول: «قال الله عز وجل: ابن آدم» لانُمْجِرْن من( أربع ركعات في أول 
النهار أكفك آخرّه). ورواه الترمذي7) من حديث أ الدوقاء وأبى د 


)١(‏ ج» مب: «غفر الله». 

(۲) كيع: «ولو». 

(۴) الترمذي (575) وابن ماجه (۱۳۸۲)» وأخرجه ابن أبي شيبة )۷۸٦۸(‏ وإسحاق بن 
راهويه (۳۲۹» 577) وأحمد (91/17) وعبد بن حميد .)١57١(‏ ومدار الحديث 
على النَّهّاس بن قَهُم وهو ضعيف» وكذلك شدَّاد بن عبد الله لم يسمع من أبي 
هريرة. وسيأتي في كلام المؤلف مفصلًا أنه موضوع. 

(5) أحمد(478-77579١5١)‏ وأبو داود (۱۲۸۹) والنسائي في «الكبرئ» (2555 
۷ ) من طرق عن تُعَيم بن همّار. وقد اختلف في إسناده اختلافًا كثيرّاء والحديث 
صححه الألباني في «صحيح أبي داود- الأم» (5/ ۳۳) و«الإرواء» (۲/ .)۲٠١‏ وانظر 
للاختلاف: «المسنده و«التاريخ الكبير» (۸/ ۹۳ 45). 

(5) مب: «لا تعجزن من). 

(5) برقم (415) من طريق خالد بن معدان عن جبير بن نفير عن أبي الدرداء وأبي ذرء 
وقال: حسن غريب؛ وأخرجه أبو نعيم في «الحلية» (5/ 1717)» ولكن وقع في اتحفة 
الأشراف» :)7١5/4(‏ «عن أبي الدرداء أو أبي ذر» على الشك. وأخرجه عن أبي 
الدرداء دون شك أحمد )۲۷٤۸١(‏ والطبراني في «مسند الشاميين» (4554) من طريق 
شريح بن عبيد عن أبي الدرداء» وهو لم يدركه. ومع ذلك صححه الألباني = 


1۷ 


وفي «جامع الترمذي» و «سنن ابن ماجه)(١2‏ عن نس مرفوعًا: امن 


صلى الضحى ثنتي عشرة ركعة بنئ الله له قصرًا في الجنّة من ذهب». 


وني صحيح مسلم)7) عن زيد بن أرقم أنه رأئ قومًا يصلون من 


الضُحئ في مسجد قباء» فقال: أمَا لقد علموا أنَّ الصلاة في غير هذه الساعة 
أفصَلٌ. إن رسول الله ب قال: «صلاة الأرّابين حين نَرْمَضُ الفِصَالٌ». وقوله: 
«ترمض الفصال» أي: يشتدٌ حَرٌ النهارء فتجد الفِصالٌ حَرّ الرّمضاء. 


وني «الصحيح» 47 أن الى يك صلّئ الصحى في بيت عِتبان بن مالك 


ركعتين. 


وفي «مستدرك الحاكم) 2*7 من حديث خالد بن عبد الله الواسطي» عن 


بمجموعهما في «الإرواء» (۲/ ۲۱۹). ويشهد له حديث نعيم بن همار السابق. 


الترمذي )٤۷۳(‏ وابن ماجه »)۱۳۸١(‏ وضعفه الترمذي والحافظ في «التلخيص 
الحبير» (۲/ 885)» وكذلك المؤلف كما سيأتي. 

«عن أنس» ساقط من ك» مب» ومستدرك في حاشية ع. 

.)۷٤۸( برقم‎ 

البخاري (5 47 ومواضع) ومسلم (۳۳) وسيسوق المؤلف لفظه بعد صفحات. 
)۳۱٤/۱(‏ وأخرجه ابن خزيمة (1775) وأعلّه بقوله: «لم يُتابَع هذا الشيخ 
إسماعيل بن عبد الله على إيصال هذا الخبر. رواه الدراوردي» عن محمد بن عمرو» 
عن أبي سلمة مرسلًا؛ ورواه حماد بن سلمة» عن محمد بن عمروء عن أبي سلمة 
قوله»» وكذلك رجح البخاري المرسلٌ في «التاريخ الكبير» .)757/١(‏ ولا يرد على 
هذا التعليل ما أخرجه الطبراني في «الأوسط» »)2١71(‏ وقد تابع فيه عمرّو بن حمران 
إسماعيلٌ هذاء لأن شيخ الطبراني فيه علي بن سعيد الرازي وقد ضعف الدارقطني 
أمرّه في «سؤالات السهمي» (7”84) وذكر أنه حدَّث بأحاديث لم يتاع عليهاء وانظر: 
«الميزان» (۳/ 171). 


14 


1 1 تس 5 2 ل صلا 

محمد بن عمروء عن أبي سلمةء عن أبي هريرة أن رسول الله وك قال: «لا 
يحافظ علئ صلاة الضحى إلا أوّاب»» وقال: هذا إسناد قد احتجٌ بمثله 
مسلم بن الحجّاج(١‏ 2 فإنه حدث عن شیو خه عن محمد بن عمرو عن 
أبى سلّمة عن أبى هريرة عن النبى يَكَِِ: «ما أذن الله لشىء دته" لنب يتغت!ا 
ناقرات فال ولل ال0 فك رة تماد كن اة 
وعيد العزيز بن محمد الدّراوردي عن محمد بن عمروء فيقال له: خالد بن 
عبد الله ثقة» والزيادة من الثقة مقبولة. 


ثم روئ الحاكم: ثنا عبدان بن يزيده ثنا محمد بن المغيرة 
السّكريء ثنا القاسم بن الحكم العْرَنيٍ20: ثنا سليمان بن داود اليمامي9", 


)١(‏ في اصحيحه) عقب (۷۹۳/ 7175) عن شيوخه يحيئ بن أيوب وقتيبة بن سعيد وابن 
حجر: حدثنا إسماعيل وهو ابن جعفر عن محمد بن عمرو... به. والإسناد إلى 
محمد بن عمرو أئمة ثقات» خلاقًا لإسناد الحاكم فإنه فيه ما فيه. 

(۲) ص: «(شيخه). 

(۳) مب: «ما أذن»» وكذا في الطبعة الميمنية وما بعدها. وهو لفظ مسلم. 

)6( يشير الحاكم إلى ما قاله ابن خزيمة في تعليل الحديث. وقد أعلّه البخاري في «التاريخ 
الكبير» في ترجمة إسماعيل بن عبد الله بن زرارة )۳٠١ /١(‏ بأنه موقوف على أبي سلمة 
من قوله. وعلئ كل فالعلة فيه ممن روئ عن خالد بن عبد الله وهو إسماعيل بن عبد الله 
وفيه لين» فلا يبقئ معن لقول الحاكم: «والزيادة من الثقة مقبولة». 

(5) وأخرجه أيضًا الطبراني في «الأوسط» (2075) من طريق سليمان بن داود اليمامي به. 
وهو علته» وهو متروك منكر الحديث» كما سيأتي بيانه في كلام المؤلف. وانظر: 
«الضعيفة» للألباني (۳۹۲» 6056). 

(1) هكذافي مب مضبوطًا. وني سائر النسخ: «العدني» بالدال» تصحيف. 

(۷) ماعدا ص»ج» مب: «اليماني؛» تصحيف. 


۹ 


حدثني يحيئ بن أبي كثير» عن أبي سلمة» عن أبي هريرة قال: قال رسول 
اله يلِ: «إنَّ للجنّة بابًا يقال له: باب الضُحئء فإذا كان يوم القيامة ناد 
منادٍ: أين الذين كانوا يداومون على صلاة الضحئء هذا بابكم» فادخلوه 


برحمة الله). 


وقال الترمذي في «الجامع»': ثنا أبو كريب محمد بن العلاءء ثنا 
يونس بن بكير» عن محمد بن إسحاقء قال: حدّثني موسیٰ بن فلان» عن 
عمه ثمامة بن أنس بن مالك» عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله جَكلِةِ: 
«من صِلَّْ الضحى ثنتي عشرة ركعة بنئ الله له قصرًا في الجنة من ذهب0). 
قال0): اديك قريب لأتغرفه ( لا سن هنذا الوجه: وكآن احمند بر 9) 
اصح شيء في هذا الباب حديث آم هانئ»(22. قلت: موسئ ابن فلان هذا هو 


موسئ بن عبد الله بن المثنئ بن أنس بن مالك0©. 


)١(‏ برقم (۷۳٤)ء‏ وأخرجه ابن ماجه (١۱۳۸)ء‏ وقد سبق أن الحافظ ضعفه في «التلخيص 
الحبير) (۲/ ٤‏ ۸۸). 

(۲) ق» م» مب» ن: «من ذهب في الجنة». 

(۳) في مب بعده زيادة: «الترمذي»» وكذا في الطبعة الميمنية وما بعدها. 

)٤(‏ في مطبوعة الجامع: «رأئ». 

(5) قول الترمذي: «وكأنٌ... هانىع» جاء عقب الحديث .)٤۷٤(‏ 

)5( هكذا سمي في رواية إبراهيم بن معقل النسفي عن أبي كريب. قال ابن حجر: «وأظنه 
وهمًا؛. وسمّاه ابن نمير عن يونس بن بكير: موسئ بن حمزة بن أنس. وتابعه 
محمد بن حميد الرازي عن سلمة بن الفضل الأنصاري عن ابن إسحاق. انظر: 
«تهذيب التهذیب» (۱۰/ ۳۷۹). 


A 


وفي «جامعه)(١2‏ أيضًا من حديث عطية" العوفي عن أبي سعيد" قال: 


«كان رسول الله اة يصلَّي الضحئ حتئ نقول: لا يدَعُهاء ويدَعُها حتئ 
نقول: لاا فال ها حلا حصن غريك: 


وقال الإمام أحمد في (مسنده»: ثنا أبو اليمان» ثنا إسماعيل بن 


عياش» عن يحيئ بن الحارث الذَّمَاري» عن القاسم» عن أبي أمامة عن النبي 
بيا قال: «مَن مشئ إلى صلاة مكتوبة وهو متطهر كان له كأجر الحاجٌ 
المُحْرِم» ومن مشئ إلى سبحة الضُحئ كان له كأجر المعتور» وصلاةٌ على 
إثر صلاة لا لغّ بينهما كتابٌ في علَيّينَ». قال أبو أمامة: الغدؤ والرّواحٌ إلى 
هذه المساجد من الجهاد في سبيل الله عز وجل. وقال الحاكو20): ثنا 


برقم »)٤۷۷(‏ وأخرجه أحمد (11118111960) وعبد بن حميد(884) 
والترمذي في «الشمائل» (۲۹۲) وأبو يعلى »)۱۲۷١(‏ وعطية العوفي ضعيف مدلس. 
ك: «أبي عطية»» خطأ. 

في مب زيادة: «الخدري» وكذا في الطبعة الميمنية وما بعدها. 

(757704)» وأخرجه مختصرًا ومطولًا أبو داود (564: ۱۲۸۸) والطبراني (4 ۷۷۳) 
والبيهقي (۳/ 57)؛ من طرق عن يحيئ بن الحارث الذَّمَاري به. والقاسم هو ابن 
عبد الرحمن الشامي أبو عبد الرحمن» صدوق يغرب كثيرٌاء ولبعض جمله متابعات 
لا تخلو من مقال» ينظر: تعليق محققي «المسئد». 

وأخرجه أيضًا أبو بكر الدينوري في «المجالسة» (۷/ 197) والطبراني (۸/ 2١58‏ 
64 و۱۲۹/۱۷) وابن شاهين في «الترغيب في فضائل الأعمال» (ص5:) من طرق 
عن الأحوص بن حكيم به» وعليه المدار وهو ضعيف جدًاء وليس عندهم ذكر منيب 
في الإسناد. وني «الإصابة» )۳٤١ /٠١(‏ نقلا عن أبي موسئ المديني «عن منيب بن 
عبد السلمي» ولعله نشا عن سقط وتداخل في الإسناد. 


۲١ 


أبو العباس» ثنا محمد بن إسحاق الصغاني(١2»‏ ثنا أبو المورّع محاضر بن 
المورٌع, ثنا أبو الأحوص" بن حكيم» حدثني عبد الله بن عامر(" الألهاني» 
عن منيب» عن عتبة بن عبد“ السلّمي وعن أبي أمامة(*) عن رسول الله يك 
أنه كان يقول: «من صِلَّ الصبح في مسجد جماعةء ثم ثبت فيه حتئ يُسبّح فيه 
شُبْحة7") الضُّحئء ثم صلَّئ "2 سبحة الضحئ- كان له كأجر حاجٌ أو معتمر 
تام له حجّه وعمرثه». 


(010 
(۲( 
(۳) 


(€) 


(0 
(¥) 
(A) 


وقال ابن أبي شيبة: حدثني حاتم بن إسماعيل» عن حميد بن صخر 


في النسخ: «الصنعاني» تصحيف. 


كذا في النسخ» والظاهر أن لفظ «أبو» مقحم. 

كذا وقع في بعض المصادرء ونبّه العجلي في «الثقات» (۲/ )4٠‏ وغيره على أن 
صوابه: غابر. 

مب: امنيب بن عيينة بن عبد الله»ء وكذا في الطبعة الميمنية وما بعدها. 

وقد أورد الحافظ في «الإصابة» )۳٤۲ /٠١(‏ هذا الإسناد عن الأحوص بن حكيم به 
وذكر فيه: «منيب بن عبد السلمي ‏ وكان من الصحابة ‏ عن أبي أمامة رفعه: من 
صلّئ...» ثم ذكر هذا الحديث. ولم تقع في المصادر زيادة «منيب». 

«#يسبّح فيه سبحة» ساقط من النسخ المطبوعة. 

ق» م» مب» ن: «ايصلي». ولفظ «سبحة» بعده ساقط من م» مب» ن. 

أخرجه من طريقه أبو يعلئ (5059, “51411)» ثم عنه ابن حبان (71010). وأخرجه 
من طريق عثمان بن أبي شيبة ابن عدي في «الكامل؟ في ترجمة حميد بن صخر 
(/507) وابن شاهين في «الترغيب» (ص۸٤)‏ عن حاتم بن إسماعيل به. ومدار 
الحديث على حميد بن صخر وفيه لين» ضعفه ابن معين والنسائي وغيرهما. قال ابن 
عدي في آخر ترجمته بعد ذكر بعض حديثه ومنه حديثنا هذا: «ولحاتم بن إسماعيل 
عن حميد بن صخر أحاديث غير ما ذكرته» وفي بعض هذه الأحاديث عن المقبري - 


۲ 


عن المقبري ١‏ عن أبي هريرة قال: بعث التي ية جيشًا فأعظموا الغنيمة: 
وأسرعوا الكرّة. فقال رجل: يارسول الله» ما رأينا بعنًا قط أسرع كرَةٌ ولا 
انلع ضيمة من هذا اليعث: فقال: الا أخيركم بأسرع رة وأعظمٌ غنيمة؟ 
رجل توضّأ في بيته. فأحسن وضوءه. ثم عمّد إل المسجد »فصل فيه صلاة 
الغداة د ثم أعقب بصلاة الضحئا- فقد أسرعً الكرّة. وأعظم الغنيمة». 

وني الباب أحاديث سوئ هذه لكن هذه أمثلها. قال الحاكم: صحبتٌ 
جماعةً من أئمة الحديث الحفاظ الأثبات» فوجدتهم يختارون هذا العدد 
- يعني أربع ركعات د يفلو هل ااا أربعًا لتواتر الأخبار الصحيحة 
فيه. وإليه أذهب وإليه أدعو اتبامًا للأخبار المأثورة» واقتداءً بمشايخ 
الحديث فيه. 


قال ابن جرير الطبري" وقد ذكر الآثار المرفوعة في صلاة الضحئ 
واختلاف عددها -: وليس من هذه الأحاديث حديث يدقع صاحيه. وذلك 
لان" من حکی الصحی أربعًا جائرٌ أن يكون رآه في حال فعله ذلك» ورآه 
غيرٌه في حال أخرئ صلی رکعتین» ورآه آكر في حال أخرئ صِلَّاها ثمانيّاء 
وسمعه آخريكث فلن أن يصلي يناه وآخر يحت علئ ركعتين» وآخر علئ 


= ويزيد الرقاشي ما لا يتاع عليه». وانظر: «ميزان الاعتدال» .)٦١۳ /١(‏ 

)١(‏ ق» مب: اعن حميد بن صخر عن الأعز (أو الأغر)»» وني م: «إسماعيل عن الأعز) 
وفي ن: «إسماعيل به عن الأعرج». وفي النسخ المطبوعة: «... صخر عن المقبري عن 
الأعرج». والصواب ما أثبت من النسخ الأخرئ. 

(۲) انظر: اشرح صحيح البخاري» لابن بطال (۳/ 1717)» والمؤلف صادر عنه. 

(۳) ق» م» ن: «أنه». 


۳ 


عشر» وآخر علئ ثنتي عشرة- فأخبر كلّ واحد منهم عا رأئ وسيع. 

قال: والدليل علئ صحة قولنا ما روي عن زيد بن أسلم. قال: سمعت 
عبد الله بن عمر يقول لأبي ذرٌ: أوصني يا عمُ. قال: سألت رسول الله بلا 
كما سألتني» فقال: من صلّئ الضّحئ ركعتين لم يُكتّب من الغافلين» ومن 
صل أربعًا كيب من العابدين» ومن صلى سنًا لم يلحقه ذلك اليوم ذنبٌ» 
ومن صلی ثمانيًا كيب من القانتين» ومن صلی عشرًا بنئ الله له بيا ني 
الحنة»(). 


وقال مجاهد": صلی رسول الله ا يومًا الضحى ركعتين» ثم يومًا 
أربعاء ثم یوما سنّاء ثم يوم ثمانياء ثم ترك. 

فأبان هذا الخبر عن صحة ما قلنا من احتمال خبر كل مُخْبر ممن تقدَّم 
قوله0" أن يكون إخباره بما أخبرعنه في صلاة الضُحئن على قدر ما شاهده 
وعاينه. 


)١(‏ وأخرجه ابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني» (۹۸۷) والبزار (9/ 77"8) من طرق عن 
عبد الحميد بن جعفر عن حسين بن عطاء عن زيد بن أسلم به. وحسين بن عطاء 
منكر الحديث. وأعلّه البخاري بأمر آخر في «التاريخ الكبير» (۲/ ۳۹۲) فقال: «وقال 
الشعبي عن ابن عمر: صلاة الضحئ بدعة» ونعمت البدعة. وهذا أصح». أي: لو كان 
ابن عمر عنده هذا الحديث لما وصف الضحى بأنها بدعة. وبنحوه أخرج أبو يعلى 
(المطالب العالية- 5/ )٥۷۳‏ والبيهقي (۳/ )٤۸‏ من طريقين ضعيفين عن عبد الله بن 
عمرو بن العاص عن أبي ذر به. 

(؟) تقدم تخريجه. 

(۳) «قوله» ساقط من النسخ المطبوعة. 


٤ 


فالصواب إذا كان الأمر كذلك: أن يصليها مَن أراد على ما شاء من 
العدد. وقد روي هذا عن قوم من السلف: ثنا ابن حميد(١2»‏ ثنا جرير» عن 
إبراهيم: سأل رجلٌ الأسوة: كم أصلّي الصحی؟ قال: كم شعت. 

وطائفة ثانية ذهبت إلى أحاديث الترك ورجّحتها من جهة صحة إسنادها 
وعمل الصحابة بموجبها. 


_- 
فروئ البخاري7© عن ابن عمر أنه لم يكن يصليها ولا أبو بكر ولا 
عمر. قلت : فالنبى يَككْه؟ قال: لا إخاله. 


وقال وكيع”*): ثنا سفيان الثوري» عن عاصم بن كليبء عن أبيه» عن 
أبي هريرة قال: ما رأيت رسول الله ية صلّئ صلاة الضحى إلا يوم واحدًا. 
وقال على بن المذينى97): ثنامعاذ بن معاذ ثنا شعبة: ثنا فضيل © بن 


(۱) في ج: «أبو حميد»» وكذا كان في ص فأصلح. 

(۲) انتهئ كلام الطبري نقلًا من شرح ابن بطال كما سبق. 

(۳) برقم »)۱٠۷١(‏ وقد تقدم في أول الفصل. 

(5) القائل: مورّق الراوي عن ابن عمر. 

(5) أخرجه عنه ابن أبي شيبة )۷۸۷١(‏ وأحمد .۹۷٥۸(‏ ۱۹۹١۱)ء‏ وكذلك النسائي في 
«الكبرئ» )٤۷۹(‏ عن محمود بن غيلان عن وكيع به. وإسناده حسن لأجل 
عاصم بن كليب وأبيه» فإنهما صدوقان. 

0( أخرجه عنه أحمد (59 .)7١‏ وأخرجه أيضًا يحيئ بن معين كما في «الجزء الثاني من 
حديثشه» )75١5(‏ والدارمي )١591(‏ والبزار (۹/ )٠٠١‏ والنسائي في «الكبرئ» 
)٤۸١(‏ من طرق عن معاذ بن معاذ به. والحديث حسن لأجل فضيل بن فضالة. 

(۷) ماعداك.ع: «فضل)»ء تصحيف. 


0 


فضالة» عن عبد الرحمن بن أبي بكرة قال: راك انو يكرة اسا يصلوة 
الضَّحئء فقال: إتكم تصلُون صلاةً ما صلاها رسول الله بل ولاعامة 
أصحابه. 


وفي «موطأ مالك“ عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة قالت0): 
ماسح رسو الله للا ية الجر فل وإ لاوا وإن كان 
رسولٌ الله كل َدَعٌ العمل وهو يحبٌ أن يعمل به خشية أن يُعمّل به(* 
فيفترض(3) عليهم. 

قال أبو الحسن علي بن بطال": فأخذ قوم من السلف بحديث عائشة 
e‏ وقال بعضهم: إنها بدعة روئ الشعبي عن قيس بن 
عبد قال: كنت أ ختلف إلى ابن مسعود السّنة كلّهاء فما رأيته مصليا 
الضُحئ. وروئ شعبة عن سعد بن إبراهيم عن أبيه أن عبد الرحمن بن 


)0( ق» م» «وفي الموطأ مالك» مع الضرب على لفظ «مالك» في م. وفي مبء ن: «الموطأ 
عن مالك»ء وكذا في الطبعة الميمنية وما بعدها. 

(۲( برقم (11 5)» ومن طريقه أخرجه البخاري (۱۱۲۸) ومسلم (۷۱۸). 

(©) لم يرد لفظ «قالت" في ج. 

2( كوفع مب» ن: «أسبّحها»» وكلا اللفظين مروي عن مالك» وقد تقدم. 

(5) في المطبوع: يعمل به الناس»» وهو اللفظ المشهور في «الموطأ» وغيره. 

(5) ك»ع: «فيفرض»» وكذا في «الموطأ؛ وغيره. 

(۷) في اشرح صحيح البخاري» (۳/ .)١158‏ 

(۸) صء ق» م» مب» ن: «عبيد» وكذا في المطبوع. وفي مطبوعة كتاب ابن بطال: «عبادا. 
والصواب ما أثبتنا من ج» ك»ع. وانظر: «المعجم الكبير» للطبراني (۸۸۷۷). وهو 
عم الشعبي» وكان من أصحاب ابن مسعود. 


اد 


عوف كان لا يصلّي الضحوا. وعن مجاهد قال: دخلت أنا وعروة بن ن الزبير 
المسجدة اتی ف جاتير عفد و عا وإذا اناس رة فى 
المسجد صلاة الضحئ. فسألناه عن صلاتمم» فقال: بدعة. وقال مرةً: 
ونعمت البدعة. وقال الشعبي: سمعت ابن عمر يقول: ما ابتدع المسلمون 
أفضل من صلاة الضحئ. وسئل أنس عن صلاة الضحى فقال: الصلوات 
خمس. 

وذهبت طائفة ثالثة إلى استحباب فعلها غِبّاء فنصلَّئ في بعض الأيام 
دون بعض. وهذا إحدى الروايتين عن أحمد'. وحكاه الطبري عن جماعة 
قال0: واحتجُّوا بما روئ الجُريري عن عبد الله بن شقيق قال: قلت 
عائشة: أكان رسول ال لا بصي الضحئ؟ قالت: لا إلا أذيجي. من 

مغيبه240. ثم ذكر حديث أبي سعيد: كان رسول الله وك بصي الضحئ حت 
نقول: لا يدَعهاء ويدَعها حت نقول: لا يصِلّيها» وقد تقدّم. 

ثم قال: ذكرٌ(*2 من كان يفعل ذلك من السلف: 

روئ شعبة عن حبيب بن الشهيد عن عكرمة قال: كان ابن عباس 
يصلّيها يومّاء ويدعها عشرة أيام يعني صلاة الضحئ70). 


)١(‏ ق»م: «الاستحباب». 

(۲) انظر: «المستوعب» (199/1). 

(۳) انظر: «شرح صحيح البخاري» لابن بطال (۳/ 17/0-179). 
)٤(‏ أخرجه مسلم (۷۱۷). 

(5) تحرّف «ذكر» في ن إلى «وكذا». ونحوه في النسخ المطبوعة. 
(7) وأخرجه ابن أبي شيبة (۷۸۷۵) عن إسماعيل عن حبيب به. 


ا 


وشعبة عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر أنه كان لا يصلّى الضحئء فإذا 


أت مسجد قباء صلیٰ» وكا ياتنه كل ست 


وسفيان عن منصور' قال: كانوا يكرهون أن يحافظوا عليها 


كالمكتوبة. و ويدّعون. يعنى صلاة الضح :۳ . 


وعن سعيد بن جبير: إني لأدع صلاة الضحئ وأنا أشتهيها مخافة أن 


وقال مسروق: كنا نُقرئ27 في المسجد. فنبقیٰ بعد قيام ابن مسعود. ثم 


نقوم فنصلّي الضحئ. فبلغ ابن مسعود ذلك فقال: لِم تحمٌّلون عباد الله ما لم 
يحمّلهم الله؟! إن كنتم لا بد فاعلين ففي بيوتكه(©). 


(010) 


00 


(۳) 


(€) 


(٥) 
(» 


وأخرجه سعيد بن منصور (فتح الباري- ”/ “01) وسعدان بن نصر البزاز في اجزئه» 
(ص )"١‏ كلاهما عن سفيان بن عيينة عن عبد الله بن دينار به» وأخرجه البيهقي 
)١58/5(‏ من طريق سعدان. 

في اشرح ابن بطال»: «عن منصور عن إبراهيم»؛ وأخشئ أن يكون «عن إبراهيم) 
ساقطا من النسخ. 

وبنحوه أخرج ابن أبي شيبة (۷۸۷۸) عن وكيع عن سفيان عن منصور أو غيره عن 
إبراهيم قوله. 

وأخرجه ابن أبي شيبة (/7/451) مختصرًا. وذكره ابن عبد البر في «التمهيد) 
)١194 /۲۲(‏ و«الاستذكار» )٠١۳ /٠١(‏ من قول أبي مسعود الأنصاري في سياق 
الأضحية: «إني لأدع الأضحى وأنا موسر مخافةً أن يرئ جيراني أنها حتم علي وهو 
عند عبد الرزاق )8١59 :8١54(‏ والبيهقي (9/ .)۲٠١‏ 

يعني: القرآن. وني ك»ع» ن: «نقرأ». 

أخرجه ابن أبي شيبة »)۷۸٦1(‏ وبنحوه أخرج عبد الرزاق )٤۸۳۸(‏ والطبراني 
(590/9). 


۸ 


To 5‏ 4 0 
وكان أبو جز يصلي الضحئ في منزله(). 
قال هؤلاء: وهذا أولئ, لئلا يتومّم متوهٌّم وجوبّها بالمحافظة عليها أو 
كوتها سن رانبة. ولهذا قالت عائشة: «لو شر لی أبوَيّ() ما ترکتي ۴( 
فإنها كانت تصلَّيها في البيت حيث لا يراها الناس. 


وذهبت طائفة رابعة إلى أنها إنما تُفعل لسبب من الأسباب وأن التي 
كل إنما فعلها لسبب. قالوا(*2: وصلاته ا يوم الفتح ثمان ركعاتٍ ضح 
إنما كانت من أجل الفتح» وإن سنّة الفتح أن يصلَّى عنده ثمان ركعات» 


)١(‏ أخرجه ابن أبي شيبة (۷۸۸۲). وهذا آخر آثار السلف التي ساقها الطبري ونقلها 
المؤلف من كتاب ابن بطال. 

(؟) كذا بتشديد الياء في جميع النسخ مع ضبط الفعل «نّشِر» بالبناء للمجهول في معظمها! 
وهذا غريب فإن آلف المثنئ لا تقلب ياء عند الإضافة إلى ياء المتكلم. وفي مصادر 
التخريج: «أبواي» على الجادة. 

(9) ماعداك»ع: «تركتهما» وكذا «تصليهما»» وهو تصحيف لأن في الحديث نفسه أنها 
كانت تصلي ثماني ركعات. 

)٤(‏ أخرجه مالك (518) وعبد الرزاق (4857) عن زيد بن أسلم عنها مرسلاء وأخرجه 
البخاري في «التاريخ الأوسط» (۲/ ۹٤۸‏ 455) وأبو يعلى (؟1١41)‏ والنسائي في 
«الكبرئ» (٤۸٤ء )٤۸١‏ موصولًا من طريق رميثة عن عائشة. وقال الدارقطني في 
«العلل» (۳۷۸۲): «ولعل زيد بن أسلم أخذه عن رميثة» والله أعلم». 

() انظر: «شرح ابن بطال» (۱۹۸/۳). 

() ص: «كان». 


4 


وكان(1) الأمراء يسمّونها «صلاة الفتح». وذكر الطبري في «تاريخه») عن 
ِ 

الشعبي قال: لما فتح خالد بن الوليد الحِيرّة صلّىئ صلاة الفتح ثمان ركعات 
لم يسلّم فيهن» ثم انصرف. 

قالوا: وقول أم هانئ: «وذلك ضحَئ» تريد أن فعله لهذه الصلاة كا 
ضحكئء لا أن الضُحئ اسم لتلك الصلاة. 

قالوا: وآما صلاته في بيت عتبان بن مالك فإنما كانت لسبب أيضّاء فان 
عتبان قال له: ّي انكرت بصري وإِنَّ السيول تحول بيني وبين مسجد قومي» 
فلوددتٌ أك ت ات قبتي مكانًا أتخذه 10 فقال: «أفعل إن 
شاء الله». فغدا" علي رسول الله ية وأبو بكر معه بعدما اشتدٌ النهارء 
فاستأذن اليك فأذنتُ له فلم يجلس حتئ قال: آي تحب أن اصلي من 
بيتنك؟) . فأشار إليه من المكان الذي أحبٌّ أن يصلَّي فيه. فقام وصغفنا(؛» 
خلفه» ثم سلّم وسلّمنا حين سلّم. متفق عليه. 

فهذا أصل هذه الصلاة وقصّتها ولفظ البخاري27 فيهاء فاختصره بعض 
الرواة عن عتبان فقال: إن رسول الله هة صلى في بيته سبحة الضحئاء فقاموا 
ورا ف 


)١(‏ قءم: «وكانوا». 
(؟) (7355/8) والمؤلف صادر عن «شرح ابن بطال» (79/ .)١58‏ 
(9) صءق.م: «فغدوت»» وهو خطأ. 
7 
(5) ماعداك»عءن: «وصقنا». 
() برقم .)۸٤٩(‏ 
0) أخرجه أحمد (۲۳۷۷۳) والدارقطني »)۱۸٥۳(‏ وصححه ابن خزيمة (۱۲۳۱). 


A 


وأما قول عائشة: الم يكن رسول الله اة يصلّي الضحى إلا أن يقدّم من 
مغيبه» فهذا من أبين الأمور أن صلاته لها إنما كانت لسبب» فإنه وك 
كان إذا قدِم من سفر بدأ بالمسجد » فصل فيه ركعتين. فهذا كان هديه» وعائشة 
أخبرت بهذا وهذاء وهي القائلة: ما صل رسول الله يكل صلاة الضحى قط. 

فالذي ابه فعلّها لسبب كقدومه من سفرء وفتحه» وزيارته لقوم 
ونحوه. وكذلك إتيانه مسجد قباء للصلاة فيه. وكذلك ما رواه يوسف بن 
يعقوب(1): ثنا محمد بن أبي بكرء ثنا سلمة بن رجاءء حدثتنا الشعثاء قالت: 
رأيت ابن أبي أو صلی الضحئ ركعتين يوم بُشّر برأس أبي جهل. فهذا إن 
صح فهو صلاة شكر وقعت وقتَ الضحئ كشكر الفتح. 

والذي نفته هو ما كان يفعله الناس: يصلّونبا(؟) لغير سبب» وهي لم تقل: 
إن ذلك مكروه ولا مخالف لسئّهه ولكن لم يكن من هديه فعلّها لغير سبب. 
وقد أوصئ بهاء وندب إليهاء وحض عليها. وكان يسع عنهابقيام اليل فان 
فيه غُنيةً عنهاء وهي كالبدل منه. قال تعالئ: لوَهْوَالرَى جرال وله رة 


)١6٠١7( من طريقه أخرجه البيهقي في «دلائل النبوة» (0/ ١۸)ء وأخرجه الدارمي‎ )١( 
وابن ماجه (۱۳۹۱) والبزار (۸/ 7465 7957) وابن المنذر في «الأوسط» (95/5؟)‎ 
وابن عدي في «الكامل» في ترجمة سلمة بن رجاء (5/ 57 5» 5 4 5) والعقيلي في‎ 
من طرق عن سلمة بن رجاء به. ومدار الحديث على‎ )071١/7( «الضعفاء»‎ 
سلمة بن رجاء هذاء وإن كان من رواة البخاري فقد تفرد بهذا الحديث. قال ابن‎ 
عدي: «وأحادیثه أفراد وغرائب» ويحدّث عن قوم بأحاديث لا يتابع عليه»» وكذلك‎ 
استغرب العقيليٌ حديثه. وسلمة ضعفه ابن معين والنسائي» وقال الدارقطني: ينفرد‎ 
.)١50 /٤( عن الثقات بأحاديث. انظر: «تبذيب التهذيب»‎ 

(۲) ق: ابصلاتها»» وهو ساقط من ك» مستدرك في حاشية ع. 


۳١ 


سر ورة ره يوي م ر 
لمن اران ا * [الفرقان: 57]» قال ابن عباس والحسن 
وقتادة': عوضًا وخلمًا يقوم أحدهما مقام صاحبه» فمن فاته عمل في أحدهما 
قضاه في الآخر. قال قتادة: فأَدُوا(" الله من أعمالكم خيرًا في هذا الليل والنهارء 
فإنهما مطيتان, يُقحمان0" الناس إلئ آجالهم ويقرّبان كل بعيد. يليان كلّ 
جديدء ويجيئان بكلّ موعود إلئ يوم القيامة. وقال شقيق: جاء رجل إلى 
عمر بن الخطاب فقال: فاتتنى الصلاة الليلة. فقال: أدرك ما فاتك من ليلتك في 
نارك فإن الله عز وجل جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر (؟). 
قالوا: وفعلٌ الصحابة على هذا يدل» فإن ابن عباس كان يصليها يوماء 
ويدعها عشرةً. وكان ابن عمر لا يصلّيهاء فإذا أت مسجد قباء صلاهاء وكان 
9 
يأتيه كل سبت. وقال سفيان عن منصور: كانوا يكرهون أن يحافظوا عليها 
2 0 
كالمكتوبة» ويصلون ویدعون(. 


)١(‏ الأقوال الآتية في تفسير الآية نقلها المؤلف من «تفسير الثعلبي» (۷/ .)١55‏ وهي 
مخرجة عند عبد الرزاق في «تفسيره» (؟/ لاه 5» ۳/ 6١‏ ) والطبري (۱۷/ 586). إلا 
قول قتادة هذا فلم أجده. وأما قوله الثاني فأخرجه عبد بن حميد كما في «الدر 
المنثور» .)5١7/١1١(‏ 

(۲) كذافي جميع النسخ» وني معظمها ضبط بتشديد الدال» فإن صم كان نصبٌ لفظ الجلالة 
بعده بنزع الخافض. وكذا في الطبعة الهندية» وأثبت في الطبعة الميمنية وما بعدها: «... 
لله» لإصلاح العبارة. وني مصدر النقل و«الدر المنثور» :)7١7 /١١(‏ «فأرُوا». 

() كذا بتذكير الضمير في النسخ وبعض نسخ المصادرء يعني الليل والنهار. ويجوز أن 
يكون التذكير على المعنئ» فإن المطية هي المركب. 

)€( في ك»ع» مب» ن بزيادة «أو أراد شكورًا». ولم ترد هذه الزيادة في مصدر النقل. 

(0) تقدّم تخريج هذه الآثار. 


۲ 


قالوا: ومن هذا أيضًا الحديث الصحيح عن أنس أنَّ رجلا من الأنصار 
كان ضخمّاء قال" للنبي :ني لا أستطيع أن أصلي معك فصنع للنبي 
ية طعامًاء ودعاه إلى بيته» ونضّح له طرّفَ حصير بماء فصلى عليه 
ركعتين. قال أنس: ما رأيته صلّى الضُحئ غير ذلك اليوم. رواه البخاري. 

ومن تأمّل الأحاديث المرفوعة وآثار الصحابة وجدها لا تدل إلا علئ 
هذا القول. وأما أحاديث الترغيب فيها والوصية بهاء فالصحيح منها كحديث 
أبي هريرة وأبي ذر لا يدل على أنها سنّة راتبة لكل أحد. وإنما أوصئ أبا 
هريرة بذلك» لأنه قد روي أن أبا هريرة كان يختار درس الحديث بالليل على 
الصلاة"» فأمّره بالضحى بدلا من قيام الليل. ولهذا أمره أن لا ينام حتئ 
يوتر» ولم يأمر بذلك أبا بكر وعمر وسائر الصحابة. 

وعامّة أحاديث الباب في أسانيدها مقال. وبعضّها منقطع» وبعضها 
موضوع لا يجل الاحتجاج به كحديث يروئ عن أنس مرفوعا: «من داوم 
علئ صلاة الضحئ ولم يقطعها إلا من علَةِ كنت آنا وهو في زَورقٍ من نور في 


بحر من نور»(؟2» وضعه زكريا بن دويد(22 الكندي عن حميد. وحديث17) 


)١(‏ مب: «فقال». 

(۲) برقم (3070). 

)۳( لم أجده. 

)٤(‏ أخرجه ابن الجوزي في «العلل المتناهية» /١(‏ ١١٤)ء‏ وزكريا بن دويد كذاب» انظر: 
«المجروحين» لابن حبان (۱/ 5 الاء )۳۱١‏ و«میزان الاعتدال» (۲/ 7/7). 

(5) ماعداج: لدريد»» وهو تحريف. 


() معطوف علا «حدیث». 
رفي 


يعلئ بن الأشدق عن عبد الله بن جراد عن النبي يَ: «من صلی منكم صلاة 
الضحئ فليصلُها من متعبدا فإ الرجل أبصأيها السّنة من الدهرء ثم ينساها 
ويدعها(١2,‏ فتحِنٌ إليه كما تجن الناقة إلى1(0) ولدها إذا فقدته»(". 

وياعجبًا للحاكم كيف يحت بهذا وأمثاله! فإنه يروي هذا الحديث في 
كتاب أفرده للضحئ. وهذه نسخة موضوعة على رسول الله بء أعني نسخة 
يعلى بن الأشدق. قال ابن عدي7*؟: روئ يعلى بن الأشدق عن عمه 
عبد الله بن جُراد عن النبي با أحاديتٌ كثيرةً منكرة» وهو وعمه غير 
معروفين. وبلغني عن أبي مُسّْهِر قال: قلت ليعلئ بن الأشدق: ماسمع 
عمّك من رسول الله يَكلدِ؟ِ فقال: «جامع سفيان» و«موطأ مالك» وشيئًا من 
الفوائد! 


وقال أبو حاتم بن حِبّان(©2: لقي يعلئ عبد الله بن جراد فلما كبر اجتمع 
عليه من لا دين له» فوضعوا له شبيهًا بمائتى ي حديث» فجعل يحدّث بها وهو لا 
يدري. قال لى مارم امعان : آي شيء سمعته من عبد الله بن 
جراد؟ فقال : هذه النسخة و«جامع سفيان» ال الروارة عله کان 


)١(‏ ك»ع: «ثم يتساهل» فيدعها». 

)۲( ص» ق» م» مب» ن: «على». 

(۳) لم أجد من أخرجه غير الحاكم الذي نقل المؤلف من كتابه. 

() في «الكامل» في ترجمة يعلى بن الأشدق »)۷۳١ /٠١(‏ والجملة: «وبلغني عن أبي 
مسهر» إلئ آخره في آخر ترجمته )۷۳١ /٠١(‏ وتتمته: «فإن كانت الحكاية عن أبي 
مسهر صحيحة؛ فرواية يعلئ لهذه النسخة لا يجوز الاشتغال بها». 

.)١17 2151١ /۳( في «المجروحين»‎ (0) 


٤ 


وكذلك حديث عمر بن صبح عن مقاتل بن حيان: حديث عائشة 

5 : شر لاف 0 7 
المتقدم: «كان رسول الله َة يصلي صلاة الضحى ثنتي عشرة ركعة). وهو 
حديث طويل ذكره الحاكم في (صلاة الضحى)» وهو حديث موضوعء 
المتهّمُ به عمر بن صبح. قال البخاري(١):‏ حدثني يحيئ بن علي بن 
جرير» قال: سمعت عمر بن صبح يقول: آنا وضعت خطبة النبي كَكلِِ. 
وقال ابن عدي"': منكر الحديث. وقال ابن حبان7؟): يضع الحديث على 
الثقات» لا يجل كَنْبُ حديثه إلا على جهة التعجّب منه. وقال الدارقطني(6): 


وكذلك حديث عبد العزيز بن أبان» عن الشوري» عن حجاج بن 
2 .ا م ى 3 
فَرَافِضَةء عن مكحول» عن أبي هريرة مرفوعا: «من حافظ عل شفعة الضحل 
غُفِرت له ذنوبه» ولو كانت بعدد الجراد. وأكثر من رَد البحر). ذكره 


)١(‏ في «التاريخ الأوسط» .)۷١١ /٤(‏ وقد نقل المؤلف الأقوال الآتية في عمر بن صبح 
من كتاب «الضعفاء والمتروكين» لابن الجوزي .)۲١١/۲(‏ 

(؟) كذافي جميع النسخ ومصدر النقل» والصواب: «يحيئ عن علي بن جرير» كما أثبت 
في طبعة الرسالة. والنص في «الأوسط» للبخاري: «حدثني اليشكري عن علي بن 
جرير» واليشكري هو يحيئ. انظر قول البخاري في «الكامل» لابن عدي (۷/ )۳۹٤‏ 
و«تبذيب الكمال» (۳۹۸/۲۱) و«تاريخ الإسلام» (5/ .)١١۳‏ وفي ص: احدثني 
علي بن جرير»؛ فسقط منها ايحيئ بن . 

(۳) في «الکامل» (۷/ .)۳۹٤‏ 

(5) في «المجروحین» (۲/ ۸۸). 

() في «السنن» عقب »٥۷۲(‏ 11/594). 

() انظر: «ميزان الاعتدال» (۳/ ۲۰۷) و«عہذيب التهذيب» (۷/ 51 5). 


o 


الحاكم أيضًا. وعبد العزيز هذا قال ابن نمير: هو كذاب. وقال يحيئ: ليس 
بشيء» كذاب خبيث» يضع الحديث. وقال البخاري والنسائى والدارقطنى: 
متروك الحديث غ200 


وكذلك حديت الا بن قَهُم»عن شداد. عن أبي هريرة يرفعه: 
«من حافظ على شفعة الضحى عفرت ذنوبه وإن كانت أكثر من رَيّد البحر». 
والنهّاس هذا قال يحيئ: ليس بشيء» ضعيف» كان يروي عن عطاء عن 
ابن عباس أشياء منكرة. وقال النسائي: ضعيف. وقال ابن عدي: لا يساوي 
شيئًا. وقال ابن حبان: كان يروي المناكير عن المشاهير ويخالف الثقات. لا 
يجوز الاحتجاج به. وقال الدارقطني: مضطرب الحديث» تركه يحيئ 
القطان0). 


وأما حديث حميد بن صخر عن المقبري عن أبي هريرة: (بعث رسول 
الله کا بعمًا. O‏ رمم فحميد هذا قد ضعفه النسائي 


ويحيئ وهو ور ننه اعتريوقة رأ كو عليه دل A‏ هومن 


)١(‏ «التاريخ الكبير» للبخاري (5/ 2١‏ و«الضعفاء» له أيضًا(١57؟)‏ و«الضعفاء» 
للنسائي (۳۹۲) و«سنن الدارقطني» عقب (5598). وانظر: «الجرح والتعديل» 
(۰/ ۴۷۷) و«الكامل» لابن عدي (۸/ .)۳۹١ ۳۹١‏ والمؤلف صادر عن «الضعفاء 
والمتروكين» لابن الجوزي .)٠١۸/۲(‏ 

(؟) «تاريخ ابن معين» برواية الدوري )١58 /٤(‏ و«الجرح والتعديل» )51١١/8(‏ 
و«الكامل» (۱۰/ “2371 774) و«الضعفاء» للعقيلي (5/ .)75١10-7١7‏ والنقل من 
كتاب «الضعفاء والمتروكين» لابن الجوزي (79/ .)١55‏ 


A 


بحت به إذا انفرد( . والله أعلم. 


ل ال ا ا 
بن" آنس» عن عمّه ثمامة عن أنس © يرفعه: : «من صِلَّى الضحى بن ' الله له 
قصرًا في الجنة من ذهب». فمن الأحاديث الغرائب قال الترمذي: غريب لا 
نعرفه إلا من هذا الوجه. 
النهار أكْفِكَ آخرّه». وكذلك حديث أبى الدرداء وأبى ذر» فسمعت شيخ 
الإسلام ابن تيمية يقول: هذه الأربع عندي هي الفجر وسنتها. والله أعلم. 


فصل 
وكان من هديه َيه وهدي أصحابه: سجود الشكر عند تجدّه نعمةٍ 
واندفاع نقمة» كما في «المسند»(22 عن أبي ان النبي ية كان إذا اتا آم 


ل وه 


)000 «الجرح والتعديل؟ (۳/ ۲۲۲) و«الضعفاء» للنسائي )١57(‏ واتهذيب التهذيب» 
/ ١ق‏ €(. 

(۲) مب: «عن»» وكذا في الطبعة الميمنية وما بعدهاء وهو تحريف. 

(*) في ص» مبء ن: اعن»» وكذا في النسخ المطبوعة» وهو تحريف. انظر ما سبق عن 
موسا هذا في التعليق على الحديث. 

)€( «عن أنس» ساقط من ج» ك. 

)٥(‏ برقم »275١500(‏ وأخرجه أبو داود -)۲۷۷٤(‏ واللفظ له -والترمذي )۱٥۷۸(‏ وابن 
ماجه )۱۳۹۲٤(‏ والدارقطني )٤۲۸٥ ء۱٥۳۰ »۱٥۲۹(‏ والحاكم (۱/ )۲۷٠‏ والبيهقي 
(۲/ ۳۷۰)» كلهم من طريق بكار بن عبد العزيز بن أبي بكرة عن أبيه عن جه أبي - 


A 


يسُرٌه حر لله ساجدًا شكرًا لله تبارك وتعالئ. 
وذكر ابن ماجه(١)‏ عن أنس أن النبي يك بُشّر بحاجة» فخ(" ساجدًا. 


وذكر البيهقي"' بإسناد(؟») على شرط البخاري أن عليًا لما كتب إلى 
النبي بي بإسلام همدان خرّ ساجدًاء ثم رفع رأسه فقال: «السلام على 
هَمدان» السلام عل همدان». وصدرٌ الحديث ٤‏ (صحیح البخاري؛»» وهذا 
تمامه بإسناده عند البيهقي. 


وفي «المسند»( من حديث عبد الرحمن بن عوف أن رسول الله كلا 


= بكرة. وبكّار بن عبد العزيز فيه لين» ضعّفه ابن معين فقال: ليس حديثه بشيء» وعدَّله 
في رواية فقال: صالح الحديث. وقال الترمذي: حسن غريب» لا نعرفه إلا من هذا 
الوجه من حديث بكار... [وهو] مقارب الحديث». وقال الحاكم: «حديث صحيح 
وإن لم يخرجاه» فإن بكار بن عبد العزيز صدوق عند الأئمة...» وأسند عن ابن معين 
قولّه في تعديله» ثم قال: «ولهذا الحديث شواهد يكثر ذكرها...» فأشار إلى بعضها 
لكنها كلَّها واهيةء وأصحٌ منها التي ذكرها المؤلف هنا. 

(۱) برقم (۱۳۹۲) بإسناده ضعيف» فيه أبن لهيعة. 

(۲) بعده في مب» ن زيادة: «لله4» وكذا في الطبعة الميمنية وما بعدها. 

(۳) في «السنن الكبرئ» (۳1۹/۲) و«معرفة السنن» )71١77/7(‏ و«دلائل النبوة» 
»)۳۹١ /۰(‏ وأخرجه أيضًا أبو بكر الروياني في «(مسنده» (4 ٠‏ '7)» من طريقين حستين 
عن إبراهيم بن يوسف بن أبي إسحاق السّبيعي» عن أبيه» عن جدّه أبي إسحاق» عن 
البراء بن عازب. والبخاري روئ صدر هذا الحديث )٤۳٤۹(‏ بإسناده عن 
إبرأهيم بن يوسف به. 

(5) ك: «بإسناده»؛ وكذا كان فيع فأصلح. 

() برقم (1154-1777)» وأخرجه أيضًا آبو يعلى (854:808:841) والحاكم 
)2000١057/1(‏ والبيهقي (۲/ ۰۳۷۰ ۳۷۱ 4/ 7585) والضياء في «المختارة» = 


E۸ 


سجد له( شكرًا لمّا جاءه البشير من ربّه أنه: من صل عليك صَلَّيتٌ عليه 
ومن سلّم عليك سلَّمتُ عليه». 


وني «سئن أبى داود»(؟2 من حديث سعد بن أبي وقاص أن رسول الله 


كل رفع يديهء فدعا الله ساعة» ثم خر ساجدًا ثلاث مرات. ثم قال: «إنّي 
ثم رفعت رأسيء فسألت ري لأمتي» فأعطاني ثلث أمتي. فخررت ساجدًا 
شكرًا لرئي. ثم رفعث رأسيء فسألتٌ ربّي لأمتي"» فأعطاني الثلث الآخرء 


وسجد كعب بن مالك لما جاءته البشرئ بتوبة الله عليه. ذكره 


البخاري(. 


(1) 
۲( 


كسم 


)»من طرق بحسن الحديث بمجموعهاء وفي بعض طرقه اختلاف 


واضطراب. انظر: «العلل» للدارقطني )٥۷۷(‏ و«البدر المنير» )۲۷١ /٤(‏ و«إرواء 
الغليل» (۲/ ۲۲۸- )۲١‏ وتعليق محققي «المسند». 

لفظ «لله» ساقط من مب. 

برقم »)۲۷۷١(‏ وأخرجه البخاري مختصرًا في «التاريخ الكبير» )5717/١(‏ وابن نصر 
المروزي في «تعظيم قدر الصلاة» )۲٤۷ /١(‏ والبيهقي (۲/ ۰ كلهم من طريق 
موسئ بن يعقوب» عن يحيئ بن الحسن بن عثمان» عن أشعث بن إسحاق بن سعد» 
عن عامر بن سعد بن أبي وقاص» عن أبيه. موسئ فيه لين» ويحيئ وأشعث 
مجهولان. انظر: «الضعيفة» للألباني (7710). 

العبارة بعد «فسألت ربي لأمتي»: «فأعطاني... لأمتي» ساقطة من ص لانتقال النظر. 
ص ق۰ م «جاءت)». 

برقم »)٤٤۱۸(‏ وأخرجه مسلم (۲۷۹۹). 


۹ 


وذكر أحمد(١2‏ عن علي أنه سجد حين وجد ذا الثديّة في قتلئ الخوارج. 


وذكر سعيد بن منصور2(" أن أبا بكر الصديق سجد حين جاءه قتل 


ملم 


فصل 
في هديه في سجود القرآن 


كان به إذا مرّ بالسجدة كبّر وسجد. وربما قال في سجوده: اسحد 


وجهي للذي خلقه وش سمعه وبصره بحوله وقوته»0"©. وربما قال: «اللهمَّ 


(1) 


(۲) 


(۳) 


برقم )١1155 »۸٤۸(‏ والبزار (۳/ )١١١‏ والنسائي في «الكبرئ» (8011) من رواية 
طارق بن زياد الكوني عن علي» وطارق مجهول. وله طرق أخرى عن علي عند 
عبد الرزاق (2977) وابن أبي شيبة )801١ 80088607 ,806٠057(‏ والحاكم 
(؟/ 164 ) يصح الأثر بمجموعها. وانظر: «الإرواء؛ (۲/ 1,770 77). 

وأخرجه أيضًا عبد الرزاق  )59571(‏ ومن طريقه ابن المنذر في «الأوسط» 
(5/ ۲۹۷)-وابن أبي شيبة )7751١1(‏ عن أبي عون الثقفي قال: سجد أبو بكر حين 
جاءه فتح اليمامة. وهو مرسل فأبو عون لم يدرك أبا بكر. وقد أخرجه ابن أبي شيبة 
۸۵ ) والبيهقي (۲/ ۳۷۱) عن أبي عون عن رجل لم يسمّه أن أبا بكر... إلخ. 
أخرجه ابن أبي شيبة )٤٤١٥(‏ وإسحاق بن راهويه (17179) وأحمد(115077) 
والتر_مذي 258٠0(‏ 575 ؟) والنسائي في «المجتبئئ؟ (۱۱۲۹) و«الكبرئ» (۷۱۸) 
والحاكم )۲۲١ /١(‏ والبيهقي (۲/ )۳۲١‏ من طرق عن خالد عن أبي العالية عن 
عائشة. وأخرجه ابن أبي شيبة (5401) وأحمد )716487١1(‏ من طريق إسماعيل عن 
خالد عن رجل عن أبي العالية عن عائشة» وهو الذي رجّحه الدارقطني في «العلل» 
»)۳۷٠١(‏ فالإسناد ضعيف لجهالة الرجل بين خالد وأبي العالية. وانظر: عمذيب 
التهذيب» ("/ .)177111١‏ 


الك 


احطط عتی بها وزراء واكتب لى بها أجرّاء واجعلها لى عندك دُخْرّاء وتقبّلها 
مني كما تقبّلتها(١)‏ من عبدك داود)("). ذكرهما() أهل «السنن». 

ولم ينقّل عنه أنه كان يكبّر للرفع من هذا السجود. ولذلك لم يذكره 
الخرّقي ومتقدّمو الأصحاب. ولا ّل عنه فيه تشهد ولا سلام البتة. وأنكر 
أحمد والشافعي السلام فيه» فالمنصوص عن الشافعي: أنه لا تشهد فيه ولا 
تسليه7؟2. وقال أحمد: أما التسليم فلا أدري ما هو. وهذا هو الصواب 
الذي لا ينبغى غيره. 

وصح عنه بلا أنه سجد( في (الم تنزيل) وفي (ص) وفي (النجم) وفي 


)000( ص: «تقبلت»» وأشير إلى هذه النسخة في حاشية ع. 

(؟) أخرجه الترمذي (51/94: 575 7) وابن ماجه )٠١57(‏ وابن خزيمة (277) وابن 
حبان (۲۷۹۸) والطبراني (۱۱/ ۱۲۹) والحاكم (۱/ ۲۱۹) والبيهقي (۲/ ۳۲۰) من 
حديث عبد الله بن عباس. ومداره على الحسن بن محمد بن عبيد الله بن أبي يزيد 
المكي» قال العقيلي في «الضعفاء» (۲/ :)١19‏ «لا يتابع على حديثه؛ ولا يُعرّف إلا به 
وليس بمشهور النقل» ثم أخرج هذ الحديث فقال: «لهذا الحديث طرق كلها فيها 
لِين»» والحديث ضعفه أيضًا الترمذي. وانظر: «الصحيحة» للألباني (7/ 51/7 - 
٥‏ وتعليق محققي اصحيح ابن حبان» طبعة الرسالة. 

(۳) ك: «ذكره»؛ وكذا كان فيع ثم أصلح. 

(5) ك»ع: دلا سلام ولا تشهد». وهذا المنصوص نقله الشيرازي في «التنبيه» (ص”؟) 
وتعقبه النووي في «المجموع» (11/5). 

(0) انظر: «مسائل الكوسج» (۲/ )۷١١‏ و«الأوسط» لابن المنذر (۲/ 76). وفي رواية 
حرب (ص 50 5) والأثرم كما في «الروايتين والوجهين» (۱/ )١50‏ أنه يسلّم. 

(7) أما السجود في (ألم تنزيل) فقد أخرج البخاري )٠١78(‏ من حديث أبي هريرة عن 
النبي ية أنه كان يقرأ في الجمعة في صلاة الفجر ب (الم التنزيل السجدة) و(هل أت 


3 


(إذا السماء انشقت) وفي (اقرأ باسم ربك الذي خلق). 


000 


٤ ۰‏ س 011 5-5 ر 
وذكر أبو داود عن عمرو بن العاص أن رسول الله ك أقرأه خمسش 


عشرةً سجدةً منها ثلاث في المفصّلء وني سورة الحج سجدتين. 


وأما حديث أبن الدرداء9): ل(السجدت مع رسول الله ل إحدئ 


عشرة سجدة ليس فيها من المفصّل شيء: (الأعراف) و(الرعد) و(النحل) 
و(بني إسرائيل) و(مريم) و (الحج) و(سجدة الفرقان) و(النمل) 


(1) 


(۲) 


علئ الإنسان)» وبوّب عليه: «باب سجدة تنزيل السجدة». وكذلك أخرجه مسلم 


.(AA*) 
من حديث ابن عباس‎ )١١59( وأما السجود في سورة (ص) فقد أخرجه البخاري‎ 


وأما السجود في (النجم) فقد أخرجه البخاري )٠١71/(‏ ومسلم (01/7) من حديث 
عبد الله بن مسعود. وقد أخرج أيضًا البخاري )۱١۷۲(‏ ومسلم (//01) من حديث 
زيد بن ثابت أنه لما قرأها على النبي اة لم يسجد. 

وأما السجود في (إذا السماء انشقت) و(اقرأ) فقد أخرجه مسلم (51/8) من حديث 
أبي هريرة» والبخاري (777) فقط في (إذا السماء انشقت). 

برقم »)۱٤١١(‏ وأخرجه ابن ماجه (۵۷ )١ ٠‏ والدارقطني )١15٠١(‏ والحاكم 
(۱/ ۲۲۳) والبيهقي (۲/ 717115). وفيه عبد الله بن مُسَين» مجهول» وعليه 
المدار. وانظر: «ضعيف أبي داود- الأم» /١١(‏ الاء ۷۳). 

في الدنسخ المطبوعة: «سجدتان»» وكذا في مطبوعة «السنن». وفي «(سنن الدارقطني» 
و«السنن الكبرئ» كما أثبت من النسخ. 


)۳( أخرجه ابن ماجه )٠١07(‏ والبيهقي (۲/ ۳۱۳)» وفيه عثمان بن فائد وعاصم بن 


(€) 


رجاء» كلاهما ضعيف؛ والمهدي بن عبد الرحمن» مجهول. 
ك ع: «مع النبي». 
۲ 


و(السجدة) و(ص) و(سجدة الحواميم)»ء فقال أبو داود(١):‏ روي عن ابي 
الدرداء عن النبى ييا إحدئ عشرة سجدةء وإسناده واه. 


وأما حديث ابن عباس أن رسول الله با «لم يسجد في المفصّل منذ تحوّل 
إلى المدينة»» رواه أبو داود12)- فهو" حديث ضعيف. في إسناده أبو قدامة 
الحارث بن عبيدء لا يحبّحٌ بحديثه. قال الإمام أحمد: أبو قدامة مضطرب 
الحديث. وقال يحيئ بن معين: ضعيف. وقال النسائي(؟): صدوق» عنده 
مناكير. وقال أبو حاتم البّسّتي: كان شيخًا صالحًا ممن كثّر وهمه. وعلّله ابن 
القطان* بمطر الوراق وقال: كان يشبه(21 في سوء الحفظ محمد بن 
عبد الرحمن بن أبي ليلى» وعيب على مسلم إخراج حديثه. انتهئ كلامه. 


.)١50١( في «السنن» عقب‎ )١( 

(؟) برقم »)١107(‏ وأخرجه ابن خزيمة (250) والطبراني /١١(‏ 7"5”) والبيهقي 
(207/9 ۳۱۳) وابن عبد البر في «التمهيد» (۱۹/ )١17١‏ من حديث ابن عباس. 
وفيه أبو قدامة الحارث بن عبيد» فيه لين؛ ومطر الوراق» قال الذهبي في «الميزان» 
:)٤٤١ /1(‏ «مطر رديء الحفظء وهذا منكرء فقد صح أن أبا هريرة سجد مع النبي 
كل في (إذا السماء انشقت) وإسلامه متأخر)»» وبنحو تعليله أعلّه ابن خزيمة. وكذلك 
ضعفه ابن عبد البر والبيهقي (۲/ )٠١‏ وابن الجوزي في «العلل المتناهية» .)۷٥۲(‏ 

(9) ق» م» مبءن: «(وهو). 

)٤(‏ كذافي جميع النسخ الخطية والمطبوعة» والصواب: الساجي كما في كتاب «بيان 
الوهم والإيهام» لابن القطان» ومنه نقل المصنف قول الساجي وغيره. 

(0) في «بیان الوهم والإيهام» (۳/ ۳۹۳- .)۳۹٤‏ 

(5) في ق»مءن: «یشبهه)» وني مب: «وقد كان يشبهه1. وني كتاب ابن القطان ما أثبت من 
النسخ الأخرئ. 

و 


ولاعيب على مسلم في إخراج حديشه لأنه ينتقي من أحاديث هذا 
الصرب ما يعلم أنه حفظه» كما يطرح من أحاديث الثقة ما يعلم أنه غلِط فيه. 
فيغلط في هذا المقام من استدرك عليه" إخراج جميع حديث ذلك الثقة» 
ومن ضكّف جميع حديث ذلك السيئ الحفظ". فالأولئ: طريقة الحاكم 
وأمثاله» والثانية: طريقة ابن حزم وأشكالهء وطريقة مسلم هي طريقة أئمة(؟) 
هذا الشأن. والله المستعان. 


وقد صح عن أبي هريرة(* أنه سجد مع النبي اة في (اق رأ باسم ربك) 
وفي (إذا السماء انشقت)» وهو إنما أسلم بعد مقدم النبي َة المدينة بست 
سنين أو سبع. فلو تعارض الحديثان من كل وجه وتقاوما في الصحة لتعيّن 
تقديم حديث أبي هريرة» لأنه مُثبت, معه زيادةٌ علم خفيت علئ ابن عباس؛ 
فكيف وحديث أبي هريرة في غاية الصحة متفق على صحته» وحديث ابن 
فاس فمن اشح ماف وا انمو فى 


)١(‏ «عليه» ساقط من ك»ع. 
(؟) «جميع» ساقط من ك»ع. والعبارة من «ما يعلم أنه... الثقة» ساقطة من ص لانتقال 
النظر. 
(۳) مب: «(حديث سيئ الحفظ». 
)٤(‏ في ص بعده زيادة «أهل». 
(4) أخرجه مسلم »)٥۷۸(‏ وقد تقدم قبل قليل. 
(5) كيع: «أعلم». 
2 


فصل 
في هديه يكل في الجمعة وذكر خصائص يومها 


ثبت في «الصحيحين» عن النبي ية أنه قال: انحن الآخرون7") 
السابقون يوم القيامة» بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا. ثم هذا يومهم الذي 
فرض الله عليهم» فاختلفوا فيه» فهدانا الله له؛ فالناسٌ لنا فيه" تَبَّع: اليهود 
غدًا والنصارئ بعد غد). 


وني صحيح مسلم»!؟) عن أبي هريرة وحذيفة قالا: قال رسول الله وكلة: 
«أضل الله عن الجمعة كن ن كان قبلنا. وكان لليهود يوم السبت» وكان 
للنصارئ يوم الأحد» فجاء الله بناء فهدانا ليوم الجمعة. فجعل الجمعة 
والسبت» والأحد. وكذلك هم تبَع لنا يوم القيامة. نحن الآخرون من آهل 
الدنياء والأولون يوم القيامة المقضيٌ لهم قبل الخلائق». 


وفي «المسند» و«السنن» من حديث أوس بن أوس عن النبي بلا 


)١(‏ البخاري (7 ۸۷ء ۳٤۸٦۰۸۹٦‏ وفي مواضع مختصرًا) ومسلم (865) من حديث 
أبي هريرة. 

(۲) في مب بعده زيادة: «الأولون»» وكذا في الطبعة الميمنية وما بعدها. 

(۳) افيه من ج وحدها. 

.)805( برقم‎ )٤( 

(0) أحمد(111579) وآبو داود )۱۰٤۷(‏ وابن ماج ه(86١157561)‏ والنسائي في 
«المجتبئ؟ (177/4) و«الكبرئ» (177/8)» وأخرجه ابن أبي شيبة (5 2000) والدارمي 
۷0 والبيهقي (۳/ 48 7). والحديث صححه ابن خزيمة (۱۷۳۳) وابن حبان 
)41١(‏ والحاكم (۱/ ۲۷۸)» وانظر: «صحیح أبي داود- الأم؛ (4/ 1١5‏ 0517-1). 


4ك 


امن أفضل أيامكم يوم الجمعة. فيه خُلق آدم» وفيه ُبضء وفيه التّفخة؛ وفيه 
الصعقة. فأكثروا علىّ من الصلاة فيه» فإن صلاتكم معروضة عليّ». قالوا: يا 
رسول الله» وكيف تعرّض صلاتنا عليك» وقد أرَمْتَ؟ (يعني: قد بليت)» 
قال: «إنَّ الله عر وجل حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء». ورواه 
الحاكم وابن حبان في (صحيحيهما». 


وفي «جامع الترمذي»“ من حديث أبي هريرة عن النبي يكل قال: ااخيرٌ 
وم المت ف الج يوم الب فيه لق آدم» وفيه أدخل الجنة: وفيه 
أخرج منها. ولا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة» . قال: : حديث حسن صحيح. 
وصححه الحاكر(". 


وفي صحيحه»“ أيضًا عن أبي هريرة مرفوعًا: «سيِّدٌ الأيام يوم 


)١(‏ هنا تصرّف الفقي في النصء فأثبت: «الحاكم في المستدرك وابن حبان في صحيحه»» 
وتبعته نشرة الرسالة. 

(۲) برقم )٤۸۸(‏ بإسناد مسلم» وقد أخرجه في (صحيحه) /۸٩ ٤(‏ ۱۸). 

(۳) «المستدرك» (7/ 0454)» وليس هو بهذا الحديث لا إسنادًا ولامتتًا. ويغني عنه 
إخراج مسلم له في اصحيحه. 

)٤(‏ غير في طبعة الرسالة إلئ: «المستدرك». وقد أخرجه الحاكم /١(‏ ۲۷۷) وصححه 
محتجًا بأن مسلمًا قد احتج بابن أبي الزناد. والصحيح أنه روئ له في مقدمة كتابه 
(عن أبيه قوله في أهمية الإسناد) كما أشار إليه المزي في «بذيب الكمال» 
23١١/11‏ ). وأخرجه ابن خزيمة )١7١5(‏ وابن المنذر في «الأوسط» /٤(‏ 0)» كلهم 
من طريق عبد الرحمن بن أبي الزناد عن أبيه عن موسئ بن ابي عثمان عن أبي 
هريرة. وابن أبي الزناد فيه لين لا يقبل تفرده. قال ابن خزيمة: «غَلِطنا في إخراج 
الحديث» لأن هذا مرسل؛ موسئ بن أبي عثمان لم يسمع من أبي هريرة»» وهذا يدل - 


Ea 


الجمعة. فيه خلِق آدم» وفيه أدخل الجنة» وفيه أخرج منها. ولا تقوم الساعة 
إلايوم الجمعة)(١).‏ 


وروئ مالك في «الموطأ»("2 عن أبي هريرة ة مرفوعًا7": اتير ينوم 
طلعت فيه الشمس يوم الجمعة؛ فيه خُلِق آدم؛ وفيه أهبط» ونه تب عليه 
وفيه مات» وفيه تقوم الساعة. وما من دابة إلا وهي مُصِيخة يوم الجمعة من 
حين تُصبح حت تطلعٌ الشمسٌ شفقا من الساعة إلا الجن والإنسّ. وفيها 
ساعة لا يصادفها عبد مسلم وهو يصلَّي يسأل الله شيئًا إلا أعطاه إياه». قال 
كعب: ذلك في كل سنة يومٌ. فقلت: بل في“ كل جمعة. فقرأ التوراة» فقال: 
صدق رسول الله كِ. قال أبو هريرة: ثم لقيتٌ عبد الله بن سلام» فحدّثته 
بمجلسي مع كعب. فقال: قد علمتٌ أيّة ساعة هي. قلت: فأخبرني بهاء قال: 
هي آخر ساعة في يوم الجمعة. فقلت: كيف وقد قال رسول الله كَكِِ: «لا 
يصادفها عبد“ مسلم وهو يصِلَّي» وتلك الساعة لا يصلَّى فيها؟ فقال ابن 
سلام: ألم يقل رسول الله يَكّ: «مَن جلّس مجلسًا ينتظر الصلاة فهو ني صلاة 


= على علو كعب ابن خزيمة على أقرانه ومن جاء بعده من أصحاب الصحيح. 

)00( العبارة «فيه خلق آدم... الجمعة» ساقطة من ص» ك لانتقال النظرء ومستدركة فيع. 

(؟) برقم (۲۹۱)» ومن طريقه أخرجه أحمد )1١107(‏ وأبو داود(57١١)‏ والترمذي 
.)٤۹1(‏ وأخرجه النسائي في «المجتبئ» )٠٤١١(‏ وفي «الكبرئ» )4814٠(‏ من طريق 
آخر. وصححه ابن حبان (۲۷۷۲) والحاكم (۱/ ۲۷۸). وانظر «صحيح أبي داود- 
الأم» (5/ 514517). 

(۳) لفظ «مرفوعا» ساقط من ك ومستدرك فيع. 

)٤(‏ «في» من ج وحدها. 

)0( لفظ «عبد» من ج. 


حتی يصلّى؟2. 


وفي «صحيح ابن حِبَّان 2١7»‏ مرفوعا: «لا تطلع الشمس علئ يوم خير من 
يوم الجمعة». 


وفي «مسند الشافعي» من حديث أنس بن مالك قال: أتئ جبريل 
النبى ب بمرآة بيضاء فيها نكتةء فقال النبي يَكِيِ: «ماهذه؟ فقال: هذه 
الجمعة» فضّلتَ بها أنت وأمتك. والناس لكم فيها تَبّع: اليهود والنصارئ. 
ولكم فيها خيرء وفيها" ساعة لا يوافقها مؤمن7؟) يدعو الله بخير إلا 
استجيب له وهو عندنا يوم المزيدء فقال النبي :ايا جبريل! وما يوم 
المزيد؟ فقال: إِنَّ ربك اتخذ في الفردوس واديًا أفييح» فيه كُنْبٌ من مسك فإذا 
كان يومٌ الجمعة أنزل الله سبحانه وتعالئ ما شاء من ملائکته» وحوله منابرٌ من 
نورء عليها مقاعد اين وحَفْت تلك المنايرٌ بمنابر من ذهب مكلَّلةٍ بالياقوت 
والزبرجد عليها الشهداء والصدّيقون» فجلسوا من ورائهم علئ تلك 
الكُتبء فيقول الله عز وجل: آنا رکم قد صدّقتُكم وعدي» فِسَلُون أغطكم. 


(۱( برقم )۲۷۷١(‏ بلفظ: «لا تطلع الشمس ولا تغرب على يوم أفضل من يوم 
الجمعة...» وسيأتي تمام لفظه عند المؤلف (ص 217). وقد تقدَّم تخريجه 
0 

(۲) بترتيب سنجر )57١(‏ وبترتيب السندي »)۳۷٤(‏ وهو في «الأم) (۲/ .)٤۳۳ ٤۳۲‏ 
SDE LS‏ 
یحدّث بمناكير. 

)۳( ج: لاوهي». 

)0( مب» نَ: «عبد مؤمن)» وكذا في الطبعة الميمنية وما بعدها. 


۸ 


فيقولون: ربا نسألك رضوانك. فيقول: قد رضيتٌُ عنکم» ولكم ما تمئيتم» 
ولدي مزيد. فهم يحبون يوم الجمعة لما يعطيهم فيه ربُهم من الخيرء وهو 
اليوم الذي استوئ فيه ربّك(١2‏ تبارك وتعالئ على العرش» وفيه خلِق آدم؛ 
وفيه تقوم الساعة». رواه الشافعي عن إبراهيم بن محمد» حدثني موس بن 
عبيدة قال: حدثنى" أبو الأزهر معاوية بن إسحاق بن طلحة» عن 
عبد الله بن عبيد بن عمير» عن نس . ثم قال : وأخبرنا إبراهيم قال: 
حدثني أبو عمران إبراهيم بن الجعد عن أنس شبيهًا به. وكان الشافعيٌ حسنَّ 
الرأي في شيخه إبراهيم هذا. 


ورواه أبو اليمان الحكم بن نافع( ثنا صفوان قال: قال أنس: قال 


)000( ص: «ریکم). 

(۲) ص: «حدثنا». 

(۳) في ك بياض في موضع «عبيد بن عمير وفوقه: «كذا» يعني في أصلها. وكذا كان في ع»› 
فكتب بعضهم فيه: «عبيد عن عمير» وهو خطأ. وفي مب: «عن عمير بن أنس» وكذا 
في الطبعة الميمنية وما بعدها وهو غلط أيضًا. 

)٤(‏ في «الأم» (۲/ .)٤١۳‏ وفيه مع إبراهيم بن محمد السابق الذكر: أبو عمران إبراهيم بن 
الجعد» ضعفه أبو حاتم كما في «الجرح والتعديل» (؟/11). 

(0) ص: انسخة)» تصحيف. 

30( كذا في جميع الأصول إلا مب. وقد وردت في م «حاشية» نصّها: «لكن قال فيه الإمام 
أحمد: معتزلي جهمي قدري» كل بلاء فيه». وأقحمت هذه الحاشية في متن مب. 
وكذا في الطبعة الميمنية وما بعدها. وانظر قول الإمام أحمد في «العلل» (7”077). 

)۷( ذكره المؤلف في «حادي الأرواح» (۲/ 507) وعنده من طريق محمد بن خالد بن 
خلي عن أبي اليمان به» ولم أظفر بمصدره. وفيه صفوان بن عمرو السكسكي 
الراوي عن أنس» لم يسمع منه. 


۹ 


رسول الله يك: "أناني جبريل» فذكره. ورواه محمد بن شعی ب (۱)» عن عمر 
مولا غَفرة عن أنس. ورواه أبو طيبة("») عن عثمان بن عمبراعن انس 
وجمع أبو بكر بن أبي داود طرقه7؟). 


وني «مسند أحمد2200 من حديث علي بن أبي طلحة عن أبي هريرة قال: 


قبل لبي كل لأيّ شيءٍ سكي يوم الجمعة؟ قال: الأنَّفهها طعت طينة 
أبيك آدم» وفيها الصعقة والبعثة. وفيها البطشة. وني آخر ثلاث ساعات منها 
ساعة من دعا الله فيها استجيب له). 


(010 


(۲) 
(r) 


(€) 


2) 


0) 


وقال الحسن بن سفيان النَسَوي في «مسنده»: ثنا أبو مروان هشام بن 


أخرجه من طريقه عثمان بن سعيد الدارمي في «الرد على الجهمية» ( ص٩4 )٠٤٤‏ 
و«الرد على المريسي» -57١ /١(‏ ط. الرشد) والدارقطني في «الرؤية» .)٠١(‏ وفيه 
عمر مولئ غفرة لم يلق أنسّاء قاله أبو حاتم في «المراسیل» لابنه (ص‌۱۳۷). 

ج: «أبو ظبية»» وكلاهما وارد في المصادر. 

أخرجه من هذا الطريق عبد الله بن أحمد في «السنة» (57 5 - ت. عادل آل حمدان) 
والبزار )18/١5(‏ والآجري .)72١17(‏ وأخرجه ابن أبي شيبة في «المصنف» (0070) 
وابن أبي الدنيا في «صفة الجنة» (485- ط. دار أطلس الخضراء) ومحمد بن 
عثمان بن أبي شيبة في «العرش» (۸۸) والدارقطني في «الرؤية» (289 25٠‏ ۲٦ء‏ 31) 
وابن منده في «الرد على الجهمية» (ص١4)‏ من طرق أخرئ عن عثمان بن عمير عن 
أنس. فمداره على عثمان هذاء وهو ضعيف باتفاق الأثمة» وفي سماعه من أنس نظر. 
في جزء. قاله المؤلف في «اجتماع الجيوش الإسلامية» (ص١١١).‏ وانظر: ابذيب 
السئن» (۳/ )۲١۸‏ و«الشريعة» للآجري .)58١5(‏ 

برقم »)8١١7(‏ وأخرجه الحارث في «مسنده» -١95(‏ بغية الباحث). وفيه الفرج بن 
فضالة» ضعيف؛ وعلي بن أبي طلحة» فيه لين» وكذلك لم يدرك أبا هريرة. 

لم أجده عند أحد من طريقه أو بإسناده» وتقدم أن عمر مولئ غفرة لم يلق أنسًا. 


t0٠ 


خالد الأزرق» ثنا الحسن بن يحيئ الخشني» ثنا عمر بن عبد الله مولى 
عَمْرة(2» حدثني أنس بن مالك قال: سمعت رسول الله بي يقول: «أتاني 
جبريل» وفي يده كهيئة المرآة البيضاء فيها نكتة سوداء. فقلت: ما هذه يا 
جبريل؟ فقال: هذه الجمعة بُعِتٌ بها إليك» تكون عيدًا لك ولأمتك من 
بعدك. فقلت: وما لنا("© فيها يا جبريل؟ فقال: لكم فيها خير كثيره أنتم 
الآخرون السابقون يوم القيامة. وفيها ساعة لا يوافقها عبدٌ يصلَّي يسال الله 
شيئًا إلا أعطاه. قلت: فما هذه النكتة السوداء يا جبريل؟ قال: هذه الساعة 
تكون في" يوم الجمعة» وهو سيّد الأيام» ونحن نسمّيه عندنا يوم المزيد. 
قلت: وما يوم المزيد يا جبريل؟ قال: ذاك بأنَّ رك اتخذ في الجنة واديًا 
أ بن جلك نض لزن كان بو المح فى آنا لحرا بيط لزت مر 
وجل من عرشه إلى كرسيّه. ويحُف الكرسيّ بمنابر من نور» فيجلس عليها 
النبُون. ويحف المنابر بكراسيّ من ذهب فيجلس عليها الصتُيقون 
والشهداء. ويهبط أهل الغْرّف من غرفهم» فيجلسون على كُثّبان المسك؛ لا 
يرون لأهل المنابر والكراسيٌ فضلًا في المجلس. ثم يتبدّئ لهم ذو الجلال 
تبارك وتعالئ» فيقول: سَلُونِء فيقولون(* بأجمعهم: نسألك الرضئ با رب 
فيشهد لهم علئ الرضئ. ثم يقول: سلوني» فيسألوه(2 حتئ تنت تنتهي نَهْمهُ كل 


)١(‏ ق»م: اعفيرة»» تصحيف. 

(۲) ص: «لي». 

)۳( «ني» ساقط من ص. وني مب: «فيها)» خطأ. 
(5) قءم: «ذلك». 

)٥(‏ ك»ع: «فيسألون». 

() كيع: «فيسألونه» على الجادة. 


عبد منهم. قال: ثم يسعئ عليهم بما لا عينٌ رأت» ولا أذنٌ سمعت» ولاخطر 
علئ قلب بشر. ثم يرتفع الجبّار عن كرسيّه إلى عرشه. ويرتفع أهل الغرف 
إلى غرفهم. وهي غرفة من لؤلؤة بيضاء أو ياقوتة حمراء أو رُمُرّدة خضراء» 
لیس فيها قَضُم(! ولا وَصْمء منوّرةٌ فيها أنهارُها ‏ أو قال: مطّردة(1) متدلٌية 
فيها ثمارّهاء فيها أزواجها وخدمها ومساكنها. قال: فأهل الجنّة يتباشرون في 
الجنّة بيوم الجمعةء كما يتباشر أهل الدنيا في الدنيا بالمطر». 


وقال ابن أبي الدنيا في كتاب «صفة الجنة)": حدثني أزهر بن مروان 
الرَّقَاشيء ثنا عبد الله بن عَرَادة الشيباني» ثنا القاسم بن المطيّب(؟») عن 
الأعمش »عن أبي وائل» عن حذيفة قال: قال رسول الله وَكِ: «أتاني جبريل 
وني كفه مرآة كأحسن المرائي*2 وأضوئه"» وإذا في وسطها لّمْعة سوداء. 


)١(‏ هكذاني ص ق»ن. وفي غيرها: «فصم» بالفاء» ولعله تصحيف . وفي بعض المصادر: 
e‏ . الفصم والوصم: الكسر دون بينونة. وضده : القصم. 

(۲) يعنى يعنى: «مطَّردةٌ فيها أنهارها» . أما «منوّرة» فهي وصف الغرفة. 

۳ برقم (۳۳۲- ط. دار أطلس)» وأخرجه ابن الجوزي في «العلل المتناهية» )٤٦۳ /١(‏ 
وقال: «هذا حديث لا يصح» قال يحيئ: عبد الله بن عرادة ليس بشيء. وقال ابن 
عدي [«الكامل» في ترجمته (5/ ٥٤۲‏ - 577 0)]: عامة ما يرويه لا يتابع عليه». وقال 
عنه البخاري في «التاريخ الأوسط؛ )۷١١ /٤(‏ و«الكبير» :)١55/6(‏ «منكر 
الحديث». 

)٤(‏ ما عدا ص» ق» مبء ن: «الخطيب»» تصحيف. وقد نبّه عليه بعضهم في حاشية ع 
أيضًا. 

(5) ماعدا ص» قء ن: «المرايا»» وفي مطبوعة «صفة الجنة» كما أثبت. 

0( ل . وما أثبت من النسخ صواب محض. وكذا في «صفة 
الجنة» تحقيق العساسلة. وهو أسلوب عتيق» ومنه قول النبي يكل في حديث = 


t۲ 


وحم 


فقلت: ما هذه اللمعة التي أرئ فيها؟ قال: هذه الجمعة. قلت: وما الجمعة؟ 
قال: يومٌ من أيام ربك عظيمء وسأخبرك بشرفه وفضله في الدنياء وما يُرجئ 
فيه لأهله» وأخبرك باسمه في الآخرة. 

فأما شرفه وفضله في الدنيا('2» فإنَّ الله عرَّ وجل جمّع فيه مر الخلق. 
وأما ما يرجي فيه لأهله. فإِنَّ فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم أو أمة مسلمة 
يسأل الله فيها خيرًا إلا أعطاهما إياه. وأما شرفه وفضله في الآخرة واسمه فإن 
الله تبارك وتعالئ إذا صيّر أهل الجنة إلى الجنة وأهلّ النار إلى النار جرّت 
عليهم هذه الأيامٌ وهذه الليالي» ليس فيها ليل ولا نهار فأعلّم(" الله عر وجل 
مقدار ذلك وساعاته. 

فإذا كان يوم الجمعة حين يخرج أهل الجمعة إلى جمعتهم نادئ أهلّ 
الجنة منادٍ: يا أهل الجنةء اخرجوا إلى وادي المزيد. ووادي المزيد لايعلم 
سعته وطوله" وعرضه إلا الله فيه“ كُثبانُ المسك رؤوسها في السماء. 


قال: فيخرج غلمان الأنبياء بمنابر من نور› ويخرج غلمان المؤمنين 


= أبي هريرة: «نساء قريش خير نساء ركبن الإبل» أحناه على طفل وأرعاه على زوج في 
ذات یده» رواه البخاري )۳٤۳٤(‏ ومسلم .)٠۲٠۲۷(‏ وانظر: «الخصائص» 
)]7١/7(‏ و«نتائج الفكر» (ص”17١)‏ و«طبقات فحول الشعراء» /١(‏ ۲۳ - حاشية 
الأستاذ محمود شاكر). 

(۱) «ومايرجي'... الدنيا» ساقط من صء مب لانتقال النظر. 

(۲) غيّره الفقي إلى «إلا قد علم»» وتابعته طبعة الرسالة. 

(۳) هذافي ص و«صفة الجنة». وفي النسخ الأخرئ: «سعة طوله». 

)٤(‏ «فيه» ساقط من ك» ومستدرك فيع. 


to 


بكراسيّ من ياقوت. فإذا ضعت لهم وأخذ القومٌ مجالسهم بعث الله عليهم 

ريحًا تُدعئ «المثيرة» تثير(١2‏ ذلك المسك. وتُدخلِه من تحت ثيابهي 

وتُخرجه ني وجوههم وأشعارهم . تلك الريح أعلّمُ كيف تصنع بذلك المسك 
من امرأة أحدكم لو فع إليها كل طيب على وجه الأرض. 


قال: ثم يوحي الله تبارك وتعالئ إلى حملة عرشه: ضعوه بين أظهرهم. 
فيكون أول ما يسمعون منه: إليّ يا عبادي الذين أطاعوني بالغيب ولم يروني» 
وصدّقوا برسلي» واتّبعوا أمري. سَلُوا فهذا يوم المزيد. فيجْومعون كل 
واحدة: رضينا(") عنك فارص عتا. فيرجع الله إليهم: أن يا أهل الجنةء إِنْي 
لولم ار عنكم لم أشكنكم دازي فسلويء فلا يوم النزيد: فيجتمعون 
على كله واا ربناء وجهّك ننظر إليه. فيكشف تلك الحُجُب فيتجلّئ لهم 
عزَّ وجل فيغشاهم من نوره شيءٌ لولا آنه قضئ آن( لا يحترقوا 
لاحترقوا لما يغشاهم من نوره. 


ثم يقال لهم: ارجعوا إلى منازلكم. في رجعون إلى منازلهم» وقد أعطئ 


)١(‏ ج» مب: «تنثرا. 

(۲) كذا في جميع النسخ مضبوطًا بالنصب في أكثرهاء إلا أن رسم الفعل في كع يحتمل: 
«فيجتمعون). وفي النسخ المطبوعة وطبعات «صفة الجنة»: «فيجتمعون علئ» كما 

(*) في كع بعده زيادة: «ربّنا». 

(4) ج: أن الله». 

(0) كيع: «أنهم» 


كلّ واحد منه م" الضّعفَ على ما كانوا فيه. فيرجعون إلى أزواجهم وقد 
حَهُوا عليهن وحَفِين عليهم مما غشيهم من نوره. فإذا رجعوا تراد الثورٌ حت 
يرجعوا إلى صورهم"' التي كانوا عليهاء فتقول لهم أزواجهم: لقد خرجتم 
من عندنا على صورة» ورجعتم على غيرها. فيقولون: ذلك أنَّ الله عز 5 
تجلّى لناء فنظرنا منه. قال : إنه والله ما أحاط به خلقٌء ولكنه قد أراهم من 

عظمته وجلاله ما شاء أن يريهم. قال: فذلك قوله": فنظرنا منه. قال: فهم 
يتقلّبون في مسك الجنة ونعيمها في كلّ سبعة أيام الضّعفَ عل ما كانوا فيه». 


سس ت 


ا 5 7 و ا 
قال رسول الله لا «فذلك قوله تعالئ: یاز تقش ما خی ممصن قر 
ين عن جَرَاء يما امون € [السجدة: ۱۷]). 


ورواه أبونعيم في «صفة الجئة»9©) من حديث عصمة بن محمد ثنا 
٠١‏ کت ۰ 5 عي 
موسیٰ بن عقبة» عن أبي صالح» عن أنس شبيهًا به. 


)١(‏ «منهم» ساقط من ك ومستدرك فيع. 

(۲) ص: «قصورهم؟» تحريف. 

(۳) مب: «قولهم». 

() (۲۲۹/۲)» وفيه عصمة بن محمد الأنصاري» قال ابن عدي في «الكامل» (۸/ )٥۸۹‏ 
بعد أن ساق له عدة روايات: «وعصمة بن محمد هذا له غير ما ذكرت عن يحيئ بن 
سعيد وموسئ بن عقبة وهشام بن عروة وغيرهم من المدنيين» وكل حديثه غير 
محفوظ» وهو منكر الحديث). وقال العقيلي في «الضعقاء» :)47٠ 579 /٤(‏ 
«يحدث بالبواطيل عن الثقات» ليس ممن يكتب حديثه إلا على جهة الاعتبار؛» ونقل 
عن ابن معين أنه قال: «هذا كذاب» يضع الحديث». وقال الدارقطني في «العلل» 
:)١55(‏ «متروك). 


£00 


المنهال» عن أبى عبيدة» عن عبد الله قال: «سارعوا إلى الجمعة في الدنياء فإن الله 
تبارك وتعالئ يبرز لأهل الجنة كل جمعة على كثيب من كافور أبيض» فيكونون 
منه في القرب على قدر سرعتهم إلى الجمعة» ويُحدِث لهم من الكرامة شيئًا لم 
يكونوا رأوه قبل ذلك" فيرجعون إلى أهليهم وقد أحدث لهم». 


فصل 
في مبدأ الجمعة 


قال ابن إشيحاق250: حدثني محمد بن ابي أمامة بن سهل» عن أيه 


قال: حدثنى عبد الرحمن بن كعب(؟) بن مالك» قال: كنت قائ أبى حين 


(۱) 


(۲) 
(۳) 


(€) 


(0/ ۲۲۷)» وأخرجه ابن المبارك في «الزهد» (۲/ )٠١١‏ وابن خزيمة في «التوحيد» 
(آخر الكتاب في الباب الأخير) وعبد الله بن أحمد في «السنة» (570- نشرة عادل آل 
حمدان) وابن أبي الدنيا في «صفة الجنة» (۹۰- ط. دار طلس) والطبراني (۹/ ۲۳۸) 
والدارقطني في «الرؤية» )١5752١75(‏ وابن بطة في «الإبانة الكبرئ» (7091- نشرة 
عادل آل حمدان) كلهم من طرق عن المسعودي به. والمسعودي إن كان قد اختلط» 
ففي بعض الطرق مَّن سيوع منه قبل الاختلاط» وأبو عبيدة لم يسمع من أبيه. 

انتهئ هنا السقط في صورة خ. 

نقله عنه ابن هشام (۱/ .)٤٤٥‏ وأخرجه أبو داود (59 ٠‏ ۱) وابن ماجه (۱۰۸۲) 
وأحمد بن علي الأموي المروزي في «الجمعة وفضلها» )١(‏ وابن خزيمة )١0975(‏ 
وابن المنذر في «الأوسط» )"١ /٤(‏ وابن حبان )۷٠٠۳(‏ والطيراني "٠6 /١(‏ 
)4١ 4‏ والدارقطني في «السئن» )١0417/-١086(‏ والحاكم (۳/ ۱۸۷) والبيهقي 
في «السنن الكبرئ» (۳/ ۱۷١‏ ۱۷۷) و«دلائل النبوة» (۲/ 5١‏ 5)» والحديث حسن 
لأجل محمد بن إسحاق» وقد صرّح بالتحديث كما سيأتي من كلام البيهقي. 

«بن کعب» ساقط من ص. 


0٦ 


كنف بصره. فإذا خرجت به إلى الجمعة» فسمع الأذان بهاء استغفر لأبي أمامة 
أسعد بن رُرارة. فكنثٌ7١)‏ حيئًا أسمع ذلك منه. فقلت: إِنَّ عجرًا أن لا أسأله 
عن هذا. فخرجت به كما كنت أخرجء فلما سمع الأذان بالجمعة استغفر له. 
فقلت: يا آبتاه! آرآيت استغفارك لأسعد بن زرارة كلما سمعت الأذان 
بالجمعة؟ قال: أي بنى! كان أسعد أولّ من جمع بنا بالمدينة قبل مقدّم 
رسول الله ية في َم من حَرَّة بني بَياضة: في نقيع يقال له: نقيع 
الخَصّمات. قلت: وكم أنتم يومئذ؟ قال: أربعون رجلا. 

قال البيهقي": ومحمد بن إسحاق إذا ذكر سماعه في الرواية» وكان 
الراوي ثقة استقام الإسناد. وهذا حديث حسن الإسناد صحيح» انتهئ. 

قلت: وهذا كان مبدأ الجمعة. 

ثم قدم رسول الله اة المدينةء فأقام بقباء في بني عمرو بن عوف كما 
قال ابن إسحاق7؟) يوم الاثنين ويوم الثلاثاء ويوم الأربعاء ويوم الخميس» 
وأسس مسجدهم. ثم خرج يوم الجمعة» فأدركته الجمعة في بني سالم بن 
عوفء فصلاها في المسجد الذي في بطن الوادي» وكانت*) أول جمعة 
اها بالمدينة وذلك قبل سيس مده 


(1) كذا في جميع النسخ» ولعله تحريف «مكثت» كما في السئن الكبرئ» ‏ وعنه صدر 
المؤلف ‏ وغيره من مصادر التخريج» وفي بعضها: «فمكث». 

(؟) في مء مب: «هذم» بالذال» تصحيف. 

(۳) في «السنن الكبرئ» (۳/ ۱۷۷). 

(5) «السيرة» لابن هشام /١(‏ 595). 

(5) ماعداق. م» ص: «فكانت». 


t0۷ 


قال ابن إسحاق(١؟2:‏ وكانت أول خطبة خطبها رسول الله ا فيما بلغني 
عن أبي سلمة بن عبد الرحمن - ونعوذ بالله أن نقول على رسول الله َك ما 
لم يقل +ادقام يي ی وان عله ماهو امل ثم قال اما بعل 
ا ا تعلّجُن: تعلّمُنٌ: والله لَيَصْعَفَنٌ أحدّكم. ثم لَيَدعَنَّ غتّمه 
ليس لها راع» ثم لَیقولنٌّ له به ليس له ترجمانٌ ولاحاجبٌ يحججبه دونه: ألم 
يأك رسولي فبلّمَكء وآنيتّك مالاء وأفضلتٌ عليك؟ فما قدَّمتَّ لنفسك؟ 
َلَينظرَنَ يمينا وشمالاء فلا يرئ شينًا. ثم لینظرَن قُدّامه» فلا يرئ غير جهنم. 
فمن استطاع أن يقي" وجهه من النار» ولو بش من تمرة» فليفعل. ومن لم 
يجد فبكلمة طيّبة فإنَّ بها تُجزئ الحسنة عشر" أمثالها إلى سبعمائة 
ضعف. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته». 


)497( وأخرجه هناد بن السري في «الزهد»‎ .)٠٠١ /١( «السيرة» لابن هشام‎ )١( 
والبيهقي في «دلائل النبوة» (۲/ 014) من طريق يونس بن بكير عن محمد بن‎ 
إسحاق قال: حدثني المغيرة بن عثمان بن محمد بن عثمان بن الأخنس بن شريق»‎ 
عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف قال: «كان أول خطبة خطبها النبي وَل‎ 
بالمدينة أنه قام فيهم...». فالحديث مرسل.‎ 
تنبيه: كان في مخطوطة «الزهد» لهناد نحو ما ذكرت» فتصرف محقق «الزهد» في الإسناد‎ 
حدسًا منه» فجعله: احدثني المغيرة بن عثمان» عن محمد بن عثمان بن الأخنس بن‎ 
شريق". ومما يؤيد ما في مخطوطة «الزهد» وما عند البيهقي أنه هكذا نقله ابن كثير في‎ 
.)۳۸۷ /٥( وكذا ابن رجب في «فتح الباري»‎ )٥۲۸ /5( «البداية والنهاية»‎ 

(۲( ق» م: «يتقي». 

(9) كوع: «بعشر). 

(5) لم يرد لفظ الجلالة في م. 


4 


2 


قال ابن إسحاق: ثم خطب رسول الله َل مرة أخرئء فقال: (إِنْ 
الحمد لله أحمده وأستعينه. نعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا. 
من يهده الله فلا مُضِلَّ له ومن يُضلِل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله 
وحده لاشريك له. إنَّ أحسنّ الحديث كتابٌ الله. قد أفلح من زيّنه الله في 
قله وأدخله ل الإكلام يعد الكقر» ا ن علق ما سنواة من إحاديك اا 
إنه أحسنُ الحديث وأبله. أحِبُوا ما حب الله0). ابوا لله من كل قلوبكم. 
ولا تملُوا كلام الله وذکره ولا تقش عنه قلوبكم؛ فإنه [من كلٌّ ما يخلّق الله 
يختار ويصطفي] قد سمّاه خيرَتّه من الأعمال [ومصطفاه من العباد] والصالح 
من الحديث» ومن كل ما أوتي الناسٌ من الحلال والحرام. فاعبدوا الله ولا 
تشركوا به شيئًاء واتقوه حقّ تقاته» واصدقوا الله صالح ما تقولون بأفواهكم. 
وتحابُوا بروح الله بينكم. إنَّ الله يغضب أن يُنْكَث عهدّه. والسلام عليكم». 

وقد تقدّم طرف من خطبه ية عند ذكر هديه في الخطبة(". 

فصل 

وكان من هديه َة تعظيم هذا اليوم» وتشريفه» وتخصيصه بعبادات 
يختصٌ بها عن غيره. 

وقد اختلف الفقهاء: هل هو أفضل أم يوم عرفة؟ على قولين» وهما 


)١(‏ «السيرة» لابن هشام )00١/١(‏ وما بين المعقوفين منه. وأخرجه البيهقي في «دلائل 
النبوة» (۲/ ٠۲٤‏ 075) بالإسناد المذكور في التخريج السابق. 

(؟) «أحبواما أحب الله؛ ساقط من ك»)ع. 

(۳) الجملة «وقد تقدم... الخطبة» لم ترد في ص» ق» م. وسيأتي فصل آخر أيضًا في هديه 
يا في خطبه. 


۹ 





وجهان لأصحاب الشافعي(1) 

وكان اة يقرأ في فجره بسورتي (الم تنزيل) و (هل أتئ على الإنسان). 

ويظنٌ كثير ممن لا علم عنده أنَّ المراد تخصيص هذه الصلاة بسجدة 
زائدة» ويسمّونها سجدة الجمعة. وإذا لم يقرأ أحدهم هذه السورة استحبٌ 
قراءة سورة أخرئ فيها سجدة. ولهذا كره من كره من الأئمة المداومة على 
قراءة هذه السورة في فجر الجمعة دفعًا لتوهم الجاهلين. 

وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية يقول: إنما كان النَبِيُ ية يقرأ هاتين 
السورتين في فجر الجمعة لأنهما تضمّنتا ما كان ويكون في يومهاء فإنهما 
اشتملتا على خلق آدم وعلئ ذكر المعاد وحشر الخليقة» وذلك يكون يوم 
الجمعةء فكان!" في قراءتهما في هذا اليوم تذكير للأمة بما كان فيه ويكون. 
والسجدة جاءت تبعاء ليست مقصودةٌ حتئ يقصد المصلَّي قراءتها حيث 
اتفقت(4). فهذه خاصّة من خواصٌ يوم الجمعة. 


الخاصّة ة الثانية: استحباب كثرة الصلاة فيه على النبي يي وني ليلته» 
لقوله: «أكثروا من الصلاة عليّ يوم الجمعة وليلة الجمعة»00). 


.)5 ٠-7” وقد تقدمت المسألة (ص9‎ )78١/7( انظر: «المجموع شرح المهذب»‎ )١( 

(۲) أخرجه البخاري )١٠١58(‏ مسلم (880) من حديث أبي هريرة» وقد تقدم (ص47). 

)۳( صء قء م: «وكان). 

(5) انظر هذا الكلام دون عزوه إلئ شيخ الإسلام في «بدائع الفوائده (5/ »)١5٠7‏ وقد 
مضئل نحوه في كتابنا هذا في ذكر وقفة الجمعة يوم عرفة (ص۳٤)»‏ وسيأتي مرة آخرى 
عند ذكر الخاصة الثالثة والثلاثين من خواصٌ يوم الجمعة. 

(5) أخرجه الشافعي في «الأم» (۲/ )٤۳۲‏ عن إبراهيم بن محمد عن صفوان بن سليم _ 


ل 


ورسول الله ا سيّد الأنام» ويوم الجمعة سيّد الأيام» فللصلاة(١2‏ عليه في 
هذا اليوم مزية ليست لغيره» مع حكمة أخرئ وهي أنَّ كل خير نالته أمته في الدنيا 
والآخرة فإنما نالته على يده» فجمع الله لأمته به بين خير الدنيا والآخرة. وأعظم 
كرامة تحصل لهم فإنها تحصل يوم الجمعة: فد فيه بعثهم إلى منازلهم 
وقصورهم في الجنة» وهو يوم المزيد لهم إذا دخلوا الجنة. وهو عيذ لهم في 
الدنياء ويومٌ فيه يُسعفهم" الله تعالئ بطلباتهم وحوائجهم» ولا يرد سائلهم. 
وهذا كله إنما عرفوه وحصل لهم بسبيه وعلئ يده فون شكره وحمیه وأداء 
القليل من حقّه اة أن يُكثّر من الصلاة عليه في هذا اليوم وليلته. 

الخاصّة الثالثة: صلاة الجمعة التي هي من آكد فروض الإسلام» ومن 
أعظم مجامع المسلمين. وهي أعظم من كل مجمع يجتمعون فيه وأفرضه 
موي ن ومن تركها تهاوتًا بها طبع الله على قلبه. وقربٌ أهل الجنة 
يوم القيامة وسبقهم إلى الزيارة يوم المزيد بحسب قربهم من الإمام يوم 
ر 

لخاصّة الرابعة: الأمر بالاغتسال في يومها"» وهو أمر مؤكّد جدًا. 


= مرسلاء وهو من طريقه في «معرفة السنن» (5/ .)57١‏ وأخرجه القطيعي في «جزء 
الألف دينار» (ص۲۱۷) والبيهقي (۳/ 54 7) كلاهما من طريق أبي خليفة فضل بن 
الحُباب الجُمّحي عن عبد الرحمن بن سلام عن إبراهيم بن طَهُمان عن أبي إسحاق 
عن أنس مرفوعاء وإسناده صحيح إلا ما يخشى من عنعنة أبي إسحاق. وله شواهد. 
انظر: «جلاء الأفهام» للمؤلف. وانظر: «إرواء الغليل» (5). 

)١(‏ ماعدا صء قء م: «وللصلاة». 

(۲) صء ق» م: ايشفعهم!» تصحيف. 

(۳) سيورد المؤلف بعض ما ورد فيه بعد صفحات. 


a 


ووجوبه أقوئ من وجوب الوتر وقراءة البسملة في الصلاة» ووجوب الوضوء 
من مس النساء» ووجوب الوضوء من مس الذكرء ووجوب الوضوء من 
القهقهة ني الصلاة» ووجوب الوضوء من الرّعاف والحجامة والقىء 
ووجوب الصلاة على النبي بيا في التشهد الأخيرء ووجوب القراءة على 
المأموم. 

وللناس في وجوبه ثلاثة أقوال: النفى» والإئبات» والتفصيل بين من له 
رائحة يحتاج إلئ إزالتها به(١)»‏ فيجب عليه؛ ومن هو مستغن عنه؛ فيستحَبٌ 
له. والثلاثة لأصحاب أحمد). 

الخاصّة الخامسة: التطيّب فيه. وهو أفضل فيه( من الت 2 غيره 
من أيام الأسبوع. 

الخاصّة السادسة: السّواك فيه. وله مزية على السواك في غيره. 

الخاصّة السابعة: التبكير إلى الصلاة. 

الخاضّة(؟ الثامنة: أن يشتغل بالصلاة والذكر والقراءة حتى يخرج 
الإمام. 


الخاصة* التاسعة: الإنصات للخطبة إذا سمعها وجوبًا في أصحٌ 


)١(‏ «به) من صء ق»؛ م. 

(؟) انظر: «المغني» (/ 7576-174). 

() «فيه» ساقط من ك مستدرك فياوع. 

(4) لفظ «الخاصّة» لم يرد في ص»ج. 

() لفظ «الخاصّة» مع التاسعة والعاشرة من ك»ع؛ مب» ن. 


۲ 


القولين» فإن تركه كان لاغيّاء ومن لغا فلا جمعة له. وفي «المسند»() 
مرفوعا: «والذي يقول لصاحبه: نت فلا جمعة له). 


الخاصّة العاشرة: قراءة سورة الكهف في يومها. فقد روي عن النبي وَلِ: 


من قرأ سورة الكهف في" يوم الجمعة سطع له نورٌ من تحت قدمه إلى 
عَنانِ السّماء يضيء به يوم القيامة» وعُفِر له ما بين الجمعتين»". وذكره 


سعید بن منصور 


(00 


(۲) 
(۳) 


(€) 


(؟) من قول أبي سعيد الخدري» وهو أشبه. 

برقم (۲۰۳۳) عن ابن نمير عن مجالد عن الشعبي عن ابن عباس عن رسول الله کيا 
وصدره: «مَّن تكلم يو الجمعة والإمامٌ يخطب» فهو كمثل الحمار يحمل أسفارًا». 
وأخرجه أيضًا ابن أبي شيبة )٥۳٤۸(‏ والطبراني (۱۲/ )٩۰‏ من طريق ابن نمير به. 
ضعفه الجورقاني في «الأباطيل والمناكير» (۲/ 0۸ 28) بمجالدء وأعلّه بحديث أبي 
هريرة المتفق عليه ولفظه: «إذا قلت لصحابك يوم الجمعة: أنصتء والإمام يخطب 


فقد لغوت». 
حرف «في» من ج» ق» مء ن. 
أخرجه الحاكم (8/7”) والبيهقي (7/ 59 7) من طريق نعيم بن حماد عن 


هشيم بن بشير عن أبي هاشم الرّمّاني عن أبي جز عن قيس بن عباد عن أبي سعيد 
مرفوعًا بنحوه. ونّعيم بن حماد قد خولف في رفعه» فأخرجه سعيد بن منصور 
[«شعب الإيمان» (۲۲۲۰)] وأبو النعمان [الدارمي ])7”55٠0(‏ فروياه عن هشيم بن 
بشير به موقوقًا على أبي سعيد من قوله» وهو الصواب كما قال البيهقي في «الشعب». 
وقد تفرّد بزيادة: «يوم الجمعة» هشيم بن بشير» إذ خالفه سفيان الثوري وشعبة فلم 
يذكراها. انظر: «مصنف عبد الرزاق» (۷۳۰» )٠٠۲۳‏ و«الفتن» لنعيم بن حماد 
)٠١۸۲ ١٠۹(‏ و«السنن الكبرئ» للنسائي )1١ 1/55 »۱٠۷۲۳(‏ والحاكم 
/١(‏ 015) و«العلل» للدارقطني ١(‏ . ولمزيد من التفصيل انظر: «الأحاديث 
الواردة في قراءة سورة الكهف يوم الجمعة) لعبد الله بن فوزان الفوزان. 

ومن طريقه أخرجه البيهقي في «شعب الإيمان» كما سبق. ولا يضر كونه موقوقًا إذ- 


a 


الحادية عشر': أنه لا يكره فعلٌ الصلاة فيه وقت الزوال عند 
الشافعي 27 ومن وافقه. وهو اختيار شيخنا أبي العباس ابن تيمية. ولم يكن 
اعتماده عل حديث ليث عن مجاهد عن أبي الخليل عن أبي قتادة عن النبي 
يك أنه كره الصلاة نصف النهار إلا يوم الجمعة وقال: إن جهنم سجر إلا 
يوم الجمعة00©. وإنما كان اعتماده على أنَّ من جاء إلى الجمعة يستِحَبٌ له 
أن يصلّي حتئ يخرج الإمام. وني الحديث الصحيح: «لا يغتسل رجلٌ يوم 
الحمعةء ويتطهر؛) ما استطاع من طهر ويون من ذُنه» أو يمس من طيب 
بيه ثم بخرج فلا يفّق بین این ثم بصي ما يب لهء ثم نت إذا كلم 
الإمام= إلا غُفِر له ما بينه وبين الجمعة الأخرئ». رواه البخاري00) 


فندبه إلى صلاة ما كُتِب له» ولم يمنعه عنها إلا في وقت خروج الإمام. 


= مثل هذا لا يقال من قبل الرأي» ولكن لا يثبت تخصيص يوم الجمعة كما سلف في 
التخريج. 

)١(‏ كذا بتذكير «عشر» في جميع الأصول إلى «التاسعة عشر». وقد جرئ المؤلف على 
هذافي مسوّدة (طريق الهجرتين» في ذكر طبقات المكلفين (۲/ .)۹٠۳-۸۲۹‏ 
والصواب: «الحادية عشرة» بتأنيث العددين جميعًا إلى «التاسعة عشرة». وأكتفى 
بالتنبيه على ذلك في هذا الموضع ١‏ 

(۲) انظر: «مختصر المزني» ملحقًا بكتاب الأم (8/ .)١1‏ 

(۳) أخرجه أبو داود )٠١817(‏ والطبراني في «الأوسط» (77760) والبيهقي (۲/ 5714)» 
وقال أبو داود: «هو مرسل» مجاهد أكبر من أبي الخليل» وأبو الخليل لم يسمع من 
أبي قتادة»» وفيه أيضًا ليث بن أبي سليم» ضعيف. وسيأتي كلام المصنف عليه. 

)€( ص» ق» م» مب» ن: «فيتطهّر». 

(6) برقم (۸۸۳). 


ولهذا قال غير واحد من السلف» منهم عمر بن الخطاب7١2»‏ وتبعه" عليه 
الإمام أحمد بن حنبل9): خروج الإمام يمنع الصلاة» وخطبته تمنع 
الكلام”؟). فجعلوا المانع من الصلاة خروجٌ الإمام» لا انتصاف النهار. 

وأينها فإن الناس يكونون ف المسجد تحت التقوف ولا يرون 
بوقت الزوال» والرجل يكون متشاغلًا بالصلاة» ولا يدري بوقت الزوال» ولا 
يمكنه أن يخرجء ويتخطَّئ رقاب الناس» وينظر إلى الشمس» ويرجع؛ ولا 
يشرع له ذلك. 

وحديث أبي قتادة هذاء قال أبو داود2*0: «هو مرسل» أبو الخليل29 لم 
يسمع من أبي قنادة». والمرسل إذا اتصل به العمل وعضّده قياس أو قول 
صحابي» أو كان مرسله معروفًا باختيار الشيوخ ورغبته عن الرواية عن 
الضعفاء والمتروكين ونحو ذلك» مما يقتضي قوته= عمل به. 


)١(‏ انظر: «موطأ مالك» (7174) و«الأم» للشافعي (۲/ ۳۹۸) و«مصنف ابن أبي شيبة) 
(5 والأوسطح» لابن المنذر .)3٠١ ۹۸ /٤(‏ وانظر: «المصنف» (5/ الاء 
۲- من كان يقول : إذا خطب الإمام فلا يصلي). 

(۲) ص: «ومعه)» تصحيف. 

زهرة ((منهم عمر... حنبل» ساقط من ج. 

(5) عزاالزركشي في «شرح مختصر الخرقي» (۲/ )١197‏ إلى عمر نة قوله: 
«خروج الإمام يقطع الصلاة» وكلامه يقطع الكلام». ورواه مالك في «الموطأ» 
(440- رواية أبي مصعب) عن الزهري من قوله. وأخرجه عبد الرزاق (5101) عن 
سعيد بن المسيب. 

(0) في «السنن» عقب .)1١87(‏ 

0) في ق» م: «لأن أبو الخليل». وني مب» ن: «لأن أبا الخليل». وفي «السنن» كما أثبت 
من النسخ الأخرئ. 


کر 


10 


ع م 7 ژر 

وأيضا فقد عضّده شواهد أخرء منها: ما ذكره الشافعى في «كتابه» فقال: 
وروي عن إسحاق بن عبد الله» عن سعيد بن أبي سعيد» عن أبي هريرة أنَّ 
رسول الله اة نى عن الصلاة نصف النهار حتئ تزول الشمس إلا يوم 
الجمعة. هكذا رواه في كتاب «اختلاف الحديث)). ورواه في «كتاب 
الجمعة): حدثنا إبراهيم بن محمد عن إسحاق. ورواه أبو خالد الأحمرء 
عن شيخ من أهل المدينة يقال له: عبد الله» عن سعيد() المقبري» عن أبي 
هريرة» عن النبي 4ل( . 

وقد رواه البيهقي في «المعرفة»(2 من حديث عطاء بن عجلان» عن أبي 
نضرة عن أبي سعيد وأبي هريرة قالا: «كان رسول الله ية ينهئ عن الصلاة 
نصف النهار إلا يوم الجمعة». ولكن إسناده فيه مَن لا يُحتَحٌ به» قاله 
البيهقي. قال": ولكن إذا انضمّت هذه الأحاديث إلى رواية“ أبي قتادة 
أخذت(17) بعض القوة. 


7/٠١١ )١(‏ الأم). 

(۲) «الأم» (۲/ ۳۹۷). 

(۳) مب: ابن سعيد»» وكذا في النسخ المطبوعة» وهو خطأ. 

() أخرجه البيهقي (۲/ 575). والفقرة كلها من كلام البيهقي في «معرفة السنن» (۳/ .)٤۳١١‏ 

.(A/F) (ه)‎ 

(7) يقصد به عطاء بن عجلان الحنفي البصري» كذاب منكر الحديث. انظر: «ميزان 
الاعتدال» (۳/ .)۷١‏ 

(۷) «قال» ساقط من ج» وفي ك.ع: «قال البيهقي» بدلا من «قاله البيهقي قال». 

(۸) فيخ والمطبوع: «حديث» وني مصدر النقل كما أثبت من الأصول. 

(9) ك: «أحدث». وني ن: «أحدثت»» وكلاهما تصحيف. 


٦ 


قال الشافعي به ): من شأن الناس: التهجيرٌ إلى الجمعة والصلاةٌ 
إلى خروج الإمام. قال البيهقي"': الذي أشار إليه الشافعي موجود في 
الأحاديث الصحيحة» وهو أن التي" بيرغب في التبكير إلى الجمعة» 
وفي الصلاة إل خروج الإمام من ير استثناء. وذلك يوافق هذه الأحاديث 
التي أبيحت فيها الصلاةٌ نصف النهار يوم الجمعة. ورُوينا الرخصةً في ذلك 
عن طاوس(؟) والحسن ومکحول(). 

قلت: اختلف الناس في كراهة الصلاة نصف النهار على ثلاثة أقوال: 

أحدها: أنه ليس وقت كراهة بحال» وهذا مذهب مالك0©. 

والثاني: أنه وقت كراهة في يوم الجمعة وغيره. وهذا مذهب أبي 
حنيفة") والمشهور من مذهب أحمد(6. 

والثالث: أنه وقت كراهة إلا يوم الجمعة فليس وقتّ كراهة فيه. وهذا 


)١(‏ في «اختلاف الحديث» ٠١7 /۱١(‏ -الأم) 

0( في (معرفة السئن» (۳/ .)٤۳۸‏ 

(۳) ص: «رسول الله». 

(5) وقع في مب: «عطاء» في موضع «طاوس». وكذا في الطبعة الميمنية» ثم جمع الفقي 
بينهما! وتبعته طبعة الرسالة. 

(0) آما أثر طاوس فأخرجه عبد الرزاق (013520716) وابن أبي شيبة (1/ا4 5 
60.©) وأما أثر الحسن فأخرجه ابن أبي شيبة ٤۷٤(‏ 20 417/7 0) وابن الجعد 
(۳۲۱۳). وأما أثر مكحول فلم أظفر به. 

() «التهذيب في اختصار المدونة» /١(‏ ۲۷۷). 

(۷) «بدائع الصنائع» /١(‏ 595). 

(۸) «مسائل الكوسج» (۲/ ١٦۸)ء‏ «المغني» (۲/ 0 07). 


۷ 


مذهب الشافعي. والله أعلم0١).‏ 

الثانية عشر: قراءة (سورة الجمعة) و (المنافقين)" أو (سبح) 
و(الغاشية) في صلاة الجمعة. فقد كان رسول الله ية يقرأ بن في الجمعة. 
ذكره مسلم ف #صحيحةه776). 

وفيه أيضًا!؟): أنه بي كان يقرأ فيها ب(الجمعة) و(هل أتاك حديث 
الغاشية)» ثبت عنه ذلك كله. 


ولا يستححَبٌ أن يقرأ من كل سورة بعضّهاء أو يقرأ إحداهما في الركعتين» 
فإنه حلاف السئّة. وجْهّال الأئمة يداومون علي ذلك60). 


ماجه في #سننه776) من حديث أبي لُبابة بن عبد المنذر قال: قال رسول الله 
كه «إنَّ يوم الجمعة سيد الأيام وأعظمها عند الله. وهو أعظم عند الله من يوم 


(۱) «والله أعلم» من ق» م. 

(؟) ك: «المنافقون». 

(۳) آما قراءة الأوليين فمن حديث أبي هريرة (۸۷۷) وابن عباس (۸۷۹)» وأما قراءة 
الأخريين فمن حديث النعمان بن بشير (۸۷۸/ 57). 

(5) (۸۷۸/ *7) من حديث النعمان بن بشير. 

(5) العبارة «ولا يستحب... ذلك» ساقطة من ج. 

(7) برقم »)۱٠۸٤(‏ وأخرجه ابن أبي شيبة في «المسند» )8١5(‏ و«المصنف» (0009) 
وأحمد )٠١١٤۸(‏ والطبراني (6/ ۳۳) والبيهقي في «الشعب» (۲۷۱۲) و«فضائل 
الأوقات» .)٠٠١(‏ ومداره على عبد الله بن محمد بن عقيل» فيه لين» وقد اضطرب 
اضطرابًا شديدًا مع تفرده به» كما أشار إليه البخاري في «التاريخ الكبير» .)٤٤ /٤(‏ 
وانظر: (الضعيفة» .)71/1١5(‏ 


A 


الأضحئ ويوم الفطر. فيه خمس خلال: خلق الله عر وجل فيه آدم» وأهبّط الله 
فيه آدم إلى الأرض» وفيه توفّئ الله آدم» وفيه ساعة لا يسأل الله فيها العبدٌ شيئًا 
إلا أعطاه ما لم يسأل حرامّاء وفيه تقوم الساعة. وما من ملّك مقرّب ولا سماء 


ولا أرض ولا رياح ولاجبال ولاشجر(' إلاهُّنّ يُشْفِقن(') من يوم 


الجمعة». 


الرابعة عشر: أنه يستحَبٌ للرجل”" أن يلبس فيه أحسن ثيابه التي يقدر 
عليها. فقد روئ الإمام أحمد في (مسنده70؟) من حديث أبي أيوب قال: 
سمعت رسول الله َة يقول: «من اغتسل يوم الجمعة» ومس من طيب إن 
كان له» ولبس من أحسن ثيابه» ثم خرج وعليه السكينة حتئ يأتي المسجد 
فيركع إن بدا له» ولم يؤذ أحدّاء ثم أنصت إذا خرج إمامه حتئ يصلّي= كانت 
كفارة لما بينهما». 


وفي سنن ابي داود)( عن عبد الله بن سلام أنه سمع رسول الله وَل 


000 كذا في جميع النسخ الخطية. وفي «السنن» وغيره: ابحرا. 

)۲( ك: «وهم يشفقون». 

() لم يرد اللرجل» في ص» ق» م» مب» ن. 

(5) برقم (718171), وأخرجه الطيراني (5 ٠08-14٠٠‏ 5)» وإسناده حسن, فيه محمد بن 


صر 


إسحاق وعمران بن أبي يحيئ عمير» وعمران هذا ذكره البخاري وابن أبي حاتم دون 
جرح ولا تعديل» وذكره ابن حبان في «الثقات» (۷/ »)۲٤١‏ انظر: «تعجيل المنفعة» 
(؟/ .)۸٤‏ والحديث صححه ابن خزيمة» وحسنه الألباني في تعليقه على «صحيح ابن 
خزيمة». 

عقب (۱۰۷۸)» وأخرجه ابن ماجه )١٠١40(‏ والطبراني (۱۳/ .)۱١۷‏ وفي إسناده 
موسا بن سعد (أو سعيد)» مجهول. وله طريق آخر أخرجه ابن ماجه (۱۰۹۵) د 


ab 


(ه 


صر 


يقول على المنبر في يوم الجمعة: «ما علئ أحدكم لو اشترئ ثويّين ليوم 
الجمعة سوئ ثوبي مهنته». 


وفي سنن ابن ماجه) 2١7‏ عن عائشة أن النبي ب خطب الناس يوم 


الجمعة» فرأئ عليهم ثياب التمار» فقال رسول الله بكِّ: «ما على أحدكم إن 
وجد سعة أن يتخذ ثوبين لجمعته سوئ ثوبي مهنته("». 


00 


2 3 0 . 


وعبد بن حميد (544) والطبراني (۳/ »)٠١١‏ فيه الواقدي» متهم بالكذب في 
الحديث. وأخرجه مالك (۲۹۲) عن يحيئ بن سعيد الأنصاري بلاعًا. وأخرجه 
عبد الرزاق )٥۳۳۰ »٥۳۲۹(‏ وأبو داود )١١74(‏ والبيهقي (۳/ 47 ) من طرق عن 
محمد بن يحيئ بن حبان مرسلًا. والمرسل هو الصواب» انظر: «علل الدارقطني» 
.)١195(‏ 
وللحديث شاهد من حديث أم المؤمنين عائشة سيأتي ذكره. 
برقم )1١97(‏ عن محمد بن يحيئ الذهلي عن عمرو بن أبي سلمة عن زهير بن 
محمد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة. قال أبو حاتم في «العلل» لابنه (/08): 
«هذا حديث منكر بهذا الإسنادة. وأخرجه ابن خزيمة (1776) وعنه ابن حبان 
(۲۷۷۷) مرسلا. وفيه زهير بن محمد التميمي» ورواية الشاميين عنه غير مستقيمة 
فإنهم يروون عنه مناكير» والراوي عنه هنا دِمَشقئٌ. فالحديث بهذا الطريق ضعيف 
مرسلًا ومرفوعا. 
هناوفي الحديث السابق ضبطت الكلمة في م بفتح الميم» وبإزائها ني الهامش: 
«حاشية من النهاية» قال ابن الأثير: الرواية بفتح الميم. وقد تكسرء قال الزمخشري: 
وهو عند الأثبات خطأ. قال الأصمعي: المّهنة بفتح الميم هي الخدمة» ولا يقال مهنة 
بالكسر. وكان القياس لو قيل مثل جلسة وخدمة» إلا أنه جاء على فعلة واحدة. يقال: 
مَهنت القوم أمهئهم وأمهّنهم. وامتهنوني أي ابتذلوني للخدمة. تمت". 

42 


عن تُعَيم بن عبد لله المُجْوِرِ" أن عمر بن الخطاب و5 نة أمر 

E a 
ولذلك سى 3 ال قي‎ 

السادسة عشر: أنه لا يجوز السفر في يومها لمن تلزمه الجمعة قبل فعلها 
بعد دخول وقتها. وأما قبله ففيه ثلاثة أقوال للعلماء» وهي روايات 
منصوصات عن أحمد. إحداها(: لا يجوز أيضًا0('©. والثانية: يجوز. 
والثالثة: يجوز للجهاد خحاصة). 

وأما مذهب الشافعي» فيحرم عنده إنشاء السفر يوم الجمعة بعد الزوال. 
ولهم في سفر الطاعة وجهان» أحدهما: تحريمه» وهو اختيار النواوي80) 


)١(‏ كمافي «السنن والأحكام» للضياء المقدسي .)۲٠۷١(‏ وأخرج ابن أبي شيبة 
(۷9) وأبو يعلئ )۱۹١(‏ وأحمد بن علي الأموي المروزي في «الجمعة وفضلها» 
(۳۳) من طريق عبد الله بن عمر العمري - وفيه لين -عن نافع عن ابن عمر أن عمر 
كان يجمر المسجد في كل جمعة. وانظر: «مصنف ابن أبي شيبة؛ (0085). 

(؟) في م: «عن نعيم بن عطاء» وهو غلط» وليس بخط الناسخ. وكأنَّ كلمات من هذا السطر 
والسطر السابق ذهبت من أجل الرطوبة أوغيرهاء فاستدركها شخص كما بدا له. 

(۳) مب: «نعمي»» وكذا في الطبعة الميمنية وما بعدها. 

.)٤۸۸ /۲۹( «تبذيب الكمال»‎ )٤( 

() ج» مب» ن: «أحدها». 

(1) «أيضصًا» ساقط من النسخ المطبوعة. 

(۷) انظر: «الروايتين والوجهين» /١(‏ ۱۸۷). والنص في ص من هنا إلئ آخر 1/١٠١8‏ 
نسخه الناسخ مرة أخرئ في ق۹٠٠-١١١‏ وقد وقع خلاف بين النص ومكرره 
فرمزنا إلئ المكرر برمز (صم). 

(0) ج» مبء ن: «النووي». 


کی لسر 


۷١ 


وغيره. والثاني: جوازه» وهو اختيار الرافعي. وأما السفر قبل الزوال» 
فللشافعي فيه قولانء القديم: جوازه» والجديد: أنه كالسفر بعد الزوال'. 


وأما مذهب مالك فقال صاحب «التفريع»": «ولا يسافر أحد يوم 
الجمعة بعد الزوال حتى يصلي الجمعة» ولا بأس أن يسافر قبل الزوال» 


والاختيار: أن لا يسافر إذا طلع له" الفجر وهو حاضر حتى يصلَّي 
الجمعة). 


وذهب أبو حنيفة إلى جواز السفر مطلق0). 


وقد روئ الدارقطنى في «الأفراد»0*» من حديث ابن عمر أن رسول الله 
كله قال: «من سافر من دار إقامةٍ يوم الجمعة دعت عليه الملائكة أن لا 
وه سمس 


يصب في سفره). . وهومن حديث ابن لهيعة. 


وفي (امسند الإمام أحمد)(5) من حديث الحكم» عن سم عن ابن عباس 


.)۸ /۲( و«روضة الطالبين»‎ )1١1١-71١ /5( انظر: «الشرح الكبير» للرافعي‎ )١( 

.(YTT/1) () 

(۳) «له» لم يرد في ك»ع ومصدر النقل. 

(5) في م هنا حاشية نصها: «يكره عند أبي حنيفة بعد الزوال» لا قبله. نقله السروجي». 
وانظر: «عيون المسائل» للسمرقندي (ص 6 ”) و«المحيط البرهاني» (۲/ .)۸٩۹‏ 

)٥(‏ (۰٠۳۲-الأطراف)‏ وقال: «غريب من حديث نافع عنه» تفرّد به بكير» وعنه 
عبد الله بن لهيعة». والمؤلف صادر عن «السنن والأحكام؛ للضياء (۲/ ۳۳۸) في 
ذكر هذا الحديث والحديث الآتي وبعض ما مضئ من الأحاديث والآثار. 

(5) برقم (7711.19477) وأخرجه الطيالسي (۲۸۲۲) وابن أبي شيبة »۱۹1٤٩(‏ 
۰ وعبد بن حميد (5 67565 567) والترمذي )٥۲۷(‏ والطبراني (۱۱/ ۳۸۸) - 


۷۲ 


قال: بعث رسول الله اة عبد الله بن رواحة في سريّة» فوافق ذلك يوم الجمعة. 
قال: فغدا أصحابه» وقال: أتخلّفء فأصلَّي مع اللي يكل ثم الحقهم. فلما 
صلى النبيٌ وك رآه فقال: «ما منعك أن تغدو مع أصحابك؟)» قال: أردت أن 
أصلَّي معك. ثم ألحقهم. فقال: «لو أنفقتَ مافي الأرض ما أدركتٌ فضلَ 
عدوتهم». وأَعِلّ هذا الحديث أيضًا بِآنَّ الحكم لم يسمعه من مقس .٠(‏ 

هذا إذا لم يخّف المسافر فوت رفقته. فإن حاف فوت رفقته وانقطاعه 
بعدهم جاز له(" السفر مطلقاء أن جذاعذ: تنظ الج والجمافة: 
ولعل ما روي عن الأوزاعي أنه سئل عن مسافر سمع أذان الجمعة وقد 
أسرّج دابته» فقال: «لِيَمْضٍ في سفره»"= محمولٌ على هذا. وكذلك قول 


عمر: «الجمعة لا تحبس عن سفر». 


= والبيهقي (۳/ )۲٠٠١‏ من طرق عن الحجاج بن أرطاة عن الحكم عن مقسم عن ابن 
عباس به. وأخرجه الترمذي )١5149(‏ وأبويعلئ )١0١7(‏ من طريق أبي خالد 
الأحمر عن ابن عجلان عن أبي حازم عن أبي هريرة عن النبي وَل والحجاج عن 
الحكم عن مقسم عن ابن عباس عن النبي ي 

)١(‏ والحديث ضعفه الترمذي )١559(‏ وقال عقب (0717): «هذا حديث لا نعرفه إلا من 
هذا الوجه» قال علي بن المديني: قال يحي بن سعيد: قال شعبة: لم يسمع الحكم 
من مقسم إلا خمسة أحاديث. وعذها شعبة» وليس هذا الحديث فيما عد شعبة» 
وكأنَّ هذا الحديث لم يسمعه الحكم من مقسم». وانظر: «العلل ومعرفة الرجال» 
رواية عبد الله بن أحمد (59؟215 0451 5). 

(؟) «له» ساقط من ص. 

(۳) ذكره ابن المنذر في «الأوسط» (5/ ۲۳). 

(5) في النسخ المطبوعة: «ابن عمر» خلاقا للنسخ والمصادر. وسيأتي تخريج أثره 


رذ 


وإن كان مرادهم جواز السفر مطلقا فهي مسألة نزاع» والدليل هو الفاصل؛ 
علئ أن عبد الرزاق قد روئ في مصنفه» ١!‏ عن مَعْمرء عن خالد الحذَّاء عن 
ابن سيرين أو غيره أنَّ عمر بن الخطاب رأئ رجلا عليه ثياب سفر بعد ما قضئ 
الجمعة؛ فقال: ما شأنك؟ فقال': أردت سفراء فكرهت أن أخرج حت 
أصلَّي. فقال له عمر: «إن الجمعة لا تمنعك السفر ما لم يحضر وقتها». فهذا هو 
قول من يمنع السفر بعد الزوال» ولا يمنع منه قبله. 


وذكر عبد الرزاق" أيضًا عن الثوري» عن الأسود بن قيس» عن أبيه 
قال: أبصر عمر بن الخطاب رجلا عليه هيئة السفر» فقال الرجل: إنَّ اليوم 
يوم الجمعةء ولولا ذلك لخرجت. فقال عمر: إن الجمعة لا تحبس مسافرًاء 


فارج مالم بحن الواح 


وذكرة؟) أيضًا عن الثوريء عن ابن أبي ذئب» عن صالح بن دينار(» عن 


)١(‏ برقم(0675). 

)۲( ق» م» مبء ن: «قال». 

(۳) برقم »)٥٥۳۷(‏ ومن طريقه ابن المنذر في «الأوسط» (208/4). وأخرجه ابن أبي 
شيبة 141 0) والبيهقي (۳/ ۱۸۷) من طرق عن الأسود بن قيس به. 

() في «المصنف» (١٤١٠)ء‏ وأخرجه أبو داود في «المراسيل» (ص۲۳۷) والبيهقي 
(۳/ ۱۸۷). فيه صالح بن كثير لا يعرف إلا بهذه الرواية» وقد وصفه أبو داود أنه كان 
صاحبًا للزهري. ويشهد له ما أخرجه ابن أبي شيبة ١5 ٤(‏ 0) عن الفضل بن ڏگين عن 
ابن أبي ذثب قال: «رأيثٌ ابنَ شهاب يريد أن يسافر يوم الجمعة ضحوةٌ» فقلت له: 
تُسافِر يوم الجمعة؟ فقال: إن رسول الله يك سافر يوم الجمعة». 

(5) كذا في جميع النسخ الخطية والطبعات القديمة» والصواب: «صالح بن كثير؛ كما في 
«المصئّف؛. وقد صِحّح في طبعة الرسالة دون تنبيه. 


¥٤ 


الزهري قال: خرج رسول الله ية مسافرًا يوم الجمعة ضحُى قبل الصلاة. 


وذكر(١)‏ عن معمر قال: سألت يحيئ بن أبي كثير: هل يخرج الرجل 
يوم الجمعة؟ فكرهه. فجعلت أحدّثه بالرخصة فيهء فقال لي: قلّما خرج 
رجل في يوم الجمعة إلا رأئ ما يكره. لو نظرت في ذلك وجدته كذلك. 


وذكر ابن المبارك20 عن الأوزاعى عن حسان بن عطية قال: إذا 
سافر الرجل يوم الجمعة دعا عليه النهارٌ أن لا يعان على حاجته ولا يصاحب 
في سفره. وذكر الأوزاعي عن ابن المسيب أنه قال: السفر في يوم الجمعة بعد 
الصلاة. 


قال ابن جريج: قلت لعطاء: أَبَلَعَك أنه كان يقال: إذا أمسئ في قريةٍ 
جامعة من ليلة الجمعة فلا يذهب حتئ يجمّع؟ قال: إِنَّ ذلك لَيّكْرّه. قلت: 
فمن يوم الخميس؟ قال: لاء ذلك النهار فلا يضرّه. 

الان فخ أن للاي إل التسلعة يكل ختطوة اجر سينة اها 


.)٥٥٤١( في «المصنف»‎ )١( 

(۲) عنه عبد الرزاق (0057). وأخرجه ابن أبي شيبة (/210) وأبو نعيم في «الحلية» 
(7/ 0) من طريقين عن الأوزاعي عن حسان بن عطية قوله فقط دون ما ذكر 
الأوزاعي عن ابن المسيب. 

(۳) مب: «أبي عطية»» وكذا في الطبعة الميمنية وما بعدها. 

(5) أخرجه عبد الرزاق (2657). الِعَطاءٍِ؛ ليس في مخطوط «المصنف» نسخة «مراد 
ملا» (ج7 ق١٤)»‏ ولاني شيء من المطبوعات [ط. الأعظمي» ط. دار الكتب 
العلمية (۳/ 170)؛ ط. دار التأصيل (۳/ 187)]. 


Vo 


قلابة» عن أبي الأشعث الصنعاني» عن أوس بن أوس قال: قال رسول الله 
ا من غسّل واغتسل يوم الجمعة» وبکر وابتكر» ودنا من الإمام فأنصت- 
كان له بكلّ خطوة يخطوها صِيامٌ سنة وقيامُهاء وذلك على الله يسير». قال 
الإمام أحمد: غسّل بالتشديد: جامع أهله. وكذلك فسّره وكيع7). 


(1) 


(۲) 


برقم .)٥٥۷۰(‏ وأخرجه أحمد )۱۹۹٩۲ ۰۱۹۹٩۱ ۰۱٦۹۱۷۸-۱۹۱۷1۲)‏ وأبو داود 
(45") والترمذي )٤۹٩(‏ والنسائي في «المجتبيئ» (۱۳۸۱ )۱۳۸٤ ۱۳۸٤‏ 
و«الکېرى» (11۹۷ "ادال 0۷۰۷ (۱۷٤۱-۰ ٨۷14‏ وابن ماجه (۱۰۸۷) 
وغيرهم» بأسانيد صحاح وحسان يقوي بعضها بعصًاء والحديث حسنه الترمذي» 
وصححه ابن خزيمة (17/717/217/88) وابن حبان (۲۷۸۱) والحاكم (۱/ 258١‏ 
7 وانظر: «علل الدارقطني» (45). وقد استقصئ طرقه وشواهده الألباني في 
«صحيح أبي داود- الأم» (11/5/1- .)14١‏ 

انظر تفسير أحمد في «المغني» (7/ 2)١71‏ وتفسير وكيع نقله عنه الترمذي عقب 
»© وقال مكحول وسعيد بن عبد العزيز في تفسيره: اغسّل رأسه وغسل 
جسده۲» انظر: «سنن أبي داود» (45 27 .)76٠‏ ويدل عليه رواية أبي داود (0745: 
«من غسل رأسه يوم الجمعة واغتسل». والعبارة «قال الإمام... وكيع» إنما وردت في 
ق» م» ص. ومن الغريب أن ناسخ ص لما أعاد نسخ هذا الجزء أغفل هذه العبارة. 
وقد ورد قبلها في ق: «ورواه الإمام في مسنده». وكانت هذه الجملة في م بعد «وكيع؟» 
ثم صرب عليهاء وكتبت الجملة في الهامش مع علامة «صح» والإشارة إلى أن 
موضعها بعد لفظ «يسير» كما جاءت في ق. ولا يخفئ قلقها في هذا الموضع. وفي ن: 
«ورواه الإمام أحمد في مسنده».. وفي الهندية وغيرها من بعض النسخ: «وروئ الإمام 
أحمد في مسنده» قال: اغسّل...». وهذا إصلاح للسياق» ولكن يعكّر عليه أن قوله: 
«غسّل...2 إلخ لم يرد في «المسندا. 


۷٦ 


الثامنة عشر: أنه يوم تكفير السيئات. فقد روئ الإمام أحمد في «مسنده»() 
عن سلمان قال: قال لي التب ا: «أتدري ما يوم الجمعة؟». قلت: هو 
اليوم الذي جمع الله فيه أباكم. قال: الكنّي أدري ما يوم الجمعة. لايتطر 
الرجلء فيّحسين طهوره. ثم يأتي الجمعة» فينصت يتوت نحت يقضي الإمام صلاته- 
إلا كان كفارةٌ لما بينه وبين الجمعة المقبلة ما اجييبت المفتلة». 

وفي "المسند70" أيضًا من حديث عطاء الخراساني عن ثيشة الهُذَّلي أنه 
كان يحدّث عن رسول الله يك (إنَّ المسلم إذا اغتسل يوم الجمعةء ثم أقبل إلى 
المسجد لايؤذي أحدّاء فإن لم يجد الإمام خرّج؛ صأئ ما بداله. وإن وجد 
الإمام قد خرّج جلّس»ء فاستمع وأنصّت حتئ يقضي الإمام جمعته وكلامه- إن 
لم يُغفر له في جمعته تلك ذنوبه كلّهاء أن تكون كفارةً للجمعة التي تليها». 

وفي (صحيح البخاري»7؟» عن سلمان قال: قال رسول الله 4ل: «لا 
يغتسل رجل يوم الجمعةء ويتطهر ما استطاع من طهر ويدّهن من دهنه أو 
يمس من طيب بيته» ثم بخرج فلا يفرّق بين التي ن» ثم ييصِلَي ما كِب له ثم 
بصت إذا تكلّم الإمام - إلا غُفِر له ما بينه وبين الجمعة الأخرئ». 


»٤0۸( برقم (۲۳۷۱۸» ۲۳۷۲۹)» وأخرجه ابن أبي شيبة في مسنده) مختصرًا‎ )١( 
والنسائي «الكبرئ» (1717/0171/1) والطبراني (373737//7. ح30894)‎ ) ۳ 
وإسناده صحيح. وأصل الحديث عند البخاري‎ »)۲۷۲٤( والبيهقي في «الشعب»‎ 
.)۳۷۲ -۳۷۱ /۲( دون السؤال كما سيأتي. وانظر: «فتح الباري»‎ )8817( 

(۲) ك٤‏ ع: «رسول الله». 

(۳) برقم (۲۰۷۲۱)» وهو منقطع بين عطاء الخراساني ونبيشة الهذلي. 

)٤(‏ برقم (۸۸۳» »)41١‏ وقد سبق. 


VV 


وفي «مسند أحمد0 217 من حديث أبي الدرداء قال: قال رسول الله كَ: 

«من اغتسل يوم الجمعة» ثم لبس ثيابه ومس طيبًا إن كان عنده» ثم مشئ إلى 
1 ر 
الجمعة وعليه السكينة» ولم يتخط أحدًا ولم يؤذه» وركع مافُضي له ثم 
انتظر حتئ ينصرف الإمام- عُفِر له ما بين الجمعتين». 
٤ f. a” 4 0‏ 0 1 3 س 

أبي قتادة في ذلك. وسرٌ ذلك والله أعلم ‏ أنه أفضل الأيام عند الله ويقع فيه 
من العبادات والطاعات والدعوات والابتهال إلئ الله سبحانه ما يمنع من 

5 0 0 
سَجُر جهنم فيه. ولذلك تكون معاصي أهل الإيمان فيه أقل من معاصيهم في 
غيره» حتئ إن أهل الفجور ليمتنعون فيه مما لا يمتنعون منه في يوم السبت 
وغيره. 

وهذا الحديث الظاهر أنَّ المراد منه سجر جهنّم في الدنياء وأنها توقد 
8 5 2 ا 3 
كل يوم ال يوم الججفعة: واما يوم القيافة» فإنها لا يفير عذابياء ولا يتقف عن 
أهلها الذين هم أهلها يومًا من الأيام. ولذلك يدعون الخرّنة أن يدعوا رهم 
فيخفّفت(" عنهم يومًا من العذاب» فلا يجيبونهم إلى ذلك. 

العشرون: أن فيه ساعة الإجابة» وهى الساعة التى لا يُسأل الله فيها شيئًا 
إلا أعطاه. ففي «الصحيحين»"' من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله 
29 * 0 0 1 
يك «إنّ في الجمعة لساعة لا يوافقها مسلمٌ وهو قائم يصلي يسأل الله عز 
وجل شيئًا إلا أعطاه إياه» وقال بيده يقلّلها. 
(۱) برقم (۲۱۷۲۹)» وهو منقطع بين حرب بن قيس وأبي الدرداء. 


(۲) ك: «ليخفف».ع: «أن يخفف». 
)۳( البخاري (2976 25795 )٦٤٠١‏ ومسلم .)۸٥0۲(‏ 


7۸ 


وفي «المسند) 2١7‏ من حديث أبي ابابة() البدري 7 عن النبي ككل قال: 
«سيّد الأيام يوم الجمعة وأعظمها عند الله» وأعظم عند الله من يوم الفطر ويوم 
الأضحئ. وفيه خمس خلال: خلق الله آدم فيه. وأهبط الله فيه آده(؟» إلى 
الأرض. وفيه توفئ الله عر وجل آدم(. وفيه ساعة لا يسأل العبد 0 
إلا آناه الله إياه» ما لم يسأل فيه حرامًا. وفيه تقوم الساعة. ما من ملك مقر 


ا 


الجمعة». 
فصل 
E‏ ا و ا 
قولين حكاهما ابن عبد البر وغيره. والذين قالوا :هي باقية ولم تُرفّع» 
اختلفوا هل هي في وقت من اليوم بعينه أو هي غير معيّنة؟ على قولين. ثم 
اختلف من قال بعدم تعينها": هل هي تنتقل في ساعات اليوم أو لا؟ على 


)١(‏ برقم »)٠١١٤۸(‏ فيه ضعف» وقد تقدم في الخاصة الثالثة عشرة. 

(؟) كوعء مب: «أمامة»» تحريف. 

() تحرف في الطبعات القديمة إلى «المنذري»» فأصلحه الفقي: «بن عبد المنذر»» وكذا 
في طبعة الرسالة» وهو صحيح ولكن النص ابتعد من الأصل أكثر مما سبق. 

(4) كوع: «آدم فيه». 

(0) «وفيه توف... آدم» ساقط من ك مستدرك فيع. 

(5) صءج: «بحر). 

(۷) ج: «وهو يشفق». 

(۸) انظر: «الاستذكار» (۲/ ۳۸). 

(9) ماعداق. م» ن: «تعيينها؟» وكذا في السطر التالي: «بتعيينها». 


22 


قولين أيضًا. والذين قالوا بتعيَّها اختلفوا فيه على أحد عشر (1) قولا. 

قال ابن المنذر": روينا عن أبي هريرة أنه قال: هي من بعد طلوع 

القول الثاني: أنها عند الزوال. ذكره ابن المنذر عن الحسن البصري وأبي 
العالية. 

الثالث: أا إذا أن المؤذن لصلاة الجمعة. قال ابن المنذر: روٌينا ذلك 
عن عائشة. 

الرابع: أنها إذا جلس الإمام على المنبر حتئ يفرغ. قال ابن المنذر: 
رؤيناه عن الحسن البصري. 

الخامس قاله أبو بردة: هي الساعة التي اختار الله وقتها للصلاة. 

السادس قاله ابر انراز العنتوي: قال : كانزا يتوق أن الغا 
مستجابٌ ما بين زوال الشمس إلى أن تدخل الصلاة. 

السابع قاله أبو ذر: إنها ما بين أن تزيغ7؟) الشمس شبرا إلى ذراع. 

الشامن: أنها ما بين العصر إلى غروب الشمس. قاله أبو هريرة() 


وعبد الله بن سلام وطاوس. 


)١(‏ ج» صم: «إحدى عشرة». 

(۲) في «الإشراف» (۲/ ۸۲). 

(۳) في موضع «السوار» بياض في صم. 

(:) كوع: «اترتفع». 

(5) في النسخ المطبوعة بعده زيادة: «عطاء» خلاقًا للأصول ومصدر النقل. 


EA’ 





حكن ذلك كله ابن المنذر0©. 


التاسع: أنها آخر ساعة بعد العصر. وهو قول أحمد وجمهور الصحابة 


والتابعيه(). 


العاشر: أنها من حين خروج الإمام إلى فراغ الصلاة. حكاهما9) 
النواوي() 
الحادي عشر: آنا الساعة الثالثة من النهار. حكاه صاحب «المغنى)(0) 


وقال كعب: : لو قسم إنسان جمَعَهَ في جمَعِ أت على تلك الساعة عة00). 
وقال عمر() : إل طلب حاجة في يوم ليسيرٌ. 

وأرجح هذه الأقوال: قولان تضمّنتهما الأحاديث الثابتة» وأحدهما 
أرجح من الآخر. 

القول الأول: إنها ما بين جلوس الإمام إلى انقضاء الصلاة. وحجّة هذا 


.)١١ -۷ /٤( في «الإشراف» (۲/ ۸۲ء ۸۳)ء وانظر: «الأوسط»‎ )١( 

)۲( الجملة «وهو قول أحمد... التابعين» لم ترد في صم» ج. 

)۳( ص» ق م“ مب ن: «حکاه). 

الدع ج» ع» مب: «النووي». وقد نقل القولين في لاشرح صحيح مسلم» )١557/5(‏ عن 
القاضي عياض. 

.(YA/Y) (0) 

(5) انظر: «الإشراف» (۲/ ۸۳) و«الأوسط» /٤(‏ ۱۳) و«المغني» (۳/ ۲۳۸). 

(۷) كذا في جميع النسخ والمطبوع. وقد عزاه ابن المنذر في كتابيه المذكورين إلى ابن 
عمر» والمؤلف صادر عن «الإشراف» كما سبق. وانظر: «المغني» .(YTA/Y)‏ 


۸۱ 


القول ما رواه مسلم في «صحيحه0(١)‏ من حديث أبي بردة بن أبي موسئ: أنَّ 
عبد الله بن عمر قال له: أسمعت أباك يحدّث عن رسول الله هة في شأن 
ساعة الجمعة(')؟ قال: نعم» سمعته يقول: سمعت رسول الله ب يقول: 
«هي ما بين أن يجلس الإمام إلى أن تُقضئ الصلاة». 


وروئ ابن ماجه والترمذي(" من حديث عمرو بن عوف المرّن عن 


النبي يك قال: «إِنَّ في الجمعة ساعة لا يسأل الله العبد فيها شيئًا إلا آناه الله 
إياه». قالوا: يا رسول الله أية ساعة هي؟ قال: «حين تقام الصلاة إلى انصرافٍ 
منها). 

والقول الثاني: إنها بعد العصر. وهذا أرجح القولين» وهوقول 
عبد الله بن سلام وأبي هريرة والإمام أحمد7؟) وخلق. وحجة هذا القول ما 
روئ أحمد في «مسنده» من حديث أبي سعيد وأبي هريرة أن النبي كَل 


.)8661( برقم‎ )١( 

(۲) في النسخ المطبوعة بعده زيادة: «شيئًاه» ولم ترد في الأصول ولا في «الصحيح». 

(۳) ابن ماجه(178١)‏ والترمذي (540)» وأخرجه عبد بن حميد (۲۹۱) والبزار 
(۳۱۹/۸) والطبراني في «الكبير» (11/ )١5‏ و«الدعاء» )۱۸١(‏ والبيهقي في شعب 
الإيمان» (۲۷۲۱) من طريق كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف المزني عن أبيه عن 
جده. قال الحافظ في «فتح الباري» (۲/ :)٤۱۹‏ «وقد ضعّف كثيرٌ رواية كثير». 

(5) رواه عنه الكوسج في «مسائله» برقم (0179). 

(0) برقم (774) من طريق عبد الرزاق (0084)» وأخرجه من طريق عبد الرزاق أيضًا 
العقيليٌ في «الضعفاء» (5/ ۳۹۸) والطبراني في «الدعاء» (۱۷۹)ء وليس عند الطبراني 
قوله: «وهي بعد العصر». وفيه العباس عن محمد بن مسلمة الأنصاري» كلاهما 
مجهول. قال البخاري في «التاریخ الكبير» (۲۳۹/۱) في ترجمته بعد ذكر حديثه هذا: - 


جکر 


AY 


قال: (إنَّ في الجمعة ساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله فيها خيرًا إلا أعطاه 
إياه» وهي بعد العصر». 


وروئ أبو داود والنسائي(1) عن جابر عن النبي كَل قال: «يوم الجمعة 
اثننا عشرة10) ساعة فيها ساعة لا يوجد مسلمٌ يسأل الله فيها شيئًا إلا أعطاه. 


ناسا من أصحاب رسول الله َة اجتمعواء فتذاكروا الساعة التي في يوم 
الجمعةء فتفرّقواء ولم يختلفوا آنا آخر ساعة من يوم الجمعة. 


وفي «سنن ابن ماجه70؟2 عن عبد الله بن سلام قال: قلت ورسول الله 


= «لا يتابع عليه» وانظر: «الكامل» لابن عدي (9/ ٤‏ ۳۷). وقال العقيلي: «والرواية في 
فضل الساعة التي في يوم الجمعة ثابتة عن النبي ب من غير هذا الوجه. وأما التوقيت 
فالرواية فيه ليُنة» والعباس رجل مجهول لا نعرفه» ومحمد بن مسلمة أيضًا مجهول». 

(۱) أبو داود (58 )٠١‏ والنسائي في «المجتبی» (۱۳۸۹) و«الکبری» (۱۷۰۹)ء وأخرجه 
ابن وهب في «الجامع» (۲۲۹-ط. دار الوفاء) والطبراني في «الدعاء» )۱۸٤(‏ 
والبيهقي (۳/ ١٠٠)ء‏ حسن إسناده الحافظ في «فتح الباري» (۲/ »)57١‏ والحديث 
صححه الألباني في «صحيح أبي داود- الأم» .)۲٠١/٤(‏ 

(1) في صء ق» م: «اثنا عشرة». وفي غيرهما: «اثنا عشر». والمثبت من «سنن أبي داود» 
والنسائي. 

(۳) من طريقه أخرجه ابن المنذر في «الأوسط» /٤(‏ ١١ء‏ ١١)ء‏ وكذلك عزاه إليه الضياء 
المقدسي في «السنن والأحكام» (۲/ )١١‏ وابن الملقن في «التوضيح» (۷/ )57١‏ 
والحافظ في «فتح الباري» )47١/7(‏ وصح إسناده. 

(5) برقم (۱۱۳۹)» وأخرجه أحمد )۲۳۷۸١(‏ وأحمد بن علي المروزي في «الجمعة - 


رك 


ية جالس: إِنَا جد في كتاب الله في يوم الجمعة ساعة لا يوافقها عبد مؤمن 
يصلّي يسأل الله عز وجل فيها شيئًا إلا قضئ الله له حاجته. قال عبد الله: 
فأشار إلى رسولٌ الله يكل: «أو بعض ساعة». فقلت: صدقتٌ يا رسول الله(" 
أو عفن اغ قلت: أي ساعة هي؟ قال: «آخر ساعة من ساعات النهار». 
قلت: إنها ليست ساعة صلاة. قال: «بلئء إِنَّ العبد المؤمن إذا صلّئ ثم جلس 
لا يُخلِسه”" إلا الصلاة فهو في صلاة». 


وفي امسند أحمد»7؟» من حديث أبي هريرة قال: قيل للنبي بل لاي 
شيءٍ سمي يوم الجمعة؟ قال: «لأنَّ فيها طعت طينة أبيك آدې وفيها الصعقة 
f 0‏ 5 

والبعثةء وفيها البطشة. وفي آخر ثلاث ساعاتٍ منها ساعة مَن دعا الله عر وجل 


وني سنن أبي داود والترمذي والنسائي(*» من حديث أبي سكّمة بن 


عبد الرحمن عن أبي هريرة قال: قال رسول الله وَكِْ: اخيرٌ يوم طلعت فيه 


= وفضلها» (5) وابن خزيمة (فتح الباري- ۲/ )57٠١‏ والطبراني )١178/15(‏ والضياء 
المقدسي في «المختارة» (9/ 5 5 5). ومداره على الضحاك بن عثمان وهو حسن 
الحديث. والحديث صححه الحافظ في «نتائج الأفكار» (۲/ 4 57» 475). وانظر: 
«فتح الباري؟ لابن رجب (50/ ٠١‏ وما بعده). 

)١(‏ لم يرد لفظ الجلالة في ص»ج» ك. 

(۲) لم يرد: ايا رسول الله؛ في صء ج. 

(۳) كذا في جميع النسخ. وفي مطبوعة «السئن»: «ايحبسه). 

(5) برقم »))8١١7(‏ ضعيف» وقد تقدم. 

)٥(‏ أبو داود (55 )٠١‏ والترمذي )٤۹١(‏ والنسائي في «المجتبئ» )١570(‏ و«الكبرئ» 
)۹۸٤٩(‏ وقد تقدم. 


A 


عو 

الشمس يومٌ الجمعة. فيه خُلق آدم» وفيه أضبط» وفيه تيب عليه. وفيه مات»› 
وفيه تقوم الساعة. وما من دابّة إلا وهي مُْصِيخة يوم الجمعة من حين تصبح 
حت تطلع الشمس شفقا من الساعة إلا الجن والإنس. وفيه ساعة لا يصادفها 
عبد مسلم وهو يصلَّي يسأل الله عز وجل حاجة إلا أعطاه إياها». قال كعب: 
ذلك في كلّ سنة يومٌ؟ فقلت: بل في كل جمعة. قال: فقرأ كعب التوراة» فقال: 
صدق رسول الله ا. فقال أبو هريرة: ثم لقيتٌ عبد الله بن سلام» فحدثته 
أبو هريرة: فقلت: أخبرني بها. فقال عبد الله بن سلام: هي آخرٌ ساعة من يوم 
يكل: ١لا‏ يصادفها عبد مسلم وهو يصلّي»» وتلك الساعة لا يصلَّى فيها؟ فقال 
عبد الله بن سلام: ألم يقل رسول الله :امن جلس مجلسًا ينتظر الصلاة 
فهو في صلاة حت يصِلَّي»؟ قال: فقلت: بلئ. قال(': هو ذاك. قال الترمذي: 
حديث حسن صحيح. وفي «الصحيحين5(0) بعضه. 

وأما من قال: إنها من حين يفتتح الخطبة إلى فراغه من الصلاة» 
فاحتجٌ بماروئ مسلم في «اصحيحه» 247 عن أبي بردة بن أبي موس 
الأشعري قال: قال عبد الله بن عمر: أسمعتٌ أباك يحدّث عن رسول الله ِل 


)١(‏ «قال» ساقط من ق. 

(؟) البخاري (2936 26795 5400) ومسلم (۸0۲» ٤‏ ۸). 

(9) قءم: «تفتنح». وفي ص بالياء والتاء معنا. وبعده في المطبوع زيادة: «الإمام». 

(5) برقم »)۸٥۳(‏ وقد تقدم. ولعل المؤلف صادر هنا عن كتاب «السنن والأحكام» 
للضياء المقدسي (۲/ (o‏ 


Ao 


في شأن ساعة الجمعة؟ قال: قلت: نعم» سمعته يقول: سمعت رسول الله وَل 
يقول: «هي ما بين أن يجلس الإمام إلى أن يقضي الإمام الصلاة». 

وأمامن قال: هي ساعة الصلاة» فاحتجُوا بما رواه الترمذي وابن 
ماجه(١2‏ من حديث عمرو بن عوف المرّني قال: سمعت رسول الله لا 
يقول: «إن في الجمعة ساعة لا يسأل الله العبد فيها شيئًا إلا آناه الله إياه». قالوا: 
يا رسول الله» أية ساعة هي؟ قال: «حين تقام الصلاة إلى انصرافي منها». 
ولكن هذا الحديث ضعيف» قال أبو عمر بن عبد البر(23: هو حديث لم 
يروه فيما علمتٌ إلا كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جد 
ولس وم ت ب0 
)»عن عوف» عن معاوية بن قرة» عن أبي 
بردة به( * أبي موسئ أنه قال لعبد الله بن عمر: هي الساعة التي يخرج فيها 
الإمام | إلى أن تقضى الصلاة. فقال ابن عمر: أصاب الله بك! 


وقد روئ روح بن عبادة 


وروى عبد الرحمن بن حُجّيرة 17 عن أبي ذرٌ أن امرأته سألته عن 


)١(‏ الترمذي (540) وابن ماجه »)١١78(‏ وقد تقدم. 

(۲) في «الاستذكار» »)۸٤ /٥(‏ وانظر: «التمهيد» (۱۹/ ۲۱). 

(۳) في خ» النسخ المطبوعة: «بحديثه». وني «الاستذكار» كما أثبت من الأصول. 

.)۸٥ »۸٤ /٥( أسنده ابن عبد البر في «التمهيد» (۱۹/ ۲۲)» وانظر: «الاستذكار»‎ )٤( 
من طريق واصل بن حيان عن‎ )5 ٠7 /٥( وبنحوه أشار إليه ابن رجب في «الفتح» له‎ 
.)00:5( أبي بردة به» أخرجه ابن أبي شيبة‎ 

)0( في النسخ المطبوعة: (عن4» تحريف. 

(5) ذكره ابن عبد البر في «الاستذکار» »)۸٩ /٥(‏ وانظر: «التمهيد» (۱۹/ 77). وأخرجه 
ابن المنذر في «الأأوسط» (5/ )١١-١٠١‏ والطبراني في «الدعاء» (147). 


كم 


الساعة التي يستجاب فيها يوم الجمعة للعبد المؤمن» فقال لها: مع رّيغ 
الشمس بیسیر'. فإن سالتنی"' بعدها فأنت طالق! 

واحتجٌ هؤلاء أيضًا بقوله في حديث أبي هريرة: «وهو قائم يصلَّي». 
وبعد العصر لا صلاة في ذلك الوقتء والأخدٌ بظاهر الحديث أولى. 

قال أبو عمر: ويحتجٌ أيضًا من ذهب إلى هذا بحديث علي عن النبي 
كك أنه قال: «إذا زالت الشمس» وفاءت الأفياء. وراحت الأرواح؛ فاطلبوا 
إلى الله حوائجكم» فإنها ساعة الأوابين». ثم تلا: لَه كان لِلاربيت 
عورا € [الإسراء: .]۲٠‏ 

وروی سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: الساعة التي تذكر يوم 
الجمعة: ما بين صلاة العصر إلى غروب الشمسء وكان سعيد بن جبير إذا 
صلی العصر لم يكلّم أحدًا حتئ تغرب الشمس(9). 

وهذا القول هو قول أكثر السلف. وعليه أكثر الأحاديث. ويليه القول 
بأنها ساعة الصلاة. وبقية الأقوال لا دليل عليها. وعندي أن ساعة الصلاة 


000( ق: «رفع؟» وكذا في النسخ المطبوعة» وهو تصحيف. 

(۲) في «الاستذكار» و«التمهيد» بعده: «إلئ ذراع؟. 

(۳) ج» ص» صم: «سألتيني»» وكذا في «الأوسط» .)١7 /٤(‏ 

.)۲۳/۱۹( وانظر: «التمهید»‎ ء)۸٦‎ /٥( في «الاستذكار»‎ )٤( 

(5) «الاستذكار» (85/6). والأثر وصله ابن عبد البر في «التمهید» ١۲۳ /١9(‏ 74). 
وأخرج عبد الرزاق (0611) نحوه عن عطاء عن أبي هريرة موقوقا عليه من قوله. 
وأخرجه ابن أبي شيبة (4 ٠‏ 00) عن عطاء عن ابن عباس وأبي هريرة كليهما. وانظر: 
«العلل» للدارقطني .)١٠١۲(‏ 


CAV 


ساعة ترجو فيها الإجابة أيضًاء فكلاهما ساعة إجابة. وإن كانت الساعة 
المخصوصة هي آخرٌ ساعة بعد العصرء فهي ساعة معيّنة من اليوم» لا تتقدّم 
ولا أتحر. وأمّا ساعة الصلاة فتابعة للصلاة» تقدّمت أو تأخرت» لأنَّ 
لاجتماع المسلمية وصلاتهم وتضرّعهم وابتهالهم إلى الله تأثيرًا في الإجابة» 
فساعة اجتماعهم ساعة ترجى فيها الإجابة. وعلى هذاء فتتفق الأحاديث 
كنّهاء ويكون الت يك قد حص مه مته على الدعاء والابتهال إلى الله في هاتين 
الساعتين. 

ونظير هذا: قوله ية وقد سئل عن المسجد الذي أسس على التقوئ 
فقال: اهو مسجدكم هذا»» وأشار إلى مسجد المدينة). وهذا لاينفي أن 
يكرن مسجد الدى نالك ا ن ناجل ال یل كل مما 
مؤسّس على التقوئ. فكذلك قوله في ساعة الجمعة: «هي ما بين أن يجلس 
الإمام إلئ أن قضئ الصلاة»() لا يناي قولّه في الحديث الآخر: «فالتمسّوها 
آخرَ ساعة بعد العصر»'. 

ويشبه هذا في الأسماء قوله يَكل: «ما تعدّون الرّقوب فيكم؟». قالوا: مَن 
لم يولد له. قال: «الرّقوب مَن لم يقدَّم من ولده شيئًا»(؟». فأخير أن هذا هو 
الرقوب» إذ لم يحصل له من ولده من الأجر ما حصل لمن قدَّم منهم قَرَطًا. 


(۱) أخرجه مسلم (۱۳۹۸) من حديث أبي سعيد الخدري. 

(۲) أخرجه مسلم (851) من حديث عبد الله بن عمر» وقد تقدم. 

)۳( أخرجه أبو داود (58 )٠١‏ والنسائي في «المجتبئ» (۱۳۸۹) و«الكبرئ» (۱۷۰۹) من 
حديث جابر بن عبد الله» وقد تقدم. 


0( جزء حديث أخرجه مسلم (۲۹۰۸) من حديث عبد الله بن مسعود ووَوَنَدَعَنْه. 


EAA 


وهذا لا ينفي أن يسمّئ من لم يولد له رقوبًا. 

ومثله قوله يكل اما تعدون المفلس فيكم؟». قالوا: مَن لادرهم له ولا 
متاع. قال: «المفلس من يأتي يوم القيامة بحسنات أمثال الجبال» وبأتي قد 
لطّم هذاء وضرّب هذاء وسمّك دم هذا؛ فيأخذ هذا من حسناته» وهذا من 
حسناته...0(١)‏ الحديث. 


ومثله قوله: «ليس المسكين بهذا الطوّاف الذي تردّه اللقمة واللقمتان 
والتمرة والتمرتانء ولكن المسكين: الذي لا يسأل الناس» ولا يُفطّن له 


فيُتصِدَّقَ عليه»(). 


وهذه الساعة ‏ وهي آخر ساعة بعد العصر يعظّمها جميع الملل20. 
وعند أهل الكتاب7؟) هي ساعة الإجابة» وهذا مما لاغرض لهم في تبديله 
وتحريفه» وقد اعترف به مؤمنوهم. 

وأما من قال بتنقلهاء فرام الجمعٌ بذلك بين الأحاديث» كما قيل ذلك في 
ليلة القدر. وهذا ليس بقويء فإن ليلة القدر قد قال فيها النبي كَلِِ: 
«فالتمسُّوها في خامسةٍ تبقئ» في سابعة تبقئ. في تاسعة تبقئخ22(0) ولم يجئ 
000( أخرجه مسلم )١08١(‏ من حديث أبي هريرة. 

(۲) أخرجه مالك (۲۱۷۲) ومسلم )٠١۳۹(‏ كلاهما من طريق أبي الزناد عن الأعرج عن 
أبي هريرة. وانظر كلام المؤلف على هذه الأحاديث في الرقوب والمفلس والمسكين 


في (طريق الهج رتین» (۲/ 41/9 - .)88٠‏ 
(۳) قءم: «الملك»» تحريف. 
(5) ج» صم: «الكتابين؟. 
(5) أخرجه البخاري (۲۰۲۱) من حديث عبد الله بن عباس. 


۸۹4 


مثل ذلك في ساعة الجمعة. وأيضًا فالأحاديث التي في ليلة القدر ليس فيها 
حديث صريح بأنها ليلة كذا وكذاء بخلاف أحاديث ساعة الجمعة» فظهر 
الفرق بينهما. 

وأما قول من قال: رُفِعت7١2»‏ فهو نظير قول من قال: رُفِعت ليلة القدر. 
وهذا القائل إن أراد آنا كانت معلومة» فرع علمُها عن الأمة؛ فيقال له: لم 
يرمع علمُها عن كل الأمةء وإن رُفِع عن بعضهم. وإن أراد أنَّ حقيقتها وكوئها 
ساعة إجابة رُفعت» فقول باطل مخالف للأحاديث الصحيحة الصريحة؛ فلا 
يعوّل عليه. والله أعلم. 

الحادية والعشرون: أن فيه" صلاة الجمعة التي حصت من بين سائر 
الصلوات المفروضات بخصائص لا توجد في غيرها: من الاجتماع» والعدد 
المخصوص. واشتراط الإقامة" والاستيطان» والجهر فيها بالقراءة. وقد 
جاء من التشديد فيها ما لم يأت نظيره إلا في صلاة العصر. ففي «السنن 
الأربعة»(4» من حديث أبي الجَعْد الضَّمْرِي-وكانت له صحبة _أنَّ رسول 


)١(‏ في النسخ المطبوعة: «إنها رفعت»», وكذلك فيما يأتي: «قال إن ليلة القدر رفعت»» 
ولعل ذلك تصرّف من بعض النساخ. 

)۲( ماعداق» م» مب: «فيها». 

(۴) ماعداص»ق» م» ن: «الإمامة)ء تصحيف. 

)2 أبو داود )٠١١۲(‏ والترمذي )٥٠١(‏ والنسائي في «المجتبئ» (۱۳۹۹) و«الكبرئ» 
)١1774(‏ وابن ماجه »)١١76(‏ وأخرجه الشافعي في «الأم» (۲/ )٤١١‏ وأحمد 
)١155944(‏ والبيهقي (۳/ 01177 7417)» وصححه ابن خزيمة )۱۸٥۸(‏ وابن حبان 
7 والحاكم (۱/ )1١ ٤ /۳ 2358٠١‏ والألباني في صحيح أبي داود- الأم) 
(۲۱۸/9- ۲۲۰). وانظر لشواهده: «البدر المنير؛ .)٥۸۹ -0۸۳ /٤(‏ 


۹ 


لله ية قال: «من ترك ثلاتٌ جُمَّع تهاونًا طبع الله على قلبه». قال الترمذي: 
حديث حسن» وسألت محمدًا عن اسم أبي الجعد الضَّمْري فلم يعرف 
اسمه» وقال: لا أعرف له عن النبى ب إلا هذا الحديث. 


وقد جاء في «السنن» عن النبي ب الأمرٌ لمن تركها أن يتصدّق بدينار 
فإن لم يجد فبنصف دينار. رواه أبو داود والنسائي() من رواية قدامة بن 
وَبْرة عن سَمُرة بن جندب. ولكن قال أحمد9©: قدامة بن وبرة لا يُعرف. 
وقال يحي بن معين: ثقة. وحكي عن البخاري: لا يصح سماعه من 


سَمرة بن جندب(٩).‏ 


وأجمع المسلمون على أن الجمعة فرض عين إلا قولًا يحكئ عن 
الشافعى إنها فرض كفاية. وهو غلط عليه» منشؤه أنه قال: وأما صلاة العيد 
فتجب على من تجب عليه صلاة الجمعة. فظن هذا القائل أن العيد لما كانت 


(1) في طبعة الرسالة: «وسألت محمد بن إسماعيل... الضمري فقال: لم يعرف». وهو 
تصرف في المتن. وقد تصرفت فيه الطبعات السابقة أيضًا على أنحاء مختلفة. 

() أبو داود )١16١(‏ والنسائي في «المجتبی» (۱۳۷۲) و«الكبرئ» (17177)؛ قال 
البخاري في «التاريخ الكبير» (5/ 1۷۷): «لا يصح حديث قدامة في الجمعة». وقد 
روي مرسلاء وهو الذي صوّبه أحمد في «العلل» برواية عبد الله (771) وأبو حاتم في 
«العلل» لابنه (0717). وانظر: «ضعيف أبي داود- الأم» (۹/ .)٠٠٥١ -٤١١‏ 

(۳) «العلل» برواية ابنه عبد الله (۳۹۷) 

.)599( نقله عنه سعيد بن عثمان الدارمي في «تاريخه) عنه‎ )٤( 

(6) نقله عنه العقيلي في «الضعفاء» .)١57 /٥(‏ ولم يرد ابن جندب» في ق» م وكذا في 
النسخ المطبوعة. 


٤۹۱ 


فرض كفاية كانت الجمعة كذلك(١).‏ وهذا فاسد» بل هذا نص من الشافعي 
أن العيد واجبة() على الجميع. وهذا يحتمل أمرين: أن يكون فرص عين 
ع َه 

كالجمعة» وأن يكون فرض كفاية» فإن فرض الكفاية يجب على الجميع 
كفرض الأعيان سواء وإنما يختلفان في سقوطه عن البعض - بعد وجوبه ‏ 
بفعل الآخرين. 

الثانية والعشرون: أنَّ فيه الخطبة التي مقصودها الثناء على الله وتمجيده 
والشهادة له بالوحدانية» ولرسوله بالرسالةء وتذكيرٌ العباد بأيامه9, 
وتحذيرّهم من بأسه وزقمه» ووصیتهم بم ء يقرّمهم إليه وإلئ جنّاته(؟2؛ ونيهم 
عما يقرّهم من سخطه وناره» فهذا هو مقصود هذه الخطبة والاجتماع لها. 

الثالثة والعشرون: أنه اليوم الذي يستحَبٌ التفرّعٌ فيه للعبادة» وله على 

سائر الأيام مزيّةٌ بأنواع من العبادات واجبة ومستحيّة. فالله سبحانه جعل 
لأهل كل ملّة يومًا يتفرّخون فيه لعبادته» ويتخلُون فيه عن أشغال الدنياء فيومٌ 
الجمعة يوم عبادة. وهو في الأيام كشهر رمضان في الشهورء وساعة الإجابة 
فيه كليلة القدر في رمضان . ولهذا من صح له يوم جمعته وسل سلِمَتْ له 
سائرٌ جمعته. ومن صح له رمضان وسَلِم صحّت له سائرٌ سنته. .ومن صخت 
له حجُته وسِلِمَتٌ صح له سائر عمره. فيومٌ الجمعة ميزان الأسبوع» ورمضان 
ميزان العام» والحجٌ ميزان العمر. وبالله التوفيق. 


)۲( يعني: صلاة العيد. وقد زيدت كلمة «صلاة» في ج. وفي المطبوع: (واجب». 
(۳) كع: «بآياته». 
(:) ك مب: «جنايه). 


۹۲ 


الرابعة والعشرون: أنه لما كان في الأسبوع كالعيد في العام» وكان العيد 
مشتملا على صلاة وقربان» وكان يومٌ الجمعة يوم صلاة- جعل الله 
سبحانه التعجيل فيه إلى المسجد بدلا من القربان وقائمًا مقامه» فيجتمع 
للرائح فيه إلى المسجد الصلاة والقربان» كما في «الصحيحين)" عن النبي 
يكل أنه قال: «مَن راح في الساعة الأولئ فكأنما قرب بدّنةً. ومن راح في الساعة 
الثانية فكأنما قرّب بقرةً. ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرّب كيشا( ». 

وقد اختلف الفقهاء في هذه الساعات على قولين: 

أحدهما: أنها من أول النهار. وهذا هو المعروف في مذهب الشافعي 
وأحمد وغيرهما. 

والثاني: أنها أجزاء من الساعة السادسة بعد الزوال. وهذا هو المعروف 
في مذهب مالك» واختاره بعض الشافعية. واحتجُوا عليه بحجّتين: 

إحداهما: أنَّ الرّواح لا يكون إلا بعد الرّوالء وهو مقابل الغُدرٌّ الذي لا 
يكون إلا قبل الزّوال. قال تعالئ: $ ُدُرُمَاسَوَوَرَوَاتُهَا هوه » [سباً: .]1١‏ 
قال الجوهري: ولا يكون7( إلا بعد الزوال. 


(۱) هكذا في ق» م» مب» ن. وني غيرها: ايشد 0 

(؟) البخاري (881) ومسلم .)۸٥١(‏ 

(۴) زاد الشيخ الفقي في نشرته تكملة الحديث: «أقرنَ. ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما 
قرب دجاجة. ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرّب بيضة». ولعل طبعة الرسالة 
استكثرت هذا التصرف فاكتفت بزيادة: «أقرن» فإنها صفة الكبش المذكور في المتن. 

)٤(‏ في النسخ المطبوعة: «الساعة»» وهو غلط. 

(5) في «الصحاح» (۳۹۸/۱). 

(7) ماعدا صء ق» مء مب: «لا يكون» دون الواو قبله. 


۹۳ 


الحجة الثانية: أن السلف كانوا أحرص شيء على الخيرء ولم يكونوا 
يدون إلى الجمعة من وقت طلوع الشمس. وأنكر مالك التبكيرٌ إليها في أول 
النهار» وقال: لم ندرك عليه أهل المدينة(. 


واحتجٌ أصحاب القول الأول بحديث جابر عن النبي يَكّ: ايوم الجمعة 
اثنا عشر 21 ساعة»"'. قالوا: والساعات المعهودة هى الساعات التى هى 
اثنا عشر). وهي نوعان: ساعات معتدلة(* وساعات زمانية. قالوا: ويدل 
عل هذا لقول أذ لي لل إنما بلغ بالساعات إلئ يت لم يزد عليها .ولو 


(۱) انظر: «المدخل» لابن الحاج (۲۷۹/۲). 

() كذا في النسخ سوئ ج التي فيها: «اثنتي عشرة». وقد سبق مثله. وبهذا اللفظ جاء في 
«المسالك في شرح الموطأ» لابن العربي (577//7). وفي مصادر التخريج: «اثنتا 
عشرة» على الجادة. 

(۳) أخرجه أبو داود )١٠١58(‏ والنسائي في «المجتبئ» (۱۳۸۹) و«الکبری» (۱۷۰۹) 
والحاكم /١(‏ ۲۷۹) والبيهقي في «شعب الإيمان» )۲۷٠١(‏ من طرق عن ابن وهب 
عن عمرو بن الحارث عن الجلاح مولئ عبد العزيز بن مروان عن أبي سلمة عن 
جابر. وإسناد الحديث حسن لأجل الجلاح» صححه الحافظ في «نتائج الأفكار 0 
(۲/ 470 477) ونقل عن ابن خزيمة والحاكم تصحيحه. وانظر: «بيان الوهم 
والويهام» (ه/ .(To0 «of‏ 

)٤(‏ ج: «اثني عشرا. 

2( يطبعة الرسيالة. «تعديلية» تبعًا لنشرة الفقي الذي غير المتن دون مسوّغ. والساعات 
المعتدلة تسمّا أيضًا: مستوية» واستوائية» واعتدالية. والزمانية تسمئ أيضًا قياسية 
ومعوجة. انظر: «كشاف اصطلاحات الفنون» .)۹۲١ /١(‏ وقد شرح البتّاني في «الزيج 
الصابي» (ص 7؛ - طبعة نلينو) طريقة معرفة هذه الساعات. 


۹٤ 


تنحصر' في ستة أجزاء؛ بخلاف ما إذا كان المراد بها الساعات المعهودة» 
فإن الساعة السادسة متم خرجت ودخلت السابعة خرج الإمام؛ وطّويت 
الصحف ولم يُكتّب لأحد قربا بعد ذلك» كما جاء مصرَّحًا به في "سنن أبي 
داود»(1) من حديث علي عن النبي بياة: «إذا كان يوم الجمعة غدَّتٍ 
الشياطين براياتها إلى الأسواقء فيرمُون الناس بالترابيث"» ويثيُطونهم عن 
الجمعة. وتغدو الملائكة» فتجلس على أبواب المساجد, فيكتبون الرجل من 
ساعة؛ والرجل من ساعتين» حت يخرج الإمام». 

قال أبوعمر بن عبد البر: اختلف أهل العلم في تلك الساعات. 
فقالت طائفة منهم: أراد الساعات من طلوع الشمس وصفائهاء وهو الأفضل 
عندهم: البكور في ذلك الوقت إلى الجمعة. وهو قول الثوري وأبي حنيفة 
والشافعي وأكثر العلماءء كلهم( يستحِبٌ البكور إليها. 


)1( في ج» صم: «تتضمن)» تصحيف. 

(؟) برقم »23١51(‏ وأخرجه آحمد (۷۱۹) والبيهقي (۳/ ۲۲۰) من طرق عن عطاء بن 
أبي مسلم الخراساني عن مولئ امرأته أم عثمان عن علي بن أبي طالب. ومولئ امرأة 
عطاء مجهول. والحديث ضعفه الألباني في «ضعيف أبي داود- الأم) (9/ ۳۹۹)» 
وأورده الحافظ في «الفتح» (۲/ 0779. 

(۳) من ربّئه عن الأمرء إذا حبسه عنه وثبّطه. وني ق» م: «بالبرابيث»» وفي ك» مب: 
«بالتراثئيث»» وكلاهما تصحيف. وفي ن بعده: «أو الربائث» كما جاء في (السنن». 

(:) في «الاستذكار» (5/ 4) وسيستمر النقل لعدة صفحات بتصرف. وانظر: «التمهيد» 
(۲/(. 

)0( كان «كلهم» ساقطًا من الهندية وغيرهاء فأثبته الشيخ الفقي ولكن زاد قبله: «بل؟» 
فأفسد السياق. وكذا في طبعة الرسالة. 


0 


قال الشافعي: ولو بكر إليها بعد الفجر وقبل طلوع الشمس كان حسنًا. 
وذكر الأثرم قال: قيل لأحمد بن حنبل: كان مالك بن أنس يقول: لا ينبغي 
التهجير يوم الجمعة باكرّاء فقال: هذا خلافٌ حديث النبي يك وقال: سبحان 
الله! إلى أيّ شيء ذهب في هذاء والنبئ ية يقول: «كالمُهُدي جَزورًا»؟ 

قال: وأما مالك» فذكر يحيئ بن عمر عن حرملة أنه سأل ابن وهب عن 
تفسير هذه الساعات: أهو الغدرٌ من أول ساعات النهارء أو إنما أراد بهذا 
القول ساعات الرّواح؟ فقال ابن وهب: سألت مالكًا عن هذاء فقال: أما 
الذي يقع بقلبي فإنه إنما أراد ساعةً واحدةٌ تكون فيها هذه الساعاثٌ؛ مَن راح 
في أول تلك الساعة أو الثانية أو الثالثة أو الرابعة أو الخامس(١2.‏ ولو لم يكن 
كذلك ما صُلَّيت الجمعة حتئ يكون النهار تسح ساعات» في وقت العصر أو 
قريبًا من ذلك. 

وكان ابن حبيب ينكر قول مالك هذاء ويميل إلى القول الأول» وقال: 
قول مالك هذا تحريففٌ في تأويل الحديث» ومحالٌ من وجوه. قال: وذلك أنه 
لاتكون ساعات في ساعة واحدة. قال: والشمس إنما تزول في الساعة السادسة 
من النهار» وهو وقت الأذان وخروج الإمام إلى الخطبة. فدلٌ ذلك على أن 
الساعات في هذا الحديث هي ساعات النهار المعروفات. فبدأ بأول ساعات 
النهار» فقال: «من راح في الساعة الأولئ فكأنما قرّب بدّنة». ثم قال في 
الخامسة: «بيضة». ثم انقطع التهجيرء وحان وقت الأذان. قال: فشرح 
الحديث بيّن في لفظه» ولكنه حُرّف عن موضعه» وشرِح بالخُلف من القول 


)١(‏ في النسخ المطبوعة بعده زيادة: «السادسة» خلاقًا للأصول ومصدر النقل. وهو غلط» 
2۹٦‏ 


ومالايتكوّن(2). وزد شار ځه الناس فيما رغّبهم فيه رسول الله َة من 
التهجير في أول النهار» وزعم أنَّ ذلك كلّهِ إنما يجتمع في ساعة واحدة قرب 
زوال الشمس. قال: وقد جاءت الآثار بالتهجير إلى الجمعة في أول النهارء 
وقد سقنا ذلك في موضعه من كتاب «واضح السنن» بما فيه بيان وكفاية. 

فذاكله قرول عه الكلاك و کچ ثم رد عليه أبو عمرء فقال": هذا 
منه تحاملٌ على مالك رَمَهُلنَكُ فهو الذي قال القول الذي أنكره وجعله حلْمًا 
وتحريمًا من التأويل. والذي قاله مالك تشهد له الآثار الصّحاح من رواية 
الأئمة» ويشهد له أيضًا العمل بالمدينة عنده» وهذا مما يصح فيه الاحتجاج 
بالعمل لأنه أمر متردد كل جمعة لا يشفئن على عامة العلماء. 

فمن الآثار التي يُحتجٌ بها لمالك": ما رواه الزهري عن سعيد بن 
المسيّب عن أبي هريرة عن النبي يكل قال: «إذا كان يوم الجمعة قام على كل 
باب من أبواب المسجد ملائكة يكتبون الناس الأول فالأوٌّلٌ. فالمهجّر إلى 
الجمعة كالمُهُدي بِدَنة ثم الذي يليه كالمُهدي بقر ٿه ثم الذي يليه كالمُهدي 
كبشاء حت ذكر الدجاجة والبيضة. فإذا جلس الإمام طُويت الصّحف» 
واستمعوا الخطبة)20». 


)١(‏ ك»ع:«يكون». 

(۲) «الاستذكار» .)۱١ /٥(‏ وانظر: «التمهيد» (۲۲/ ۲۳). 

(۳) مب: «مالك»» وكذا في «الاستذكار». 

)٤(‏ ج» صم: (ثم». 

(5) أخرجه الشافعي في «الأم» (۲/ )۳۹١‏ والحميدي (9717) وأحمد )۷۲١۸(‏ ومسلم 
عقب (860/ )۲٤‏ عن سفيان بن عيينة عن الزهري به. وأخرجه البخاري (4۲۹) 
ومسلم (860) من طرق عن الزهري عن أبي عبد الله الأغر عن أبي هريرة به» - 


۹۷ 


قال: ألا ترئ ما" في هذا الحديث أنه قال: «يكتبون الناس الأول 
فالأول. المهجّر إلى الجمعة كالمّهدي بدنة ثم الذي يليه» الحديث. فجعل 
الأول مهجّرًا. وهذه اللفظة إنما هي مأخوذة من الهاجرة والهٌجير» وذلك 
وقت النهوض إلى الجمعة. وليس ذلك وقت طلوع الشمس» لأنَّ ذلك 
الوقت ليس بهاجرة ولا مّجير. وفي الحديث: «ثم الذي يليهء ثم الذي يليه) 
ولم يذكر الساعة. 


قال: والطرق بهذا اللفظ كثيرة مذكورة في «التمهيد)(). وفي بعضها: 
«المتعجل إلى الجمعة كالمُهُدي بدّنة». وني أكثرها: «المهجّر إلى الجمعة 
كالمُهدي بدّنة...» الحديث. وني بعضها ما يدل على أنه جعل الرائح إلى 
الجمعة في أول الساعة كالمُهُدي بدنة» وفي آخرها كذلك. وفي أول الساعة 
الثانية كالمُهُدي7" بقرةً وني آخرها كذلك. 


وقال بعض أصحاب الشافعي: لم يُرد النبي ية بقوله: «المهجر إلى 
الجمعة كالمُهدي بدنة» الناهضّ إليها في الهجير والهاجرة» وإنما أراد التارك 
لأشغاله وأعماله من طلب الدنيا للنهوض إلى الجمعة كالمهدي 0 . 


= والبخاري (۳۲۱۱) من طريق إبراهيم بن سعد عن الزهري عن أبي سلمة والأغر عن 
أبي هريرة به. 

)١(‏ صء ج. مب» ن: «إلئ ما». 

.(1-£/۲( (( 

(۳) «بدنة وفي آخرها... كالمهدي» ساقط من ج لانتقال النظر. 

(4) هذا آخر (۱۰۸/) من ص. و(8١//‏ ب) منها بيضاء مكتوب فيها اسهوا بخط بعضهم. 
ثم سبع ورقات )١15-1١9(‏ تشتمل علئ النص السابق في /٠٠١(‏ ب-8١٠)‏ مكررًا 
بخط كاتب النسخة نفسه. وبين النقلين فروق» أشرنا إلى أهمها برمز (صم». 


۹۸ 


وذلك مأخوذ من الهجرةء وهو ترك الوطن(١2‏ والنهوض إلى غيره؛ ومنه 
سمي المهاجرون. قال الشافعي: أحبٌ التبكير إلى الجمعة» ولا تُؤتئ إلا 

قلت: ومدار إنكار التبكير أل النّهار على ثلاثة أمور» أحدها: على 
لفظة «الرّواح»» وأنها لا تكون إلا بعد الزوال. والثاني: لفظة «التهجير»ء وهي 
إنما تكون بالهاجرة وقت شدَّة الحرٌ. والثالث: عمل أهل المدينةء فإنّهم لم 
يكونوا يأتون من أول النهار. 

فأما لفظة «الرّواح»» فلا ريب أَنّها تطلّق على المضيٌ بعد الرّوال. وهذا 
إنما يكون في الأكثر إذا قرنت بِالعُدرٌء كقوله تعالى: «(غدوهاسه ر راما 
َه 4 [سا: ۲ وقوله عَللِْه: «من غدا إلى المسجد وراح عد الله له ترا في 
الجنّة كلما غدا وراح»"ء و قول الشاعر9©: 


4 5 7 ٠. 
نروح ونغ دو لحاجاتنا وحاجة من عاش لا تنتقضي‎ 


وقد يطلّق الرّواحُ بمعنئ الذهاب والمُضيئء وهذا إنما يجيء إذا كانت 


() صء ج: «الوطر»» تصحيف. 

(؟) أخرجه البخاري (577) ومسلم (11۹) من حديث أبي هريرة. 

(۳) هو الصَّلّتان العبدي» من قصيدة له في «حماسة أبي تمام» )1۲١ /١(‏ و«الشعر 
والشعراء» /١(‏ 507) و«معجم المرزباني» (ص55). هذا هو المشهور. وقد عزاها 
الجاحظ في «الحيوان» (7/ )٤۷۷‏ إلى «الصَّلّتان السّعدي» مع التصريح بأنه غير 
الصلتان العبدي. ولم أجد ذكرًا للسعدي في «المؤتلف والمختلف» للآمدي وغيره. 


44 


مجرّدةٌ عن الاقتران(١)‏ بالغدوٌ. قال الأزهري في «التهذيب»": سمعت 

العرب تستعمل الرّواحَ في السّي ر كل وقت. تقول: راح القوم» إذا ساروا 

وغدّوا. ويقول أحدهم لصاحبه: تروخ. ويخاطب أصحابه» فيقول: رُوحوا 

أي سيروا. ويقول الآخر: ألاتروحون؟ ونح و ذلك ماجاء في الأخبار 
: 

الصحيحة الثابتة» وهو بمعنئ المضي إلى الجمعة والخمّة إليهاء لا بمعنئى 

الرّواح بالعقى 229 


وأما لفظ التهجير والهجير ”22 والمهجّر فمن الجر والهاجرة. قال 
الجوهري": هي نصف النهار عند اشتداد الحرٌ. تقول منه: هجر النّهارٌ. 
قال امرؤ القيس ^: 
فَدَعْهاوسَلٌ الهم عنها بِجَسْرة ذَمُولٍإذاصام التَهارٌ وهجّرا 


)١(‏ صء ج: «الإقران»» تصحيف. 

(؟) كيع: «وقال». 

(۳) (۰/ ۲۲۱- ۲۲۲). وقد غيّرت طبعة الرسالة في كلام الأزهري في غير موضع اعتمادًا 
على مطبوعة «التهذيب». 

(5) وانظر: «الزاهر» للأزهري (ص”57). 

)٥(‏ «والهجير؛ من صء ق» م. وقد أضيف في حاشية ج بعلامة صح. 

(؟) ما عدا ق: «الهجرة». ولعل الصواب ما أثبت لأن قول الجوهري: «نصف النهار عند 
اشتداد الحرّ) تفسير الهجر والهاجرة: لا الهجرة. 

.)86١ /۲( في «الصحاح»‎ (v۷) 

(A)‏ من قصيدة في «ديوانه» ( ص .)٠۳‏ وكذا ورد «عنها» في جميع النسخ» ولعله سهوء فإن 
الرواية في «الصحاح» وغيره: «عنك). 


کے 


Oo 


ويقال: أتينا أهلّنا مُمُجرينء أي في وقت الهاجرة. والتهجير والتهجٌر (0: 
السّير في الهاجرة. 

فهذا ما يقر به قول أهل المدينة. 

قال الآخرون: الكلام في لفظ التهجير كالكلام في لفظ الرّواح» فإنه يطلق 
ويراد به التبكير. قال الأزهري في «التهذيب»2: روئ مالك عن سمي عن 
أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله يَكِّ: «لو يعلم الناس ما في التهجير 
لَاسْتبقُوا إليه». وني حديث آخر مرفوع: «المهجّر إلى الجمعة كالمٌهْدي بدّنةً». 
قال: يذهب كثير من الناس إلى أن التهجير في هذه الأحاديث من الهاجرة وقتَ 
الرّوال» وهوغلط. والصواب فيه ماروئ أبو داود المصاحفي عن النّضْر بن 
ميل أنه قال: التهجير؟) إلى الجمعة وغيرها: التبكير. قال: وسمعت الخليل 
يقول ذلك» قاله في تفسير هذا الحديث. قال الأزهري: وهذا صحيح. وهي لغة 
أهل الحجاز ومن جاورهم من قيس. قال لبيد: 

راح القطينْ بجر بعد ما ابتكروا(6) 


)00( ق م: «الهجير»» وني ك: «التهجير؛ مكررًا. وهو ساقط من ع» فكتب بعضهم في 
هامشها: «والهجر هو). 

.)٤١ -57/5( )۲(‏ والنص المنقول هنا موافق لما نقله صاحب «اللسان» من «التهذيب). 

(۳) في «الموطأ» (٤۱۷)ء‏ ومن طريقه أخرجه البخاري )5١16(‏ ومسلم .)٤۳۷(‏ 

)€( ق» م: «التهجّر». وفي «التهذيب» كما أثبت من غيرهما. 

(6) عجر البيت: فما تواصله سلمئ وما تذر. 
وهو مطلع قصيدة في شرح ديوان لبيد» (ص۸٥).‏ وقد زادوا الشطر الثاني في طبعة 
الرسالة دون مسوّغ» ودون تنبيه كعادتهم. ثم فاتهم أن الأزهري لم ينشد في «التهذيب» 
إلا صدر البيت! 


امه 


فقرّنَ الهَجْرٌ بالابتكار. والرَّواحَ عندهم: الذهاب والمضي. يقال :راح 
القوم إذا خمُوا ومرّوا أيّ وقت كان. 


وقوله كَكِ: «لو يعلم الناس ما في التهجير لَاسْتَِقُوا إليه» أراد التبكير إلى 

جميع الصلوات» وهو المضيٌ إليها ني أول أوقاتها. قال الأزهري: وسائر 
العرب يقولون: هجر الرجلٌ» إذا خرج بالهاجرة. وروئ أبو عبيد عن أبي 
زيد: هجر الرجل» إذا خرج بالهاجرة. قال: وهي نصف النهار. 


ثم قال الأزهري: أنشدني المنذري' فيما روئ لثعلب عن ابن 


الأعرابي في «نوادره» قال: قال جِعْثبّة2"0 بن جوّاس الرَّبَعي في ناقته: 


هل تذكرين قسّمي وت ذري أزمانَ أنت بِعَرُوض الجَفْدٍ 0 
إذأنتٍ مِضرارٌ ج واد الحُضْرٍ عليّإنلمتتهقضيبوقر©) 
ع 2 يع ه ع ف 


)١(‏ هكذا على الصواب في مب» ن. وفي ص بياض مكان الياء» وفي غيرها: «المنذر». 
(؟) ضبط في م بفتح الجيم» وني ج» كع بضم الجيم. وفي ق: «جعينة»» تصحيف. ولم 
يرد في مطبوعة «التهذيب» من كلمته إلا أربعة أشطر. وهي جميعًا في «اللسان». 

(۳) يعني: طريق الجفر» والجفر موضع. 

)٤(‏ في «اللسان»: «بوقري». والوقر: الجمل. والمضرار: التي تنفر من شدة نشاطها. 
وجواد الحضر: سريعة العدو. 

(5) ما عدا ق» ن: «الخالدين»» تصحيف. والخالدي: ضربٌ من المكاييل. نقله ابن سيده 
في «المحكم» (87/5) عن ابن الأعرابي. وانظر: «البيان» للجاحظ .)١٠١ /١(‏ 
وحجر: قصد به اليمامة. 


0۰۲ 


وتصحبي أيانقافيس فر يهجُرون جير الفجر() 
22 0 چ 4“ 6 ام ص 
ا ر ليلهم فتسري يطؤون أعراضٌ الفِجاج الغبر 
ر 1 ےه 
طيى أخي التجر بُرود التجر ° 

قال الأزهري: «يهجّرون ببجير الفجر» أي يبكرون بوقت الفجر. 

وأما كون أهل المدينة لم يكونوا يروحون إلى الجمعة أولّ النهار, فهذا 
غايته أنه عملهم في زمان مالك َال وهذا ليس بحجة ولاعند من يقول: 
إجماع أهل المدينة حجةء فان هذا ليس فيه إلا ترك الرّواح إلى الجمعة من 

و 
أول النهار» وهذا جائز بالضرورة. وقد يكون اشتغال الرجل بمصالحه7؟) 
ومصالح أهله ومعايشه(*2 وغير ذلك من أمور دينه ودنياه أفضلٌ من رواحه 
إلى الجمعة من أول النهار. 
1 

ولا ريب أن انتظارٌ الصلاة بعد الصلاة وجلوسٌ الرجل في مصلاه حت 
يصلّي الصلاة الأخرئ أفضل من ذهابه ورجوعه في وقت الثانية» كما قال 

لاله . ٠ 2 0 5 ٠ ٠‏ 
النبي بي: «والذي يننظر الصلاة حتئ يصليها مع الإمام أفضل من الذي 

0 7 2 
يصلّي ثم يرجع إلئ أهله»(7). وأخبر أن الملائكة لم تزل تصلّي عليه مادام 
)١(‏ الأيانق: النوق. والسَّفْر: المسافرون. 
(؟) كذافي النسخ والطبعات القديمة. وفي «اللسان»: «تمشي» ومنه أثبته الفقي في نشرته 

مكان «تسري». 
(۳) التَّجْر: التجار. 
2 م» ن: «لمصالحها» تصحيف. وهو ساقط من مب 
)0( ق» م» مب» ن: «معاشه؟. 
0) أخرج البخاري (191) ومسلم (177) وغيرهما من حديث أبي موسي الأشعري - 


o0۰ 


في مصلاه(١).‏ وأخبر أنَّ انتظار الصلاة بعد الصلاة مما يمحو الله به الخطايا 
ويرفع به الدرجات وأنه الرّباط17). وأخير أن الله تعالئ يباهي ملائكته بمن 
قضئ فريضة وجلس ينتظر آخرى". وهذا يدل على أنَّ من صلی الصبح ثم 
جلس ينتظر الجمعة فهو أفضل ممن يذهب ثم يجيء في وقتها. وكون أهل 
المدينة وغيرهم لا يفعلون ذلك لا يدل على أنه مكروه» فهكذا المجيء إليها 
والتبكير في أول النهار. والله أعلم. 

الرابعة والعسشرون9©): أنَّ للصدقة فيه مزية عليها في سائر الأيام. 
والصدقةٌ فيه بالنسبة إلى سائر أيام الأسبوع كالصدقة في شهر رمضان بالنسبة 
إل سائر الشهور. وشاهدت شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه إذا خرج 
إلئ الجمعة يأخذ من البيت ما وجد من خبز أو غيره» فيتصدّق به في طريقه 
سِرًا. وسمعته يقول: إذا كان الله قد أمرّنا بالصدقة بين يدي مناجاة رسوله 


= قال: قال النبي وَل «...والذي ينتظر الصلاة حت يصليها مع الإمام أعظم أجرًا من 
الذي يصلي ثم ينام»» قال مسلم: وفي رواية أبي كريب: «حتئ يصليها مع الإمام في 
جماعةا. 

)١(‏ أخرجه مالك (541» )٤٤٤‏ والبخاري )٠٥۹٤٤٥(‏ من حديث أبي هريرة داكن 

(۲) أخرجه مالك )٤٤٥(‏ ومسلم )١0١(‏ من حديث أبي هريرة ري كنة. 

(۳) أخرجه أحمد (57/60) وابن ماجه (۸۰۱) من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص» 
والحديث صحيح. وانظر: «الصحيحة» (551). 

6 كذا في جميع النسخ: «الرابعة والعشرون» مكررة ما عدا ن. والظاهر أن السهو قد وقع 
في أصل المصنف ثم استمّر العدٌ على ذلك إلى آخره. وله نظائر في كتبه الأخرى. انظر 
مثلا: «طريق الهجرتين» .)2757/١(‏ وني الطبعة الهندية وغيرها: «الخامسة 
والعشرون». 


0° 


فالصدقة بين يدي مناجاته عر وجل أولئ بالفضيلة. 


وقال أحمد بن زهير بن حرب: ثنا بي" ثنا جرير» عن منصورء 
عن مجاهد» عن ابن عباس قال: اجتمع أبو هريرة وكعب» فقال أبو هريرة: 
«(إنَّ في الجمعة لساعةً لا يوافقها رجل مسلم في صلاة يسأل الله عرّ وجل شيئًا 
إلا آتاه إياه». فقال كعب: آنا" أحدّثكم عن يوم الجمعة: إنه إذا كان يومٌ 
الجمعة فزعت له السّماوات والأرض والبّرٌ والبحر والجبال والشجر 
والخلائق كلها إلا ابن آدم والشياطين» وحَمَّت الملائكة بأبواب المسجد 
فيكتبون مَّن جاء: الأول فالأولٌ حتئ يخرج الإمام. فإذا خرج الإمام طوّوا 
صحفهم» فمن جاء بعد جاء لحٌ الله وما كتب عليه. وحقٌّ علئ كل حالم أن 
يغتسل يومئذ كاغتساله من الجنابة. والصدقة فيه أعظم من الصدقة في 
سائر الأيام. ولم تطلع الشمس ولم تغرب علئ مثل يوم الجمعة. فقال ابن 
عباس: «هذا حديث كعب وأبي هريرة. وأنا أرئ إن كان لأهله طيبٌ 


يم 2 07 منه). 


o 5 0‏ 0 5 0 
الخامسة والعشرون: أنه يوم تجلي الله عز وجل لأوليائه المؤمنين في 
الجنّة وزيارتهم له فيكون أقربُهم منه أقرهم من الإمام» وأسبقهم إلئ الزيارة 


)١(‏ في «التاريخ الكبير» له (857/7- السفر الثاني) ط. الفاروق الحديثةء وإسناده أئمة 
ثقات. وقد تقدم بغير هذا الإسناد والسياق مرة من حديث مالك ومرة من حديث 
أصحاب «السئن». 

)۲( «ثنا أبي» ساقط من ك ومستدرك فيع. 

(۳) في مصدر النقل: «ألا». 

() ج: «أن يمس). 


أسبقهم إلى الجمعة. روئ يحيئ بن يمان عن شريك. عن أبي اليقظانء 
عن أنس بن مالك في قوله عز وجل: ولديتامریدٌ 4 [ق: هم]ء قال: «يتجلّئ 


وذكر الطبراني ف اة من حديث أبى نعيم» UL‏ المسعودي» 


عن المنهال بن عمروء عن أبي عبيدة قال: قال عبد الله: «سارعوا إلى الجمَع» 
فإن الله عز وجل يبرز إلئ أهل الجئّة في كل جمعة في كثيب من كافور 
فيكونون منه من القرب7؟) على قدر تسارعهم إلى الجمعةء فيُحدِث الله عر 
وجل لهم من الكرامة شيئًا لم يكونوا رأوه قبل ذلك. ثم يرجعون إلى أهليهم 
فيحدّثونهم بما أحدث الله لهم». قال: ثم دخل عبد الله المسجدء فإذا هو 
برجلين. فقال عبد الله: «رجلان» وأنا الثالث. إن يشا الله يبارك في الثالث». 


کے 


10 


٠‏ 5 0 ر 5 .4 .- .- وم 
وذكر البيهقي في «الشعَّب»" عن علقمة بن قيس قال: رّخت مع 


يمان...٠»‏ وعبد الله هذا مجهول. وروي من قول زيد بن وهب» خطأه أبو زرعة 

وصوب أثر أنسء انظر: «علل الحديث» لابن أبي حاتم (1/01). 

«الكبير» (۹/ ۲۳۸)» وقد سبق تخريجه (ص555). 

«ثنا» ساقط من ك والمطبوع. 

ص: «في القرب». 

صء ج: ااشاء). 

برقم (۲۷۳۰)» وأخرجه البزار (5/ )۳۳١‏ وابن أبي عاصم في «السنة» (1۳۳)» كلهم 

من طريق عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد عن مروان بن سالم عن الأعمش 

عن إبراهيم عن علقمة بن قيس به. وذكر الدارقطني في «العلل» (۷۷۳) أنه اختلف 
6065 


عبد الله بن مسعود إلئ جمعة» فوجد ثلاثة قد سبقوه» فقال: رابع أربعة» وما 
رابع أربعة ببعيد! ثم قال: إِنّي سمعتٌ رسول الله بك يقول: «إن الناس 
يجلسون يوم القيامة من الله على قدر رٌواحهم إلى الجمعة: الأول ثم الثاني» 
ثم الثالث» ثم الرابع». قال: «وما رابع أربعةٍ ببعید). 

وقال الدارقطني': ثنا أحمد بن سلمان بن الحسن» ثنا محمد بن 
عثمان بن محمد ثنا مروان بن جعفر" ثنا نافع أبو الحسن مولئ بني 
هاشم» ثنا عطاء بن أبي ميمونة» عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله وَكلِلِ: 
الإذا كان يوم القيامة رأئ المؤمنون ربّهم» فأحدثهم عهدًا بالنظر إليه(" في كل 
جمعةء وتراه المؤمنات يوم الفطر ويوم النحر». 


َ« 
قال: و(؟) حدثنا محمد بن نوح» ثنا موسئ 220 بن سفيان | لشكريي تنا 


= [كماعند ابن ماجه )٠١94(‏ وأبي حاتم في «العلل» لابنه (۲/ )08١‏ والطيراني 
»])۷۸/٠١(‏ وعنه عن الثوري عن الأعمشء وقال: «والأول أشبه بالصواب» 
ومروان بن سالم متروك الحديث». ثم ساق بإسناده من طريق الشوري وقال: «وهذا 
لا يصح عن الثوري». فالحديث لا يثبت. وانظر: «علل ابن أبي حاتم» (509) 
و«الضعفاء» للعقيلي (5/ .)٤١ -٤١‏ 

)١(‏ في «كتاب الرؤية» برقم (27)» فيه مروان بن جعفرء فيه لين؛ ونافع أبو الحسن لم 
أهتد إلى مَّن ترجم له أو مَّن هو. وقد زاد الفقي «في كتاب الرؤية» في المتن» وكذا في 
طبعة الرسالة. 

(۲) ج: «حفص)» تصحيف. 

2 

() بعده في النسخ المطبوعة زيادة: «من بكر». ولم ترد في النسخ ولا في كتاب الدارقطني. 

)٤(‏ ك»ع: «وقال». ولم يرد في ق» م» مب. 

(0) في النسخ المطبوعة: «محمد بن موسئ»» وهو خطأ. 


0۰¥ 


عبد الله بن الجهم الرازيء ثنا عمرو بن أبي قيس» عن أبي ظبية()» عن 
عاصم» عن عثمان بن عمير أبي اليقظان» عن أنس بن مالك عن رسول الله 
كد قال: «أتاني جبريل عليه السلام» وفي يده كالمرآة البيضاءء فيها كالنكتة 
السوداء. فقلت: ما هذا يا جبريل؟ قال: هذه الجمعة يعرضها عليك ربك 
لتكون لك عيدًا ولقومك من بعدك. قال": وما لنا فيها؟ قال: لكم فيها خير. 
أنت فيها الأول» واليهود والنصارى من بعدك. ولك فيها ساعة لا يسأل الله 
عر وجلّ عبدٌ فيها شيئًا هو له قَسْمٌ إلا أعطاه؛ أو ليس له قَسْمٌ إلا أعطاه أفضل 
منه؛ وأعاذه الله من د شر ما هو مكتوب علیه» وإلا" دفع عنه ما هو أعظم من 
ذلك. قال: قلت: ما هذه النكتة السوداء؟ قال: هي الساعة تقوم يوم الجمعة. 
وهو عندنا سيّد الأيام» ويدعوه آهل الآخرة «يوم المزيد». قال: قلت يا 
جبريل» وما يوم المزيد؟ قال: ذلك أنَّ ربّك عر وجل أعَدّ(؟) في الجنة واديًا 
أفيّحَ من مسك أبيض» فإذا كان بوم الجمعة نزل عل كرس ثم حف 
الكرسيّ بمنابر من نورء فيجيء النبيُون حت يجلسوا عليها .ثم حاف المنابر 
بمنابر من ذهب فيجيء الصدّيقون والشهداء حتئ يجلسوا عليها. ويجيء 
أهل الغرف حتئ يجلسوا على الكُثْب. قال: ثم يتجلّئ لهم رهم عر وجل. 
قال: فينظرون إليه فيقول: آنا الذي صدّقئكم وعدي» وأتممث عليكم نعمتي» 


)١(‏ كوع؛ مب: «طيبة). 

(۲) في المطبوع: «قلت»» وهو أيضًا تصرف بعض النسّاخ. 

(۳) في مخطوطة كتاب «الرؤية»: «إلا» دون الواوء وأثبت المحققان: اودفع» بحجة أن 
المعنوئ لا يستقيم بما ورد في النسخة. 

)٤(‏ ماعدا صء ج: «اتخذاء وكذا في «الرؤية» في هذا الحديث. 


0۹۸ 


وهذا محل كرامتي فسَلُونٍ7١).‏ فيسألونه الّضئ. قال: رضاي أنرّلكم داري» 
وأنالكم كرامتي؛ سَلُون. فيسألونه الرّضئ. قال: فيُشْهِدهم بالرضئ. ثم 
يسألونه حت تنتهي رغبتهم. الم تتح لهم بوم اة ما لا عبن رات ولا 
أذنٌ سمعت» ولا خطر على قلب بشر. قال: ثم يرتفع رب العرّة ويرتفع معه 
النبيون والشهداء» ويجيء أهل الغرف إل غرفهم. قال: كل غرفة من لؤلؤة 
لا وصلّ فيها ولا فْضِمء ياقوتة حمراء» أو غرفة من ررد خضراءء أبوابها 
وعلاليُها وسقائقها وأغلاقُها منها. أنهارها مطّردة» متدلّية فيها ثمارٌها. فيها 
أزواجها وخديها. قال فليسوا إلى شيء أحوجَ منهم إلى يوم الجمعةت 
ليزدادوا من كرامة الله عر وجل ونظرًا() إل وجهه. فذلك يوم المزيد»(. 

ولهذا الحديث عدَّة طرق ذكرها أبو الحسن الدارقطني في «كتاب 
الرؤية»(6). 


السادسة والعشرون: أنه قد فُسر «الشاهد» الذي أقسم الله به في كتابه بيوم 


)١(‏ م» مب: «فسلون». وفي ق: «فسالون؟. 

(۲) في طبعة الرسالة: «عند ذلك» بدلا من «يوم الجمعة» دون مسوّغ ولا تنبيه. 

(۳) يعني: «ليزدادوا نظرًا». وكذا في صء ج» ق» م» ن. وني مخطوط «الرؤية»: «ونظر) 
مضبوطًا مع الإشارة فوقه إلى أن في نسخة: «ونظرًا». وفي ك»ع: «والنظر»؛ وكذا في 
النسخ المطبوعة. 

)٤(‏ «رؤية الله» للدارقطني (١1)ء‏ وأخرجه ابن أبي شيبة (2070) وابن أبي الدنيا في 

«صفة الجنة» (89) من طريق ليث عن عثمان به» والحارث في «مسنده» -١95(‏ بغية 

الباحث) من طريق أيوب بن خواط عن عثمان به. وعثمان بن عمير ضعيف متروك 

الحديث لم يسمع من أنس» وقد تقدم. 

(؟5- »)٠١‏ لا تخلو من مقال» وفي بعضها عثمان بن عمير المذكور. 


0۹ 


٥( 


کے 


الجمعة. قال حُمَيد بن رَنْجويه(1): ثنا عبيد الله بن موسئء أبنا موس بن 


عبيدة» عن أيوب بن خالد» عن عبد الله بن رافع» عن أبي هريرة قال: قال 
رسول الله ا: «اليوم الموعود يوم القيامة» والمشهود يوم عرفة. والشاهد 
يوم الجمعة. ما طلعت شمس ولاغربت على أفضل من يوم الجمعة؛ فيه 
ساعة لا يوافقها عبد مؤمن يدعو الله فيها بخير إلا استجاب له أو يستعيذه 


من شر إلا أعاذه منه». ورواه الحارث بن أبي أسامة في «(مسنده»" عن روح 


چ 4 5 ,۳7 . 
عن موس به. وله طرق عن موسی" بن عبيدة. 


(00 


(۲) 
(۳) 
(€) 


(0) 


وفي (معجم الطبراني)(؟) من حديث [محمد بن]“ إسماعيل بن 


أخرجه من طريقه البغوي في شرح السنة» (/41 )٠١‏ و«تفسيره» (سورة البروج). 
وأخرجه أيضًا الترمذي (۳۳۳۹) وابن عدي في «الكامل» في ترجمتي بكار بن عبد الله 
الرََّذْي وموسئ بن عبيدة الربذي (۲/ ٤۷۲‏ 51/7 و4/ 278) والطبراني في 
«الأوسط» )1١41(‏ من طرق عن موسى بن عبيدة الربذي به» قال الترمذي: «هذا 
حديث لا نعرفه إلا من حديث موسئ بن عبيدة» وموسئ بن عبيدة يضف في 
الحديث؛ ضعّفه يحي بن سعيد وغيره من قبل حفظه». والصحيح أنه من تفسير أبي 
هريرة كما سيأي. 

لم أجده في مظانه. 

«به... موسئل» ساقط من طبعتي الفقي والرسالة. 

«الكبير» (۳/ 7594)» فيه هاشم بن مرثد الطبراني شيخ الطبراني» قال ابن حبان: ليس 
بشيء» «ميزان الاعتدال» (5/ ۲۹۰). وفيه أيضًا محمد بن إسماعيل بن عياش» قال 
أبو حاتم: لم يسمع من أبيه شيئًاء حملوه علئ أن يحدث فحدثء وقال أبو داود: لم 
يكن بذاك «عبذيب الكمال» (5 7/ 585). 

زيادة لازمة من «المعجم الكبير». وقد زادها الفقي ‏ وتبعته طبعة الرسالة ‏ أيضًا 
ولكن دون تنبيه. 


ه٠‎ 


عياش » حدثني أبي» حدثني ضمضم بن زُرعة» عن شريح بن عبيد» عن أبي 
مالك الأشعري قال: قال رسول الله بَكّْ: «اليوم الموعود يوم القيامة» 
والشاهد يوم الجمعةء والمشهود يوم عرفة» ويومٌ الجمعة ذخره الله لناء 
وصلاة الوسطئ صلاة العصر». وقد روي من حديث جبير بن مطعه07١).‏ 
قلت: والظاهر ‏ والله أعلم -: أنه من تفسير أبي هريرة. فقد قال الإمام 
آخمد :تا محمد بن > جعفره ثنا شعبة» عن يونس » سوعث هارا مالا بق 
هاشم يحدّث عن أبي هريرة"' أنه قال في هذه الآية ‏ وَسَاهِر وسور ) 


[البروج: ؟] قال: الشاهدٌ يوم الجمعة» والمشهودٌ يوم عرفة» والموعود يوم 
القيامة. 


(۱) أخرجه ابن عدي في «الكامل» في ترجمة عمار بن مطر العنبري (/1/ 19514 0) من 
طريق عمار هذا عن مالك بن أنس عن عمارة بن عبد الله بن صياد عن نافع بن جبير 
عن أبيه عن النبي وَل وعمار هذا متروك الحديث. وأخرجه الشافعي في «الأم» 
(؟/17”) عن إبراهيم بن محمد عن صفوان بن سليم عن نافع بن جبير وعطاء بن 
يسار عن النبي ية مرسلاء وإبراهيم شيخ الشافعي متروك الحديث كذلك. وانظر: 
«معرفة السنن والآثار» .)"١08/5(‏ 

(۲) برقم (۷۹۷۳)» وإسناده صحيح. 

() تصرّف الفقي في النص - وتبعته طبعة الرسالة ‏ فأثبت في موضع «اعن يونس... عن 
أبي هريرة»: «سمعت علي بن زيد ويونس بن عبيد يحدثان عن عمار مولئ بني 
هاشم عن أبي هريرة؛ أما علي بن زيد فرفعه إلى النبي بء وأما يونس فلم يعد أبا 
هريرة». وذلك من «المسند» (۷۹۷۲)ء فلعله خفي عليه أن الطريق الذي أثبته 
المؤلف يقع في «المسند» بعد الذي أثبته هو. وقد أجاد المؤلف بالاقتصار على 
الطريق الصحيح المفرد غير المقرون» وأين علي بن زيد بن جدعان من يونس بن 
عبيد الثقة الثبت! 


011 


السابعة والعشرون: أنه اليوم الذي تفزع فيه السماوات والأرض والجبال 
والبحار والخلائق كله إلا شياطين الإنس والجنّ. فروئ أبو الجرًاب [عن]17) 
عمار بن رُرّيق7؟2» عن منصور» عن مجاهد» عن ابن عباس قال: اجتمع كعب 
وأبوهريرة» فقال أبو هريرة: قال رسول الله ا: «إنَّ في الجمعة" ساعة لا 
يوافقها عبد مسلم يسأل الله فيها خير الدنيا والآخرة إلا أعطاه إباه». قال كعب: 
ألا أحدّثكم عن يوم الجمعة؟ إنه إذا كانيومٌ الجمعة فزعت له(0) 
السماوات والأرض والجبال والبحور؟ والخلائق كلها إلا ابن آدم 
والشياطين. وحمت الملائكة بأبواب المسجد. فيكتبون الأول فالأول حت 
يخرج الإمام. فإذا خرج الإمام طوّوا صحفهم ومن جاء بعد جاء لحم الله 
ولم" كتب عليه. ويحِقٌ على كل حالم أن يغتسل فيه كاغتساله من الجنابة. 
والصدقة فيه أفضل من الصدقة في سائر الأيام. ولم تطلع الشمس ولم تغرب 
على يوم كيوم الجمعة. قال ابن عباس: هذا حديث كعب وأبي هريرة» وأنا أرئ 
من كان لأهله طيبٌ أن يمس منه(0) يومئذ. 


)۱( ما بين المعقوفين ساقط من النسخ. وفي مصدري التخريج : «حدثنا». 

(۲) من طريقه أخخرجه البزار )١١١ /٠١(‏ والطبراني في «الأوسط؛ (179١8)القدر‏ 
المرفوع فقط» وعمار بن رزيق ‏ بتقديم المهملة ‏ لا بأس به. 

(۳) في م: «الجنة»» ولعله سهو من الناسخ. 

)٤(‏ لفظ «آلا» ساقط من ص. 

)0( «له» من ق» مء ن. 

(5) ك»ع: «البحار». 

(۷) ص: «وما». 

(۸) ماعداق. مءن: «فيه»» ولم ينقط في ص. 


o1۲ 


وني حديث أبي هريرة(١‏ عن النبي يَكِ: «لا تطلع الشمس ولاتغرب 
على يوم أفضل من يوم الجمعة. وما من دابّة إلا وهي تفزع ليوم الجمعة إلا 

وذلك أنه اليوم الذي تقوم فيه الساعة» ويُطوئ العالم» وتخرب فيه 
الدنياء ويُبعث فيه النَاس إلى منازلهم من الجنّة والثّار. 

الثامنة والعشرون: أنه اليوم الذي ادّكره الله لهذه الأمة» وأضلٌٌ عنه أهلّ 
الكتاب قبلهم» كما في «الصحيح0 217 من حديث أبي هريرة عن النبي كَل 
قال: اما طلعت الین وا راغلی يوم خير من يو الجمعة . هدانا الله 
له وضلّ الناسٌ عنه» فالناس لنا فيه تَبَعٌّ . هو لناء ولليهود يوم السبت»› 
وللنصارئ يوم الأحد). وني حديث آخر””: («ذَّتَره الله لنا»(؟2. 


وقال الإمام أحمد: حدثنا علي بن عاصم» عن حصين بن 
عبد الرحمن» عن عمر؟ بن قيس» عن محمد بن الأشعث» عن عائشة 


(1)( تقدم تخريجه (ص۸٤٤)‏ وهذا لفظ ابن حبان (۲۷۷۰). 

(۲( ما عدا ق» م: «الصحيحين» ولم أجده فيهما بهذا اللفظ» بل أخرجه أحمد )٠١۷۲۳(‏ 
وابن خزيمة (۱۷۲۲) وابن حبان .)۱۷۲١(‏ وإسناده صحيح. 

)۳( لفظ «آخر» من ق» م» مب» ن. 

)٤(‏ قد تقدم من حديث أبي مالك الأشعري عند الطبراني (۳/ ۲۹۸)ء وهو ضعيف لأجل 
هاشم بن مرثد الطبراني ومحمد بن إسماعيل بن عياش. 

)6( برقم (750079)» وفيه علي ب بن عاصم شيخ أحمدء فيه لين» ولم يسقه غيره بهذا 
التمام» وأخرجه ابن خزيمة (0۷۸» 1286) بإسناد صحيح دون قصة الجمعة 
والقبلة. 


(؟) ماعدامب: «اعمرو)ء وهو خطأ. 


o1۳ 


قالت: بينا أنا عند النبي ب إذ استأذن رجل من اليهود» فأذن له فقال: السّام 
عليك. فقال النبي كَك: «وعليك). قالت(١):‏ فهممت أن أتكلّم. قالت: ثم 
دخل الثانية فقال مثل ذلك» فقال النبي بياة: «وعليك»". ثم دخل الثالئة 
فقال: السام عليكم» قالت: قلت : بل السام عليكم وغضبٌ الله إخوانَ 
القردة والخنازير ون ؛) رسول اله يك بما لم يحيّه به لله عر وجل؟ 
قالت: فنظر إلى فقال: ١مَهُ‏ إن الله لا يحب الفح ولا التفحُش. قالوا قولاء 
فرددناه عليهم» فلم يضرّنا شيئًاء ولزمهم إلى يوم القيامة . إنهم لا يحسدونا 
على شيء كما يحسدونا(*» على الجمعة التي هدانا لله لها وضلُوا عنهاء 
وعلئ القبلة التي هدانا الله لها وضلُوا عنهاء وعلئ قولنا خلف الإمام: آمين». 


وني «الصحيحين» من حديث أبي هريرة عن النبي بي انحن 
الآخرون السابقون يوم القيامة» بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا وأوتيناه من 
بعدهم. فهذا يومهم الذي فرض الله عليهم» فاختلفوا فيه» فهدانا الله له. 
فالناس لنا فيه تبع: اليهود غدَّاء والنصارئ بعد غد). 


)١(‏ صءج: «قال»» وهو خطأ. 

(۲) بعده في النسخ المطبوعة: «قالت: فهممت أن أتكلم» ولم ترد هذه الزيادة في النسخ 
ولا في «المسند. 

(۳) صء ج: «قال قلت». وني ك»ع: «فقالت قلت». والمثبت من ق» م. وني مب «قالت: 
فقلت». 

(5) همزة الاستفهام ساقطة من ك. 

(5) م» مب» ن: احسسدونا». 

(5) البخاري (87/5) ومسلم (850/ )۲١١۱۹‏ من حديث أبي هريرة» وقد تقدم. 


01٤ 


وفي «بَيّد» لغتان: بيد" بالباء وهي المشهورة» وميد بالميم حكاها أبو 


عبيد("). وفي هذه الكلمة قولان أحدهما: أنها بمعنى غير» وهو أشهر 


معنييها. والثاني: بمعنی علوئ أن وأنشد أبو عبيد شاهدًا له9©: 


(1) 
(۳) 
(۳) 


(0 


عَمْدَا فعلتٌ ذاك َد أ 0) 
إخعال20) نو هلك 60 


وه 


وو : 
ترني: تفعلي من الرنين. 


صء ج: (وبيد». 

في غریب الحديث» (۳/ 1556-109). 

نقل البغدادي في اشرح أبيات المغني» (۳/ )۲١‏ عن «تنقيح إصلاح المنطق) 
للتبريزي أن البيتين أنشدهما الأصمعي لمنظور بن مرثد الأسدي» ثم ذكر أنه رأئ 
العزو إليه في هامش نسخة «الصحاح» بخط ياقوت. قلت: لم أجد هذه النسبة وبعض 
ما نقله البغدادي في مطبوعة «تهذيب إصلاح المنطق» (ص -7١‏ قباوة). وقد عزاه 
العكبري أيضًا في «المشوف المعلم» (ص١١١)‏ إلى منظور بن مرثد. 

«فعلتٌ» كذا في م بضم التاءء ولكن الصواب هنا بكسر التاء لأن النقل عن أبي عبيدء 
وهذا ضبطه في غريب الحديث»» نص عليه ابن بلبل. وقال أبو جعفر أحمد بن عبيد: 
«بضم التاء لا غير». وقصة البيتين تؤيد ذلك. انظر: (إصلاح المنطق» (ص 10- 
قباوة): حاشية نسخة كوبريلى» و«العباب الزاخر» (۲/ .)٠٠١‏ 

ما عدا ك: «أخاك»» یت 

كذا في جميع النسخ: «لن...٠»‏ وهكذا في نسخة دار الكتب من «إصلاح المنطق؟. 
والرواية المشهورة: «لم...». واترِنّي» مضبوط في م بضم التاء وكسر الراء» وهي 
الرواية» وعلئ هذا أنشده الأصمعي وقال: لا يقال إلا أرنّت. ذكره السرقسطي في 
«الأفعال» (”/ .)٤‏ قول المؤلف بعده: «تفعلي من الرنين» تفسير للكلمة وإشارة إلى 
مأخذهاء لا أنَّ الرنين مصدر الفعل. 


010 


التاسعة والعشرون: أنه خيرة الله عر وجل من أيام الأسبوع» كما أنَّ شهر 
رمضان خيرته من شهور العام» وليلة القدر خيرته من الليالي» ومكة خيرته 
من الأرض» ومحمد يياه خيرته من خلقه. 


قال آدم بن أبي إياس': ثنا شيبان" أبو معاوية» عن عاصم بن أبي 
النجودء عن أبي صالح» عن كعب الأحبار قال: إن الله عز وجل اختار 
الشهور فاختار شهر رمضان» واختار الأيام فاختار يوم الجمعة» واختار 
الليالي فاختار ليلة القدرء واختار الساعات فاختار ساعات الصلوات. 
والجمعة تكمّر ما بينها وبين الجمعة الأخرئ وتزيد ثلانًا. ورمضان يكمّر ما 
بينه وبين رمضان. والح يكمر ما بينه وبين الحج. والعمرة تكمّر ما بينها 
وبين العمرة. ويموت الرجل بين حستتين: حسنة قضاهاء وحسنة يتنظرهاء 
يعني صلاتين. وتصمّد الشياطين في رمضانء وتغلّق فيه أبوابٌ النار. وتفتح 
فيه أبوابٌ الجن ويقال فيه: يا باغي الخير هلمٌ» رمضانً أجمع. وما من ليا 
أحبٌ إلى الله فيهنٌ العمل من ليالي العشر. 


الثلاثون: أن الموتئ تدنو أرواحهم من قبورهم وتوافيها في يوم الجمعة» 


)١(‏ لم أجده بهذا التمام بهذا الإسناد. ومن طريق آدم أخرجه أبو نعيم في «حلية الأولياء» 
)٠١ /5(‏ مختصرًا. وأخرجه العدني في «الإيمان» (ص588) وابن نصر في «تعظيم قدر 
الصلاة» )۳۳١ /١(‏ وهناد بن السري في «الزهد» (405) وأبو نعيم في «الحلية» 
)٠١ /5(‏ والخطيب في «الجامع لأخلاق الراوي» -١١99(‏ ط. الرسالة) والبيهقي 
في «الشعب» (۳۳۹۳» 456 7) من طرق عن كعب مختصرًا ومطولا ولكن بغير هذا 
التمام. 

(۲) ك»ع: «سفيان)» تصحيف. 


فيعرفون رُوَّارَهم ومن يمُرٌ بهم ويسلّم عليهم ويلقاهم في ذلك اليوم أكثرٌ من 
معرفتهم بهم في غيره من الأيام» فهو يوم تلتقي فيه الأحياء والأموات. فإذا 
قامت فيه الساعة التقئ فيه الأولون والآخرون, وأهل الأرض وأهل السماء» 
والرّبٌ والعبد والعاملٌ وعملّه والمظلومٌ وظالمّهء والشمس والقمرٌ ولم 
يلتقيا قبل ذلك قطّ. وهو يرم الع و الغا رلا يلعي الان فيه ال 
أكثر من التقائهم في غيره» فهو يوم الثّلاق. 


ال واا خی ترچ E‏ 
فذحل كل حيدق فادّلَج(؟2 حتئ إذا كان عند المقابر هوم قال: فرأيتٌ 
كل صاحب قر جالسًا على قبره. فقالوا: هذا مطرّف يأتي الجمعة. قال: 
قلت لي : وسلمرن دى الج راتت و فنا شول بهار 


)1( ١م‏ بهم ساقط من ص» مب. 

(۲) كذافي جميع النسخ الخطية والمطبوعة إلا طبعة الرسالة التي أثبتت في المتن دون 
تنبيه: ايزيد»» وهو الصواب. وقد اقترح بعضهم في حاشية ع أن يكون الأصل: «أبو 
التياح ولاحق بن حميد». 

(۳) ما عدا مب: «يبدر» فغيّره الفقي إلى «يبادر»» وكذا في طبعة الرسالة. والصواب ما 
أثبت من مصادر التخريج. وقد أشير إلى ما أثبت في حاشية ع أيضًا. «يبدو» أي يسكن 
البادية. 

E (5) 

(0) ي يعني: نام نوما خفيقًا . وفي النسخ: اايوم» مضبوطًا في م» ج» ك بتنوي ين الرفع؛ وفي مب: 
«حوم ». وكلاهما تصحيف. وفي النسخ المطبوعة: ايوم الجمعة»» ولعل ناسحًا 
استشكل لفظة (يوم» فزاد بعده: «الجمعة»! 

(5) في المطبوع: «صاحب كل قبر». في م بعده: #جالسًا علئ قبر جالسًا علئ قبره»» تكرار. 


/ااه 


قلت: وما تقول فيه الطير؟ قالوا: تقول: ربٌ سم سلَّه(١)»‏ يوم صالح0©. 


وذكر ابن أبي الدنيا في «كتاب المنامات)" وغيره عن بعض أهل 
عاصم الجَحُدري قال: رأيت عاصمّا(؟) الجحدري في منامي بعد موته 
بسنتين فقلت: اليس قد متٌ؟ قال: بلئ. قلت: فأين أنت؟ قال: أنا والله في 
روضة من رياض الجنةء آنا ونفرٌ من أصحابي نجتمع كل ليلة جمعة 


)١(‏ كذا ضبط بالتشديد في ق»ع. والثابت في مصادر التخريج وغيرها: «تقول: سلام 
سلام»» ولا يبعد حذف الألف من «سلام» على الرسم القديم» ولكن لم ترد في 
المصادر مع لفظة «الربٌ». 

(۲) أخرجه عبد الله بن أحمد في الزوائد على «الزهد» (171717) وأحمد بن علي 
المروزي في «الجمعة وفضلها؛ )٤١(‏ وأبو نعيم في «الحلية» (۲/ )٠٠٠١‏ والبيهقي في 
«شعب الإيمان» (88714) من طرق عن أبي التياح به. وأخرجه ابن أبي شيبة 
(/7”574) من طريق غيلان بن جرير عن مطرف وإسناده صحيح. وقد أورده 
المؤلف في كتاب «الروح» )١١/١(‏ من كتاب «القبور» لابن أبي الدنياء ولم يرد في 
المطبوع منه» ورواية البيهقي من طريقه. 

(۳) برقم -٥۹(‏ ط. دار أطلس الخضراء) و«القبور» كما في كتاب «الروح» .)٠١-۹/۱(‏ 
ومن طريقه البيهقي في «الشعب» (8871)» وفيه راو مبهم» وكذلك فيه ميسمع بن 
عاصم» قال العقيلي في «الضعفاء» :)١١11//5(‏ «لا يتابع علئ حديثه ولیس بمشهور 
النقل». وانظر: «الثقات» لابن حبان (۹/ ١198‏ ) و«ميزان الاعتدال» .)١١١ /٤(‏ 
وأخرجه الدينوري في «المجالسة» /١57(‏ م) من طريق شبابة بن سوار عن 
عبد الرحمن عن رجل من آل عاصم الجحدري به» وعبد الرحمن هذا لم أتبين من 
هوء والرجل مبهم كالطريق السابق. 

)٤(‏ صء ج: «عاصم؟. 


01۸ 


وصبيحتها إلئ بكر بن عبد الله المُرَّنيِء فنتلاقّئ7١)‏ أخباركم. قال: قلت: 
أجسامكم آم أرواحكم؟ قال: هيهات» بليت الأجسام! وإنما تتلاقئ 
الأرواح. قال: فقلت: فهل تعلمون بزيارتنا إياكم"؟ قال: نعلم بها عشية 
الجمعة» ويوم الجمعة كلّه» وليلة الست" إلى طلوع الشمس. قال: قلت: 
فكيف ذلك دون الأيام كلّها؟ قال: لفضل يوم الجمعة وعظمته. 


وذكر ابن أبي الدنيا(» أيضًا عن محمد بن واسع أنه كان يذهب كلّ 
ووب “كيد 0-4 
غداة سبت حت يأتي الجبّانَ(*2» فيقف على القبور» فيسلم عليهم» ويد 
28 في 7 على لقبور 1 مو 

لهم ثم ينصرف. فقيل له: لو صيّرتَ هذا اليوم يوم الاثنين. فقال: بلغني أن 
الموتئ يعلمون بزوارهم يوم الجمعة» ويومًا قبلها ويومًا بعدها. 

وذكر 217 عن سفيان الثوري قال: بلغني عن الضحاك أنه قال: من زار 
قبرا يوم السبت قبل طلوع الشمس علِم الميّتٌ بزيارته. فقيل له: وكيف 
ذلك؟ قال: لمكان يوم الجمعة. 


)١(‏ كذا في جميع النسخ و«شعب الإيمان» و«الإحياء» (541/5). وفي سائر المصادر: 
E‏ 

(0) لكيع: «لكم». 

(۳) ماعداق» م: ايوم السبت» وكذا في المصادر وفي المطبوع كما أثبت. 

)٤(‏ في كتاب «القبور؛ كما في كتاب «الروح» .)٠١ /١(‏ ومن طريقه أخرجه البيهقي في 
«شعب الإيمان» (8877)» وفيه بكر بن محمد بن فرقد وجسر بن فرقد القصاب» 
فيهما لين. 

)٥(‏ الجيّان: المقبرة. 

() في كتاب «القبور» أيضًا («الروح» .)3١ /١‏ ومن طريقه أخرجه البيهقي في «الشعب» 
(2877) وفيه عبد العزيز بن أبان» كذاب. 


016 


الحادية والثلاثون: أنه" يُكرّه إفرادُ يوم الجمعة بالصوم. هذا منصوص 
أحمد. قال الأثرم: قيل لأبي عبد الله: صيام يوم الجمعة؟ فذكر حديث 
النهي(" أن يفرد» ثم قال: إلا أن يكون في صيام كان يصومه» وأمّا أن يفرّد 
فلا. قلت: رجل كان يصوم يومًا ويفطر يومّاء فوقع فطره يوم الخميس 
وصومُّه يوم الجمعة» وفطره يوم السبت» فصار الجمعة مفردًا؟ فقال: هذا 
الآنَّ لم يتعمد" صومه خاصّة. إنما كره أن يتعمّد الجمعة0. 
أحدًا من أهل العلم والفقه وممّن يُقتدئ به ينه عن صيام يوم الجمعة. وصيامه 

2 

حَسَنٌ. وقد رأيت بعض آهل العلم يصومه. وأراه كان يتحرّاه. 

قال ابن عبد البر(2: اختلفت الآثار عن النبي كَل في صيام يوم الجمعة. 
١ ٠.‏ 4 ڪاله TOT ٠‏ 27 
فروئ ابن مسعود عن النبي يَكِْةِ: كان يصوم ثلاثة أيام من كل شهرء وقال: 
«قلما رأيته مفطرًا يوم الجمعة)(. وهو حديث صحيح. 


)١(‏ «آنه» ساقط من ك ومستدرك فيع. 

(؟) في ص بياض في موضع «النهي». 

)۳( في النسخ المطبوعة: «إلا أن يتعمدا» تحريف. 

.)۱۲۳۸ /۳( وانظر: #مسائل؛ أبي داود (ص۱۳۷) وابن هانئ (ص177١) والكوسج‎ )٤( 

.)٤١١ /١( «الحجة على آهل المدينة»‎ )٠( 

(5) في «الموطأ» .)۸٦٠(‏ 

(۷) في «الاستذکار» (۱۰/ -۲٠٣۰‏ ۲۹۳). 

(۸) أخرجه آحمد(۳۸۹۰) وآبو داود )۲٤٠٠١(‏ والترمذي )۷٤١(‏ والنسائي في 
«المجتبیل» (۲۳۹۸) و«الكبرئ» (۲۹۸۹» ۲۷۷۱) وابن ماجه )۱۷۲١(‏ وابن حبان 
)۳٤١ ۰۳٤۱(‏ والبيهقي )۲۹٤ /٤(‏ كلهم من طريق شيبان عن عاصم عن زر بن 


OY ° 


وقد روي عن ابن عمر أنه قال: ما رأيت رسول الله يك مفطرًا يوم جمعةٍ 
0 
قط. ذكره ابن أبي شيبة(١2؛‏ عن حفص بن غياث» عن ليث بن أبي سليم» عن 


عمير بن أبي عمير» عن ابن عمر. 
وروی" عن" ابن عباس أنه كان يصوم يوم الجمعة ويواظب 
عليه ). 


وأما الذي ذكره مالك فيقولون: إنه محمد بن المنكدر» وقيل: 


حبيش عن عبد الله بن مسعود. وقد روي موقوقًا علئ ابن مسعود» ورفځه صحيح» 
قاله الدارقطني في «العلل» .)۷٠٤(‏ قال الترمذي: حسن غريب» وصححه ابن 
عبد البر» وضعفه ابن الجوزي في «العلل المتناهية» (۲/ 04) من غير بينة. وسيأتي من 
كلام المؤلف: «إن صح». 

)١١١١ برقم (91*07)» والنقل من «الاستذكار». وأخرجه مسدد (المطالب العالية-‎ )١( 
كلهم من طريق‎ )٥۷۰۹( والطرسوسي في «مسند عبد الله بن عمر» (۳۱) وأبو يعلئ‎ 
من طريقين فقال:‎ )5١ 204 /۲( حفص به. ساقه ابن الجوزي في «العلل المتناهية»‎ 
«هذا حديث لا يثبت» في طريقه الأول ليث» وقد جرحناه آنقًا. وفي الطريق الثاني‎ 
جعفر بن نصر؛ قال ابن عدي: حدث عن الثقات بالبواطيل» وقال ابن حبان: يروي‎ 
عن الثقات ما لم يحدثوا به؛» وقال: «وهذا متن موضوع). وانظر: «تنقيح التحقيق»‎ 
.)017- 

(۲) يعني ابن أبي شيبة. والمؤلف صادر عن «الاستذكار»» والسياق يوهم أنه «رُوي» 
بالبناء للمجهول كما ضبط في مطبوعة «الاستذكار»» وأنّ المنقول عمل ابن عباس. 

(۳) حذفت «عن» في الطبعة الميمنية وما بعدها. 

(4) أخرجه ابن أبي شيبة )975١(‏ عن حفص عن ليث عن طاوس عن ابن عباس قال: 
«ما رأيته مفطرًا يوم جمعة قط). قال ابن الجوزي في «العلل» (09/7): «هذا حديث 
لا يصح» وفيه ليث». 

)٥(‏ ق» م: «المذكورا» تحريف. 


o۱ 


صفوان بن سَلَيم. 
3 4 4 أ 
وروئ الدّراوردي7١2‏ عن صفوان بن سليم عن رجل من بني جِشّم أنه 
سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله :من صام يوم الجمعة گیب له 
عشرةٌ أيام عر زُهْر(") من أيام الآخرة لا يشاكلهن7" أيام الدنيا». 


والأصل في صوم* يوم الجمعة أنه عمل بر لا يمنع منه إلا بدليل لا 
معارض له50), 


قلت: قد صح المعارضٌ صكة لا مطعن فيه ا البتة. فم 
«الصحيحين»") عن محمد بن عباد قال: سألت جابرًا: أتهئ اللي كل عن 
صوم يوم الجمعة؟ قال: «نعم». 


وفي («صحيبح مسلم)(8) عن محمد بن عباد(ة) قال: سألت جابر بن 


() م: «أبو الدراوردي»» وفي ق: «أبو الدرداء»» وكلاهما تحريف. 

(۲) تحرّف «زهر» في ق» م إلئ: «رهم» وفي «الاستذكار» ومصدري التخريج: اعددهن!» 
وهو تحريف «غُرّ زهر». وقد ضبطت الكلمتان بكسرهما في ك»ع. 

(۳) قء م: «تشاكلهن». 

.)۲۸۲( ؟) و«فضائل الأوقات»‎ 08٠ ۰۳۵۷۹( أخرجه البيهقي في اشعب الإيمان»‎ )٤( 

)2( «صوم» من ق» م و«الاستذكار». 

(5) هنا ينتهي النقل من «الاستذكار» (۱۰/ )577-177٠‏ باختصار. 

)۷( البخاري )۱۹۸٤(‏ ومسلم .)١١57(‏ والمؤلف صادر عن «السنن والأحكام» للضياء 
المقدسي (۳/ )٤۷۸ -٤۷٦‏ إلى حديث أبي هريرة الآي من «مسند أحمد». 

.)۱٤١٩/۱۱٤۳( برقم‎ )۸( 

(9) ج: «عبادة»» وهوخطأ. 


عبد الله وهو يطوف بالبيت: أنه رسولٌ الله ية عن صيام يوم الجمعة؟ قال: 
لانعم» ورب هذه البيّة(١)),‏ 


وني «الصحيحين»" عن أبي هريرة قال: سمعت النبي ية يقول: «لا 
يصومنٌ أحدٌكم يوم الجمعة إلا يومًا قبله أو بعده"». واللفظ للبخاري. 


وفي ا(اصحيح مسلم»(؟) عن أبي هريرة عن النبي وك قال: «لا خصو 
ليلة الجمعة بقيام من بين الليالي» ولا ت تختصوا* يوم الجمعة بصيام من بين 
الأيام0" إلا أن يكون في صوم يصومه أحدكم». 

وفي صحيح البخاري»(") عن جويرية بنت ت الحارث أن النبي ا دخل 
عليها يوم الجمعة وهي صائمة» فقال: «أْصَمْتٍ أمس؟». قالت: لا. قال: 
«تریدین أن تصومي غدًا؟». قالت: لا. قال: 0 


وفي «مسند الإمام أحمد»7 عن ابن عباس أنَّ النبي ل قال: لا 
تصوموا يوم الجمعة وحده». 


)١(‏ كذا في جميع النسخ ما عدا ص التي كان فيها: «البيت»» فغير إلى «البنية). 
(؟) البخاري )١1985(‏ ومسلم .)١57/١١55(‏ 

(۳) ما عداق: «يومًا بعده»» ولفظ البخاري ما أثبت» وكذا في «السئن والأحكام». 
(5) برقم .)۱٤۸/۱۱٤٤(‏ 

(5) مب: «تخصوا» في الموضعين. 

(5) في المطبوع: «سائر الأيام». 

)¥( برقم (1985). 

(A)‏ برقم (۲۹۱۷)» وفيه الحسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس» ضعيف. 


oY 


وفي «(مسنده» أيضًا عن جُنادة الأزدي قال: دخلت على رسول الله 
كه في يوم جمعة» في سبعةٍ من الأزد آنا ثامنهم» وهويتغدّئ, فقال: «هلمُّوا 
إلى الغداء». فقلنا: يا رسول الله إلا صيام. قال: «أصمتم أمس؟). قلنا: لا. 
قال: «فتصومون غدًا؟». قلنا: لا. قال: «فأفطروا». قال: فأكلنا مع رسول الله 
كك قال: فلما خرج وجلس على المنبر دعا بإناء من ماء» فشرب وهو على 
المنبر» والناس ينظرون» يُريهم أنه لا يصوم يوم الجمعة. 

وفي «مسنده» أيضًا عن أبي هريرة قال: قال النبي بي ايوم الجمعة 
يوم عيد فلا تجعلوا يوم عيدكم يوم صيامكم إلا أن تصوموا قبله أو بعده». 

وذكر ابن أبي شيبة2"7 عن سفيان بن عيينة» عن عمران بن ظبيان» عن 
حكيم بن سعد» عن علي بن أبي طالب قال: من كان منكم متطوّعًا من 
الشهر أيامّاء فليكن في صومه يوم الخميس. ولا يصّمْ يوم الجمعة فإنه يوم 
طعام وشراب وذكرء فيجمع لله يومين(؟) صالحين: يوم صيامه ويوم نسكه 


(۱) برقم .)٤/۲٤٠۰۰۹(‏ وأخرجه أيضًا ابن أبي شيبة (9575) والبخاري في «التاريخ 
الكبير» (۲/ ۰۲۳۳ ۳/ /91) والنسائي في «الكبرئ» (27787 ۲۷۸۷) والطبراني 
(۲/ ۰۲۸۱ ۲۸۲) والحاكم (۳/ .)1٠۸‏ ومداره علئ حذيفة الأزدي» ضعيف؛ وقال 
الحافظ عن جنادة: «مختلف في صحبته» قال العجلي: تابعي ثقة». وانظر: «تنقيح 
التحقيق» (۳/ 57-774 7) وتعليق محققي «المسند». 

() برقم ))23١840:8075(‏ وأخرجه إسحاق بن راهويه (5 01) وابن خزيمة (5171» 
۲ والحاكم (۱/ .)٤۳۷‏ وني إسناده أبو بشر وعامر بن ُّدَينَء كلاهما فيه لين. 
والحديث ضعفه الألباني» انظر: «الضعيفة» (5 515 381757). 

)۳( في لمصنفه» (977“5): وكذلك أخرجه عبد الرزاق )۷۸١۳(‏ عن ابن عيينة به. 

(5) ج: لانسكين». وقبله في النسخ المطبوعة: «فيجمع الله له). 

oY 


مع المسلمين. 

وذكر جرير(١2‏ عن مغيرة عن إبراهيم نهم كرهوا صوم الجمعة ليتقَوٌوًا 
على الصلاة). 

قلت: المآخذ2" في كراهته ثلاثة» هذا أحدها. ولكن يشكل عليه زوال 
الكراهية بضمٌ يوم قبله أو يوم بعده إليه. 

والثاني: أنه يوم عيدء وهو الذي أشار إليه النبي كَل وقد أورد على هذا 
التعليل إشكالانء أحدهما: أن صومه ليس بحرام» وصوم يوم العيد حرام. 
الثاني: أن الكراهة تزول بعدم إفراده. 
إنما هو لصوم يوم عيد العام. وأما إذا صام يومًا قبله أو يومًا بعده فلا 
يكون قد صامه لأجل كونه يوم جمعة وعيد)ء فتزول المفسدة الناشئة من 
تخصيصه. بل يكون داخلا في صيامه تبعًا. 

وعلئ هذا يحمل ماروا الإمام أحم دفي امسنله) والنسائى 


(1) في النسخ المطبوعة: «ابن جرير»» وهو تحريف. 

(۲) أخرجه ابن أبي شيبة في «المصنف» برقم (١٤4۳)ء‏ ومغيرة كثير الإرسال عن إبراهيم 
النخعي. 

(۳) كذا قرأت. ويحتمل: «المأخذ) بالإفراد. 

(5) لم يرد لفظ ايوم» في ق» م؛ مب. 

)٥(‏ لم يرد هنا أيضًا لفظ «يوم» في ق» م» مب. 

(7) ماعداق» م» مب: «كونه جمعة وعيدًا. 


oY0 


والترمذي(١2‏ من حديث عبد الله بن مسعود_إن صح -قال: قلما رأيت 
رسول الله لا يفطر يوم جمعة. فإن صم هذا تعيّن حملّه علئ أنه كان يدخل 
في صيامه("2» لا آنه" كان يفرده» لصحة النهى عنه. وأين أحاديث النهى 
ااي الف ك لجرا اندي ل بره ا آهل 
الصحيح» وقد حكم الترمذي بغرابته؛ فكيف يعارض به الأحاديث 
الصحيحة الصريحة) ثم يقدَّم عليها؟ 

والمأخذ الثالث: حماية الذريعة2*0 من أن يُلحق بالدّين ما ليس منه 
ويُوجب التشبّه بأهل الكتاب في تخصيص بعض الأيام بالتجرّد عن الأعمال 
الدنيوية. وينضجٌ إلى هذا المعنئ: أنَّ هذا اليوم لما كان ظاهر الفضل على 
الأيام كان الداعي إلى صومه قويّاء فهو في مظِنّةٍ تتابع الناس في صومه 
واحتفالهم به ما لا يحتفلون بصوم يوم غيره. وني ذلك إلحاق بالشرع ما ليس 
منه. ولهذا المعنئ ‏ والله أعلم - نبي عن تخصيص ليلة الجمعة بالقيام من 
بين الليالي» لأخبا من أفضل الليالي حتئ فضّلها بعضّهم على ليلة القدرء 
وحكيت رواية عن أحمد. فهي في مظنّة تخصيصها بالعبادة» فحمَى 0 
الشارع الذريعة» وسدّها بالنهي ع تم ونا بالقيام. والله أعلم. 


)۲۷۷۱۰۲۹۸۹( أحمد (850”) والنسائي في «المجتبی» (۲۳۹۸) و«الکبریٰ»‎ )١( 
والترمذي (۷۱۲)» وقد تقدم.‎ 
ص: «علئ صيامه».‎ )۲( 
في ص : «لأنه)» تحريف.‎ (۳) 
في ص بياض في موضع «الصريحة».‎ )٤( 
ما عدا ص» ج: سد الذريعة».‎ (٥) 
في النسخ المطبوعة: «فحسم)» ولعله تصرف بعض النساخ.‎ )0( 
o 


فإن قيل: فما تقولون في تخصيص يوم غيره بالصيام؟ قيل: أما تخصيص 
ما خصّصه الشارع كيوم الاثنين ويوم عرفة ويوم عاشوراء» فسئة. وأما 
تخصيص غيره كيوم السّبت والثلاثاء والأحد والأربعاء» فمكروه. وما كان 
منها أقرب إلى التشبّه بالكفار لتتخصيص أيام أعيادهم بالتعظيم والصيا» 
فأشدٌ كراهة وأقربُ إلى التحريم. 

الثانية والثلاثون(١2:‏ إنه يوم اجتماع الناس وتذكيرهم بالمبدأ والمعاد. 
وقد شرع الله سبحانه لكل أمة في الأسبوع يومّاء يتفرّغون فيه للعبادة» 
ويجتيعون فيه لتتذكر المنذا والمعاد والفوات والعقاب» ويتذكرون 0 
اجتماعهم يوم الجمع الأكبر”" قيامًا بين يدي رب العالمين. وكان أحقٌّ الأيام 
بهذا الغرض المطلوب اليومٌ الذي يجمع الله فيه الخلائق» وذلك يوم الجمعة. 
فذتحره الله لهذه الأمة لفضلها وشرفهاء فشرع اجتماعها في هذا اليوم لطاعته 
وقدَّر اجتماعها فيه مع الأمم لنيل كرامته. فهو يوم الاجتماع شرعًا وقدرًا9». 
. - و 5 ع عي 
وفي مقدار انتصافه وقت الخطبة والصلاة يكون أهل الجنة في منازلهم» وأهل 

و ر 5 8 3 8 و 1 
النهارٌ يومَ القيامة حتى يقي ل أهل الجنة في منازلهم وأهل النارفي 
)1( كذا في جميع النسخ ما عدا ن: «الثانية والثلاثون» في موضع «الثالثة والثلاثئون»» وقد 

أصلح في ع. وقد سبق التنبيه على ما وقع من السهو بعد الرابعة والعشرين» إذ 

تكرّرت» فسقط رقم في العدٌ إل آخره. 
(؟) ماعداق» م: افيه). 
[فرة لم يرد لفظ «الأكبر» في ص» ج. 
)٤(‏ في النسخ المطبوعة: «شرعا في الدنيا وقدرًا في الآخرة». 
)2( ق» م: «تقيل». 

oV 


منازلهم'). وقرأ: (ثم إن مقيلهم لإلئ الجحيم)". وكذلك هي في قراءته. 

ولهذا كون الأيام سبعة إنما يعرفه29 الأمم التي لها كتاب. فأمًا مهلا 
كتاب لها فلا تعرف ذلك إلا من تلقّاه منهم عن أمم الأنبياء» فإنه ليس!*) هنا هنا 
علامة حسية حسّيّة عرف بها كونُ الأيام سبعةٌ» بخلاف الشهر والسنة وفصولها .ولما 
خلق الله عز وجل السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام» وتعرّف إلى عباده 
بذلك على ألسنة رسله. شرع لهم في الأسبوع يوم يذكرهم" بذلك وبحكمة 
الخلق وما خلقوا له» وبأجل العالم وط السموات والأرض» وعود الأمركما 
بدأه سبحانه وعدًا عليه حقا وقو لا صدقًا. 


ولهذا كان كك يقرأ في فجر يوم الجمعة بسورتي (الم تنزيل السجدة80») 


)0( «وأهل النار في منازلهم» ساقط من ك» مستدرك فيع. وفي طبعة الرسالة بعده زيادة: 


وو 4 سس يه 


م افد 


«وقرأ: اص امین حر كق وَس مَيّي .٠»)‏ 

(۲) أخرجه الحسين المروزي في زوائده على «الزهد» لابن المبارك (ص”577) وابن أبي 
حاتم في تفسيره» (۸/ -۲۹۸١‏ الجمع) والحاكم (۲/ )5٠7‏ والبغوي في اشرح 
السنة» (47779) من طريق سفيان عن ميسرة بن حبيب عن المنهال بن عمرو عن أبي 
عبيدة عن عبد الله بن مسعود به. وأبو عبيدة لم يسمع من أبيه عبد الله بن مسعود. 

() ع: «تعرفه». ولم ينقط حرف المضارع في صء ك. 

)٤(‏ صء ج: «الذي». 

(5) ص: (الأنبياء فليس». 

(1) في النسخ المطبوعة: «يذكّرهم فيه». توهم بعضهم أن فاعل «يذكّر» هو الشارع» فزاد: 
(فيه). 

(۷) ماعداق»م: اافجر الجمعة» هنا وفيما يأتي. 

(۸) هكذا في ق» م» مب» ن والطبعات القديمة. وفي غيرها: «الم السجدة». 


o۸ 


و(هل أتئ علئ الإنسان)230» لما اشتملت عليه هاتان السورتان مما كان ويكون 
يوم الجمعة من المبدأ والععاد وعدن الخلائق وبعثهم من القبور إلى الجنة 
والنارء لا لأجل السجدة كما يظنه مّن نقص علمه ومعرفته» فيأتي بسجدة من 
سورة أخرئ» ويعتقد أنَّ فجر الجمعة قُضّل بسجدة» وينكر على من لم يفعلها. 

وهكذا كانت قراءته َة في المجامع الكبار كالأعياد ونحوها بالسُّوّر 
المشتملة على التوحيد والمبدأ والمعاد. وقصص الأنبياء مع أممهم وما 
عامل" به من كذَّبهم وكمّر بهم من الهلاك والشقاء ومن آمن بهم وصدَّقهم 
من النجاة والعافية. كما كان يقرأ في العيدين بسورتي (ق والقرآن المجيد) 
و(اقتربت الساعة وانشق القمر)ء وتارة: ب(سبح اسم ربك الأعلئ) و(هل 
أتاك حديث الغاشية). 

وتارةً يقرأ في الجمعة بسورة الجمعة لما تضمّنته من الأمر بهذه الصلاة 
وإيجاب السعي إليهاء وترك العمل العائق عنهاء والأمر بإكثار ذكره”) 
ليحصل لهم الفلاح في الدارين» فإِنَ في نسيان ذكره العطبّ والهلاكَ في 
الدارين. ويقرأ في الثانية بسورة (إذا جاءك المنافقون) تحذيرًا للأمة من 
النفاق المرزدي» وتحذيرًا لهي أن يشغلهه00) أموالهم وأولادهم عن صلاة 
الجمعة وعن ذكره277» وأنهم إن فعلوا ذلك خسروا ولا بدَّ» وحضًا لهم على 


)١(‏ قد تقدم. 

(۲) يعني: الله عز وجل. وقد زاد الفقي لفظ الجلالة في نشرته. 

(۳) يعني: ذكر الله» كما أثبت الشيخ الفقي خلاقًا للنسخ والطبعات السابقة. 
)€( «لهم» من ق» م» مب» ن. 

(5) ج» ك ن: «تشغلهم». 


0) هنا أيضًا أثبت الفقى: «ذكر الله». وكذا في طبعة الرسالة. 


o4 


الإنفاق الذي هو من أكبر أسباب سعادتهم7١2»‏ وتحذيرًا لهم من هجوم 
الموت وهم على حالةٍ يطلبون الإقالة ويتمنّون الرّجعة فلا يُجابون إليها(). 
وكذلك كان يك يفعل عند قدوم وفدٍ يريد أن" يُسْوِعهِم القرآن(؟». وكان 
يطيل قراءة الصلاة الجهرية لذلك» كما صلى في المغرب ب (الأعراف) 
وب(الطور) و(ق). وكان يصلي في الفجر بنحو مائة ية . 

وكذلك كانت خطبه وك إنما هي تقرير لأصول الإيمان» من الإيمان 
بالله وملائكته وكتبه ورسله ولقائه» وذكر الجنة والنار وما أعدّ الله لأوليائه 
وأهل طاعته وما أعدَّ لأعدائه وأهل معصيته. فتمتلى القلوب من خطبه إيمانًا 
وتوحيدًا ومعرفة بالله وأيامه» لا كخطب غيره التي إنما تفيد(" أمرًا مشتركًا 
بين الخلائق» وهو النّوحُ على الحياة والتخويفُ بالموت» فإِنَّ هذا أمر لا 
يحصّل في القلوب إيمانًا بالله» ولا توحيدًا له ولا معرفة خاصّة به(0١‏ 
ولا تذكيرًا بأيامه» ولا بعتا للنفوس على محبته والشوق إلى لقائه؛ فيخرج 


)١(‏ لفظ «أسباب» ساقط من ع. وفيما عدا ق» م» مب» ن: (سعاداتهم». 

0( تقدم تخريج الأحاديث المشار إليها. 

() لم يرد «أن» في ص ج. 

ع6 تقدم تخريجه. 

)0( ني من ص» ج. 

(5) تقدم تخريجها. 

)¥۷( ق» م: «يفيد». 

)۸( ما عدا مب: «وهي»» ومن أجل ذلك وقع في النسخ المطبوعة قبله: «أمورًا مشتركة». 
(9) «له» من ق» م» مب» ن. 

(۱۰) «په» ساقط من ص. 


of» 


السامعون ولم يستفيدوا فائدةٌ غير أنهم يموتون» وتقسّم أموالهم» ويُبلي 
الترابٌ أجسامهم. فيا ليت شعري آي إيمان حصل بهذا؟ وأيّ توحيد ومعرفة 
وعلم نافع حصل به؟ 

ومن تأمّل طب الي يكل وخطب أصحابه وجدها كفيلة ببيان الهدئ 
والتوعيد وذكن O‏ نهر UG e‏ 
إلى اله وذكر آلائه التي تحببه إلى خلقه. وأيامه التي تخوّفهم من بأسه. 
والأمر بذكره وشكره الذي يحبّبهم إليه. فيذكرون من عظمة الله وصفاته 
وأسمائه ما يحبّبه إل خلقه» ويأمرون من طاعته وشكره وذكره ما يحبّبهم 
إليه؛ فينصرف السامعون وقد أحبوه وأحبّهم. 

ثم طال العهدء وخفي نور النبوة» وصارت الشرائع والأوامر رسومًا 
تقام» من غير مراعاة حقائقها ومقاصدها. فأعطوها صورهاء وزيّنوها با 
رها بد فجعلوا الرسيو والأرضناء سكالا يعي لخدن يناه واا 
بالمقاصد التي لا ينبغي الإخلال بها. فرضّعو(١2‏ الخطب بالتسجيع والفِقّر 
وعلم البديع؛ فنقص بل عُدِم حظ القلوب منهاء وفات المقصود ا 

فمما حفظ من خطبه اة أنه كان يُكثر أن يخطب بالقرآن وبسورة (ق). 
قالت أم هشام("2 بنت الحارث بن النعمان: ما حفظت (ق) إلا من في رسول 
الله اة مما يخطّب بها على المدر". 


)0۱( ص» ج: «فرصفوا). مب» ن: «فوضعوا». 
)۲( ج: «أم هانئ)» ولعله سبق قلم. 
(۳) أخرجه مسلم (۸۷۳). 


وحفظ من خطبه ية من رواية علي بن زيد بن جدعان» وفيه ضعف: 
ديا أيها الناس(١2,‏ توبوا إلى الله عز وجل قبل أن تموتواء وبادروا بالأعمال 
الصالحةء وصِلُوا الذي بينكم وبين ربكم بكثرة ذكركم له وكشرة الصدقة في 
المّرٌ والعلانية- تؤجّروا وتُحْمَدوا وتٌررّقوا. واعلموا أن الله عر وجل قد 
فرض عليكم الجمعة فريضة مكتوبة في مقامي هذاء في شهري هذاء في عامي 
هذاء إلى يوم القيامة» من وجد إليها سبيلًا. فمن تركها ني حياتي أو بعدي 
جحودًا بها واستخفافًا بهاء وله إمام جائر أو عادل؛ فلا جمع الله له شملّه. ولا 
بارك له في أمره. ألا ولا صلاة له» ألا ولا وضوء له. ألا ولا صوم له ألا 
ولا زكاة له» آلا ولا حب له ألا ولا بر" له حتیٰ يتوبء فإن تاب تاب الله 
عليه. ألا ولا تومن امرأةٌ رجلاء ألا ولا يوم أعرابييٌ مهاجراء ألا ولا يوسن 
فاجرٌ مؤمتاء إلا أن يقهره سلطانٌ يخاف سيفه وسوطه)(؟). 

وحفظ من خطبه أيضًا: «الحمد لله» نستعينه ونستغفره» ونعوذ بالله من 
شرور أنفسنا. من يهده الله فلا مضل له ومن يُضلِل فلا هادي له. وأشهد أن 
لا إله إلا الله وحده لاشريك له. وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله» أرسله 


)١(‏ صءج: «أيها الناس» دون «يا». 

(۲ «ألاولا صوم له» لم يرد في ص»ج» مب. وفي ك ع: «صيام». 

(9) في النسخ المطبوعة: «بركة»؛» تحريف. 

(5) أخرجه ابن ماجه )٠١١81١(‏ وابن عدي في «الكامل» في ترجمة عبد الله بن محمد 
العدوي )281١-559/5(‏ والبيهقي في «الكبرئ» )17/١/5(‏ واشعب الإيمان» 
.)۲۷٠(‏ وفي إسناده الوليد بن بكير» لين الحديث؛ وعبد الله العدوي» متروك؛ 
وعلي بن زيد بن جدعان» ضعيف. وأخرجه عبد بن حميد )١١1774(‏ من طريق آخر 
عن علي بن زيد نحوه. 


کے 


oY 


بالحق بشيرًا ونذيرًا بين يدي الساعة. من يُطع الله ورسوله فقد رشّدء ومن 
يعصهما فإنه لا يضُرٌ إلا نفسّه» ولا يضر الله شيئًا». رواه أبو داود(١2‏ وسيأقي 
فصل 
في هديه 5 في خطبه 

كان ب إذا خطب احكّرت عيناه» وعلا صوته» واشتدٌ غضبه حتوا كأنه 
مُنذِر جيش؛ يقول: اصبّحكم ومسّاكم». ويقول: «بُعِدتٌ أنا والساعة كهاتين» 
ويقرّن بين إصبعيه السّبّابة والوسطئ. ويقول: «أما بعد فإنَّ خيرٌ الحديث 
كتابٌ الله وخيرٌ الهُدَّئ مُدَئ محمّد. وش الأمور محدثائها. وكل بدعة 

Ld و‎ 

ضلالة». ثم يقول: «أنا أولئ بكل مؤمن من نفسه. مَن ترك مالا فلأهله. ومن 
ترّك دیا أو ضَياعًا فلي وعليً». رواه ل 

وفي لفظ له25000: كانت خطبة النبي كَل يوم الجمعةء يحمد الله ويثني 
عليه» ثم يقول على إثر ذلك» وقد علا صوته. فذكره. 

وفي لفظ227: يحمد الله ويثني عليه بما هو أهله؛ ثم يقول: «مَن يهده الله 

0 8 3 

فلا مضل له» ومّن يُضْلِل فلا هادى له. وخيرٌ الحديث كتابٌ الله». 
)00( برقم (۰۱۰۹۷ ۲۱۱۹)»ء وفي إسناده عبد ربه بن أبي» مستور. وأخرجه أيضًا الطبراني 

.)١53/9( والبيهقي‎ 01١/1١ 
.)57 /853/( (؟) برقم‎ 


(۳) «له» ساقط من مب. 
)€( (لاكملةة). 


0( «صحيح مسلم» (لاكم/ هة:). 
off‏ 


وني لفظ للنسائي: «وكل بدعة ضلالة» وكل ضلالة في النار». 

وكان يقول في خطبه بعد التحميد والثناء والتشهد: «أما بعد»). 

وكان يقصّر الخطبة ويطيل الصلاة» ويكثر الذكرء ويقصد الكلمات 
الجوامع. وكان يقول: (إِنَّ طولٌ صلاة الرجل وقِصّرٌ خطبته مَيِنّةٌ من 

وكان يعلّم أصحابه في خطبته قواعد الإسلام وشرائعه» ويأمرهم وينهاهم 
في خطبته إذا عرّض له مر أو نبيئء كما أمر الداخلٌ وهو يخطب أن يصلَّى 
ركعتين47»» ونبئ المتخطّي لرقاب الناس عن ذلكء وأمّره بالجلوس00). 

وكان يقطع خطبته للحاجة تعْرض له" أو السؤال لأحد من أصحابه 
فيجيبه» ثم يعود إل خطبته فيتِمّها("©. 


)١(‏ في «المجتبئ» )١161/8(‏ و«الكبرئ» (017419 ۱٦۸٥)ء‏ وإسناده صحيح. 

(؟) تواتر ذلك عن النبي كَل انظر: «صحيح البخاري» (كتاب الجمعة» باب من قال في 
الخطبة بعد الثناء: أما بعد) و(أبواب الكسوف» باب قول الإمام في خطبة الكسوف: 
أما بعد)» ولاصحیح مسلم) (/451 ٤ ال٠ /1٠١ ١10/9086 3/901١‏ ۷/۱۵۰ وA).‏ 

(۳) أخرجه مسلم (859) من حديث عمار بن ياسر. 

.)8176( أخرجه البخاري (۹۳۱۰۹۳۰) ومسلم‎ )٤( 

)0( آخرجه أحمد (۱۷۹۹۷) وأبو داود (۱۱۱۸) والنسائي في «المجتبئ» (۱۳۹۹) 
و«الكبرئ» (۱۷۱۸) والبيهقي (۳/ ۲۳۱) من حديث عبد الله بن بسر» وصححه ابن 
خزيمة (۱۸۱۱) وابن حبان (۲۷۹۰) والحاكم (۱/ ۲۸۸) والألباني في «صحيح أبي 
داود- الأم» /٤(‏ ١۲۸)ء‏ واختاره الضياء المقدسي (۲/ .)٤۹ -٤۷‏ 

(5) «له» ساقط من ق» م» المطبوع. 

(۷) أخرجه أحمد (۱۲۲۰۱» 11784) وأبو داود(١7١١)‏ والترمذي (514) والنسائي - 


0: 


وكان ربما نزل عن المنبر للحاجةء ثم يعود فيَيِمّهاء كما نزل لأجل١1)‏ 


الحسن والحسين» فأخذهماء ثم رقي(" بهما المنبرّء فأتمٌ الخطة . 


(0010 
(0 
(۳) 


في «المجتبئئ) )١519(‏ و«الكبرئ؛ )۱۷٤٤(‏ وابن حبان (۲۸۰۵) من طريق 


جرير بن حازم عن ثابت عن أنس. وقد وهم فيه جرير بن حازم وأخطأء قاله البخاري 
كما نقله عنه الترمذي في «الجامع» و«العلل الكبير» (ص4۳)» وبه قال أبو داود 
والدارقطني. وقال البخاري: «إن الصحيح ما روي عن ثابت عن أنس قال: أقيمت 
الصلاة فأخذ رجل بيد النبي با فما زال يكلّمه حت نعس بعض القوم» والحديث 
هو هذا». وقال الدارقطني في «علله» رمه" ): «ووهم فيه» ولیس هذامن حديث 
أنس» ولا من حديث ثابت» وإنما يروئ هذا عن يحي بن أبي كثير» عن عبد الله بن 
أبي قتادة» عن أبيه. وقال حماد بن زيد حين بلغه عن جرير بن حازم: وإنما سمعه من 
حجاج الصواف» عن يحيئ بن أبي كثير» عن ابن أبي قتادة» عن أبيه في مجلس ثابت 
البناني؛ فتوهُم أنه سمعه من ثابت. ويشبه أن يكون القول قول حماد بن زيدا. 
فالحديث لا يصح. 

وانظر لما أشار إليه البخاري: «صحيح البخاري» (741 و2547 5797) وااصحيح 
مسلم) (2177/11/7 و٣‏ ۳۷). وحديث يحي بن أبي كثير الذي أشار إليه الدارقطني 
أخرجه البخاري (/571). وحكاية حماد بن زيد أخرجه أبو داود في «المراسيل» 
(6"» وانظر: «العلل الكبير» للترمذي (ص5). 

في ق» م مب» ن: «لأخذ). 

رسمه فيما عدا صء ج: «رقا». 

أخرجه أحمد (9946؟5١)‏ وأبو داود(9١١١)‏ والترمذي (۰۸ )١‏ والنسائي في 
«المجتبئ» 215170 1586 ) و«الكبرئ) )۱۸١ ٤ ۱۸۰۳ ۰۱۷٤۳(‏ والبيهقي 
(/8) من حديث بريدة بن الحصيب الأسلمي. حسنه الترمذي» وصححه ابن 
خزيمة )180701801١015557(‏ وابن حبان (5078) والحاكم (۱/ ۲۸۷) والألباني 
في ااصحيح أبي داود- الأم؟ .(VY /٤(‏ 


وه 


وكان يدعو الرجل في خطبته: «تعال يا فلان»» «اجلس يا فلان»» «صلٌ 


يا فلدن»)(۱). 


وكان يأمرهم في خطبته"' بمقتضئ الحال. فإذا رأئ بينهم ذا فاقة 


وحاجة(" أمرهم بالصدقةء وحضّهم عليها. 


(00 


)۲( 
)۳( 
لق 
)0( 
00 


وكان يشير بإصبعه السّبّابة في خطبته عند ذكر الله ودعائه20). 
وكان يستسقي بهم إذا قحّط المطر في خطبته. 


وكان يُمهل يوم الجمعة حتئ يجتمع الناس» فإذا اجتمعوا خرّج إليهم 


أما قوله: «تعال يا فلان»» ففي «سنن أبي داود» )۱٠۹۱(‏ وابن خزيمة )۱۷۸١(‏ من 
طريقين عن ابن جريج عن عطاء عن جابر قال: لما استوئ رسول الله بي يوم 
الجمعة, قال: «اجلسوا»» فسمع ذلك ابن مسعود» فجلس على باب المسجدء فرآه 
رسول الله یی فقال: «تعال يا عبد الله بن مسعود». قال أبو داود: «هذا يعرف 
مرسلاء إنما رواه الناس عن عطاءء عن النبي يَكلِه. وكذلك أشار إليه ابن خزيمة في 
تبويبه على الحديث» وهو الذي رجحه الدارقطني في «علله» (7715). والمرسل 
أخرجه عبد الرزاق (0174) عن ابن جريج به. ومع ذلك صحح الألباني الحديث 
الموصول في «صحيح أبي داود- الأم» (167/54). 

وأما قوله: «اجلس يا فلان» ففي حديث نميه هة المتخطي رقاب الناس» السابق 
الذكر. وأما قوله: «صلل يا فلان» ففي حديث أمره كل الداخل المسجد وهو يخطب. 
ماعدا ق» م» مبء ن: «الخطبةا. 

ما عدا قء م مب: امن حاجة). 

أخرجه مسلم )۱١٠۷(‏ من حديث جرير بن عبد الله البجلي. 

أخرجه مسلم )۸۷٤(‏ من حديث عمارة بن رؤيبة نة 

أخرجه البخاري (۹۳۳) ومسلم (۸۹۷/ ۸- ۱۲) من حديث أنس. 


o 


5 م ر 4 
وحده من غير شاويش يصيح بين يديه. ولا لبس طيلسان ولا طرْحَة ولا 


سواد(). 


فإذا دخل المسجد سلَّم عليهم. فإذا صود المنبرٌ استقبل الناس بوجهه 
وسلّم عليهم. ولم يدعٌ مستقبل القبلة. ثم يجلس» ويأخذ بلال في الأذان» فإذا 
فرغ منه قام النبيٌ يِه فخطب من غير فصل بين الأذان والخطبةء لا بإيراد 
e‏ 

ولم يكن يأخذ بيده سيقًا ولا غيره. وإنما كان يعتمد على قوس أو عصًا 
قبل أن يتخذ المنبر". وكان في الحرب يعتمد على قوس» وفي الجمعة 
يعتمد علئ عصًا. ولم يُحفظ عنه أنه اعتمد علئ سيف. 

وا رنه يعسن الخال آنه كان تدغ الف انك وان ذلك 
إشارة إلى أن الدّين قام بالسيف- فون فرط جهله". فإنه لا يُحمَظ عنه بعد 
اتخاذ المنبر أنه كان يرقاه بسيف ولا قوس ولا غیره» ولا قبل اتخاذه أنه كان 
يأخذ بيده سيقًا البتة. وإنما كان يعتمد على عصًا أو قوس. 


(1) تقدّم تفسير الشاويش والطيلسان والطرحة. 

(۲) آخرجه أحمد (17865) وأبوداود(97١٠)وأبويعلئ‏ (5875) والطيراني 
(/21©) فيه شهاب بن راش وشعيب بن رَزَيقَ» كلاهما صدوق مع لين فيهماء 
وحسن إسناده الحافظ في «التلخيص الحبير» (۳/ ٠3١7١‏ )» والحديث صححه ابن 
خزيمة »)١5407(‏ وحسنه الألباني في «صحيح أبي داود- الأم» (5/ .)581١‏ وانظر: 
«البدر المنير» (5/ 595-5077), 

(۳) تقدّم مثله في (ص505-106). 


oV 


وكان منبره ثلاث درجات(١).‏ وكان قبل اتخاذه يخطب إلئ جلع يستند 


إليهء فلما تحوّل إلى المنبر حنٌ الجذعٌ حنيًا سمعه آهل المسجدء فنزل إليه 
اليك وضمّه. قال آنس": حنّ لما فقّد ما كان يسمع من الوحي. 


ولم يوضع المنبر في وسط المسجد وإنما وضع في جانبه الغربي قريبًا 


من الحائط» وكان بينه وبين الحائط مقدار ممرٌ الشأة(؟). 


وكان إذا جلس عليه في غير الجمعة» أو خطب قائمًا في الجمعة» استدار 


أصحابه إليه بو جوههم» فكان وجهه قبلتهم وقت الخطة(. 


(1) 
(۲( 


(۳) 


(€) 


(0) 


أخرجه مسلم )٥٤٤(‏ من حديث سهل بن سعد. 

أخرجه البخاري ۰۳٥۸٤(‏ وانظر: ۰۹۱۸ ۰۲۰۹۰ 7"046) من حديث جابر بن 
عبد الله. والقائل جابر لا أنس. ولفظه في )7٠١95(‏ قال: «بكت علئ ما كانت تسمع 
من الذكر». قال الحافظ في «الفتح» /٤(‏ 719): «يحتمل أن يكون فاعل «قال» راوي 
الحديث ‏ يعني جابرًا ‏ لكن صرح وكيع في روايته عن عبد الواحد بن أيمن بأنه النبي 
كل. أخرجه أحمد ]١57١5[‏ وابن أبي شيبة ٠1/[‏ 5 7"ا] عنه». 

في هامش م؛ ن: «وفقده التصاق النبي بلا إليه» مع علامة صح» وكذا في ق في المتن 
بعد كلمة «الوحي» دون لفظ «إليه». وكذا في النسخ المطبوعة. وأنا أشك في كون 
العبارة جزءًا من المتن» فالسياق ناب عنه» والمذكور في الهامش ليس من كلام أنس 
ولا جابر. 

أخرجه البخاري (/591) ومسلم (009/ )۲٠۳‏ من حديث سلمة بن الأكوع» واللفظ 
لأبي داود (۱۰۸۲). 

انظر: حديث أبي سعيد في «صحيح البخاري» )97١(‏ و#صحيح مسلم) .)1١67(‏ 
وقد بوب عليه البخاري في «صحيحه:: «باب يستقبل الإمامٌ القومَ» واستقبال الناس 
الإمامَ إذا خطب...٠.‏ 


oA 


الثانية7١2.‏ فإذا فرغ منها أخذ بلال في الإقامة. وكان يأمر الناس بالدنوٌ منه» 
3 ع 0 
ويأمرهم بالإنصات» ويخبرهم أن الرجل إذا قال لصاحبه: أنصِت. فقد لغا. 
ت 

ويقول: «من لغا فلا جمعة له». وكان يقول: «من تكلم يوم الجمعة والإمام 
يخطب فهو كمثل الحمار يحمل أسفارًا. والذي يقول: أنصِث. ليست له 
جمعة). رواه الإمام أحمد(). 

وقال أبن بن كعب: قرأ رسول الله 4ة يوم الجمعة (تبارك) وهو قائ 
فذكرّنا بأيام الله وأب و الدرداة أو أبو در يغمزي» فقال: من أنزلت هذه 
السورة؟ إِنّي لم أسمعها إلا الآن» فأشار إليه أن اسكثْ. فلما انصرفوا قال: 
سالك متئ أنزلت هذه السورة؟ فلم تخبرني. فقال أبِع0©: ليس لك من 
صلاتك اليوم إلا ما لغوت. فذهب إلى رسول الله با فذكر ذلك له 

و 

وأخبره الذي قال أبئىٌ» فقال رسول الله : «صدق أبَيّ». ذكره ابن ماجه 


وسعيد بن منصور (؟) وأصله في ((مسند أحمد)(. 


(۱) أخرجه البخاري )47١(‏ ومسلم (851) من حديث عبد الله بن عمر» وأخرجه مسلم 
(8755) من حديث سمرة بن جندب؛ غير أن مقدار الجلسة بين الخطبة أخرجه أبو 
داود في «المراسيل» (66) من مرسل اين شهاب الزهري. 

)۲( برقم (۲۰۳۳) من حديث ابن عباس» وفيه مجالد» وقد تقدم تخريجه والذي قبله. 

(۳) في النسخ المطبوعة: «انه؛» ولعله تصحيف. 

(54) «السنن والأحكام» للمقدسي (717141). أخرجه ابن ماجه )١١1١١(‏ من طريق 
يسار عن أبي بن کعب؛ وإسناده حسن إلا أن في سماع عطاء بن يسار عن أبي بن 
كعب نظرّاء كما أشار إليه الذهبي في «تلخيص المستدرك» والحافظ في «إتحاف 
المهرة» /١5(‏ 2177 177). وانظر التخريج الآتي. 

(6) برقم (۲۱۲۸۷) من زيادات عبد الله بن أحمد» من طريق عبد العزير بن محمد به. - 


o۳۹ 


وقال 5: (يحضر الجمعة ثلاثة نفر: رجل حضّرها بلغي وهو حظّه 
منها. ورجل حصّرها بدعاٍ؛ فهو رجل دعا لله عر وجل إن شاء أعطاه وإن 
شاء منعه . ورجل حضّرها بإنصات وسكوت. ولم يتخطٌ رقبة مسلې ولم 
يؤذ أحدًا فهي كمَّارةٌ إلى الجمعة التي تليها وزيادة : ثة أيام. وذلك أن الله عرٌ 
وجل يقول: لمن جا ا كز مر عقر ألما ) [الأنعام: .»4]16١‏ ذكره أحمد 


وأبو داوو(). 


وكان إذا فرغ بلال من الأذان أخذ النبيٌ بي في الخطبة» ولم يقم أحد 
يركع ركعتين البتة» ولم يكن إلا أذان واحد. وهذا يدل على أن الجمعة 
كالعيد لا سنّة لها قبلها. وهذا أصحٌ قوي العلماء وعليه تدل السئّة» فإن 
النبي ية كان يخرج من بيته» فإذا رقي المنبر أخذ بلال في أذان الجمعةء فإذا 
أكمله أخذ النبيٌ لني الخطبة من غير فصل. وهذا کاله ري عین» فمتئ 
كانوا يصِلُون السنّة؟ ومن ظنّ نهم كانوا إذا فرغ بلال من الأذان قاموا كلهم 


= وأخرجه ابن خزيمة (۱۸۰۸۰۱۸۰۷) والحاكم (۱/ ۲۸۸۰۲۸۷ و۲/ ۲۲۹ ۲۳۰) 
والبيهقي (۳/ ۰۲۱۹ ۲۲۰) من طرق عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر عن عطاء بن 
يسار عن أبي ذر. فلعل الاضطراب من قبل شريك بن عبد الله بن أبي نمر الليئي- 
وهو صدوق يخطئع دلتميلة من عدوت أبى در يدل ابي من كمي وانظر: العدي 
الراية» (۲/ )۲١۲‏ وتعليق محققى «المسند). 

)000 اح ا رار داوه :0031و لعرجة اك هينه 181) بيقن 
7 من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده؛ والإسناد إلى عمرو بن 
شعيب صحيح. وانظر: «صحيح أبي داود- الأم» للألباني (11/7/5-/71/7). 

(۲) في النسخ المطبوعة: «كان»» تحريف. 


0: 


فركعوا ركعتين» فهو من" أجهل الناس بالسئّة. وهذا الذي ذكرناه من أنه لا 
سنّة لها قبلها هو مذهب مالك وأحمد في المشهور عنه» وأحدٌ الوجهين 
لأصحاب الشافعي. 

والذين قالوا: لھا" سنة» منهم من احتجٌ بأنما ظهرٌ مقصورة فيثبت7؟) 
لها أحكام الظهر. وهذه حجّة ضعيفة جدًاء فإنَّ الجمعة صلاة مستقلّة بنفسها 
تخالف الظهرٌ في الصفة( والعدد والخطبة والشروط المعتبرة لهاء وتوافقها 
في الوقت. وليس إلحاق مسألة النزاع بمورد الاتفاق أولئ من إلحاقها بموارد 
الافتراق» بل إلحاقها بموارد الافتراق أولى لأا أكثر مما اتفقا(') فيه. 

ومنهم من أثبت السنّة لها بالقياس على الظهر. وهذا أيضًا قياس فاسدء 
فإن السنّة ما كان ثابتا عن النبي اة من قوله أو فعله أو سنّة خلفائه الراشدين» 
وليس في مسألتنا شيء من ذلك. ولا يجوز إثبات السّنن في مثل هذا بالقياسء 
لأن هذا مما انعقد سببٌ فعله في عهد النبي بي فإذا لم يفعله ولم يشرعه 
كان تركه هو السنة. 

ونظير هذا أن يُشرّع لصلاة العيد سنه قبلها أو بعدها بالقياس. ولذلك 
كان الصحيح أنه لايُسَنَّ الغسل للمبيت بمزدلفة ولا لرمي الجمار ولا 


)١(‏ لم يرد «من» في ق» م» ن. 

(۲) انظر: «مجموع الفتاوئ» (75/ )١189‏ والمصنف صادر عن كلام شيخه في المسألة. 
(۳) قءمب: (إنها». 

(5) ماعداق» م مب: (فثبت». 

(5) ق» م: «السفر». وفي مب: «الجهر». 

(5) في ص: «اتفق». 


للطواف ولا للكسوف ولا للاستسقاء(ء لأنَّ اللي ب وأصحابه لم 
يغتسلوا لذلك مع فعلهم لهذه العبادات. 

ومنهم من احتجّ بما ذكره البخاري في صحيحه)" فقال: اباب 
الصلاة بعد الجمعة وقبلها. ثنا عبد الله بن يوسفء أبنا مالك» عن نافع» عن 
ابن عمر أنَّ النبي اة كان يصلّي قبل الظهر ركعتين وبعدها ركعتين» وبعد 
المغرب ركعتين في بيته» وقبل العشاء ركعتين. وكان لا يصلّى بعد الجمعة 
حرا ا قصلي کر لاحك ی ول و 
إثبات السنّة قبل الجمعةء وإنما مراده أنه هل ورد في الصلاة قبلها وبعدها(”) 
شيء؟ ثم ذكر هذا الحديثء أي: أنه لم يرد عنه فعلٌ السنة(*) إلا بعدهاء 
ولم ترد قبلها شيء. 

وهذا نظير ما فعل في كتاب العيدين"؟ فإنه قال: «باب الصلاة قبل 
الد ويعدها بنؤقال ار الول 0): سی فعا عن انو عاتن که 
الصلاة قبل العيد». ثم ذكر حديث سعيد بن جبير اعن ابن عباس أن النبي 
)١(‏ م: الاستسقاء». وفي ق: «الاستسقاء». 
(؟) قبل الحديث (۹۳۷). 


() ماعداق. م: «أو بعدها). 

)٤(‏ م» مب» ن: ايرو»» وقد يكون مثله في ق» ولكن لم يظهر. 

)٥(‏ لفظ «السنة» ساقط من ص. 

(0) قبل الحديث (989). 

(۷) ماعداق» م» مب» ن: «العيدين». وفي «الصحيح» كما أثبت. 

(۸) في النسخ وطبعات الكتاب غير طبعة الرسالة: «أبو العلاء». ولعل رسمه في الأصل 
كان: «أبو المعلا»» فأخطأ النساخ في قراءته» وكتبوا بعد الألف همزة. 


o۲ 


58 3 0 
كيد خرج يوم الفطر» فصلئ ركعتين» لم يصل قبلها ولا بعدها ومعه بلال) 
الحديث. 

فترجم للعيد مثل ما ترجّم للجمعةء وذكر للعيد حديثًا دالا علئ أنه لا 
تُشْرَّع 2١7‏ الصلاة قبلها ولا بعدهاء فدلّ على أن مراده من الجمعة ذلك. 

وقد ظن بعضهم أن الجمعة لما كانت بدلا عن الظهرء وقد ذكر في الحديث 
الس قبل الظهدر ويعدهاء دل ل آذ التجمعة كدلك. ونما قال ركاذ 
يصلَّي بعد الجمعة حتئ ينصرف) بيانًا لموضع صلاة الستّة بعد الجمعة» وأنه 
بعد الانصراف. وهذا الظنّ غلط منهء لأن البخاري قد ذكر في باب التطوع بعد 
المكتوبة حديث ابن عمر('): «صِلَّيتٌ مع النبي" ية سجدتين قبل الظهر» 
وسجدتين بعد الظهر»ء وسجدتين بعد المغرب» وسجدتين بعد العشاء 
وسجدتين بعد الجمعة». فهذا صريح في أنَّ الجمعة عند الصحابة صلاة مستقلّة 
بنفسها غير الظهرء وإلا لم يحتّج إلى ذكرها لدخولها تحت اسم الظهر. فلمّا لم 
يذكر لها سنة إلا بعدها عَلِم أنه لا سنة لها قبلها. 


ومنهم من احج بما رواه ابن ماجه في «سننه»٤‏ عن أبي هريرة وجابر 


)۱( صء ج٠‏ ع: «(يشرع؟. 


(۲) برقم (۱۱۷۲). 
)۳( ك ع: «رسول الله». 
(5) برقم »)۱۱۱٤(‏ وأخرجه أبويعلئ )۱۹٤٩(‏ وابن حبان .)۲٠۰۰(‏ وأصله عند 


البخاري في «جزء القراءة» (ص 57) ومسلم (51/817/5) دون زيادة: «قبل أن تجيء» 
وهي شاذة» تفرد بها داود بن رشيد من بين أصحاب حفص بن غياث. وانظر مايأتي 
من كلام المؤلف» وكذلك تعليق محققي «المسند» .)٠٤٤١٥(‏ 


of 


قالا: جاء ليك الغطفاني» ورسولٌ الله يكن يخطبء فقال له: «أصليتَ 
ركعتين قبل أن تجيء؟». قال لا. قال: «فصلٌ ركعتين» وتجوَّرْ فيهما». 
وإسناده ثقات 

قال أبو البركات ابن تيمية(١2:‏ وقوله «قبل أن تجيء» يدل عن أن هاتين 
الركعتين سنة للجمعة» وليست تحية للمسجد. قال شيخنا حفيده" أبو 
العباس ابن تيمية(": وهذا غلط» والحديث المعروف في «الصحيحين)(؟) 
عن جابر قال :دل رجل يوم الجمغة؛ ورول الله 95 خلب ال 
«صلَّيتَ؟». قال: لا. قال: «فصلٌ ركعتين». وقال: «إذا جاء أحدكم يوم 
الجمعة» والإمام يخطب. فليركع ركعتين» وليتجوز فيهما». فهذا هو 
المحفوظ في هذا الحديث» وأفراد ابن ماجه في الغالب غير صحيحة. هذا 
معن كلامه. 

وقال شيخنا أبو الحجّاج الحافظ المرّي: هذا تصحيف من الرواة» وإنما 
هو «أصلَيتَ قبل أن تجلس»» فغلط فيها الناسخ. قال: وكتاب ابن ماجه إنما 
تداوله شیو لم يعتنوا به» بخلاف «صحیح( البخاري ومسلم». فإنَ 


(1) في «شرح الهداية» فيما يبدو. 

(؟) «حفيله» لم يرد في ص»ء ج. 

)۳( ليود ابن چیه في ف م اټ :ن ولعل المؤلف صادر عن رسالة شيخه «في 
الركعتين اللتين تصلّيان قبل الجمعة» ذكرها الصفدي في «الوافي» و«أعيان العصر». 
انظر: «الجامع لسيرة شيخ الإسلام» ( ص۸٥ .)۳۸١‏ 

(5) البخاري )۹۳١ »۳۹١(‏ ومسلم )۸۷١(‏ والجملة الأخيرة «إذا جاء أحدكم يوم 
الجمعة...» عند البخاري برقم )١١1/١(‏ ومسلم برقم (416/ 09) واللفظ له. 

(0) كذا في النسخ والطبعات القديمة بالإفراد» فثناه الفقي» وتبعته طبعة الرسالة. 


o٤ 


الحفاظ تداولوهما واعتنوا بضبطهما وتصحيحهما. قال: ولذلك يقع فيه 
أغلاط وتصحيف(1). 

قلت : ويدل على صحة هذا أنَّ الذين اعتنوا بضبط سنن الصلاة قبلها 
وبعدها وصِتَّمُوا في ذلك من أهل السنن والأحكام وغيرهاء لم يذكر أحد 
منهم هذا الحديث في سنة الجمعة قبلهاء وإنما ذكروه في استحباب فعل تحيّة 
المسجد والإمامٌ على المنبر» واحتجّوا به على مَن منع فعلّها في هذه 
الحال. فلو كانت هذه هي سئّة الجمعة لكان ذكرّها هناك والترجمة عليها 
وحفظها وشهرتها أولئ من تحية المسجد. 

ويدل عليه أيضًا أن الي كل لم يأمر بهاتين الركعتين ين إلا الداخلٌ لأجل 
أنهما تحية المسجد. ولو كانت ست للجمعة لأمرّبها القاعدين أيضًا ولم 


یحص بالأمر بها الداخلٌ(؟) وحد 


ومنهم من احتجٌ بما رواه أبو داود في «(سننه»: حدثنا مسدّد ثنا 


)١(‏ نقله برهان الدين ابن المصنف أيضًا عن شيخه المي في رسالته «تحقيق القول في 
سنة الجمعة» (ص٤١).‏ 

(۲) في ك: «اقال»؛ وهو سهو من الناسخ. وقد أصلح فيع. 

(۳) مبءن: (مِن فعلها». 

)٤(‏ ماعداق» م» مب» ن: «للداخل»» ولعله تصحيف. 

(5) برقم (۱۱۲۸)» ومن طريق مسدد أخرجه أيضًا ابن حبان )۲٤۷١(‏ والبيهقي 
.)٠٠١ (‏ وأخرجه أيضًا ابن أبي شيبة )٥٤١١(‏ والنسائي في «المجبتێٰ» )١579(‏ 
و«الكبرئ» (1759) وابن خزيمة (1875) من طرق عن نافع به. والحديث صحيح» 
انظر: «صحيح أبي داود- الأم» (5/ ۲۹۱۰۲۹۰). 


o0 


إسماعيل» ثنا أيوب» عن نافع قال: كان ابن عمر يطيل الصلاة قبل الجمعة 
ويصلَّي بعدها ركعتين في بيته. وحدّث أنَّ رسول الله يك كان يفعل ذلك. 

وعدا لا كه فيه غلك أن لل هة ب قا و نها اراد يول درن 
رسول الله يك كان يفعل ذلك» أنه كان يصلَّي الركعتين بعد الجمعة في بيته» 
ولا لها ناتدوخ ةا هي لاقل قينا قتا ق 
«الصحيحين»17) عن ابن عمر أنَّ النبي يكل كان يصلي بعد الجمعة ركعتين 
0 : : 

وفي «السنن" عن ابن عمر أنه إذا كان بمكة فصلى الجمعة تقدَّم 
فصل ركعتين» ثم تقدّم فصلَّئ أربعًا. وإذا كان بالمدينة صلَّئ الجمعة ثم 
رجع إلى بيته» فصلَّى ركعتين» ولم يصل في المسجد. فقيل له» فقال: كان 
رسول الله يك يفعل ذلك. 

وأما إطالة ابن عمر الصلاةً قبل الجمعة فإنه تطوع مطلّق. وهذا هو 
الأولئ لمن جاء إلى الجمعة: أن يشتغل بالصلاة حتئ يخرج الإمام» كما 
تقدّم من حديث أبي هريرة ونبيشة الهذلي عن النبي كلا 


قال أبو هريرة20: امن اغتسل يوم الجمعة ثم أتى الجمعة) ا 


)١(‏ البخاري (۰۹۳۷ ۱۱۷۲) ومسلم (۷۲۹» ۸۸۲)» وقد تقدم. 

(۲) برقم (۱۱۳۰)» وأخرجه الحاكم »)١١17(‏ وإسناده صحيح» وقد تفرد يزيد بن أبي 
حبيب بذكر التفريق في سنة الجمعة الآخرة» ولم يذكره غيره. وانظر تمام تخريجه في 
تعليق محققي «سنن أبي داودا ط. دار الرسالة العالمية. 

(۳) زيد بعده في طبعة الرسالة: «عن النبي كك خلاقًا للطبعات السابقة. 

)2 في ق» م» مب» ن: «المسجداء وني الصحيح» كما أثبت من غيرها. 


05 


در له ثم أنصّت حتیٰ يفرعً الإمام من خطبته. ثم يصلّي معه- غُفِر له ما بينه 
وبين الجمعة الأخرئ وفضل ثلاثة أيام»(1). 

وفي حديث ثُبيشة الهذلي: «إنَّ المسلم إذا اغتسل يوم الجمعة ثم أقبل 
إلى المسجد لا يؤذي أحدّاء فإن لم يجد الإمام خرّج صلى ما بدالهء وإن 
وجد الإمام خرّج جلّس. واستمّع وأنصت حتئ يقضي الإمام جمعته 
وكلامهع- إن لم يُغمّر له في جمعته تلك ذنوبّه كلّها أن تكون كفارةٌ للجمعة 
التى تليها»7). 

وهكذا كان هدي الصحابة رَعِدَيَدُءَئهه7"©. قال ابن المنذر: رُوٌينا عن 
ابو غمر آنه كان لصا قل الحم ا هة ر ك ون اتو عا أنه 
كان يصلّي ثمان ركعات. 

وهذا دليل على أن ذلك منهم كان من باب التطوّع المطلقء ولذلك 
اختلف العدد المرويّ عنهم في ذلك. وقال الترمذي في «الجامع»2*0: وروي 
ابن المبارك والثوري. 


(۱) أخرجه مسلم (77/861). 

(۲) أخرجه أحمد (١۷۲٠۲)ء‏ وهو منقطع بين عطاء الخراساني ونبيشة الهذلي» وقد تقدم 
(ص۷۷٤).‏ 

)۳( الترضي من ق» م» مب. 

.)١١١ /۲( و«الإشراف»‎ )٠٠١ /5( في «الأوسط»‎ )٤( 

)٥(‏ عقب (077). وانظر للآثار: «مصنف عبد الرزاق» ٠٥۲ ٤(‏ 2676) و«اللأوسط» 
لابن المنذر .)۱١۹ -۱۳۸ /٤(‏ 


oV 


وقال إسحاق بن إبراهيم بن هانى النيسابوري(١2:‏ رأيت أبا عبد الله إذا 
0-8 3 03 

كان يوم الجمعة يصلي إلى أن يعلم أن الشمس قد قاربت أن تزول. فإذا قاربت 
أمسك عن الصلاة حتى يوذّن المؤذن. فإذا أحذ في الأذان قام فصلّئ ركعتين أو 
أربعًا يفصل بينهما بالسلام. فإذا صلَئ الفريضة انتظر في المسجد ثم يخرج منه 
فيأي بعص المساجد التي بحضرة الجامع» فيصلي فيه ركعتينء كم يلس 
وربما صلی أربعَاء ثم يجلس: »ثم يقوم فيصلّي ركعتين أخريين. كت 
ركعات علئ حديث علي. ريما سار عة الس سنا ر او افا اوآ 

وقد أخذ من هذا بعض أصحابه رواية عنه :أن الجيعة قليناشسة 2 
ركعتين أو أربعًا. وليس هذا بصريح» بل ولا ظاهر؛ فان أحمد كان يمسك 
عن الصلاة في وقت النهي» فإذا زال وق النهي قام فأتمٌ تطوعَه إلى خروج 
الإمام» فربما أدرك أربعًاء وربما لم يدرك إلا ركعتين. 

ومنهم من احتجٌ علئ ثبوت السنّة قبلها بما رواه ابن ماجه في ااسننه»17): 
ثنا محمد بن يحينء ثنا يزيد بن عبد ره ثنا بقية» عن مبشر بن عبيد» عن 
حجّاجٍ بن أرطاة» عن عطية العوفي» عن ابن عباس قال: «كان النبي وَل يركع 
من قبل الجمعة أربعًاء لا يفصل في شيء منهنّ». قال ابن ماجه: باب الصلاة 
قبل الجمعةء فذكره. 


وهذا الحديث فيه عدة بلايا: 


.)١5١ص( في «مسائله»‎ )١( 

(؟) برقم (۱۱۲۹)» وأخرجه الطبراني )١79/١7(‏ من طرق بقية بن الوليد به. وأخرجه 
ابن عدي في «الكامل» في ترجمة مبشر بن عبيد )١١/١١(‏ من حديث أبي سعيد 
مرفوعا من قول النبي وَل امن شاء صلى...٠.‏ 


o۸ 


أحدها(١):‏ بقية بن الوليد إمام المدنّسين» وقد عنعنه ولم يصرّح 
بالسماع. 


الثانية: شق بن عبيد» المنكرٌ الحديث. 
الثالثة: الحجاج بن أرطاة» الضعيف المدلّس. 


الرابعة: عطية العوني» قال البخاري27): كان هشيم يتكلم فيه» وضگفه 


أحمد وغيره9) 


قال عبد الله بن الإمام أحمد: سمعت أبي يقول: شيخ يقال له: 
مشر بن عبید» كان يكون بحمصء أظنه كوفيّاء روئ عنه بقية وأبو المغيرة 
أحاديثه أحاديث موضوعة كذب. وقال الدارقطني(: مبشّر بن عبيد متروك 
الحديث» أحاديثه لا يتابع عليها. 


وقال البيهقي": عطية العوفي لا يحتجٌ به. ومبشّر بن عبيد الحمصي 


)١(‏ كذافي النسخ» وله نظائر في كتب أخرئ للمؤلف. 

)۲( «التاريخ الأوسط» (۳/ 197). 

(۳) «العلل ومعرفة الرجال» )٠١١٠١(‏ و«الضعفاء» للعقيلي ٤٦۲ /٤(‏ 557). 

)٤(‏ «العلل ومعرفة الرجال» (۲۹۳۹. )۲۹۹٦‏ والمؤلف صادر عن كتاب «الباعث على 
إنكار البدع والحوادث» لأبي شامة المقدسي (ص67١1-‏ ط دار مجد الإسلام). 

(6) «السنن» )٥۷۱(‏ و«العلل» (۱۳۳۹) و«الضعفاء والمتروكون» .)٠٠١(‏ 

(5) العبارة «قال عبد الله. دكا GEE‏ سن هنا إلى E NE‏ 
«المنكر الحديث» دون تنبيه كعادته» وقد خيّل إليه أنَّ سياق الكلام مختلٌ» » فأراد 
إصلاحه»ء فأفسده. وكذا في طبعة الرسالة. 

(۷) «السنن الكبرئ» )١177/7(‏ و(181/5) و(۱/ 17 0/ 2٠١5‏ ومواضع) ولاءً. 


04 


منسوب إلى وضع الحديث. والحجّاج بن أرطاة لا يحتحٌ به. 


قال بعضهو(): ولعل الحديث انقلب على أحد(1) هؤلاء" الضعفاء 


لعده(؟) ضبطهم وإتقانهم» فقال: «قبل الجمعة أربعًا». وإنما هو بعد الجمعة)» 
فيكون موافقًا لما ثبت في «الصحيح». 


سهمَّين وللراجل سهمًا(*». قال الشافعي(): كأنه سمع نافعًا يقول: «للفرس 
سهمين» وللراجل سهمًا»» فقال: «للفارس سهمين» وللراجل سهمًا»". يعني: 
فيكون موافقًا لرواية أخيه عبيد الله. قال: وليس يشك أحد من آهل العلم في 
تقدمة عبيد الله بن عمر على أخيه في الحفظ (8). 


هو أبو شامة في كتاب «الباعث» (ص 617 7). 

هكذا في ج ومصدر النقل وكذا كان في ص» فصحّح في الهامش. وفي غيرهما: 
«بعض)» وكذا في المطبوع. 

في ق» م مب» ن بعده: (الثلاثة4, ولم ترد هذه الزيادة في مصدر النقل. 

قم «بعدم؟. 

في طبعة الرسالة: «سهمان» و«سهم» بالرفع هنا وفيما يأتي خلافًا للنسخ والطبعات 
السابقة ومصدر النقل. 

في القديم كما في كتاب أبي شامة من «السنن الكبير» للبيهقي. 

«وللراجل سهمًا فقال...2 إلى هنا ساقط من ص ج لانتقال النظر. 

قال أبو شامة: «نقل ذلك عنه ‏ يعنى عن الشافعى ‏ الحافظ البيهقي في «الستن الكبير» 
673 ”4]7». وانظر: «معرفة السنن» (9/ /ا5 75/8-15). 


O0۰ 


هريرة(١):‏ «لا تزال جهنّم يُلقى فيهاء وتقول: هل من مزيد؟ حتیٰ بضع رب 
العزة فيها قدمه» فينزوي بعضّها إلى بعضء وتقول(": قط قَط. وأما الجنة: 
فينشئ الله لها خلقًا آخرين)» فانقلب على بعض الرواة فقال: «وأما النار 
فینشی الله لها خلقا آخرين». 

قلت: ونظيره أيضًا حديث عائشة: (إِنَّ بلالا يدن بليل» فكلوا واشربوا 
حت يؤذّن ابن أم مكتوم» وهو في «الصحيحين»"» فانقلب على بعض الرواة 
فقال: «ابنُ أم مكتوم يدن بليل» فكلوا واشربوا حتوا يوذِنَّ بلال». 

ونظيره أيضًا عندي حديث أبي هريرة: «إذا صلی أحدكم فلا يبِرّكُ كما 
يبك البعير» وليضَعْ يديه قبل ركبتيه». وأظئه( »4‏ والله أعلم بما20© قاله 
رسوله الصادق المصدوق -: «وليضع ركبتيه قبل يديه؛ كما قال وائل بن 
حجر: «كان رسول الله ويد إذا سجد وضع ركبتيه قبل يديه»؛ قال الخطابي 


)١(‏ أخرجه البخاري )٤۸٥١(‏ ومسلم (28457). وأما الرواية المقلوبة فقد أخرجها البخاري 
(744). وقد تقدم بالتفصيل في مبحث وضع اليدين قبل الركبتين في السجود. 

() كان في متن م: ايضع الرحمن»؛ فوضعت علامة اللحق قبل «الرحمن؟» وكتب في 
الهامش: «رب العزة صح». ومن هنا جاء في متن ق: ارب العزة الرحمن». 

(۳( البخاري )١1918777(‏ مقرونًا بابن عمر» ومسلم عقب »)۳۸/۱٠۹۲(‏ وقد تقدم 
من حديث ابن عمر. والرواية المقلوبة أخرجها أبو يعلى )٤۳۸١(‏ وابن خزيمة 
07 ]) وابن حبان »)۳٤۷۳(‏ وقد تقدم. وقد حاول الحافظ في «فتح الباري» 
٠١ ۰۱۰۲ /۲(‏ ) ردّما قاله ابن عبد البر وغيره من الأئمة من أن حديث عائشة 
مقلوب. وقد تقدم في مبحث وضع اليدين قبل الركبتين في السجود. 

)٤(‏ بعده في النسخ المطبوعة زيادة: «وهِم»» وهي زيادة ناشر أو ناسخ خفي عليه السياق. 

(0) غيّره الفقي إلى «فيما» ليكون متعلَّقَا بفعل «وهم» المقحم! وكذا في طبعة الرسالة. 


00۱ 


وغيره: وحديثٌ وائل أصحٌ من حديث أبي هريرة. وقد سبقت المسألة 
مستوفاةً في هذا الكتاب» والحمد لله. 

وكان يكل إذا صلَّ الجمعة دخل إلى منزله» فصلّئ ركعتين ستتهاء وأمر 
من صلّاها أن يصلّي بعدها أربعًا. فقال شيخنا أبو العباس ابن تيمية ##للله: 
إن صلی في المسجد صلی آربعاء وإن صلَّى في بیته صلی رکعتین". قلت: 
وعلئ هذا تدل الأحاديث. وقد ذكر أبو داود" عن ابن عمر أنه كان إذا 


صلی في المسجد صلی آربعاء وإذا صلی في بيته صلی ركعتين. 
وفي «الصحيحين»" عن ابن عمر أن الى يكل كان يصلّي بعد الجمعة 
5 0 
وفي صحيح مسلم)7؟) عن أبي هريرة عن النبي كَك: «إذا صلئ أحدكم 
الجمعة فليصلٌ بعدها أربع ركعات». 
فصل 
في هديه يَلِةِ في العيدين 


كان اة يصلّي العيدين في المصلّئ» وهو المصلَّى الذي على باب 
المدينة الشرقي» يوضع فيه محول الحاجٌ. ولم يصل العيد بمسجده إلا مرةً 
واحدة» أصابهم مطر فصل بهم العيد في المسجد إن ثبت الحديث» وهو في 


000 انظر: «مجموع الفتاوئ» (75/ ۲٠۲)ء‏ وهو رأي إسحاق بن راهويه كما ذكره عنه 
الترمذي في «جامعه» عقب .)٥۲۳(‏ 

(۲) برقم »))1١70(‏ وقد تقدم قبل صفحات. 

(۳) البخاري(4۳۷) ومسلم (۷۲۹)» وقد تقدم. 

.)۸۸۱( برقم‎ )٤( 


oo 


سنن أبي داود وابن ماجه(١).‏ وهديه كان فعلها في المصلّى دائمًا. 


والح ومرة كان يلبس يُردين أخضرين ۰ ومرةٌ بردًا أحمر(؟). 


(۱) 


(۲( 


(۳) 


(€) 


وكان يلبس للخروج إليهما أجمل ثيابه» فكان له حُلَّة يلبسها للعيدين 
9 


وليس هذا أحمر مُضْمَنًا كما يظنه بعض الناس» فإنه لو كان كذلك لم 


أبو داود )١1١110(‏ وابن ماجه (۱۳۱۳)» وأخرجه الحاكم /١(‏ 196) والبيهقي 
)٠١ /(‏ من حديث أبي هريرة. ومداره على عيسئ بن عبد الأعلئ بن أبي فروة» 
قال الذهبي في «ميزان الاعتدال» (۳/ 715): الا يكاد یعرف» فذكر حديثه هذا وقال: 
«وهذا حديث فرد منكر. قال ابن القطان: لا أعلم عيسئ هذا مذكورًا في شيء من 
كتب الرجال ولا في غير هذا الإسناد». وانظر: «ضعيف أبي داود- الأم» .)179/١١(‏ 
«السنن والأحكام» للضياء المقدسي (77087709). أخرجه ابن خزيمة في 
«صحيحه» (1/757) من حديث جابر. وقد كان الأعظمي في نشرته قد أثبت في 
المتن: اجبّة) وذكر أن في أصله: «الجلة» مع أن فيه (ق55١/‏ أ): «حلَّة» كما في نشرة 
ماهر الفحل. وهو الصواب» فإن ابن خزيمة بوب عليه: «باب استحباب لبس الحلل 
في الجمعة...». فلم يقل: البس الجباب»! وأخرجه ابن سعد في «الطبقات» 
(۳۸۷/۱) وأبو الشيخ في «أخلاق النبي» (۲۹۳) والبيهقي في «السنن الكبرئ) 
)738١ 37 /(‏ وفي «معرفة السنن» (41/5)»: كلهم بلفظ: «كان يليس برده 
الأحمر في العيدين والجمعة» أو بنحوه. فيه عنعنة الحجاج بن أرطاة» وقد ضعف 
إسناده الحافظ في «المطالب العالية» /٤(‏ ۹٠۷)ء‏ والحديث ضعفه الألباني في 
«السلسلة الضعيفة» (5660؟7). 

أخرجه أحمد (۷۱۰۹) وأبو داود )47١750764(‏ والترمذي (۲۸۱۲) والنسائي في 
«المجتبئ» (51/7 21 )٥۳۱۹‏ و(الكبرئ» (401/811/45) من حديث أبي رمُثّة 
التيمي» وإسناده صحيح» والحديث صححه ابن حبان (0996). 

أخرجه من حديث البراء البخاري ١68158 766١(‏ 090) ومسلم (۲۳۳۷)؛ ومن 
حديث أبي جحيفة البخاري )۳۷١(‏ ومسلم (6007)» بلفظ: «حلة حمراء». 


oof 


يكن برداء وإنما فيه خطوط حمر كالبرود اليمنية» فسمي أحمر باعتبار ما فيه 
GS‏ ل ES‏ 
والأحمر'. وأمر عبد الله بن عمرو لمارأى عليه ثوبين أحمرين أن 
يحرقهما". فلم يكن ليكره الأحمر هذه" الكراهة الشديدة» ثم يلبسه. 
والذي يقوم عليه الدليل تحريم لباس الأحمر أو كراهته(؟2 كراهة شديدة. 
وكان يأكل قبل خروجه في عيد الفطر تمراتِ» ويأكلهن وترًا*». وأمافي 
عيد الأضحى فكان لا يطعم حتئ يرجع من المصلىء فيأكل من أضحيته". 
وكان يغتسل للعيد إن" صح الحديث فيه("). وفيه حديثان ضعيفان: 


)١(‏ أخرجه مسلم (۲۰۷۸) من حديث علي بن أبي طالب. 

(۲) أخرجه مسلم (۲۰۷۷/ ۲۸) ووصّفهما النبي يكل بأنهما من ثياب الكفار. 

(۳) لفظ «هذه» ساقط من ق. 

)٤(‏ «كراهته» ساقط من ص. وفي ق» م؛ مب: «كراهيته كراهية» بالياء في الموضعين. 

(0) أخرجه البخاري (401) من حديث أنس بن مالك. 

(5) أخرجه الطيالسي (859) وأحمد (۲۲۹۸۳» 57 ۲۳۰) والترمذي )٥۸۲(‏ واين ماجه 
)١1757(‏ وابن خزيمة )١577(‏ وابن حبان (۲۸۱۲) والدارقطني (17/15) والحاكم 
(۱/ 195) والبيهقي (۳/ ۲۸۳) من حديث بريدة بن الحصَّيب. في إسناده ثواب بن 
عتبة المهري» وبه ضعف الترمذي الحديث. وتابع ثوابًا هذا عقبةٌ بن عبد الله الأصم 
الرافعي عند أحمد (7794/85) والدارمي )١15541(‏ والطبراني في «الأوسط» (7056) 
والبيهقي (۳/ ۲۸۳) وعقبة هذا ضعيف لا يحتج به. قال الترمذي: «وفي الباب عن 
علي وأنس»» فانظر: «نزهة الألباب» للوائلي (۲/ 57 .)٠١‏ 

(۷) قرأه بعضهم: «للعيدان»» فصحّحه: «للعيدين» كما في النسخ المطبوعة! 

(۸) لفظ «الحديث» ساقط من ص 


606 


جت ابن امن سن ووابة خان بن لی )نو ديك الفاكه ون سدع ن 
رواية يوسف بن خالد السّمْتي("). ولكن ثبت عن ابن عمر مع شدَّة اتباعه 
للسنّة أنه كان يغتسل يوم العيد قبل الخروج(©. 


وكان ل يخرج ماشيّاء والعَتّزة تحمل بين يديه. فإذا وصل إلى المصلّئ 
نُصِبت بين يديه ليصلَّي إليها(4»» فإنَّ المصلّى كان إذ ذاك فضاءً لم يكن فيه 
بناء ولا حائط» وكانت الحربة سترته. 


وكان يؤر صلاة عيد الفطر ويعجّل الأضحئن”2). وكان ابن عمر مع 


)١(‏ أخرجه ابن ماجه )٠۳٠١(‏ وابن عدي في «الكامل» في ترجمة حجاج بن تميم 
(/ ۹) ومن طريقه البيهقي (۳/ ۲۷۸)ء وفيه جبارة بن مغلس وحجاج بن تميم؛ 
كلاهما ضعيف. 

(۲) أخرجه ابن ماجه )١7١7(‏ وعبد الله بن أحمد في زاوئده علئ «المسند» )151/7٠0(‏ 
والطبراني في «المعجم الكبير» (۱۸/ )۳۲١‏ و«الأوسط» .)۷۲۳١(‏ ويوسف بن خالد 
السمتي كذاب وضاع. وفيه أيضًا عبد الرحمن بن عقبة بن الفاكه» مجهول. 

(۳) أخرجه مالك (۸۸٤)ء‏ ومن طريقه عبد الرزاق )٥۷٥۳(‏ وابن المنذر في «الأوسط» 
(5/ ۰۲۹۳ ۲۹) والبيهقي (۳/ ۲۷۸). وانظر: «مصنف ابن أبي شيبة» (0۸۲۳» 
(Ao‏ 

)٤(‏ آخرجه البخاري )٩۹۷۲ ۰٤۹٤ )٩4۷۳(‏ ومسلم )٥۰۱(‏ من حديث ابن عمر. وزاد ابن 
المنذر في «الأوسط» (5/ ۰ ) : «يخرج ماشيًا»؛ وني إسناده انقطاع أو سقط. وأما 
الخروج مشيًا إلى صلاة العيد فقد أخرج الترمذي )٥۳۰(‏ وابن ماجه -١796(‏ 
۷ من حديث علي: أنه من السنة» وجميع طرقه لا تخلو من مقال. 

(0) كتب النبي يق إلى عمرو بن حزم وهو بنجران أن «عجّل الغدرٌ إلى الأضحىئ» وأخر 
الفطرء وذكّر الناس». أخرجه الشافعي في «الأمّ» (۲/ )٤۸٩‏ وعبد الرزاق (0501) - 


000 


شدَّة اتباعه للسُّنّة لايخرج حتئ تطلع الشمس. ويكبّر من بيته إلى 
المصل. 

وكان ب إذا انتهئ إلئ المصلَّى أخذ في الصلاة» من غير أذان ولا 
إقامة("2» ولا قول: الصلاة جامعة. فالسّنّة أن لا يُفَعَل شىء من ذلك. 


ولم يكن هو ولا أصحابه يصلون إذا انتهوا إلى المصلَّئ شيا قبل 
الصلاة ولا بعدها9©. 


وكان يبدأ بالصلاة قبل الخطبة» فيصلَّي ركعتين. يكبّر في الأول سبع 
تكبيرات متوالية بتكبيرة الافتتاح» بين كل تكبيرتين سكتةٌ يسيرةٌ. ولم يُحفّظ 
عنه ذكرٌ معيّن بين التكبيرات» ولكن ذُكِر عن ابن مسعود أنه قال: يحمد الله 
ويثني عليه» ويصلَّي على النبي ككل ذكره الخلال7؟2. وكان ابن عمر مع 


3 والبيهقى (۳/ «(YAY‏ في إسناده إبراهيم شيخ الشافعيٌ وعبدٍ الرزاق» متروك: 
وأبو الحويرث فيه لين» وقد أرسل. قال البيهقي: «هذا مرسلء وقد طلبته في سائر 
الروايات بكتابه إلى عمرو بن حزم» فلم أجده. والله أعلم». وانظر: «السنن 
والأحكام» (۲۳۲۰). 

)0776( وابن أبي شيبة مختصرًا‎ )44٠ ٤۸۷ /۲( أخرجه الشافعي في «الأم»‎ )١( 
وفيه إبراهيم بن محمد شيخ الشافعي»‎ ))29 20١ /0( والبيهقي في «معرفة السنن»‎ 
.)27”8/١5( متروك. وبنحوه أخرج الطحاوي في اشرح المشكل»‎ 

(؟) أخرجه البخاري (409:970) ومسلم (885) من حديث ابن عباس وجابر بن 
عبد الله» ومسلم (۸۸۷) من حديث جابر بن سمرة. 

(۳) أخرجه البخاري (989) ومسلم )۸۸٤(‏ من حديث ابن عباس. 

)٤(‏ وأخرجه القاضي إسماعيل بن إسحاق في «فضل الصلاة على النبي وله (۸۸) وابن 
المنذر في «الأوسط» (5/ ۳۲۱) والطبراني (9/ 7 ”7). 


025 


تحريه للاتباع يرفع يديه مع کل تكبيرة(1). 

وكان ية إذا أتمّ التكبيرٌ أخذ في القراءة. فقرأ فاتحة الكتاب» ثم قرأ 
بعدها (ق والقرآن المجيد) في إحدئ الركعتين» وفي الأخرئ (اقتربت الساعة 
وانشق القمر)("). وربما قرأ فيهما ب(سبح اسم ربك الأعلئ)و (هل أتاك 
حديث الغاشية)0©, صح عنه هذا وهذاء ولم يصح عنه غير ذلك. 


فإذا فرغ من القراءة كبّر وركع. ثم إذا أكمل الركعة وقام من السجود كبّر 
خمسًا متوالية. فإذا أكمل التكبير أخذ في القراءة» فيكون التكبير أول ما يبدأ به 
في الركعتين» والقراءة تلي الركوع9؟). 


وقد روي عنه َة أنه وال بين القراءتين» فكبّر أولاء ثم قرأ وركع. فلما 
قام في الثانية قرأء وجعل التكبير بعد القراءة. ولكن لا يثبت هذا عنه» فإنه من 
رواية محمد بن معاوية النيسابوري» قال البيهقي27): رماه غير واحد 


)١(‏ في الجنازة» هذا ما أخرج عنه ابن أبي شيبة .)2١١907١١594(‏ أما رفع اليدين مع 
كل تكبيرة في الجنازة والعيد فروي عن عمر بن الخطاب» أخرجه عنه البيهقي 
(۳/ ۲۹۳) وقال: وهذا منقطع. 

(؟) أخرجه مسلم (841) من حديث أبي واقد الليثي. 

)۳( أخرجه مسلم (۸۷۸) من حديث النعمان بن بشير. 

(5) يعني: لم يفصل بين القراءة والركوع بالتكبير. 

(5) لم أجد كلامه. وانظر ترجمته في «الكامل» لابن عدي (9/ ۳۹۰- ۳۹۸) و«تاريخ 
بغداد» (5/ )٤۳۹‏ و«تبذيب الكمال» (5؟5/ .)٤۸۲ - ٤۷۸‏ 


/اةة 


وقد روئ الترمذي(١2‏ من حديث كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف 


عن أبيه عن جدّه أن رسول الله بك كبّر في العيدين في الأولئ سبعًا قبل القراءة 
وني الآخرة خمسًا قبل القراءة. قال الترمذي"': سألت محمدًا يعني 
البخاريّ -عن هذا الحديثء فقال: ليس في هذا الباب شيء أصحٌ من هذاء 


وبه أقول. قال: وحديث عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي عن عمرو بن 
شعيب عن أبيه عن جدّه في هذا الباب هو صحيح أيضًا. 


57 5 ااه سنن * و 
قلت: يريد به حديثه أن النبي َه كبر في عيد ثنتي عشرة تكبيرة: سبعًا في 


الأولئ وخمسًا في الآخرة. ولم ا قبلها ولا یذ قال أحمد: أنا 
أذهب إلى هذا. 


(00 


00 
(۳) 


(€) 


برقم »)٥۳٩(‏ وأخرجه عبد بن حميد (۲۹۰) وابن ماجه (۱۲۷۹) والدارقطني 
(9)) والبيهقي في «السنن الكبرئ» (۳/ )۲۸١‏ و«معرفة السئن» /٥(‏ 59)) 
صححه ابن خزيمة »)۱٤۳۹ »۱٤۳۸(‏ وانظر: «صحيح أبي داود- الأم» /٤(‏ 1"17- 
14" 

في «العلل الکبیر» (ص38: 49). 

أخرجه أحمد (/558) وآبو داود (۱٠١١ »۱۱١۱(‏ والنسائي في «الكبرئ» (۱۸۱۷) 
وابن ماجه (۱۲۷۸» ۱۲۹۲) والدارقطني (۱۷۲۹» ۱۷۳۰) والبيهقي (؟/ ۲۸۵)» 
والطائفي هذا قد قال فيه البخاري: «مقارب الحديث» وصحح حديثه» انظر: «العلل 
الکبیر» (ص48). وقال ابن عدي في «الكامل» في ترجمته (5/ :)٥۲۲‏ «فأما سائر 
أحاديثه فإنه يروي عن عمرو بن شعيب أحاديث مستقيمة» وهو ممن يكتب حديثه). 
وقال الدارقطني في «سؤالات البرقاني» (/10): ايُعتَبر به». وممن ليّنه: ابن معين 
وأبو حاتم والنسائي» انظر: «ميزان الاعتدال» (۲/ 407). 

في (مسائل عبد الله“ (ص1318-177)» وانظر اللفظ المنقول هنافي اشرح 
الزركشي» (۲/ ۲۲۲). 


04 


قلت: وكثير بن عبد الله بن عمرو هذا ضصَرّبٍ أحمد عل حديثه في 
«المسند»» وقال: لا يساوي حديثه شيئًا(١2.‏ والترمذي تاره يصحّح حديثئه 
وتارةٌ يحسّنه. وقد صرّح البخاري بأنه أصح شيء في الباب مع حكمه بصحة 


وكان با إذا أكمل الصلاة انصرفء فقام مقابلٌ الناس» والناس جلوسٌ 
على صفوفهم» فيعظهم ويوصيهم ويأمرهم. وإن كان يريد أن يقطع بعنًا 
قطعه. أو يأمر بشيء أمَر به. ولم يكن هنالك منبر يرقئ عليه» ولم يكن يُخرّج 
منبرٌ0") المدينة» وإنما كان يخطبهم قائمًا على الأرض. قال جابر بن 
عبد الله: «شهدت مع رسول الله ية الصلاة يوم العيد» فبدأ بالصلاة قبل 
الخطبة بلا أذان ولا إقامة. ثم قام متوكّنًا على بلال» فأمر بتقوئ الله» وحتٌ 
عل طاعته» ووعظ الناس» وذگرهم". ثم مض حتى أتئ النساء» فوعَظّهن 
وذگرهن». متفق عليه(؟). 


وقال أبو سعيد الحُدري: «كان النبي هة يخرج يوم الفطر والأضحئ 
0 و و ت 
إلى المصلئء فأوّل ما يبدأ به الصلاة. ثم ينصرفء فيقوم مقاب الناس» 
والناس جلوس على صفوفهم» الحديث. رواه مسل0©). 


.)٤۹۲۲( «العلل» برواية ابنه عبد الله‎ )١( 

(۲) كذا ضبط فيج. 

(۳) ماعداق» م مبء ن: «فذكّرهم». وكذا كان فيع؛ فأصلح. 
(5) البخاري (918:9471) ومسلم .)۸۸٥(‏ 

(5) برقم (886)» وأخرجه أيضًا البخاري (407) واللفظ له. 


«8 


2 


وقد ذكر أبو سعيد الحُدري"' أنه ية كان يخرج يوم العيد فيصلّي 
بالناس ركعتين» ثم یسلٌم» فيقف علئ راحلته» فيستقبل الناسّ وهم(" جلوس» 
فيقول: «تصدَّقوا»» فأكثرٌ من يتصدّق النساءٌ بالقرط والخاتم والشيء. فإن كانت 
له حاجة يريد أن يبعث بعتا يذكره لهم وإلّا انصرف. 

وقد كان يقع لي أنَّ هذا وهم» فإنَ الى يك إنما كان يخرج إلى العيد 
ماشيّاء والعتّزةٌ بين يديه» وإنما خطب على راحلته يوم النّحر بمتّئء إلى أن 
رأيت بق بن مخلد الحافظ قد ذكر هذا الحديث في «مسنده» 2147 عن أبي 
کیو ای فت ا م بو نیو شا دار بن قيس ثنا عياض بن 
عبد الله بن سعد بن أبي سرح» عن أبي سعيد الخُدري قال: كان رسول الله 
اة يخرج يوم العيد ويوم الفطرء فيصلي بالناس تينك الركعتين"» ثم 


)١(‏ لم يرد «اقد» في ق» م؛ مبء ن. 

(۲) أخرجه عبد الرزاق (20715) وابن أبي شيبة ١(‏ 490) وأحمد (211115 2١١741‏ 
)© وابن ماجه :)١1184(‏ وصححه ابن حبان (۳۳۲۱) والحاكم (۱/ ۲۹۷). 
وأصله في «الصحيحين» كما سبق آنقًا دون ذكر ما تصدقن به. وعند البخاري 
(585) ومسلم :)۸۸٤(‏ «فجعلن يلقين الفتخ» والخواتم في ثوب بلال» والحديث 
سيأتي. وعند البخاري أيضًا )١577(‏ فيها قصة زينب امرأة ابن مسعود أنها دخلت 
على النبي َا بعد الخطبة فاستفسرت عن صدقتها على زوجها وولدها. 

(۳) بعده في النسخ المطبوعة زيادة: «صفوف». 

)٤(‏ وهو عند ابن أبي شيبة »)44٠١(‏ وقد تقدم آنا في التخريج السابق. 

(5) مبء ن: «من يوم الفطر». 

() هكذانيق»م مبءن. وأشير إلى هذه النسخة في هامشع. وفي ج: «فيبتدئ 
بالركعتين»» وني غيرها: «فيبدأ بالركعتين». 

05٠ 


يسلّم» فيستقبل الناس فيقول: «تصدّقوا»» فكان أكثرٌ من يتصدّق النّساءً. 
فذكر الحديث. 


ثم قال(١2:‏ ثنا أبو بكر بن خلاد, ثنا أبو عامر» ثنا داود» عن عیاض» عن 
أبي سعيد: كان النبي و يخرج في يوم الفطرء فيصلّي بالناس. فيبداً 
بالركعتين ثم يستقبلهم وهم جلوس» فيقول: ؛تصدّقوا»» فذكر مثله. وهذا 
إسناد ابن ماجه(2 إلا أنه رواه عن أبي كريب» عن أبي أسامة» عن داود. 
فلعله: «ثم يقوم علئ رجليه9» كما قال جابر: «قام متوكّنًا علئ بلال»؛ 
فتصحّفت على الكاتب ب«راحلته»9؟2: فالله أعلم. 


فإن قيل: فقد أخرجا ني «الصحيحين») عن ابن عباس قال: اشهدت 
صلاة الفطر مع نبي الله لا وأبي بكر وعمر وعثمان فكلّهم يصلَّيها قبل 
الخطبة» ثم يخطب. قال : فنزل نب الله كَل كأنّي أنظر إليه حين يُجلِس 
الوّجالٌ بيده» ثم أقبل يشقّهم حت حتئ جاء التساء ومعه بلال» فقال: يها لبن 
إِدَاجَ2َالْمُؤمِسَتُ بای کیان لا سرن بارس 4 [الممتحنة: »]١7‏ فتلا الآية 


e وإسناده صحیح؛ وأبو بكر بن خلاد هو محمد‎ )١( 
عامر هو العقدي عبد الملك بن عمرو القيسيء ثقة‎ 

(۲) برقم (۱۲۸۸). 

(۳) في ك: «راحلته»» تحريف. وقد أصلح فيع. 

)٤(‏ «كما قال جابر... براحلته» ساقط من ص. وصدق ظرٌ المؤلف لله فان في النسخة 
المعتمدة في طبعة دار الرسالة: «رجليه» حسب تعليق محققيها. 

(6) البخاري (5896) ومسلم .)۸۸٤(‏ 


o۱ 


حت فرغ منها» الحديث. وفي «الصحيحين)17) أيضًا(") عن جابر «أنَ الي 
كك قام» فبدأ بالصلاة» ثم خطب الناس بعدٌ. فلما فرغ نبي الله يك نرّلء فأتى 
النساء فذكرهن» الحديك. وهذايدل غل أنه كان يخطبي غل مث ر أو 
راحلته» ولعله كان قد بني له منبر من لبن وطين أو نحوه؟ 

قيل: لاريب في صحّة هذين الحديثين» ولاريب أنَّ المنبر لم يكن 
يُخرّجٍ من المسجد. وأولُ من أخرجه مروان بن الحكم فَأنكِرٌ عليه. وأمًا 
منبر اللَّن والطين فأوَّلُ من بناه كثير بن الصَّلْت في إمارة مروان على المدينة 
كما هو في «الصحيحين»". فلعله بها كان يقوم في المصلّئ على مكان 
مرتفع» أو دُكّان ‏ وهي التي تُسمّئ المِضْطبّة ثم ينحدر منه إلى النساء 
فيقف عليهن» ويخطبهن» فيعظهن ويذكّرهن. والله أعلم. 

وكان يفتتح خطبه كلَّها بالحمد لله. ولم يُحمّظ عنه في حديث واحد أنه 
افتتح خطبتي العيدين بالتكبير» وإنما روئ ابن ماجه في اسننه»7؟) عن 
مغد ودن النبي كَل أن النبي بيا كان يكثر التكبير 27 بين أضعاف 


)١(‏ البخاري )٩۷۸۰۹٦۱(‏ ومسلم »)۸۸٩(‏ وقد تقدم جزء منه. 

(۲( «أيصًا» من ق» م» مب» ن. 

)۳( البخاري (407) ومسلم (889) من حديث أبي سعيد» وفيه قصة إنكاره على مروان. 
وذكر الطين واللبن عند مسلم فقط. 

)٤(‏ برقم (۱۲۸۷)» وأخرجه الحاكم (۳/ )٠٠۷‏ والبيهقي (۳/ ۲۹۹) من حديث 
عبد الرحمن بن سعد بن عمار بن سعد المؤذن عن أبيه عن أبيه عن جده. 
وعبد الرحمن بن سعد ضعيف» وأبوه وجدّه كلاهما مجهول. 

)٥(‏ زاد الفقي بعده: «القرظ». وكذا في طبعة الرسالة. 

0) لفظ ابن ماجه: «كان النبي بيا يكبّر». وني مطبوعة «السئن الكبرئ»: «يكبر التكبير». 


01 


الخطبة» يكثر التكبير في خطبة العيدين. وهذا لا يدل على أنه كان يفتتحها به. 


وقد اختلف الناس في افتتاح خطبة العيد والاستسقاءء فقيل: تفتتحان(١)‏ 


شيخ الإسلام ابن تيمية'2: وهو الصواب فإنَّ النبي بي قال: «كل مر ذي بال لا 
يبدأ فيه بحمد الله فهو أجدّم»7'). وکان يفتتح خطبه كلّها بالحمد0). 


)1( 
)۳( 
فر 


ورف ينين تين العيد ان يلين للخ وآن ا 


في بعض النسخ هنا وفيما يأتي بإهمال حرف المضارع» وفي بعضها: «يفتتحان». 
انظر: «مجموع الفتاوئ» (۲۲/ ۳۹۳- .)۳۹٤‏ 

أخرجه أحمد (۸۷۱۲) وأبو داود )٤۸٤١(‏ والنسائي في «الكبرئ» -٠٠٠٠٠١(‏ 
۸ وابن ماجه )۱۸۹٤(‏ وابن حبان (۱» ۲) والدارقطني (۸۸۳» )۸۸٤‏ 
والبيهقي (۳/ )۲٠۸‏ من حديث أبي هريرة. والحديث ضعيف لضعف أحد رواته 
قرة بن عبد الرحمن» وللاضطراب الواقع في متنه وإسناده» وقد أشار إليه النسائي» 
وفصّل فيه الكلام الدارقطني في «علله» )۱۳۹١(‏ ورجح أن المرسل هو الصواب. 

في ع» مب زيادة: (لله». 

بعده في ص: (النبي2. 

أخرجه أبو داود )١٠١١(‏ والنسائي في «المجتبئ» )١61/1(‏ و«الكبرئ» (۱۷۹۲) 
وابن ماجه (۱۲۹۰) والدارقطني (۱۷۳۸) والحاكم (۱/ 596) والبيهقي (۳/ 0/01١‏ 
من طريق الفضل بن موسئ السيناني عن ابن جريج عن عطاء عن عبد الله بن السائب. 
قال أبو داود: «هذا مرسل عن عطاء عن النبي كَل؛. واعتمده الدارقطني» وبه قال ابن 
معين في #تاريخه) برواية الدوري (/ )٠١‏ وأبو زرعة في «علل ابن أبي حاتم» 
(017). فقد تفرد بوصله الفضل بن موسئء وخالفه عبد الرزاق (5710) وهشام بن 
يوسف [أبو زرعة في «العلل»] والثوري [البيهقي (۳/ ]0١١‏ فثلاثتهم رووه عن ابن 
جريج عن عطاء مرسلا. ومع ذلك صححه الألباني الحديث الموصول في «الإرواء» 
(579) و«صحيح أبي داود- الأم» /٤(‏ °( 


o1 


ورخحص لهم إذا وقع العيدٌ يوم الجمعة أن يجتزئوا بصلاة العيد عن حضور 
الجمعة(. 

وكان ي يخالف الطريق يوم العيد» فيذهب في طريق ويرجع في 
أخرى" فقيل: ليسلّم على أهل الطريقين» وقيل: لينال بركته الفريقان("» 
وقيل: ليقضي حاجة من له حاجة منهماء وقيل: ليظهر شعائرٌ الإسلام في 
سائر الفجاج والطرق. وقيل: ليغيظ المنافقين برؤيتهم عر الإسلام وأهله 
و ه. وقيل: لتكثر شهادة البقاع لهه فان الذاهب إلى المسجد أو 
المصلى إحدئ خطوتيه ترفع درجةٌ والأخرى تحط خطيئةٌ حى يرجع إلئن 
زل وقيل - وهو الأصح -: إنَّه(؟» لذلك كله ولغيره من الجكم التي لا 
يخلو فعله عنها. 

وروي عنه أنه كان يكبر من صلاة الفجر يوم عرفة إلى العصر من آخر 
أيام التشریق: «الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبرء وله 
الحمد»(). 


)١(‏ أخرجه مالك )٤۹۱(‏ والبخاري (061/7) من حديث عثمان بن عفان. 

(۲) ق» م» مب «آخر». وانظر في مخالفة الطريق حديث جابر في صحيح البخاري» 
(85ة). 

() ج: «الفريقين». 

(5) «إنه؛ لم يرد في صء؛ ج. 

)٥(‏ أخرجه الدارقطني (۱۷۳۷) والخطيب في «تاريخه» )2094/١١(‏ والبيهيقي 
)٠١ /۳(‏ وقال: «عمرو بن شمر وجابر الجعفي لا يحتج بهما». والصحيح أنه 
موقوف على ابن مسعود كما أخرجه ابن أبي شيبة (071/9)» وانظر منه أيضًا: 
١94-196 /4(‏ التكبير من أي يوم هو وإلئ أي ساعة؟). 


05 


فصل 
فيه هديه َل فى صلاة الكسوف 

لما كسفت الشمس خرج يك إلى المسجد مسرعًا فزعًا يجرٌ رداءه. 
وكان كسوفها في أول النهار على مقدار رمحين أو ثلاثة من طلوعها. فتقدّم 
وصلئ ركعتين» قرأ في الأولئ بفاتحة الكتاب وسورة طويلةء وجهر بالقراءة. 
ثم ركع» فأطال الركوع. ثم رفع رأسه من الركوع» فأطال القيام» وهو دون 
القيام الأول. وقال لما رفع رأسه: «سمع الله لمن حمده. ربا ولك الحمد». 
ثم أخذ في القراءة» ثم ركع فأطال الركوع» وهو دون الركوع الأول. ثم 
سجد فأطال السجود. ثم فعل في الأخرئ(21 مثل ما فعل في الأولئ. فكان في 
4 ليما ٠ ٠ ٠.‏ 1-4 
کل ركعة ركوعان وسجودان» فاستكمل في الركعتين أربع ركوعات7" وأربع 
سجودات(40). 

ورأئ في صلاته تلك الجنة والنار» وهم أن يأخذ عنقودًا من الجنة» 
فيريهم إياه. ورأئ أهل العذاب في النارء فرأئ امرأةٌ تخدشها هرَّةٌ ربطتها 
حتئ ماتت جوعًا وعطشّاء ورأئ عمرو بن مالك يجُرٌ أمعاءه في النارء وكان 

.ك 0 

أول من غيّر دين إبراهيه20). ورأئ فيها سارق الحاح يعدب . 


)١(‏ في النسخ المطبوعة بعده زيادة: «ثم رفع رأسه من الركوع». 
(۲) قءم: «الركعة الأولئ». 

(۳) ق»مء مب: «(رکعات». 

)٤(‏ مب: اسجدات). 

(5) أخرجه مسلم (405/ 4) من حديث جابر بن عبد الله. 


.)1١ /۹۰٤( مسلم‎ (0 


00 


ثم انصرف» فخطب بهم خطبة بليغةٌ» حُفِظ منها قوله: (إنَّ الشمس 
والقمر آيتان من آيات الله» لا بخفان لموت أحدٍ ولا لحياته. فإذا رأيتم ذلك 
فدهو هوكم روا وهاو اء و ميد دروا جا احل اعد ر من الله 
أن يزني عبده أو تزني أمته. يا أمة محمد والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم 
قليلًا ولبكيتم كثيرا»(1). 

وقال(": «لقد رأيثُ في مقامي هذا كل شيء عتم( حتئ لقد 
رأيتني أريد أن آخدٌ قطفا من الجنة حين رأيتموني أتقدم. ولقد رأيت جهنم 
يَحْطِمُ بعضّها بعضًا حين رأيتموني تأَخََرتُ)49). 

وني لفظ: «رأيثٌ النارء فلم أرَ كاليوم منظرًا قط أفظع”*2» ورأيت أكثر 
أهلها النساء». قالوا: بم يا رسول الله؟ قال: «بكفرهن». قيل: أيكمّرن بالله؟ 
قال: «يكفرن العشيرٌء ويكفرن الإحسان» لو أحسنت إلى إحداهنّ الدهرٌ كلّه 
ثم رأت منك شيئًا. قالت: ما رأيثُ منك خيرًا قط0). 

ومنها: «ولقد أُوحيّ إليّ أنكم تفتنون في القبور مثلّ - أو قريبًا من فتنئة 
الدّجّال. يؤت أحدكم» فيقال له: ما علمُك بهذا الرّجل؟ فأما المؤمن أو 


)١(‏ أخرجه البخاري (55 )١٠١‏ ومسلم )١/901(‏ من حديث عائشة وَإيَدعَنها. 

(۲) لفظ «قال» لم يرد في ص. 

(۳) بعده في ق» م» مبء ن زيادة: «به». والنص في «الصحيح» كما في النسخ الأخرئ دون 
هذه الزيادة. 

.)/901١(ملسم‎ )( 

)٥(‏ في كع بعده زيادة: (منه؟. 

0) أخرجه البخاري -)١١67(‏ واللفظ أشبه بلفظه ‏ ومسلم (۹۰۷/ .)۱١‏ 


21 


قال: الموقن ‏ فيقول: محمد رسول الله» جاءنا بالبينات والهدئ, فأجبنا 
وآمنًا واتبعنا. فيقال له: نّمْ صالحًاء فقد علمنا إِنْ كنت لّمؤمنًا. وأما المنافق 
- أو قال: المرتاب -فيقول: لا أدرى» سمعت الناس يقولون شيئًا فقلته»17). 


93 ص« 0 9 

وني طريق أخرئ لأحمد بن حنبل 7" أنه لمّا سلّم حود الله وأثنئ عليه 
وشهد أن لا إله إلا الله وشهد أنه عبد الله ورسوله. ثم قال: «أيها الناس 
أنشدكم بالله. إن كنتم تعلمون أي قصَّرتٌ عن شيءٍ من تبليغ رسالات ريي 
- م 1 
لَمَا أخبرتموني ذلك؟». فقام رجالٌ فقالوا: نشهد أنّك قد بِلّعْتَ رسالاتِ 
ربّك» ونصحتٌ لأمتك» وقضيتٌ الذي عليك. ثم قال: «آما بعد. فإِنَّ رجالا 
يزعمون أنَّ كسوفّ هذه الشمس وكسوف هذا القمر وزوال هذه النجوم عن 
مطالعها لِموتٍ رجالٍ عُظَماءَ من أهل الأرض. وإنهم قد كدّبواء ولكنها آياتثٌ 
من آيات الله تبارك وتعالئ» يعتبر بها عباده» فينظر من يُحْدِتُ له منهم توبة. 
وَاِمُالله» لقد رأيثُ منذ قمثٌ أصلَّي ما أنتم لاقوه في أمر دنياكم وآخرتكم. 
وإنه والله لا تقوم الساعة حتئ يخرج ثلاثون كذابا آخرّهم الأعورٌ الدّجَالٌ 
ممسوح العين اليسرئء كأنها عينُ أبي يحيئ 7 لشيخ حينئذ من الأنصار 


)١(‏ أخرجه البخاري (87) ومسلم )١١/9405(‏ من حديث أسماء بنت أبي بكر الصديق. 

(۲) برقم (۲۰۱۷۸) من حديث سمرة بن جندب. وأخرجه مطولًا دون هذا التمام 
الشافعي كما في «معرفة السنن» )١4١ /٥(‏ وابن أبي شيبة (۸۳۹۹» 18774) وأبو 
داود )١1185(‏ وابن خزيمة (۱۳۹۷) وابن حبان (58657) والطبراني -١189/1/(‏ 
۱ والحاكم (۱/ ۳۲۹- ۳۳۰) والبيهقي (۳۳۹/۳). ومدار الحديث على 
تعلبة بن عباد العبدي» وهو مجهول. 

(۳) هكذا في ت بالياء» وهو مهمل في الأصول الأخرئ. وفي «المسند» بالتاء المكسورة 
وهو أشهر. وانظر للرواية مهما: «صحيح ابن خزيمة» .)۱١۹۷(‏ 


0V۷ 


بينه وبين حجرة عائشة وإنه مت يخرج فسوف يزعم أنه الله. فمن آمن به 
وصدّقه وانّبعه لم ينفعه صالحٌ من عمله سَلَّفَ. ومن كفر به وكذَّبه لم يعانّب 
بشيءٍ من عمله سلّف. وإنّه سيظهر على الأرض كلها إلا الحرم وبيتَ 
المقدسء وإنه يحصّر المؤمنين في بيت المقدس. فيُرَلرّلون زلزالا شديدًاء ثم 
هلكه الله عزَّ وجل وجنوده حى إنَّ جِذّمَ الحائط ‏ أو قال: أصلّ الحائط - 
وأصلّ الشجرة لينادي: يا ممن يا مسلم» هذا يهوديّ ‏ أو قال: هذا كافرٌ 
فتعال فاقتله». قال: «ولن يكون ذلك حت ترّوا أمورًا يتفاقم شأنها في أنفسكم 
وتسّاءلون(1) بينكم: هل کان نبيُكم ذگر لكم منها ذكراء وحتیٰ تزول جبالٌ 
عن مراتبها. ثم على أنَّر ذلك القبض». 

فهذا الذي صح عنه من صفة صلاة الكسوف وخطبتها. وقد روي عنه 
أنه ضالاها عارا صفات كر 

منها: كل ركعة بثلاث رکوعات0). 

ومنها: ك ركعة بأربع ركوعات7©. 

ومنها: أا كأحدّثِ7؟) صلاةٍ صُلَّيت 15 ركعة بركوع واحد. ولك 


)١(‏ هكذا ضبط في م بتشديد السين. 

(۲) أخرجه مسلم (405/ )٠9١‏ وغيره من حديث جابر بن عبد الله. 

(۳) أخرجه مسلم (4042404) من حديث ابن عباس» وقال: «عن علي مثل ذلك». 
وحديث علي أخرجه أحمد )۱١۱١(‏ وابن خزيمة (211784 11945) والبيهقي 
0٠ /۳(‏ ١۳۳)ء‏ فيه حش بن المعتمر الكوفي» فيه لين» وقد تفرد بهذا الحديث 
عن علي. وسيأتي عند المؤلف كلام البيهقي على حديث ابن عباس. 

(4) في النسخ المطبوعة: «كإحدئ)» تحريف. 

(۵) أخرجه أحمد (187877/77015417) وأبوداود(45١١)‏ والترمذي في «الشمائل» - 


011 


كبار الأئمة لا يصححون ذلك كالإمام أحمد والبخاري والشافعي» ويرونه 


غلطًا. 

قال الشافعي وقد سأله سائل» فقال: روئ بعضكم أنَّ الي يكل صل 
ثلاث ركعات في كلّ ركعة. قال الشافعي: فقلت له: أتقول به أنت؟ قال: لاه 
ولكن لِم لم تقل به أنت» وهو زيادة على حديثكم؟ يعني حديث الركوعين 
في الركعة. قال: فقلت: هو من وجو منقطع؛ ونحن لا نثبت المنقطع على 
الانفراد» ووجه نراه والله أعلم غلطً(©, " 

قال البيهقي("): أراد بالمنقطع قول عبيد بن عمير: «حدّئني من أصدّق 
قال عطاء: حسيبئه يريد عائشة» الحديث. وفيه: فركع في كل ركعة ثلاث 
ركوعات وأربع سجدات. وقال قتادة: عن عطاء» عن عبيد بن عمير» عنها: 
ست ركعات في أربع سجدات». فعطاءٌ إنما أسنده عن عائشة بالظنٌ 
والحُسْبان لا باليقين. وكيف يكون ذلك محفوظًا عن عائشة» وقد ثبت عن 
عروة وعَمْرة عن عائشة خلافه» وعروة وعَمرة أخصٌ بعائشة وألزم لها من 
عبيد بن عمير؟ وهما اثنان» فروايتهما أولئ أن تكون هي المحفوظة. 


قال: وأما الذي يراه الشافعيٌ غلطًاء فأحسّبه حديث عطاء عن جابر: 


= (۳۲۵) وابن خزيمة (۱۳۸۹۰۹۰۱) من حديث عبد الله بن عمرو. وفيه عطاء بن 
السائب وقد اختلط» وفي بعض الطرق المذكورة روئ عنه الثوري وشعبة وحماد بن 
سلمة» وهم ممن سمع منه قبل الاختلاط. وانظر: «صحيح أبي داود- الأم» (5/ 004. 

.)٠٤١ /٥( أخرجها البيهقي في «معرفة السنن»‎ )١( 

(۲) في لمعرفة السنن» )١57/6(‏ بتصرف. 

(۳) «معرفة السئن» .)١58-1١51//6(‏ 


0۹ 


«انكسفت الشمس في عهد رسول الله به يوم مات إبراهيم ابن رسول الله 
ككل فقال الناس: إنما انكسفت الشمس لموت إبراهيم. فقام النبيْ كلك 


قال البيهقي(١2:‏ ومن نظر في قصّة هذا الحديث وقصّة حديث أبي الزبير 
عِلِمَ أنبا قصّة واحدة» وأنَّ الصلاة التي أخير عنها إنما فعلها مر واحدةٌ 
وذلك في يوم توفي ابه إبراهيم. 

قال": ثم وقع الخلاف بين عبد الملك -يعني ابن أبي سليمان عن 
عطاء عن جابر» وبين هشام الدَّسْتّوائي عن أبي الزيير عن جابر في عدد 
الركوع في كل ركعة» فوجدنا رواية هشام أولئ يعني أنَّ في كل ركعة 
ركوعين فقط ‏ لكونه مع أبي الزبير أحفظ من عبد الملكء ولموافقة روايته 
في عدد الركوع روايةً عروة وعمرة" عن عائشة» ورواية كثير بن عباس( 
وعطاء بن يسار عن ابن عباس» ورواية أبي سلّمة عن عبد الله بن عمروء ثم 
رواية يحيئ بن سيم وغيره. وقد خولف عبد الملك في روايته عن عطاء 
فرواه ابن جريج وقتادة عن عطاء عن عبيد بن عمير: ست ركعات في أربع 
سجدات. فروايةٌ هشام عن أبي الزبير عن جابر التي لم يقع فيها الخلاف 
ويوافقها عدد كثير= أولئ من روايتي عطاء اللتين إنما أسند إحداهما 


.)١٤۸ /٥( «معرفة السئن»‎ )١( 
ك: «عمرة وعروة»؛ وكذا في ع» فوضع بعضهم عليهما علامة التقديم والتأخير.‎ (۳) 
ج: لاعياش »2 تصحيف.‎ (0 


O۷۰ 


بالتوهُم والأخرئ ينفرد(١‏ بها عنه عبدٌ الملك بن أبي سليمان الذي قد أ 
عليه الغلط في غير حديث. 


قال("): وأما حديث حبيب بن أبي ثابت» عن طاوس» عن ابن عباس 
عن النبي يله آنه: «صلَئ في کسوف» فقأ ثم ركعء ثم قرأ ثم رکع» ثم قرأ ثم 
رکع»1ثم e‏ والأخرئ مثلها»- ر 
وهو مما ینفرد(*) به حبيب بن أبي ثابت» وحبيب وإن کان ثقة فكان يدلس» 
ولم يتبيّن سماعه فيه من طاوس» فيشبه أن يكون حمَّلّه عن غير موثوقٍ 
به210» فقد خالفه في رفعه ومتنه سليمان الأحول» فرواه عن طاوس عن ابن 
عباس من فعله ثلاث ركعات في ركعة. وقد خولف سليمان أيضًا في عدد 
الركوع» فرواه جماعة عن ابن عباس من فعله» كما رواه عطاء بن يسار وغيره 
عنه عن النبي بيا يعني في كل ركعة ركوعان. 

قال": وقد أعرض محمد بن إسماعيل البخاري عن هذه الروايات 
الثلاث 27 فلم يُُخرج شيا منهن في «الصحيح» لمخالفتهن ماهو أصح 


)١(‏ هكذا في م» ن. وفي صء ج: «يتفرد»» وني غيرها أهمل ثانيه. 

(؟) «معرفة السنن» .)١59/6(‏ 

(۳) زيادة من مصدر النقل. 

(5) برقم (۹۰۹۰۹۰۸). 

(5) جءن: «يتفرّدهء والمثبت من م» وكذا في مصدر النقل. وفي غيرهما أهمل ثانيه 
0) (به) ساقط من ص. 

(۷) في «معرفة السنن» ,)١6١-1١59/6(‏ 

(۸) ص: «الثلاثة» 


0۷۱ 


إسنادًاء وأكثرٌ عددّاء وأوتّقٌ رجالًا. وقال البخاري في رواية أبي عيسى 
الترمذي عنه: أصح الروايات عندي في صلاة الكسوف أربعٌ ركعات في 
أربع سجدات. 


قال البيهقي": وروي عن حذيفة مرفوعًا: «أربع ركعات في كل 
رک اھ ت وروق عن أب بن كعب مرفوعا: اخمسٌ 
ركعات7؟) في كل ركعة(277020» وصاحبا «الصحيح» لم يحتجًا بمثل إسناد 


حل رغه (۷). 


قال“: وذهب جماعة من أهل الحديث إلى تصحيح الروايات في عدد 


.)٠١7”ص( في «العلل الكبير»‎ )١( 

(۲) في «معرفة السئن» (0/ .)٠١١‏ 

(۳) أخرجه البزار (۷/ 5 727) والطبراني في «الدعاء» (۲۲۳۲) والبيهقي (7/ ۳۲۹) وقال: 
«محمد بن عبد الرحمن بن أبئ ليلئ لا يحتج به». 

(5) في النسخ المطبوعة: «ركوعات». 

)0( العبارة «وإسناده... ركعة» ساقطة من ك ومستدركة فيع. 

(0) اخرجه أحمد(۲۱۲۲۰) وآبو داود (۱۱۸۲) والطبراني في «الدعاء» (۲۲۳۷) 
و«الأوسط» (2415) والحاكم (۱/ ۳۳۳) والبيهقي (۳/ ۳۲۹). وفيه أبو جعفر 
الرازي» ضعيف. وقال الذهبي في «تلخيص المستدرك»: «خبر منكر...2. 

(۷) ك»ع: «حذيفة»» وكذا في مطبوعة «معرفة السئن» وهو تصحيف. ويؤيد ما أثبتنا قول 
البيهقي في «السنن الكبرئ» (۳/ ۳۲۹): «وروي خمس ركوعات ف ركعة بإسناد لم 
يحتج بمثله صاحبا (الصحيح)» ولكن أخرجه أبو داود في (السئن)» ثم ساق حديث 

(۸) في «معرفة السئن» (0/ .)٠١١‏ 


الركعات» وحملوها على أن الى يكل فعلها مرَّاتِء وأنَّ الجميع جائز. فممن 
ذهب إليه إسحاق بن راهويه» ومحمد بن إسحاق بن خزيمة» وأبو بكر بن 
إسحاق الصُبَعيء وأبو سليمان الخطًابي؛ واستحسنه ابن المنذر. والذي ذهب 
إليه الشافعي ثم محمد بن إسماعيل البخاري 2١7‏ من ترجيح الأخبار أولئ؛ لما 
ذكرنا(؟2 من رجوع الأخبار(" إلى حكاية صلاته يوم توفي ابنه يكللة. 

قلت: والمنضصوض عن أحمد أيضًا أله بحديث عائعة وححده: في كل 
ركعة ركوعان وسجودان. قال في رواية المرّوذي7؟»: وأذهب إلى صلاة 
الكسوف أربع ركعات وأربع سجدات: في كل ركعة ركعتان وسجدتان» 
وأذهب إلى حديث عائشة. أكثرٌ الأحاديث على هذا. وهذا اختيار أبي بكر 
وقدماء الأصحاب وهو اختيار شيخنا أبي العباس ابن تيمية. وكان يُضعٌّف 
كل ما خالفه من الأحاديث» ويقول: هي غلط وإنما صلَّى النبي إلا 
الكسوف مره واحدة يوم مات ابنه إبراهيم. والله أعلم. 

وأمرَ هه في الكسوف بذكر الله والصلاة والدعاء والاستغفار والصدقة 
والعتاقة0). 


)١(‏ في المطبوع: «إليه البخاري والشافعي»» وهو تصرف من بعض النسّاخ. 

(؟) صء ك»ع: «ذكرناه». 

(9) ك» ج: «الاختيار»» تصحيف. 

(4) مب: «المروزي»» تصحيف. وانظر روايته في «الروايتين والوجهين» /١(‏ ؟97١))‏ 
وانظر أيضًا: «مسائل أبي داود» (ص”١٠)‏ و«مسائل ابن هانئ» (ص .)۱٤١‏ 

(5) انظر: «مجموع الفتاوئ» (۱۸/ ۱۸-۱۷) و(5؟0-1769/9١55).‏ 

0) أخرجه الحاكم (۱/ )۳۳١‏ وعنه البيهقي (۳/ 4٠‏ *) من حديث عائشة» وأصله عند 
البخاري (54 )٠١‏ ومسلم )١/9401(‏ دون ذكر العتاقة. 


oV 


فصل 


ثبت عنه أنه استسقیٰ عل وجوه: 
أحدها: يوم الجمعة على المنبر في أثناء خطبته. وقال: «اللهم أَغِثْناء 
اللهم خش 00010 «اللهم اسقناء الم اشقنا0©. 


الوجه الثاني: أنه وعد الناس يومًا يخرجون فيه إلى المصلّى» فخرج لما 
طلعت الشمس متواضعًا متبلٌّلا(؟) متخسِّعًا مترشللا00) متضرعًا("»: فلما 


)١(‏ في طبعة الرسالة بعده زيادة: «اللهم أغثنا؛ مرة ثالثة من «الصحيح» دون تنبيه» وكذا 
«اللهم اسقنا» فيما يأتي. 

(۲) أخرجه البخاري )١١١5(‏ ومسلم (8417) من حديث أنس بن مالك. 

(۳) أخرجه البخاري (17 )1١ 7171١‏ من حديث أنس. 

)٤(‏ صءج: «متذلّلا». 

(0) في جميع الأصول والطبعات القديمة: «متوسّلًا»» والتصحيح من مصادر التخريج» 
وقد صحح أيضًا في طبعة الرسالة. وترسّّل في المشي: لم يعجل فيه. 

)000( ذكر هيئته 4 عند الخروج أخرجه أبو داود(50١١)‏ والترمذي (069:508) 
والنسائي في «المجتبی) )۱١۲۱ ۰۱۰۰۸ ۰۱۰۰٩(‏ و«الکبری» (۰۱۸۲۰ ۰۱۸۲۱ 
٤‏ ۱۸۳۹) وابن ماجه )١777(‏ وغيرهم من حديث هشام بن إسحاق عن أبيه 
عن ابن عباس. وهشام بن إسحاق قال عنه أبو حاتم: شيخ وذكره ابن حبان في 
«الثقات» وروئ عنه جمع من الثقات. وصححه الترمذي وابن خزيمة »١5٠065(‏ 
4 وابن حبان (5877) والحاكم (١/۳۲۹)ء‏ وحسنه الألباني في 
«الإرواء؛ (556). 


:لاه 


واف المصلّى صعد المنبر-إن صكّ(١2»‏ ففي القلب منه شيء فحمد الله 
وأثنئ علیه» وكبّره(). 

وكان مما حفظ من خطبته ودعائه: «الحمد لله ربٌ العالمين» الرّحمن 
الرّحيمء مالك يوم الدين. لا إله إلا اله يفعل ما يريد. اللهمٌ أنت الله لا إله إلا 
آنت» تفعل ما تريد. اللهمٌ أنت الله لا إله إلا أنت. أن الغنيٌ» ونحن الفقراء. 
نل علينا الغيتٌ» واجعل ما أنزلتٌ لنا قوَّةٌ وبلاعًا إلئ حين»٠".‏ 


ثم رفع يديه وأخذ في التضرّع والابتهال والدعاء, وبالغ في الرفع حتئ 
بدا بيا إبطيه. ثم حوّل إلى الناس ظهرّهء واستقبل القبلة. وحوّل إذ ذاك 
زداءه وهو مستقبل القبلةء فجعل الأيمنَ على الأيسرء والأيسر على الأيمن؛ 
وظهرٌ الرداء لبطنه» وبطته لظهره؛ وكان الرّداء خميصة سوداء. وأخذ في 
الدعاء مستقبلٌ القبلة والناسٌ كذلك. ثم نزل» فصل بهم ركعتين كصلاة 
العيد من غير أذان ولا إقامة ولا نداء البتة» جهّر فيهما بالقراءة» وقرأفي 
الأولئ بعد الفاتحة (سبح اسم ربك الأعلئ) وفي الثانية: (هل أتاك حديث 
الغاشية). 


دلق في النسخ المطبوعة بعده: «وإلا»؛ وهي زيادة من بعض النساخ. 

(۲) أخرجه أبو داود -)١177(‏ ومن طريقه أبو عوانة )۲١٠۹(‏ - والطحاوي في «معاني 
الآثار» (7”5/1”) و«مشكل الآثار» (2404) وابن حبان(441) والحاكم 
(۳۲۸/۱) والبيهقي (7/ 49 7) من حديث عائشة. وفيه خالد بن نزار والقاسم بن 
مبرورء كلاهما صدوق مع لين في خالد؛ وفيه أيضًا يونس بن يزيد الأيلي» ثقة إلا أنه 
يخطى في غير حديث الزهري وهذا منه. وقال أبو داود: «وهذا حديث غريبء إسناده 
جيد». وحسنه الألباني في ااصحيح أبي داود- الأم؛ (888-881/4) 

(۳) هو جزء من الحديث السابق. 


oVo0 


الوجه الثالث: أنه استسقئ على منبر المدينة استسقاءً مجردًا في غير يوم 
جمعة(21 ولم يُحمّظ عنه في هذا الاستسقاء صلاة. 


الوجه الرابع: أنه استسقئ وهو جالس في المسجدء فرفع يديه ودعا الله 
عزّ وجلّ» فحُفظ من دعائه حينئذ: «اللهم اسقّنا غينًا(" مَريمًا طَبَقّا عاجلا 
غير رائث؛ نافعًا غير ضار)(؟). 


)00( ماعداق» م» مب» ن: «الجمعة). 

(؟) أخرجه ابن ماجه (۱۲۷۰) وأبو عوانة )١50١17(‏ والطبراني في «الدعاء» )۲٠۹۵(‏ 
و«المعجم الكبير» (؟١/ )٠١١‏ والضياء المقدسي في «المختارة» (9/ ٥۲۷‏ 57/8) 
من طريقين عن عبد الله بن إدريس عن حصين عن حبيب بن أبي ثابت عن ابن عباس 
مرفوعًا موصولًا. وإسناده ثقات غير أن حبيب بن أبي ثابت مدلس وقد عنعن؛ وبه 
أعله الحافظ في «نتائج الأفكار» )۹٩ /٥(‏ والألباني في «الإرواء» (۲/ .)١552158‏ 
وقد أخرجه عبد الرزاق (4401) وابن أبي شيبة )۳۲٤۳۱(‏ من طريقين عن 
حبيب بن أبي ثابت مرسلا. فالحديث أحرئ به أن يكون مرسلاء وهو الذي رجحه 
ابن رجب في «فتح الباري» له .)75١8/7(‏ ويشهد للمرسل ما أخرجه ابن أبي شيبة 
)۸٤۲۸(‏ بإسناد صحيح عن عطاء بن أبئ مروان الأسلمئ عن أبيه قال: «خرجنا مع 
عمر بن الخطاب نستسقي» فما زاد على الاستغفار»» وانظر: «مصنف ابن أبي شيبة) 
(4459)). 

(۳) بعده في مب» ن زيادة: «مغيثًا». ولم ترد هذه الزيادة في «سنن ابن ماجه'. وهذا لفظه. 

(5) أخرجه ابن أبي شيبة (79475) وأحمد (1807576180757) وعبد بن حميد 
(۲) وابن ماجه (۱۲۹۹) والطبراني (۲۰/ ۰۳۱۸ ۳۱۹) والحاكم (۱/ ۳۲۸» 
۹ والبيهقي (۳/ ۰۳۰۵ 7"07) من حديث كعب بن مرة أو مرة بن كعب 
الأسلمي. وفيه سالم بن أبي الجعد» لم يسمع من شرحبيل بن السمط. ويشهد له 
الحديث السابق. 
وله شاهد آخر من حديث جابر بن عبد الله» أخرجه أبو داود(59١١)‏ وغیره» - 


0۷٦ 


الوجه الخامس: أنه استسقئ عند أحجار الرّيت قريبًا من الزوراء(ء 
ی EE‏ عن يمين الخارج من المسجد. 


الوجه السادس: أنه استسقئ في بعض غزواته لما سبقه المشركون إلى 
الماءء فأصاب المسلمين العطش» فشكوا إلى رسول الله ب وقال بعض 
المنافقين: لو كان نبي لاستسقئ لقومه كما استسقئ موسئ لقومه» فبلغ ذلك 
الى يكل فقال: «أوّقد قالوها؟ عسوا ربكم أن يسقيكم. ثم بسّط يديه 
ودعا». فما رد يديه من دعائه حتئ أظلّهم السّحابُ وأمطرواء فأفعَمَ السَّيلُ 
الوادي فشرب الناسء وارتووا0©. 


= وإسناده صحيح» وقد أُعِلٌ بالإرسال. وهو أحسن شيء روي في الدعاء في الاستسقاء 
مرفوعاء فيما قاله ابن عبد البر. وسيأتي قريبًا تخريجه بالتفصيل. 

)١(‏ أخرجه أحمد )7١4514(‏ وأبو داود (1117701174) من حديث عمير مولئ آبي 
اللحم. وصححه ابن حبان (۸۷۸. ۸۷۹) والألباني في «صحيح أبي داود- الأم) 
(1/4"). وأخرجه أيضًا أحمد )۲٠۹٤۳(‏ والتر مذي (201) والنسائي في 
«المجتبی» )۱١۱٤(‏ و«الكبرئ» (۱۸۳۳) من طريق آخر عن عمير مول آبي اللحم 
عن آبي اللحم» وهو وهم» وكأن الترمذي استنكره. وانظر: تعليق محققي «المسند) 
(51955). 

(۲) ج: «تنعطف»» والمثبت من م. وني غيرها أهمل حرف المضارع. 

(۳) «السئن والأحكام» للضياء المقدسي .)۲٤١١(‏ أخرجه أبو عوانة )10١15(‏ من 
حديث عائشة بنت سعد عن أبيها سعد بن أبي وقاص» وبنحوه أخرج ابن أبي الدنيا 
في «المطر والرعد واليرق» (17). وظنه ابن الملقن في «البدر المنير» )١177/6(‏ أنه 
على شرط مسلم لإخراج أبي عوانة له في «صحيحه». ولكن قال الحافظ في 
«التلخيص الحبير» :)١١78/7(‏ «فيه ألفاظ غريبة كثيرة» أخرجه أبو عوانة بسند د 


oVV 


وحفِظ من دعائه في الاستسقاء: «اللهمّ اسقٍ عبادك وبهائمك. وانشز 


رحمتك. وأحي بلك الميّت0 2١7‏ «اللهم اسقنا غيثًا مغيثاء مريئا" مريعاء نافعا 
ص 27 20 2 ن 
غيرٌ ضار عاجلا غيرٌ آجل»". وأَغِيتٌ يك في كل مرّة استسقئ فيها. 


(010 


00 
إفرة 


واواء وفيه شيخ أبي عوانة عبد الله بن محمد الأنصاري وهو البَلّوي المديني» قال 


الذهبي في «ميزان الاعتدال» (۲/ :)٤۹4١‏ «قال الدارقطني: يضع الحديث. قلت: 
روئ عنه أبو عوانة في «صحيحه في الاستسقاء خبرا موضوعا». وقال الحافظ في 
«لسان الميزان» /٤(‏ 577): «وهو صاحب رحلة الشافعي طوّلها ونمّقها وغالبٌ ما 
أورده فيها مختلق». وانظر أيضًا: «اللسان» (۷/ ۲۳۳) و«صحيح أبي عوانة» ط. 
الجامعة الإسلامية (۷/ 51- .)٠١‏ 

أخرجه مالك (51) عن يحيئ بن سعيد الأنصاري عن عمرو بن شعيب مرسلاء 
وكذلك عبد الرزاق (1417) عن ابن التيمي عن يحيئ به. ومن طريق مالك أخرجه 
أبو داود في «المراسيل» (514). وني «السنن» )١117/5(‏ قد قرنه بما حدثه سهل بن 
صالح عن علي بن قادم عن سفيان الثوري عن يحيئ بن سعيد عن عمرو بن شعيب 
عن أبيه عن جده موصولًا. وعلي بن قادم هذا ذكر ابن عدي في «الكامل» في ترجمته 
(377/4) أنه ثُقِم عليه أحاديث رواها عن الثوري غير محفوظة. وقد ذكر ابن 
عبد البر في «التمهيد» (۲۳/ 577) أنه تابعه على وصله حفص بن غياث 
وعبد الرحيم بن سليمان و سلام أبو المنذرء ولكن لا تخلو هذه المتابعات من 
ضعف وجهالة. وقد أخرجه أيضًا ابن أبي الدنيا في «المطر والرعد والبرق» (۲۷) من 
طريق أبي بردة عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعاء وأبو بردة هذا 
عمرو بن يزيد الكوني» ضعيف. فالصواب ما رواه مالك مرسلاء والله أعلم. 

رسمه في النسخ: «مَريًا» بالتسهيل. 

أخرجه أبو داود (۱۱۹۹) وأبوعوانة )۲٥۲۷(‏ وابن خزيمة )١15157(‏ والطبراني في 
«الدعاء» )7١91/(‏ والحاكم (۱/ ۳۲۷) والبيهقي (۳/ )۳٠٠١‏ من طرق عن محمد بن 
عبيد الطنافسي عن مسعر عن يزيد الفقير عن جابر بن عبد الله مرفوعًا. ولكن أُعِلٌ - 


OVA 


واستسقئ مرةٌ فقام إليه أبو ثُبابة» فقال: يا رسول الله إن النَّمرِفي 
المرابد. فقال رسول الله يكل «اللهم اسنا حت يقوم أبو لبابة عريانًاء فيسَدٌ 
علب" مربده بإزاره». فأمطرت» فاجتمعوا إلى أبي لبابة» فقالوا: إنها لن 
تقلع حتئ تقوم عريانًاء فتسدّ ثعلبَ مربدك بإزارك» كما قال رسول الله کلف 


ففعل. فاستهلّت السماء١).‏ 


ولما كثر المطر سألوه الاستصحاء فاستصحیٰ لهم وقال: «اللهم 
حواليناء ولا علينا. اللهمّ على الآكام والجبال والظَّراب7© وبطون الأودية 
ومنابت | 3 لشحر 0 


= بأن أخا محمدٍ يعلى بن عبيد رواه عن مسعر عن يزيد الفقير مرسلاء انظر: «العلل 
والمعرفة» برواية عبد الله بن أحمد ٥١١ .٠٥۳١(‏ 0). ويعلئ أحفظ وأثبت من أخيه» 
كذا قال أحمد وابن معين وابن عمار. وقال أحمد في محمد: «...وكان يخطئ ولا 
يرجع عن خطئه». انظر: «تهذيب الكمال» (08-057/55) و«تهذيب التهذيب» 
(7"78/9). وقد قال ابن عبد البر في «التمهيد» (۲۳/ "47): اهو أحسن شيء روي 
في الدعاء في الاستسقاء مرفوعا». 1 

)١(‏ ثعلب المربد: ثقبه الذي يسيل منه ماء المطر. 

(۲) «السنن والأحكام» .)۲٤١١(‏ أخرجه أبو عوانة )195١10(‏ والطبراني في «الدعاء» 
)١١185(‏ و«المعجم الصغير» )۸١(‏ والبيهقي (۳/ )٠٤‏ من حديث أبي لبابة بن 
عبد المنذر. وفي إسناده السندي بن عبدويه وهو سهل بن عبد الرحمن» مجهول» 
قال ابن حبان في «الثقات» (۸/ :)7”١ ٤‏ «یغرب)» وانظر: «لسان الميزان» /٤(‏ 196). 
وفيه أيضًا عبد الله بن عبد الله المدني» لم أتبينه. 

2 
)۳( جمع الظرب» وهو الجبل المنبسط» وقيل هو الجبل الصغير. 
)٤(‏ أخرجه البخاري )۱١۱۳(‏ ومسلم (۸۹۷) من حديث أنس بن مالك. 


0۷۹ 


وكان ا إذا رأئ مطرًا قال: «اللهمٌ صيّبًا نافًا»(21. 


وكان بحس ريه حي يصيبة من المطر فكل عن ذلك فقال: «لأنه 


قال الشافعي 20©: أخبرنا من لا أنّهم عن يزيد بن الهاد أن اسي ل كان 
إذا سال السَّيلُ قال: «اخرجوا بنا إلى هذا الذي جعله الله طّهورًا فنتطهّرٌ منه 
ونحمد(؟) الله عليه)». 


وأخبرنا!*» من لا نهم عن إسحاق بن عبد الله أنَّ عمر كان إذا سال 
الْصّيلٌ ذهب بأصحابه إليه وقال: ما كان ليجىء من مجيفه أحد إلا تمسحنا 


به. 


أمطرت سُرّيَ عنه وذهب عنه ذلك» وكان يخشئ أن يكون فيه العذاب؟. 


)١(‏ أخرجه البخاري )١1١77(‏ من حديث عائشة. 

(۲) أخرجه مسلم (۸۹۸) من حديث عائشة. وأخرجه البخاري في «الأدب المفرد) 
(كلاة). 

(۳) في «الأم» (۲/ 007) وعنه البيهقي في لمعرفة السنن» (0/ )۱۸١‏ و«الكبرئ) 
(/ ۹)» ويزيد بن الهاد هو يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد الليثي» تابعي ثقة» 
فهو مرسلء وقد قال البيهقي في «الكبرئ»: هذا منقطع» وروي فيه عن عمر». 

)٤(‏ ج: «فيتطهر منه ويحمد»» وكذا في ص بإهمال أول الفعل الثاني. 

(0) «الأم» (۲/ -٠٠١۳‏ 005) وعنه البيهقي في «معرفة السنن» (0/ )۱۸١‏ و«الكبرئ» 
(/ ۹)» وني إسناده جهالة وانقطاع. 

0) أخرجه البخاري (7707) ومسلم (849) من حديث عائشة وَوَيَدعَتها. 


OA* 


قال الشافعي(١2:‏ وروي عن سالم بن عبد الله عن أبيه مرفوعًا أنه كان 
إذا استسقئ قال: :الله اسقنا غينًا مغيتاء هنينًا مرب يئا" مريعًا غدَّقًاء مجنلا 
عامًا طبقاء سخا دائمًا. الله اسقنا الغيتٌ ولا تجعلنا من القانطين. اللهمّ إِنَّ 
بالعباد والبلاد والبهائم والخلق من اللّأواء والجَهُد والضَّنْك ما لا نشكوه إلا 
إليك. الله أنبِتْ لنا الزرع» وأِرّ لنا الضَّرِعَء واسقنا من بركات السماء» 
وأنبث لنامن بركات الأرض. اللهم ارمَعْ عنا الجَهد والجوعً والعَْرْي؛ 
واكشف عنًا من البلاء ما لا يكشفه غيرك. اللهمَ | إن نستغفرك إِنّك كنت 
َفَارًاء فأرسل السّماءَ علينا مدرارًا». قال الشافعي: وَأُحِبٌ أن يدعو الإمام 
ا 

قال0©: وبلغنا أن ال بلا كان إذا دعا في الاستسقاء رقع يديه. 


وبلغنا أن النبي يك كان يتمطّر في أول مطره(5) تو حتوا يصيب جسده. 


کے 
ص 
n‏ 


في «الأم» (۲/ ٤۸‏ 0) ومن طريقه البيهقي في «المعرفة» (5/ ۱۷۷)» وهو منقطع بين 
الشافعي وسالم بن عبد الله. 

(۲) رسمها في النسخ: «هنيا مرا“ بالتسهيل. 

() في «الأم» (۲/ 47 0)» وعنه البيهقي في «المعرفة» /١(‏ 17/8)» وفي إسناده إبراهيم بن 
محمد بن أبي يحيئ الأسلمي» متروك » ولكن أخرجه مالك )2١5(‏ والبخاري 
)مو ومسلم (440) من حديث آنس» وقد تقدم. 

)٤(‏ «الأم؛ (۲/ ۳١٠)ء‏ وعنه البيهقي في «المعرفة» /٥(‏ 147). وهو حديث عائشة 
المتقدم ذكره» أخرجه مسلم (۸۹۸) وفيه: «لأنه حديث عهد بربه». 

(5) هكذا في جميع النسخ» وضبط في م بكسر الهاء لكيلا يقرأ تاءً. وفي مطبوعة «الأم»: 

«مطرة»» ومطبوعة «المعرفة»: «قطرة»! 


امه 


قال١):‏ وبلغني أن بعض أصحاب التَبِيَ لل كان إذا أصبح وقد مُطِرَ 
الناس قال: «مُطِرنا بنوء الفتح»» ثم يقرأ نايت اهلاس من دة متيب 
(٣‏ [فاطر: ۲]. 


قال"): وأخبرني من لا أّهم عن عبد العزيز بن عمر» عن مكحول» عن 
النبي بيا أنه قال: «اطلبوا استجابة الدعاء عند التقاء الجيوش,» وإقامة 
الصلاةء ونزول الغيث». قال: وقد حفظتٌ عن غير واحد طلبّ الإجابة عند 
نزول الغيث وإقامة الصلاة. 


قال البيهقي": وقد روناي حديث موصول عن سهل بن سعد عن 
النبي ا في الدّعاء: «لا يرد عند النداء 0 وعند البأسء وتحت المطر»(). 


)014( وأخرجه مالك‎ .)١4١ /0( في «الأم» (۲/ 007)» وعنه البيهقي في «المعرفة»‎ )١( 

بلاعًا عن أبي هريرة» ولم يَصِله ابن عبد البر في «التمهيد؛ (15/ .)۲۸٦‏ 

في «الأم» (۲/ 5 00)» وعنه البيهقي في «المعرفة) (6/ »)١47‏ وهو مرسل. وانظر: 

«نتائج الأفكار» (0/ .)٠٤١‏ 

(۳) في «معرفة الستن» (6/ 185). 

)٤(‏ صء مب: (الدعاء؟» سهو. 

(5) وصله في «السنن الكبرئ» (7/ :.)51١/1١ 75٠١‏ وقال :)5٠١ /١(‏ «رفعه الزمعي 
ووقفه مالك بن أنس الإمام». والمرفوع أخرجه أيضًا الدارمي )١7177(‏ وأبو داود 
(5540) وابن أبي عاصم في «الجهاد» )١19614(‏ وابن خزيمة (519) والطبراني 
)١176 /7(‏ والحاكم (۲/ ۰۱۱۳ ۱۹۸/۱) من طرق عن موسئ بن يعقوب الزمعي 
عن أبي حازم عن سهل بن سعد عن النبي وَل دون زيادة: (وتحت المطر»؛ وهي 
زيادة ضعيفة» وهي عند أبي داود وابن أبي عاصم وني الموضع الأول عند كل من 
الحاكم والبيهقي» وهي من طريق الزمعي عن رُزّيق بن سعيد بن عبد الرحمن عن - 


بك 


مسر 
2 
n‏ 


وروي عن أبى أمامة عن النبى ييه قال: «تُفتح أبواب السماء ويستجاب 
الدعاء في أربعة مواطن: عند التقاء الصفوف. وعند نزول الغيث» وعند إقامة 
الصلاةء وعند رؤية الكعبة)(1). 


فصل 
في هديه 5ه في سفره وعبادته فيه 


كانت أسفاره لا داء ة بين أربعة أسفار: سفر لهجرته» وسفر للجهاد 
وهو أكثرهاء وسفر للعمرة» وسفر للحج. 


0 إذا أراد سفرًا أقرَعَ بين نسائه. فأيتهن خرج سهمُها سافر بها 
". ولما حجّ سافر بين جميعً0). 


وكان إذا سافر خرج من أول النهار١)‏ 


. وكان يستحِبٌ الخروجَ يوم 

= أبي حازم به» ورزيق مجهول. والزمعي فيه لين» وقد خالفه مالك فأخرجه في 
«موطئه» (178) موقوقًا؛ وأخرجه من طريق مالك البخاريٌ في «الأدب المفرد» 
(551) وابن أبي شيبة (؟9865؟) وابن المنذر في «الأوسط» (۳/ )١‏ والبيهقي 
© وابن حبان من طريق البخاري (۱۷۲۰) ومن طريق آخر عن مالك به 
(174). فالصحيح أنه موقوف على سهل بن سعد الساعدي دون زيادة: «وتحت 
المطر»ء وحكمه مرفوع إذ لا يقال مثله من قبل الرأي. 

)١(‏ أخرجه الطبراني (۸/ 0179 )١7١‏ والبيهقي في «معرفة السنن» (60/ 185) و«السنن 
الكبرئ» (۳/ 75 7)) وفيه عفير بن معدان» ضعيف» وإليه أشار البيهقي. 

(۲( أخرجه البخاري (70697) ومسلم ( ١‏ من حديث عائشة وووَإََدْعَتَهَا. 

(۳) انظر: «صحيح مسلم» (۱۱۹/۱۲۱۱). 

- أخرجه سعيد بن منصور (۲۳۸۱) وابن أبي شيبة (8 470 7) عن واصل مولول أبي‎ )٤( 


oAY 


الخميس'. ودعا الله أن ييارك لأمته في بكورها". وكان إذا بعث سريّة أو 
جيشًا بعثهم من أول النهار””. وأمر المسافرين إذا كانوا ثلاثة أن يؤمّروا 
أحدهم). و نى أن يسافر الرجل وحده60. وار اناراب شيطان» 


(1) 
(۲) 


(۳) 
(€) 


(0) 


= عيينة مرسلا بلفظ: «كان إذا سافر أحب أن يسافر يوم الخميس من أول النهار»» 


وقوله: «أول النهاره ليس عند ابن أبي شيبة. 

أخرجه البخاري )۲۹٤۹(‏ من حديث كعب بن مالك. 

أخرجه أحمد (15478) والبخاري في «التاريخ الكبير» )"١١ /٤(‏ وأبو داود 
0 والترمذي (7١؟1١)‏ والنسائي في «الكبرئ» (۸۷۸۲) وابن ماجه (77195) 
وابن حبان »٤۷٥٤(‏ 51/60) من حديث عمارة بن حَدِيد عن صخر الغامدي ضعفه 
أبو حاتم «العلل» /۲۳١٠٠١(‏ أ) بجهالة عمارة: وقال: لا أعلم في «اللهم بارك لأمتئ في 
بكورها» حديثًا صحيحًا. قال الذهبي في «الميزان» (۳/ 11/0) بعد بیان طرق الحديث 
وضعفه: «في الباب عن أنس بإسناد تالف» وعن بريدة من طريق أوس بن عبد الله 
وهو لين؛ وعن ابن عباس من وجهين لم يصحاء. إلا أن الألباني صحّحه بمجموع 
طرقه وشواهده في «صحيح أبي داود- الأم) (۷/ .)١٠١‏ 

جزء من الحديث السابق. 

أخرجه أبو داود )١5١4(‏ وأبويعلئ (65١٠:809؟١1١)وأبوعوانة(076784)‏ 
والطبراني في «الأوسط» )8١095 .۸٠۹۳(‏ والبيهقي (5/ )۲١۷‏ وابن عبد البر في 
«التمهيد» /١١(‏ ۷) من طريق حاتم بن إسماعيل عن محمد بن عجلان عن نافع عن 
أبي سلمة عن أبي سعيد الخدري مرفوعًا. وأخرجه أيضًا أبو داود (۲۹۰۹) وأبو 
عوانة (7619) والبيهقي (0/ )۲٥۷‏ من طريق حاتم به عن أبي هريرة مرفوعا. وقد 
اختلف في وصله ورساله» فقد رجح الإرسال أبو حاتم وأبو زرعة والدارقطني» انظر 
للتفصيل: «علل الحديث» لابن أبي حاتم )۲۲٠(‏ و«علل الدارقطني» (1746). ومع 
ذلك صححه الألباني في (صحيح أبي داود- الأم؛ (۷/ ۳۹۳- 7586). 


بسح و سج قم 


أخرجه البخاري (۲۹۹۸) من حديث عبد الله بن عمر يَوَلَهَعَنْعًا. 


OA 


والراكبان(١2‏ شيطانان» والثلاثة ركب ). 

ودر عنه أنه كان يقول حين ينهض للسفر: «اللهمٌ إليك توجّهتٌ» وبك 
اعتصمت. اللهمّ اكفني ما أهمّني وما لاأهتم ل . الهم زوّدني التقوئ, 
واغفِرٌ لي ذنبي» ووجُهني للخير أينما توجّهث)17). 

وكان إذا قدّمَتْ إليه داه ليركبها يقول: «بسم الله» حين يضع رجله في 
الّكاب. فإذا استوئ علا ظهرها قال: «الحمد لله الذى سر لنا هذا وما كنا 
له مُقّرنين وإنّا إلى ربّنا لمنقلبون». ثم يقول: «الحمد لله الحمد لله الحمد 
لله». ثم يقول: «الله أكبرء الله أكبرء الله أكبر»» ثم يقول: «سبحانك إِنّي ظلمتٌ 
نفسي» فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت)00). 


)١(‏ ص: «والراكبين». 

(۲) أخرجه مالك (۲۸۰۱) وأحمد »٦۷٤۸(‏ ۷۰۰۷) وأبو داود (۲۹۰۷) والترمذي 
(٢ (‏ والنسائي في «الكبرئ» (۸۷۹۸) والبيهقي (5/ /751) من حديث عمرو بن 
شعيب عن أبيه عن جده. والإسناد إلى عمرو بن شعيب صحيح» والحديث صححه 
الترمذي وابن خزيمة )۲٠۷١(‏ والحاكم (۲/ ١٠٠)ء‏ وحسنه الحافظ في «الفتح» 
0 *07) والألباني في اصحيح أبي داود- الأم» (۷/ .)۳١١‏ 

(۳) ج: لابه». 

(5) أخرجه أبو يعلى )771١(‏ والطبري في «تهذيب الآثار» -١77(‏ مسند علي) والطبراني 
في «الدعاء» (805) وابن السني في «عمل اليوم والليلة» (ص؟ ‏ 5) والبيهقي في 
«السنن» (0/ )۲٠۰‏ و«الدعوات الكبير» (۲/ 5 ”7)» وفيه عمر بن مساور» منكر 
الحديث. انظر: «التاريخ الکبیر» (7/ ۱۹۹) و«ميزان الاعتدال» (۳/ ۲۲۳) و«لسان 
الميزان» (5/ .)١55‏ 

)٥(‏ أخرجه أحمد (757) وأبو داود )١1١07(‏ والترمذي (7”557) والنسائي في «الكبرئ» 
(5/اى» ٠١7717 ۸۷٤۹‏ ) وابن حبان (/27791 ۲۹۹۸) من طريق أبي إسحاق عن - 


0 


وكان يقول: «اللهمٌ إا نسألك في سفرنا هذا البرّ والتقوئ ومن العمل ما 


ترضئ. الهم هوّن علينا سفرنا هذاء واطو عنًا بعده. اللهمٌ أنتَ الصاحب في 
السفرء والخليفة ني الأهل. اللهمً إني أعوذ بك من وعثاء السفرء وكآبة 
المنقلب» وسوء المنظر ني الأهل والمال». وإذا رجع قالهن وزاد فيهن: 
«آثبون تائبون عابدون لربنا حامدون»'. 


و كان هنو وأ حاب فاع لرا الثنايا ككرو(): وإذا هبطوا الأودية 


ا 


(1) 
(۲) 


(r) 


علي بن ربيعة عن علي بن أبي طالب. وفيه عنعنة أبي إسحاق» وقد أسقط رجلين بينه 


وبين علي بن ربيعة فيما قاله ابن أبي حاتم في «علل الحديث» (9لا )8٠١‏ 
و«الجرح والتعديل» (ص158١-‏ المقدمة) والبخاري في «التاريخ الأوسط) 
)١11١ /۳(‏ والدارقطني في «العلل» (470) ورجّح الإرسال. وله طرق عدة» حسته 
بمجموعها محققو (المسند». 

أخرجه مسلم )۱۳٤۲(‏ من حديث عبد الله بن عمر. 

أخر جه البخاري (35997 )9/87:377١:54:937744 247١6‏ ومسلم 
)۲۷١ (‏ من حديث أبي موسئ الأشعري: كنا مع رسول الله يلك فكنا إذا أشرفنا 
على واد هلّلنا وكبّرناء ارتفعت أصواتناء فقال النبي يَكِ: «يا أيها الناس اربعوا علئ 
آنفسكم» فإنكم لا تذعون أصمّ ولاغائبّاء إنه معكم إنه سميع قريب» تبارك اسمه 
وتعالیٰ جده». 

أخرجه أبو داود )۲٥۹۹(‏ عقب حديث عبد الله بن عمر» وفيه ابن جريج وأبو الزبير» 
كلاهما صرّح بالتحديث. وحديث ابن عمر في مسلم )١1747(‏ دون هذه الجملة 
وكذلك ليست عند عبد الرزاق (5777) وأحمد )771١(‏ وابن حبان (5959). 
والظاهر أنه من كلام ابن جریج» يدل عليه ما أخرجه عبد الرزاق (4744) عن ابن 
جريج مرسلا. 


كمه 


وكان إذا أشرف على قرية يريد دخولها يقول: «اللهمٌ رب السّماوات 
السّبع وما أظللنء ورب الأرضين السّبع وما أقللن» ورب الشياطين وما 
أضللن؛ ورب الرياح وما ذرّين» أسألك خيرٌ هذه القرية وخيرٌ أهلهاء وأعوذ 
بك من شرٌّها وشرٌ أهلها وشرٌ ما فيها"(1). 

وذكر عنه أنه كان يقول: «اللهمٌ إني أسألك من خير هذه" وخير ما 
جمعت فيهاء وأعوذ بك من شرّها وشرٌ ما جمعت فيها. الهم ارزقنا جَناهاء 
وأَعِذْنا من وباهاء وحببنا إلى آهلهاء وحيّب صالحي أهلها إلينا» 9 . 

وكان يقصّر الرّباعيّة؛ فيصلَّيها ركعتين من حين يخرج مسافرًا إلى أن 
يرجع إلى المدينة. ولم يثبت عنه أنه أتمٌّ الرّباعية في السفر البتة. وأما حديث 


)١(‏ أخرجه النسائي في «الكبرئ» )٠١701 »۸۷۷١(‏ وعنه الطحاوي في «مشكل الآثار» 
)١674(‏ من طريق مالك بن أبي عامر الأصبحي عن كعب الأحبار عن صهيب» 
وإسناده صحيح. وله طريق آخر عن كعب أخرجه النسائي (81/1/7» )٠١07‏ وابن 
خزيمة (75615) وابن حبان )77١9(‏ والطبراني في «الدعاء» (۸۳۸) و«المعجم 
الكبير» (۸/ "””) وابن السني (ص۷۲٤)‏ والحاكم (۱/ )٠٠١ /۲ ١٤٤٦‏ والبيهقي 
(/ ۲۲)» وفيه لين. 

(۲) بعده في المطبوع زيادة: «القرية». 

(۳) أخرجه ابن السني (ص 4 57) من حديث عائشةء وإسناده غريب جدًا وضعيف. 
ويغني عن شطره الأول الحديث السابق. ولشطره الأخير شاهد من حديث ابن عمر 
أخرجه الطبراني في «الدعاء» (817:8176) و«المعجم الأوسط؛ (4765) من 
طريقين عن نافع عن ابن عمر» وفي أحدهما سعيد بن مسلمة الأموي» منكر الحديث؛ 
وني الآخر مبارك بن حسان» ضعيف» وقال ابن عدي: «روى أشياء غير محفوظة». 


OAV 


سام ع ريم دسا وك 
انته. 
وقدروي: «كان يقضر ود يم" الأول بالياء آخر الحروف. والثاني بالتاء 
المثناة من فوق. وكذلك: «يفطر وتصوم» . أي تأخذ هي بالعزيمة 7 فى 
الموضعين. قال شیخنا): وهذا باطلء ما كانت أمّ الزن تاف 
ت ل ات LL‏ 
رسول الله ية وجميع أصحابه فتصلي خلاف صلاتهم. كيف والصحيح 
٠ ٤‏ د لاف 
عنها: أن الله فرض الصلاة ركعتين» فلما هاجر رسولٌ الله اة إلى المدينة زيد 
في صلاة الحضرء وأقَرّت صلاةٌ السفر(؟). فكيف ين بها مع ذلك أن تصلّي 
بخلاف صلاة النبي(" ية والمسلمين معه. 
قلت: قد أت تمت عائشة بعد موت النبي يي قال ابن عباس أو غيره: 
«إنّها تأوّلت كما تأوّل عثمان۸» والس ی كان يقصّر دائمًاه. فركب بعض 
الرواة من الحديثين حديثاء وقال: كان رسول الله ية يقصر وتَيِمٌ هي» فغلط 
)١(‏ أخرجه ابن أبي شيبة (8717/1) والبزار (785- كشف الأستار)» وفيه المغيرة بن 
زيادء فيه لين. وله طرق أخرئ سيأتي ذكرها بعد قليل. 
(۲( انظر: «مجموع الفتاوئ» (۲۲/ ۷۸ ۲۹۰) و(٤۲/ .)١155‏ 
(۳) ص: «أن تأخذهن بالعزية)» تحريف. 
(5) انظر: «مجموع الفتاوئ» (75/ 191). 
(65) ك:«وهو). 
0) أخرجه البخاري (۳۰۰» ۱۰۹۰ ۳۹۳۰) ومسلم )1۸٥(‏ من حديث عائشة. 
)۷( ماعدا م؛ مب» ن: (رسول الله». 
(A)‏ أخرجه البخاري (۱۰۹۰) ومسلم /1۸٥(‏ ۳) من حديث عائشة» وقد تقدم. 


OAA 


فيه بعض الرواة» فقال: كان يقصر ويم أي هو. 

والتأويل الذي تأولته قد اختّلف فيه» فقيل: ظنَّت أن القصر مشروط 
بالخوف والسفرء فإذا زال الخوف زال سبب القصر. وهذا التأويل غير 
صحيح. فإنَّ النبئ ية سافر آمَنَ ما كان(" يقصر الصلاة. والآية قد أشكلت 
على عمر بن الخطاب وغيره فسأل عنها رسول الله ل فأجابه بالشفاء وأنَّ 
هذا" صدقة من الله» وشرعٌ شرّعه للأمة. وكان هذا بيان أنَّ حكم المفهوم 
غير مرادء وأن الجُناح مرتفع في قصر الصلاة عن الآمن والخائف. وغايته أنه 
نوع تخصيص للمفهوم أو رفع له. 

وقد يقال: إِنَّ الآية اقتضت قصرًا يتناول قصر الأركان بالتخفيف وقصر 
العدد بنقصان ركعتين» وقيّد ذلك بأمرين: الضرب في الأرض والخوف. فإذا 
وُجد الأمران أبيح القصرانء فيصلُون صلاة الخوف مقصوءًا عددُها 
وأركائها وإن اتفى الأمران فكانوا آمنين مقيمين اتتفئ القصران فيصلُون 
صلاةٌ تامّة كاملة. وإن وجد أحد السببين ترد تب عليه قصرّه وحذه. 

فإن وُجد الخوف والإقامة قُصِرت الأركان واستوني العدد. وهذا نوع 
قصرء وليس بالقصر المطلق في الآية. وإن وُجد السفر والأمن قُصِرٌ العدد 
واستُوفيت الأركان» وصّليّت صلاة أمن. وهذا أيضًا نوع قصرء وليس 
بالقصر المطلق. وقد تسمّئ هذه الصلاة مقصورة باعتبار نقصان العدد» وقد 
تسمّئ تامَّةً باعتبار إتمام أركانهاء وأنهالم تدخل في قصر الآية. والأول 
)١(‏ ك: «آمنًا...»» وقد أشكل على بعض النساخ» فغيّره إلى «آمنًا وكان» كما في النسخ 


المطبوعة. 


(۲) ماعدا م“ ق مب» ن: (هلذه). 


o۸۹ 


اصطلاح كثير من الفقهاء المتأخرين» والثاني عليه يدل كلام الصحابة كعائشة 
وابن عباس وغيرهما. 

قالت عائشة: «فُرضت الصلاة ركعتين ركعتين» فلما هاجر رسول الله 
كله إلى المدينة زِيدَ في صلاة الحضرء وأُودّت صلاةٌ السفر». فهذا يدل على 
أن صلاة السفر عندها غير مقصورة من أربع» وإنما هي مفروضة كذلكء وأنَّ 
فرض المسافر ركعتان. وقال ابن عباس: «فرّض الله الصلاة على لسان نبيكم 
في الحضر أربعًاء وفي السفر ركعتين» وفي الخوف ركعة». متفق على حديث 
عائشة(١2»‏ وانفرد مسلم(") بحديث ابن عباس. 

وقال عمر بن الخطاب: «صلاة السفر ركعتان» والجمعة ركعتان» 
والعيد ركعتان» تمامٌ غيرٌ قصر» على لسان محمد يَكةٍ. وقد خاب من 
افترئ»". وهذا ثابت عن عمر. وهو الذي سأل الى يكل: ما بالنا نقصٌر 
وقد أمنا؟ فقال له رسول الله لة: «صدقةٌ تصدّق الله بها عليكم: فاقبلوا 


)١(‏ البخاري (00”) ومسلم (180)» وقد تقدم آنمًا. 

.)٦۸۷( برقم‎ )0( 

() أخرجه عبد الرزاق (5778) وابن أبي شيبة )090١(‏ وأحمد (1017) والنسائي في 
«المجتبى) )١15554157١(‏ ولالكبرئ) (595. 6٠+‏ £0 1۷ء €1 1۷ ۱۷۸€( 
وابن حبان (۲۷۸۳) من طرق عن رَبيّد اليامي عن عبد الرحمن بن أبي ليل عن 
عمر. وقد اختلف فيه على ابن أبي ليلئ في الإسنادء وطريق ريد المذكور الذي 
رجحه أبو حاتم في «العلل» لابنه (۳۸۱) والدارقطني في «علله» )١6١(‏ وهو مرسل» 
فإن عبد الرحمن لايصح سماعه من عمر. انظر: «المراسيل» لابن أبي حاتم 
(ص90١١).‏ 


0۹%۰ 


صدقته)(20, 

ولا تناقض بين حديثيه» فان الى يل لما أجابه بأنَّ هذا صدقة الله 
عليكم» ودينه اليْسْر السّمح» علم عمر أنه ليس المراد من الآية قصر العدد 
كما فهمه كثير من الناس» فقال: «صلاة السفر ركعتان تمام غير قصر». وعلئ 
هذا فلا دلالة في الآية على أن قصر العدد مباح منفيٌ عنه الجُناحٌ» فإن شاء 
المصلَّي فعله» وإن شاء أتمّ. 

وقد كان رسول الله يك يواظب في أسفاره علئ ركعتين ركعتين» ولم 
يربع قط إلا شيا فعله في بعض صلاة الخوف» سنذكره هناك وبين ما فيه إن 
شاء الله. 


قال أنس: «خرجنا مع النبي يك من المدينة إلى مكةء فكان") يصلّي 
ركعتين ركعتين حت رجعنا إلى المدينة». متفق عليه" . 

ولما بلغ عبد الله بن مسعود أن عثمان بن عفان صلَئ بمئئ أربع ركعات 
قال: إلا له ونا إلبه راجعون! صت مع رسول اله يك بمنّئ ركعتين 

صلَيتٌ مع أبي بكر الصدّيق بمئئ ركعتين» وصلَّيتُ مع عمر بن الخطاب 
0 
ولم يكن ابنُ مسعود ليسترجعٌ من فعل عثمان أحدَّ الجائزين المخيّر بينهماء 


.)585( كما ورد في قصة يعلئ بن أمية معه» أخرجها مسلم‎ )١( 

)۲( ماعدام» ق: «وكان». 

(۴) البخاري (۱۰۸۱) ومسلم (195). 

(5) البخاري (٤۸٠۱ء )۱٦۵۷‏ ومسلم )1۹٥(‏ من حديث عبد الله بن مسعود وِدَيَدعَنْةُ. 


64١ 


بل الأولئ على قول. وإنما استرجع لما شاهده من مداومة النبي بلا 
وخلفائه على صلاة ركعتين في السفر. 
وفي "صحيح البخاري) 2١7‏ عن ابن عمر قال: «صحبتٌ رسول الله کلف 
فكان لا يزيد في السفر على ركعتين» وأبا بكر وعمر وعثمان ويَدَيَدُعَنْهرا. 
يعني في صدر خلافة عثمانء وإلا فعثمان قد أتمٌ في آخر خلافته» وكان ذلك 
أحد الأسباب التى أنكرّت عليه. 
وقد حرج لفعله تأويلاتٌ(): 
و 2 0 2 
أحدها: أن الأعراب كانوا قد حجوا تلك السّنةء فأراد أن يعلمهم أن 
فرض الصلاة أربع» لثلا يتومّموا أنها ركعتان في الحضر والسفر. ورد هذا 
التأويل باتهم كانوا أحرئ بذلك في حح النبي بي وكانوا حديثي عهد 
بالإسلام» والعهدٌ بالصلاة قريب» ومع هذا فلم يربع بهم النبي بَكل. 
0 
التأويل الثاني: أنه كان إمامًا للناس» والإمامٌ حيث نزل فهو عملّه ومحل 
ولايته» فكأنه" وطنه. ورد هذا التأويل بأن إمام الخلائق على الإطلاق 
رسول الله ية كان أولئ بذلك, وكان هو الإمام المطلق» ولم يربُع. 
التأويل الثالث: أنَّ من كانت قد بنيت» وصارت قريةً» وكثر فيها(؛) 


000( برقم (7١١31و87١150621)»‏ وأخرجه مسلم (544). 

)۲( وقد روي بعضها عن الزهري وإبراهيم النخعي» وأجاب عنها المنذري في (مختصر 
السنن» والمؤلف صادر عن كلامه. انظر: «تهذیب السنن» له (۱/ ۸۹). 

(۳) صء ج» ك: «فكان»» وكذا كان في ع ثم أصلح. 

)٤(‏ صء ج.ء ك: «وكثرت بها». 


0۹۲ 


المساكن في عهده. ولم يكن ذلك في عهد النبي كَل بل كانت فضاءً. ولهذا 
قيل له: يا رسول الله ألا نبني لك بمتى بناء غلك من الحدٌ؟ فقال: «لاء مئول 
مناخ کن سبق176) ازل ا أن الفصير انما يكو هال السو وة 
هذا التأويل بأنَّ النب يكل أقام بمكة عشرًا يقصر الصلاة. 

التأويل الرابع: أنه أقام بها ثلاناء وقد قال الي کلا: ايقيم المهاجر بعد 
قضاء نسكه ثلائا»"» فسمّاه مقيمّاء والمقيم غير المسافر. ورد هذا التأويل 
بأن هذه إقامة مقيّدة في أثناء السفرء ليست بالإقامة التي هي قسيم السفر. وقد 
أقام النبي َك بمكة عشرًا يقصر الصلاة» وأقام بمنّئ بعد نسكه أيام الجمار 
الثلاث يقصر الصلاة. 

التأويل الخامس: أنه كان قد عزم على الإقامة والاستيطان بمتّى 
واتخاذها دار الخلافة» فلهذا أتمٌ» ثم بدا له أن يرجع إلى المدينة. وهذا 
التأويل أيضًا مما لا يقوئء فإِنَّ عثمان بن عفان من المهاجرين الأولين» وقد 
منع ال ب المهاجر(» من الإقامة بمكة بعد نسكه» ورنخص له فيها ثلائة 


7” ٠05( وأبو داود (۲۰۱۹) والترمذي (۸۸۱) وابن ماجه‎ )١90051( أخرجه أحمد‎ )١( 
والبيهقي (179/65) من‎ )٤٩۷ ۰٤٩٦ /۱( وابن خزيمة (۲۸۹۱) والحاكم‎ 20 
حديث عائشة. وني إسناده إبراهيم بن مهاجر» فيه لين؛ ومسيكة أم يوسف بن مامّك»‎ 
مجهولة. والحديث ضعفه ابن القطان في «بيان الوهم والإيهام» (/ 478) والألباني‎ 
.)190 /۱۰( في «ضعيف أبي داود- الأم»‎ 

(؟) ك»ع: «في حال السفر». 

(۳) أخرجه البخاري (۳۹۳۳) ومسلم (1567) واللفظ له» من حديث العلاء بن 
الحضرمي. 


(5) مب: «المهاجرين». 


o۹۲ 


أيام فقط . فلم يكن عثمان ليقيم بهاء وقد منع النبيٌ كل من ذلك وإنما 
رخص فيها لاما . وذلك لأنجم تركوها لله» وما ترك لله فإنّه لا يعاد فيه ولا 
يُسترججع. ولهذا منع النبي ية من شراء المتصدّق لصدقته» وقال لعمر: 
«لا تشترها" ولا تعد في صدقنك)"» فجعله عائدًا في صدقته مع أخذها 


باللمن. 
التأويل السادس: أنه كان قد تأمّل بمتئ» والمسافر إذا أقام في موضع 
وتزوج وج فيو(4ي أو كان له به زوجة- أتمّ. وروي في ذلك حديث مرفوع عن النبي 


لِك فروى عكرمة بن إبراهيم الأزدي220, عن ابن أبي دیاب عن أبيه قال: 
صلی عثمان بأهل منّئ أربعٌاء وقال: أيها الناس» لما قدِمتٌ تأمّلت بهاء وإني 


سمعتٌ رسول الله ا يقول: اإذا تال الرجل يبل فليصلٌ به صلاة مقيم؛. رواء 
الإمام أحمد في «مسنده» وعبد الله بن الزبير الحميدي في «مسنده2170 أيضًا 


00 )۱( 

زفق جع ك ع: ۲لا تشترد 

(۳) أخرجه البخاري ( 0770 

(؟) «فیه» ساقط من ص. 

(4) في امسند أحمد»: «الباهلي»» والمصنف صادر عن «معرفة السئن» للبيهقي 
(TIT/0‏ 

0) أحمد(۳٤٤)‏ والحميدي (١۳)ء‏ وأخرجه الطحاوي في «مشكل الآثار» (57177 
و١ )٤۲۲‏ والضياء المقدسي في «المختارة» )٥٠٥ /١(‏ من حديث عثمان بن عفان. 
وفيه عبد الرحمن بن أبي ذباب» لا يعرف حاله؛ وإبراهيم بن عكرمة إن كان الأزدي 
فمعروف بالضعف» وإن كان الباهلي فمجهول» وعلئ كلا التقديرين فالحديث 
ضعيف. انظر: «السلسلة الضعيفة» (6١51؟).‏ 


0۹ 


وقد أعلّه البيهقي(1) بانقطاعه وتضعيفه" عكرمة بن إبراهيم. 

نال انو واكاك انه و كو اطا ونيو الشف فان 
البخاري ذكره في «تاريخه)" ولم يطعن فيه» وعادته ذكرٌ الجرح 
والمجروحين. وقد نص أحمد وابن عباس قبله أنَّ المسافر إذا تزوّج لزمه 
الإتمام. وهذا قول أبي حنيفة ومالك وأصحابهما(؟». وهذا أحسنٌ ما اعتذِر 
به عن عثمان. 

وقد اعتّذِر عن عائشة أنَّها كانت أمَّ المؤمنين» فحيث نزلت فكأنّه 
وطنها". وهذا أيضًا اعتذار ضعيف. فان الى بل أبو المؤمنين أيضّاء 
وأمومة أزواجه فرع على أبوته» ولم يكن قمر د السيب. وفذروئ 
هشام بن عروة عن أبيه أنها كانت تصلَّي في السفر أربعًاء فقلت لها: لو صِلَّيتِ 
رکعتین» فقالت: «يا ابن أختي نه لا يشق علي)0). 


و2 


)00( في «معرفة السئن» (5/ .)۲٠١۳‏ 

(۲) ج» ك: «وبضعف». وكذا كان في ص»ع» فأصلح. 

(۳) «الكبير» (۷/ »)٠١‏ يعني: عكرمة الأزدي. 

.)۲٠۸/١( و«المدونة»‎ )٠١ 5 /١( و«بدائع الصنائع»‎ )۳٠١ /٤( انظر: «الأوسط»‎ (€) 

.)۳۸۹ /۱( «تهذيب السنن»‎ )٥( 

)3( كذا في جميع النسخ» ولعله سهو كان في أصل المؤلف. والصواب: 2 يتم كمافي 
النسخ المطبوعة. 

(۷) كيع: «لهذا». 

(۸) أخرجه البيهقي (۳/ »)٠٤١‏ وص ححه ابن عبد الهادي في تنقيح التحقيق» 
(219/5 والزيلعي في «نصب الراية» (۲/ )١147‏ والحافظ في «فتح الباري» 
(؟/ 00/1 ) والألباني في السلسلة الضعيفة» (۹/ .)٠١۸‏ 


0۹40 


قال الشافعي(١2:‏ ولو كان فرص المسافر ركعتين لما أتمّها('» عثمان 
ولا عائشة ولا ابن مسعود» ولم يجز أن يِيِمّها مسافرٌ مع مقيم. وقد قالت 
عائشة: كل ذلك قد فعل رسول الله وك أتمّ في السفرء وقصّر. 


ثم روئ عن إبراهيم بن محمد» عن طلحة بن عمرو» عن عطاء صن اق 
م » 0 . 5 1 011 
رباح» عن عائشة قالت: كل ذلك قد فعل رسول الله كك قصّر الصلاة في 
السفر وأت0". 


قال البيهقي“: وكذلك رواه المغيرة بن زياد عن عطاء. وأصح إسناد 
فيه ما أخبرنا أبو بكر الحارثي» عن الدارقطني» عن المحاملي» ثنا سعيد بن 
محمد بن ثواب» ثنا أبو عاصم» ثنا عمر(*2 بن سعيد» عن عطاء» عن عائشة 


أن النبي يك كان يقصرفي الصلاة ويّيِمٌ» ويفطر ويصوم. قال0) 


)١(‏ في «الآم» (7017/7) وعنه في «معرفة السئن» /٤(‏ ۲۹۲)ء بتصرف واختصار. 

(؟) ج ك ع: «لم يتمّها»» وكذا كان في صء فغيّر إلى ما أثبت. 

(۳) أخرجه الشافعي في «الأم؛ (767/7) والحارث في «مسنده» (197- بغية الباحث) 
والدارقطني (۲۲۹۷) والبيهقي (۳/ )١57‏ نحوه. وفيه طلحة بن عمرو المكي» 
متروك» وضعفه الدارقطني والبيهقي. 

)١51/( )5(‏ أخرجه من طريق الدارقطني (۲۲۹۸)ء وهذا أصح الطرق. وفيه سعيد بن 
محمد بن ثواب» لم يوثقه غير ابن حبان حيث قال في «الثقات» (۸/ ۲۷۲): المستقيم 
الحديث». وقال البيهقي: «ولهذا شاهد من حديث دلهم بن صالح والمغيرة بن زياد 
وطلحة بن عمروء وكلهم ضعيف». 

(6) صء ج: اعميرا» تصحيف. 

0( كع «وقال». 


الدارقطني: وهذا إسناد صحيح. 


ثم ساق من طريق أبي بكر النيسابوري» عن عباس الدوري» آنا أبو 
نعيم» ثنا العلاء بن زهير» حدثني عبد الرحمن بن الأسود» عن عائشة أنها 
اعتمرت مع رسول الله اة من المدينة إلى مكةء حتئ إذا قيمت مكة 
قالت: يا رسول الله. بأبى أنت وأمى» قصرتٌ وأتممتٌ» وصمت وأفطرتٌ. 
قال: «أحسنت يا عائشة». 

وسمعثٌ شيخ الإسلام ابن تيمية يقول: هذا الحديث كذب على 
عائشة» ولم تكن عائشة لتصلَّي بخلاف صلاة النبي0" بيا وسائر الصحابة» 
وهي تشاهدهم يقصّرون. ثم تيم مي وحدها بلا موجب. كيف وهي القائلة: 


(۱) في «السنن» عقب (۲۲۹۸). 

(۲) صء ج: «هذا» دون الواو قبله. 

»)۱٤۲/۳( )۳(‏ وأخرجه النسائي في «المجتبيئئ؛ )١507(‏ و«الكبرئ؟ (۱۹۲۷) 
والطحاوي في «مشكل الآثار؛ (5758) والدارقطني (۲۲۹۲)»ء كلهم من طريق 
عبد الرحمن بن الأسود عن عائشة بنحوه. وقد أخرجه الدارقطني (۲۲۹۳) من 
طريق عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه عن عائشة» أخرجه أيضًا البيهقي (7/ .)١57‏ 
قال الدارقطني عقب :)۲۲۹٤(‏ « الأول متصل (أي عن عبد الرحمن عن أبيه عن 
عائشة) وهو إسناد حسن. وعبد الرحمن قد أدرك عائشة فدخل عليها وهو مراهق», 
ولكن قال في «علله» 7751): «والمرسل أشبه بالصواب» أي دون واسطة الأسود. 
وبه قال أبو بكر النيسابوري فيما نقله عنه البيهقي (۳/ 47 .)١‏ 

)٤(‏ ج: «مع النبي». 

(4) سبق نحوه من قبل. وانظر: «مجموع الفتاوئ» (5 .)1917-١1017 /١‏ 

() كوع: «رسول الله». 


0۹۷ 


«فرضت الصلاة ركعتين» فزيد في صلاة الحضرء وأ تالا الت 
فكيف بن بها أنها تزيد علئ ما قرض الله» وتخالِف رسول ال باز 
وأصحابه؟ 


قال الزهري لعروة لما حدَّئه عن أبيه(1) عنها بذلك: فما شأنها كانت تَيَمُ 


0 


الصلاة؟ فقال: تأوََّتْ ما تأوّلّ عثمان". فإذا كان النبيئ ب قد حسّن فعلّها 
وأقرّها عليه فما للتأويل حيكذ وجه. ولايصحٌ أن يضاف إتمامها إلئ 
التأويل على هذا التقدير. وقد أخير ابن عمر أن اللي يا لم يكن يزيد في 
السفر على ركعتين» ولا أبو بكر ولا عمر. أفِيْظَنٌ بعائشة أمّ المؤمنين 
مخالفتهم وهي تراهم يقصّرون؟ وما" بعد موته ل فإنها أتمّت كما أت 
عثمان» وكلاهما تأوّل تأويلا. والحُجّة في روايتهم لا في تأويل الواحد منهم 
مع مخالفة غيره له. والله أعلم. 


وقد قال أمية بن خالد لعبد الله بن عمر": إِنَّا نجد صلاة الحضر 


)١(‏ ماعداق. م: «فعل رسول الله». 

() كذافي جميع النسخ» وهو سهو. وقد ضرب بعضهم في ن على العروة»» وكتب فوقه: 
«الهشام» ليصمٌ اعن أبيه»» وهو غير صحيح» فإن الزهري رواه عن عروة عن عائشة» 
ثم سأل عروة لا هشام بن عروة. 

(۴) أخرجه البخاري ومسلم» وقد تقدم أكثر من مرة. 

0 ج» ك ع: «أبا بكر». 

(5) أخرجه البخاري )١١١7(‏ ومسلم (2589)» وقد تقدم» وسيأت بعد حديثين. 

() ص: «أما» دون واو قبله. 

(۷) «السنن والأحكام» (75091). أخرجه أحمد (2587) والنسائي في «المجتبئ» 
)١155(‏ و«الكيرئ» )١19045(‏ وابن ماجه )٠١57(‏ وابن المنذر في «الأوسط») _- 


0۹۸ 


وصلاة الخوف في القرآنء ولا نجد صلاة السفر في القرآن؟ فقال له ابن عمر: 
نيا أخيء إِنَّ الله تعالى بعث محمدًا بك ولا نعلم شيئّاء فإنما نفعل كما رأينا 


محمّدًا اة يفعل». 
وقد قال أنس(١2:‏ خرجنا من المدينة مع النبي( بط إلى مكةء فكان 
كه 
يصلي ركعتين ركعتين حتئ رجعنا إلى المدينة. 


وقال ابن عمر: صحبتٌ رسول الله ي فكان لا يزيد في السفر على 
رکعتین» وأبا بكر وعمر وعثمان. 
وهذه كلّها أحاديث صحيحة(). 
فصل 
وكان من هديه ٤ة‏ في سفره: الاقتصار على الفرض. ولم يُحمَّظ عنه أنه 
صلا س العلا قبلها ولا بعدهاء إلا ماكان من س الفجر وال © فاته 


= (95/5") وابن عبد البر في «التمهيد» )١177/11١(‏ من طريق الليث بن سعد عن ابن 
شهاب عن عبد الله بن أبي بكر بن عبد الرحمن عن أمية بن عبد الله بن خالد به. 
والحديث صححه ابن خزيمة (447) وابن حبان )۲۷۳١ »٠٤١١(‏ والحاكم 
)١68/١(‏ والضياء في «المختارة» (۱۳/ ۱۳۸). وقد أخرجه مالك (۳۸۹) ومن 
طريقه أحمد (0777) من طريق ابن شهاب عن رجل من آل خالد بن أسيد أنه سأل 
عمر. وانظر «التمهید» .)١151/11١(‏ 

)١(‏ أخرجه البخاري )١1١81(‏ ومسلم (597)» وقد تقدم. 

(؟) كيع: «رسول الله». 

(۳) ج: «صحاح؟. 

(5) مءق: «سنة الوتر والفجر». 


044 


لم يكن لِيدّعهما حضرًا ولا سفرًا. 


قال ابن عمر وقد سئل عن ذلك: فقال: «صحبتٌ التب له فلم أرَه 
يسبّح في السفر. قال الله عز وجل: لکن کف رتثول آلو سوح 
[الأحزاب: 2)500801, ومراده بالتسبيح: السب وال فقد صح عنه هو أنه كان 
يسبّح علئ ظهر راحلته حيث کان وجهه. 


وني «الصحيحین»" عن ابن عمر قال: كان رسول الله ية يصلّي في 
السفر على راحلته حيث توجّهت به يومئ إيماءً صلاةً الليل إلا الفرائض» 


قال الشافعي7؟): وثابتٌ عن النبي اة أنه كان يتنفّل ليلاء وهو يقصّر. 


f :‏ 5 ر مود 7 
وفي ‏ الصحيحين»2*02 عن عامر بن ربيعة أنه رأئ التبج ية يصلي 
السّبحة بالليل في السفر على ظهر راحلته. فهذا قيام الليل. 


وقد سئل الإمام أحمد عن التطوّع في السفر فقال: أرجو أن لا يكون 
بالتطوع في السفر بس0 


)١(‏ ماعداق» م مبءن: «رسول الله». 

(۲) أخرجه البخاري )١١١١1(‏ واللفظ له» ومسلم (5894) بأطول منه. 
)۳( أخرجه البخاري )٠٠٠١(‏ ومسلم .)۷٠١(‏ 

(5) في «الأم» (۲/ )۳٠١‏ وعنه في «معرفة السنن» /٤(‏ 585). 

(5) البخاري (۱۰۹۳) ومسلم .07١1(‏ 

(5) انظر: «مسائل» أبي داود (ص١١١)‏ وابن هانۍ (ص6١١).‏ 


0 


فيتطوّعون قبل المكتوبة وبعدها". وروي هذا عن عمر 7(" وعلي وابن 


مسعود وجابر وأنس وابن عباس وأبي ذر9). 


تابو عدر كان أده ی ا ی کرک 
اليل( مع الوتر. وهذا كان هو الظاهر من هدي الت يلِْ: أنه كان لا يصلّي 
قبل الفريضة المقصورة ولا بعدها شيناء ولكن لم يمنع من التطوع قبلها ولا 
بعدها. فهو كالتطوّع المطلق» لا أنه سنّة راتبة للصلاة كسنّة صلاة الإقامة. 
ويؤيّد هذا أن الرباعية قد حُفّفت إلى ركعتين تخفيقًا عن المسافر» فكيف 
يُجعل لها سنه راتبةٌ يحافظ عليهاء وقد خمّف الفرض إلى ركعتين؟ فلولا 
قصدٌ التخفيف عن المسافر وإلا"؟ كان الإتمام أولئ به. ولهذا قال 


)١(‏ ماعداق. م» مبء ن: اليسافرون». 

(۲) «الإشراف» لابن المنذر (؟/ . وأخرجه في «الأوسط» (0/ 0 »؛ وفي إسناده 
هشام بن حسان القردوسيء ثقة إلا أن في روايته عن الحسن وعطاء مقال» لأنه قيل 
کان رل عنهما. 

)۳( ص: ابن عمراء وهو سهو من الناسخ. 

.)۲۸١ /۲( «الإشراف» لابن المنذر‎ )٤( 

(5) «الإشراف» لابن المنذر (۲/ .)۲۸١‏ أخرجه مالك في «الموطأ» برواية محمد بن 
الحسن (ص87)» وابن المنذر في «الأوسط» (5/ 417 7) عن الربيع عن الشافعي عن 
مالك به. 

(1) وقعت «وإلا» هنا في غير موقعهاء والمعنى يستوجب حذفها. وكان ذلك أسلويًا 
دارجًا في زمن المؤلف. انظر ما علّقت على «طريق الهجرتين» للمؤلف /١(‏ 54). 


امل 


عبد الله بن عمر: «لو كنت مسبّحًا لأتممت». 


وقد ثبت عنه اة أنه صلّئ يوم الفتح ثمان ركعات ف 0" وهوإذ 
ذاك مسافر, 


وأما ما رواه أبو داود" في «السئن»7؟) من حديث الليث عن صفوان بن 
سليم» عن أبي بُسْرة الغفاري» عن البراء بن عازب قال: سافرت مع رسول الله 
يك ثمانية عشر سفرّاء فلم أره ترك ركعتين عند زيغ الشمس قبل الظهر. فقال 
الترمذي(22: هذا حديث غريب. قال: وسألتٌ محمدًا عنه فلم يعرفه إلا من 
حديث الليث بن سعدء ولم يعرف اسم أبي بُسرة» ورآه حستا. انتهئ. 
وبْسرة": بالباء الموحدة المضمومة وسكون السين المهملة0©. 

وأما حديث عائشة أن الي يكل كان لا يدَعٌ أربعًا قبل الظهر وركعتين 


(۱) أخرجه مسلم (189). 

(؟) أخرجه البخاري (۱۱۰۳) ومسلم (715) من حديث أم هانئ بنت أبي طالب» وقد 
تقدم. 

(۳) علق بعضهم في هامش ج بأن الحديث وارد في «الترمذي» أيضًا. وقد زاد الفقي فعلا 
في نشرته بعد «أبو داود»: «والترمذي». وكذا في طبعة الرسالة. 

(5) برقم (۱۲۲۲)» وآخرجه ابن وهب في «الجامع» )١١9(‏ وأحمد )۱۸١۸۳(‏ 
والترمذي (2000) وابن خزيمة )٠١١۳(‏ والحاكم )٠١ /١(‏ والبيهقي في «السنن 
الکبری» (۳/ )٠١۸‏ و«معرفة السئن» (5/ 7386)» وفيه أبو بسرة الغفاري» مجهول. 
والحديث ضعفه الترمذي. 

(5) في «الجامع» عقب .)200٠0(‏ وقد تحرف «الترمذي» في كع إلى «الزهري». 

(0) ص: «فسره»» تصحيف. 

(۷) العبارة «فقال الترمذي... المهملة» لم ترد في ج» وهي في هامش ص بخط ناسخها. 


۲ 


بعدهاء فرواه البخاري في «صحيحه217» لكنّه2"0 ليس بصريح في فعله لذلك 
في السفرء ولعلها أخبرت عن أكثر أحواله وهو الإقامة. والرجال أعلم بسفره 
من النساء» وقد أخبر ابن عمر أنه لم یزد علئ ركعتين: ولم يكن ابن عمر 
يصلّي قبلها ولا بعدها شيئًا. 
فصل 

وكان من هديه: صلاة التطوّع علئ راحلته حيث توجّهت به. وكان 
يومئ ب رأسه في ركوعه وسجوده» وسجوده أخفض من ركوعه. 

وروی أحمد وأبو داود" عنه من حديث أنس أنه كان يستقبل بناقته القبلةً 
عند تكبيرة الافتتاح» ثم يصلّي سائر الصلاة حيث توجّهت به. وفي هذا الحديث 
نظرء وسائرٌ من وصف صلاته ی عل راحلته أطلقوا أنه كان يصلَّي عليها قبل 
أيّ وجهة) توجّهت به» ولم يستئنوا من ذلك تكبيرة الإحرام ولاغيرهاء 
كعامر بن ربيعة» وعبد الله بن عمرء وجابر بن عبد الله(2). وأحاديثهم اصح 


)000( برقم »)١1487(‏ وفيه: «وركعتين قبل الغداة» بدل: «ركعتين بعدها». وكذا أخرجه 
أحمد ٠(‏ 5 57 ؟) والدارمي )۱٤۷۹(‏ وأبو داود )۱۲٣۳(‏ والنسائي (/211/41 1758) 
وغيرهم» ولم أجد في شيء من رواياته ذكر الركعتين بعد الظهر. 

(0) صء ج. ك»ع: «ولكن». 

() أحمد (۱۳۱۰۹) وأبو داود .)١775(‏ وأخرجه عبد بن حميد (۱۲۳۱) وابن المنذر 
في «الأوسط» (5/ )٠۷‏ والطبراني في «الأوسط» (515؟) والدارقطني -١151/5(‏ 
۸ والبيهقي (۲/ ه). 

(5) ك.ع: «وجه). وفي المطبوع: «(جهة). 

(5) قد تقدم حديثا عامر بن ربيعة وعبد الله بن عمر. وأما حديث جابر فقد أخرجه 
البخاري .)5٠١(‏ 


1۳ 


وصلى على الراحلة» وعلئ الحمار إن صم عنه. وقد رواه مسلم في 


«صحيحه)(١)‏ من حديث أبن عمر. 


وصلَئ الفرضٌّ بهم على الرُّواحل لأجل المطر والطين» إن صم الخبر 
بذلك. وقد رواه أحمد والترمذي(" أنه بل انتهى إلى مَضيق هو وأصحابه 
و 0 6 i» f‏ 

وهو على راحلته» والسماء من فوقهم» والبلة من أسفل منهم. فحضرت 

ا 3 

الصلاةء فأمرٌ المؤدَنَء فأذن وأقام» ثم تقدّم رسول الله يك على راحلته» فصلّى 

بهم يومئ إيماءً يجعل" السجود أخفض من الركوع. قال الترمذي0: 
«احديث غريب» تفرّد به عمر بن الرّمّاح). وثبت ذلك عن أنس من فعله(. 


)١(‏ برقم (۷۰۰/ )۳١‏ من طريق مالك )٤۱۲(‏ بلفظ: «رأيت رسول الله ية يصلي وهو 
على حمار وهو متوجه إلى خيبر». وعند البخاري )١1١٠١(‏ ومسلم -5/17٠١(‏ 
۹ ) ومالك :)۳۲١(‏ «علئ البعير» أو «علئ راحلته». 

(۲) بعده في النسخ المطبوعة زيادة: «والنسائي» خلاقًا للنسخ» ولم أجد الحديث عند 
النسائي. وقد أخرجه أحمد (17017) والترمذي )5١١(‏ وابن أبي عاصم في «الآحاد 
والمثاني» )۲۷٤۹(‏ والطبراني (۲۲/ )٠٠١‏ والدارقطني )١579(‏ والبيهقي (۲/ ۷) 
من طريق عمر بن الرّمّاح عن كثير بن زياد عن عمرو بن عثمان بن يعلئ بن مرة عن 
أبيه وجده. عمرو وأبوه كلاهما مجهول» وكذلك عمر بن الرّمّاح البلخي. والحديث 
ضعفه الترمذي. وانظر: «الضعيفة» (5175). 

)۳( ق» مب: «فجعل). والمثبت من غيرهما موافق للوارد في مصادر التخريج. 

.)٤۱۱( عقب‎ )٤( 

(5) «السنن والأحكام» )١١57(‏ وعزاه لسعيد بن منصور. وأخرجه أيضًا عبد الرزاق 
»٤٥۱۱(‏ 075 )) وابن أبي شيبة )٥۰۰۲(‏ والطبراني (۱/ 57 7) من طرق عن أنس 
موقوقًا عليه. وقال الدارقطني في «العلل» (۲۳۳۹) إن الموقوف هو المحفوظ. 


ع 


فصل 
وكان من هديه أنه إذا ارتحل قبل أن تزيغ الشمسٌُ أخر الظهرٌ إلى وقت 
العصرء ثم نزل فجمع بينهما. فإن زالت الشمس قبل أن يرتحل صلى الظهرء 
ثم رکب . وكان إذا أعجله السّيرٌ أخر المغرب حتى يجمع بينها وبين 
العشاء في وقت العشاء(). 


وقد روي عنه في غزوة تبوك أنه كان" إذا زاغت الشمس قبل أن يرتحل 
جمع بين الظهر والعصرء وإن ارتحل قبل أن تزيغ الشمس أخر الظهرٌ حتئ ينزل 
للعصرء فيصليهما جميعًا. وكذلك في المغرب والعشاء. لكن اختُلِف في هذا 
الحديث: ومست و و و 
وإسناده عل شرط «الصتحيس 4+ لكن مي بعلة عجيبة: قال الحاكم: ثنا 


)١(‏ أخرجه البخاري (۱۱۱۱» )١١١١‏ ومسلم )۷٠٤(‏ من حديث أنس بن مالك. 

(۲) أخرجه البخاري (۱۰۹۲۰۱۰۹۱) من حديث عبد الله بن عمر 

(۳) ص: «وقد روي أنه في غزوة تبوك كان». 

)٤(‏ في «معرفة علوم الحديث» (ص -۳۹١‏ النوع الثامن العشرون). وأخرجه أيضًا أحمد 
)١37095(‏ وأبو داود (۱۲۲۰) والترمذي )٥٥۳(‏ وابن حبان )۱٥۹۳ ۰۱٤٥۸(‏ 
والدارقطني (٤٩٤۱ء )١5765‏ والبيهقي (۳/ ۳١١)ء‏ كلهم من طريق قتيبة بن سعيد 
عن الليث به. 
قال أبو داود فيما نقله عنه الحافظ في «التلخيص الحبير» (۳/ 91/5): لهذا حديث 
منكرء وليس في جمع التقديم حديث قائم». وقال الترمذي: «حديث معاذ حديث 
حسن غريب» تفرد به قتيبة» لا نعرف أحدًا رواه عن الليث غيرٌه؛ وحديث الليث عن 
يزيد بن أبي حبيب عن أبي الطفيل عن معاذ حديث غريب» والمعروف عند أهل 
العلم حديث معاذ من حديث أبي الزبير عن أبي الطفيل عن معاذ أن النبي بي جمع - 


0 


أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه» ثنا موسئ بن هارونء ثنا قتيبة بن 
سعيدء ثنا الليث بن سعد عن يزيد بن أبي حبيب» عن أبي الطفيل» عن 
معاذ بن جبل أنَّ ال يله كان في غزوة تبوك إذا ارتحل قبل أن تزيغ الشمس 
أخر الظهرٌ حتئ يجمعها إلى العصرء فيصلَيهما جميعًا. وإذا ارتحل بعد زيغ 
الشمس صلى الظهر والعصر جميعًاء ثم سار. وكان إذا ارتحل قبل المغرب 
أخحر المغربَ حتى يصلّيها مع العشاء. وإذا ارتحل بعد المغرب عجّل 
العشاء» فصلاها مع المغرب. 

قال الحاكم": هذا الحديث رواته أئمة ثقات» وهو شاا الإسناد 
والمتن» ثم لا نعرف له عل تله" بہا. فلو كان الحديث عند الليث7؟) عن 
أبي الزبير عن أبي الطفيل لعلّلنا به الحديث. ولو كان عند يزيد بن أبي حبيب 


- في غزوة تبوك بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء. روا قّرّة بن خالد وسفيان 
الثوري ومالك وغير واحدٍ عن أبي الزبير المكي». قلت: الرواية المحفوظة التي أشار 
إليها الترمذي أخرجها مالك في «الموطأ» (۳۸۳) وأحمد (371991: 27017 
5 ومسلم )۷٠٦(‏ من طرق عن أبي الزبير به» وليس فيها التفصيل في جمع 
التقديم والتأخير الذي في حديث قتيبة هذا. 

)١(‏ وقع في م» ق» مب: «أبو بكر بن محمد» وكذا في الطبعة الميمنية وما بعدها خلاقا 
للطبعة الهندية» وهو خطأ. وقد سقط «أبو بكر بن» من ع. 

(۲) في «معرفة علوم الحديث» (ص”079). 

(۳) ج» ك: «نعلله». وكذا كان في ص» فضُرب على اللام الثانية. وفيع طمس بعضهم 
الأولئ. 

(5) في النسخ المطبوعة: «عن الليث»» وكذا «عن يزيد» فيما يأتي. وني كتاب الحاكم كما 
ثبت من النسخ. 

05 


عن أبي الزبير(1) لعلّلنا(") به. فلما لم نجد له العلّتين خرج عن أن يكون 
معلولا. ثم نظرنا فلم نجد ليزيد بن أبي حبيب عن أبي الطفيل رواية» ولا 
وجدنا هذا المتن مهذه السياقة عند أحد من أصحاب أبى الطفيل» ولا عند 
أحد ممن رواه عن معاذ بن جبل غير أبى الطفيل"» فقلنا: الحديث شاذ. 

وقد حدّئونا(» عن أبى العباس الثقفى قال: كان قتيبة بن سعيد يقول لنا: 
على هذا الحديث علامة أحمد بن حنبل» وعلى بن المدينى» ويحيى بن 
معين» وأبى بكر بن أبى شيبة» وأبى خيثمة؛ 2 عد فة سبعة من اة 
الحديث(1) كتبوا عنه هذا الحديث. فأئمة الحديث إنما سمعوه من قتيبة تعجبًا 
من إسناده ومتنه. ثم لم يبلغنا عن أحد منهم أنه ذكر للحديث علَة. 

ثم قال": فنظرناء فإذا الحديث موضوع» وقتيبة ثقة مأمون. 

ثم ذكر بإسناده إلى البخاري قال: قلت لقتيبة بن سعيد: مع مَن كتبتَ 
عن الليث بن سعد حديتٌ يزيد بن أبي حبيب عن أبي الطفيل؟ قال: كتبته 
مع خالد المدائني. قال البخاري: وكان خالد المدائني يُدخل الأحاديث على 


)١(‏ في النسخ المطبوعة: «أبي الطفيل»» وهو غلط. 
٤‏ 
(؟) ماعداق» م مب» ن: العللتاه». 
(۳) «ولا عند أحد... الطفيل» ساقط من ص لانتقال النظر. 
)٤(‏ في المطبوع: «حدثوا». 
)٥(‏ حرف «علئ» ساقط من ص. 
() م ق» مبء ن: «أهل الحديث»»ء وكذا عير في ص. وفي كتاب الحاكم كما أثبت من 
غيرها. 
(۷) في «معرفة علوم الحديث» (ص‌۳۹۷). 


فا 


الشيوخ(. 


قلث: وحكئه() بالوضع على هذا الحديث غير 56 فال أبا داوو0) 


00 0 مجاه لا ل او ور 
00 ف 
المفضّل وأحفظء لكن زال تفرّد قتيبة به. ثم إِنَّ قتيبة صرّح بالسماع» فقال: 
«حدّثنا» ولم يعنعنه» فكيف يُقدّح في سماعه» مع أنه بالمكان الذي جعله الله 
به من الحفظ والأمانة والثقة والعدالة(°). 


(010 


(۲) 
(۳) 
(€) 


وخالد المدائني هذا متروك منَّهم بالكذب» وقال الخطيب البغدادي معلّقًا على قول 
البخاري هذا تحت ترجمة قتيبة في «تاريخه» :)٤۸۳ /١5(‏ «قلتٌ: لم يرو حديث 
يزيد بن أبي حبيب عن أبي الطفيل أحدٌ عن الليث غير قتيبة» وهو منكر جذامن 
حديثه» ويرّون أن خالدًا المدائني أدخله على الليث وسمعه قتيبة معه» فالله أعلم». 
الواو قبل «حكمه» ساقطة من ص. 

برقم (۱۲۰۸). 

كذا في جميع الأصول والنسخ المطبوعة» وهكذا أخرجه البيهقي (۳/ )٠١١‏ وغيره 
من طريق أبي بكر ابن داسة عن أبي داود به» والذي في رواية اللؤلؤي وعامّة 
المطبوعات ل«سنن أبي داود» : «والليث»» والمثبت هو الصواب كما سيأتي تحقيق 
ذلك في تخريج الحديث في قسم المغازي (؟/ 585). 

ويرد على هذا الطريق أن المفضل ضعيف» وقد قال أبو داود كما سينقله المؤلف في 
المغازي (۳/ 580)-: «حديث المفضل عن الليث حديث منكر». وأيضًا فهشام بن 
سعد ضعيف عند الأثمة» كما قال الؤلف نفسه هناك» وقد تفرّد عن أبي الزبير بهذا 
التفصيل في جمع التقديم والتأخير» وقد خالفه جماعة من الأئمة الثقات الأثبات 
كمالك والثوري وأبي خيثمة وغيرهم فرووه عن أبي الزبير دون هذا التفصيل. 


۸ 


وقد روئ إسحاق(١2‏ بن راهويه': ثنا شبابة» ثنا ليث» عن عقيل» عن 
ابن شهاب» عن أنس أن رسول الله اة كان إذا كان في سفر فزالت الشمسٌ 
عأ الظوى زامن فم ار وعذا اد كما رع رک هو شیا بن 
«صحيحه) 2*0 عن الليث بن سعد. فهذا الإسناد على شرط الصحيحين» 
وأقل درجاته أن يكون مقويًا لحديث معاذ. وأصله في «الصحيحين)(0) لكن 
ليس فيه جمع التقديه0). 


ثم قال أبو داود": وروی هشام بن عروة عن حسين بن عبد الله عن 


كريب» عن ابن عباسء عن النبى اة نحو حديث المفضلء يعنى حديث معاذ 
في جمع التقديم. ولفظه عن حسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس عن كريب 
عن ابن عباس أنه قال: «ألا أخبركم عن صلاة رسول الله بء في السفر؟ كان إذا 


(A) 


)١(‏ في ص بعده زيادة: ابن إبراهيم». 

(۲) أخرجه الإسماعيلي كمافي «مجموع الفتاوئ» (75/ 77) عن الفريابي عن 
إسحاق. وأخرجه أيضًا من طريق شبابة مسلم (5 )٤١ /7١‏ وغيره بلفظ: «كان النبي 
يكل إذا أراد أن يجمع بين الصلاتين في السفر أخَر الظهر حتئ يدخل أوّل وقت 
العصرء ثم يجمع بينهما». وانظر: «(صحيح مسلم» (5 ٠٤1/۷١‏ 58). 

(۳) وقع «له في ج» كع بعد اصحيحة». 

.)٤۷ /۷۰ 5( برقم‎ (١ 

(5) البخاري (۱۱۱۱) ومسلم )58-547/7١5(‏ من حديث آنس» وقد تقدم. 

)١(‏ فكيف يكون مقويًا له وليس فيه موضع الشاهد! 

(۷) في «السنن» عقب (1708). 

(۸) في النسخ المطبوعة: اعن عروة»» تحريف. 


5 


زالت له الشمسء وهو في منزله» جمّع بين الظهر والعصر في الزوال. وإذا سافر 
قبل أن تزول الشمس خر الظهرٌ حتئ يجمع بينها وبين العصر في وقت العصر. 
قال: وأحسبه قال: في المغرب والعشاء مثل ذلك». رواه الشافعي(١)‏ من حديث 
ابن أبي يحي عن حسين» ومن حديث ابن عجلان بلاغًا عن حسين. 

قال البيهقي": هذا رواه الأكابر هشام بن عروة وغيره عن حسين بن 
عبد الله. ورواه عبد الرزاق» عن ابن جريج» عن حسين» عن عكرمة وعن 
كريب كلاهما عن ابن عباس. ورواه أيوب)» عن أبي قلابة» عن ابن 
عباس» قال: ولا أعلمه إلا مرفوعا. ۰ 


وقال إسماعيل بن إسحاق“: حدثنا إسماعيل بن أبي أويس(2 قال: 
حدثني أخي» عن سليمان بن بلال ٣ء‏ عن هشام بن عروة» عن كريب» عن 


.)۲۹۳ -۲۹۲ /4( وعنه البيهقي في «معرفة السنن»‎ )١( 

(۲) في «معرفة السئن» (797/5). 

.)٤٤١٥( برقم‎ )۴( 

(4) ومن طريقه أخرجه ابن المنذر (7/ )٠١١‏ ولفظه: «إذا كنتم سائرين فنابكم المنزل 
فسيروا حتئ تصيبوا منزلًا فتجمعوا بينهماء وإن کنتم نزولا فعجل بكم أمر فاجمعوا 
بينهما ثم ارتحلوا»» ولیس فيه قول أيوب: ولا أعلمه إلا مرفوعًا. 

(5) ذكره الحافظ في «التلخيص الحبير» (۳/ ۹۷۳ 91/4) بعد حديث يحيئ بن 
عبد الحميد الآتي» فلم يسق لفظه. ولم أجده في «الأحكام» لإسماعيل بن إسحاق 
المطبوع. 

0) مب: «أبي إدريس» وكذا في الطبعة الميمنية وما بعدها. 

(۷) مب: «مالك» وكذا في الطبعة الميمنية وما بعدهاء وفي الطبعة الهندية كما أثبت من 
الأصول. 


1۰ 


ابن عباس قال: كان رسول الله كك إذا جد به السّيرٌ فراح قبل أن تزيغ 
الشمس- ركِب» فسار» ثم نزل» فجمّع بين الظهر والعصر. وإذا لم يرح حتئ 
تزيغ الشمس جمّع بين الظهر والعصرء ثم ركب. وإذا أراد أن يركب فدخلت 
صلاة المغرب جمّع بين المغرب وبين صلاة العشاء. 

قال أبو العباس بن سريج: وروئ يحيئ بن عبد الحميد» عن أبي 
خالد الأحمر» عن الحجاج» عن الحكم» عن مِقَسّم» عن ابن عباس قال: كان 
النبي بلا إذا لم يرتحل حتئ تزيغ الشمس صلَّئ الظهر والعصر جميعًا. وإذا 
كانت لم تزغ أحرها حتى يجمع بينهما في وقت العصر(). 

قال شيخ الإسلام ابن تيمية": ويدل على جمع التقديم جمعه بعرفة 
بين الظهر والعصر لمصلحة الوقوف» ليتصل وقت الدعاء ولا يقطعه بالنزول 
لصلاة العصرء مع إمكان ذلك بلا مشقة. فالجممٌ كذلك لأجل المشقّة 
والحاجة أولئ. 


قال الشافعي”؟: وكان أرفقٌ به يوم عرفة تقديمٌ العصر لأن يتصل له 

:)587 /۲( ذكره الحافظ في «التلخيص الحبير» (۳/ 4۷۳)» وقال في «فتح الباري»‎ 1١) 
«وفي إسناده مقال». قال أبو زرعة في «العلل» لابن أبي حاتم (077): «هو خطأء إنما‎ 
هو: أبو خالد عن ابن عجلان عن الحسين بن عبد الله عن عكرمة عن ابن عباس»»‎ 
وقد سبق تخريج هذا الطريق» والحسين ضعيف» وقد تقدم ذكره.‎ 

(۲) «في وقت العصر» ساقط من ص» ج. 

(۳) لم أجد كلامه بهذا اللفظء ولكن انظر: «مجموع الفتاوئ» (۲۱/ 2477 07//75- 
8) و«جامع المسائل» .0"9١/5(‏ 

(5) انظر: «مختصر المزني» -١115/4(‏ مع الأم» ط. دار المعرفة) و#معرفة السئن» 
)۳/6( 


کے 


11 


الدعاءء فلا يقطعه بصلاة العصر؛ وأرفق بالمزدلفة أن يتصل له المسيرٌ ولا 
يقطعه بالنزول للمغرب» لما في ذلك من التضييق على الناس. والله أعلم. 
فصل 

ولم يكن من هديه ل الجمعٌ راتبًا(١2‏ في أسفاره كما يفعله كثير من 
الناس» ولا الجمعٌ حال نزوله أيضًا. وإنما كان يجمع إذا جد به السّيرٌ أو إذا 
سار عقيب الصلاة كما ذكرنا في قصة تبوك. 

وأما جمعه وهو نازلٌ غير مسافر, فلم يقل ذلك عنه إلا بعرّفة لأجل 
اتصال الوقوف كما قال الشافعى وشيخنا"'. ولهذا خصّه أبو حنيفة بعرفة» 
رجا من تما الاك ا با افر عديه فيه و انه رانك ااي 
جعلوا سببه السفرء ثم اختلفواء فجعل الشافعي وأحمد في إحدى الروايات 
عنه التأثيرَ للسفر الطويل» ولم يجوزاه" لأهل مكة. وجوّز مالك وأحمد في 
الرواية الأخرئ عنه لأهل مكة الجمع والقصر بعرفة» واختارها شيخنا وأبو 
الخطاب في «عباداته»(؟2. ثم طرد شيخنا هذا وجعله أصلا في جواز القصر 
والجمع في طويل السفر وقصيره كما هو مذهب كثير من السلف» وجعله 


)١(‏ يعني: دائمًا. وني الطبعة الميمنية وما بعدها: «راكبًا»» وهو تحريف. 

(۲) في هذا الحصر نظر. انظر: حديث معاذ في #صحيح مسلم» (05/!- »)۱۷۸٤ /٤‏ 
والتعليق عليه في «الأم؛ (۲/ ۱۹۸) و«مجموع الفتاوئ» (75/ 14). 

)۳( صء ج» ك: «ولم يجوزوا». وكذا كان ني ع» فأصلح. 

(5) انظر: «مجموع الفتاوئ» )۱۷١ /۲١( ء)٤٤ ١۱١ /۲٤(‏ و«جامع المسائل» 
(TYT/%»‏ و«اختيارات شيخ الإسلام» للبعلي ( ص٤‏ ۷) و«الإنصاف» (۲/ .)۳۳٣‏ 
وني كل هذه المواضع أحيل على «العبادات الخمس» لأبي الخطاب» ولكن لم أقف 
على قوله في المطبوع منه. 


1۲ 


ولم يح لأمته يلل مسافة محدودة للقصر والفطرء بل أطلق لهم ذلك في 
مطلق السفر والضرب في الأرض» كما أطلق لهم التيمّم في كل سفر. وأماما 
يُروّى عنه في التحديد باليوم أو اليومين أو الثلاثة» فلم يصح عنه منها شيء البتة. 

فصل 
في هديه يه في قراءة القرآن واستماعه» وخشوعه وبكائه عند قراءته 
واستماعه. وتحسين صوته به» وتوابع ذلك 

كان له ل حزب يقرؤه؛ لابجل به. وكانت قراءته ترتيلاء لا هدًا ولا 
عجلةء بل قراءةً مفسَّرةٌ حرفا حرفا" . وكان يقطع قراءته آي آية9"). وكان 
يمد عند حروف المد فيجُدٌ (الرحمن)ء ويمُّدٌ (الرحيم)). وكان يستعيذ 
بالله من الشيطان الرجيم في أول القراءة2*0؛ فيقول: «أعوذ بالله من الشيطان 
الرجيم»؛ وربما كان يقول: «اللهمٌ إِنّي أعوذ بك من الشيطان الرجيم من 
همزه ونفخه ونفثه1(0). وكان تعوّذه قبل القراءة. 


(۱) «مجموع الفتاوئ» (75/ 17-١17‏ 74- 7"5) والمواضع المذكورة منه آنقًا. 

)۲( أخرجه أبو داود )١557(‏ والترمذي (۲۹۲۳) من حديث أم سلمة» وفي إسناده 
يعلى بن مملك وهو مجهول. 

)۳( آخرجه أحمد (719417) وأبو داود )4٠01(‏ والترمذي (۲۹۲۷) من حديث أم 
سلمة» وضعفه الترمذي» وقد تقدم تخريجه مفضَّلًا (ص١٠5).‏ 

(5) أخرجه البخاري (575 50) من حديث أنس بن مالك. 

(65) في المطبوع: «قراءتها. 

(7) أخرجه ابن أبى شيبة (۲۹۷۳۳) وأحمد (۳۸۲۸» ۳۸۳۰) وابن ماجه (۸۰۸) وابن = 


1۳ 


وكان يحب أن يسمع القرآن من غيره. وأمرّ عبد الله بن مسعود. فقراً 
عليه وهو يسمع» وخشع ية لسماع القرآن منه حتئ ذرفت عيناه('. 

وكان يقرأ القرآن قائمًا وقاعدًا ومضطجمًاء ومتوضّنًا ومحدئًا. ولم يكن 
يمنعه من قراءته إلا الجنابة(). 


= خزيمة )٤۷۲(‏ والطبراني في «الدعاء» (1781) و«المعجم الكبير»(557/9) 
والحاكم )۲٠۷ /١(‏ والبيهقي (77/7) من طرق عن عطاء بن السائب عن أبي 
عبد الرحمن السلمي عن عبد الله بن مسعود مرفوعًا. وابن السائب مختلطء وفي 
عامة الطرق الرواة عنه هم مَن سمعوا منه بعد الاختلاط وفي بعضها من لم يتبين أمره. 
وخالف هؤلاء حماد بن سلمة ‏ وهو ممن سمع منه قبل الاختلاط ‏ فوّقفه على ابن 
مسعود من قوله كما عند الطيالسي (779) ومن طريقه البيهقي (7””/7) وهو أشبه. 
وله شواهد مرفوعة ولكنها لا تصح. انظر: «مسند أحمد) (/141 2171/981١‏ 
۰۹ ولالتاريخ الكبير» للبخاري (7/ )٤۸۸‏ و«جامع الترمذي» )۲٤۲(‏ واسئن 
البيهقي» (۲/ 4 7- )١‏ و«فتح الباري» لابن رجب (5/ )7١ 5-12١7‏ واضعيف 
أبي داود- الأم؛ (7957/1). 

.)0050( أخرجه البخاري‎ )١( 

(۲) أخرجه أحمد (577) وأبو داود (۲۲۹) والترمذي )١57(‏ والنسائي في «المجتبئ» 
(5557556) و«الكبرئ» )١108.5061/(‏ وابن ماجه )٥۹٤(‏ وابن خزيمة (۲۰۸) 
وابن حبان (۷۹۹» )6٠١‏ والدارقطني (2475 )٤۲۹‏ والحاكم )۱١١ /٤(‏ والبيهقي 
(88/1) من طريق شعبة عن عمرو بن مرة عن عبد الله بن سلمة عن علي بن أبي 
طالب مرفوعًا. ومداره على عبد الله بن سلمة» قال البخاري في «التاريخ الكبير) 
(6/ 44): «قال أبو داود (الطيالسي) عن شعبة عن عمرو بن مرة: كان عبد الله يحدثنا 
فنعرف وننكر» وكان قد كبر ثم قال البخاري: «لا يتابع عليه». وبه ضعف الشافعي 
والبيهقي في «معرفة السنن» (۱/ ۳۲۳- 5 77). والحديث ضعّفه أيضًا الألبان وفصل 
القول فيه في ضعيف أبي داود- الأم» (1/ 1/4- 80) و«إرواء الغليل» .)٤۸٥(‏ - 


11٤ 


وكان یتخت به» ويرجُع صوته به" أحياناء كما رجّع يوم الفتح في قراءته 
اتتاك سَتَحَاميِيا 4 [الفعح: .21(]١‏ وحکی عبد الله بن مغفّل ترجيعه 
آآآ ثلاث مرات. ذكره البخاري. 


وإذا جمعت هذا الحديث(7؟) إلى قوله: «زيّكوا القرآن بأصواتكم 0" 
وقوله: اليس متا من لم يتغنَّ بالقرآن)(1): وقوله: «ما أذن الله لشيء ۽ أنه لنب 
حسَنٍ الصّوت يتغتئ بالقرآن»- = علمتٌ أنَّ هذا الترجيع منه يك كان اختياراء لا 
اضطرارًا لهرٌ الناقة له فإ هذا لوكان لأجل هرٌالناقة ة لما كان داحلا تحت 
الاختيار» فلم يكن عبد الله بن مغقٌل يحكيه ويفعله اختيارًا لاس( وهو 


= والصحيح أنه موقوف على علي بن أبي طالب» أخرجه عنه من طرق عبد الرزاق 
۰۲ ۱۳۲۱) وابن أبي شيبة (۱۰۹۲» ۰۱۰۹۷ ۱۱۱۹). 
وقد أخرج مسلم (۳۷۳) من حديث عائشة أن النبي ب كان يذكر الله على كل 
أحيانه» وقد علّقه البخاري في «صحیحه» قبل ۳۰٥(‏ و574) مجزومًا به. 

)۱( لم يرد ابه» إلا في ق» م؛ مب» ن. 

(۲) أخرجه البخاري ٤۸۳٥(‏ ومواضع)» وأخرجه مسلم )۷۹٤(‏ دون محاكاة عبد الله بن 
مغفل. 

(۳) برقم (7201550)» وقد تقدم. 

(5) في النسخ المطبوعة: «هذه الأحاديث)» تصرف من بعض النساخ. 

(0) أخرجه أحمد (18545) وأبو داود )١5758(‏ والنسائي في «المجتبئ» (١٠١٠ء‏ 
5 )) و«الكبرئ» (۰۱۰۸۹ ۰۱۰۹۰ )۷۹۹٦‏ وابن ماج ه(757١)‏ من حديث 
البراء بن عازب» وصححه ابن خزيمة )٠٠١١١(‏ وابن حبان(١15)‏ والحاكم 
(/ لاه هلاة). 

00 سيأي تخريجه. 

(۷) في طبعة الرسالة: اليو تَسَئمْ» تبعًا للفقي الذي غيّر ما في الطبعات السابقة 


10 


برئ هز الراحلة له حتى ينقطع صوتف ثم يقول: اکان يرجّع في قراءنه قدب 
الترجيع إلى فعله. ولو كان من هر الراحلة لم يكن منه فعلٌ يسم يما 

وقد استمع ليلة لقراءة أبي موسئ الأشعريء فلما أخبره بذلك قال: «لو 
كنت أعلم أك تستمع"' لحبّرته لك تحبيرًا»20, أي حسنته وزيّنته بصوتي 
تزییتا. 


وروی آبو داود في «سئنه»(؟2 عن عبد الجبار بن الورد قال: سمعت ابن 


000( ج: سمي »: ولعله سهو. 

)۲( م» ق» مب: التسمع». 

)۳( أخرج عبد الرزاق (17 5) والنسائي في «الكبرئ» (5 )۸٠٠‏ والروياني في امسنده) 
)١6(‏ والبيهقي في اشعب الإيمان» )١1977(‏ من حديث عبد الله بن بريدة عن أبيه 
بريدة بن الحصيب: مر النبي بيه على أبي موسئ ذات ليلة وهو يقرأء فقال: «لقد 
أعطي من مزامير آل داود»» فلما أصبح ذكروا ذلك له فقال: «لو كنت أعلمتني 
لحبّرث ذلك تحبيرًاه. صححه الألباني في «الصحيحة» (7077). وأصله عند 
البخاري في «الأدب المفرد)» )1١417:805(‏ ومسلم (۷۹۳/ )۲۳١‏ من حديث 
بريدة بن الحصيب» دون زيادة: الو كنت أعلمتني لحبرت ذلك تحبيرًا؛» وكذلك من 
حديث أبي موسئ الأشعري عند البخاري )٥۰٤۸(‏ ومسلم (۷۹۳/ )۲۳١‏ دون 
الزيادة. وأخرجه ابن سعد في «الطبقات» (۲/ )٠١١ /٤ ١۲۹۸‏ وابن أبي شيبة 
)۳٠١۹۷(‏ وأحمد بن منيع (المطالب العالية - )۳٤۸١‏ وأبو نعيم في «الحلية) 
(۳۰۲/۸) من حديث أنسء وفيه أن أزواج النبي به كن يستمعن» وزاد: 
«ولشوقتكن تشويقا». قال أبو نعيم: «لم يروه بهذا اللفظ إلا ثابت عن أنس». 

)٤(‏ برقم »)١41/1(‏ وأخرجه ابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني» )١107(‏ والبيهقي 
(؟/ )770/٠١ ٠٠٤‏ من حديث أبي لبابة» وهو خطأء والصواب أنه من حديث ابن 
أبي مُلّيكة عن ابن أبي هيك عن سعد بن أبي وقاص» هكذا أخرجه أحمد -)١4175(‏ 


1 


أبي مليكة يقول: قال عبيد الله بن أبي يزيد: مرّ بنا أبو لُبابة» فاتبعناه حت 
دل يه فإذا وجل رث الهيعة. عه يقول: ممعت وسو اله يرل 
اليس متا من لم يتغنّ بالقرآن». قال: فقلت لابن أبي مليكة: يا أبا محمد 
أرأيت إذا لم يكن حسّن الصوت؟ قال: يحسّنه ما استطاع. 

قلت: ولا بد من كشف هذه المسألةء وذكر اختلاف الناس فيهاء 
واحتجاج كل فريق» وما لهم وعليهم في احتجاجهم» وذكر الصواب في ذلك 
() ومعونته. 

فقالت طائفة: تكرّه قراءة الألحان. وممن نص على ذلك أحمد ومالك 
وغيرهما. فقال أحمد(" في رواية على بن سعيد في" قراءة الألحان: ما 
تي رجو امج كاه وتال في رة المدوقي؟ المراءة بالألحان بدعة لا 
تسمع. وقال في رواية عبد الرحمن المتطبّب: قراءة الألحان بدعة بدعة. 


بحول الله 


وقال في رواية ابنه عبد الله» ويوسف بن موسىاء ويعقوب بن بحْتان» 
والأثرم» وإبراهيم بن الحارث: القراءة بالألحان لا تعجبني إلا أن يكون 


= وآبوداود »)٠٤١١ .۱٤1۹(‏ وهو الذي صوبه البخاري في «التاريخ الكبير) 
)٠١١ /١(‏ والدارقطني في «العلل» (۹٤1)ء‏ وإسناده جيد» وهو عند البخاري 
(۷۷) من حديث أبي هريرة. وانظر: «العلل الكبير» للترمذي (ص”/17”) 
و«العلل» لابن أبي حاتم )٥۳۸(‏ و«التتبع» للدارقطني (ص175١-178).‏ 

)١(‏ في حاشية ج بعده زيادة: «وقوته» مع علامة صح. 

() انظر الروايات الآتية كلها في باب ذكر قراءة الألحان من «الأمر بالمعروف والنهي عن 
المنكر» للخلال (ص١١٠- )٠١١‏ إلا رواية المتطببء فقد نقلها بهذا اللفظ صاحب 
«طبقات الحتابلة» (۲/ ۷۹). 

(۳) «في» من م» ق. 


1۷ 


ذلك رمه" فيقرأ بحزنٍ مثل صوت أبي موسئ. وقال في رواية صالح: 
«زيّنوا القرآن بأصواتكم» معناه أن يحسّنه('2. وقال في رواية المرُوذي: «ما 
أذن الله لشيء كأدّنهِ لنبيئٌ حسن الوت أن يتغنّئ بالقرآن»» وفي قوله: اليس 
منّامن لم يتغنّ بالقرآن»» فقال: كان ابن عيينة يقول: يستغني به. وقال 
الشافعي: يرفع صوته. وذكر له حديث معاوية بن قَرّة في قصة قراءة سورة 
الفتح والترجيع بهاء فأنكر أبو عبد الله أن يكون هذا على معنئ الألحان» 
وأنكر الأحاديث التي يُحتحٌ بها في الرخصة في الألحان. 

وروئ ابن القاسم عن مالك أنه سئل عن الألحان في الصلاة» فقال: لا 
تعجبني. وقال: إنما هو غناء يتغنّون به ليأخذوا عليه الدراهم". وممن 
رويت عنه الكراهة: أنس بن مالك» وسعيد بن المسيّب» وسعيد بن جبير» 


:)١١5 والخلال:‎ ٤٤١ أي صوته الطبيعي. وهو كقوله في رواية عبد الله (مسائله:‎ )١( 
«إلا أن يكون طباع ذلك يعني الرجل . طَبْعْه كما كان أبو موسئ الأشعري".‎ 
والجرم: الصوت. وجرم الصوت: جهارته. تقول: ما عرفته إلا بجرم صوته. نقل أبو‎ 
حاتم قول العامة: «فلان صافي الجرم» أي الصوت أو الحلقء وخطأهم. انظر:‎ 
و«الصحاح» (5/ 18865). وقد تصحفت‎ )55 -٦۳ /١١( «التهذيب» للأزهري‎ 
الكلمة في النسخ ما عدا م» ص إلى «حرمه» و«حزبه». وكان ني ن على الصواب أيضًا‎ 
فغيّره بعضهم إلى «حزبه». أما الطبعات فوقع في الهندية: «حزنه»» فعْيّر في الطبعة‎ 
الميمنية إلى «حزنًا» وكذا في الطبعات الأخرئ. وقد نقل ابن مفلح في «الآداب‎ 
رواية يعقوب بهذا اللفظ وبلفظ «إلا أن يكون جرمه مثل جرم‎ )١٠١ /۲( الشرعية»‎ 
أبي موسئ؛. وفي المطبوع منه: «حزبه» في الرواية الأولئ و«حزمه مكل حزم في‎ 
الثانية.‎ 

(؟) صء ج: اتحسنه). وفي ك ع: «تحسنون». 

() «المدونة» (۲۸۸/۱). 


T1۸ 


والقاسم بن محمد» والحسن» وابن سيرين» وإبراهيم النخعي(. 

وقال عبد الله بن يزيد الغكبري(2): سمعت رجلا يسأل أحمد ما تقول في 
القراءة بالألحان؟ فقال: ما اسمك؟ قال(": محمد. قال40): فيسرٌّك أن يقال 
لك: يا مُوحمّد» ممدود؟ قال القاضي أبو يعلئ0*): وهذا مبالغة منه في الكراهة. 

وقال الحسن بن عبد العزيز الجَرّوي: أوصئ إليّ رجل بوصية؛ وكان 
فيما خلّف جاريةٌ تقرأ بالألحان» وكانت أكف17) تركته أو عائّئها. فسألٹ 
أحمد بن حنبل والحارث بن مسكين وأبا عبيد: كيف أبيعها؟ قالوا: بعها 
ساذجة. فأخيرتهم بما في بيعها من النقصان» فقالوا: بعها ساذجة". قال 
القاضي: وإنما قالوا ذلك لأنَّ سماع ذلك منها مكروه؛ فلا يجوز أن 


)١(‏ «شرح صحيح البخاري لابن بطال» .)7068/١١(‏ وانظر آثار أنس بن مالك 
والقاسم بن محمد والحسن وابن سيرين في «الأمر بالمعروف» للخلال بالأرقام 
.)٠۳ ۰۲۱٤ ۰۲۱۵ ۰۲۱۲(‏ وروئ الكراهة عنهم جميعًا ابن أبي شيبة في «كتاب 
الثواب» ذكر ذلك ابن الملقن في «التوضيح» .)٠١١ /۲٤(‏ 

(۲) ك: «المعلم»» تحريف غريب. وأصلح فيع. 

() صء ج. ك: «فقال». 

)€( ص ج: «فقال». 

(5) رواية العكبري هذه رواها الخلال في «الأمر بالمعروف» )7١7(‏ وأوردها ابن أبي 
يعلى في «طبقات الحنابلة» (۲/ .)٤۹‏ 

000( ج: «أكبر». 

(۷) يعني: لا تباع على آنا حسنة الصوت تقرأ بالألحان. وانظر هذه الرواية أيضًا في 
«الأمر بالمعروف» (۲۱۸) واطبقات الحنايلة» .)۳١١ /١(‏ 

(۸) صء ج: «ولا يجوز). 


1۹ 


يحاوض عليه كالفتاء: 


قال ابن بطال(١2:‏ وقالت طائفة: التغئي بالقرآن هو تحسين الصوت به 
والترجيع بقراءته. والتغئي بما شاء من الأصوات واللحون. قال: هو قول ابن 
المبارك والنضر بن شَمّيل. 

قال(21: وممن أجاز الألحان في القرآن: ذكر الطبري عن عمر بن 
الخطاب أنه كان يقول لأبي موسئ: ذگرنا ربّنا. فيقرأ أبو موسئ 
ويتلاحن”"). وقال: من استطاع أن يتغنّئ47) بالقرآن غناء أبي موسئ 
فليفعل20). وكان عقبة بن عامر من أحسن الناس صوتا بالقرآن» فقال له 
عمر: اعرض علي سورة كذا. فعرض عليه» فبكئ عمر» وقال: ما كنت 
أظن آنہا نزلت. 

قال: وأجازه ابن عباس وابن مسعود» وروي عن عطاء بن أبي رباح. 
قال: وكان عبد الرحمن بن الأسود بن يزيد يتتبّع الصوت الحسن في 


)1( في شرح صحيح البخاري» .)58١03109/1١(‏ 

)۲( شرح صحيح البخاري» .)۲٠٠١ /٠١(‏ 

(۳) ونحوه أخرج أبو عوانة (۳۸۸۷) وابن حبان )۷۱۹١(‏ من قول أبي سلمة: «وكان 
عمر يقول لأبي موسئ...» عقب الحديث المرفوع الذي أخرجه البخاري (1071) 
عن أبي هريرة. وذكره ابن نصر المروزي في «قيام الليل» (ص/77١).‏ ونحوه أخرج 
أيضًا ابن سعد في «الطبقات» (5/ .)٠١7‏ 

)٤(‏ صءج: (يغني». 

(5) ذكره ابن نصر المروزي في «قيام الليل» (ص1717). 

(7) ذكره الذهبي في «سير أعلام النبلاء» (۲/ 1748). 

(۷) «شرح صحيح البخاري» .)۲٠۰ /١١(‏ 


1۰ 


المساجد في شهر رمضان(١).‏ وذكر الطحاوي عن أبي حنيفة وأصحابه: أنهم 
كانوا يستمعون القراءة" بالألحان. وقال محمد بن عبد الحكم: رأيت أبي 
والشافعي ويوسف بن عمرو يستمعون7() القراءة بالألحان. وهذا اختيار 
ابن جرير الطبري. 


قال المجوّزون واللفظ لابن جرير: الدليل على أن معنئ الحديث 
تحسين الصوت والغناء المعقول الذي هو تحزين القارئ سامح قراءته» كما 
أن الغناء بالشعر هو العناء المعقول الذي بطرت سامت ما زوئ سقيان عن 
الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة أن الى لا قال: «ما أذن الله لشيءٍ ما 
أذن لنب حسّن اترم" بالقرآن»(» ومعقولٌ عند ذوي الحجا أل الرُم لا 
يكون إلا بالصوت إذا حسّنه المترنّم وطرّب به. وروي في هذا الحديث: «ما 


)١(‏ أخرجه أيضًا حرب الكرماني في «مسائله» (ص٠١٠)‏ وابن أبي الدنيا في «الإشراف على 
منازل الأشراف» -١77(‏ ط. دار أطلس الخضراء) وابن عدي في «الكامل» في ترجمة 
سعيد بن المرزيان أبي سعد البقال الأعور العَبْسي (0/ 440)» والأثر ضعيف. 

(۲) مب: «القرآن»» وكذا في المطبوع من كتابي ابن بطال وابن الملقن. 

(۳) صء ج: «يسمعون» وكذا في الموضع السابق في ج. 

42 العبارة «وقال محمد... بالألحان» ساقطة من ك» ومستدركة في هامش ع. 

.)751-175٠ /1١( نقلا من كتاب ابن بطال‎ )٥( 

0) ماعدا مء ق» مب: «حسن الصوت والترنم». 

(۷) أخرجه عبد الرزاق )5١79(‏ من طريق سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن 
أبي سلمة عن أبي هريرة بهذا اللفظ. وهو عند البخاري (5075) ومسلم 
(۷۹۲/ ۲۳۲) من طريق سفيان بن عيينة عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي 
هريرة بلفظ: «يتغنئ بالقرآن» بدل «حسن الترنم بالقرآن». 


11١ 


أذن الله لشيءٍ ما أذن لنبة(١)‏ حسَنِ الصوت يتغئئ بالقرآن» يجهّر به("). 

قال الطبري": وهذا الحديث أبين الان آن ذلك كما فلا ولوكان 
كما قال ابن عيبنة - يعني: يستغني به عن غيره ‏ لم يكن لذكر سن الصّوت 
والجَهُر به معئئ. والمعروف في كلام العرب أن التغتّي إنما هو الغناء الذي 
هو حسن الصوت بالترجيع. قال الشاعر9؟): 
تعدو باش ا ى قاف ٠‏ إن الا لار هماد 


(0) 


قال: وأما ادعاء ألزاف() أن «تغتّيت» بمعنئ «استغنيت» فاش في 


كلام العرب» فلم نعلم أحدًا من أهل العلم بكلام العرب قاله. 
وأما احتجاجه لتصحيح قوله بقول الأعشى(۷: 
وكلتٌامرأرَممًابالعراق عفيف الشاخ طويل الكَعَنْ 
وزعم أنه أراد بقوله: «طويل التغئي»: طويل الاستغناء- فإنه غلط منه. 


)١(‏ صء ج: «للنبي». 

(۲) أخرجه البخاري )۷٥٤٤(‏ ومسلم (۷۹۲/ ۲۳۳) من طريق محمد بن إبراهيم عن 
أبي سلمة عن أبي هريرة» ولعل الزيادة: «يجهر به» مدرج» انظر: «فتح الباري» 
)1( 

() «شرح صحيح البخاري» (۱۰/ .)۲٠۱‏ 

.)57١ /۱( هو حسان بن ثابت. انظر: «ديوانه»‎ )٤( 

.)۳۸١ /۱( يعني: أبا عبيد في «غريب الحديث» له‎ )٥( 

(5) ماعداق» م: «فأين»» تصحيف. 

(۷) من قصيدة في «ديوانه؛ -١417//١(‏ الرضواني). وفي جميع النسخ: «طويل التغنّي» 
بالياء. 


YY 


وإنما عنى الأعشئ بالتغني في هذا الموضع الإقامة من قول العرب: :غي 
فلان بمكان كذاء إذا أقام به . ومنه قوله تعاليا: © كَأَن لَريَفَمرَأضِهًا4 [الأعراف: 


45]. وأما استشهاده بقوله(١2:‏ 


كلاناغنيٌ عن أخيهحياته ونح إذامتناآش د تغانيا 


-فإنه إغفال منهء وذلك أن «التغاني» تفاعل من نفسين" | إذا استغنی E‏ 
واحد منهما عن صاحبه» كما يقال: تضاوت الان داشت كل واد 
منهما صاحبّه وتشاتما وتقاتلا. ومن قال هذا القول في فعل اثنين لم يجز أن 
يقول مثله في فعل الواحد» فيقول: تغانول زيد» وتضاربٌ عمرو. وكذلك غير 
جائز أن يقول: تغتين زيد بمعدي' استغر' إلا أن يريد به قائله أنه أظهر 
الاستغناء وهو غير مستغن» كما يقال: تجلّد فلان إذا أظهر جلدًا من نفسه 
وهو غير جلید» وتشجّع وتكرّم. 

فإن وجّه موجه التغنيٌ بالقرآن إلى هذا المعنئ -على بُعده من مفهوم كلام 
العرب_كانت المصيبة في خطئه" في ذلك أعظم» لأنه يوجب بذلك من 


)١(‏ في النسخ المطبوعة: «واستشهاده بقول الآخر»» وفي مصدر النقل كما أثبت من النسخ. 
ولعل مَن تصرّف ظنّ أن الضمير في «بقوله» عائد لا محالة على الأعشئا! ولمثل هذا 
التوهم دخل البيت في ملحقات «ديوانه» (ص١7١-‏ جاير). والبيت لعبد الله بن 
معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب من أبيات سائرة له في العتاب في اعيون 
الأخبار» (۳/ )۷١‏ و«الكامل» /١(‏ ۲۷۷) و«الحماسة الشجرية» /١(‏ 707). وقد نسب 
البيت إلى غيره أيضًا. انظر: «الحماسة البصرية» (۲/ )۹٠١‏ حاشية المحقق. 

(۲) ماعداج. ك»ع: «تغنئ»» وكذا في النسخ المطبوعة» وهو تصحيف. 

(۳) ك»ع: «خطاته». 


1Y 


تأوّله(1) أن يكون الله تعالئ ذكرٌه لم يأذن لنيّه أن يستغني بالقرآن» وإنما أن له أن 
يُظهر من نفسه لنفسه خلافٌ ما هو به من الحال» وهذا لا يخفئ فساده. 

قال": وممايبيّن فساد تأويل ابن عبينة أيضًا: أنَّ الاستغناء عن الناس 
بالقرآن من المحال أن يوصف أحد أنه يؤذن له فيه أو لا يؤذنء إلا أن يكون 
«الأَدّن) عند ابن عيينة بمعني الإذن الذي هو إطلاق وإباحة. فإن كان كذلك فهو 
غلط من وجهين» أحدهما: من اللغة» والثاني: من إحالة المعنى عن وجهه. 

أما اللغة» فإِنَّ «الأَدّنَ؛ مصدر قوله: أن فلانٌ لكلام فلان» فهو يأدَّن له 
إذا استمعٌ له وأنصّتء كما قال تعالى: ووت اهارت 4 [الانشقاق: ۲] 
بمعن سمعت لربّهاء وح لها ذلك؛ كما قال عدي بن زيد: 

إِنَّهَمّي في سَماع وأَدَنْ) 

بي سما اماع عدن قوله: «ما أذ الله لشيء» إنما هو: ما 
استمع الله لشيء من كلام الناس ما استمع”؟) إلئ نبي يتخت بالقرآن. 

وأما الإحالة في المعنئ» فلأل الاستغناء بالقرآن عن الناس غير جائز 
وصفه بأنه مسموع ومأذون له. انتهئ كلام الطبري. 


)١(‏ كيع: «تأويله». وقد وقع في المطبوع من «شرح ابن بطال» عدة تصحيفات في هذا 
الموضع. 

(؟) «شرح ابن بطال» .)577/1١(‏ 

(© ضفر ابيا القلي تغل بدن 
وهو مطلع قصيدة له في «ديوانه» (ص177١).‏ وهو في غريب الحديث» لأبي عبيد 
(77/1)) و«الغريب المصنف» له (۲/ -۲٤١‏ نشرة صفوان داوودي) واتفسير 
الطبري» /١5(‏ 775- شاكر) و«معالم السنن للخطابي» (۱/ ۲۹۱) وغيره. 

)٤(‏ صء ج: «استمع الله». 


£ 


قال أبو الحسن بن بطال'“: وقد رقع الإشكالّ في هذه المسألة أيضًا 


ما" رواه ابن أبي شيبة20» حدثنا زيد بن الحُباب قال: حدثني موسئ بن 
أبي ربا( عن أبيه» عن عُقبة بن عامر قال: قال رسول الله وَكِِ: «تعلّموا 
القرآن وعَنُوا(» به واكتبوه. فوالذي نفسي بيده لهو أشدٌ تفصّيًا من 
المّخاض من العُقل». 


(1) 
(0) 


(۳) 


(€) 


(0) 
(» 


06200 


قال50): وذكر عمر بن لي قال: ذكِر لأبي عاصم النبيل تأويل ابن 


في (شرحه» (۱۰/ 7571) بعد نقله كلام الطبري. 

في النسخ المطبوعة: «وقع الإشكال... بما». وهو من تصرف بعض النساخ بما أحال 
معنئ الكلام عن وجهه إلى ضده. 

برقم (70711): ومن طريقه ابن حبان (۱۱۹). وأخرجه أحمد (۰۱۷۳۱۷ 117/751 
14 والدارمي (۳۳۹۱» ۳۳۹۲) والحارث (۷۲۸- بغية الباحث) والنسائي في 
«الكبرئ» (07/9480 )۷۹۸١‏ والفريابي في «فضائل القرآن» )١1517(‏ وأبو عوانة 
(۸۳ ۰ 13985) والبيهقي في «شعب الإيمان» )١14815(‏ من طرق عن علي بن رباح 
اللخمي عن عقبة بن عامر» والحديث صحيح. وله شاهد صحيح من حديث أبي 
موسئ الأشعريء أخرجه مسلم (41) وأحمد )۱۹١٤٩(‏ وغيرهما. 

كذا في جميع النسخ ولعله سهو. والصواب: «موسئ بن علي بن رباح» كما في 
مصادر التخريج وطبعة الرسالة. 

عير في طبعة الرسالة إلى «تغتوا». 

في شرحه» (۱۰/ 75994)» وعنه في التوضيح» )١١8/75(‏ و«البدر المنير» (9/ 517) 
و«فتح الباري» (۹/ »)۷١‏ وتعقب ابن الملقن في «البدر المنير» أثر عبيد بن عمير فقال: 
«وقال ابن ناصر الحافظ: هذا ليس بصحيح عن داود ولا ثابت. قال: وهو عليه الصلاة 
والسلام لا يحتاج إلى ذلكء إذ قد جعل الله صوته أحسن من المزمار». 

ماعدا ق» م: اعمرو بن شيبة»)» تحريف. 


10 


عيينة في قوله: «يتغتّى بالقرآن»: يستغني به» فقال: لم يصنع ابن عيينة شيئًا. 
حدثنا ابن جريج» عن عطاء» عن عبيد بن عمير قال: كانت لداود نبي الله كك 
مِعْرّفةٌ يتغنّئ عليهاء فيبكي ويُبكي. وقال ابن عباس: إنه كان يقرأ الزبور 
بسبعين لحنّاء يلون" فيهن. ويقرأ قراءةٌ يطرب منها المحموم). 

وسئل الشافعي عن تأويل ابن عيينة فقال": نحن أعلم بهذا. لو أراد 
الاستغناء لقال: «من لم يستغنٍ بالقرآن»» ولكن لما قال: «يتغنٌَ(؟) بالقرآن» 
علمنا أنه أراد به التغتي. 

قالوا: ولان تزييته وتحسينَ الصّوت به والتطريبٌ بقراءته أوقمٌ في 
النفوس» وأدعئ إلى الاستماع والإصغاء إليه» ففيه تنفيذٌ للفظه إلى الأسماع 
ومعانيه إلئ القلوب؛ وذلك عون علئ المقصود. وهو بمنزلة الحلاوة التي 
تَجعل في الدواء لتنمذه إلى مواضع الداءء ويمنزلة الأفاويه والطّيب الذي 
يُجعّل في الطعام لتكون الطبيعة أعظم له قبولاء وبمنزلة الطب والتحلّي 
وتجمُّل المرأة لبعلها ليكون أدعئ إلى مقاصد النكاح. 

قالوا: ولا بد للنفس من طرب واشتياق إلى الغناء» فعُوّضت عن طرب 
الغناء بطرب القرآنء كما عضت عن کل محرّم ومكروه بما هو خير لها منه. 


(۱) هكذا في م» ق مضبوطًا بالتشديد. وفي غيرهما: «یکون»» تصحيف. 

(؟) هو المصاب بالحمّئ. وفي مب: «المجموع»» تحريف. ومنها في الميمنية وما بعدها: 
«الجموع»» تحريف أيضًا. 

(۳) روئ عنه البيهقي في «السنن الصغير» »)4۸٤(‏ والمؤلف صادر عن كتاب ابن بطال 
(650/6). 

)4( م ق: اليتختئ6. 

(0) ص» ج: (لتنفيذه». 


ا 


كما عوّضت عن الاستقسام بالأزلام بالاستخارة التي هي محض التوحيد 
والتوكل» وعن السّفاح بالنكاح» وعن القمار بالمراهنة في النُضال وسباق 
الخيل» وعن السّماع الشيطاني بالسّماع الرحماني القرآني. ونظائره كثيرة جذا. 

GE 
التطريب والألحان لا ت تتضكّن شيئًا من ذلك فإنَّها لا تخرج الكلام عن‎ 
وضعه» ولا تحول بين السامع وبين فهمه. ولو كانت متضمّنة لزيادة الحروف‎ 
كما ظنٌ المانع منها لأخرجت الكلمة عن موضوعها'ء وحالت بين السامع‎ 
وبين فهمها ولم يدر ما معناهاء والواقع بخلاف ذلك.‎ 

قالوا: : وها التطريب والتليسين مر زاجم إلى كيقية الأداءةوخارة يحون 
شاه وطبيعة) وتار بكرن تكلم وتعمّلا. وكيفياتٌ الأداء لا ترج الكلام عن 
موضوع "» مفرداته» بل هي صفاتٌ لصوت المودّي له" جارية مجرئ 
ترقيقه وتفخيمه وإمالته» وجاريةٌ مجرئ مدود القراء(؟) الطويلة والمتوسطة؛ 
لكن تلك الكيفيات متعلّقة بالحروف» وكيفياتٌ الألحان والتطريب متعلّقة 
بالأصوات. والآثار في هذه الكيفيات لا يمكن نقلهاء بخلاف كيفيات أداء 


)١(‏ في النسخ المطبوعة: «موضعها». 

(؟) في النسخ المطبوعة: «وضع»» وهو إصلاح في الطبعة الميمنية لما كان في الهندية: 
(موضع؟. 

(۳) م: «كصوت المودّي؟» تصحيف 

)٤(‏ صء ج: «ممدود القراءة». أما لفظ «ممدود؛ فلعله سبق قلم. وأما المضاف إليه 
فيحتمل أن يكون: «القَرّأة» مثل القرّا في النسخ الأخرئ, ولكن فوقه في ج مدَّة» فهو 
فيها ندر لأمحالة: 


TY 


الحروف. فلهذا تقلت تلك بألفاظهاء ولم يمكن نقلٌ هذه بألفاظهاء بل ثُقّل 
5 ل 500 5-5 ندم 
منها ما أمكن نقله» كترجيع النبي ككل في سورة الفتح بقوله: 111. 
٠ ٠. 2‏ 2 3 ا * 
عن النبي بيا أنه كان يمد صوته بالقراءة. يمُد (الرحمن) ويمُد (الرحيم). 
قال المانعون من ذلك: الحجة لنا وجوه. أحدها: ما رواه حذيفة بن 
اليمان عن النبي ب «اقرؤوا القرآن بنُحون العرب وأصواتها. وإياكم 
و 2 
ولحو أهل الكتاب والفسق, فإنه سيجيء من بعدي أقوام يرجُعون بالقرآن 
1 5 َ ٍ 2 1 6 5 
ترجيع الغناء والنوح» لا يجاور حناجرّهم, مفتونة قلوبهم وقلوبٌ الذين 
يُعجبهم شأنهم». رواه أبو الحسن رزين في «تجريد الصّحاح»؛ ورواه أبو 
عبد الله الترمذى | فى «نوادر الأصول»'. واحتبّ به القاضى أبو يعلى 
ا ا م 
في «الجامع». واحتحٌ معه بحديث آخر أن النبي هة ذكر شرائط الساعة وذكر 
أشياء منها: «وأن يُتّخذ القرآنُ مزاميرٌء يقدّمون أحدّهم ليس بأقرئهم ولا 


)١(‏ «نوادر الأصول» -8١7/5(‏ ط. دار النوادر)» وأخرجه أبو عبيد في «فضائل القرآن» 
(ص50١)‏ والمستغفري في «فضائل القرآن» )٤١(‏ وابن نصر المروزي في «قيام 
الليل» (ص ١1750‏ ) وابن عدي في «الكامل؟ في ترجمة بقية بن الوليد(؟/ )٥ ٤٥‏ 
والطبراني في «الأوسط» (۷۲۲۳) والبيهقي في «شعب الإيمان» (7107)» كلهم من 

يق بقية بن الوليد عن الحصين الفزاري عن أبي محمد عن حذيفة. قال ابن 
الجوزي في «العلل المتناهية» :)١١١/1١(‏ «هذا حديث لايصح. وأبو محمد 
مجهول» وبقية يروي عن حديث الضعفاء ويدلسهم». وضعفه أيضًا الحافظ في «نتائج 
الأفكار» (۲۲۳/۳). 


TA 


ذذ ل 0 إلا ليغثي غناء)(). 
قالوا: وقد جاء زياد النمَيري"' إلى أنس بن مالك“ مع القراء» فقيل 
له: اقرأء فرقع صوته وطرّبء وكان رفيع الصوت. فكسّف أنس عن وجهه. 
وكان عل وجهه خرقة سوداءء فقال: يا هذاء ما هكذا كانوا يفعلون. وكان إذا 
رأئ شيئًا ينكره كشف الخرقة عن وجهه(©). 
قالوا: وقد منع النبيٌ اة المؤدّنَ المطرّب في أذانه من التطريب» كما 
روئ ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال: كان لرسول الله هة مؤدّن 
يطرّبء فقال رسول الله اة «إنَّ الأذان سهل سمح» فإن كان أذانك سمحًا 
0 
سهلا وإلا فلا تؤدّن». رواه الدارقطني0. 
000( كذا في جميع النسخ واشرح صحيح البخاري» لابن بطال )۲۷١/٠١(‏ و«المغني» 
۳/۲( 
© أخرجه خمد( )من حديك غاس ولفظةه «بادروا بالنوت سا إمرة 
السفهاء؛ وكثرة الشرطه وبيع الحكم» واستخفاقًا بالدم» وقطيعة الرحم» ونشوًا 
يتخذون القرآن مزامير يقدمونه يغنيهم وإن كان أقل منهم فقها»» والحديث ضعيف. 


انظر للتفصيل: تعليق محققى «المسند». 
(*) ماعدا كع «النهيري»» تصحيف. وفي مب: «النهدي»» وكذا في الطبعة الميمنية وما 
بعدها. 


(5) لم يرد «بن مالك» في م» ق. 

(5) أخرجه ابن سعد في «الطبقات» /١(‏ ۳۳۸) وابن أبي شيبة (70010) والحارث في 
«مسنده» (۲۳۳- بغية الباحث) وابن الجوزي في «القصاص والمذكرين» (ص۲"") 
من طريق ابن سعد. وفيه زياد بن عبد الله النميري البصري» ضعيف. 

() برقم (1811/:911)» والمؤلف صادر عن «تفسير القرطبي» -"١ /١(‏ الرسالة). 
وأخرجه ابن شاهين في «الترغيب في فضائل الأعمال؟ (ص١5١).‏ وفيه إسحاق بن - 


1۲۹ 


وروئ عبد الغني بن سعيد الحافظ من حديث قتادة عن 
عبد الرحمن بن أبي بكر عن أبيه قال: كانت قراءة رسول الله َة المد 

قالوا: والترجيع والتطريب يتضمّن: همز ما ليس بمهموزء ومد ما ليس 
بممدود» وترجيع الألف الواحدة آلفات» والواو واوات» والياء ياءات» 
فيؤدّي ذلك إلى زيادة في القرآن» وذلك غير جائز. 

قالوا:ؤلا خد لما يجوز من ذلك ونا لا يجوز مته قان خد د معن 
كان تحكّمًا في كتاب الله ودينه» وإن لم يُحَدٌَّ بحَدٌ أفضئ إلئ أن يطل لفاعله 
تردي د" الأصوات. وكثرة الترجيعات. والتنوّعٌ في أصناف الإيقاعات 
والألحان المشبهة للغناء كما يفعل أهل الغناء بالأبيات» كما يفعله كثيرٌ 


= أبي يحيئ الكعبيء قال الذهبي في «الميزان» :)3١5 /١(‏ «هالك» يأتي بالمناكير عن 
الأثبات»» وانظر: «لسان الميزان» (۲/ .)۸٤‏ 

)000( ذكره عنه القرطبي في «تفسيره». وأخرجه ابن عدي في «الكامل» في ترجمة عمر بن 
موس (۷/ )۳١١‏ والوليد بن القاسم الهمداني )۲۸١ /٠١(‏ والطبراني في «الأوسط» 
6740 ). قال الدارقطني في «العلل؟ (5075): اوعمرو (كذا) بن موس متروك» 
ولاايصح عن أبي بكرة». وقال البخاري في «التاريخ الكبير» (197//5): الهو 
الوجيهي.... منكر الحدیث». وانظر: «ميزان الاعتدال» (۳/ 5 ۲۲) و«لسان الميزان» 
196١-١ 8/5(‏ ). 

(۲) كذافي جميع النسخ الخطية والمطبوعة» وكذا في ثلاث نسخ من النسخ الأربع التي 
حقق عنها تفسير القرطبي. والصواب: «أبي بكرة» كما في مصادر التخريج. 

() ج: «به زيد»» تحريف طريف للفظ «ترديد»» وكذا كان في أختها ص ثم أصلح. 

(4) في النسخ المطبوعة: اوكما". والذي زاد الواوتومٌّم أن «كما» هذه معطوفة على 
«كما» السابقة. 


1۰ 


من القرّاء أمام الجنائزء ويفعله كثيرٌ من قرّاء الأصواتء مما يتضمّن تغيير 
كتاب الله والغناءَ به على نحو ألحان الشعر والغناء به» ويوقعون الإيقاعات 
عليه مثل الغناء سواءً» اجتراءً علئ الله وکتابه» وتلاعبًا بالقرآن» وركونًا إلى 
تزبين الشيطان؛ ولا يجيز ذلك أحد من علماء الإسلام. ومعلوم أن التطريب 
والتلحين ذريعة مفضية إلى هذا إفضاءً قريبّاء فالمنع منه كالمنع من الذرائع 
الموصلة إلئ الحرام. 

فهذا نهاية أقدام الفريقين» ومنتهئ احتجاج الطائفتين 

وفصل النزاع أن يقال: التطريب والتغئّي على وجهين: 

اا ات لشي رجت هو لت و 
وتعليم» بل إذا لي وطبعّه واسترسلت طبیعته جاءت بذلك التطريب 
والتلحين» اا تين ر قال بو 
موسئ للنبي ييا: الو علمتُ أنّك تستمع لحبّرنُه لك تحبيرًا(1). والحزين 
ل ا ل د 
والتطريب في القراءة» ولكنٌ النفوس تقبله وتستحليه وتستملحه(') لموافقة 
الطبع وعدم التكلّف والتصئع فيه» فهو مطبوع لا متطبّم» وكلفٌ لا متكلّف. 
فهذا هو الذي كان السلف يفعلونه ويسمعونه؛ وهو التغتي الممدوح 
المحمود» وهو الذي تئر به التالي والسامع. وغل هذا الرجه تغقل ادل 
أرباب هذا القول كلّها. 


.)0١6ص(مدقت قد‎ )١( 
«وتستملحه» ساقط من مب وكذا من الطبعة الميمنية وما بعدها.‎ )۲( 


1۳1 


الوجه الثاني: ما كان من ذلك صناعة من الصنائع» ليس في الطبع 
السماحة بهء بل لا يحصل إلا بتكلّف وتصتّع وتمرّنء كما يتعلّم أصوات 
الغناء بأنواع الألحان البسيطة والمركّبة على إيقاعات مخصوصة وأوزان 
مخترعة لاتحصل إلا بالتعلّم والتكلّف. فهذه هي التي كرهها السلف 
وغا و غا وها ومح الف ا نياك واف و عار مور عا رادل ارات 
هذا القول إنما تتناول هذا الوجه. 


وبهذا التفصيل يزول الاشتباه» ويتبيّن ين الصواب من غيره. کا ون 
علم بأحوال السلف يعلم قطعًا أنهم برآء من القراءة بألحان الموسيقئ 
المتكلّفة التي هي على إيقاعات وحركات موزونة معدودة محدودةء وأنهم 
أتقئ لله من أن يقرؤوا بها أو يسوّغوها؛ ويعل؟(١2‏ قطعًا أنهم كانوا يقرؤون 
بالتحزين والتطريب» ويحسّنون أصواتهم بالقرآن» ويقرؤونه بشجّئ تارةٌ 
وبطرب تارةٌ» وبشوق تارةً. وهذا أمر2" في الطباع تقاضيه "2 ولم ينه عنه 
الشارع مع دة تقاضي الطباع له» بل أرشد إ إليه» وندب إليه» وأخبر عن 
استماع الله لمن قرأ به وقال: «ليس متا من لم يتغنَّ بالقرآن» . وفيه 
وجهان» أحدهما: أنه إخبار بالواقع» أي كلّنا نفعله. والثاني : أنه نفيٌ لذي 
من لم يفعله عن هَديه وطريقته. والله أعلم. 
)1( ص» ج: «ونعلم». 
SESS ((‏ 
)۳( ج «تقاضته). ولعله تصحيف. 
(4) تحرف في ج إلئ «ففي؛ وأصلح في ص. 
(5) في ج: «استماع من القرآن كلامه لمن فعله». ولا أدري ما هذا! ومثله كان في ص ثم 

ضرب عليه وصحح. 

1Y 


فصل 
في هديه َء في عيادة المرضئ 
كان يعود من مرضّ من أصحابه. وعاد غلامًا كان يخدمه من أهل 
الكتاب(١2»‏ وعاد عمّه وهو مشرك» فعرض"' عليهما الإسلام؛ فأسلم 


اليهوديء ولم يُسلم عمّه. 
وكان يدنو من المريض» ويجلس عند رأسه. ويسأله عن حاله فيقول: 
«كيف تجحدك؟)(؟). 


ودر أنه كان يسأل المريض عما يشتهيه» فيقول: اهل تشتهي شيئًا؟»: 
فإن اشتهئ شیا وعم أنه لا یضر أمرٌ له به(*). 


)١(‏ أخرجه البخاري (1787) من حديث أنس بن مالك. 

(؟) أخرجه البخاري (1770» ومواضع) ومسلم (54 ؟) من حديث سعيد بن المسيب عن 
أبيه. 

(*) ماعدا مء ق: (وعرض». 

)٤(‏ أخرجه الترمذي (441) والنسائي في «الكبرئ» )١١8175(‏ وابن ماجه (4771) من 
حديث ثابت عن أنس بن مالك. ضعفه الترمذي وأعله بأنه روي عن ثابت مرسلاء 
وكذا نقله عن البخاري في «العلل الكبير» (ص »)١0١‏ وبه قال أبو حاتم في «العلل» 
لابنه )۱۸٠١(‏ والدارقطني في «علله» (757758). وقد أخرج مالك (707) ومن 
طريقه البخاري (977”) عن عائشة: «لما قدم رسول الله هة المدينة وعك أبو بكر 
وبلال» قالت: فدخلت عليهماء فقلت: يا أبت» كيف تجدك؟ ويا بلال» كيف 
تجدك؟ ...1. 

(o)‏ أخرجه ابن ماجه )١579(‏ وتمّام في «فوائده» (151) والعقيلي في «الضعفاء» في 
ترجمة صفوان بن هبيرة (۳/ )١71‏ ونوح بن ربيعة أبي مكين (5/ )۲٠١‏ وأبو نعيم 
في «الطب النوي» (1548/17) والضياء المقدسي في «المختارة» (۱۲/ ۲۷۳- )۲۷٤‏ - 


1F 


وكان يمسح بيده اليمنئ علئ المريضء ويقول: «اللهمّ رب الناس» 
أذهب البأس. انف وأنثت الشاني» لاشقاء إلا شفاؤك. شفاء لايغادر 
سقكا)(20, 


وكان يقول: «امسح البأس رب الناس» بيدك الشفاءء لا كاشفٌ له إلا 


أنت200. 


وكان يدعو للمريض ثلانًاء كما قال لسعد: «اللهمٌ اشْفٍ سعدًاء اللهمّ 


اشفي سعدًاء الهم اشفي سعدًا»(©. 


وكان إذا دخل على المريض يقول له: «لا بأسٌء طهورٌ إن شاء الله)40). 
1 - 
وربما كان يقول: «كفارة وطّهور)0©). 


= من حديث عبد الله بن عباس. قال أبو حاتم في «العلل» :)۲٤۸۸(‏ «هذا حديث 
منكر»؛ وذكر أن صفوان بن هبيرة وأبا مكين نوح بن ربيعة كلاهما لا يعرف إلا بهذا 
الحديث ولا يتابع على حديثه. وانظر: «ميزان الاعتدال» /٤(‏ ۲۷۷) و«نتائج 
الأفکار» /٤(‏ ۲۳۷). وأخرجه أيضًا ابن ماجه 55١015 15٠(‏ ") وأبو يعلئ )1٠15(‏ 
وابن السني في اعمل اليوم والليلة؛ (ص ٠‏ 5) من حديث أنس بن مالك. وفيه 
يزيد بن أبان الرقاشي» ضعيف؛ وقد أبهم عند غير ابن ماجه. والحديث ضعيف» 
ضعفه الحافظ في «نتائج الأفكار؛ /٤(‏ 0175-1710 

)١(‏ أخرجه البخاري (071/5) ومسلم )۲۱۹١(‏ من حديث عائشة الصديقة. 

(؟) أخرجه البخاري )٥۷٤٤(‏ من حديث عائشة الصديقة. 

(۳) أخرجه البخاري (21859) ومسلم )١1774(‏ من حديث عائشة بنت سعد بن أبي 
وقاص عن أبيها. 

)٤(‏ أخرجه البخاري (7517) من حديث عبد الله بن عباس. 

(0) آخرجه أحمد (17517) وأبو يعلئ (5777) والطبراني في «الدعاء» (۲۰۲۳) وابن - 


€ 


04 030 چا د‎ a 5 2 2 5 5-5 ٠ 
وكان يرقي مَن به قزحة أو جرح أو شكوئ. فيضع سبّابته بالأرض» ثم‎ 


يرفعهاء ويقول: «بسم الله تربة أرضنا بريقة بعضناء يُشْفَئ سقيمنا') بإذن 
ربّنا». هذا في «الصحيحين»". وهو يُبطل اللفظة التي جاءت في حديث 
السّبعين ألما الذين يدخلون الجنة بغير حساب» وأنهم الذين لا يرقُون ولا 
يسترفُون(". فقوله في الحديث): «لا يرقُون»ء غلط من الراوي. سمعت 


شيخ 


الإسلام ابن تيمية يقول ذلك» قال2*0: وإنما الحديث: «هم الذين لا 


رفون قلت : وذلك أن عؤلاء دغيلوا التجدة بر حسات لكمال 
١‏ 5 0 2 : 
توحيدهم» ولهذا نفئ عنهم الاسترقاءَ وهو سؤال الناس أن يرقوهم. ولهذا 


(00 


(۲) 
(۳) 
(€) 
2) 


02) 


السني في «عمل اليوم والليلة؛ (ص 6 51) من حديث أنس بن مالك. وفيه أبو ربيعة 


سنان بن ربيعة» فيه لين. وبنحوه أخرج الدولابي في «الكنئ والأسماء» )۲٤۹/۱(‏ 
والطبراني في «الدعاء» (5 )7٠١7‏ و«المعجم الكبير» (۷/ )٠١‏ وأبو نعيم في «معرفة 
الصحابة» (/ 5748 )١‏ من حديث مخلد بن عقبة بن شرحبيل عن أبيه عن جده. ذكر 
الحافظ عن العلائي أنه قال: «لا أعرف حال عقبة» ولا مخلداء انظر: «لسان الميزان» 
(11/۸). 

في م» ق: «تشفي سقيمّنا». وني غيرهما كما أثبت» وكذا في «الصحيحين». وضبط في 
رواية أبي ذر عن الكشميهني: «يشفي سقيمّنا». انظر: «إرشاد الساري» (۸/ 791). 
البخاري (251/56 01/45) ومسلم )۲۱۹٤(‏ من حديث عائشة الصديقة. 

مسلم (۲۲۰) من حديث بريدة بن حصيب الأسلمي. 

«في الحديث» ساقط من ص. 

وقد نقل المؤلف كلام شيخ الإسلام في «مفتاح دار السعادة» (۳/ )١487‏ أيضًا. 
وانظر نحوه في «اقتضاء الصراط المستقيم» (۲/ 7037؟) و«مجموع الفتاوئ» 
“4/1١‏ 8)). 

البخاري )٥۷۰٥(‏ ومسلم (۲۲۰/ )۳۷١‏ ولم يسق لفظه. 


Yo 


قال: «وعلئ رهم يتوكلون»» فلكمال توگلهم علئ ربّهم» وسكونهم ليه 
وثقتهم به» ورضاهم عنه» وإنزال حوائجهم به= لا يسألون الناس شيئّاء لا 
رقيةٌ ولا غيرها. ولا يحصل لهم طِيرّة تصّدّهم عما يقصدونه» فإنَّ الطيّرة 
تنقص التوحيد وتضعفه. 

قال شيخنا: والراقي متصدّق محسن والمسترقي سائل. والنبيٌ ية رقى 
ولم يسرت وقال: «من استطاع منكم أن ينفع أخاه فلينفعه(1). 

فإن قيل: فما تصنعون بالحديث الذي في «الصحيحين» عن عائشة أنَّ 
رسول الله يك كان إذا أوئ إلى فراشه جمّع كفي ثم نقث فيهما فق رأ (قل هو 
الله أحد) و(قل أعوذ برب الفلق) و(قل أعوذ برب الناس)» ثم يمسّح بهما ما 
استطاع من جسده» يبدأ بهما علئ رأسه ووجهه وما أقبل من جسده؛ فيفعل 
ذلك ثلاث مرات. قالت عائشة: فلما اشتکیٰ رسول الله يَكِةِ كان يأمرني أن 
أفعل ذلك به. 

فالجواب: أنَّ هذا الحديث قد روي بثلاثة ألفاظء أحدها هذا. والثاني: 
أنه هة كان هو ينفث على نفسه"'. والثالث: قالت: كنت أنفث عليه ببن» 
وأمسح بيده نفسه؟؟ لبركتها(*2. وني لفظ رابع: كان إذا اشتكئ يقرأ علئ 


(۱) أخرجه مسلم (۲۱۹۹) من حديث جابر بن عبد الله ی كنة. 

(۲( أخرجه البخاري .)٥۷٤۸ 26٠١11/(‏ وأخرجه مسلم )7١197(‏ من وجه آخرء ليس فيه 
أنه كان يفعل ذلك إذا أوئ إلى فراشه؛ بل إذا اشتكى هو هة أو أحد من أهله. 

.)٥۷٥۱ »٥۷۳٥( أخرجه البخاري‎ )۳( 

(5) كوع: «بيد نفسه». وفي ص» ج: «بيده على نفسه». 

.)٥١ /۲۱۹۲( واللفظ له» ومسلم‎ )٥۷۳٥( أخرجه البخاري‎ )٥( 


طرف 


نفسه بالمعوذات,. وين ينفث(2)0, 

وهذه الألفاظ يفسّر بعضها بعضًا. فكان کل زه ينفث على نفسه. وذ و 
متها أن 
تور يده على جسده بعد نفثه هو. وليس ذلك من الاسترقاء في شيء» وهي 
لم تقل: كان يأمرني أن أرقيه» وإنما ذكرت المسمّ بيده بعد النفث على 
جسده» ثم قالت: «كان يأمرني أن أفعل ذلك به0("), أى: أن أمسح تله 
بيديه» كما كان هو يفعل. 

ولم يكن من هديه يك أن يحص يومًا من الأيام بعيادة المريض ولا وقنًا 
من الأوقات» بل شرع لأمته عيادة المرضئ ليلا ونهارًاء وفي سائر الأوقات. 
وفي «المسند»" عنه: «إذا عاد الرجل أخاه المسلم مشئ في خُرّفة الجنة حتى 
يجلس. فإذا جلس غمرته الرحمة. فان كان غدوةٌ صلی عليه سبعون آلف 
ملك حتیٰ يمسىء وإن كان مساءً صِلَّمْ عليه سبعون ألف ملك حت 
يصبح»). 


ووج يمنعه من إمرار يده علئ جسده كله فكان يأمر عائشة کر 


.)01/5197( أخرجه البخاري (68017)» ومسلم‎ )١( 

(؟) البخاري (01/44)» وقد تقدم آنقًا. 

(۳) برقم (1۱۲)» وأخرجه ابن أبي شبية (+ 95 )١٠١‏ وهناد بن السري في «الزهد» (۳۷۲) 
وأبو داود (۳۰۹۹) والترمذي (441) والنسائي في «الكبرئ» (407) وابن ماجه 
)١557(‏ والبيهقي (؟/ 7 ویر عن طرق عق علي رين | بي طالب مرفوعا. 
وأخرجه أحمد (91/5) وأبو داود (644 ۰ )1٠‏ موقوقًا فلن علي: وهو الصواب 
كما رجح الدارقطني في «علله» (۳۹۸)ء وهو في حكم المرفوع إذ لا يقال مثله من قبل 
الرأي. 

(4) «حتول يمسي... ملك» سقط من ص لانتقال النظر. 


VY 


وني لفظ'١»:‏ «مامن مسلم يعود مسلمًا إلا ابتعث الله له سبعين ألف 
ملك يصلُون عليه أيّ ساعة من النهار كانت حت يمسي» وأيّ ساعة من الليل 
كانت حت يصبح). 


وكان يعود من الرَّمّد وغيره9). وكان أحيانًا يضع يده على جبهة 
المريض ثم يمسح صدره وبطنه» ويقول: «اللهم اشفه»(". وكان يمسح 
وجهه أيضًا. 


وكان إذا ایس من المريض قال: (إنَ لله وإنا إليه راجعون)7؟). 


)١(‏ أخرجه أحمد )۷٠۲(‏ والترمذي (479) وضعفه. وفيه ثوير بن أبي فاختة» ضعيف. 
وانظر التخريج السابق. 

(۲) أخرجه أحمد (19754) والبخاري في «الأدب المفرد» )٥۳۲(‏ وأبو داود )۳٠١۲(‏ 
والطبراني في «الكبير» (5/ ۱۹۰) و«الأوسط»(29451) والحاكم(١/47*)‏ 
والبيهقي في «السنن الكبرئ» (۳/ )۳۸١‏ واشعب الإيمان» )۸۷٥۷(‏ وغيرهم من 
طرق عن يونس بن أبي إسحاق عن أبيه عن زيد بن أرقم قصته. وسماع يونس عن 
أبيه بعد الاختلاط» به قال أبو زرعة» وكذلك ضعفه أحمد في أبيه. 
وله طرق أخرئ عند أحمد 117751755857 ) والطبراني ۰۲۰۶٤ /٥(‏ ؟١؟)‏ 
وغيرهما لا تخلو من مقال. 

(۳) أخرجه البخاري (2759) ومسلم )١177(‏ من حديث سعد بن أبي وقاص» وقد 
تقدم قريبًا. 

)£( أخرج مالك (7715) ومسلم (914) من حديث آم سلمة أن النبي كك علّم من أصابته 
مصيبة أن يقول كما أمره الله تعالئ: «إنا لله وإنا إليه راجعون... ٠‏ وفيه قصة وفاة أبي 
شلمة: 


8 


فصل 
في هديه وء في الجنائز والصلاة عليها واتباعها ودفنها 

وما كان يدعو به للميت قي صلاة الجنازة وبعد الدفن وتوابع ذلك 

كان هديه وسيرته اة في الجنائز أكملّ هَذي مخالفي لهَدْي سائر الأمم» 
مشتمل على الإحسان إلى الميّت ومعاملته بما ينفعه في قبره ويوم معاد 
وعلئ الإحسان إلى أهله وأقاربه» وعلئ إقامة عبودية الحيٌّ فيما يعامل به 
الميّث. 

فكان في هديه ٠‏ في الجنائز: إقامة عبودية الرّبٌّ تعالئ على أكمل 
الأحوالء والاحساة إل الميت» وتجهيزه إلى الله على أحسن أحواله 
زان فاا وو فة رور ق افخ فر صددوة الل و ون لف 
ويسألون له المغفرة والرحمة والتجاوز عنه؛ ثم المشئ بين يديه إلى أن 
يُودعه(21 حفرته» ثم يقوم هو وأصحابه عل قبره سائلين له التثبيت أحوجٌ ما 
كان إليه» ثم يتعاهده بالزيارة إلى قبره والسلام عليه والدعاء له» كما يتعاهد 
الحئٌ صاحبه في دار الدنيا. 

فأول ذلك: تعاهده في مرضه»ء وتذكيره الآخرة» وأمره بالوصية والتوبة» 
وأمرٌ من حضّره بتلقينه شهادة أن لا إله إلا الله ليكون آخر كلامه". ثم النهي 
عن عادة الأمم التي لا تؤمن بالبعث والنشورء من لطم الخدود. وشقٌ الثياب 


)١(‏ كيع: «فكان هديه». 
)۲( ك ع: «يودعوها. 
)۳( الأمر بتلقين الشهادة أخرجه مسلم (417) من حديث أبي سعيد الخدري. 


۳4 


وحلق الرؤوس» ورفع الصوت بالندب والنياحة وتوابع ذلك. 

وسن الخشوع للموت» والبكاءً الذي لاصوت معه» وحزن القلب. 
وكان يفعل ذلك ويقول: «تدمع العين» ويحزن القلب» ولا نقول إلا ما يُرضي 
الكَت00. 

وسَنّ لأمته الحمد والاسترجاع والرضئ عن الله. ولم يكن ذلك منافيًا 
لدمع العين وحزن القلب» ولذلك كان أرضئ الخلق عن الله عز وجل في 
قضائه وأعظمهم له حمدّاء وبك مع ذلك يوم موت ابنه إبراهيم رأفة منه 
ورحمة للولد ورقَّةٌ عليه» والقلبٌُ ممتلى بالرضئ عن الله وشكره؛ واللسانٌ 
مشتغلٌ بذكره وحمده. 

ولما ضاق هذا المشهدٌ والجمعٌ بين الأمرين على بعض العارفين يوم 
موتٍ ولده جعل يضحك. فقيل له: تضحك في هذه الحال؟ فقال: إن الله 
تعال قضى بقضاءء فأحببتٌ أن أرضى بقضائه". فأشكل هذا علئ جماعة 
من أهل العلم» وقالوا: كيف يبكي رسولٌ الله يك یوم موتٍ ابنه» وهو أرضئل 
الخلق عن الله» ويبلغ الرضى بهذا العارف إلى أن ضحك؟ فسمعت شيخ 


)١(‏ أخرج البخاري (۰۱۲۹۲ )۳٥۱۹۰۱۲۹۸۰۱۲۹۷‏ ومسلم )۱٠۳(‏ من حديث 
عبد الله بن مسعود: اليس منا من لطم الخدودء وشق الجيوب» ودعا بدعوئ الجاهلية». 

(۲) أخرجه البخاري (۱۳۰۳) ومسلم  )71215(‏ واللفظ أشبه بلفظه من حديث 
أنس بن مالك. 

(*) حكي ذلك عن الفضيل بن عياض يوم مات ابنه عليٌّ. وقد رواه ابن أبي الدنيا في 
كتاب «الرضئ عن الله بقضائه» (ص8١٠)‏ بسنده عن أبي علي الرازي. وقد سمّاه 
المؤلف في كتابه «تحفة المودود» (ص55١)‏ وغيره. 


55 


الإسلام ابن تيمية بل کل يقول: هدي نبيّنا يِل كان أكمل من هدي هذا 
العارف» فإنه أعطئ العبودية حمّهاء فاتسع قلبه للرضئ عن الله ورحمة الولد 
والرقة قة عليه» فحمد الله» ورضي عنه في قضائه» وبكئ رحمة ورقّة(١).‏ فحملته 
الرحمة7) علا البكاء؛ وغبوديئه لله ؤمحبثة له علي الرضي ل والحمد. وهذا 
المارف ضاق قلببه عنن اجنماع الأسرين» ولم يع بطانه" لشهودهما 
والقيام بهماء فشغلته0؟) عبودية الرضئ عن عبودية الرحمة والّقَاه». 
فصل 

وكان من هديه: الإسراع بتجهيز الميت إلى الله وتطهيره وتنظيفه» وتطبيبه» 
وتكفينه في ثياب البياض؛ ثم يؤتئ به إليه» فيص أي عليه» بعد أن كان يدعئ إلى 
الميت عند احتضاره؛ فيقيم عنده حتئ يقضيء ثم يحضر تجهيزه؛ ويصلَي عليه 
ويشيّعه إلى قبره. ثم رأئ الصحابة أنَّ ذلك ب يشقٌ عليه فكانوا إذا قضئ المت 


)١(‏ مب: «ورأفة». 

(؟) مب: «الرأفة». 

(۳) ك: «نطاقه»ء ولعله مغيّر لأن في أختهاع كما في النسخ الأخرئ. وفي النسخ المطبوعة: 
«باطنه» وهو تصرف من بعضهم. والبطان في الأصل: حزام القتّب الذي يجعل تحت 
بطن البعير. وسعة البطان كناية عن سعة الصدر. وقد استعملها المؤلف في غير 
موضع من كتبه. انظر مثلًا: «الروح» (۳۰۹/۱) و«مدارج السالكين» (۲/ ۳۹۳) 
و«مفتاح دار السعادة (۲/ ۸۲۸). 

)٤(‏ م» ق» مب: «فشغله). 

»)٠١١ص( مب: «والرأفة». وقد حكى المؤلف كلام شيخه عنه في «تحفة المودود»‎ )٥( 
وانظر‎ .)۲٠۲ /۲( ولم يسمه في «روضة المحبين» (ص/,* 5) و«مدارج السالكين»‎ 
.)٤۷ /٠١( نحوه في (مجموع الفتاوئ»‎ 


5١ 


دعوهء فحضر تجهيزه وغسله وتكفينه. ثم رأوا أنَّ ذلك يشقٌ علیه» فكانواهم 

يجهّزون ميتهم» ويحملونه إليه يك على سريره» فيصلّي عليه خارج المسجد. 
ولم يكن من هديه الراتب: الصلاة عليه في المسجد» وإنما كان يصلّي 

على الجنائز(١)‏ خارج المسجد. وربما كان يصلَّي أحيانًا على الميّت في 


المسجد. كما صلَّ على سهيل بن بيضاء وأخيه في المسجد"» ولكن لم 
يكن ذلك سنته وعادته. 


وقد روئ أبو داود في «سننه»" من حديث صالح مولئ التوأمة عن أبي 

5 5 بل ا 0 
هريرة قال: قال رسول الله عَلِْة: «من صلئ على جنازة في المسجد فلا شيء 
له). وقد اختلِف في لفظ الحديث» فقال الخطيب في روايته لكتاب 
«السنن»: في الأصل: «فلا شيء عليه)؛ وغيره يرويه افلا شيء له»(. 


(۱) ماعدام» ق» مبء ن: كان مصلَّئ الجنائز». 

(۲) أخرجه مسلم (۹4۷۳) من حديث عائشة كتا 

(۳) برقم (۳۱۹۱). 

(5) انظر: «السنن» ط. دار التأصيل (5/ ١٠)ء‏ والتعليق على «تهذيب السنن» 
(0/ الا „(VT‏ 

(5) هكذا رواه جماعة منهم: معمر [عبد الرزاق (591/9)] والشوري [عبد الرزاق] 
ووكيع [أحمد (91/70) وابن ماجه ])۱١۱۷(‏ ومعن بن عيسئ [«معاني الآثار) 
(547/1)] والطيالسي ])۲٤۲۹([‏ وحجاج بن محمد الأعور ويزيد بن هارون 
[أحمد (4875» 212١1١571١‏ كلهم عن ابن أبي ذئب عن صالح به. 
ورواه ابن أبي شيبة (۱۲۰۹۷) عن حفص بن غياث عن ابن أبي ذئب به بلفظ: «مَن صل 
على جنازة في المسجد فلا صلاة له. قال: وكان أصحاب رسول الله وَل إذا تضايق بهم 
المكان رجعوا ولم يصلوا». 


۲ 


ورواه ابن ماجه في «سننه)(١2,‏ ولفظه: «فليس له شيء». ولكن قد ضكّف 
الإمام أحمد وغيره هذا الحديث. قال الإمام أحمد": هو مما انفرد به 
صالح مولئ التوأمة. وقال البيهقي0©: هذا حديث يعد في أفراد صالح. 
وحديث عائشة أصح منه» وصالح مختلف في عدالته» كان مالك يجرحه(؟). 
ثم ذكر عن أبي بكر وعمر أنه صل عليهما في المسجد. 

قلت: صالح ثقة في نفسه» كما قال عباس عن ابن معين: هو ثقة. 
وقال ابن أبي مريم ويحيئ: ثقة حجة» فقل ت7 له: إنَّ مالكًا تركه» فقال: إِنَّ 
مالكًا أدركه بعد أن حرف والثوريّ إنما أدركه بعد أن خرف فسمع منه» لکن 
ابن أبي ذئب سمع منه قبل أن يخرّف. وقال علي بن المديني: هو ثقة إلا أنه 


)١(‏ برقم(1617). 

(۲) انظر: «مسائل أحمد» برواية ابنه عبد الله (ص؟57١).‏ 

(*) في «السنن الكبرئ» (5/ 07).» و«معرفةالسئن»(6/ 27*19 )7”7١‏ وعنه صدر 
المؤلف. وذكر فيه أيضًا من كتاب «العلل الكبير» للترمذي (ص 5”) فيما سأل عنه 
محمد بن إسماعيل البخاري» قال: كان أحمد بن حنبل يقول: امن سمع من صالح 
قديمًا فسماعه حسن» ومن سمع منه أخيرًا...1 كأنه يضعف سماعه» قال محمد (أي 
البخاري): «وابن أبي ذئب سماعه منه أخيرّاء يروي عنه مناكير». وانظر أيضًا في 
«العلل الكبير؟ ( ص۳۱۳ .)۴٠١‏ 

(5) م: «(یخرجه)» تصحيف. 

(6) انظر: "تاريخ ابن معين» بروايته (۳/ 175) و«الضعفاء الكبير؛ للعقيلي (؟/ .)۲١ ٤‏ 

00 القائل: ابن أبي مريم. والعبارة: «وقال ابن أبي مريم ويحيئ» كذا وقعت في جميع 
النسخ» ومقتضئ السياق: «وقال ابن أبي مريم: قال يحيئ». انظر: «الكامل» لابن 
عدي .)5١6/5(‏ 


E 


خرف وكبر» فسمع منه الثوري بعد الخرّف. وسماعٌ ابن أبي ذئب منه قبل 
ذلك. وقال ابن حبان7): تغيّر في سنة خمس وعشرين ومائة» وجعل يأ 
بما يشبه الموضوعات عن الثقات» فاختلط حديثه الأخير بحديثه القديم» 
ولم يتميّز» فاستحقٌ الترك. انتهئ كلامه. 

وهذا الحديث حديث حسنء فإنه من رواية ابن أبي ذئب عنه» وسماعه 
منه قديم قبل اختلاطه» فلا يكون اختلاطه موجبًا لردٌ ما حدّث به قبل 
الاختلاط. وقد سلك الطحاوي" في حديث أبي هريرة هذا وحديث عائشة 
مسلكًا آخر فقال: صلاة النبي بل على سهيل بن بيضاء في المسجد 
منسوخةء وترك ذلك آخرٌ الفعلين من رسول الله لا بدليل إنكار عامة 
الصحابة ذلك على عائشة» وما كانوا ليفعلوه إلا لما علموا خلاف ما فعلت. 

ورد ذلك على الطحاوي جماعة منهم البيهقي وغيره. قال البيهقي(؟): 
ولو كان عند أبي هريرة نسح ما روته عائشة لذّكّره يوم صل على أبي بكر 
الصدّيق في المسجد. ويوم صل على عمر بن الخطاب في المسجد 
ولذكره220 من أنكر على عائشة أمرّها بإدخاله المسجد. وذكره أبو هريرة 
حين روت فيه" الخبر. وإنما أنكره من لم يكن له معرفة بالجواز. فلما 


)00( سبق قول البخاري: «وابن أبي ذئب سماعه منه أخيرّاء يروي عنه مناكير». 


)۲( في «المجروحين) (ص025252). 
(۳) في «معاني الآثار» (۱/ .)٤۹۳ - ٤۹۲‏ 


.)۲١ /٥( في «معرفة السنن»‎ )٤( 
م» ق: «ولذكر».‎ )( 
لم يرد لافيه» في ص٠ ج.‎ (V 

52 


روت فيه الخبر سكتواء ولم ینکروه» ولا عارضوه بغيره. 


قال الخطابي': وقد ثبت أن أبا بكر وعمر صَّلَي عليهما في المسجد. 
ومعلوم أنَّ عامّة المهاجرين والأنصار شهدوا الصلاة عليهماء وفي تركهم 
إنكارّه الدليلٌ على جوازه. قال: وقد يحتمل أن يكون معنئ حديث أبي 
هريرة - إن ثبت - متأوّلَا على نقصان الأجر. وذلك أن من صَّئ عليها في 
المستجدعةالكالب اله يرق إل أمله ولا د دة ون من ما 
الجنازة(") فصلى عليها بحضرة المقابر يشهد() دفته وأحرّز أجرٌ القيراطين» 
وقد يؤجر أيضًا على كثرة خطاه؛ فصار الذي يصلَّي عليه في المسجد 
منقوص الأجر بالإضافة إلى من يصلي عليه خارج المسجد. 

وقالت طائفة: معن قوله: «فلا شيء له» أي فلا شيء عليه ليتحد معن 
اللفظين ولا يتناقضان» كما قال تعالى: وران أَسَأَموْدلَهَا 4 [الإسراء: ۷] أي : 
فعليها. 

فهذه طرق الناس في هذين الحديثين. والصواب ما ذكرناه أولاء وأنَّ 
ستته وهديّه الصلاة على الجنازة خارج المسجد إلا لعذر. وكلا الأمرين 
جائزء والأفضل الصلاة عليها خارج المسجد. والله أعلم. 


(1) في «معالم السنن» .)7١17/١(‏ وصدره: «قلت: الحديث الأول (حديث عائشة) 
أصح» وصالح مول التوأمة ضعفوه» وكان قد نسي حديثه في آخر عمره. وقد ثبت 
أن...٠.‏ 

() في «معالم السئن»: «الجبان». ولا يبعد تصحيفه إلى «الجنازة». 

(9) في «المعالم»: «(شهدا. 


0 


فصل 

وكان من هديه وك تسجية الميت إذا مات وهو تغطية وجهه 
وبدنه - وتغميض عينيه» وكان ربما يقبّل الميتَ كما قبَّل عثمان بن مظعون 
وبك" وكذلك الصدّيق أكبّ عليه يقبّله بعد موته لاز" . 

وكان يأمر بغسل الميت ثلانًا أو خمسًا أو أكثر بحسب ما يراه الغاسل»› 
ويأمر بالكافور في الغسلة الأخيرة. وكان لا يغسل الشهيدٌ قتيلّ 
المعركة2*0. وذكر الإمام أحمد(١2‏ أنه هى عن تغسيلهم. وكان ينزع عنهم 
الجلود والحديد ويدفنهم في ثيا مء ولم يصلّ عليهم. 


)010( لم يرد هو في م ق. 

(؟) أخرجه أحمد (755175) وأبو داود (177") والترمذي (484) وابن ماجه )١555(‏ 
والحاكم )۳١١ /١(‏ والبيهقي (7/ 017 4) من حديث عائشة الصديقة. وفيه عاصم بن 
عبيد الله بن عاصم بن عمر بن الخطابء قال البخاري في «التاريخ الكبير) 
() (منكر الحديث». 

(۳) أخرجه البخاري (51 017 55057) من حديث عائشة الصديقة. 

الدع كما أخرج البخاري (1751؛ 5 6179/8178 1171761771) ومسلم (9794) من 
حديث آم عطية الأنصاري في غسل إحدى بنات النبي بيا 

(0) في طبعة الرسالة: «الشهداء قتلئ المعركة»؛ والتصرف من الفقي. والحديث أخرجه 
البخاري (401/9) من حديث جابر بن عبد الله في شأن قتلئ أحد. 

(7) «السئن والأحكام» (۲۷۸۸)ء والحديث في «المسنده )١4149(‏ من حديث جابر 
هته وهو مما تفرد به أحمد. وأصله في البخاري (57 ١74:17"‏ 5)» وليس فيه 

U 

النهي عن تغسيلهم» بل هو من كلام الراوي: «وأمر بدفنهم» ولم يغسلواء ولم يصل 
عليهم»» أو حكاية فعله به (5 217 1757): «ولم يغسلهم». 

(۷) أخرجه أحمد (۲۲۱۷) وأبو داود (7”175) وابن ماجه )١1615(‏ والبزار (۳۰۱/۱۱) ے 


a 


وكان إذا مات المُحْرِمٌ أمرٌ أن يُعْسَل بماء وسدر ويكمّن في ثوبيه» وهما 
ثوبا إحرامه: إزاره ورداؤه. وينهئ عن تطييبه وتغطية رأسه(١).‏ 


وكان يأمر من ولي الت أن يُحسّن كفنه79, ويكفّنه في البياض(")؛ 
وينهئ عن المغالاة في الكفن47). وكان إذا قصر الكفْنُ عن ستر جميع البدن 
قط رأسة وجعل علق تله امن الم 480 

فصل 
وكان إذا قدّم إليه ميت يصلَّي عليه سأل: «هل عليه دين آم لا؟». فإن لم 


= والبيهقي .)١4 /٤(‏ فيه عطاء بن السائب» مختلط. وفيه أيضًا علي بن عاصم بن 
صهيب الواسطي» فيه لين» وكان يغلط وَيّصِرْ عليه» «البحر الزخار» واميزان 
الاعتدال» (۳/ ه7١).‏ 

)١(‏ أخرجه البخاري )١776(‏ ومسلم )١17١7(‏ من حديث عبد الله بن عباس. 

(۲) أخرجه مسلم )۹٤۳(‏ من حديث جابر بن عبد الله. 

(۳) أخرجه آحمد(۰۲۲۱۹ )۳٤۲٣۰۲٤۷۹‏ وأبو داود(187١105)‏ والترمذي 
(445) وابن ماجه )٣٣٣۰۱٤۷۲(‏ والبيهقي (5/ ۴۳) من حديث عبد الله بن 
عباس» صححه الترمذي وابن حبان (577 5) والحاكم /١(‏ 7554). وله شاهد من 
حديث أبي قلابة عن سمرة بن جندب» أخرجه أحمد )۲۰۱٤۰(‏ والترمذي )758٠١(‏ 
وصححه» علئ أن في سماع أبي قلابة من سمرة خلاقًا. انظر: «المراسيل» لابن أبي 
حاتم (ص9١٠).‏ 

)٤(‏ أخرجه أبو داود )١65(‏ والبيهقي (۳/ 0) وابن عبد البر في «التمهيد) 
»)١55 /۲۲(‏ فيه عمرو بن هاشم أبو مالك الجنبي» قال البخاري: فيه نظر»ء وضعفه 
مسلم. انظر: «ميزان الاعتدال» (۳/ ۲۹۰). 

)0( أخرجه البخاري (17177) ومسلم (440) من حديث خباب بن الأرت» وعندهم: 
«علئ رجليه الإذخر». 


EV 


يكن عليه دين صلّى عليه وإن کان عليه دين لم يصلٌ عليه أن لأصحابه 
أن يصلُوا عليه فإناً صلاته شفاعة؛ وشفاعت موجبة» والعبد مرن بدّينهه لا 


يدخل الجنة حتى يقضئ عنه. فلما فتح الله عليه كان يصلَّي على المدين» 
ويتحمّل ينه ويدع ماله لورثته17©. 
فإذا أخذ في الصلاة عليه كبّر» وحمد الله وأثنئ عليه0). 


وصلى ابن عباس على جنازة» فقرأ بعد التكبيرة الأولئ بفاتحة الكتاب 
وجهّر بهاء وقال: لتعلموا أنّها سنة”). وكذلك قال أبو أمامة بن سهل: إن 
قراءة الفاتحة في الأول سنة(4؛ 


ويذكر عن النبي ية أنه أمر أن يقرأ على الجنازة بفاتحة الكتاب» ولا 
يصح إسناده(*2. قال شيخنا: ولا تجب قراءة الفاتحة في صلاة الجنازة» بل 


3 
هي سنة 00 


(۱) انظر حديث أبي هريرة عند البخاري (۲۲۹۸» ومواضع) ومسلم .)١1719(‏ 

)۲( أخرجه مالك (504) من حديث أبي هريرة» وسيأتي بلفظه في آخر الفصل. 

(۳) أخرجه البخاري )۱۳۳١(‏ من حديث عبد الله بن عباس فتها. 

(5) أخرجه عبد الرزاق (1574) وابن أبي شيبة )١151711591(‏ والنسائي في 
«المجتبئ» (۱۹۸۹) وابن المنذر في «الأوسط» (0/ 155477 5) بإسناد صحيح» 
وأبو أمامة بن سهل ولد في حياة النبي بلا 

(0) أخرجه الطبراني (75/ )١77‏ من حديث أسماء بنت يزيد» وفي إسناده ثلاثة فيهم لين» 
ورابع مجهول. 

(0) انظر: «مجموع الفتاوئ» .)١٤٤ 235/85/5١(‏ 


TEA 


عد ي صلاة الجنازة. 


وروئ يحيئ بن سعيد الأنصاري» عن سعيد المقبري» عن أبي هريرة 
أنه سأل عبادة بن الصامت"' عن الصلاة على الجنازة فقال: آنا والله أخبرك: 
تبدأء فتكبّر ثم تصلّي على النبي وَل وتقول: اللهك إن عبدك فلاا" كان لا 
ب يشرك بك. أنت أعلم به إن كان محستاء فرذي إجسانه. وإن كان مسيئاء 
قار عله الهم لا تحرمُنا أجره» ولا تُضِلَنا بعده. 


فصل 
ومقصود الصلاة على الجنازة هو الدعاء للميت. ولذلك7؟2 حفظ عن 
النبي ية ونل عنه ما لم يُنقَل من قراءة الفاتحة والصلاة عليه كلا( . 


)١(‏ رواه البيهقي في «السئن الكبرئ» (5/ 794). ورواه الشافعي في «الأم» (568/17) ومن 
طريقه البيهقي في «معرفة السئن» /٥(‏ ۲۹۹) بلفظ: أخبره رجل من أصحاب 
النبي لا 

(۲) كذا أخرجه البيهقي (5/ »)5٠‏ والصحيح: اعن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبيه 
أنه سأل أبا هريرة» كما عند مالك )5١54(‏ وعبد الرزاق (1470) وابن أبي شيبة 
.)1١5964(‏ 

(۳) ماعداك: «فلان». 

)€( م» ق» مبء ن: «وكذلك». 

)٥(‏ يعني: ولذلك لم تحفظ عن النبي ية ولم تنقل عنه قراءة الفاتحة والصلاة على النبي 
كه في صلاة الجنازة كما حفظ عنه ونقل الدعاءٌ للميت. و«ما» في «ما لم ينقل» 
مصدرية في موضع نصب. وقد أشكلت العبارة بسبب «من»» فجاء في ن: «ونقل عنه 
ما نقل»» ولكنه خلاف المقصود. 

1۹ 


فحفظ من دعائه: «اللهمٌ اغفر له وارحمه. وعافه واعف عنه. وأكرم 
0 


نزله» ووسّع مُذْخلّه. واغسله بالماء والثلج والبرّدء ونقّه من الخطايا كما ينقّئ 
الثوب الأبيض من الدنس. وأبدله دارًا خيرًا من داره» وأهلا خيرًا من أهله. 
وزوجًا خيرًا من زوجه. وأدخله الجنة» وأعِذّه من عذاب القبر ومن عذاب 
النار»(. 


وحفِظ من دعائه: «اللهمّ اغفر لحيّنا وميتناء وصغيرنا وكبيرناء وذكرنا 
وأنثاناء وشاهدنا وغائبنا. الهم من أحييته متا فأخيه على الإسلام ومن توفيئه 
منا فتوقّه على الإيمان. اللهمَ لا تخرمنا أجرّهء ولا ُضِلّنا بعده»(. 


وحفظ من دعائه أيضًا: «اللهمً إنَّ فلان بن فلان في ذمّتك وحَبْل جوارك 
فقه من فتنة القبر وعذاب النارء وأنت أهل الوفاء والحق, فاغفر له وارحمه. 


)١(‏ أخرجه مسلم (457) من حديث عوف بن مالك الأشجعي. 

(؟) أخرجه أحمد (2117/55511/6057:28804 570604) وأبو داود (۳۲۰۱) والترمذي 
)٠١75(‏ والنسائي في «المجتبئ» )١985(‏ و«الكبرئ» )٠1١808-1١861(‏ وابن 
ماجه )۱٤۹۸(‏ والطبراني في «الدعاء» )١١1/1١ - ١١51/(‏ والبيهقي )٤١ /٤(‏ من 
طرق عن يحي بن أبي كثير» وقد اختلف عليه في إسناده كثيرٌاء ففي بعض الطرق عنه 
عن أبي إبراهيم الأشهلي عن أبيه» وهي أصح الروايات رجحها البخاري فيما نقله 
عنه الترمذي عقب الحديث» وهي ضعيفة فإن الأشهلي وأباه مجهولان. وفي بعض 
الطرق عنه عن أبي سلمة عن أبي هريرة» قال أبو حاتم في «العلل» (541 :)٠١‏ «هذا 
خطأء الحفاظ لا يقولون: أبو هريرة» إنما يقولون: أبو سلمة أن النبي كَك؛. وهذا 
المرسل أخرجه عبد الرزاق (1519) وابن أبي شيبة »۳٠۳۹۸ ۰۱۱٤۷۹ ۰۱۱٤۷ ٤(‏ 
(Tt‏ 


10۰ 


إِّك أنت الغفور الرحيم»(. 


وحفظ من دعائه أيضًا: «اللهم أنت ربّهاء وأنت خلقتهاء وأنت رزقتهاء 


وأنت هديتها للإسلام» وأنت قبضت روحها. تعلم سرّها وعلانيتهاء جئنا 
شفعاء» فاغفر لها»". 


(0) 


(۲) 


(r) 


وكان يأمر بإخلاص الدعاء للميّت. 
وكان يكبّر أربع تكبيرات. وصح عنه أنه كبر خمسًا. وكان الصحابة بعده 


أخرجه أحمد )١11١18(‏ وأبو داود (۳۲۰۲) وابن ماجه )۱٤۹۹(‏ وابن المنذر في 
«الأوسط» (5/ 587) والطبراني في «الدعاء» (۱۱۸۹) و«المعجم الكبير» (۲۲/ )۸٩‏ 
من حديث واثلة بن الأسقع. وصححه ابن حبان »)۷١۸(‏ وحسنه الحافظ في «نتائج 
الأفكار» ١07 /٤(‏ 5). 

أخرجه أحمد (87861:8246) وأبو داود )"70٠١(‏ والنسائي في «الكبرئ» 
)٠١860-08(‏ والطبراني في «الدعاء» )۱۱۸١(‏ والبيهقي /٤(‏ 47) من حديث 
أبي هريرة. عَلّل هذا الحديث بثلاث علل: اضطراب في إسناده» وجهالة بعض الرواة» 
وكونه روي موقوقًا على أبي هريرة. انظر للتفصيل: تعليق محققي «المسند فقد 
أطالوا البحث فيه. 

الدعاء الأخير مع هذه الجملة وقع في م» ق» مب مقدَّمًا على الدعاء السابق. وكتب في 
م فوق «وحفظ؛ في الدعاء المقدَّم فيها: «مقدم»؛ والمؤخر فيها: «(مؤخر). ولا أدري 
أقصّد بذلك تأكيد التقديم والتأخير أم سها في كتابة اللفظين على العكس. وأمْرٌ النبيئ 
ی بإخلاص الدعاء للميت أخرجه أبو داود (31949”) وابن ماجه )١591/(‏ وابن 
حبان (27077 ۳۰۷۷)» وفيه محمد بن إسحاق» وقد صرّح بالتحديث عند ابن حبان 
في الموضع الثاني. وعدّه الدارقطني من أفراد محمد بن إسحاقء انظر: «أطراف 
الغرائب والأفراد» (۲/ 786). 


"6١ 


يكبّرون أربعًا وخمسًا وسسًا'). فكبّر زيد بن أرقم خمسّاء وذكر أن الس کا 
كبّرها. ذكره مسل(" . 

وكبّر على بن أبن طالب غل مهل بق ختق ير 07 وكان يكير عل 
أهل بدر سا وعلئ غيرهم من الصحابة خمسًا وعلئ سائر الناس أربعًا. ذكره 


الدارقطنى47). 
وذكر سعيد بن منصور*“ عن الحكم بن عتيبة أنه قال: كانوا يكبّرون 
ملاعل بذ ر اوسا وتا 


وهذه آثار صحيحة» فلا موجب للمنع منها. وال ل لم يمنع مما زاد 
على الأربع» بل فعله هو وأصحابه من بعده. 


والذين منعوا من الزيادة على الأربع"» منهم من احتجٌ بحديث ابن 


.)71778-75٠ /۷( انظر للآثار: «مصنف ابن أبي شيبة»‎ )١( 

(۲) برقم (401). 

(۳) أخرجه البيهقي /٤(‏ ”") بإسناده صحیح» وأصله في البخاري (5 ٠٠‏ 5) ولم يذكر فيه 
العدد. انظر: «فتح الباري» (۷/ 5 7). 

(5) برقم (۱۸۲۳)» وأخرجه ابن أبي شيبة )١1151/7(‏ وابن المنذر في «الأوسط» 
)٤٤١ »571/6(‏ والطحاوي في «معاني الآثار» (۱/ )٤۹۷‏ والبيهقي /٤(‏ ۳۷)» 
وإسناده صحيح. 

(5) وأخرجه عبد الرزاق )1۳۹١(‏ وابن المنذر في «الأوسط» (0/ )٤۷١١‏ والبيهقي 
(6/ /ال) عن أبي وائل شقيق بن سلمة الأسدي الكوفي. وأخرجه الطحاوي في 
«معاني الآثار» (597//1) عن همام بن الحارث بن قيس النخعي الكوفي. 

(5) ماعدام, ق» مب: «أريع». 


oY 


عباس أنَّ آخر جنازة صلَّى عليها النَّبِيُ يل كبر أربعًا(١2.‏ قالوا: وهذا آخر 
الأمرين» وإنما يؤخذ بالآخر فالآخر من فعله يَكِةِ. وهذا الحديث قد قال 
الخلال في «العلل“"': أخبرني حرب قال: سئل أحمد عن حديث أبي المليح 
عن ميمون عن ابن عباس. فذكر الحديث. فقال أحمد: هذا كذب» ليس له 
أصل. إنما رواه محمد بن زياد الطحان» وكان يضع الحديث. 


ِ 2 1 0 
واخ جوا بان ميموة بن یران ری عن أبن عبان أن الملايكة لها 


صلّت علئ آدم كبّرت عليه أربعًاء وقالوا: تلك ستتکم يا بني آدم). وهذا 


(1) 


(۲) 
(۳) 
(€) 


أخرجه أبو يعلئ (۲۸۰) والطبراني في «الأوسط» ٤۷ ٤(‏ 0) و«الکبیر» (١١/507؟)‏ 


والبيهقي /٤(‏ ۳۷)» وفيه النضر بن عبد الرحمن أبو عمر الخزاز» متروك. وقال 
البيهقي: «وقد روي هذا اللفظ من وجوه أخر كلها ضعيفة» إلا أن اجتماع أكثر 
الصحابة ربكت على الأربع كالدليل على ذلك». قال أبو وائل: «كانوا يكبرون 
على عهد رسول الله يكل سبعًا وخمسًا وستاء وجمع عمر بن الخطاب أصحاب 
رسول الله ھا فأخبر کل واحد ہما رآیء فجمعهم علئ أربع تكبيرات» بمعنئ التكبير 
على الجنازة»» وينحوه قال همام بن الحارث. 
نقله منه ابن الملقّن في «البدر المنير» .)۲٠١ /٥(‏ 
ص» ج» ع: «أحمد»ء وهو خطأ. وسقط من ع: «الطحان». 
آخرجه الحارث في «مسنده» (۲۷۲- بغية الباحث) والدارقطني )١1814(‏ والحاكم 
969280 فيه فرات بن السائب» ووقع عند الدارقطني: «الفرات بن سليمان 
الجزري» وقال: «إنما هو فرات بن السائب» متروك الحديث». ووقع عند الحارث: 
«عن ابن عمرا» وكذلك فيما ذكره الألباني. وله طريق آخرء وفيه محمد بن زياد 
الطحان اليشكريء نظير فرات. انظر: «الضعيفة) (505/5-/5017). 
وبنحوه روي عن الحسن عن عُبَيَ عن أبن وعن الحسن عن أنس» سيأتي ذكرهما في 
التخريج التالي. 

50 


الحديث قد قال فيه الأثرم(١2:‏ جرئ ذكر محمد بن معاوية النيسابوري الذي 


كان بمكة» فسمعتٌ أبا عبد الله قال: رأيت أحاديثه موضوعةً» فذكر منها عن 
فكبّرت(") عليه أربعًا. فاستعظمه أبو عبد الله» وقال: أبو المليح كان أصحٌّ 
حديثا وأتقئ لله من أن يروي مثل هذا. 


واحتجوا بما رواه البيهقي" من حديث عي عن أب عن النبي بلا 


أن الملائكة صلّت علئ آدم» فكبّرت20 عليه ربعًاء وقالت: هذه سبكم يا 


000) 
(00 
(۳) 


(€) 


(0) 


أخرجه الخطيب في «تاريخ بغداد» .)٤٤١ /٤(‏ 

مب: «لما صلّت علئ آدم كبّرت». 

»)١ /٤(‏ وأخرجه أيضًا الطيالسي )٠١١(‏ وابن أبي شيبة )١١١71(‏ وعبد الله في 

«مسند أبيه» (0 5 )73١17‏ وابن المنذر في «الأوسط» (0/ ٠٠‏ 5) والطبراني في «الأوسط» 

E‏ 64) والدارقطني (۱۸۱۳- )۱۸٠١‏ والحاكم(١/15")‏ والبيهقي 

)5١ 5 /*(‏ والضياء في «المختارة» )7٠١ 19 /٤(‏ من طرق عن الحسن البصري على 

اختلاف عليه فيه» ففي بعض الطرق: عنه عن عُتي عن ابي بن كعب مُسندًا مرفوعَاء 

وي بعضها: عنه عن أب موقوقًاء وفي أخرئ: عنه مرسلا. ومدار الموقوف والمرفوع 

على عتي بن ضَمْرة السعدي» وهو مجهول. والحديث ضعفه الألباني في «الضعيفة) 

"٠ ٠١ AYY)‏ وانظر لتفصيل طرقه: تعليق محققى «المسند). 

وروي أيضًاعن الحسن عن أنس بن مالك موقوفًا عليه» أخرجه الدارقطني (1815) 

والحاكم /١(‏ 080 وفي إسناده محمد بن الوليد القلانسي أبو جعفر المخرمي» قال 

الدارقطنى: ضعيف. 

في ج: «عُنيّ. ويظهر أنَّ ص كان فيها: «عي) وفوقه: «كذا» فغيّره بعضهم إلى 
٠. 1‏ 0 01 

«يحيئ» كما في النسخ الأخرئ» وكل ذلك تصحيف ما أثبت من مصادر التخريج. 

مب : «لما صلت على آدم فكبّرت». 


10€ 


بني آدم. وهذا لاايصح. وقد روي مرفوعًا وموقوقا. 

کان افشاك هداة كوو ا قنك كيد لله إن 
ناسا من أصحاب معاذ قدِموا من الشام» فكبّروا على ميّت لهم خمسًا. فقال 
عبد الله: «ليس على الميّت في التكبير وقت. كبر ما كبّر الإمام» فإذا انصرّف 
الإمام فانصرفٌ». 

فصل 

وأما هديه ية في التسليم من صلاة الجنازة» فروي عنه: أنه كان يسلَّم 
واحدةٌ» وروي عنه: أنه كان يسلّم تسليمتين. 

فروئ البيهقي" وغيره من حديث المقبري عن أبي هريرة أن النبي بلا 
صل على جنازة» فكبّر أربعًاء وسلّم تسليمةٌ واحدةٌ. لكن قال الإمام أحمد 


)١(‏ أخرجه عبد الرزاق (5507) وابن أبي شيبة )١١579(‏ والبيهقي /٤(‏ ۳۷) وابن حزم 
في «المحلئ؛ )١1١7 /١(‏ وقال: «وهذا إسناد في غاية الصحة). 

(؟) لم أجده عند البيهقي» وذكر الخطيب في «تاريخ بغداد» )٤٤١ /٤(‏ بسنده عن الأثرم 
عن الإمام أحمد أنه قال: #رأيت من حديث محمد بن معاوية النيسابوري عن 
المخرّمي عن عثمان بن محمد عن المقبري عن أبي هريرة أن النبي َكل صل على 
جنازة» فكبّر أربعًاء وسلم تسليمة»» وقال: «وهذا عندي موضوع». وأخشئ أن يكون 
المؤلف لما رأئ البيهقي يقول في «معرفة السنن والآثار» (5/ :)٠٠١‏ «ورؤينا عن أبي 
هريرة عن النبي بلا أنه صل على جنازة فكبّر عليها أربعًا وسلّم تسليمةً؛ ظنّ أن 
المقصود حديث المقبري عن أبي هريرة ينف وإنما أخرجه البيهقي في 
«الكبرئ» (5/ )٤١‏ من حديث أبي العنبس عن أبيه عن أبي هريرة» وكذا أخرجه ابن 
أبي شيبة )١1١1770(‏ والدارقطني )۱۸١۷(‏ والحاكم .)۳٠١ /١(‏ وأبو العنبس 
صدوقء ووالده لم أجد من تكلم فيه جرحًا ولا تعديلا. 


O00 


في رواية الأثرم'“: وهذا"؟ عندي موضوع. ذكره الخلال في «العلل». 


وقال إبراهيم الهجَري: أمّنا عبد الله بن أبى أوف" على جنازة أبتته» 
فكبّر أرباء فمكث ساعةً حتیٰ ظنئًا أنه سيكيّر خمسّاء ثم سلّم عن يمينه وعن 
شماله. فلما انصرف قلنا له(؟2: ما هذا؟ فقال: إني لا أزيدكم على ما رأيت 
رسول الله يك يصنعء أو هكذا صِبّع رسول الله ا(٥‏ . 


الناس» إحداهن: التسليم على الجنازة مثل التسليم في الصلاة. ذكرهما 
البيهقى. 


)١(‏ أخرجه الخطيب مع الحديث المذكور. 

(۲) الواو قبل «هذا» من ق» م» مب. 

(9) في النسخ المطبوعة: «حدثنا عبد الله بن أبي أوفف أنه صلَّئْ». وهو من تصرف بعض 
النساخ. 

(5) «له» ساقط من ص. 

(5) أخرجه البيهقي (/ »)٤١‏ وفيه إبراهيم الهجريء فيه لين» يرفع الموقوفات. وفيه 
أيضًا محمد بن مسلمة الواسطي» قال الخطيب في «تاريخ بغداد؛ :)441٠ /٤(‏ «وفي 
حديثه مناكير بأسانيد واضحة)» وانظر: «لسان الميزان» (۷/ .)0094-65٠1/‏ والآفة 
منه في زيادة: عن يمينه وعن شماله»» وهي ليست بمروية فيما روئ أصحاب 
الهجري عنه؛ مثل الثوري [الحميدي (70)] وشعبة [ابن الجعد (77؟17) والبزار 
(7506")] وأبي معاوية [ابن أبي شيبة ])١١054(‏ وعبد الرحمن المحاربي [ابن 
ماجه ])١607(‏ وشريك [«معاني الآثار» /١(‏ 4405) عن أبي نعيم عنه] وغيرهم. 

() أخرجه البيهقي (5/ 47) والطبراني /٠١(‏ 87)» وإسناده لا بأس به. 


565 


ولكن إبراهيم بن مسلم الهجّري ضف ابن معين والنسائي وأبوحاتم. 
وحديثه هذا قد رواه الشافعي في «كتاب حرملة)(١)‏ عن سفيان عنه» وقال: كبّر 
عليها أربعًاء ثم قام ساعةٌ فسبّح به القوم فسلّم. ثم قال: كتنم ترون أنّي أزيد علئ 
أربع» وقد رأيت النبي ية كبّر أربعًا. ولم يقل: عن يمينه وعن شماله". ورواه 
ابن ماجه" من حديث المحاربي عنه كذلك ولم يقل: عن يمينه وعن شماله. 
وذكرٌ السلام عن يمينه وعن شماله انفرد بها شريك عنه". قال البيهقي: 
ثم عزاه إلى النبي كَل في التكبير فقطء أو في التكبير وغيره. 

قلت: والمعروف عن ابن أبي أو خلاف ذلك: أنه كان يسلّم واحدةٌ. 
ذكره الإمام أحمد عنه. قال أحمد بن القاسم': قيل لأبي عبد الله: أتعرف 
عن أحد من الصحابة أنه كان يسلّم تسليمتين على الجنازة؟ قال: لا 


)۱( ذكره البيهقي في «معرفة السنن» (5/ .)١٠١‏ 

(۲) مءق: «وشماله). 

(۳) برقم »)٠١٠۳(‏ وهو من أصحاب الهجري» وقد تقدم في تخريج حديث ابن أبي 
أوفق. 

)٤(‏ كذافي جميع النسخ الخطية والمطبوعة. يعني: الرواية. 

)٠(‏ والظاهر أنه ليس كذلك إذ أخرجه الطحاوي في «معاني الآثار» )٤۹٥ /١(‏ من طريق 
أبي نعيم عن شريك عن الهجري به» وليس فيه هذه الزيادة. والآفة فيه عند البيهقي 
من قبل محمد بن مسلمة الواسطي» وقد تقدم شرحه في تخريج حديث ابن أبي أوق. 

(5) في «معرفة السنن» (0/ .)٠٠١‏ 

(۷) نقله ابن الملقن في «التوضيح» (۹/ )5١/8‏ عن الخلال. 

(۸) في طبعة الرسالة: «علئ الجنازة تسليمتين»؛ وهذا التقديم والتأخير وقع في طبعة 
عبد اللطيف خلاقًا للهندية والميمنية. 


oV 


ولكن عن سنّة من الصحابة أنهم كانوا يسلّمون تسليمة واحدةٌ خفيّة!!) عن 
يمينه"'. فذكر ابن عمر» وابن عباس» وأبا هريرة» وواثلة بن الأسقع» وابن 
أبي أوف» وزيد بن ثابت. وزاد البيهقي7): علي بن أبي طالب» وجابر بن 
عبد الله» وأنس بن مالك» وأبا أمامة بن سهل بن حنيف. فهؤلاء عشرة من 
الصحابة. وأبو أمامة أدرك النبى ية وسمّاه باسم جدّه لأمّه أبي أمامة7؟) 
أسعد بن زرارة» وهو معدود في الصحابة ومن كبار التابعين. 

وأمارفعٌ اليدين» فقال الشافعي: ترفّع للأثر والقياس على السئّة في 
الصلاة» فإنَّ النبي ية كان يرفع يديه في كل تكبيرة كبّرها في الصلاة وهو 
قائم. 

قلتُ: يريد بالأثر ما رواه عن ابن عمر وأنس بن مالك أنَّهما كانا يرفعان 
أبديهتنا كلما راغا الا 

ويُذكر عنه ب أنه كان يرفع يديه في أول التكبير ويضع يده اليمنئ على 


(1) في النسخ المطبوعة: «خفيفة»» وفي «التوضيح» كما أثبت من النسخ. 

(؟) كذافي جميع النسخ. والوجه: «يمينهم؟ كما في «التوضيح». 

(۳) في «معرفة السئن» (8/ 5756). 

)٤(‏ ماعدامء ق»ن: الأنَّ أبا أمامة». 

(0) أخرج البيهقي )٤٤ /٤(‏ أثر ابن عمر بإسناد صحيح» وذكر أثر أنس بصيغة التمريض. 
وأثر ابن عمر أخرجه أيضًا ابن أبي شيبة )١١6١51١594(‏ والبخاري في اجزء رفع 
اليدين» )٠١۷ -٠٠٠١(‏ وابن المنذر في «الأوسط» (0/ 559). وأما أثر أنس فقد رواه 
الشافعي في القديم كما ذكره البيهقي في «معرفة السنن» (5/ 037٠١‏ وعنه في «البدر 
المنير» (6/ 787) و«التلخيص الحبير» (۳/ ۱۲۷۹)ء وإسناده منقطع. 


T0۸ 


اليسرئ. ذكره البيهقى فى «السئن0(١).‏ وفي الترمذي' من حديث أبى هريرة 
ع 3 سا ر 1 1 7 5 

أن النبى ية وضع يده اليمنئ على يده اليسرئ في صلاة الجنازة. وهو 
ضعيف بيزيد بن سنان الزٌّهاوي. 


فصل 
وكان من هديه إذا فاتنه الصلاة على الجنازة صلى على القبر. فصل 


م 0 52 4 
مرةٌ عل قبر بعد ليلة2©0» ومرةٌ بعد ثلاث( ومرةً بعد شهر2*0, ولم يوقت 


(000) 
(۲) 


(۳) 


(€) 


(0) 


/٤(‏ ۸)» وانظر التخريج الآتي. 

برقم (۱۰۷۷) وضعفه. وأخرجه أبو يعلئ )٥۸٥۸(‏ والدارقطني (۱۸۳۰» (A۱1‏ 
والبيهقي » وني إسناده أيضًا يحيئ بن يعلى الأسلمي» وهو مثل الرهاوي في الضعف. 
أخرجه البخاري )۱۳٤۰ »۱۲٤۷(‏ ومسلم )٩٩ ٤(‏ من حديث ابن عباس» وليس عند 
مسلم ذكر أنه كان بعد ليلة. 

أخرجه البيهقي )٤۸-٤۷ /٤(‏ من طريق حماد بن واقد عن ثابت البناني عن أبي رافع 
عن أبي هريرة أن النبي ية صلئ على قبر بعد ثلاثة أيام. وقال: «وحماد بن واقد هذا 
ضعيف» وهذا التأقيت لا يصح البتة. وإنما يصح ما ذكره بعض الرواة عن حماد بن 
زيد: فسأل عنها بعد أيام» وفي بعض الروايات: فذكره ذات يوم...». وأصله عند 
البخاري (570) من طريق حماد بن زيد عن ثابت به أنه 4هو صلئ علئ قبرء دون 
التوقيت. وأخرج البيهقي /٤(‏ 44) عن نافع أن ابن عمر قم بعد وفاة عاصم بن عمر 
بثلاث فأتئ قبره فصلئ علیه» وإسناده صحيح. 

أخرج الترمذي )٠١1"8(‏ وابن المنذر /٥(‏ 407» 5517) والطبراني (5/ )۲١‏ والبيهقي 
(48/5) عن سعيد بن المسيب مرسلا أن رسول الله هة صلی على آم سعد بعد 
موتها بشهر» وإسناده صحيح. وأخرجه أيضًا البيهقي عن ابن عباس موصولًا وقال: 
«وهذا الكلام ف صلاته على أم سعد في هذا الإسناد يتفرد به سويد بن سعيد» 
والمشهور عن قتادة عن ابن المسيب عن النبي ي مرسألا كما مضئء وفيما حكئ - 


10۹ 


في ذلك وقتا. 


قال أحمد: من يشكٌ في الصلاة على القبر؟ يروئ عن النبي لاو( من 


سنّة أوجهٍ كلها حسان". فحدّ الإمام أحمد الصلاةً على القبر بشهرء إذ هو 
أكثرٌ ما روي عن النبي يك أنه صلّئ بعده”". وحدّه الشافعي بما إذا لم يبِلّ 
الميّت. ومنع منها مالك وأبو حنيفة إلا للولي إذا كان غائيًا9». 


(00 


(۲( 
)۳( 
فق 
)6( 
0( 
)۷( 


وكان من هديه: أنه" يقوم عند رأس الرجلء ووسط المراة. 


أبو داود [في «مسائله» (ص٤۳۸)]‏ عن أحمد بن حنبل أنه قيل لأحمد: حدّث به 


سويد عن يزيد بن زریع» قال : لا يُحدَّث بمثل هذا». 

8 
بعده في النسخ المطبوعة: «كان إذا فاتته الجنازة صلئ على القبرا. وهي زيادة ناسخ 
أو قارئ في النسخة التي صدرت عنها الطبعة الهندية. 
المغني (۳/ 55 4)» وانظر: «الأوسط» (5/ ١1‏ 5) و«الاستذكار» (۳/ 5 07. 
انظر: «مسائله» برواية صالح (۲/ )١75‏ والكوسج (۲/ .)8١5‏ 
انظر: «المهذب» للشيرازي (۱/ .)۲٤۹‏ 
«الأوسط» (5/ ١١٤)ء‏ «المدونة» /١(‏ ۷٠٠)ء‏ «الهداية» للمرغيناني /١(‏ 45). 
ماعدا ق. م مب» ن: «أن4. 
أخرجه أحمد )1١1١5017180(‏ وأبو داود(95١")‏ والترمذي )٠١5(‏ وابن 
ماجه )١545(‏ والبيهقي /٤(‏ ۳۳) من حديث أنس بن مالك. حسنه الترمذي» 
واختاره الضياء المقدسي (۷/ 5١‏ 7)» وص ححه الألباني في «أحكام الجنائز) 
(ص 3١4‏ )» واحتج به ابن حزم في «المحلئ» (0/ 5-1577 17و155). 
وقد أخرج البخاري (۰۳۳۲ 1771 ۱۳۳۲) ومسلم (4755) من حديث سمرة بن 
جندب في قيام النبي ية في صلاة الجنازة وسط المرأة. ولم يخرجا شيئًا في شأن 
الرجل. 

5 


فصل 
وكان من هديه: الصلاة على الطفل. فصحٌ عنه أنه قال: «الطفل يصلَّى 
علله)(23, 


وفي «سنن ابن ماجه» مرفوعًا: «صِلُوا علئ أطفالكم» فَإنّهم من 
أفراطكم». 
قال أحمد بن أبي عبّدة9) سالك ادوس يعن أن بعد علدا 
السّقط؟ قال: إذا أت عليه أربعة أشهرء لأنه ينفخ فيه الروح. قلت: فحديث 
7 
المغيرة بن شعبة: «الطفل يصِلَّئ عليه/؟ قال: صحيح مرفوع. قلت: ليس في 
هذا بيان الأربعة الأشهر ولا غيره؟ قال: قد قاله سعيد بن المسيّب. 


e‏ 5رااء ف مله ا داء وام وف ماعو 


في ذلك» فروئ أبوداود في «سننه»(؟) عن عائشة قالت: مات إبراهيم ابن 


(۱) أخرجه أحمد(77١14)‏ وأبوداود(80١)‏ والترمذي )٠١"١(‏ والنسائي في 
«المجتبی» (0195517 )۱۹٤۸ ۰۱۹٤۳‏ و«الكبرئ) )1٠١8757081037080(‏ واين 
ماجه )١16٠01/(‏ من حديث المغيرة بن شعبة» صححه الترمذي وابن حبان (17/59) 
ا > 7). وقد اختلف في رفعه ووفقه» انظر: «العلل» للدارقطني 
)۱۲٥۸(‏ وتعليق محققى «المسند). 

(0) برقم TT ٩(‏ 
عبيد الطابخى» متروك؛ وأبوه مجهول. 

)۳( لم أقف عليئ روایته» ولكن نحوها في «مسائل صالح» (۳/ 17/7) و«مسائل أبي داو 
(ص‌۲۲۳) و«المغني» (۳/ )٤٥۸‏ و«فتح الباري» لابن رجب (۱۱۸/۲). 

)٤(‏ برقم »)۳٠۸۷(‏ وأخرجه أحمد والطحاوي في «معاني الآثار؛ »)٨٠۷ /١(‏ وقد صرح 
ابن إسحاق بالتحديث» وحسن الحافظ إسناده في «الإصابة» /١(‏ ۳۳۸)» ونة 


51١ 


.0 لاف * j» a”,‏ 7 شر صَيَلاَ 
النبي َي وهو ابن ثمانية عشر شهرًاء فلم يصل عليه رسول الله وا 


قال الإمام أحمد': ثنا يعقوب بن إبراهيم قال: حدّئني أبي» عن ابن 


إسحاق» حدثني عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم» عن عَمْرة 
عن عائشة. فذكره. وقال أحمد في رواية حنبل": هذا حديث منكرجدًا 


وهو من" ابن إسحاق. 


قال الخلال: وقرئ علئ عبد الله : حدثنى أبىء ثنا أسود بن عامرء ثنا 


اسل فال وا عر عافن عن ال ران غازت فال ضا وسل اله 
اة علئ ابنه إبراهيم"» وهو ابن ستة عشر شهرًا. 


(1) 
(۲) 


(۳) 


00 


(0) 


(0 


تصحيح ابن حزم فعقبه بتضعيف أحمد إياه الآ ذكره» ونقل عن ابن عبد البر أيضًا 


برقم (۲۹۳۰۵). 

نقلها ابن الجوزي في «العلل المتناهية» (۲/ 577) بنصها دون ذكر حنبل. وفي 
«الإصابة» (۱/ ۳۳۸) عن حنبل بلفظ: «حديث منكر» فقط. 

في طبعة الرسالة: «ووّهّئ». وهذا التصرف وقع في الطبعة الميمنية» إذ كان في الطبعة 
الهندية اوهو» بسقوط «من» بعده» فأصلحوه هكذا! 

يعني: في «كتاب العلل» (77017). وأخرجه أحمد في «المسند» (۹۷٤۱۸)ء‏ وأخرجه 
البيهقي (5/ 94) من طريق الأسود به» وجابر الجعفي ضعيف. 

يعني: أسود بن عامر. في «العلل»: «... أسود بن عامر قال: حدثنا إسرائيل وجابرا. 
وفي «المسند» :)۱۸٤۹۷(‏ 3... حدثنا إسرائيل عن جابر». وفي طبعة الرسالة: «جابر 
الجعفي؟. و«الجعفي» زيادة الفقي. 

في طبعة الرسالة بعده: «ومات». زادوه من «المسند» دون تنبيه» واللفظ المنقول هنا 
من «العلل» لا من «المسند»! 


TTY 


وذكر أبو داود(١2‏ عن البهي قال: لما مات إبراهيم ابن النبي 4ة صلى 
عليه رسول الله هة في المقاعد". وهذا مرسلء والبهيٌ اسمه عبد الله بن 
يسار» كوفي. 

e ۰‏ 1 5989 ب 

وذكر" عن عطاء بن أبي رباح أن النبي ية صلى على ابنه إبراهيم 

فاختلف الناس في هذه الآثار» فمنهم من أثبت الصلاة عليه ومنع صحة 
حديث عائشة كما قال الإمام أحمد وغيره. قالوا: وهذه المراسيل مع حديث 
البراء يشد بعضها بعضًا. 

ومنهم من ضكّف حديث البراء بجابر الجعفي» وضكّف7؟) هذه 
المراسيل وقال: حديث ابن إسحاق أصحٌ منها. 

ثم اختلف هؤلاء في السبب الذي لأجله لم يصل عليه( فقالت 
طائفة: استغنى ببنوّة رسول الله بيا عن الصلاة عليه التي هي شفاعة له 
كما استغنل الشهيد بشهادته عن الصلاة عليه. 


)١(‏ في «السنن» )۳٠۸۸(‏ و«المراسيل» (١١٤)»ء‏ وأخرجه البيهقي /٤(‏ 4)» والحديث 
ريل مجح 

(؟) في «مشارق الأنوار» :)۳۹١ /١(‏ «قيل: هو موضع عند باب المسجد. وقيل: 
مصاطب حوله. وقال حبيب عن مالك: هي دكاكين عند دار عثمان...2. 

(۳) في «السنن» عقب (718)» وأخرجه اليبهقي /٤(‏ ٩)ء‏ والحديث مرسل صحيح. 

)€( لم يرد (ضعّف» في صء ج. 

(5) انظر في الأقوال الآتية: «معالم السنن» (۱/ ۳۱۲) و«الاستیعاب» .)04-58/١(‏ 

() في طبعة الرسالة قبل «الصلاة» زيادة: «قربة» تبعًا لنشرة الفقي. 


TY 


وقالت طائفة أخرئ: إنه مات يوم كسفت الشمسء فاشتغل بصلاة 
وقالت فرقة: لاتعارض بين هذه الآثار فإنه أمر بالصلاة عليه فقيل: 


عل فلي ولم يباشرها بنفسه لاشتغاله بصلاة الكسوف» فقيل: لع يضل 
عليه. 


وقالت فرقة: رواية المثبت أولئء لأنَّ معه زيادةً علم وإذا تعارض 
النفي والإثبات قُدَّم الإثبات. والله أعلم. 
فصل 
کان م“ كلد أ ا / امه وها زه )0 لا ا 3 
وكان من هديه ية أنه لا يصلي علئ من قتل نفسه'“ ولا علئ من غل 
من الغد 3 

. واختيف عنه في الصلاة على المقتول حدا كالزاني المرجوم. فصح عنه أنه 
صلئ على الجهنية التي رجمهاء فقال له عمر: تصلي عليها يا رسول الله» وقد 
زنت؟ فقال: «لقد تابت توبة لو سمت بين سبعين من أهل المدينة لؤسعتهم 
وهل وجدت توبة أفضلّ من أن جادت بنفسها لله؟). ذكره مسل(" . 

وذكر البخاري في «صحيحه) 2*7 قصة ماعز بن مالك وقال: فقال له 


00( أخرجه مسلم (91/8) من حديث جابر بن سمرة. 

(؟) أخرج مالك (۱۳۲۰) من حديث زيد بن خالد أنه يه لم يصل على مَّن غل في غزاة 
(۳) برقم (1195). 

(:) برقم (1۸۲۰) من حديث جابر بن عبد الله. 


565 


لني اة خيرّاء وصلى عليه. وقد احتف على الزهري في ذكر الصلاة عليه 
فأثبتها محمود بن غيلان عن عبد الرزاق عنه» وخالفه ثمانية من أصحاب 
عبد الرزاق فلم يذكروها(١2.‏ وهّم: إسحاق بن راهويه» ومحمد بن يحيئ 
الذهلي» ونوح بن حبيب» والحسن بن علي» ومحمد بن المتوكل» 
وحميد بن زنجويه» وأحمد بن منصور الرّمادي. 

قال البيهقي": وقول محمود بن غيلان: إِنَّهِ صلّئ عليه خطأء لإجماع 
أصحاب عبد الرزاق على خلافه» ثم إجماع" أصحاب الزهري على 
خلافه. 

وقد اختلِف في قصة ماعز بن مالك فقال أبو سعيد الخدري: «ما 
استغفر له ولا سبّه». وقال بريدة بن الحصيب: إنه قال: «استغفروا 
لماعز(؟) بن مالك»» فقالوا: غفر الله لماعز بن مالك. ذكرهما مسله0©). 


وقال جابر: «فصلى عليه»» ذكره البخاري"ء وهو حديث عبد الرزاق 
0 


المعلّل. 


(1) وهو في «مصنفه» (۱۳۳۳۷) المطبوع برواية الدبري بلفظ: «فقال النبي يكل خير 
ولم يصلّ عليه». 

(۲) في «معرفة السئن» (۱۲/ )٠۲‏ وانظر: «السنن الكبير» (۸/ )۲٠۸‏ و«السنن الصغير» 
(1078- ط. قلعجي). 

(۳) ص: «أجمع». 

0( وقع بعده خرم في م. 

.)) 6 »۱1۹٤( برقم‎ (0) 

00 برقم (25870)) وقد تقدم قريبًا. 


وقال أبو برزة الأسلمي: لم يصلٌ عليه النبي يله ولم ينة عن الصلاة 
عليه. ذكره أبو داود(). 

قلت: حديث الغامدية لم يُختلف فيه أنه صلَّى عليها(؟». وحديث ماعز 
إما أن يقال: لا تعارض بين ألفاظه فإنَّ الصلاة فيه هي دعاؤه" له بأن يغفر 
الله لهء وترك الصلاة فيه هى تركه الصلاة على جنازته تأديبًا وتحذيرًا. وإما أن 
يقال: إذا تعارضت ألفاظه عل عنه إلى حديث الغامدية. 

فصل 

ونان ]ذا سكا عل تالقان ماقا اماسة وه كاف نه 

خلفاته الراشدين من بعده2؟). 


(۱) برقم (7187)» وأخرجه ابن شاهين في «ناسخ الحديث ومنسوخه» (ص١37).‏ وني 
إسناده إبهام. 

(۲) أخرجه مسلم (۱۹۹۵/ ۲۳). 

(۳) ص: «الدعاء». 

»۱۰۰۷( وآبو داود (۳۱۷۹) والترمذي‎ )٠۰ ٤١ ٤۹۳۹ .٤٥٩۹( أخرجه أحمد‎ )٤( 
)۲۰۸۳ -۲۰۸۱( و«الكبرئ»‎ )١940 ۰۱۹٤ ٤( والنسائي في «المجتبئ»‎ ۸ 
من طرق عن الزهري عن سالم‎ )۳۰٤۷-۳۰٤٥( وابن حبان‎ )۱٤۸۲( وابن ماجه‎ 
والترمذي‎ )٠٠١( عن أبيه عبد الله بن عمر. وقد اختلف في وصله» فأخرجه مالك‎ 
من طرق عن الزهري عن‎ )۳۷۹ /١( والطحاوي في «معاني الآثار»‎ )٠٠٠۹( 
النبي ية وصاحبيه مرسلا. وهو الذي صوّبه أحمد والبخاري والترمذي والنسائي‎ 
و«العلل الكبير»‎ )١ 57-١ والدارقطني. انظر: (مسائل أحمد» رواية عبد الله (ص57‎ 
للترمذي (ص19) و«العلل» للدارقطني (1717؟) و« ذيب السئن» للمؤلف‎ 
.(۳ 1۹-۷ /۲( 
ے‎ )۱٤۸۳( وابن ماجه‎ )٠١١١( ورواه بعضهم عن الزهري عن أنس» كما عند الترمذي‎ 


الحا 


وسَنّ لمن تبعها إن كان راكبًا أن يكون وراءهاء وإن كان ماشيًا أن يكون 
قريبًا منها إما خلفها أو" أمامها أو عن يمينها أو عن شمالها("). 

وكان يأمر بالإسراع بها حتئ إن كانوا ليرمُلون بها رمًّا. وأمادييب 
الناس اليوم خطوةًٌ خطوةٌ» فبدعة مكروهة مخالفة للسنةء متضمُّنة للتشبّه 
بأهل الكتاب اليهود. وكان أبو بكرة يرفع السوط على من يفعل ذلك 
ويقول: لقد رأيتنا ونحن مع رسول الله ی نرمّل رمّلة0"©. 

وقال ابن مسعود: سألنا نبيّنا ية عن المشي مع الجنازة» فقال: «ما دون 
الكَبّب). رواه أهل «السنن)(؟). 


= والبزار (17/1)» وهو خطأ كما قال البخاري (فيما نقله عنه الترمذي) والدارقطنيٌ 
في «العلل» (371310/7684). 

)١(‏ ج: «وإما». 

(۲) أخرجه أحمد(18177) وأبوداود والترمذي والنسائي وابن ماجه )۱٤۸۱(‏ من 
حديث المغيرة بن شعبة» وصححه الترمذي وغيره مع اختلاف في رفعه ووفقه. وقد 
تقدم تخريجه مفصلا. 

(۳) أخرجه أحمد (۰۳۸۸۰۲۰۳۷۵٠۲)-المرفوع‏ دون الجزء الموقوف ‏ وأبو داود 
(1487”) والنسائي في «المجتبئ» (۱۹۱۳ و۱۹۱۲) و«الکبری» (۲۰۵۱ و۰٥۲۰)‏ 
والبيهقي /٤(‏ ۲۲)» صححه ابن حبان ۳۰٤٤(‏ و57 )"١‏ والحاكم (۱/ 06" 
"/ 507455). وعند أبي داود من طريق شعبة أنه كان في جنازة عثمان بن أبي 
العاص وكانوا يمشون مشيًا خفيقًا فلجقهم أبو بكرة فرفع سوطه فقال: «لقد رأيشنا 
ونحن مع رسول الله ية نرمل رملا»؛ ولكن قال غير شعبة: (جنازة سمرة بن جندب» 
كما عند غير أبي داود» وهو خطأ. انظر: «العلل» لابن أبي حاتم (؟١١١).‏ 

(5) أبو داود(85١7)‏ والترمذي (۱۰۱۱)» وأخرجه أحمد (86ه", ؛ 7" 89179 
2٠‏ والبيهقي (5/ ۲۲» )١5‏ من حديث عبد الله بن مسعود. وفيه يحيئ المجبّر» - 


1Y 


وكان يمشي إذا تبع الجنازة» ويقول: الم أكن لأركبّ والملائكة 
یمشون»'. فإذا انصرف عنها فربما مشئ وربما ركب. 

وكان إذا تبعها لم يجلس حتئ توضع» وقال: «إذا تبعتم الجنازة7") فلا 
0 تجلسوا حت توضع»"'. 

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: والمراد وضعها بالأرض'. قلت: قال 


= قال أبو داود: «وهو ضعيف» هو يحيئ بن عبد الله» وهو يحيئ الجابر.... وهذا كوني» 
وأبو ماجدة بصري...» لا يعرف". وفيه أيضًا أبو ماجد (ويقال: أبو ماجدة) عائذ بن 
نضلة؛ ضعفه البخاري وقال: «قال الحميدي: قال ابن عيينة: قيل ليحيئ: من 
أبو ماجد هذا؟ قال: طائر طار فحدَّثنا» نقله الترمذي. 

)١(‏ أخرجه آحمد(۰۱۸۱۹۲ ۱۸۱۸۱) وأبو داود )۳٠۷۷(‏ والنسائي في «الكبرئ» 
(1865-7865) وابن ماجه )١541(‏ والبيهقي /٤(‏ 77) من طريق يحيئ بن أبي 
كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن ثوبان مولئ رسول الله لى صححه الترمذي 
وابن حبان (59 )١‏ والحاكم /١(‏ 05) والألباني في «أحكام الجنائز» (ص 070). 
خطأه أبو حاتم في «العلل» )۱٠۷۸(‏ ورجح أنه عن يحيئ بن أبي كثير عن زيد بن 
سلام عن جده أبي سلّام عن ثوبان عن النبي كله واستبعد أن يكون عن أبي سلمة 
عن ثوبان. وأبو سلام هو ممطور الحبشي ثقة يرسل» ولم يسمع من ثوبان. قاله ابن 
معين وأحمد وابن المديني وأبو حاتم» انظر: «تهذيب التهذيب» .)5595/1١١(‏ 
وأخرج الترمذي )1١91(‏ من طريق أبي بكر بن أبي مريم (وهو ضعيف) عن 
راشد بن سعد (وهو كثير الإرسال) عن ثوبان مرفوعًا بنحوه» ثم ذكر أنه روي 
موقوفاء ونقل عن البخاري أن الموقوف أصح. 

)۲( ك: «اتبعتم. ع: اجنازة». 

(۳) أخرجه البخاري (۱۳۱۰ و1704) ومسلم (409) من حديث أبي سعيد الخدري. 

.)۲۳١ /١( انظر: «اقتضاء الصراط المستقيم؟‎ )٤( 


TTA 


أبو داود(١2:‏ روئ هذا الحديث الثوري» عن سهيلء عن أبيه» عن أبي هريرة» 


وقال فيه: «حتئ توضع بالأرض»» ورواه أبو معاوية عن سهيل وقال: 
«حتئ توضع في اللحد). قال: وسفيان أحفظ من أبي معاوية. 

وقد روئ أبو داود0؟) عن عبادة بن الصامت قال: كان رسول الله بل 
يقوم في الجنازة حت توضع في اللحد. ولكن في إسناده بشر بن رافع» قال 
الترمذي47): ليس بالقوي في الحديث. وقال البخاري: لا يتابع في حديثه. 
وقال أحمد”*»: ضعيف. وقال ابن معين: حدَّثْ بمناكير. وقال النسائي: ليس 
بالقوي. وقال ابن حبان: يروي أشياء موضوعة كأنه المتعمد لها . 

فصل 

ولم يكن من هديه وسيََّه الصلاءٌ علئ كلّ غائب ميّت. فقد مات خلق 

كثير من المسلمين» وهم عُيّب» فلم يصلّ عليهم. وصح عنه أنه صلی على 


(۱) عقب (۳۱۷۳). 

(۲) ماعداق:«قال» دون الواو. 

(۳) في طبعة الرسالة بعده: «الترمذي» والزيادة من الفقي. والحديث أخرجه أبو داود 
١‏ والترمذي )٠١7١(‏ وابن ماجه )١1540(‏ والبزار (۷/ 17) والبيهقي 
/٤(‏ ۲۸)ء وفيه عبد الله بن سليمان بن جنادة» قال البخاري: فيه نظر؛ وأبوه منكر 
الحديث. «التاريخ الكبير» (5/ 0٠١8‏ 5/4) ولاءً. وفي طريق الترمذي وابن ماجه 
بشر بن رافع» ضعيف كما سيذكره المصنف. 

)4( في «الجامع» عقب الحديث. 


(5) ص: «الإمام أحمد». 
(5) انظر لقول البخاري ومن بعده: «ميزان الاعتدال» (0711//1). 


50 


النجاشي صلاته على الميّت. 

فاختلف الناس في ذلك علئ ثلاثة طرق: 

أحدها: أنَّ هذا تشريع منه وسنَّة للأمة: الصلاة على كل غائب. وهذا 
قول الشافعي وأحمد في إحدى الروايتين عنه. 

قال ائ ةة وماك هذا غاص ةه ولس ولك ليره قال 
أضكانينا: ومن الجائز أن يكون رُفِمَ له سريرٌه» فصلیٰ عليه وهو يراه صلاته 
يروه فهم تابعون للنبي با في الصلاة. قالوا: ويدل على هذا أنه لم ينقل عنه 
أنه كان يمك عن كل لادی غرف رک ست كه أن فل ست ول یل 
لأحد بعده إلى أن يعاين سرير الميت من المسافة البعيدة» ويُرفَع له حتى 
يصلّي عليه فعُلِم أن ذلك مخصوص به(). 

وقد روي عنه آنه صلّئ على معاوية بن معاوية الليشي وهو غائب0". 
ولكن لا يصح فإن في إسناده العلاء بن زيد ‏ ويقال: ابن زيدّل قال 
علي بن المديني“: كان يضع الحديث. ورواه ین( بن هلال» عن 


(۱) أخرجه من حديث أبي هريرة البخاري )١756(‏ ومسلم (401). 

(۲) انظر: «المبسوط» للسرخسي (۲/ 1۷) و«فتح القدير؟ لابن الهمام(؟/1١١)‏ 
و«شرح التلقين» (۳/ .)١1817'‏ 

.)٠١ /٤( أخرجه البيهقي‎ )۳( 

:)57١ /5( انظر: «ميزان الاعتدال» (۳/ 44)» وقال البخاري في «التاريخ الكبير»‎ )٤( 
«منكر الحديث».‎ 

(0) ج: امحمودا» تحريف. 


كن 


عطاء بن أبي ميمونة» عن أنس(١2.‏ قال البخاري(2): لا يتابع عليه. 


وقال شيخ الإسلام ابن تيمية(©: الصواب أن الغائب إن مات ببلد لم 
يصلّ عليه فيه صني عليه صلاة الغائب» كما صلَّئ النبي ككل على النجاشي 
لأنه مات بين الكفار» فلم يصلّ عليه. وإن صني عليه حيث مات لم يصلّ 
عليه صلاة الغائبء لأنْ الفرض قد سقط بصلاة المسلمين عليه. والنبئ لا 
صلی علئ الغائب» وترك. وفعله سنّة(»» وتركّه سنّ. وهذا له موضعء وهذا 
له موضع. والله أعلم. 

فالأقوال الثلاثة في مذهب أحمدء وأصخها هذا التفصيل. والمشهور 
عند أصحابه الصلاة عليه مطلة(. 


فصل 
وصح عنه بَا أنه قام للجنازة لما مرّت به» وأمَّر بالقيام لها1). وصح 


)؟71/١( أخرجه من هذا الطريق أبو يعلئ (5774) وابن ضريس في «فضائل القرآن»‎ )١( 
.)0١/5( والطبراني (۱۹/ 578) والبيهقي‎ 

(0) أسنده ابن عدي في «الكامل» في أول ترجمة محبوب /١١(‏ 15) وعنه البيهقي 
.)0١/5(‏ وانظر: «ميزان الاعتدال» (۳/ 57 5). 

(۳) انظر: «جامع المسائل» (5/ ۱۷۷). 

(5) لفظ «سنة» ساقط من المطبوع. 

() انظر: «الفروع» (۳/ )۳٣۳‏ و«الإنصاف» (۲/ .)٥۳۳‏ 

(7) أخرجه البخاري )۱۳١۷(‏ ومسلم (404) من حديث عامر بن ربيعة. وأخرجاه أيضًا 
من حديث أبي سعيد: البخاري (۱۳۱۰) ومسلم (409). 


038 


عنه أنه قعد(١2.‏ فاختلف في ذلك» فقيل: القيام منسوخ والقعود آخر الأمرين. 


وهذا أولئ من ادعاء النسخ. 
فصل 
وكان من هديه: أن لا يدفن الميّت عند طلوع الشمس ولا عند غروبها 
ولا حين يقوم قائم الظهيرة9؟). 


وكان من هديه: اللخ وتم القن وومةه دن هد ران الوك 
ورجليه. ويذكر عنه أنه كان إذا وضع الميّت في القبر قال: «بسم الله وبالله» 


وف مل a‏ ا(٠‏ . وني وا البسم ال وفي سبيل الله وعلى ملّة 
رسول الله). 


(۱) أخرجه مسلم )4٦۲(‏ من حديث علي بن أبي طالب. 

(؟) وهذا مذهب ابن عقيل وشيخ الإسلام. انظر: «الفروع» )/ (A‏ 

(۳) وقد أفاض المؤلف القول في المسألة في اتبذيب السنن» (۲/ 15057- 0560 7). 

)٤(‏ أخرجه مسلم (871) من حديث عقبة بن عامر. 

(0) أخرجهأحمد(59940.58152. ۰٥۳۷۰ ٥۲۳۲۳‏ ١١١5)وأبوداود(١97)‏ 
والترمذي )٠١55(‏ والنسائي في «الكبرئ» )1١87٠0(‏ وابن ماجه )155١(‏ وابن 
حبان )۳٠٠١(‏ والحاكم )”57/١(‏ والبيهقي /٤(‏ 64) من طرق عن عبد الله بن 
عمر مرفوعا. وقد اختلف في رفعه ووقفه» ورجح النسائي )٠١871(‏ والدارقطني في 
«العلل» (۲۸۳۸) الوقفء وبه قال ابن عبد الهادي في «المحرر؛ عقب .)٥٤١(‏ 
وانظر: «التلخيص الحبير» (۳/ 1717:0-1779). 

(5) أخرجه ابن ماجه )١5617 »۱٥٥۰(‏ والبيهقي (5/ 06) من طريقين عن ابن عمر» 
والصحيح أنه موقوف. وانظر التخريج السابق. 


YY 


ويذكر(21 عنه أيضًا أنه كان يحثو على الميّت إذا دفن التّرابَ ٠"‏ من قبل 
رأسه ثلاما. 


وكان إذا فرغ من دفن الميّت قام على قبره هو وأصحابه» وسأل له 
التثبيت» وأمرهم أن يسألوا له التثبيت. 


ولم يكن يجلس يقرأ عند القبر ولا يلقّن الميّتَ» كما يفعله الناس اليوم. 
وأما الحديث الذي رواه الطبراني في (معجمه»(؟) من حديث أبي أمامة عن 
النبي بل «إذا مات أحدٌ من إخوانكم فسوّيتم التراب على قبره فليِقُمْ 
أحدكم علئ رأس قبره. ثم ليقل: يا فلان» فإنه يسمعه ولا يجيب. ثم يقول: يا 
فلان بن فلانة» فإنه يستوي قاعدًا. ثم يقول: يا فلان بن فلانة» فإنه يقول: 
أرشدنا يرحمك الله» ولكن لا يشعرون. فليقل: اذكر ما خرجت عليه: شهادة 
أن لا إله إلا الله وأنَّ محمدًا عبده ورسوله وأنّك رضيتٌ بالله ربّاء وبالإسلام 


(۱) أخرجه أحمد )۸۰۸٤(‏ وابن ماجه )١15705(‏ والطبراني في «الأوسط» (471/1) من 
حديث أبي هريرة. قال أبو حاتم في «العلل» لابنه :)٤۸۳(‏ «هذا حديث باطل»» 
ورجح )٠١77(‏ أنه عن أبي سلمة مرسل. وكذلك قال الدارقطني في «علله» 
(44⁄). 

(۲) لفظ: «التراب» ساقط من ك. 

(۳) آخرجه أبو داود (۳۲۲۱) وعبد الله بن أحمد في «السنة» -١5057(‏ نشرة عادل آل 
حمدان) والبزار (۲/ )9١‏ وابن المنذر في «الأوسط» )٥٠۷ /١(‏ وابن السني في «عمل 
اليوم والليلة» (ص۳۷٥)‏ والحاكم )۳۷١ /١(‏ والبيهقي )١١ /٤(‏ والضياء المقدسي 
في «المختارة» (۱/ )٥۲۲‏ من حديث عثمان» وإسناده حسن. 

(5) «الكبير» (۸/ )۲٤۹‏ وفي «الدعاء» .)١1١5(‏ وأخرجه ابن رَبْر الرئعى في «وصايا 
العلماء عند الموت» (ص5؟). 0 


ان 


دیتاء وبمحمد نبيّاء وبالقرآن إمامًا. فإِنَّ منكرًا ونكيرًا يأخذ کل منهما بيد 
صاحبه ويقول: انطلق بناء ما نقعد عند من لقن حجته» فيكون الله حجيجّه 
دونهما». فقال رجل: يا رسول الله» فإن لم يعرف أمّه؟ قال: «فينسبه إلى 
حواء: يا فلان بن حوّاء». فهذا حديث لا يصح رفعه(1©. 

ولكن قال الأثرم": قلت لأبي عبد الله: فهذا الذي يصنعونه إذا دفن 
الميت: يقف الرجلء ويقول: يا فلان بن فلانة اذكر ما فارقت عليه الدنيا: شهادة 
أن لا إله إلا الله. فقال: ما رأيت أحذا فعل هذا إلا أهل الشام» حين مات أبو 
المغيرة جاء إنسانء فقال ذاك. وكان أبو المغيرة يروي فيه عن أبي بكر بن أبي 
مريم عن أشياخهم أنهم كانوا يفعلونه. وكان ابن عياش يروي فيه. قلت: يريد 
حديث إسماعيل بن عياش هذا الذي رواه الطبراني عن أبي أمامة. 


وقد ذكر سعيد بن منصور في اسننه»17) عن راشد بن سعد وضَّمْرة بن 
حبيب وحكيم بن عمير قالوا: إذا سوي على الميّت قبره وانصرف الناس عنه 
فكانوا يستحيّون أن يقال للميّت عند قبره: يا فلان» قل: لا إله إلا اللهء أشهد 
أن لا إله إلا الله ثلاث مرات ‏ يا فلانء قل: ربي الله» وديني الإسلام» ونببي 


)١(‏ وقال المؤلف في «تهذيب السنن» (۳/ 71/7): «هذا الحديث متفق على ضعفه» فلا 
تقوم به حجة». وضعفه أيضًا العراقي في «المغني عن حمل الأسفار» (۱۲۲۹/۲- 
دار الطبرية) والألباني في «الإرواء» (207). وانظر: «المقاصد الحسنة» .)۳٤١(‏ 

(۲) نقله ابن الملقن في «البدر المنير» (7”4-77"8/65) والحافظ في «التلخيص» 
۲ ۱۲۲۸-۲۷). وانظر: «المغني» (۳/ .)٤۳۸‏ 

() «السئن والأحكام» للمقدسي .)۲۹١٤(‏ وذكره أيضًا ابن الملقن في «البدر المنير) 
(8/5*”) والحافظ في «التلخيص» .)١7517-17557/(‏ ونقل ابن الملقن عن ابن 
الصلاح والنووي أنه ضعيف وإسناده ليس بقائم. 


V٤ 


ھ . : ١(‏ 
محمد. ثم ينصرف( ١‏ 


فصل 

ولم يكن من هديه وَل تعلية القبور ولا بناؤها بآجرٌ ولا حجر ولا لينء 
ولا تشييدها ولا تطيينهاء ولا بناء القِبّاب عليها. وكل هذا بدعة مكروهة 
مخالفة لهديه. وقد بعث علي بن أبي طالب(" أن لا يدع تمثالًا إلا طْمَسَه 
ولا قرا مُشْرِهًا إلا سوّاه("). فستته تسوية هذه القبور المُشرفة كلّها. ونبئ أن 
يجصّص القبر» وأن يُبنئ عليه وأن يكتّب عليه . 

وكانت20) قبور أصحابه لا مشرفة ولا لاطئةٌ» وهكذا قبره الكريم وقبر 
صاحبيه. وقبره ية مسنم مبطوح ببطحاء العرصة الحمراء لا مبنيٌ ولا 


مطيّن. وهكذا قبر صاحبيه9). 
وكان يُعلِم قبرَ من يريد یعرف" قبره بصخر ۸(5 . 


(۱) وانظر: «الروح» للمصنف .)١۲/١(‏ 

(؟) في طبعة الرسالة بعده: «إلئ اليمن»» والزيادة من الفقي. 

(۳) أخرجه مسلم (979) من حديث علي بن أبي طالب. 

)٤(‏ أخرجه مسلم (9170) من حديث جابر بن عبد الله. 

(6) ماعداك: «وكان؟6. 

(7) أخرجه البخاري (140) عن سفيان التمار أنه رأئ قبر النبي بل مسنّمًا. 

(۷) يعني: أن يعرف. وقد سقط «يعرف» من ك. وضبط في ج بالبناء للمجهول. ومن أمثلة 
حذف «أن» قبل المضارع قول النبي ككل في حديث آم حبيبة: «لا يحل لامرأة تؤمن بالله 
واليوم الآخر تُحِدُ على ميت فوق ثلاث" الحديث. أخرجه البخاري )۱۲۸١(‏ وهكذا في 
الحديث الثاني عن زينب بنت جحش .)١1787(‏ وانظر: «الداء والدواء» (ص؟ "0). 

(۸) أخرجه ابن أبي شيبة (727/0717011877) وأبو داود (7707) والدولابي في «الكنئئ - 


216 


فصل 


ونه عن اتخاذ القبور مساجد وإيقاد السّرّج عليهاء واشتد يه في 


ذلك حتئ لعن فاعله". ونبئ عن الصلاة إلى القبور"» وهي أمته أن 
يتخذوا قبره عيدًا0؟2» ولعن زائرات القبور0©). 


(1) 
(۲) 


(۳) 


فق 


2) 


والأسماء؛ )75١1/١(‏ والبيهقي (۳/ 717) من طرق عن كثير بن زيدعن 


المطلب بن أبي وداعة هَن حسّن إسنادّه ابن الملقن في «البدر المنير) 
(5/ 776) والحافظ في «التلخيص» .)١751١/7(‏ وانظر: «العلل» لابن أبي حاتم 


.)١78( 
ن: «وكان ينهئ عن».‎ 
أخرجه من حديث أبي هريرة البخاري (477) ومسلم (010)» ومن حديث عائشة‎ 


وعبد الله بن عباس البخاري (5725) ومسلم (0171)» دون ذكر إيقاد السرج. وهي 
زيادة ضعيفة وردت في حديث ابن عباس عند الطيالسي (7807) وأحمد 27١0(‏ 
۲۹۸٤ ٣۳‏ ۳۱۸) وأبي داود (777*5) والترمذي (70”) والنسائي (57 )7١‏ 
وابن ماجه .)۱٥۷١(‏ وفيه باذام أبو صالح مولئ آم هانى» ضعيف يرسل. ووقع في 
إسناد ابن أبي شيبة (59 1/5 5 )١14801‏ أنه حدث بعد ما كبر. وهذه الزيادة ضعفها 
عبدالحق والمنذري والنووي الألباني وغيرهم. انظر: «البدر المنير» -۳٤۸/٥(‏ 
۹ ) و«إرواء الغليل» )/5١(‏ و«السلسلة الضعيفة» (7170). 

أخرجه مسلم (91/7) من حديث أبي مرثد الغنوي» وفيه أيضًا النهي عن الجلوس 
عليها. 

أخرجه أحمد (5 ۸۸۰) وأبو داود )73١57(‏ والطبراني في «الأوسط» )۸٠۲١(‏ من 
حديث أبي هريرة» وصحح إسناده الحافظ في «الفتح» (5/ .)٤۸۸‏ 

وهو في حديث باذام مولئ أم هانئ عن ابن عباس المخرج في التخريج الذي قبل 
حديثين. 


082 


وان هدي أن لان القبون وتوطاء وان لا تجن عله وكا 
عليه( ولا تعظَّم بحيث تُتّخذ مساجد فيصلّئ عندها وإليهاء وتتّخذ أعيادًا 
وأوثان0"). 

فصل 
في هديه في زيارة القبور 

كان إذا زار قبور أصحابه يزورها للدعاء لهم والترحم عليهم 
والاستغفار لهم. وهذه هي الزيارة التي سنّها لأمته وشرعَها لهم. وأمرهم أن 
يقولوا إذا زاروها: «السّلام عليكم أهلّ الديار من المؤمنين والمسلمين. وإنا 
إن شاء الله بكم لاحقون» نسأل الله لنا ولكم العافية»(0©. 

وكان هديه أن يقول ويفعل عند زيارتها من جنس ما يقوله عند الصلاة 
عليه من الدعاء له والترحُم والاستغفار. فأبئ المشركون إلا دعاءً الميت 


)١(‏ أخرجه مسلم )91/١1(‏ من حديث أبي هريرة وَإلَدعَنهُ. 

(۲) أخرج الشافعي في «حرملة» (معرفة السنن- 017/0 7) والحميدي )٠٠٠١(‏ وأحمد 
(7764) والبزار )٤۸/۱١(‏ وأبو يعلئ (57401) من حديث أبي هريرة عن النبي وَل 
بلفظ: «لا تجعلّنَّ قبري وثنّاء لعن الله قومًا اتخذوا قبور أنبيائهم مساجدا» وعند 
الشافعي: «اللهم لا تجعل...2» وفي إسناده حمزة بن المغيرة بن نشيط القرشي» قال 
ابن معين: «ليس به بأس)» إلا أنه تفرد بروايته عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن 
أبي هريرة. والمشهور ما رواه مالك )٤١٥(‏ وعبد الرزاق )١19817(‏ وابن أبي شيبة 
)94١7(‏ عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار مرسلًا دعاء النبي ڳلا 

(۳) أخرجه مسلم (915) من حديث بريدة بن الحصيب. وأخرجه أيضًا من حديث 
عائشة (91/4) ومن حديث أبي هريرة .)۲٤۹(‏ 

(5) في طبعة الرسالة: «علئ الميت»» والتصرف من الفقي. 


YY 


والإشراك به» والإقسام على الله به» وسؤاله الحوائج» والاستغاثة به 
والتوجّة إليه؛ بعك س(١)‏ هديه ب فإنّه هدي توحيد وإحسان إلى المت 
وهديٌ هؤلاء هدي" شرك وإساءة إلى نفوسهم وإلئ الميت. وهم ثلاثة 
أقسام: إما أن يدعوا الميّتَ» أو يدعون به أو يدعون" عنده ويرون الدعاء 
عنده أوجب وأولئ من الدعاء في المساجد. ومن تأمّل هدي رسول الله با 
وأصحابه تبيّن له الفرق بين الأمرين. وبالله التوفيق. 
فصل 

وكان من هديه تعزية آهل الميت. ولم يكن من هديه أن يُجتمّع 
للعزاء9؟»» ويُقرأ له القرآن داق عير رك هذا بدعة حادثة بعله 
مكروهة. 

واف من دة السكون: الف اء الخ © 


ك4 


والاسترجاع”' '. وبرئ ممن خرّق لأجل المصيبة ثيابه» أو رفع صوته 


)١(‏ صء ج: اعكس"6. 

(۲) لفظ «هدي» ساقط من النسخ المطبوعة. 

(۳) «يدعون» ساقط من ق» مب» ن. 

)٤(‏ أخرج أحمد (1405) وابن ماجه )١117(‏ والطيراني (5405) من حديث جرير بن 
عبد الله البجلي: «كنا نعد ‏ أو نرئ ‏ الاجتماع إلى أهل الميت وصنعة الطعام بعد 
دفنه من النياحة»» هذا لفظ ابن ماجه. والحديث صحيح» وصححه الألباني في 
«أحكام الجنائز» (ص۷١١).‏ 

(5) لم يرد «لله) في ص» ج. 

0( أخرجه مسلم (414) من حديث أم سلمة وَدَإيَدعَنْها. 


TYA 


اندب والتياحة» أو حلّق لها و 


وكان من هديه: أنَّ أهل الميت لا يتكلّفون الطعام للناس» بل أمَر أن 


يصنع النَّاسٌ لهم طعامًا يرسلونه إليهم". وهذا من أعظم مكارم الأخلاق 
والشّيّم والحمل عن أهل الميت فإتّهم في شغل بمصابهم عن إطعام الناس. 


و 
وكان من هديه: ترك نعى المّت» بل كان ينهئ عنه ويقول: اهو من 


عمل الجاهلية". وكره حذيفة أن يُعلِمَ به أهلّه الناس إذا مات» وقال: 
أخاف أن يكون من النعى7؟). 


(000 
(۲) 


(۳) 


أخرجه البخاري )١1745(‏ ومسلم (۱۰۳) من حديث عبد الله بن مسعود. 

أخرجه الشافعي في «الأم؛ (۲/ 0 7) وأحمد )١751(‏ وأبو داود (۳۱۳۲) والترمذي 
(44) وابن ماجه (۰ ١‏ والدارقطني )١180٠(‏ والبيهقي /٤(‏ )من حديث 
عبد الله بن جعفر. حسنه الترمذي» وصححه الحاكم /١(‏ ۳۷۲)ء واختاره الضياء 
المقدسي .)١717/21757/9(‏ وبنحوه أخرج أحمد (۲۷۰۸۲) وابن ماجه )١51١(‏ 
والطبراني )١47 /۲٤(‏ من حديث أسماء بنت عميس مطولاء ولكنه ضعيف لجهالة 
أم عيسئ الجزار وأم جعفر بنت محمد بن جعفر بن أبي طالب. وكانت عائشة 
الصديقة كتا تأمر ببرمة من تلبينة فتطبخ» ثم يُصنع ثريد فتصب التلبينة عليهاء ثم 
قالت: كُلْن منهاء فإني سمعت رسول الله يك يقول: «التلبينة مجمة لفؤاد المريض» 
تذهب ببعض الحزن». ينظر: «(صحيح البخاري» (511 25589228 0590) 
و(صحيح مسلم) .)15١5(‏ 

أخرجه الترمذي )۹۸٤(‏ وضعفه لأجل أبي حمزة ميمون الأعور. وأخرجه أيضًا ابن 
أبي شيبة )١٠۳١۸(‏ والبزار (0/ )١5‏ والطبراني في «الكبير» )٠١ /٠١(‏ و«الأوسط» 
(۳۰۹۱)» وفيه أيضًا أبو حمزة هذا. 

أخرجه أحمد (71"505) والترمذي (487) وابن ماجه )١5177(‏ والبيهقي /٤(‏ 4 17) 
من حديث حديفة بن اليمان أنه كان إذا مات له الميت قال: «لا تؤذنوا به أحدّاء إني- 


034 


فصل 
في هديه ك في صلاة الخوف 

أباح الله له قصرّ أركانٍ الصلاة وعددها إذا اجتمع الخوف والسفرء 
وقصرٌ العدد وحده إذا كان سف لا خوف معه. وقصرّ الأركان وحدها إذا كان 
خوفٌ لا سفر معه. وهذا كان هديه بف وبه تعلم الحكمة في تقييد القصر في 

الآية(21 بالّرب في الأرض والخوف. 
وكان من هديه في صلاة الخوف إذا كان العدو بينه وبين القبلة: أن 
يضف المسلمين كلّهم خلفه» فيكبّر ويكبرون جميعًاء ثم يركع ويركعون 
جیا ل رفع ويرففوة معة . ثم ينحدر بالسجود والصف الذي يليه 
خاصّة ويقوم الصف المؤجر مواج" العدوٌ. فإذا فر نس الركية ي 
ومبمض إلى الثانية سجد الصف المؤر بعد قيامه سجدتين» ثم قاموا فتقدّموا 
إلى مكان الصف الأول» وتار الصف الأول مكانهم؛ لتحصل فضيلة 
الصف الأول للطائفتين» وليدرك الصف الثاني مع النبي بيا السجدتين في 
الركعة الثانية» كما أدرك الأول معه السجدتين في الأولئء فتستوي الطائفتان 
فيما أدركوا معه وفيما قضّوا لأنفسهم؛ وذلك غاية العدل. فإذا ركع صنع 
الطائفتان كما صنعوا أول مرة. فإذا جلس في التشهد سجد الصف المؤخَر 


= أخاف أن يكون نعيًا. إني سمعت رسول الله به ينهئ عن النعي». إسناده حسنء انظر: 
«فتح الباري» (۳/ ۹۳). 

)١(‏ ص: «الآيات». 

(۲) تقدم نحو هذا بأطول منه في الكلام على قصر الصلاة. 

(9) كء ج: «مواجهة». 


نا 


سجدتين ولحقوه في التشهده فسلَّم بهم جميعً(1). 
وإن كان العدوٌ في غير جهة القبلة» فإنه كان تارةً يجعلهم فرقتين: فرقة 
بإزاء العدوء وفرقة تصلي معه. فتصلَّي معه إحدى الفرقتين ركعة ثم 
عضرت ا عبلان! إلى بكاة القردة الاسرية» وني لخر إلى كان 
هذه فتصلّي معه الركعة الثانية. اسل اوعقي كل ااا ركف ركم مد 
سلام الإماء. 


وتارء كان يصلّي بإحدئ الطائفتين ركعة ثم يقوم إلى الثانية» وتقضي 
هي ركعةً وهو واقف» وتلم قبل ركوعه. وتأتي الطائفة الأخرئ فتصلّي معه 
SS‏ 
التشهد. ٠‏ فإذا تشهّدت سلَّم بهم 


ل 
0 و ٠.‏ نا 
الأخرئء» فيصلي بهم الركعتين «الأخريين» ويسلم بهم. فتكون له أربعاء 
ولهم ر كعتين ر کش 
ا L4‏ 
وتارةً كان يصلي بإحدئ الطائفتين ركعتين ويسلم بهم» وتأتي الأخرئ 


)١(‏ أخرجه مسلم )۸٤٩(‏ من حديث جابر بن عبد الله. 

(۲) أخرجه البخاري (457) ومسلم (۸۳۹) من حديث عبد الله بن عمرء وكانت في 
غزوة قبل نجد. 

(۳) أخرجه البخاري )٤۱۳۱(‏ ومسلم )۸٤۱(‏ من حديث سهل بن أبي حثمة» وكانت في 
غزوة بني أنمار وهي غزوة ذات الرقاع. 

)€( علقه البخاري (5؟7١5)‏ ووصله مسلم )۸٤۳(‏ من حديث جابر بن عبد الله» وكانت 
في غزوة ذات الرقاع. 

AI 


فيصلي بهم ركعتين ويسلَّم بهم(١2»‏ فيكون قد صلی بكلّ طائفة صلاةً("). 

وتارةً كان يصلَّي بإحدئ الطائفتين ركعة ثم تذهب ولا تقضي شيئًا. 
وتجيء الأخرئء فيصلي بهم ركعة ولا تقضي شيئًا. فيكون له ركعتان» 
ولهم ركعة ركعة(". 


وهذه الأوجه كلها تجوز الصلاة مها. 


قال ا :کل حديث يرو في أبواب صلاة الخوف» فالعمل 
تز. وقال: ستة أوجه أو سبعة تروئ فيها كلها جائزة 


00 : قلت لأبي عبد الله: تقول بالأحاديث كلها كل حديث 
في موضعه. أو تختار واحدًا منها؟ قال: آنا أقول: من ذهب إليها كلّها 


)0( العبارة «وتأتي... بهم» ساقطة من ج لانتقال النظر. 

(۲) أخرجه الشافعي في «الأم» (۲/ )۳٤۸‏ وابن أبي شيبة (879/7) وابن المنذر في 
«الأوسط» )١١/0(‏ والنسائي في «المجتبيئ» )١1507(‏ و«الكبرئ» (194657) 
والدارقطتي 01۷41 والببيتي 595759 ) عن ياك جاب يزاغلا الله ر و 
الحسن وهو لم يسمع من جابر» وقد صرّح عند ابن أبي شيبة: «نيّئتُ عن جابر بن 
عبد الله). 

(۳) علقه البخاري (5؟١5)‏ بالجزم» ووصله عبد الرزاق )450١(‏ وابن أبي شيبة 
(۷ ۸ وأحمد (7 270 7155) والنسائي في «المجتبئئ» (۳۳١٠ء‏ 
4) و«الكبرئ» (670: 1974 )١1976‏ والبيهقي (۳/ )۲٣۲‏ من حديث 
عبد الله بن عباس. صححه ابن خزيمة )١1755(‏ وابن حبان (5817/1) والحاكم 
(۱/ (. 

.)۳١١ /۳( انظر: «المغني»‎ )٤( 

(5) ماعداق» مب» ن: «قال٤.‏ وقد أثبت ما فيها لموافقته لمصدر النقل» وهو «المغني». 


TAY 


١ 5 
00: 


وظاعز هذا ادير اوعس ع[ اة مغ ركف ولاس ا 
وهذا مذهب ابن عباس وجابر بن عبد الله وطاوس ومجاهد والحسن وقتادة 
والحكم وإسحاق بن راهويه. قال صاحب «المخني»": وعموم كلام أحمد 
يقتضي جواز ذلك وأصحابنا ينكرونه. 

وقد روي عنه في صلاة الخوف صفاتٌ أكَر ترجع كلّها إلئ هذه. وة 
أصولهاء وربما اختلفت بعض ألفاظها. وقد ذكرها بعضهم عشر صفات» 
وذكرها أبو محمد بن حزم" نحو خمس عشرة صفة. والصحيح: ما ذكرناه 
أولاء وهؤلاء كلما رأوا اختلاف الرواة في قصة جعلوا ذلك وجومًا من فعل 
النبي ياف وإنما هو من اختلاف الرواة. والله أعلم. 

220 


)١(‏ تكملته في «المغني»: «وأما حديث سهل فأنا أختاره». 
)۳٠١ /۳( (۲(‏ وما قبله مستفاد أيضًا منه. وقد فصّل صاحب «المغني» الأوجه الستة التي 
صلی عليها النبي يكللة. 
(۳) قال في «المحلّئ) (۳/ 777): «صح فيها أربعة عشر وجهًا)» ولم يشرحها وذكر 
الحافظ في «الفتح» (۲/ )٤١١‏ أن ابن حزم بيّنها في جزء مفرد» وأن أبا الفضل العراقي 
ذكر في اشرح الترمذي» سبعة عشر وجها. ثم نقل كلام ابن القيم. 
AY‏ 


فهرس الموضوعات 


_- نسبة الكتاب» وعنوانه» وتاريخ تأليفه e. N‏ 
- بناء الكتاب وموضوعاته FT. O SSS SS‏ 
- غرض المؤلف من تأليفه ومنهجه فيه ا E e‏ 
- أهم موارد المؤلف في كتابه ب00001 0 0 0 


چ أثره في الكتب والمؤلفات بعده و ته الوق ل ا EN.‏ 
3 مختصرات وترجمات ودراسات عن الكتاب 0 OA. ١‏ 
ت الات السابقة ا 1 1 ذا E‏ 


اده التحقة ١*٠‏ 
میج ووففف مفو وو و فم ووو و ووو ووو نون 
8 2 
5 5 
- نماذح مم النسخ الخطية ° 
ج من ل لل لح 00 
4 2 


- مقدمة المؤلف eee‏ 65-87 
- تقسسير قوله تعالئ: « بلأا أن تك ادون كم 
لْمْؤّمِِيرت %4 7ب 000 اا N.‏ 
- تفسير قوله تعالول: $ وك يی مایت رتت امان كلب ¢ u.‏ 2 
- فصل في ذكر ما اختاره الله من خلقه 0 


- فضائل البلد الأمين وخصائصه 0111 ا 


1A0 


المفاضلة بين ليلة القدر وليلة الإسراء SS‏ 
المفاضلة بين يوم الجمعة ويوم عرفة O TT‏ 
فصل في أن الطيّب من كل شيء هو مختاره تعالئ aS‏ 
فصل في اضطرار العباد إلى معرفة الرسول وما جاء به وتصديقه 


بحث كون الذبيح إسماعيل » لا إسحاق e RAS‏ 
مولده کل ا حا ا اا الاح ال لح حل حا ااا ا ا ا 00 


وفاة والديه وكفالته ES‏ اق الوا O‏ وز 


مبعثه ومراتب الوحي 8 


٠ ٠ ٠‏ ۰ صلا 
فصل في ختانه 
0 0 و 
2 


فصل في شرح معاني أسمائه َك ش13 
فصل في ذكر الهجرة الأول والثانية a‏ 
الإسراء والمعراج SEA AAR RAS‏ 
فصل في أو لاده کا 00000 0200 


۳٦ 
۳۹ 
0 


0١ 
or 
or 
0۹ 
0۹ 
1 
10 
A 
58 
۷۰ 
۷1 
Y۲ 
Yo 
Ao 
AA 
۹۱ 
۹۲ 
۹۳ 


- فصل في سراريه اا 
- فصل في مواليه ل ا E‏ 
- فصل في خدّامه AAT OSES‏ 
- فصل في كاه E E‏ 


- فصل فيمن كان يضرب الأعناق بين يديه با E O‏ 
- فصل فيمن کان علئ نفقاته وخاتمه ونعله وسواكه ومن كان يأذن 

عليه E asan RST‏ 
- فصل في شعرائه وخطبائه IY AMSG‏ 
- فصل في حداته الذين كانوا يحدون بين يديه في السفر TY assess‏ 
- فصل في غزواته وبعوثه وسراياه ET RASER AES‏ 
- فصل في ذكر سلاحه وأثاثه بالا لوطا i‏ 
- فصل في دوابه es‏ نولمو ع اماه واه قف ا اماه ا ما ا TI‏ 
- فصل في ملابسه 000 ا 
- فصل في هديه وسيرته َة في الطعام والشراب E. SASS‏ 
- فصل في هديه في النکاح ومعاشرته أهله egies‏ !ا 
- فصل في هديه وسيرته ٤ه‏ في نومه وانتباهه م ا ع O‏ 


AV 


- فصل في هديه وة في ال ركوب NY SEs ss‏ 


- فصل في اتخاذ رسول ئة الإماء والعبيد E sa‏ 
- فصل في هديه ية في البيع والشراء والشفاعة والحلف والمزاح 

والتورية وعيادة المريض وسماعه مديح الشعراء 0 E‏ 
- فصل في مسابقته هة على الأقدام وخدمة نفسه وهديه في التداوي...  ١58‏ 
- فصل في هديه ياء في معاملته VY Ase‏ 
_- فصل في هديه اة في مشيه وحده ومع صحابه VE. e‏ 
- فصل في هديه يه في جلوسه واتکائه 1 ا VVE‏ 
- فصل في هديه ية عند قضاء الحاجة VA ER Os‏ 
- فصل في هديه هة في الفطرة وتوابعها VAN eee‏ 
- فصل في هديه َة في قص الشارب 000000101 0 
- فصل في هديه ييو في كلامه وسكوته وضحكه وبکائه 000 ندا 
- فصل في هديه يهاه في خطبه EY o n‏ 
فصول في هديه في العبادات NEN SSS SRR‏ 
* فصل في هديه َيه في الوضوء AA oes‏ 


- فصل في هديه ية في المسح على الخفين IV ° SSS‏ 
- فصل في هديه ية في التيمم TANS asses Tees e ed‏ 


* فصل في هديه َة في الصلاة 5 
- أنواع الاستفتاح IY esen a‏ 
- السكتتان في صلاته ا HE‏ 
- قراءته يه في صلاة الفجر عموما وصبيحة الجمعة 000 YY‏ 
- فصل في قراءته في الصلوات الأخرئ والجمعة والأعياد a‏ اشيرق 


TAA 


- قراءة الخلفاء الراشدين في الفجر والمراد بالتخفيف E o‏ 
- فصل في قراءة سورة بعينها في الصلوات» وقراءة بعض السورة وما 

إلى ذلك ae Se‏ ا 
- فصل في إطالة الركعة الأولى وإطالة صلاة الفجر EN ase‏ 
- فصل في صفة صلاته َة بعد الفراغ من القراءة إلى رفع رأسه من 

الركوع ED, STAAL EASES‏ 
- فصل في صفة سجوده ا 000011 OY‏ 
- بحث وضع الركبتين قبل اليدين 0 0 ا ااا 
- فصل في القيام والسجود أيهما أفضل AE E O‏ 
- فصل في صفة صلاته ية في الرفع من السجود والجلوس بعده VI A‏ 
- فصل في صفة صلاته َة من النهوض بعد السجود إلى آخرها V0 a...‏ 
- جلسة الاستراحة See‏ بببج001020 0 ا VO.‏ 
- الالتفات في الصلاة YAO oes eae RS‏ 
- فصل في وجوه التورك المروية عنه َة في التشهد الأخير ال N‏ 
- فصل في الإشارة بالسبابة في التشهد TOE eee‏ 
- مواطن دعائه في الصلاة AT nein‏ 
- فصل في هديه في السلام IR assed‏ 
- فصل في أدعيته في الصلاة ا انو دس اا مون ب ا 11 
- فصل في أن أدعيته في الصلاة بلفظ الإفراد Meee‏ ل 
- فصل في أن خشوعه في الصلاة لا يشغله عن مراعاة أحوال 

المأمومين وغيرهم EV See Es‏ 
- نفخه وبكاؤه وتنحنحه في الصلاة VN. aeRO SESS‏ 


2 فصل في هديه هة في سجود السهو 
ت فصل فيما حفظ عنه یله من سهوه 


- فصل في انصرافه من الصلاة وما 
الأذكار والقراءة بعدها 0 
- فصل في هديه في السترة E‏ 


في الصلاة 10000 
كان يقوله وما شرعه لأمته من 


- فصل في هديه ية في السنن الرواتب RE,‏ 
2 اختلاف الفقهاء في سنة الفجر والوتر أيهما أوكد ees‏ 
چ فصل في اضطجاعه ييو بعد سنة الفجر 00006 


- فصل في هدیه يكل في قيام الليل ... 


لفقم وو وف و و ل و وو ووو 


0 فصل في سياق صلاته بَا بالليل ووتره 0/18 


- صفة جلوسه ية في محل القيام .. 
- فصل في الركعتين بعد الوتر EE‏ 
- فصل في قنوته َة في الوتر TT‏ 
- هديه في الوقوف علئ رؤوس الآي 


seeennnnnecaansannacnnencannnannns 


ineceeunannanennnecanenccnnancnnns 


sfmeBauuunenncencenecacecennnenennne 


veeoecoececcccccccecceecssecceannenee 


- اختلاف الناس في الترتيل مع قلة القراءة والسرعة مع كثرتها أيهما 


- تطوعه علئ راحلته في السفر حيث توجهت به Rese‏ 
- فصل في هديه َل في صلاة الضحى 0 


- فصل في هديه ية في سجود الشكر 
- فصل في هديه يه في سجود القرآن 


001 ا ا 0 ا 001 


000000 1 


۳4 
o 
ov 
۳۹ 
VY 
فض‎ 
۳۸٤ 
۳۹۱ 
۳4۲ 
۳٤ 
300 


۲ 
¥۷ 
۸ 
TY 
E3 


فصل في هديه كه في تعظيم يوم الجمعة وخواصه شظظ22 
الخاصة الأولئ: قراءة سورتي السجدة والإنسان في فجرها eT‏ 
الثانية: استحباب كثرة الصلاة فيه على النبي ويا a‏ 
الثالئثة: صلاة الجمعة E E‏ 


السادسة: السواك فيه NEE ro‏ 
السابعة: التبكير إلى الصلاة NS‏ 


الثامنة: الاشتغال بالصلاة والذكر والقراءة حت يخرج الومام RS‏ 
التاسعة: الإنصات للخطبة Ty‏ 0 


العاشرة: قراءة سورة الكهف SSN RSS‏ 
الحادية عشرة: عدم كراهية الصلاة فيه وقت الزوال 1510700 
الثانية عشرة: قراءة سورتي الجمعة والمنافقون أو سورتي الأعلئ 
والغاشية في صلاة الجمعة ل ER‏ 
الثالثة عشرة: كونه يوم عيد متكرر في الأسبوع ES‏ 
الرابعة عشرة: استحباب لبس أحسن الثياب فيه lS‏ 
الخامسة عشرة: استحباب تجمير المسجد فيه RS‏ 
السادسة عشرة: عدم جواز السفر في يوم الجمعة لمن تلزمه بعد 
دخول وقتها eRe‏ 
السابعة عشرة: أن للماشي إلى الجمعة بكل خطوة أجر سنة صيامها 


0 
كمع‎ 
0۹ 
ام‎ 
م‎ 
a 
٤ 
۲ 
۲ 
۲ 
a 
۲ 


٤ 


الا 


Vo 


الثامنة عشرة: أنه يوم تكفير السيئات E‏ وا ا ا 


التاسعة عشرة: أن جهنم لا تسجر يوم الجمعة 00 
العشرون: أن فيه ساعة الإجابة I RS‏ 
الحادية والعشرون: أن فيه صلاة الجمعة التي خصت بخصائص لا 
توجد في غيرها من الصلوات المفروضات ا 


الثانية والعشرون: أن فيه الخطبة 0000000 21#« 
الثالثة والعشرون: استحباب التفرغ فيه للعبادة eS‏ شط 
الرابعة والعشرون: التبكير فيه إلى المسجد 1ك 
الخامسة والعشرون: أن للصدقة فيه مزية عليها في سائر الأيام 5 
السادسة والعشرون: أنه يوم تجلي الله عز وجل لأوليائه المؤمنين 


في الجنة RA SS‏ 
السابعة والعشرون: آنه هو الشاهد المقسم به في سورة البروج 1 


الثامنة والعشرون: أنه اليوم الذي تفزع فيه الخلائق كلها إلا الإنس 


التاسعة والعشرون: أنه اليوم الذي ادخره الله لهذه الأمة ش52 
الثلاثون: أنه خيرة الله عز وجل من أيام الأسبوع ess‏ 


الحادية والثلاثون: أن أرواح الموتئ توافي قبورهم فيه فيعرفون 
زوارهم ا ا 000 
الثانية والثلاثون: كراهية إفراده بالصوم ETE‏ 


الثالثة والثلاثون: أنه يوم اجتماع الناس وتذكيرهم بالمبدأ والمعاد .. 


۹۹ 
۹۲ 
۹۲ 


60 


0۹۹ 


o1۲ 


015 


01۷ 


o۰ 


o۷ 


0 


F30 


* فصل في هديه َة في العيدين لظ 


* فصل في هديه َيه في صلاة الكسوف 


* فصل: في هديه بء في الاستسقاء 


# فصل: في هديه َيه في سفره وعبادته فيه 


OTD 


0320-0-0 


۰ 


‘wenennnccenecenacensconnen 


seecenenencensnceccnncnncee 


seeseneecescccecscsseccnses 


- تأويلات لإتمام عثمان الصلاة في آخر خلافته a‏ 
- فصل في اقتصاره ئة في السفر على الفرض TY‏ 
- فصل في هديه في صلاة التطوع علئ راحلته حيث توجهت به 2ك 
- فصل في هديه في الجمع بين الصلاتين في السفر Ae‏ 
* فصل في هديه بيه في قراءة القرآن واستماعه وبكائه عندهما e‏ 


- بحث التغنى بالقرآن وقراءته بالألحان 
5 فصل في هديه َة في عيادة المرضئ 
- رقيته 4 لمن به قرحة أو جرح أو شكوئ 


oun 


anenannanenanncceeeaanceeeen 


saennennencaanacnccnnnennes 


* فصل في هديه َة في الجنائز E Raa‏ 
- فصل في هديه في الإسراع بتجهيز الميت والصلاة عليه خارج 

المسجد 1 DS DE‏ 
- فصل في هديه في تسجية الميت وغسله وكفنه ا e ee‏ 


- عدد التكبيرات في صلاة الجنازة 


...يمه 


320-00000111 


هوهو ووو و ووو ووو وو وووووو ورور 


ههوووةوووووووووووووووووووز 


ههوووووووووووووووووووووو و وا 


- فصل في هديه ية في التسليم من صلاة الجنازة E‏ 


1۹۳ 


o 
o0۲ 
005 
00 
/اه‎ 
“مه‎ 
۹۲ 
14 
1۳ 
0 
E 
1۷ 
1۳ 
o 
1۳4 


"4١ 
3 
۷ 
1۹ 
o1 


o0 


- فصل في هديه إذا فاتته الصلاة علئ الجنازة 0006 E‏ 
- فصل في هديه في الصلاة على الطفل شظط15 
5 فصل في تركه الصلاة علئ قاتل نفسه والغال من الغنيمة» وفي صلاته 

على المقتول حدًا E‏ 
- فصل في هديه في اتباع الجنازة والإسراع بها ARSE‏ 
- فصل في هديه في الصلاة على الغائب E O‏ 
- فصل في هديه ية في القيام للجنازة eR RSS‏ 
- فصل في هديه في أوقات الدفن واللحد وما يقال عند الدفن والتثبيت. 
- مسألة تلقين الميت بعد الدفن 11101010095« 
فصل في هديه في عدم تعلية القبور وبناء القباب وما إلى ذلك و 
5 فصل في نهيه عن اتخاذ القبور مساجد وإيقاد السرج عليها وغير 

ذلك SE‏ ا ا 
- فصل في هديه اة في زيارة القبور 9و0 
- فصل في هديه في تعزية آهل الميت وصنع الطعام لهم E‏ 
* فصل في هديه َيه في صلاة الخوف ا ا او م و 

220 


553 


10۹ 
9 


T€ 
TTT 
558 
YY 
YY 


Vo 


TV 
38 


ا